وزارة الثقافة تطلق المرحلة الأولى من القوافل الثقافية لتغطية المناطق المحرومة

 وزارة الثقافة تطلق المرحلة الأولى من القوافل الثقافية لتغطية المناطق المحرومة

العدد 752 صدر بتاريخ 24يناير2022

يشكو كثير من المسرحيين من خلو القوافل الثقافية التي أطلقتها وزارة الثقافة من المسرح، ويطالبون بحضوره لما له من دور تنموي وتوعوي مؤكد .
في هذه المساحة نحاول التعرف على الدور التنموي الذي يمكن أن يلعبه المسرح في المناطق المهشمة والحدودية المحرومة ثقافيا وآثر القوافل الثقافية في تعزيز فكرة المسرح

 الشاعر عزت إبراهيم مدير مكتب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أشار إلى صدور مبادرة تضم المرحلة الأولى لمشروع المسارح المتنقلة بالمحافظات، أطلقته الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة وتنطلق أولى فعاليات قوافل المسارح المتنقلة من حي الأسمرات، وقال إن الوزيرة تابعت بدء نشاط المسارح المتنقلة في 6 محافظات هى الدقهلية قرية ميت غراب مركز السنبلاوين، قرية طماى الزهايرة، قرية الرياض أسوان، قرية البلانه مركز نصر النوبة، قرية وادي العرب، البحر الأحمر، «قرية رأس حدربة» جنوب سيناء قرية الجبيل بوديان مدينة الطور، «أسيوط» قرية بنى زيد الأكراد مركز الفتح، «البحيرة» قرى مركز أوب المطامير، كما شملت المسارح المتنقلة إقليم القاهرة الكبرى محافظة القاهرة ومحافظة بنى سويف، محافظة الفيوم، إقليم القناة وسيناء، محافظة جنوب سيناء، إقليم وسط وغرب الدلتا الثقافي، محافظة الدقهلية محافظة الشرقية، محافظة كفر الشيخ، إقليم جنوب الصعيد، محافظة أسوان، محافظة البحر الأحمر، إقليم وسط الصعيد الثقافي، محافظ أسيوط، محافظة الوادي الجديد.

6 عربات في المرحلة الأولى
فيما قال الفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركز للشئون الفنية: السيارات المتحركة كانت تحتاج لصيانات مستمرة نظرا لقدمها والمفعل منها عربتان فقط والباقي يحتاج لصيانات صوتية وإضاءة، من هنا جاءت فكرة شراء ست عربات متنقلة جديدة ومبتكرة، لكل إقليم عربه لتسيير القوافل الثقافية والفنية في الأماكن الأكثر احتياجا بها، وهذا كمرحلة أولى تم تفعليها على مستوى الأقاليم، وكذلك أقمنا دورات تدريبية للعاملين على تشغيل هذه العربات ولمدة عام تم إقامة قوافل ثقافية عديدة على مستوى جميع الأقاليم تشمل العروض الفنية والورش والندوات واللقاءات الثقافية وكان أثرها جيد جدا وأقيمت فعاليات في أماكن كانت بحاجة لمشاهدة فعاليات هذه العربات ممثلة فى تفعيل مبادرة حياة كريمة.
وتابع الشافعي: سيتم شراء سيارات أخرى لكل إقليم حتى نلبى احتياجات معظم الأماكن.

نثمن الفكرة
قال الشاعر والكاتب أشرف عتريس: بالتأكيد نحن نثمن فكرة ذهاب المسرح إلى المناطق المأهولة بالسكان الذين لا يعرفون ما هو المسرح ولا قيمته التي نعتز بها ونناضل من أجلها، خاصة في المناطق الحدودية، فى العريش، مطروح، أسوان، حلايب وشلاتين. وهو البناء الحقيقي للإنسان هناك حيث يغير مفاهيم أضحت كهفية، ومسرح فى تلك الأماكن يعد ثورة، وفكرة التواصل فكرة تنموية بالأساس تزيد من وعى الناس بكل شئ، المهم أن يسمح لنا بهذا دون قلق ولا تحذيرات أمنية ومد جسر الثقة بغية توعية المواطن بكل شئ.. أتمنى ومازلت أناضل لتحقيق هذا مع مؤسسة منوطة بتوعية مجتمعها بالفعل.

القوافل الثقافية لها دور فعال فى نشر الثقافة
بينما قال المخرج حمدي طلبة: «المسرح أو الفنون بشكل عام احتياج إنساني ملح، حيث أن الفنون ترتقى بذوق وحس وشعور الإنسان وتدفعه للتفكير والتأمل والتعبير عن احتياجاته الوجدانية ومشاكله الحياتية وتجعله أكثر حبا للخلق والإبداع والتكيف مع الحياة وتدفعه إلى العمل والابتكار وسمو الأخلاق وإعلاء قيمة الإنسان وخير مثال على ذلك أجدادنا القدماء المصريين الذين اعتنوا بالفنون من نحت ورسم وموسيقى وآداب فارتقت لديهم ثقافة العمارة والهندسة والخلق والبناء وصنعوا حضارة يشهد لها التاريخ. ولدينا فى مصر مناطق نائية وبلاد تقع على حدود مصر من الشرق والغرب والجنوب محرومة من الخدمة الثقافية مثل حلايب وشلاتين وبلاد النوبة فى الجنوب وسيناء في الشرق وسيوة والواحات فى الغرب وكذلك الكثير من القرى جنوب وشمال مصر، وقد اهتمت الدولة ممثلة فى قيادتها السياسية بتلك المناطق المحرومة ممثلة في مشروع (حياة كريمة) بتوصيل الخدمات الثقافية والفنون بجانب الخدمات الاجتماعية وإصلاح الطرق وتطوير العشوائيات، وقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بتنظيم القوافل الثقافية تنفيذا لمبادرة السيدة وزيرة الثقافة بإقامة العديد من (المسارح المتنقلة) التى انتشرت فى المناطق المحرومة، كما تحمل القوافل مكتبات متنقلة وفرق الفنون الشعبية والكورال والموسيقى وتعمل على إقامة ورش الفنون التشكيلية والأعمال اليدوية البيئية وغيرها وكذلك تقدم بعض العروض المسرحية وتستمر القافلة أسبوعا فى كل منطقة، مما أحدث تطويرا في بنية التفكير لدى سكان تلك المناطق والمسرح بالتحديد له فعل السحر في توصيل الرسائل وتنمية الانتماء وحب الوطن وإعلاء قيم الحب والخير والجمال.

 وكأنك يا أبو زيد
و أشار دكتور ياسر علام إلى أهمية ربط العاصمة بالأطراف ثقافيا فقال « دور أكثر من حيوي يمكن أن يلعبه المسرح في المناطق البعيدة عن المدن الكبرى، هذا الدور يمكن أن يحقق الحد الأدنى حين يكون المستهدف هو ربط هذه المواقع بالمركز وإشعارها أنها جزء من اهتمام الدولة، وتذهب القوافل وتلتقط الصور وتدبج المقالات حول حكمة الفاعلين تحت رعاية المسئولين وتعود القافلة وتصرف المكافآت، ولا تبقى في الأذهان إلا الذكرى إن بقت «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت»
وتابع: العمل الاستراتيجي الفعلي يعرف تعظيم القدرات، فليست المهارة أن تصدر العاصمة للأطراف منتجها الثقافي وكأنها المركز المكتفي، بل أن يكون لدينا المقدرة على التفاعل مع المكونات الثقافية لتلك الأطراف وتفعيلها في ممارسات فنية أكثر تماسكا. إن تثقيف الأطراف معادلة في ظاهرها المشاركة والانفتاح لكنها تخفي غطرسة وعنصرية وتعالي.

هل يذهب النجوم
وأشار الناقد د. محمود سعيد إلى تجربة هامة فقال: في الستينات من القرن الماضي دعا محافظ الشرقية الفنان الكبير الراحل محمد توفيق، للمحافظة طالبا منه إقامة صحوة مسرحيه بها، وقد اعتمد توفيق علي بعض النجوم من القاهرة مثل سعد أرد ش وصلاح منصور وكرم مطاوع وأقيمت بالفعل فرقه مسرحية بالشرقية، وبدأت الأعمال وانتشر المسرح بشكل منظم. لذلك فلابد من أن ينتشر النجوم من مختلف مفردات اللعبة المسرحية داخل ربوع مصر انتشار منظما ومستمرا وموجها لعمل ثوره مسرحية في المناطق المهمشة، وبالتأكيد القوافل الثقافية مهمه جدا لكن يغلب عليها الشكل الاحتفالي كي يخرج الشكل في أبهي صورة ..حيث يحرص المسؤول في كل إقليم علي الشكل دون الاهتمام بالمضمون أو حتى الاستمرارية، والتواصل الإيجابي واكتشاف المواهب الحقيقية .

رعاية الدولة
واتفق المخرج حسام الدين صلاح حول أهمية ذهاب النجوم والعروض المتميزة إلى المناطق النائية والبعيدة حيث قال: المسرح له تأثير خاص ومختلف عن الفنون الأخرى كالسينما والموسيقى والفن التشكيلي، نظرا لحالة المعايشة أو الاندماج والمشاركة الوجدانية التي تحدث بين المتفرج والممثل وخشبة المسرح وحالة الإيهام التى تنشأ بين الممثل والمتفرج ينتج عنها تأثير نفسي وذهني فيصبح المشاهد شخص مختلف بعد العرض شريطة أن يحمل العرض مشاعر وقضايا تهمه، يقول أرسطو أن الدراما محاكاة لفعل نبيل تام بغرض التطهير، والتطهير بمعنى إعادة التوازن النفسي، ومنذ فترة ترعى الدولة المناطق النائية والبعيدة بتقديم عروض فقيرة إنتاجيا، تشعر أنها موجهه ومباشرة وخالية من عناصر الفرجة ومن النجوم المعروفين، وكنت أتمنى ذهاب النجوم والعروض الضخمة والمتميزة حتى يصبح التأثير حقيقيا.

مشروع ثقافي
الكاتب المسرحى محمد أبو العلا السلامونى قال: المسرح له دور توعوى في تناول قضايا تحتاج إلى إثارتها للتوعية بأهميتها وكذلك القضايا التي تؤدى إلى التنمية، فكما نعلم مشروع «حياة كريمة» يتناول البنية المادية التي تتعلق بالمصارف والترع والكهرباء .. إلخ. إذن أين الثقافة ودورها في تبنى البشر،لابد أن يكون هناك مشروع ثقافي .. هل أعدت الدولة مشروعا ثقافيا مصاحبا للمشروعات الأخرى. وأعنى هنا وزارة الثقافة؟ هل أعدت إستراتيجية تتضمن المسرح في الهيئة العامة لقصور الثقافة؟ هل القوافل الثقافية استطاعت أن تقوم بدورها بجانب المشروعات الأخرى ودخلت القرى لتقوم بدوها في التوعية وبناء الإنسان؟ أضاف: النقطة الثانية التي يجب الإشارة إليها هو أن هناك أربعة ألاف قرية لا يوجد بها مسارح، فالمسارح فقط في المراكز، وأتذكر مشروع الفنان الراحل بهاء الميرغني مسرح الأماكن المفتوحة، وبالفعل تم إقامة مسرح فى أكثر من قرية وجرن ومركز شباب، وتمت فيه مناقشة قضايا هامة، كذلك مشروع المخرج أحمد إسماعيل.. فلماذا لا تتبنى وزارة الثقافة مشروع المخرج أحمد إسماعيل. ومن هنا أقترح أولا أن تقوم وزارة الثقافة بتبنى المشروعات التى تستهدف المناطق البعيدة والمهمشة والحدودية مثل مشروع المخرج احمد إسماعيل ومشروع الراحل بهاء الميرغني، على أن يتم تكليف الهيئة العامة لقصور الثقافة بتنفيذ هذه المشروعات ومحاولة إحيائها، وكذلك زيادة عدد القوافل الثقافية فهناك ما يقرب من 4000 قرية محرومة ثقافيا، واستثمار المواهب الشابة في الأقاليم وخريجي المعهد العالى للفنون المسرحية فى الأقسام الثلاثة، وفى حالة ضيق الإمكانيات بوزارة الثقافة يتم التعاون مع عواصم المحافظات، كان المحافظ قديما يساهم بمنح مسرح المحافظة واستضافة الفرق لتقدم عروضها عليه، وتقوم وزارة الثقافة بعمل برنامج وتكلف به مجموعة من المختصين سواء من الهيئة العامة لقصور الثقافة أو البيت الفني للمسرح .

العدالة الثقافية
فيما أكدت المخرج عبير على دور المسرح في طرح القضايا الهامة ومناقشتها بشكل جمالي وفني فقالت: العدالة الثقافية تتضمن إتاحة إنتاج وتلقى الثقافة لجميع أفراد المجتمع، فعندما نذهب بعروض إلى الأقاليم نتيح لهم مشاهدة العروض المسرحية حتى لا تكون مقتصرة فقط على العاصمة والمدن، وبالتالى إتاحة المنتج الثقافى للمتلقى فى كل مكان هو جزء من شروط العدالة الثقافية. وتابعت قائلة: هناك الكثير من مؤسسات المجتمع المدني مثل مشروع نواة الذي بدأ منذ 4 سنوات فأصبح هناك فرقة مسرح في 15 موقعا يقدمون عروضا تناقش قضايا العنف والتمييز ضد الفتيات والزواج المبكر، وعن القوافل الثقافية قالت: مثلما تقدم القوافل الثقافية الإتاحة لسكان الأقاليم فإنها تعلب دورا مهما وهو توعية الجماهير بأن تتعامل مع الفن والثقافة ليس باعتبارهما رفاهية ولكن لمواجهة التخلف والإرهاب في الشارع المصري نتيجة الهجمة الوهابية، وجميعها أشياء تذيب الحاجز الجليدي بين الجماهير والفن والفنانين، فالمسرح يذهب إليهم ويجعل العامة ترى الفنانين على ارض الواقع . والنقطة الأكثر أهمية هى أنه في حالة الاعتياد على تلقى الفن يشعر الناس بتأثير ما يحدثه من طاقة إيجابية في مواجهة الغضب والتذمر، وهو ما يحدث نقلة في وعى الجماهير.

أرض الأحلام
الناقد د.حسام الدين مسعد قال: قدمت تجربتين مسرحيتين في صحراء وديان جنوب سيناء وفي فضاءات غير تقليديه وخارج العمارة المسرحية وقد تحقق لي حلم كان يراودني قبل عام 2018 .. ففي تلك الوديان الجبلية التي تبعد عن مدينة شرم الشيخ بحوالي 45 كيلومترا ويسكنها أهالينا من (البدو) حيث التقاليد والأعراف الخاصة.. كان الحلم الذي طالما بحثت عنه أن أنشئ فريقا مسرحيا من سكان هذه التجمعات السكانية التي تعيش في صحراء جنوب سيناء . وظل الحلم يراودني كثيرا لكنه كان محفوفا بصراع الهويات والعقبات المتمثلة في: هل يتقبل سكان التجمعات البدوية فكرة إنشاء فريق مسرحي منهم وهم أصحاب تقاليد وأعراف خاصة؟ وهل يتم السماح للعنصر النسائي بالمشاركة؟ وهل ستوافق الأجهزة التنفيذية والأمنية كقنوات شرعيه علي اختراق هذي التجمعات البدوية وإقامة مسرح بها؟ كل العقبات السالفة كانت كفيلة أن تقضي علي الحلم نهائيا إلا أنه في عام 2018وفي تجربة فريدة للبحث واكتشاف المواهب في التجمعات البدوية ومن خلال القوافل الثقافية المتخصصة التابعة لإقليم القناة وسيناء الثقافي قدمت مشروع ورشة المسرح من أجل إنتاج عرض مسرحي من سكان الوادي، الذين رفضوا المشاركة بحجة الانشغال في أعمالهم، ولكنهم وافقوا علي مشاركة أطفالهم في التجربة بعد العديد من محاولات إقناعهم ووعدهم بحضور وزيرة الثقافة لمشاهدة نشاط أطفالهم الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم الثالثة عشر .
عمدت إلي تكوين فريق مسرحي من هؤلاء الأطفال يقوم علي الارتجال وأخذت أوثق كل ما يخرج من تصورات إبداعيه لديهم من خلال ألعابهم الشعبية واخترت لعبة(الدبة وقعت في البير) لتكون شكلا مسرحيا اطرح من خلاله مشكلات هذي التجمعات البدوية المتمثلة في سواقط القيد والجهل والصحة وغياب الرعاية الحكومية وندرة وسائل المواصلات وعدم وجود بنية تحتية كالمدارس الثانوية التي تبعد عن الوادي ما يقارب المائة كيلومتر . لذا كانت تجربتي الأولي تحمل اسم «نقطه ومن أول السطر « وازعم أنها أنتجت تفاعل اجتماعي إيجابي حيث تبنى قضية طفل ساقط قيد عضو بمجلس الشعب وقتها . كما قرر محافظ جنوب سيناء إنشاء مدرسة ثانوية تخدم سكان الوادي وتوفر الخدمات اللوجيستية لسكانه من أجل حياة كريمة.
وفي العام 2019 تم ترشيحي كمدرب لورشة المسرح في القوافل الثقافية المتخصصة لوديان جنوب سيناء وقدمت نصا من تأليف عبد الفتاح البيه يحمل عنوان «أرض الأحلام» يناقش قضية تصدي أطفال الوادي للميكروبات والملوثات عن طريق العلم وفي رؤية إخراجية استشرافية لمواجهة الوباء وقبل أن يظهر في مصر عمدت إلي توظيف الفضاء البيئي للوادي كمكان تسكنه الميكروبات والملوثات وقلت إن مقاومتها لن تتأتي إلا من خلال «الكتاب»كرمز للعلم وسلاح للمواجهة. وشرفت بحضور معالي وزيرة الثقافة لمشاهدة العرض والتي أمرت بدمج هؤلاء الصغار بأسبوع الدمج
الثقافي بالقاهرة حتي ينصهروا في بوتقة واحده مع أطفال بقية المحافظات، فتتشكل هوية جديدة لهم تسمح بالاستيعاب الثقافي وتفتح بابا لتقدمهم وتنميتهم وللأسف توقف مشروع القوافل الثقافية عقب جائحة كورونا، ولم يعد مرة أخرى.

جولات توعوية
فيما قال المخرج جمال مهران رئيس قسم المسرح فى فرع الثقافة بجنوب سيناء: المسرح من أهم الأنشطة التي تحظى بالاهتمام فى جميع الدول المتحضرة لم يعد دوره ترفيهيا فقط، فالمسرح له دور فعال ومؤثر سياسيا واجتماعيا لأنه يصور الواقع ويمنح المتعة والوعي السياسي والاجتماعي، وينشئ جيلا جديدا يتمتع بالوعي والفكر والخيال والابتكار والانتماء للوطن.
أضاف: نال النشاط المسرحى فى المناطق الحدودية والمناطق المحرومة والمهمشة الكثير من عدم الاهتمام، هذا بالنسبة لجنوب سيناء التي اعمل بها لكي لا أكون متجنيا على باقي المناطق الحدودية الأخرى، وبحكم عملي وتجربتي فى هذه المنطقة فلى العديد من العروض المسرحية قدمتها على مدار اثني عشر سنة جبت فيها العديد من المدن والقرى والمناطق المحرومة والمهمشة من خلال القوافل الثقافية التي تعتمد على برنامج محدد: فرق فنون شعبية وفرقة موسيقية وورش رسم وورش مسرح وتخلو من العروض المسرحية، هذه القوافل لا أنكر صداها الترفيهي ومردودها الفعال في هذه المناطق. ولكنها لا تكفى بدون عروض مسرحية. فهذه المناطق تحتاج إلى نشاط المسرح وهذا ما لمسته خلال تجربتي فى هذه المنطقة التي يعانى سكانها من عدم الثقافة، ويعيش أطفالها فى كوكب آخر غير الذي نعيش فيه،
ما دفعني إلى القيام بجولات مسرحية توعوية في بعض مدن جنوب سيناء والمناطق المحرومة، حيث قدمت العديد من العروض مثال (خد قرارك) خاص بالدستور (انزل وشارك) خاص بالتصويت الانتخابي للبرلمان و(عبور جديد) خاص بافتتاح القناة الجديدة (لا للإرهاب) والعروض الخاصة بالاحتفاليات (العيد القومي للمحافظة، تحرير سيناء، انتصارات أكتوبر، المولد النبوي الشريف)، وكم رأيت مدى التشجيع وعطش الجمهور للمسرح .
وأضاف: المناطق الحدودية والمهمشة قنبلة موقوتة لذلك يجب أن نعمل على تثقيفها وتغيير سلوكياتها وتقديم الخدمات الثقافية ولابد من قوافل للعروض المسرحية التوعوية.

مسرحة المكان
المخرج حسن الوزير قال: تشغلني قضايا الوطن وهموم الناس وكما نعلم حدود الوطن هي خط الدفاع الأول، وهناك اهتمام من قبل الدولة المصرية بحدودنا سواء الشرقية أو الغربية أو الجنوبية، وهناك بعض الناس يعيشون بين حدود ليبيا ومصر، جزء منهم في مصر والجزء الآخر فى ليبيا، والاهتمام بثقافة سكان هذه الأماكن لا يقل أهمية عن حدونا العسكرية، وقد قدمت عام 1929 مسرحية بعنوان «أغنية على السلك « ناقشنا خلالها الحدود بيننا وبين ليبيا وحدود الدول العربية ومشكلة الألغام في منطقة الحدود والعلمين وآثار الحرب العالمية الثانية التي راح كثيرون ضحية الألغام، بالإضافة إلى قيامي بجمع الفلكلور الغنائي المقروء والمسموع، كما قدمت مع الفنان درويش الأسيوطي عرض «عرس كليب « فى أواخر الثمانينات وكنا نقوم بجمع التراث من الجنوب إلى الشمال، وقد أحدث العرض صدى كبيرا وكان لي مشروع هام وهو «مسرحة المكان» فكنت أذهب إلى المحافظات وأقوم بجمع الفلكلور الخاص بها وأقوم بعمل نص منبعه بيئة المكان.


رنا رأفت