العدد 850 صدر بتاريخ 11ديسمبر2023
الفنان ياسر صادق ممثل ومخرج قدم العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، تخرج في كلية التجارة شعبة إدارة أعمال عام 1985، وترأس فريق التمثيل بالكلية وحصل على جوائز عديدة بالمسرح الجامعي، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، وتخرج عام 1994. شغل منصب مدير عام المسرح الحديث، ورئيس المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية. كانت بداياته الفنية عام 1989 في مسرحية «تخاريف» ثم قدم العديد من العروض منها على سبيل المثال «حوش بديعة»، «يوم أن قتلوا الغناء»، «سي على وتابعه قفه»، «حب رايح جاي»، تجاوزت أعماله 80 عملا بين المسرح والتلفزيون والسينما، ومن أهم أعماله التلفزيونية بيت العيلة عام 1992 إخراج حسين حلمي المهندس، مسلسل دهب قشرة عام 1998م إخراج أحمد صقر، مسلسل جائزة نوفل عام 2002م إخراج عمرو عابدين. تقلد منصب مدير المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته السادسة عشرة، وفي الدورة الثامنة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، والتي اختتمت فاعلياتها نوفمبر الماضي، تم تكريم الفنان ياسر صادق بدرع سميحة أيوب، عن التكريم وأسئلة أخرى أجرت «مسرحنا» معه هذا الحوار.
-ماذا يمثل لك التكريم من مهرجان شبابي بعد هذه الرحلة والمسيرة؟
التكريم من مهرجان مهم وشبابي، يعطيني أملا في غد، وأن مصر شابة و65% منها من الشباب، فعندما يتم تقدير مسيرتي الفنية من مهرجان شبابي، نعلم أن القادم أفضل، لأن من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل، إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، برئاسة المخرج مازن الغرباوي، وتدير المهرجان الدكتورة إنجي البستاوي، الاثنان من الشباب، ولديهما إحساس بقيمة الفنانين الحقيقيين ويكرمانهم، وإن شاء الله سيكونون أفضل مننا بكثير. التكريم له مغزى كبير ومهم لأنه أيضًا بدرع العظيمة سميحة أيوب، وفي دورة تحمل اسم أستاذتي الدكتورة سميرة محسن، فكل العوامل تجمعت لتسعدني و»تطبطب عليا» بعد مشوار كبير لم أحظ به بالتكريم من جيلي ولا من الجيل الذي يسبقني، ولكن الله أراد أن يكرمني من إخواني الصغار وأبنائي وهذا شيء عظيم جدًا.
-ماذا يمثل التكريم للفنان.. وهل ما زال لدينا رموز كثيرة تستحق التكريم ولم تُكرّم بعد؟
مصر ولّادة وبها الكثير من الرموز الذين يستحقون بجدارة أن يتم تكريمهم، ومنهم الفنان أحمد بدير، ونحن نحاول في كل مرة أن يتم ذلك، كل مهرجان له سعة محددة في التكريم، فعندما يكون لدينا ألف قامة فنية مثلًا ممن يستحقون التكريم، فكيف يتم تكريمهم في مهرجان واحد أو مهرجانين، هذا أمر صعب جدًا، نظل طوال الوقت نحاول ونسعى. والتكريم بالنسبة للفنان وهو على قيد الحياة مسألة عظيمة، على الأقل يعطيه الأمل في باكر، وأن جهده لم يذهب هباءًا، والغرض من التكريم أن يسعد به الفنان وليس الورثة، وهناك كثيرون تم تكريمهم بعد رحيلهم، ولكن سيظل تكريم الفنان على قيد الحياة له طعم ومذاق خاص وسعادة بالغة.
ماذا تمثل لك سميحة أيوب وهل عملت معها؟
عام 1982 كانت مديرة المسرح القومي، وعملت في مسرحية «مجنون ليلى»، كنت أحد الممثلين، وكنت ما زلت شابا صغيرا، للأسف لم يجمعنا عمل معًا، ولكنني شرفت أن قدمت هذا العمل تحت إدارتها. سميحة أيوب ستظل نجمة كبيرة وفنانة متألقة، وسيدة المسرح العربي، وهي على مستوى الإدارة أهم أعمدة المسرح القومي، أدارته لسنوات عديدة، وهي مخرجة ومؤلفة وممثلة، هي دائمًا الأيقونة والأستاذة، شرفت أن شاهدت لي أكثر من عمل وأعجبتها وكان ذلك بالنسبة لي تكريم أهم من بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية.
-كيف ترى المسرح الجامعي والشبابي مستقل وهواة؟
المسرح الجامعي هو النواة التي تُبنى عليها الحركة المسرحية في مصر، سواء بعد ذلك احترفوا أو ظلوا هواة أو التحقوا بالفرق المستقلة، ومدرسة التعلم الحقيقي للمسرح هي الجامعة، هناك مواقف عظيمة جدًا في الجامعة كانت وما زالت وستظل، القصور في المسرح الجامعي الآن يتمثل في قلة الإمكانيات، ولكن تعادلها المواهب المصرية التي لن تتكرر، الموهبة المصرية هي النبتة التي تخرج من الأرض، المسرح صناعة مثل أي صناعة يتطور جدًا في البلاد التي لديها قدرات اقتصادية عالية، يستطيعون أن يستخدموا أجهزة وتقنيات عالية جدًا في صناعة المسرح، في تكنيك الخشبة المسرحية والإضاءة والصوت، ولكن لا يستطيع أن يوجد الموهبة المصرية المتفردة، وهي التي تحقق لنا الريادة، ولذلك نقف احتراما وتحية وتقديرا لسيدة المسرح العربي سميحة أيوب.
-هل كان الفنان صلاح عبد الله بداية انطلاقك؟
صلاح عبد الله آمن بي وبموهبتي وقدمني في الجامعة وللفنان محمد صبحي ولشركة أوسكار للفنان وائل عبد الله، في أول إخراج له في مسلسل «السحت»، بطولة الفنان محمود ياسين، وقدمت فيه دورا من أدوار البطولة، من الأدوار الأساسية في المسلسل، وكان «فاتحة خير» كنت بمثابة «ابن الشركة»، وكان الفضل لله سبحانه وتعالى ثم لصلاح عبد الله، صلاح هو أخي الكبير وصديقي وعشرة العمر.
-ما الدور الذي يجعلك تعود من جديد لخشبة المسرح؟
أي دور مهم مع مخرج مبدع أتمنى أن أقدمه، المسرح بيتي، وأجد نفسي في المسرح،
أتمنى أن أقدم شخصية الحلاج من تأليف صلاح عبد الصبور.
-ما النصائح التي تهديها للشباب المقبلين على خطوة التمثيل أو في بداية حياتهم الفنية؟
صدق نفسك حتى يصدقك الناس، وأنت تمثل الشخصية صدق أنك فعلًا الشخصية حتى يصدقك الجمهور، صدق أنك حامل الفكرة حتى تصل للناس هذه الفكرة.
-ذكرت في ندوة تكريمك في شرم الشيخ أنك كنت تنتظر شكرا -على الأقل- على ما بذلته في حياتك المهنية الوظيفية.. فما تعليقك؟
القيادات تأتي وتذهب، وكل منهم يحمل فكرا وله مزاياه وعيوبه، ولكن كنت أتخيل أنني صنعت صرحا كبيرا، بذلت فيه جهد ا كبيرا حتى يظهر بهذا الشكل، صنعنا افتتاحا شبه أسطوري، ما يقرب من 37 قناة لتغطية الحدث إلى جانب الصحافة المكتوبة والمرئية، لم يحدث ذلك من قبل في وزارة الثقافة، وحضور جماهيري ونجوم وفنانون وعلى رأسهم وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، وكل قيادات وزارة الثقافة، عمل كبير ومهم وتوثيقي، خاصة أنه المتحف النوعي المتخصص الوحيد في الوطن العربي، ولم أتخيل أن اقابل بهذا الجحود «مع السلامة واقفل الباب وراك»، وهذا جعلني أستشعر بالحزن وعدم التقدير. المشروع كان في بدايته وكان يحتاج مجهودًا أكبر حتى يكتمل، الفكرة فكرة التقدير، وعندما تم تعييني مديرا للمهرجان القومي للمسرح المصري، اعتبرت ذلك تقديرًا، خاصة أنني سأعمل مع صديقي وأخي رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، إنما فكرة أن أنهي حياتي الوظيفية بخروجي على المعاش، ولا يتم تقديري فهو شيء محزن، كل الموظفين الذين كانوا تحت قيادتي قدمت لهم خطاب شكر ومكافأة شرفية، على الرغم أن مكافأة نهاية الخدمة ملغاة، ولكنني قمت بعمل مكافاة شرفية لهم تقديرا لجهدهم، كنت أنتظر وقد كنت وكيل وزارة عند خروجي على المعاش أن أحصل على جواب شكر، يكون ذكرى لابنتي، أن الوزارة قدرت تعبه ومجهوده.
-ما معايير اختيارك للدور الذي تلعبه؟
أن يكون له أثر في الناس والمجتمع ويكون في إطار عمل متميز، يحمل فكرة ومضمونا هادفا ومحترما، وألا تخجل منه ابنتي، في اختياراتي أضع ابنتي الصغيرة أمامي، من أجل أن أكون مصدر شرف وقيمة تفتخر بها.