وداعا .. محمود نسيم الناقد الفيلسوف

وداعا .. محمود نسيم  الناقد الفيلسوف

العدد 714 صدر بتاريخ 3مايو2021

حالة من الحزن خيمت أجواؤها على الساحة الثقافية والمسرحية بعد خبر رحيل الشاعر والناقد دكتور محمود نسيم بعد صراع مع المرض، دكتور محمود نسيم هو واحد من كبار  شعراء جيل السبعينيات فضلا عن مكانته المرموقه فهو أحد الباحثين فى مصر سواء فى مجال الشعر أو المسرح له العديد من الدوواين الشعرية والمسرحيات والأبحاث، وهو أحد المثقفين الذين لديهم علامات بارزة فى الثقافة المصرية ناقدا وباحثا وشاعرا وقاصا ومفكرا فيمكن وصفه بالمثقف الموسوعى الذى تعددت إهتمامته، لم يكن ذلك فحسب فقد برع أيضا فى الإدارة واستطاع عمل حراك مسرحى قوى وبالأخص بعد حادث بنى سويف فقد تحمل مسئولية إدارة مسرح الأقاليم بشجاعة كبيرة وحقق حراكا مسرحيا قويا فى توقيت عصيب، حصل الدكتور محمود نسيم على ليسانس الآداب جامعة عين شمس عام 1980، وعلى الماجستير من أكاديمية الفنون، وقد عمل مدرسا بكلية التربية النوعية بطنطا والعباسية وكان عضوا بلجان تحكيم وقراءة نصوص إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة وقد أسس الراحل مجلة «كتابات» مع الشاعرين رفعت سلام وشعبان يوسف، كما أنه عضو مؤسس بجماعة «إضاءة 77»، وقد نشرت قصائده ومسرحياته فى عدد من الصحف المصرية وشارك فى كثير من المهرجانات فى مصر والدول العربية كما ترجم عدد من قصائده إلى الإنجليزية وله العديد من دواوين شعرية منها «السماء وقوس البحر» صدر عام 1984، «عروس الرماد» عام 1989، وكتابة الظل عام 1995، وله العديد من المسرحيات الشعرية ومنها «مرعى والغزلان»، حصل على الجائزة الاولى للمجلس الأعلى للثقافة بمصر بمسرحيته الشعرية «مرعى الغزلان» عام 1986، كما حصل على جائزة سعاد الصباح عن ديوانه «عرس الرماد» عام 1991 وقد نعى عدد كبير من المسرحيين د.محمود نسيم مستشهدين بمواقفه المختلفة

حالة من الحزن خيمت أجواؤها على الساحة الثقافية والمسرحية بعد خبر رحيل الشاعر والناقد دكتور محمود نسيم بعد صراع مع المرض، دكتور محمود نسيم هو واحد من كبار  شعراء جيل السبعينيات فضلا عن مكانته المرموقه فهو أحد الباحثين فى مصر سواء فى مجال الشعر أو المسرح له العديد من الدوواين الشعرية والمسرحيات والأبحاث، وهو أحد المثقفين الذين لديهم علامات بارزة فى الثقافة المصرية ناقدا وباحثا وشاعرا وقاصا ومفكرا فيمكن وصفه بالمثقف الموسوعى الذى تعددت إهتمامته، لم يكن ذلك فحسب فقد برع أيضا فى الإدارة واستطاع عمل حراك مسرحى قوى وبالأخص بعد حادث بنى سويف فقد تحمل مسئولية إدارة مسرح الأقاليم بشجاعة كبيرة وحقق حراكا مسرحيا قويا فى توقيت عصيب، حصل الدكتور محمود نسيم على ليسانس الآداب جامعة عين شمس عام 1980، وعلى الماجستير من أكاديمية الفنون، وقد عمل مدرسا بكلية التربية النوعية بطنطا والعباسية وكان عضوا بلجان تحكيم وقراءة نصوص إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة وقد أسس الراحل مجلة «كتابات» مع الشاعرين رفعت سلام وشعبان يوسف، كما أنه عضو مؤسس بجماعة «إضاءة 77»، وقد نشرت قصائده ومسرحياته فى عدد من الصحف المصرية وشارك فى كثير من المهرجانات فى مصر والدول العربية كما ترجم عدد من قصائده إلى الإنجليزية وله العديد من دواوين شعرية منها «السماء وقوس البحر» صدر عام 1984، «عروس الرماد» عام 1989، وكتابة الظل عام 1995، وله العديد من المسرحيات الشعرية ومنها «مرعى والغزلان»، حصل على الجائزة الاولى للمجلس الأعلى للثقافة بمصر بمسرحيته الشعرية «مرعى الغزلان» عام 1986، كما حصل على جائزة سعاد الصباح عن ديوانه «عرس الرماد» عام 1991 وقد نعى عدد كبير من المسرحيين د.محمود نسيم مستشهدين بمواقفه المختلفة
رنا رأفت
أحد أجمل الوجوه الشعرية لجيل السبعينات
فى البداية نعت معالى وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم الدكتور محمود نسيم وقالت  إن الراحل أحد أجمل الوجوه الشعرية لجيل السبعينات، مشيرة إلى أسلوبه المتفرد في معالجة العديد من الموضوعات التي تناولها بكلماته، وتوجهت بالعزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه، داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته

لم يفقد أبدا قدرته على مناقشة أدق تفاصيل أية فكرة بذهن رائق
قال الدكتور علاء عبد العزيزعن د. محمود نسيم «أرهقه توالى فقد الأصدقاء الذى انتهى بوفاة المخرج الكبير فهمى الخولى - أحد رموز محبة الحياة - كما كان يصفه، من الصحيح أن الأستاذ الدكتور محمود نسيم احتفظ ببشاشته و لم يفقد أبدا قدرته على مناقشة أدق تفاصيل أية فكرة بذهن رائق و منهجية لافتة فى استفاضة لكنه بدا لى متعبا،هو الذى كان غالبا يحثنى على التغاضى و الاستعلاء عن أفعال الزائفين كاد أن يناله الأذى من قبح أحدهم الذى يصف نفسه بأنه من أصدقاء الراحل المقربين. 
فى آخر لقاء جمعنى بالدكتور نسيم على رصيف المقهى الذى أعجبته تسميتى له بالمكتب، اتذكر ضحكته المجلجلة - على غير عادته - عندما استمع لما كتبته شعرا ساخرا فى وصف هذا ال «أحدهم». سأظل اتذكر عتابه الدائم لى لتكاسلى عن إجابة إلحاحه الكريم لسنوات كى أقدم إحدى مسرحياتى للنشر فى السلسلة التى يرأس تحريرها بتقديم يكتبه بنفسه. اللهم ارحمه على قدر بشاشته وتواضعه ومحبته غير المحدودة. خالص العزاء لجميع زملائه و تلاميذه فى المعهد العالى للنقد الفنى وجميع معاهد أكاديمية الفنون وفى الوسط الثقافى والمسرحى
رحيله خسارة إنسانية وثقافية فادحة
 فيما وصفه دكتور حاتم حافظ قائلا « الدكتور محمود نسيم أحد المثقفين الكبار الذين يمكن وصفهم بـ«صناع الثقافة» وليس منتجيها فقط. عرفته أول ما عرفته عبر كتابه الذي كان دراسته للدكتوراة وتمنيت التعرف به لمناقشته فيما كتب، وتأخر هذا التعارف حتى وجدتني أجلس إلى جواره في الطائرة المتجهة للشارقة. تصادقنا رغم فارق السن بسبب دماثة خلقه وتواضعه الشديد. كان له وجود ثقافي متكامل وحي من خلال مشاركاته النقدية أو عمله لسنوات في الثقافة الجماهيرية التي كان أحد خلصائها والمؤثرين فيها أو عبر عمله كمحاضر أكاديمي أو عبر حضوره في الحياة الثقافية يدلي بملاحظاته وأفكاره، فكانت لديه قدرة على تحليل وتفكيك أي فكرة عابرة مهما كانت بساطتها. 
وإستكمل قائلا «اختلفنا أحيانا في تفسير بعض الأمور وكانت لنا مشاغبات ثقافية كثيرة، خصوصا حين عرف أني مشجع زملكاوي فكنا نستغرق وقتا محببا في تحليل كرة القدم على أرضية ثقافية. ورغم كل هذه الفضاءات التي تحرك فيها أظن أن الشعر كان بيته الحقيقي، كان الفضاء الذي يتخفف فيه من مواجع الحياة الثقافية. قصيدته كانت هو، لهذا فإنها كانت قرينته في إنسانيته المدهشة ورؤاه الثاقبة وبساطته كأبن للجماهير التي أحبته وأحبها وأخلص لها وبذل وجوده كله كمثقف عضوي. رحيله خسارة إنسانية وثقافية فادحة.

وسط الحزن المرير تحمل محمود نسيم مسئولية إدارة مسرح الأقاليم بشجاعة
وروى الفنان والمخرج عزت زين عن شجاعته وموفقه القوى فى أحداث حريق بنى سويف فقال «في 2005 كان حريق بني سويف  اهتزت الدنيا وضاع المسرحيون حزنا، وألما لم تعد إدارة المسرح كما كانت رحل بهائي ونزار وحسن عبده  تمت اقالات وتحقيق مع أبرياء كان المقصود ان يكونوا قرابين للاهمال والتقصير، ووسط الدخان الكثيف والحزن المرير والاحباط المدمر تحمل محمود نسيم مسئولية إدارة مسرح الأقاليم بشجاعة وابتسامة لا تغيب وبهدف استراتيجي كبير  لابد أن يستمر المسرح وان نشد ازر المسرحيين ونخرج من هزيمة الروح و الانكسار، لازم محمود نسيم قاعة منف بصحبة الراحل الكبير محمد الشربيني، اقروا الخطه ورفعوا الميزانيات والأجور بدعم من الدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة حينها، ودعوا محافظات مصر لحضور العروض المقدمة وتشجيع المسرحيين وفي الفيوم كانوا معنا عندما قدمت فرقتها «،”لعبة الموت”، أنجز محمود نسيم الكثير لفرق الأقاليم ونوادي المسرح و المؤتمرات المسرحية وقت المحنة وقت ان كان التصدي للمسئولية محفوفا بالمخاطر، 
وعلي المستوي الشخصي كان يتألم لفقدان زملاء واصدقاء اعزاء سواء في الحريق او بالاستبعاد واحتمالية الادانة الف رحمه ونور د. محمود نسيم.  نعزي انفسنا

فقدت مصر كاتبا وناقدا عظيما 
أعرب الفنان جلال العشرى عن حزنه الشديد وذكر قائلا «لا اعرف كيف اتمالك نفسي منذ ان علمت بخبر رحيل الدكتور محمود نسيم ذلك القيمة والقامة الرفيعة خلقاً وابداعاً فقدت مصر كاتباً وناقداً عظيماً كان لمقالاته عظيم الاثر علي الحركة المسرحية بمصر والوطن العربي التقيته ناقداً ومشاهداً لكثير من الاعمال المسرحية التي شاركت بها حيث كان داعماً لنا كجيل هو منه وحريصاً علي الوقوف معه وعندما قدمت مسرحية ارض لا تنبت الزهور تأليف محمود دياب الذي كان يمثل عشقاً عنده فقد كان باحثاً عن اعماله في ذلك الوقت وقام بعمل ندوة عن المسرحية والتي اخرجها المخرج الكبير حسن الوزير بأتلييه القاهرة ومنذ ذلك اليوم اصبحنا صديقين وتوالت الاعمال وصرت اهتم بمقالاته 
وتابع قائلا «عندما تولي ادارة المسرح بالثقافة الجماهيرية كان له عظيم الاثر في إثراء الحركة المسرحية بها وكوني احد المهتمين بالمسرح وكمكتب فني لفرقة السامر استعان بي في كل ما يخص السامر تقريباً في ذلك الوقت وكانت مناقشاته في اختيار الأعمال هادئة ومثمرة مما شجعني علي الانشغال اكثر بفرقة السامر فقد اطلق يدي في الادارة ولم اكن اعلم عن فن الادارة شئ في ذلك الوقت فشجعني وتبني افكاري فقد قمت بموافقته بتوثيق أعمال السامر بالمركز القومي للمسرح بعد أن عرضت عليه الفكرة وصرنا نبحث عن أعمال السامر هنا وهناك لإرسالها إلي المركز القومي بالمسرح بجهود ذاتية أيضاً رغم قصر مدة إدارته قام بعمل مهرجان لمسرح المرأة والذي أسسه ورأسه وكانت دورته الأولي والاخيرة بالمسرح العائم فاطمة رشدي ولكن بعد ان ترك ادارة المسرح لم يهتم احد بهذا المهرجان الذي لم يقدم إلا دورة واحدة يتيمة وعلي المستوي الانساني كان الدكتور نسيم صديقاً واخاً عظيماً خلوقاً له الكثير من المواقف الإنسانية كونه يحمل قلباً رقيقاً جعل منه شاعراً كبيراً.. 
وإستطرد قائلا «كان يسمعني قصائده ربما قبل نشرها وكان دائماً يزف إلي اخبار ترجمته بعض القصائد إلي الانجليزيه واهداني من دواوينه الشعرية كالسماء وقوس البحر وديوان عرس الرماد والتي نال عنها جائزة سعاد الصباح ومسرحية شعرية بعنوان “مرعي الغزلان”، والتي نال عنها الجائزة الأولي من المجلس الأعلى للثقافة وأيضاً كان احد مؤسسي جماعة إضاءة وكان رئيساً لسلسلة أفاق المسرح والتي كانت تصدر عن الثقافة الجماهيرية.. 
هناك قصيدة رثاء طويلة له لا استطيع أن أنساها في شهداء بني سويف 2005 والتي كلما قرأتها تجددت أحزاني علي نزار سمك وصالح سعد ومدحت ابو بكر وهاني المرغني وهاهو في ليلة مباركة من ليالي رمضان يرحل إلي أحبته رحم الله الدكتور الشاعر الإنسان محمود نسيم.
إستفدت من موسوعيته وفهمه الكبير لفلسفة المسرح
وتحدث الناقد احمد خميس الحكيم عن الدكتور محمود نسيم فقال «كنت دائما انتظر حكمة ذلك الرجل ونظرته الثاقبة للعرض المسرحى لأتعلم وأتفهم على نحو جاد فلسفة ما قدم وأهميته الجمالية , ينتظر دوره فى النقاش ولا يقلل أبدا من رأى أى من الزملاء ولا من وعيهم المختلف , فقط كان يسمع ويحاول أن يستفيد قدر الامكان من الرأى المختلف ويستوعب الإختلاف ويقدره ومن الممكن فى بعض الأحيان أن يبنى عليه موقفه جاء ذلك كله أثناء مهرجان نوادى المسرح فى العام الذى تلا فاجعة بنى سويف فقد سمحت الظروف أن نلتقى يوميا وأن نتناقش فى العروض المقدمة وفى نشرة المهرجان التى تحولت فيما بعد لجريدة مسرحنا»
والحقيقة ان المسئولية التى القيت على عاتقه بعد الفاجعة كانت كبيرة للغاية فكل المسئولين تقريبا خارج الخدمة أو يتهربون من المكان كل مهتم بوجعه الخاص وبكيفيات إعادة رسم المستقبل بعيدا عن المسرح ورعبه الذى لن ينسى ولكنه هو وبعض المخلصين فى منف كان همهم الأكبر كيف يمكن إعادة بناء البيت وتدوير عملية الانتاج فما كان لا يمكن نسيانه ولكن ضرورى جدا أن يقف ذلك المكان التاريخى على قدميه مرة أخرى وأن تدور عملية الانتاج لتتاح الفرصة للموهوبين فى ربوع مصر والمهمومين بالمسرح لتقديم أعمالهم المسرحية، كما كان له الفضل فيما بعد فى ادارة المؤتمر الفكرى للثقافة الجماهيرية كما كان يعد لأكثر من فعالية ثقافية مهمة فى المستقبل القريب ويكفيه وقفته العلمية المهمة مع المهرجان الدولى للمسرح الجامعى الامر الذى توج علاقته بالمسرح الشبابى فى ربوع مصر 
وأضاف قائلا «لا انسى له بأى حال ملاحظاته الذكية على مداخلتى حينما اقام اتحاد الكتاب ندوة مهمة عن مسرح الصديق إبراهيم الحسينى فقد نبهنى يومها لفكرة مهمة للغاية كنت مستوعبها لكنه وللحق بلورها علميا ووضعها فى إطارها الصحيح وهى الفكرة التى تتعلق بأهمية نص الاشارات فى النص المسرحى الذى يكتبه إبراهيم الحسينى، رحمة الله عليه كان عالم بحق تعلمت منه الكثير وإستفدت من موسوعيته وفهمه الكبير لفلسفة المسرح»

خسرنا قامة كبيرة من القامات الحقيقة
فيما أوضح د. عصام أبو العلا أن دكتور محمود نسيم قامه فكرية كبيرة مشيرا إلى أن وفاته بمثابة رد فعل لوفاة صديقه العزيز وزير الثقافة الأسبق دكتور شاكر عبد الحميد وقد عبر عن ذلك من خلال نعيه له عبر تدوينته فقد تأثر تأثرا شديد بهذا المفكر العملاق ويرجع ذلك لأنه كمفكر ودارس للفلسفة عليم بقيمة البشر فى عصره .
وتابع حديثه « منذ عشرة أيام كان هناك مكالمة تليفونيه بينى وبين الدكتور محمود نسيم والذى أعرب من خلالها عن حزنه الشديد لفقدان د. شاكر عبد الحميد وخاصة ان وفاته كانت سريعة وكان دكتور محمود نسيم محمود السيرة وكان متميزا على المستويين النقدى والادبى كشاعر وأديب فقد صدر له الاعمال الكاملة فى الهيئة المصرية للكتاب والحقيقة هو رجل كامل ومتابع جيد للحركة الثقافية المصرية وللاسف الشديد خسرنا قامة كبيرة من القامات الحقيقة وليست المدعيه
مسرحى بدرجة فيلسوف 
بينما وصفه  الناقد دكتور محمد سمير الخطيب بأنه مسرحى بدرجة فيلسوف وقال «هو احد شعراء السبعينات وقد عرفت حركة شعراء السبعينات بأنها حركة متمردة وتعد بدايته كشاعر إنطلاقه للمسرح الشعرى وعندما بدأ فى تقديم مسرحيات شعرية وضع فى قائمة الشعراء الذين كتبوا عن المسرح أمثال صلاح عبد الصبور، عبد الرحمن الشرقاوى، أحمد شوقى وقد إستطاع ببراعة المزج بين الشعر والمسرح والدراما ووجه نظرى انه مثقف موسوعى وتنوعت إهتماماته ما بين الشعر والتراث والمسرح  ولع عملين هامين فى رسالة الماجسيتر والدكتوراه، وهى بعنوان «المخلص والضحيه» وهذا الرسالة هى قراءة فى المسرحيات الشعرية لصلاح عبد الصبور وأعمال محمود دياب فكانت رسالة متميزة، كما كان ناقدا متفردا يمتاز بمنهجيه فله خط نقدى واضح فأعماله لها ثقل» 
وإستكمل قائلا «لانستطيع ان ننسى كتابته عن سعد الله ونوس ومقدمته عن صموئيل بكيت «فى إنتظار جودو» فهو باحث مسرحى قدير، ومنذ تقديم أولى نشرات الثقافة الجماهيرية عام 1983 كان من أوائل القائمين عليها، بالإضافه لدوره كمدير لادارة المسرح فى توقيت عصيب بعد أحداث بنى سويف كما أننا لانستطيع الفصل بين كل هذه الاسهامات ودراسته للفلسفه وعلم الجمال فهو شخصية موسوعيه ناقدا ومؤلفا وإداريا»

يتوخى الدقه ويمتلك وعى ورؤية عميقة 
أشار دكتور مصطفى سليم إلى أن الدكتور محمود نسيم يعد أحد أهم مصادر المعرفة فى تدريس مادة تطور الفكر الفلسفى، وهو احد المثقفين أصحاب العلامة الكاملة فى تاريخ الثقافة المصرية فله إسهامات لاينكرها أحد،علاوة على دوره فى الثقافة الجماهيرية وحركة الشعر المعاصر وحركته النقدية 
وتابع قائلا «سافرت معه فى عدة لجان تحكيم ووجدت رجلا يتوخى الدقه ويمتلك وعى ورؤية عميقة وعلى المستوى الإنسانى هو شخص دمث الخلق صوته هادىء مناقشاته جادة ومسموعة لا لغط فيها وهو أيضا يمتلك نوعا من الفكاهه نادرا جدا ويحتاج ذكاء وكان يشيع من البهجة، قدم لقسم الدراما والنقد الكثير من الخدمات على مدار أعوام وتخرج على يده الكثير من النقاد والدارسين فى مجال المسرح .وختم حديثه قائلا «أعتقد ان الدكتور محمود نسيم سيترك فضاء كبير يمتلىء بالمعانى والصور والدراسات والمداخلات والرؤى والأبحاث والاسهامات الهامة على المستويين الإدارى وفكر الفن وعلوم الجمال ولن يترك فراغا بقدر ما سيترك فضاءا؛ وذلك لان الفضاء ليس مجرد مساحة فارغة وإنما الفضاء هو التاريخ والعمل الذى سيتركه ولن ننساه بهذا الفضاء الملىء بالمعانى» .

 يليق بك المديح لا الرثاء 
نعى الناقد د. بشار عليوى على صفحته الشخصية د. محمود نسيم فقال «لا أريد أن أرثيه، فالرثاء لا يليق بهذا النبيل الذي رحلَ قبل ساعات، يليق به الحُب والاعتزاز والمديح وكلمات الشكر، لخُلقهِ الرفيع ونُبلهِ وانسانيتهِ الكبيرة. الحزن والوجع يغلف دواخلنا لرحيلهِ المفاجئ، جمعتني بهِ مواقف انسانية ومعرفية نبيلة وكذلك منصات البحث والنقد لمرات، ولعلَ ابرزها موقفهُ الانساني والنبيل معنا أنا وأخي د.عامر صباح المرزوك قبل أشهر قلائل حينما فاتحناهُ بنيتنا اعداد كتاب عن استاذنا الراحل د.حسن عطية، فتبنى بكُل حماسة مشروعنا المُشترك وقام وبفترة وجيزة جداً لا تتجاوز الشهر وطبع الكتاب ضمن سلسلة الابداع المسرحي التي يرأس تحريرها بالهيئة المصرية العامة للكتاب كما ساهم مساهمة فاعلة في اقامة وتنظيم احتفالية توقيع الكتاب باسم لجنة المسرح بالمجلس الاعلى للثقافة بالقاهرة، وشرفنا «رحمة الله عليه» بادارتها على اكمل وجه. الى رحمة الله تعالى يا دكتور محمود فرحيلك اوجعنا وهو خسارة كبيرة لا تعوض . الله يرحمك برحمتهِ الواسعة وخالص العزاء لجميع الاصدقاء المسرحيين في مصر» .

أعطى الكثير لمسرح الثقافة الجماهيرية 
ذكر الكاتب أحمد زحام ان محمود نسيم واحد من جيل سبعينيات القرن الماضى قدم نفسه على الساحة الثقافية من خلال كونه شاعرا وناقدا ادبيا وشارك فى إصدار مجلات «الماستر» وهى التى تكتب وتصور وكان هذا الجيل يرفض ثقافة النخبة ويرى هناك ثقافة السلطة والشباب الذى يرى أنه خرج من عباءة الجيل السابق فى الحياة الثقافية فأصدرهو  وشعبان يوسف ورفعت سلام مجلة «كتابات « وأطلقوا عليها «كراسة «فى العدد الاول من هذه المجلة كانت هناك دراسة لمحمود نسيم عن الحركة الادبية فى هذا الوقت 
وأضاف قائلا «إشترك إيضا محمود نسيم فى جماعة أدبية تسمى «إضاءة 77» وهى  مجموعة من الشعراء المحدثين الذين كانوا فى إتجاه الحركة الادبية الحديثة فى الكتابة للشعر وهى مجموعة صناعها كبار الشعراء مثل  بدر شاكر الزيات وصلاح عبد الصبور وآخرين  وفى هذا التوقيت كان محمود نسيم متواجدا وهو خريج كلية الآداب جامعة عين شمس وشاء القدر ان اتعرف عليه من خلال الصالونات الثقافية والندوات التى كانت تقام بجامعة القاهرة وعين شمس فى هذا الوقت وإتسم بالصبر فكان لا يغضب وكان يمتاز بالهدوء وروح الفكاهه 
وتابع قائلا «قابلته مرة آخرى عندما كان موظفا فى الثقافة الجماهيرية وكنت أنا أيضا موظف بها وكان له مواقف جيدة جدا لصالح شباب المسرحيين وله واقعه شهيرة بعد حادث بنى سويف عندما إحتد على وكيل وزارة الثقافة فى عهد الوزير الاسبق فاروق حسنى وقام فاروق عبد السلام مدير مكتب وزير الثقافة آنذاك بإيقاف قرار تعيينه ليكون مدير عام وصادر على مستقبل محمود نسيم ولكنه استطاع بالقضاء أن يأخد حقه فى كل شىء .
وكان هذا موقفا عظيم من محمود نسيم، وبما أنى كنت احد العاملين فى الثقافة الجماهيرية فى عدة مواقع قيادية  مختلفة فكانت لقاءاتنا مستمرة وأعطى الكثير لمسرح الثقافة الجماهيرية، يكاد يكون واحد من مؤسسى نوادى المسرح علاوة على تأسيس مجلة “مسرحنا” .
وكان رجل دؤوب بلا تطلعات  وظيفية تولى رئاسة تحرير عدد من المجلات، وكان له أفضال عديدة على الكثير من الشباب المبدعين سواء فى الكتابة أو الأخراج وكنا نلجأ له عند حدوث أزمات وكان بسهولة شديدة يقوم بحلها وكان فى فترة من الفترات أحد اعضاء لجان إختيار قيادات الهئية العامة لقصور الثقافة  والحقيقة أننا خسرنا قامة ثقافية كبيرة .

فقد المسرح المصرى والشعر العربى أحد اهم قاماته
نعى الكاتب شاذلى فرح دكتور محمود نسيم فقال «بموت دكتور محمود نسيم فقد المسرح المصرى والشعر العربى أحد اهم قاماته فقد كان محمود نسيم فقد تعدد إسهاماته المختلفة معلما وناقدا وشاعرا وكاتب للسيناريو أيضا وقد برع فى الأدارة عندما تولى إدارة المسرح الحقيقة ان رحيله فاجعه للساحة المسرحية والثقافية رحمة الله عليه».


رنا رأفت