ليلى فهمي تميزت بخفة الظل والقدرة على تجسيد مختلف الشخصيات

ليلى فهمي  تميزت بخفة الظل والقدرة على تجسيد مختلف الشخصيات

العدد 523 صدر بتاريخ 4سبتمبر2017

الفنانة القديرة ليلى فهمي فنانة متميزة حقا، فهي من الوجوه المألوفة المحببة التي تتمتع بالملامح والتقاطيع المصرية، كما تتمتع بخفة الظل والقدرة على تحقيق ذلك التواصل المنشود مع المشاهد بمختلف فئاته وطبقاته الاجتماعية، ويحسب لها إصرارها وتمردها على تقييد المخرجين لها بترشيحها لأداء شخصيات نمطية محددة، وبالفعل نجحت في إثبات قدراتها المتميزة على أداء مختلف الشخصيات الدرامية، وأيضا إجادتها تقديم الأدوار التراجيدية بنفس درجة إجادتها تقديم الأدوار الكوميدية.. وقد استطاعت بموهبتها ودراستها وخبراتها أن تحقق لنفسها شخصية فنية مستقلة وسط عدد كبير من نجمات الكوميديا، كما استطاعت أن تقدم تنويعات مختلفة لكل شخصية من الشخصيات الدرامية التي قامت بتجسيدها طبقا لمتطلبات الدور وأبعاده الدرامية المحددة، وتضم قائمة الأعمال التي شاركت في بطولتها عدد كبير من الشخصيات الدرامية، فهي الأم المصرية والحماة القاسية والخادمة الثرثارة والصديقة المخلصة للبطلة، وهي كذلك المرأة العاملة المكافحة أو المرأة التي تدعي الأرستقراطية والانتساب للطبقات العليا. وكذلك نجحت في تقديم أدوار الأم الجاهلة المغلوبة على أمرها، وفي أحيان أخرى الأم الحاسمة ذات الشخصية القوية، أو الأم العصرية الموظفة والمثقفة، وحتى في أدوار الخادمة أو المرضعة أو الدلالة أو الخاطبة فإنها تقدمها بسماتها الشخصية لتجعلنا نصدقها ونتعايش مع أدائها، وخاصة وأنها في تجسيدها لهذه الشخصيات تختلف تماما عن بعض الفنانات المعاصرات لها وفي مقدمتهن: زينات صدقي، وداد حمدي، جمالات زايد، نبيلة السيد.  
والفنانة/ ليلى فهمي من مواليد مدينة” “بمحافظة الدقهلية في 8 يناير عام 1939، واسمها الحقيقي هو “ثناء محمود عبد الله”، وقد اتخذت من اسم “ليلى فهمي” اسما فنيا لها منذ بداياتها الفنية في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، وقد أصقلت موهبتها بالدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث ارتبطت خلال فترة الدراسة بزميلها بالمعهد/ فريد عبد العزيز (قسم النقد)، الذي تزوجته وأثمر هذا الزواج عن ابنين هما  ياسر وأيمن وحصل كل منهما على درجة بكالوريوس الزراعة.
وقد بدأت الفنان/ ليلى فهمي مسيرتها الفنية خلال النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي وبالتحديد من خلال فرقة “المسرح الحر”، في حين كان أول أعمالها في السينما هو فيلم “حسن ونعيمة” عام 1959، لتتوالى بعد ذلك أعمالها ما بين الإذاعة والسينما والمسرح والتلفزيون، ومن أبرز أعمالها المسرحية:  هاللو شلبي، الشنطة في طنطا، أنا وهي ومراتي، هو بكام النهاردة، النجدة يا هو، أجمل لقاء في العالم، القرد وملك الهيبز، المليم بأربعة، وبالسينما:  إمبراطورية المعلم، ولا عزاء للسيدات، في العشق والسفر، لصوص خمس نجوم، وأعمالها التلفزيونية مسلسلات:  ليالي الحلمية، ناعسة، برج الحظ، زينب والعرش، يوميات ونيس. وقد رحلت عن عالمنا في 3 يونيو 2003.
 هذا ويمكن تصنيف مجموعة مشاركاتها الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية كما يلي:
أولا الأفلام السينمائية:
ساهمت الفنانة/ ليلى فهمي بأداء بعض الأدوار الثانوية المؤثرة في عدد كبير من الأفلام خلال ثلاثين عاما  (الفترة من عام 1959 إلى عام 1999، وتضم قائمة أعمالها والتي تصل إلى سبعين فيلما تقريبا الأفلام التالية : مصيدة الحب والزواج، حسن ونعيمة (1959)، غراميات امرأة، حايجننوني (1960)، عنتر بن شداد، طريق الدموع، وحيدة، حياتي هي الثمن (1961)، صراع الأبطال (1962)، نهر الحياة، لعبة الحب والجواز (1964)، يوميات نائب في الأرياف (1969)، مدينة الصمت (1973)، الشوارع الخلفية، إمبراطورية المعلم (1974)، أريد حلا، الرداء الأبيض، ليلة وذكريات، المذنبون (1975)، وعادت الحياة (1976)، كفاني يا قلب، الولد الغبي، كان وكان وكان، هكذا الأيام (1977)، ابتسامة واحدة تكفي (1978)، حكاية وراء كل باب، ولا عزاء للسيدات، الطيور المهاجرة، يمهل ولا يهمل، كرامتي (1979)، من يدفع الثمن؟ رجل فقد عقله (1980)، 4-2-4 (1981)، أيوب، المتشردان (1983)، ليلة القبض على فاطمة، فتوة الناس الغلابة، واحدة بواحدة، السطوح، احترس من الخط (1984)، وتضحك الأقدار (1985)، بيت الكوامل، مدام شلاطة (1986)، لعبة الكبار، حارة الجوهري، سكة سفر، المنحوس، امرأتان ورجل (1987)، زمن الممنوع، صاحب العمارة، بنت من ذهب، أنا وأنت وساعات السفر، صائد الأحلام (1988)، تحت الصفر، تذكرة داود، سيدة القاهرة (1990)،  العودة والعصفور، في العشق والسفر (1991)، امرأة آيلة للسقوط (1992)، لهيب الانتقام، لصوص خمس نجوم، وزير في الجبس (1993)، ليه يا دنيا (1994)، الفرح (1999)، وذلك بخلاف بعض الأفلام التلفزيونية ومن بينها: مدرسة الحب، شقة الأستاذ عليوة، الهانم وأنا.
ثانيا الأعمال الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية الكثيرة والمتنوعة لهذه الفنانة القديرة، والتي ساهمت في إثراء الإذاعة المصرية بكثير من برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار مايقرب من أربعين عاما ومن بينها المسلسلات التالية: بنت مدارس، أبو الريش في سوق العيش، أخو مراتي، الكدب له ألف رجل، الأستاذ حاشر نفسه، أغرب القضايا، حلم ولا علم، مواصفات مستحيلة، صيف عاصف جدا، الباب المغلق، الرحلة، زهور لا تدبل، رجل وامرأة.
ثالثا الدراما التلفزيونية:
شاركت بأداء الأدوار الثانوية بعدد كبير نسبيا من المسلسلات منذ بدايات الإرسال التلفزيوني تقريبا ومن بينها مسلسلات : البريمو، فواكه الشعراء، غدا تشرق الشمس، المشهد الأخير، عفوا هذا حقي، عطشان يا صبايا، المرأة أصلها نمر، عودة الحب، هي والعاصفة، ولكنه الحب، حكاية النجم الذهبي، العسل المر (1966)، ناعسة (1970)، القاهرة والناس (1972)، الجزيمة، المجهول (1977)، برج الحظ (1978)، زينب والعرش، الآنسة (1979)، سباق الثعالب (1981)، رحلة عذاب (1982)،  الجزار الشاعر، وعادت الأيام (1983)،  الشيطان والحب، رجل شريف جدا (1984)،  البحث عن السعادة، ابن تيمية (1985)، عطش السنين، وكسبنا القضية (1986)، حكايات صغيرة (1987)، رجال في المصيدة، المحطة الأخيرة، لؤلؤ وأصداف، حبيبي الذي لا أعرفه، الكهف والوهم والحب (1989)، مواقف ساخرة، الوسية، ضحى، مطلوب عروسة (1990)،  فوازير صندوق الدنيا، العودة (1991)، ليالي الحلمية (ج (4، فوازير أم العريف، ألف ليلة وليلة (1992)، هالة والدراويش (1993)، ستة على اليمين (1994)، ليالي الحلمية (ج5)، الناس الطيبين، عظمة يا ست، أنا اللي أستاهل (1995)، حواء والتفاحة، حتى لا يغيب القمر (1996)، اعترافات عنايات، الحاوي (1997)، يوميات ونيس )ج(5، من كل بيت حكاية، وياخدنا تيار الحياة، لعبة وقلبت بجد، القضاء في الإسلام (ج8)، الأبطال (ج2)، حكاية جواز عرندس (1998)، الحنين إلى الماضي (1999)، الحب والاختيار، قط وفار فايف ستار، رجل طموح، الوشاح الأبيض، محاكمة الليالي (2000)، إحنا نروح القسم (2001)، البحار مندي، طيور الشمس (2002). وذلك بخلاف بعض السهرات التلفزيونية ومن بينها:  الأرملة، كان ولم يزل، الزوجة الطائشة، الناس والخوف، قضية خاصة، الآنسة بوابة، خبر في الصفحة التاسعة، سر المهنة، زواج سعيد جدا، شقة و1000 ساكن، عش المجانين، زوجة مخلصة جدا، الكلمة الحلوة، جوازة ناقصاها شاهد، جواز على ورق سوليفان.
رابعا: أهم مشاركتها المسرحية:
شاركت الفنانة/ ليلى فهمي بأداء أدوار البطولة الثانوية بعدد كبير من المسرحيات المتميزة بكبرى الفرق المسرحية، فقد انضمت في بداية حياتها الفنية إلى فرقة “المسرح الحر”، واستمرت بالعمل بها لعدة سنوات حتى أصبحت إحدى دعائمها الأساسية، ثم انتقلت بعد ذلك للعمل بعدة فرق أخرى من أهمها فرق : “الفنانين المتحدين”، “عمر الخيام” و”الهنيدي”، والمتتبع لمسارها المسرحي يمكنه رصد حسن حظها الكبير بالتعامل مع كبرى الفرق المسرحية وبالتالي بمشاركة كبار النجوم.
هذا ويمكن تصنيف أعمالها المسرحية طبقا للتسلسل التاريخى واختلاف الفرق كما يلي:
1- فرق مسارح الدولة:
- مسرح الحكيم: الأرانب (1964)، الانسان الطيب (1966).
- المسرح العالمي: الكلمة الثالثة (1965).
- مسرح الجيب: يا بهية وخبريني (1968)، عازب و3 عوانس (1972).
- المسرح الكوميدي: أربع مواقف مجنونة (1971)، أنا وهي ومراتي (1978)، سيب وأنا أسيب (1979)، حاجة تجنن (1984).
- مسرح الشباب: هو بكام النهاردة (1985)، بكره زي النهارده (1989)، النهارده آخر جنان (1993).
- المسرح الحديث: النجدة يا هو (1989).
2-فرق القطاع الخاص:
المسرح الحر: كوكتيل العجايب (1955)، مراتي بنت جن، كفاح بور سعيد (1956)، ماهية مراتي (1957)، فيضان النبع (1958)، زقاق المدق (1959)، مراتي نمرة 11 (1962)، برعي بعد التحسينات (1968).
- فرقة “المتحدين”: اللص الشريف، هاللو شلبي (1969)، حصة قبل النوم (1970).
- فرقة “عمر الخيام”: اتفضل قهوة، النحلة والدبور (1969)، البكاشين (1970).
- فرقة “الهنيدي”: سبع ولا ضيع (1972)، أجمل لقاء في العالم (1973)، أنا آه أنا لأ (1977).
- بعض الفرق الأخرى: القرد وملك الهيبز (فرقة أحمد المصري  (1970، من أجل حفنة ستات (1971)، 100 تحت الصفر )الريحاني (1972، المليم بأربعة (مسرح الفن – (1989، سحلب )محمد نوح (1992
وذلك بخلاف عدد كبير جدا من المسرحيات المصورة ومن بينها : البهلوان، القضية رقم واحد، في انتظار مغاوري، مقالب عائلة السلكاوي، المهر غالي (1979)، فخ السعادة الزوجية (1980)، العريس رقم 100، زواج على نار هادئة، عائلة للإيجار، صباح الفل يا فل (1982)، شوقي بيه عريس، كان غيرنا أشطر، لعبة القلوب المتقاطعة (1983)، أزمة عائلية، حكاية من كل بيت، أسعد سعيد في العالم (1984)، عمدة الحلاقين، البنديرة، جوازة البنزهيري، شهر عسل للكل (1985)، عائلة الأناضولي، الزوبعة، السنكوح، انتبهوا أيها الأزواج (1986)، عروسة تحير، عايز أتجوزك، هي والتلامذة، المغماطيس (1987)، إزاي بقينا كده؟ ، ناس لها بخت (1988)، الملياردير، زيارة خاصة جدا، أنا نسيت اسمي (1989)، ميراث العيلة، حكاية كل صيف (1990)، سباك الساعة 12، عيلة ما حصلتش (1991)، لعب عيال قوي، سبع صنايع (1992)، سعدية ورايا ورايا (1994).
ويذكر أنها قد تعاونت من خلال تلك العروض السابق ذكرها مع نخبة من المخرجين المتميزين الذين يمثلون مختلف الأجيال ومن بينهم الأساتذة: السيد بدير، عبد الرحيم الزرقاني، كمال يس، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، عبد المنعم مدبولي، السيد راضي، سمير العصفوري، فؤاد المهندس، عبد الغني زكي، أنور رستم، صلاح منصور، عوض محمد عوض، أحمد سعيد، فهمي الخولي، مجدي مجاهد، مصطفى الدمرداش، محمد أبو داود، رزيق البهنساوي، فيصل عزب، سعيد مدبولي، فؤاد عبد الحي، زغلول الصيفي، زكريا صالح، أحمد خضر، محمود أبو جليلة.
حقا أنها فنانة قديرة وممثلة كوميدية من الطراز الأول، تميزت بأسلوبها التلقائي الجذاب، وهي وإن كانت تنتمي إلى جيل قد درس الفن إلا أنها قد استطاعت بصدق موهبتها وإخلاصها وتفانيها بالعمل أن تكتسب كثير من الخبرات، وأن تحتفظ بتلقائيتها المحببة لتقدم لنا أدوارا خالدة عاشت في ذاكرتنا، ويجب التنويه في هذا الصدد أنها قد نجحت في تجسيد تلك الأنماط الشعبية ببصمتها الخاصة وبأسلوبها الفريد الذي لا يتشابه مع أداء بعض الفنانات اللاتي تميزن معها في أداء تلك الأنماط الشعبية بصورة كوميدية.  رحم الله هذه الفنانة القديرة جزاء ما اجتهدت وأخلصت في عملها ونجحت في إسعادنا.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏