العدد 617 صدر بتاريخ 24يونيو2019
ونحن على أعتاب دورة جديدة للمهرجان القومي، التي من المقرر إقامتها في النصف الثاني من أغسطس القادم، برئاسة الفنان أحمد عبد العزيز، والتي ينتظر المسرحيون إعلان لائحتها الجديدة خلال الأيام القادمة، التقت «مسرحنا» مع مجموعة من المسرحيين للتعرف على طموحاتهم وأمنياتهم للدورة الجديدة من المهرجان، وكذلك ملاحظاتهم عن الدورة الماضية ولائحة المهرجان.
قال الكاتب محمد أبو العلا السلاموني عضو لجنة المسرح: من وجهة نظري أن اللائحة التي تم وضعها في عام 2006 لائحة متوازنة وتحقق كل الأهداف وقد توليت مسئولية تشكيل اللجنة التي وضعت اللائحة، وقد تشكلت من د. هدى وصفي، ومحمد الرفاعي، د. حسن سعد، والمخرج خالد جلال.
وقد حققت اللائحة القديمة أهداف المحترفين والهواة ولم تحرم أي جهة إنتاجية من حقها في المشاركة، سواء كانت من البيت الفني للمسرح أو البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية أو مؤسسات المجتمع المدني أو الفرق الحرة والمستقلة أو الجامعات، كما فتحنا المجال لمشاركة أي هيئة أخرى، وكان أساسها عمل جوائز للمحترفين والصاعدين ووجودهم بجانب بعضهم البعض.
واستطرد قائلا: أعدنا النظر في اللائحة في أعقاب ثورة 25 يناير وقمنا بعمل ما يشبه الاستفتاء وذلك فترة تولي المخرج ناصر عبد المنعم، وهناك ضرورة بالغة للاستفادة من الإضافات التي قدمها الدكتور حسن عطية في اللائحة التي من شأنها أن تطور المهرجان وقد كان هناك بعض الإضافات الجيدة ومنها جائزة النقاد، واستفتاء الجمهور.
وعن أمنياته للدورة الثانية عشرة قال: وجود الفنان أحمد عبد العزيز يعد إضافة للمهرجان وأرجو أن يستعين بالخبرات السابقة ورؤساء المهرجان السابقين، وأعتقد أنهم سيكونون إضافة جيدة، كما أتمنى في الدورة المقبلة الاهتمام بالنص المسرحي المصري.
فيما تمنى الكاتب المسرحي والسيناريست كرم النجار وجود صياغة تربط المسئولين بواقع الحركة المسرحية، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالدعاية الخاصة بالعروض، مشيرا إلى أن هناك عروضا تقدم بالصدفة، وكذلك تحقيق الربط بين المبدعين، الهاوي والمحترف، وبين المسئولين عن الحركة المسرحية وهو أمر في غاية الضرورة.
وتابع: أرجو أيضا وجود قاعدة بيانات خاصة بالعروض وأماكنها ومواعيد تقديمها لأنه أمر مهم وخصوصا في مسرح الدولة الذي يغيب عن الجمهور ما يقدمه، وهو ما يحتم ضرورة الاتصال بين المبدع والمتلقي.
أضاف النجار: كانت الجائزة الخاصة بالجمهور التي تم تخصيصها في الدورة الماضية من الجوائز المهمة لما تحققه من تلاحم واتصال بين المتلقي والمبدع. وأتمنى الدورة المقبلة أن يحقق المهرجان التواصل الحقيقي في ظل غياب الحركة المسرحية الحقيقة عن الجمهور الحقيقي.
الاستعانة بخبرات أعضاء لجنة المسرح
أشارت الدكتورة هدى وصفي إلى أن إدارة المهرجان القومي لم تقم بالاستعانة أو بطلب رأي لجنة المسرح على الرغم من وجود خبرات وكفاءات أصحاب خبرة طويلة في لجنة المسرح.
واستطردت قائلة: هناك لجنه مشاهدة تنبثق من لجنة المسرح وهي مقامة بقرار وزاري ولكن لا توجد أي عروض مسرحية عرضت عليها، فهناك استبعاد تام للجنة المسرح مع أنه يجب الاستفادة من كل العناصر الفاعلة.
وأضافت: أتمنى النجاح للدورة المقبلة وأرى أن أي إضافة يقوم بها من يتولى رئاسة المهرجان هو دفع وتطور للمهرجان القومي.
وتمنى المخرج فهمي الخولي اختيار متخصصين في عضوية لجنة التحكيم، حيث هناك ضرورة لاختيار من يمتلكون خبرة طويلة في العملية المسرحية، سواء في الديكور أو الموسيقى والألحان أو الاستعراضات وأن يكون الاختيار مبني على خبرة الشخص ومشاهدته وليس بحكم تخصصه فقط، وأن يكون قد مارس العمل المسرحي.
أما فيما يخص الجوائز فقال: من الضروري عدم إلغاء جوائز، وإذا كان هناك تحفظ فيتم عرضه حتى نطور ونحسن منه. مضيفا: أما الجانب الأكثر أهمية فهو إقامة مهرجان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو ما يحتم مد فترة المهرجان حتى وإن كان هذا المد لمدة شهر أو شهرين، بالإضافة إلى ضرورة وضع لجنه مشاهدة طوال العام في جميع جهات الإنتاج المسرحي، سواء البيت الفني أو المسرح الجامعي أو فرق الشركات أو غيرها.
وأكد الخولي ضرورة وأهمية فتح مسار آخر للعروض وذلك لإتاحة الفرصة لوجود أشكال أخرى للمسرح على سبيل المثال مسرح الشارع، كما أكد على ضرورة إقامة ندوات تطبيقية للعروض المشاركة، وذلك للمناقشة وتبادل الآراء.
واختتم حديثه قائلا: لإنجاح المهرجان هناك ضرورة لإقامته في المحافظات المختلفة، مؤكدا أن هناك مراكز ثقافية ومسارح جيدة في المحافظات وجمهور متعطش لمشاهدة العروض.
ومن منظور آخر أشار المخرج أكرم مصطفى إلى ضرورة وضع استراتجيات وخطة حقيقية ومنظمة للمهرجان القومي، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالجوائز النوعية مع ضرورة موضوعية لجنة التحكيم.
وتابع قائلا: أرى أن الدعاية أمر ضروري، فالفعل المسرحي لا يكتمل إلا بضلعه النهائي وهو الجمهور، وهناك ضرورة إلى أن يشاهد الجمهور ما يقدم من منتج مسرحي، وهذا لن يحدث إلا في وجود دعاية جيدة تصل للمتلقي، بالإضافة إلى ضرورة تسليط الضوء على المواهب المتفردة في جميع عناصر العملية المسرحية ممثلين أو مؤلفين أو مخرجين.
الإنتاج الجديد
وذكر الناقد أحمد خميس الحكيم عدة أمور مهمة خاصة بتطوير المهرجان حيث قال: يجب أن يستكمل كل رئيس للمهرجان ما قام به سابقوه من إنجازات في الدورات السابقة وأن يحتفظ بما يفيد لدفع وتطوير المهرجان، فهناك مناحي مهمة تعد مكسبا للمهرجان ويجب الاحتفاظ بها.
وأضاف خميس: هناك ضرورة بالغة للاقتراب من الإنتاج الجديد وذلك فيما يخص عروض القطاع الخاص، وذلك بإقامة مسابقات على هامش المهرجان، بالإضافة إلى الاهتمام بعروض مسرح الشارع والفضاءات البديلة التي تعد رافدا مهما من روافد المسرح المصري كما يجب الاهتمام بالأشكال المسرحية التي تلتحم بالجمهور وتذهب إليه. أضاف: نحن طوال الوقت لا نراقب الجمهور ولا نبحث عما يريده.
وعن تقييمه للدورة السابقة وما تمت إضافته قال: كانت هناك بعض الإضافات المهمة في الدورة السابقة، فجائزة المقال النقدي كانت أحد الجوائز المهمة التي تساهم في عمل منافسة لشباب النقاد، وكان من الإيجابيات وجود قسم نظرة ما والذي يهتم بنوع من أنواع المسرح.
وتابع قائلا: أنا ضد فكرة جلب فرقة من الفرق العربية وذلك لأن المهرجان القومي يمثل ما يقدم من عروض على خشبات المسرح المصري، ومن الأفضل الاهتمام بعروضنا، فهناك مهرجانات كالمهرجان العربي أو التجريبي يمكنها جلب العروض العربية.
وأكد المخرج شادي الدالي على ضرورة تنوع المشاركات في الدورة المقبلة، وهو بدوره ما يتطلب البحث والتحضير قبل بدء فعاليات المهرجان بفترة كافية، ذلك لأن هناك عروضا شابة متميزة وإتاحة الفرصة لمشاركتها في المهرجان يمثل إضافة كبيرة. كما تمنى توسع المشاركات الخاصة بالجامعات والمسرح المستقل، وخصوصا أن تلك الفرق تقوم على الإنتاج الذاتي وتبذل جهدا كبيرا.
كما أشار الدالي إلى ضرورة إقامة المهرجان القومي في محافظات مختلفة، وأنه ليس هناك ما يمنع من مد فترة المهرجان.
مناقشة اللائحة الجديدة
فيما اقترح الفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر للفنون أن يتم دعوة المسرحيين في المجلس الأعلى للثقافة لمناقشة اللائحة الجديدة. وأضاف: من الأمور الأكثر صعوبة في هذه الدورة قرب موعد إقامة المهرجان القومي من المهرجان التجريبي، وهو ليس في صالح الجهات الإنتاجية والمسرحيين والجمهور. تابع: فموعد المهرجان القومي هو 17 أغسطس، وعقب انتهاء المهرجان بعشرة أيام سيقام المهرجان التجريبي، وهو ما سيقوم بتعطيل خطط المسارح لمدة شهر كامل، ما يحتم أن تكون هناك مواعيد ثابتة للمهرجان لا تتغير.
تابع دسوقي: ومن الأمور الجيدة في دورة هذا العام إقامة ثلاث مسابقات، مسابقة لعروض المسارح المحترفة، ومسابقة أخرى لعروض نوادي المسرح والفرق المستقلة، والمسابقة الثالثة لعروض مسرح الطفل.
وقال أيضا: ومن أكثر الأمور التي أزعجتني كمدير لمركز الهناجر للفنون هو مشاركة المركز بعرض واحد، وكان دائما ما يشارك بعرضين، وهو ما يطرح سؤالا حول اللائحة التي لا بد أن تمثل منهجا وفلسفة ومنطقا: فما هو المنطق في أن يشارك مركز الهناجر للفنون بعرض واحد؟
وتمنى المخرج محمد جبر تحريك العروض الفائزة في الدورة المقبلة للمهرجان في جميع المحافظات وهو ما يسهم بدوره في تحريك المهرجان بشكل أكبر. وأضاف: تحريك المهرجان سيجعل هناك حراكا ثقافيا، لذا أتمنى ألا تقتصر فعاليات المهرجان القومي على محافظة القاهرة، حتى يتم عمل حراك ثقافي وتبادل للخبرات بين جميع المحافظات.
وقال المخرج محمد حزين الذي شارك العام الماضي بعرض «الإلياذة» لفريق بنك مصر وحصد الكثير من الجوائز: أتمنى أن يتم تلافي سلبيات العام الماضي التي تمثلت في التنظيم الذي لم يكن على المستوى المطلوب، حيث من الأمور المهمة التي تسهم في إنجاح أي مهرجان هو وجود تنظيم جيد، وهو ما يتطلب التحضير الجيد لفعاليات المهرجان.. كما هناك ضرورة ملحة للاهتمام الإعلامي وهو ما يساهم في تسليط الضوء على المواهب والمبدعين في المهرجان. ومن الأمور الأكثر أهمية أيضا الاهتمام بتوثيق فعاليات المهرجان للوقوف على ما تم والاستفادة منه.