حضور المهرجان: دورة استثنائية وجهد منظم وكبير

حضور المهرجان: دورة استثنائية وجهد منظم وكبير

العدد 850 صدر بتاريخ 11ديسمبر2023

أسدل الستار على الدورة الثامنة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الذي أقيمت فعالياته فى الفترة من 25 – 30 نوفمبر الماضي، تحت رعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، واللواء أركان حرب خالد فوده محافظ جنوب سيناء، ويرأسه المخرج مازن الغرباوي، مدير المهرجان د. إنجي البستاوي، ورئيس شرف الفنانة القديرة سميحة أيوب، ورئيس اللجنة العليا المايسترو نادر العباسي. حملت الدورة اسم الدكتورة سميرة محسن  وأقيمت تحت شعار «مسرح من أجل الإنسانية». أقيم  حفل الافتتاح والختام بقصر ثقافة شرم الشيخ. شهدت الدورة تطوراً كبيراً وملحوظاً على مستوى الندوات والورش والعروض المسرحية المشاركة من دول مختلفة. خصصنا هذه المساحة  لنتعرف على انطباعات المسرحيين عن الدورة.
تتويج للتكريمات التي حصلت عليها 
أعرب د. عمرو دوارة عن سعادته البالغة بتكريمه في الدورة قائلاً: شرفت بدرع الفنان القدير محمد صبحي عام 2020، وبجائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2022، وبجائزة التميز في النقد المسرحي من نقابة اتحاد كتاب مصر عام 2023، بالإضافة إلى عشرات الجوائز والتكريمات بالمهرجانات المحلية والعربية ( الجزائر، المغرب، ليبيا، الأردن، العراق، الكويت، الإمارات المتحدة، سلطنة عمان) وأيضا ببعض المهرجانات الدولية (بإيطاليا وإنجلترا واليابان) وبهذا التكريم يتم تتويج وتكامل مجموعة التكريمات التي حصلت عليها. أضاف: كذلك فقد سعدت بالكلمات التي قيلت في ندوة التكريم، كما سعدت أيضا بالكتاب الذي أصدرته في هذه الدورة وحمل عنوان “سميرة محسن الأستاذة الأكاديمية متعددة المواهب” والذي تناول سيرتها وأهم أدوارها وما قيل عنها، وكل ما يتعلق بهذه الفنانة الكبيرة. 

العمر لم يذهب هباءً
 كذلك أعرب الفنان ياسر صادق عن سعادته بالتكريم فقال: سعدت بهذا التكريم للغاية، خاصة أنه يأتي من مهرجان مختص بالمسرح الشبابي، وهذا يدل على أنني تركت أثرًا في نفوس الشباب، فتقدير مسيرة الفنان شيء عظيم، وهو ما يشعره أن عمره لم يذهب هباءً، وأسعدني بشكل كبير حصولي على درع يحمل اسم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وأن تحمل الدورة اسم الفنانة الدكتور سميرة محسن. وعن الدورة وما يميزها استطرد قائلاً: المميز أنه تمت زيادة عدد الورش وهناك جهد كبير من قبل إدارة المهرجان ومشاركة عدد كبير من دول العالم، يكفي أن يكون المهرجان قائما عليه شباب ويضاهي المهرجان التجريبي وقد يتفوق عليه. 

التكريم يحمل قيمة غالية
الفنانة ميمي جمال قالت عن تكريمها أيضا: هو اعتراف بمشوار المبدع وشكر خاص لما قدمه من فن، يأتي من مهرجان ترأسه شرفيا الفنانة سميحة أيوب، وهي قامة فنية كبيرة، وكذلك في دورة باسم الفنانة د. سميرة محسن فهو شيء عظيم للغاية. 
تابعت: الشباب يقدمون أعمالاً مسرحية جيدة للغاية، وكنت أتمنى أن أشاهد عروض المهرجان ولكن بسبب ارتباطاتي الفنية لم أتمكن من مشاهدتها.

المهرجان نظرة على مستقبلنا المسرحي
فيما أعرب المخرج الكويتي عبد الله عبد الرسول عن سعادته بحضوره الدورة، وأضاف: هذا حدث كبير ومهم للشباب المسرحي في العالم، يحدث في مصر العربية الشقيقة الكبرى التي تحتضننا ولها مكانة كبيرة في قلب كل عربي. وهذا المهرجان له خصوصية كبيرة حيث  يصنعه الشباب، وبذلك يجعلنا ننظر من خلاله على مستقبلنا المسرحي بين دول العالم. وأنا أتابع هذا الحدث بفخر خاصة أن من يديره مجموعة من الشباب على رأسهم المخرج مازن الغرباوي، وأعتز بتكريمي فيه الذي يعد مهماً للغاية وقريبًا لقلبي لأنه يمنح من مهرجان  شبابي  لذلك أفخر وأعتز به كثيرا. 

مشاركة  دول مختلفة شيء مهم 
الفنان الكوري جون ونج سون عضو لجنة تحكيم مسابقة المونودراما أعرب عن سعادته بحضور هذا الحدث الذي تجتمع فيه بلدان عربية وأجنبية، وقال: هو شيء ليس عادياً، معربا عن سعادته بمشاركة العرض الكوري في المسابقة الرسمية للمهرجان، وأنه نال إعجاب الجماهير. وأشار إلى أنه من الجيد إقامة مثل هذه المهرجانات المسرحية للتعرف على ثقافات الدول المختلفة وحدوث تبادل ثقافي وفني بينها.

وجهة لأغلب فناني العالم
وأوضحت المخرجة والفنانة التونسية زوهاد ديضفلاوي مدربة ورشة لغة الجسد في المسرح النسوي أن الدورة عكست مدى تطور المهرجان عن الدورات السابقة على مستوى العروض والورش. وقالت إن المخرج مازن الغرباوي يطور نفسه من عام لعام، حيث جعل المهرجان وجهة لأغلب فناني العالم. فكل الاحترام والتقدير للمهرجان إذ جاءت الدورة الثامنة على مستوى عال من التنظيم وتنوع العروض. 

كوكبة لامعة من فناني المسرح 
الفنانة التونسية دليلة مفتاحي إحدى المكرمات قالت: المسرح التونسي في صحة جيدة وهو مسرح معروف على مستوى العالم العربي والدولي، وهناك مشاركات عديدة له، وأنا سعيدة للغاية بوجودي في شرم الشيخ وفي مصر بصفة عامة، والتكريم يشرفني للغاية حيث يتم تكريمي وسط كوكبة لامعة من فناني المسرح، وفي دورة تحمل اسم الفنانة سميرة محسن وترأسها شرفياً سيدة المسرح العربي سميحة أيوب. 

تفعيل محور للعروض المسرحية القصيرة 
فيما قال الناقد حسام مسعد: استطاع المهرجان وتحديداً لجنة المشاهدة أن تختار عروضا تعرض لأول في شرم الشيخ وعروضا ذات جرأة، لاسيما العرض الياباني في محور مسرح الشارع والفضاءات غير التقليدية، وهو عرض جيد جداً، وقد أدت الممثلة أداء جيدا جعلتنا نتجاوز الحدود بالتفكير والتأمل. العرض من عروض الفنون الأدائية وليس من عروض مسرح الشارع وهو عرض جيد جداً رغم أنه أتى إلينا بثقافته، وجعلنا نفكر في الأطر التي نحن محتجزون بها وتابع قائلاً: على المخرج مازن الغرباوي أن يفعّل محورًا هامًا وهو محور المسرحيات القصيرة، فطالما لدينا مسابقة تفرز إنتاجات نصية فيجب أن يكون لدينا محور للنصوص المسرحية القصيرة. 

انبهرت بالممثلين في الورشة
المدرب العالمي سكوت توريست مدرب ورشة الأداء التمثيلي لطريقة ماينزر قال: انبهرت كثيراً بالممثلين بالورشة، فهذه المرة هناك متدربون كثيرون من مختلف الدول من السعودية والكويت والإمارات، شاركت معهم لحظات سعيدة وإبداعية، وأتمنى أن يأتي للورشة طلبة من جميع أنحاء العالم. 

التبادل المعرفي يضيف كثيراً
محمد زكى مخرج عرض «ليلة ماطرة» الحاصل على أفضل عرض في مسابقة محور الشارع والفضاءات غير التقليدية قال: هذه الدورة مميزة للغاية ومتفردة حيث استقطب المهرجان أكثر من دولة، وهذا التبادل المعرفي يضيف للمهرجان كثيراً وهناك تنظيم جيد للغاية والعاملون بالمهرجان على أعلى مستوى. 
وعن أمنياته قال: أتمنى تطوير المسرح وأن نشاهد المسرح من وجهة نظر أخرى، أضاف: ما حدث في المهرجان من تلاقح العروض العربية والأجنبية يفيدنا كمسرحيين، وأتمنى تبادل الفن الجيد وتنوع التجارب.
أتمنى فصل محور الشارع عن الفضاءات غير التقليدية
وقال المخرج التونسي وليد خضراوي مدير مركز الفنون المعاصرة بالجسرين ومخرج عرض «التائهان»: قدمنا من خلال عرضنا عدة تقنيات من أهمها فتح مجال التفاعل الإيجابي مع المارة، وقمنا بجولة سياحية تثقيفية، وقدمنا عرض التائهان لأنه يتماشى مع واقعنا العربي وسعدنا كثيراً بحصولنا على جائزة أفضل عرض متكامل وهو تثمين لمجهودنا، وأتمنى في الدورات القادمة فصل محور الشارع عن الفضاءات غير التقليدية فكلاهما مختلف منهجياً وتقنياً.

فعل حضاري كبير 
وقال الدكتور سيد عبد الرازق الفائز في مسابقة مصطفى سليم للتأليف المسرحي فرع النصوص الطويلة: «المهرجان طموح منظم؛ فثمة جهد يتراكم، ونجاحات جزئية تسهم في النجاح الكلي العام. مازن الغرباوي -رئيس المهرجان- بنظام هرمي متكامل استطاع أن يغطي مساحات شاسعة يتسع رتقها على مؤسسات كبرى أقدم تاريخا وأكثر إمكانية، الأهم من النجاة من القصور، هو السعي إلى الكمال، وصرف كل شيء نحو الإيجابية. الثابت في الأمر أن ثمة فعلا حضاريا كبيرا يتم صنعه بعناية على أرض الفيروز، إنه مهرجان مسرحي يتناول ورشا مسرحية، ندوات متخصصة، جوائز متعددة، وتكريمات مستحقة لجيل من الشباب، وأجيال من أساطين المسرح، وغيرها تتراوح وتتنافس. ربما أهم ما يمكن تدوينه فيما يتعلق بالثقافة المسرحية هو ذلك التمازج العالمي، وهذا التلاقح الفكري الجبار، إضافة للصورة المشرفة التي تبعث على الوقوف على قدم ثابتة وادعاء الحق في الريادة. ما يمكن أن أهمس به هو ما ذهب إليه تميم البرغوثي في قوله “من كان ذا حُلم وطاَل به المدى فليحِمِه، وليحلم أيضًا نفسه من حُلمِهِ، فالحلم يكبر أدهُرا فى يومه”. الأحلام الكبيرة تتطلب تطويرا دائما في القدرات البشرية والمادية، وهذا ما أحسب مازن الغرباوي ورفاقه ساعين إليه، واللهَ نسأل التوفيق والسداد. 

أفضل نص مونودراما
أعرب الكاتب محمود عقاب الفائز في مسابقة مصطفى سليم فرع المونودراما عن سعادته فقال: سعدت جداً بحصولي على الجائزة، وكالعادة إحساس الفوز هو أعلى جرعة سعادة ممكن أن يشعر بها كاتب أو مبدع، وسعدت أكثر بالمهرجان لأنه كما يقولون (وشه عليا خير) فقد تم إبلاغي ثاني يوم المهرجان بحصولي على جائزة الهيئة العربية للمسرح بمسابقة نصوص الطفل، في دورتها الأخيرة، وذلك للمرة الثالثة في غضون أربعة أعوام، ما زادني بهجة وسعادة بمهرجان شرم الشيخ الدولي وجعلني أتجاوز بعض القصور، ولذلك أحب أن أنوه أن للكاتب أهمية كبيرة في الوسط المصري أو العربي، ربما لا تسلط عليه كاميرا الأضواء كما يحدث ربما مع صغار الفنانين لا أقول كبارهم، وبالطبع أغلب الكتاب الناجحين الذين يؤمنون برسالة ما يكتبون لا يشغلهم ذلك، فهو يجري خلف القيمة أكثر من الضوء، لكن في حالة حصول الكاتب على جائزة نص جنباً إلى جنب بجوار جائزة عرض أو تكريم فنان في احتفالية واحدة أو مهرجان واحد، فلا بد أن يكون تكريم الجميع جنباً إلى جنب وبنفس الدروع القيمة في حفل يشهده كل الحضور بدون أي فروق تصنعها الأضواء ويصنعها مبدأ الإبداع الأكثر مشاهدة، ذلك المبدأ الذي يتبناه العامة، وكان يجب على النخبة الواعية أن تتعامل مع كل شيء بمبدأ القيمة التي لا تخلو منها إبداعات الجميع الفائزة سواء كان الإبداع مكتوباً أو معروضا، خاصة أن النصوص الفائزة المكتوبة وكاتبيها قلة قليلة بمثابة ضيوف خفاف وسط جمع حافل من العروض وأصحابها وفنانيها. 

تدعيم عروض الفضاءات غير التقليدية
فيما قال الفنان والمخرج نزار الكشو أستاذ مسرح الشارع وفنون الفرجة ومدرب دولي فنون الأداء ومدير مختبر البحث والتطوير في مسرح الشارع بتونس ورئيس الرابطة التونسية لمسرح الشارع: أعبر عن سعادتي بحضور المهرجان، ومشاركتي في المسابقة الرسمية لمسرح الشارع والفضاءات غير التقليدية للمرة الثانية، فقد شاركت في الدورة السادسة بصفتي ممثلا وصانعا لعروض مسرح الشارع في نوفمبر2021 في “خليج نعمة” بتقديم عرض “خدامة” صحبة رفيقي الفنان طلال ?يوب وإنتاج جمعية “أبولون” للثقافة والفنون بقصر هلال - ولاية المنستير – كما حصلت على الجائزة الكبرى في هذه الدورة الثامنة في ساحة السوق القديم، حيث  قدمت عرض “التائه...هان” بصحبة رفيقي الفنان وليد الخضراوي إنتاج المركز الدولي للفنون المعاصرة الشعانبي، ولاية القصرين. أضاف: كانت دورة متميزة من ناحية جودة العروض في المسارات الثلاث، وأقترح تدعيم العروض المسرحية في الفضاءات غير التقليدية وفصلها عن عروض مسرح الشارع، لأن لكل نوع خصوصياته في الممارسة والتنظير ومقاييس التقييم مختلفة. 


رنا رأفت