عروض و أفكار متنوعة.. بمشاريع سنة أولى دراسات عليا بمعهد فنون مسرحية

عروض و أفكار متنوعة.. بمشاريع سنة أولى دراسات عليا بمعهد فنون مسرحية

العدد 729 صدر بتاريخ 16أغسطس2021

قامت أكاديمية الفنون، المعهد العالي للفنون المسرحية فرع القاهرة بإقامة مشاريع الدراسات العليا 1/2 والذي تضمن أحد عشر عرضا مسرحيا وهي سوشي ميديا، حديث صحفي، عيد جواز، الدب، الشيطان في خطر، ياليلة العيد أنستينا، الرجال لهم رؤوس، الأول والأخير، الخطوبة، و بورتريه، التقت مسرحنا مع القائمين على هذه المشاريع . 

العرض المسرحي « سوشي ميديا»، بطولة الفنان مفيد عاشور، الفنانة عايدة فهمي، والفنان ياسر علي ماهر، والفننا أحمد مختار، والشباب ندى عصام، وشيماء نصار، وياسر الرافعي، ورفيق الريحاني، وبيتر المصري، وزهرة ، إعداد موسيقي أشرف عز الدين، وديكور أميرة هيكل، وإضاءة صحراء صلاح الدين، ومخرج منفذ باسم حسين وإيناس المصري، وإشراف أ.د مدحت الكاشف وإعداد وإخراج د. أيمن عبدالرحمن والذي تحدث عن تجربته قائلا :
تراودني الفكرة منذ فترة طويلة خاصة مع التطور التكنولوجي الكبير الذي يحدث يوميا وسيطرة السوشيال ميديا على عقول البشر، موضوع شائك ويمكنني تناوله من خلال أعمال كثيرة، و سبق وقدمت أخطار التطور التكنولوجي من خلال العمل السينمائي «شكة دبوس »،  وهناك عمل آخر مازال قيد التنفيذ ولكن بشكل مختلف، كما تناولت الموضوع من خلال مشروع الدراسات العليا على خشبة المسرح وأرى إذا وهبته حياتي لن تنتهي الأفكار التي تدور في ذهني حول التطور التكنولوجي والميديا في العالم بعد أن تحول العالم لقرية صغيرة، أما رسالتي من العرض فدائما أفضل أن لا أفصح عنها لأترك الأمر مفتوح لفهم كل متفرج وناقد ومتذوق فقد أفاجئ بتفسيرات وتأويلات جديدة. 
وأضاف« عبدالرحمن» أردت تقديم عمل بسيط تصل أفكاره للناس بدون تعقيد و فزلكة إخراجية أو تعقيد في الكتابة والتمثيل، وساعدني في ذلك مجموعة من أفضل الممثلين في مصر جميعهم كبار وصغار فاستطعت إيصال رؤيتي لأبسط متفرج، فربما يبدأ التفكير في الواقع الذي يعيش فيه وعلاقته بوسائل التواصل الاجتماعي وقد يغير حياته وهذا ما أريد الوصول إليه 
وتابع الحديث حاولت التعبير بشتى عناصر العمل المسرحي، اخترت نص عن مسرحية “البيت” مسرحية كتبت في المسرح الإنجليزي منتصف الستينيات، وأعدت كتابتها فيمكننا القول إني دراماتورجي العرض، ولكن حين كتبت النص وجدتني لم استعن بأي كلمة من المسرحية  فقد استعنت بالإطار العام وحتى هذا تم تغييره لأنه كاشف للحلول منذ اللحظة الأولى، بينما في «سوشي ميديا» أجلت الحلول لآخر العرض، كما عملت عليه ليصلح لمناقشة مايحدث في 2021.
واسترسل الكاتب والفنان أيمن عبدالرحمن قائلا:  لدينا كنوز في المسرح العالمي كثيرة وكبيرة يمكننا العمل عليها طيلة العمر ولن تنتهي، ولكن المهم كيف نقدمها بطريقة جديدة ومبتكرة وتخلق تماس مع المتفرج، أما عن كوني مخرجا وكاتبا للعرض فكنت لا أحب تقديم عمل من تأليفي ولكن اكتشفت أن فرصة المسرح أن أصبح صاحب العرض كاملا مؤلفا ومخرجا، أن أعبر عن وجهة نظري دون الاستعانة بأحد لأني مؤلف في الأساس ولأني من عشاق المسرح العالمي وفيه الكثير الذي أحلم بتقديمه، أما عن فكرة إعادة تقديم العرض بعيدا عن خشبة المعهد العالي للفنون المسرحية فهناك أفكار لذلك وأعتقد قريبا جدا سنعيد عرضه. 
ماهر: معالجة درامية للسوشيال ميديا والدور دلالة لدجال الخطابة
وقال الفنان الكبير ياسر ماهر المشارك في مسرحية «سوشي ميديا» 
العرض معالجة درامية للسوشيال ميديا واستخداماتها، الفكرة عبارة عن نادي يضم مجموعة متنوعة من الأشخاص أحاضرهم دائما في دلالة لدجال الخطابة سواء في التنمية البشرية أو من بعض الشيوخ الدجالين، والذي ينشر عليهم حالة من السحر فيسحرهم بكلمات فارغة المضمون ويطلقون عليه البروفسير؛ فيبرر لهم كل المشاكل رغم صعوبتها الشديدة ويجعلها تبدو سهلة جدا، يعشقونه لأنه يبرر لهم أحط المشاعر، والمواقف لنكتشف في النهاية أن هذا النادي ماهو إلا مصحة نفسية وأنا أحد المرضى.
وأضاف “ماهر” العرض به قدر من الكوميديا عالية المضمون وهي أشبه بكوميديا القطاع الخاص، وتكمن أهمية معالجة قضية السوشيال ميديا دراميا في أننا مازلنا نعاني الانبهار من أي شئ يُحدث نقلة تكنولوجية، السوشيال ميديا تظهر فنانين وتؤرخ لأحداث ويمكن استخدامها بشكل عظيم ولكن الوضع الثقافي متدني وبالتالي استخدامها متدني، فعن نفسي استفدت كثيرا منها حيث شاهدت الكثير من الأعمال الهامة في أوروبا وغيرها.
وتابع كل نقلة في حساتنا تأخذ وقتها وكما كانت الإذاعة وكان المسرح هما السيد قبل ظهور التليفزيون وبعد ظهوره سحب البساط بعض الشئ منهم ثم ظهر التليفزيون “الملون” وانبهرنا برؤيتنا للأشياء بألوانها الحقيقية و أصبح أكثر إبهارا، وطالما هناك تدني ثقافي سيظل الانبهار، فهذا الجيل أصبح يطلق على نفسه مثقف لمجرد أنه يعمل على الكمبيوتر، لم يشاهد مسرحيات رائعة أو أوبرا أو متحف، أرى أن الثقافة تعامل بعنف كما لو كانت بضاعة مكروهة على مدى العمر، ومع هذا التطور الهائل أصبحت وكالات الأنباء الدولية والمجلات متوفرة على هذا الهاتف الصغير فأصبحنا نقدره أكثر من أي شئ آخر.
السوشيال ميديا أداة عملاقة وعظيمة ونعتبرها تقدم علمي هائل لابد من احترامه، والعرض ندق من خلاله جرس الإنذار ونقول انتبهوا خطر.
 العرض المسرحي « الراكبون إلى البحر» للمخرجة أميرة محمد، للمؤلف جون ميلنجتون سنج، تحت إشراف أ.د محمد أبو الخير.
تدور المسرحية حول موريا، امرأة عجوز، فقدت جميع أفراد عائلتها الذكور في البحر باستثناء بارتلي آخر أبنائها الستة والذي يغرق أثناء المسرحية أيضا، ورسالة العرض أن الأقدار حاصلة ولا سبيل لمجاهبتها وإنه لابد من الاستسلام لها، والبحر في القصة يرمز للقدر وكأن التهام البحر لبارتلي ومايكل والبقية كالتهام القدر لحياتهم وأنه لا يوجد إنسان يعيش إلى الأبد ويجب أن نرضى بما قسم
وأضافت« محمد » سبب اختياري لهذا النص أنه يعتبر مثالا رائعا للمأساه التراجيديه بكل صورها رغم قصرها فهي مأساه تضاهي في جمالها مآسي العظام اليونانين -غير أنها مسرحية تطرح مشكلات الإنسان البسيط الفلاح في مجابهة القدر والضروره ولقمة العيش - مما يجعل الجمهور في تعاطف تام مع شخوص المسرحية التي ولا شك ستلمس كل إنسان بسيط في هذه الحياه عانى من الفقر والاحتياج. 
أما عن منهج التمثيل فكان لابد و أن يكون واقعيا طبيعا لأقصى درجة حتي يندمج الممثل مع الشخصية فيصل للجمهور المورال الذي أراده سنج والذي أردناه نحن في إخراج هذه المأساه إلى النور  فشخوص مسرحيتنا هم بسطاء فلاحين يواجهون مصائرهم مع الطبيعه، فلابد من أن نركز علي منهج تمثيلي واقعي حتى نصل بالأداء التمثيلي إلى أقصى درجة من الصدق الواقعي الذي يتماس مع شخوص المسرحية.

لمياء أحمد: المواجهة بصورة لطيفة أفضل من المباشرة في النصح
العرض المسرحي « حديث صحفي»، لتوفيق الحكيم، بطولة الحسين الشمندي،شريهان قطب، لمياء الحناوي، تصميم الإضاءة وليد درويش، وتنفيذ الإضاءة أحمد الرمادي، مساعد مخرج محمد رمضان، مخرج منفذ أحمد صفوت،تحت إشراف أ.د محمد أبو الخير وإخراج لمياء أحمد والتي قالت عنه:
كتب النص عام 1938 بغرض تبرأة الكاتب لنفسه من لقب عدو المرأة الذي أطلقت عليه هدى شعراوي، ويتناول النص الصراع بين الرجل والمرأة من وجهة نظر الكاتب، و نظرا لفترة كتابته فكانت لغته مختلفة بعض الشئ مثل استخدام الآلات والمعدات” آلة كاتبة أوتومبيل” فغيرت في الجمل لتناسب الوقت الحالي، لكني لم أغير في الدراما لأن النص مناسب جدا لزمننا ولأن توفيق الحكيم تعمد الإتجاه للتجريد، فلم يحدد زمان أو مكان أو أسماء لشخصيات بل اكتفى بالرموز هي وهو والكاتب والسكرتيرة. 
وأضافت « أحمد» تدور القصة حول الكاتب أو الأديب «عدو المرأة» وباختصار فوجهة نظره عن المرأة أنها ستأخره عن إبداعه وتكتم حرياته، فتلجأ إحدى الصحفيات للتنكر في صورة معجبة تريد الزواج منه بالإتفاق مع السكرتيرة وتستطيع تغيير وجهة نظره عن المرأة، وفي النهاية يتزوج السكرتيرة التي كانت تحبه ويكتشف أن المرأة بطبيعتها معطاءة بشكل لايسبب ضيق بعيدا عن المباشرة في طلب الكف عن« التعصب، العنصرية، والآراء المتطرفة».
وتابعت المخرجة حديثها، فحتى تقنع أحدهم واجهه بصورة لطيفة والنص ألقى الضوء على ذلك وتلك عبقرية توفيق الحكيم لايجعل منه شرير جدا أو إنسان جدا حتى يسهل على المتفرج وضع نفسه مكانه، فكان رجل راق ومثقف، نجم كبير وبطل العرض، من الطبيعي أن اتخيل نفسي مكانه، ثم يبدأ المتفرج الذي تعاطف معه مشاهدة مراحل تطور شخصيته وتخليه عن تعصبه وأفكاره العنصرية وبداية التصالح مع النفس فليس علي معاداة جنس كامل، فهي أفكار عامة حين ناقشته فيها الصحافية لم يستطيع الرد عليها وبدأ الاستجابة لحديثها بعيدا عن الأفكار التي لقنها له المجتمع في صغره فليست قناعاته الحقيقية وإلا ما كانت غيرت بسهولة.
العرض المسرحي « عيد جواز» المأخوذ عن النص المسرحي « أريد أن أقتل» لتوفيق الحكيم، وإشراف أ.د نبيلة حسن، وبطولة علوي الحسيني، هند علي، محمد خلف مندوب التأمين، المخرج المنفذ أحمد السمان، وإخراج حسن داوود الذي قال عن مشروعه: 
تدور الأحداث في إطار كوميدي، حول زوجين سعداء للغاية، يجمعهم الحب والوفاء، ويوم عيد زواجهم تدخل فتاة صغيرة مريضة ممسكة « مسدس» تريد أن تقتل أحدا فتحاول الاختيار من سيموت منهم الزوج أم الزوجة وهنا تبدأ حقيقة مشاعرهم المزيفة بالحب في الظهور حيث يختار كل منهم الآخر للموت حتى ينجو بنفسه، وحين تطلق الفتاة الرصاصة نكتشف أنه مسدس صوت وتخرج الفتاة وهي سعيدة لاعتقادها أنها قتلت. 
وأضاف « داوود» هي بالفعل قتلت السعادة التي كانت تجمع بين الزوجين واستطاعت تدمير المنزل الذي كان ينعم بالحب والأمان.
وتابع اخترت هذا النص لإنه يناقش قضية خطيرة وهي الزيف بين الزوجين الذي ظهر مع أول موقف حقيقي واجهوه سويا فكل منهم تخلى عن الآخر والحب كان وهما، الرسالة التي أردت توضيحها من العمل أن الزيف في مجتمعنا موجود وله أشكاله، و نسبة كبيرة من المجتمع مزيفين غير صادقين، لقد أصبح الزيف حقيقة والحقيقة أصبحت زيفا.
هند علي الشافعي ممثلة « عيد جواز»
أجسد دور «لطيفة» الزوجة التي تحب زوجها ويحبها بشكل كبير، ويظهر مندوب التأمين ليؤمن الزوج على حياته لصالح زوجته لتعيش حياة كريمة في حالة وفاة الزوج، إلى أن تقوم جارتهم المريضة  بمحاولة قتل أحدهم فيختبر حبهم حين يضطر كل منهم اختيار حياته لينجو منها فلا يوجد حب. 
وأضافت«الشافعي»، تلك المرة الأولى التي أجسد دور زوجة فدائما أقدم أدوار الفتاة الصغيرة الرومانسية، بالإضافة للشر الذي اتسمت به الشخصية حين حاولت الكذب على الجارة وادعت انها حامل حتى يموت زوجها، أحب العمل مع حسن منذ كنا ندرس سويا، مخرج متميز.

عبدالوارث: ابتعدت عن الفلسفة داخل النص وعملت على مناسبته لمجتمعنا المصري
محمد السيد عبد الوارث طالب ممتحن تمصير للنص المسرحي ياليلة العيد انستينا عن صندوق الأقنعة للمؤلف الأسباني خايمي سالومي، والمشرف على الطالب أ.د مصطفى سليم والذي قال عن رؤيته ومشروعه: 
العمل ترجمة د. رضا غالب وهو الترجمة الوحيدة المتوفرة لنص صندوق الأقنعة وهو من النصوص النادرة، لأنها لم تطبع بل كانت ضمن الأعداد الشهرية لمجلة ما ثقافية، وسبق أن درسنا النص في المعهد مع د. رضا غالب وحين التحقت بالدراسات العليا كانت التحدي فأردت تجريب تقنية جديدة من تقنيات الكتابة وهي التمصير، واخترت النص لأن فيه مايسمح بالاقتراب من مجتمعنا، ولكن سالومي تناول النص بمنهج وطريقة كتابة له علاقة بالميتاتياترو أو المسرح داخل المسرح، فابتعدت عن الفلسفة داخل النص وبدأت العمل على ما يجعل النص قريب من المجتمع المصري فعملت على فكرتين الفكرة الأولى التي طرحها المؤلف داخل النص الأصلي وهي الرجل والمرأة وعلاقتهم معا التي تتشابه في كل الأزمان منذ بدء الخليقة «انبهار ثم حب ثم فتور، ثم تنتهي العلاقة إما بالخير أو الشر»، وهذا قريب إلينا كمجتمع قائم في الأساس على الطرفين، والفكرة الثانية الزمن وارتباط الزمن ومفهومه في مجتمعنا حين يتقدم العمر باحدهم فيصبح وحيدا ويبدأ بفقدان جزئي لذاكرته، أبطال العرض كان يرمز لهم بهو وهي والحفيد في النص الاصلي بينما في العرض كل الرجال حاتم وكل النساء لطيفة بجانب الطرف الثالث الذي دائما يخرب العلاقات، فحاتم فنان كان يعمل طبيبا ثم أصبح روائي شهير، ومع تقدم العمر يعيش مع حفيده ويبدأ في النسيان.
وأضاف تدور أحداث العرض في « وقفة العيد» ويحاول الحفيد تذكير جده، ومشاركته الأحداث ويرى صورة حبيبة حفيده، وحين يتوجه الحفيد للقائها يظل الجد وحده ونبدأ التعرف على أزمته التي تتمثل في فكرة «أني كبرت ولم يعد يتذكرني أحد أو يشتري كتبي والزمن يمر وسوف أموت»  ويستمع لأغنية» ياليلة العيد انستينا” حتى أخذه النوم، وندخل معه عالم الأحلام الذي يؤثر عليه صورة حبيبة حفيده وأغنية أم كلثوم فتظهر في حلمه فتاة تقول له: «أنا جايالك من رواياتك وحياتك» لتذكره وتبدأ المرور بكل ما مر به وكان السبب في ما وصل إليه الآن وهنا يحدث التداخل بين علاقة الرجل بالسيدة وبين فكرة الزمن وكيف ان الشخص حين يكبر يتم نسيانه. 
وتابع من هنا نشاهد المراحل الثلاثة التي مر بها حاتم، وكانت دائما مرتبط بوقفة العيد وأغنيط ياليلة العيد انستينا، حين أحب فتاة أثناء دراسته بكلية الطب واكتشف أنها متزوجة وهدده الزوج فترك البلاد وبعد عودته أصبح اديبا، ثم الفتاة التي تعمل في البار الذي قضى فيه وقفة العيد مع نفس الأغنية ويخرب العلاقة بينهم أيضا صاحب البار، ثم بعد إتجاهه للتمثيل والناقدة التي عرضت عليه الزواج وأخبرته انها ستطلب الطلاق من زوجها فرفض الارتباط بها لارتباطة بالفن، وهنا تخبره الفتاة في الحلم» أنه هو حاتم في الثلاثة قصص وهي الفتاة في الثلاثة روايات التي كتبتها وحققت شهرة كبيرة وكلما أردت التذكر تذكر لطيفة التي مررت عليها بعلاقاتك وأغنية ياليلة العيد».
ساعدني في النص د. رضا غالب قبل وفاته اخبرته برغبتي في تمصير النص وشجعني جدا كما شجعني أ.د مصطفى سليم المشرف على مادة المشروع في دراسات عليا ورحب بالعمل ونصحني نصائح مهمة، قد رحبت المخرجة بالعمل وقدمت العرض بشكل جيد وحققت نسبة كبيره مما أردت قوله بالإضافة لرؤيتها الشخصية.
محمد الجداوي ممثل «ياليلة العيد»
أجسد دور الدكتور « وحيد» الذي يعيش حياة تقليدية حتى أحب فتاة اسمها صدفة، وراودته فكرة كتابة أول رواية في حياته، ومن هنا أصبح كاتبا، والصدفة تجعله يحب ثلاثة فتيات يحملن نفس الاسم« صدفة»، وتدور الأحداث في ليلة العيد بعد أن بلغ الثمانين ويحيا بصحبة حفيدة والذي يحمل اسم وحيد أيضا، ويمر بحلم يذكره بكل أحداث حياته بعد أن أصيب بفقدان ذاكرة نظرا لتقدم العمر به، ليكتشف في النهاية أن حتى حفيدة أحب فتاة اسمها صدفة.

وأضاف« الجداوي» المميز في الدور تقديمي لمراحل عمرية وفكرية مختلفة لشخص واحد وكيف أن التفاصيل تكبر معه فكانت تجربة ممتعة. 
منار سعيد ممثلة « ياليلة العيد»
هذه المرة الأولى التي أقف فيها على خشبة المسرح، تجربة جديدة جعلتني أشعر بالإنتشاء والرعب في نفس الوقت، ولكن حين حين بدأ الممثل الواقف أمامي الحديث بدأت الأخذ من انفعالاته لخروج انفعالاتي، وكنت من سعداء الحظ أن أعمل لأول مرة مع هذا الفريق الرائع، وكانت لدي طاقة كبيرة للمسرح وسأظل أقدم عروضا طالما حييت.

وأضافت«سعيد» يناقش العرض فكرة العلاقة بين الرجل والمرأة والتي سيظل الحب بينهم لكن في نفس الوقت هناك دائما « طرف ثالث» يظهر ويدمر العلاقة، أجسد شخصيات متعددة ومختلفة للفتاة فكل منهن تحب بطريقتها، فإحداهن متزوجة لكنها تبحث عن الحب وما ينقصها وهنا زوجها هو الطرف الثالث حتى وأن كان زوجها فالأحب هو الأهم، و الفتاة العاملة في البار وتحب فيظهر الشخص الثالث والذي يعمل معها في نفس المكان،والناقدة،  أكثر ما جذبني في الدور أنه لفتاة تحب وتلك طبيعة الفتيات فلم أكن مضطرة للتمثيل.
 العرض المسرحي « بورتريه»، إشراف أ.د علاء قوقة، للمخرج يوسف المنصور والذي قال عنه: 
يتناول العرض قصة رسام حياته مهملة «سكير» بشكل كبير، تظهر أمامه فجاة فتاة تحبه ولايدري من أين خرجت هل من اللوحة أم من أفكاره!!.. نجد لغة الحوار بينهم غامضة حتى نكتشف في النهاية انها حقيقية، ولكنه يدعي عدم معرفتها لأنها اختفت منذ ثلاثة أشهر، ويمروا سويا بقصة حب مخالفة للمجتمع لأنها تعمل»عاهرة» ولم يهتم بذلك لأنه يحبها لكنهم غير قادرين على مواجهة المجتمع الذي يعاقبه بسبب تلك العلاقة، وتختفي مرة أخرى فجأة ولا نعلم إن كانت حقيقية أم مجرد خيال بعد فهمنا لشخصياتهم. 
وتابع «المنصور» أزمة البطل الدرامية بسبب القيود الاجتماعية التي يعاني منها طيلة الوقت، فحين أراد كسر القيود واختيار حبيبته بإرادته لم يسمح له المجتمع، ورسالتي من العرض أنه على الإنسان أن يعيش بالطريقة التي يريدها ولايخضع لأفكار غيره أو قيود المجتمع التي قد تكون بلا معنى وتحطم كل الاشياء الجيدة، وتكسر مبادئ مثل التوبة والبداية الجديدة.
العرض المسرحي «الشيطان في خطر» تأليف توفيق الحكيم، بطولة ريهام عبد الرازق «الزوجة» وعلاء هلال «الفيلسوف»وكريم عبد العليم «الشيطان»، ديكور هادي جمال، إظضاءة محمد الطايع، موسيقى وألحان فادي سمير، مكياج روان علاء، ومخرج منفذ إبراهيم مصطفى، تحت إشراف أ.د علاء قوقة للمخرجة شريهان قطب والتي قالت عن العرض:
إن المسرحية قصيرة مدتها نصف ساعة تنتمي للمسرح الذهني أو المسرحيات المقروءة، تدور في إطار كوميدي منذ البداية حتى النهاية، لكنني لم أقدمها في هذا الإطار، وتتكون من ثلاثة شخصيات: الشيطان، الفيلسوف، والزوجة، والشخصيات مجردة؛ فالمسرح الذهني يعتمد على تجريد الشخصيات .
وأضافت« قطب» لفت انتباهي في البداية اسم النص، وحين نظرت للأحداث حولنا وجدت كثير من المواقف نقول: «الشيطان برئ منك»، وبعد قراءته وجدت في النص عمق في إطار كوميدي« لذيذ» حيث أن الشيطان يبحث ويدعو للسلام وفي النهاية يلجأ للفيلسوف حتى يعطيه حل لمشكلته وأزمته، فالعالم سيباد وهو «الشيطان» سيلقى مصيره ولكنه يرى أن الوقت مازال باكرا للفناء، وفي الجانب الآخر الفيلسوف العالم وملم بكل العلوم حين يجد أنه سيمنح الشيطان الحلول يفكر في العائد المادي وهنا تكون المفارقة كبيرة، حيث تكمن رؤيتي في أن أجعل الشيطان والفيلسوف وجهان لعملة واحدة وتكاد الزوجة أن تكون معهم، فالنفس أمارة بالسوء وكما هناك شيطان للجن فهناك شيطان للإنس، الشيطان يسيطر على الفيلسوف ثم الفيلسوف يسيطر على الشيطان ثم تسيطر الزوجة عليهم.
وتابعت ولإننا لن نعلق كل شئ على الشيطان- ليس تبريرا له-  فجعلته يقوم بحيلة أنه برئ فاخترت على مستوى الفيزيكال «كريم عبدالعليم» شيطان تحبه« كيوت» لكن في نفس الوقت نعمل سويا على أن يقول الوجه دائما عكس ما ينطق به لسانه، فإذا كان يتحدث راجيا الفيلسوف أن يساعده عينيه تقول العكس وتحمل الحقد والغل من الإنسان. 
فتح العرض في البداية على الفيلسوف يتحدث عن الحروب وأننا نحن البشر المخطئين في حق أنفسنا وحق الطبيعة ومع التطور التكنولوجي وتطور القنابل الذرية وغيرها أصبحت الأرض مهددة بالزوال، ولكن حين تأتي الفرصة يفكر في المال ويقول أنا قدمت الكثير للبشرية ووضعت على الأرفف ولم أحصل على مقابل في حين إن غيره من المخترعين للقنابل والدبابات وما يقتل به البشر بعضهم ينفقوا عليه ويحصلوا على حقوقهم، بينما الكلمة ليس لها معنى وهذا ما أردت توضيحه.
أما الزوجة فهي الشخص الذي يرغب في فرض سيطرتها والتحكم وهي سيدة المنزل وكل شئ في عالمها الخاص والسبب في ذلك الزوج وظهر ذلك على مستوى الإخراج في مستوى الحديث بينهم؛ فدائما يؤكد أنها أقل منه ولا تمثل شيئا وهناك نكران للاحتواء والعرفان تجاه الزوجة ومهامها ويتفه منها دائما مما حولها لعدوانية في دفاعها عن كينونتها وحقوقها وهذا تطور طبيعي في علم النفس.
 مضيفة؛ قُسم العرض لمرحلتين كان « وان أكت» لكني أخذت المرحلة الأولى التي تعطي الجرعة بالملعقة  والجزء الثاني كان بين الفيلسوف والشيطان وابتعدت تماما عن الإفراط في الكوميديا والإفيهات والجزء الخاص بفلسفة العرض والنص منضبط وعميق، وبداية من دخول الزوجة تنقلب الموازين ويصبح الجد كوميديا سوداء، وقد يكون ذلك سببا في نجاح العرض
ريهام عبد الرازق ممثلة مشاركة في عرض «الشيطان في خطر».
أجسد دور الزوجة، المختلفة مع الزوج في كل وجهات النظر، أزمتها معه أنه دائما يقلل من شأنها ويرغب في السيطرة عليها لكنها لا تحقق له ذلك لأنها ترى أن كلمتها هي العليا والمسيطرة على المنزل، بينما في لقاءه مع الشيطان كان يتوهم أنه رجل ويتولى زمام الأمور ولكن في الحقيقة هي المسيطرة حتى أنها في النهاية تسيطر على الشيطان، وكما يقول المثل الشعبي «لو الرجل تلميذ الشيطان فالشيطان تلميذ المرأة».
وأضافت «عبدالرازق» هي أمرأة صعبة وتناولتها في إطار كوميدي، وتلم التجربة الكوميدية الأولى فدائما ما أقدم الأدوار المعقدة، وسعدت بها ونالت الشخصية أعجابي الشديد لأنني وجدت إني سأحقق من خلالها ما لايمكن تحقيقه واقعيا.
محمد عاصم طالب ممتحن في «الشيطان في خطر».
اقترحت المخرجة شريهان قطب أن نعمل على هذا النص وذلك لسببين الأول: كورونا والتباعد الاجتماعي الذي فرضته علينا جميعا ويحتم علينا العمل على نص صغير بعدد شخصيات محدودة، وثانيا: لأننا أردنا تقديم موضوع يعبر عن واقعنا الذي نحياه، وكان نص الشيطان في خطر يحمل هذه المواصفات، وأردنا عمل إعداد للنص ولكن مشرف المشروع أصر على تقديم النص كما كتبه الكاتب الكبير توفيق الحكيم.
العرض المسرحي « الأول والأخير» إعداد موسيقي مصطفى خالد، إضاءة وليد عادل درويش، كيروجراف ضياء الدين، ومكياج ناريمان الملاح، وإكسسوارات محمد علي، تحت إشراف أ.د نبيل منيب، إخراج عماد صابر والذي قال عنه:
العرض تأليف الكاتب الإنجليزي John Galsworthy، ويدور حول محامي وأخيه الأصغر الذي ارتكب جريمة قتل، ويحب فتاة تبلغ من العمر عشرون عاما، وهناك شخص يعيش معها في المنزل أوهمها أنه تزوجها وعاش معها لفترة وكان يضربها ويعذبها وكل فترة يتركها ويعود مرة أخرى، فقررت الابتعاد عنه وعاشت مع صديقها ليتكفل بها ثم سافرت إنجلترا وفي إنجلترا قابلت الشاب “لاري” الأخ الأصغر للمحامي، وأحبوا بعض وفي أحد الليالي دخل زوجها القديم ووجدهم سويا وحدث شجار وقتل « لاري» الرجل بدون شعور، ولأن الفتاة « واندا» تحبه كانت تساعده، وما وراء النص تبدأ أحداث المسرحية أن الأخ الأصغر يخبر «كيف»أنه قتل، وبعد فهمه لما حدث يبدأ التفكير كيف يوقع بين لاري وحبيبته حتى ينفصلوا تجنبا لكشف أمرهم، فما كان يشغل الأخ الأكبر هو سمعته لأنه محامي له مكانته في البلد.
وأضاف «صابر»  ويحاول كيف اقناع واندا أن لاري متعدد العلاقات، ثم يطلب كيف من لاري الرحيل على متن سفينة متجهة للأرجنتين، فيرفض لأنه يريد اصطحاب واندا،وحين يعلم بأن هناك متسولا تم القبض عليه يرفض السفر لشعوره بالذنب، ونفتح على المشهد الأخير والحكم على المتسول بالإعدام، ثم يقرر لاري و واندا الإنتحار لأنهم لاينتموا إلى هذا العالم وأنهم أضعف من العيش فيه، ويكتب لاري الاعتراف قبل الانتحار فيخاطب الله أنه اعترف بكل شئ هنا ولا يستطيع فعل شئ آخر، فيدخل « كيف» ويجد الجثتين وتنتهي أحداث المسرحية برسالتها أن العدالة ستتحقق سواء شئت أم أبيت.
مونيكا هاني ممثلة مشروع «الأول والأخير»
الدور للفتاة واندا التي تبلغ من العمر عشرون عاما، وأوهمها جارها بعد وفاة والدها وهي في عمر السادسة عشر أنه تزوجها، وحملت وفقدت جنينها فكان يعذبها ويضربها فقررت الهرب بعيدا عنه، والتقت لاري وبعد عام اكتشف زوجها الأول تلك العلاقة وقتله لاري، وحين يحاول أخيه الأكبر اقناعها بترك لاري ترفض لأنها تراه الأول والأخير وتقنعه أن يظل معها، وفي النهاية يقررا البقاء سويا وينتحرا، الدور تركيبته ليست سهلة وأحببته وصابر ساعدنا كثيرا لنقدم أفضل مالدينا. 
مسرحية « الرجال لهم رؤوس» تأليف محمود دياب، وإعداد عبدالله شاهر، ديكور واكسسوارات هاحر سعيد، مخرج منفذ آية عبد المجيد، مخرج مساعد يوسف جمال، وتحت إشراف أ.د علاء قوقه، وتمثيل أمنية حسن و محمد سراج والذي حدثنا عن مشروعه وتجربته مع الإخراج والتمثيل قائلا
العرض يدور في إطار فانتازيا و واقعية لا يخلو من الكوميديا الخفيفة وكسر للغة العربية بالعامية المصرية ما يجعل استقبالها سهل على المتفرج، فكنت أرغب في تقديم النص منذ فترة طويلة، والنص ضمن ثلاثة نصوص لمحمود دياب اسمها «رجل طيب في ثلاثة حكايات» كان قد كتبها في الستينيات وكانت لها دلالات مختلفة حينها، حيث حاولت تتاول النص بشكل مختلف ليناسب تلك الفترة.
وأضاف»سراج»  تدور الفكرة الرئيسية حول الرجل الضعيف السلبي، عن قصة زوجين، يتسلل الروتين لحياتهم، فهو موظف بسيط يتم قمعه داخل الشركة التي يعمل بها حيث يحصل زملائه على الترقيات رغم استحقاقه ذلك، ولم يبدي رد فعل ويصمت رغم علمه الشديد بكل الفساد داخل المو?سسة مستخدماً كلمه «أنا مالي» ملازمة لشخصيته، وبعد فتره من النقاش الحاد مع زوجته والتي كانت العلاقة بينهما «قط وفار»،
وتابع يصل للمنزل طرد كبير يفتحه فيجد بداخله جثة بلا را?س و مع حالة الصدمة وبعد محاولات التخلص من الجثة يصل طرد آخر به الرا?س فنكتشف أن الرا?س والجسد فيما بعد هما نفس جسد ورا?س الرجل، في دلاله على إنه «ميت» لإنه لا يحرك له ساكنا ليحصل على حقوقه، و ينتهي العرض على تغييره و يتوجه للشرطة للإبلاغ عن كل الفساد الذي يحدث في الشركة، وتلك دلالة على عدم وجود الجثة في المنزل وأنها كانت مجرد خيالات، وتنتهي المسرحية بتغير الشخصية للأفضل ليحيا سعيداً مع زوجتة، ورؤيتي كانت أن التغيير يبدأ من الداخل، فقد لاتكون الرسالة واضحة من خلال النص الرئيسي ولكن هذا ما أردت توضيحه.
وأشار «محمد سراج» إلى كونه ممثلا في العرض حيث قال، فكرت كثيرا قبل التمثيل في العرض، حيث أجسد شخصية الزوج، والسبب في تقديمي للدور الوقت الذي سوف استغرقه في التنسيق مع الممثلين وخاصة أن الممثلة طبيبة وليست ملتزمة بوقت فكنت أعمل في أي وقت من اليوم مما كان سيصعب علي اختيار ممثل آخر لا أعلم ماهي ظروفه وكان علي إنهاء العرض في مدة لاتتجاوز العشرون يوما.
وتابع «سراج» عرضت المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بقاعة صلاح جاهين وتم تصويرها، وأتمنى أن يعرض في إي من مسارح الدولة وأناشد من خلالكم المسارح بذلك حتى وإن عرض لفترات قصيرة.
أما عن الصعوبات فكانت تكمن فقط في الوقت؛ حيث كنت مطالبا بعمل اختزال أو إعداد للنص في وقت معين نظرا لضيق الوقت في هذه الفترة، بالإضافة لإيجاد شكل مناسب للحالة ومرينا بوقت طويل في المناقشات مع المهندسة هاجر سعيد حول الإكسسوارات وفي إطار أي طبقة اجتماعية سيكون العرض.


روفيدة خليفة