العدد 874 صدر بتاريخ 27مايو2024
اختتمت الأسبوع الماضي الدورة الـ39 من مهرجان المسرح العالمي والتي تحمل دورته اسم الراحل الدكتور علاء عبد العزيز، ويقام تحت رعاية الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون وإشراف الدكتور أيمن الشيوى عميد المعهد العالى للفنون المسرحية واستمرت فعاليات المهرجان لمدة عشرة أيام في الفترة من 27 أبريل وحتى 6 مايو، وشارك بها عشرة عروض مسرحية، وتشكلت لجنه تحكيم الدورة التاسعة والثلاثون من المخرج خالد يوسف، الدكتورة سماح السعيد، المخرج طارق رفعت، الدكتور سيد الإمام، المخرج محمد ناير، المخرج أحمد عبد العال، المخرج أحمد البوهي، المخرج المسرحي هشام عطوه، مهندس الديكور حازم شبل، المؤلف أمين جمال، المخرج أحمد حسن.
الممارسة والتجارب في المهرجانات هي التي تكمل الموهبة
قال المخرج محمد الديب مخرج عرض «قبل أن تبرد القهوة» تأليف توشيكازو كواغوشي إعداد أنس النيلي عن انطباعاته عن المهرجان العالمي في هذه الدورة: هذا العام من الدورة مميز جداً لأكثر من سبب أولهم أن هناك وجوه جديدة كثيرة ظهرت في المهرجان، وطلاب من الفرقة الأولى والثانية قدموا أعمالا جيدة وظهروا للجماهير، وهو ما أثبت فكرة أن الموهبة والشغف ليس لهم علاقة بمن انت، وكم تبلغ من العمر ولكن الأمر يرجع لشغفك وطموحك واجتهادك وأن تحب ما تعمله وتأمن به.
وعن أهمية المهرجانات الطلابية ودورها تابع: المهرجانات مهمة جداً لأنها تفيدنا كطلاب أن نخرج الطاقة التي لدينا ونتسابق ونتنافس، وهو ما يعطي خبرة للطلاب وروح لأننا نخرج أفضل ما لدينا ونكون في تقدم دائما لأنني أرى الممارسة والتجارب في المهرجانات هي التي تكمل الموهبة وهي جزء كبير جداً في تكوين أى فنان هذا بخلاف التسابق في كل المجالات من الكتابة والتمثيل والديكور وهو ما يخلق تعاون كبير جداً بيننا كطلاب، وأتمني في دورة من دورات المهرجان أن يكون أفضل ويكون هناك تنافس أكبر وحب وطاقة بيننا وأن نقدم أفضل ما لدينا.
وعن عرضه أضاف قائلاً : «عرض قبل أن تبرد القهوة» هو إعداد عن رواية يابانية تحمل نفس الاسم، وتدور أحداثه حول مقهي، ولكن غير عادي فتستطيع من خلال فنجان قهوة أن تعود بالزمن للماضي وتعيش موقف معين، ولكنك لا تستطيع تغير شىء في الحاضر ما حدث قد حدث والعرض به ثلاثة قصص درامية تصل من خلالهم رسالتي ورؤيتي كمخرج ومفادها وهي أن لا يجب علينا أن نتسرع في اتخاذ قرار على الآخرين من دون فهم دوافعه والتركيز في افعالنا حتى لا نندم عندما يصبح الحاضر ماضياً والقدر سابت لا يتغير إلا بنسبة بسيطة بناءاً على قرار تأخده في حياتك. وعن إطلاق اسم الدكتور علاء عبد العزيز على دوره المهرجان تابع: دكتور علاء عبد العزيز رحمه الله كان شخص جميل وطيب القلب وكان فناناً مهماً وكبير وهو أب لكل تلامذته وكان يشجعهم دائما ويساندهم رحمه الله عليه.
هناك تنوع فى الموضوعات التى تناقشها العروض
فيما أوضح المخرج مصطفي طلعت مخرج عرض «حر من الداخل» وهو عن سيناريو فيلم «يجب أن يموت القيصر» تأليف باولو تافياني ومن إعداده عن أهم ما يميز دورة المهرجان العالمي هذا العام: أرى أنه كان مهرجان مميز ومختلف لقد شاهدت مجموعة مختلفة من العروض المسرحية على جودة فنية عالية، وكان هناك تنوع فى الموضوعات التى تناقشها العروض والتى تركت فى نفوسنا أثرا طيبا، وكان هناك أيضاً مواهب كثيرة فى كل العناصر الفنية من ديكور وملابس و إضاءة، وعلى مستوى التمثيل لقد استمتعت كثيرا بالأداء الفني الذى قدمه زملائى الفنانين فى مختلف العروض.
وعن أهمية المهرجانات الطلابية تابع: للمهرجانات الطلابية أهمية كبيرة حيث أنها تعتبر التطبيق العملى لما ندرسه جميعا فى مختلف الاقسام الفنية، وهى الفضاء المناسب لتفريغ الطاقة الإبداعية بداخل كل فنان، وتساعد المهرجانات الطلابية على خلق روح تنافسية شريفة بداخل الطلاب كى يسعى الجميع لتقديم الأفضل فى كل العناصر الفنية؛ لذا أردت أن أتوجه بالشكر للسيدة الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون والسيد الدكتور أيمن الشيوى عميد المعهد العالي للفنون المسرحية على دعمهم الكامل لنا طوال الوقت.
وعن فكرة ورؤية العرض ذكر قائلاً: عن فكرة العرض المسرحى ( حُر من الداخل ) هى تدور حول قدرة الفن على تطهير النفس البشرية، والسمو بالروح الإنسانية حيث تدور أحداث المسرحية فى ايطاليا فى زمننا الحاضر بداخل سجن ربيبيا - روما حيث يتقدم المخرج المسرحى فابيو كا?الى إلى إدارة السجن التى تتمثل فى السيدة واندا لإخراج عرض مسرحى داخل السجن بطولة بضعة مساجين، وذلك ليثبت المخرج من خلال هذا المشروع بحثه الخاص الذى يدور عن قدرة الفن على تطهير النفس البشرية فهو يرى أن الفن قادر على تغيير نفوس أولئك المجرمين، وتحوليهم إلى أناس صالحين . وتدور الأحداث داخل السجن، ويبدأ المخرج فى التعرف على ستة مساجين من أشد الخطورة فى إيطاليا، ويخبرهم بأنه جاء لإخراج مسرحية (يوليوس قيصر) بهم داخل السجن تمر الأحداث ويصطدم المخرج بالواقع حيث يرى منهم أفعال وحشية فى بادئ الأمر .. وهنا يقرر المخرج أن ينساب بداخل عقل كل سجين والتعرف على سبب تحوله إلى هذا المجرم ويبدأ فى تغيير رؤيته للحياة وأفكاره إلى الأفضل، وتمر الأحداث، ونرى التغيير على سلوك المساجين بمرور الوقت نحو الأفضل، وتنتهي المسرحية بتقديم العرض المسرحى (يوليوس قيصر) من بطولة المساجين، وينجح العرض نجاح باهر، وهنا يدرك كل سجين أهمية الفن بداخل روح كل إنسان و أنهم جميعا قد شعروا بالحرية أثناء التمثيل .
هناك في فرص كثيرة جداَ لشباب جديد كثيرين
فيما أشار المخرج محمد فاروق مخرج عرض « العشاء على شرفك» تأليف جونكور ديلمان دراما تورج أحمد عصام : عن دورة المهرجان العالمي هذا العام فقال :المهرجان هذه الدورة كان مميزاً هذه الدورة بمشاركة عروض كتير مميزه ومن وجهة نظري أن المميز هذا العام أن هناك في فرص كثيرة جداَ لشباب جديد كثيرين وهو ما أعطى الفرصة أن نشاهد افكار جديدة و طاقات جديدة مختلفة.
وعن أحداث العرض ورؤيته قال :تدور الأحداث في زمن العرض و هو 75 دقيقه في مطعم في مكان ما في الشرق يقدم تجربة وجبة فريدة، و هي تقديم مخ القرد، وهو حي عن طريق الاكل من مخه مباشرة مما يثير فضول زوجين من الاغنياء في الغرب لتجربة الوجبة، ويتصادف وجود فنان معدم و فقير في نفس الوقت في المطعم و لظروف قاسيه لدي الفنان و هروب القرد يقدم الفنان مقترح للزوجين ان يكون هو الوجبة بدلا من القرد مقابل مبلغ من المال يساهم في حل مشكلاته.
نشعر بالفخر والاعتزاز لإنتمائنا للمعهد العالي للفنون المسرحية
فيما أوضح المخرج إسلام تمام مخرج عرض « ضد النسيان « تأليف كارل تشرشل دراما تورج يوسف فؤاد عن أهم ما يميز هذه الدورة من المهرجان العالمي: الدورة 39 من المهرجان العالمي دورة مميزة بل وتعد استثنائية فقد إطلق عليها اسم الراحل الأب الأستاذ الدكتور علاء عبدالعزيز الذي غرس فينا جميعاً حب الفن والتنوع والذهاب إلى أفاق بعيدة بطموحاتنا وأحلامنا، وهذا التنوع قد ظهر جلياً في فعاليات هذه الدورة من المهرجان فلعلنا نلحظ كم التنوع في الأفكار المطروحة، إلي جانب ظهور عناصر وطاقات إبداعية جديده تنبأ بمستقبل باهر للعملية المسرحية في مصر، لذا نستطيع القول أن هذه الدورة من المهرجان هي أحد أهم وأبرز دوراته علي مر تاريخه مما يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز لانتمائنا للمعهد العالي للفنون المسرحية ذلك الصرح العظيم الذي يحمل في طياته هذا الزخم الفني الكبير والمتنوع وعن أحداث العرض ورؤيته التي يقدمها تابع : يدور الصراع بين ثلاثة أصدقاء إبان غارات من قوات الاحتلال على قطاع غزة حيث نرى تنوع شخصيات الأصدقاء بين شجاع متعصب وآخر أتخذ طريق السلم بعمله داخل تل أبيب إلا أن ما يجمعهم هو قوة الصداقة منذ الطفولة، وموقف الحصار الذي يقعوا فيه في أحد الإنفاق لنرى مشاهد تعود للماضي توضح حجم المعاناة التي عاشوها طوال حياتهم في الوقت الي يجدوا فيه كتاب قديم عبارة عن نصائح للأطفال اليهود من آبائهم يوضح كيف يتم غسل أدمغة هؤلاء الأطفال منذ الصغر ومدى تأثيرها على طبيعة الصراع .
عشرة عروض كافيين لتشريف اسم المعهد العالى للفنون المسرحية أمام جميع الضيوف
فيما تحدث المخرج مينا لويز عن عرضه الذي يقدمه هذه الدورة وهو عرض «الدائرة» تأليف ألمر رايس دراما تورج أنس النيلي فقال عنه: مسرحية شديدة الواقعية، وعلى الأقل من ناحية الموضوع الذي تطرقت اليه. موضوع علاقة الآلة بالإنسان، والأزمان الحديثة التي ما فتئت تحول الإنسان نفسه الى آلة. وهو، كما نعرف، موضوع سيهيمن تماماً، بعد ذلك على فكر القرن العشرين وكتابات مفكريه. وقد عبر رايس عن موضوعه هذا، من خلال شخصية بطل المسرحية «مستر زيرو» السيد صفر، الذي صوره لنا، في فصلين أساسيين خلال مرحلتين أساسيتين من وجوده: حياته ومماته. وإذا كنا هنا نعتبر مرحلة ممات «مستر زيرو» جزءاً من وجوده، فما هذا؛ إلا لأن الكاتب رأى أن من المفيد أن يجعله يعود الى الظهور علينا، مسرحياً، بعد موته، وفي لعبة مسرحية تدين بالكثير الى السوريالية، ليحاسب نفسه ويحاسب زمنه راسماً جردة حساب ليس لوجوده الأول حياته بل لما يهيمن العصر به علينا: أي قدرته على تحويلنا الى آلات وأرقام.
وتابع قائلاً: ونحن منذ البداية نشاهد «مستر زيرو» يقدم الينا، وما من اسم له سوى الرقم صفر الذي يكنّيه المجتمع الحديث به. فهذا المجتمع ألغى، كما يخيل الينا منذ بداية الفصل الأول، أسماء الناس ليعطيهم بدلاً منها أرقاماً تعلو أو تنخفض قيمةً تبعاً لأهمية مكانة صاحب الرقم في السلّم التراتبي للمجتمع. وهكذا، إذ نعرف أن «بطل» المسرحية يسمى «صفر» سندرك بسرعة ان مكانته في أسفل السافلين في هذا المجتمع.
وتابع قائلاً :هذه المسرحية تنقسم قسمين متوازنين، يقدم الينا «مستر زيرو» خلال حياته، ثم بعد موته، لكنه في الحالين لا يقدم ككائن بشري وإنما كآلة. انه هو، هنا، الآلة الحاسبة أو«آلة. الجمع» بالأحرى ان نحن اتبعنا حرفية الاسم.
وعن الرؤية التي يطرحها العرض استكمل قائلاً : سيأتى اليوم الذى فيه تلغى الإله وجود الانسان من الحياة وسنصير جميعا روبوتات ومن الممكن أن لا نعلم هذا أيضا عصر البشر من الممكن أن ينتهي قريباً والبشر هم من سيقومون بهذا.
وعن أهمية وضرورة المهرجانات الطلابية أوضح قائلاً: المهرجانات المسرحية التى تمثل النشاط الطلابي هى مساحة للتجريب عظيمة جدا والتنافسية التى تخرج الطاقة الكبيرة بداخل الطلبة، وأيضا تنوع المهرجانات الكثيرة التى تعطى مساحة لاشخاص أكثر بالتجريب أكثر.
وعن أهم ما يميز هذه الدورة أضاف قائلاً: هذه الدورة مميزة جدا بالطبع نظرا لعدة اسباب اهمها انها تحمل اسم استاذنا الراحل د / علاء عبد العزيز رحمه الله عليه، وهذا السبب وحده كافي أن يجعلها دورة مميزة جدا، والسبب الأخر هو أن هذه الدورة تحتضن 10 عروض مسرحية قوية جداً ولا يوجد عرض واحد داخل هذه الدورة ضعيف 10 عروض كافيين لتشريف اسم المعهد العالى للفنون المسرحية أمام جميع الضيوف.
تميزت الدورة التاسعة والثلاثون من المهرجان على المستوى الإداري والتنظيمي
فيما قدم المخرج سعيد سالمان عرض «وردة زرقاء» عن رباعية «مقبرة الكتب المنسية» لكارلوس زافون إعداد سعيد سالمان وعن العرض تحدث قائلاً: تدور أحداث العرض حول هيومر طبيب نفسى مسؤول عن الكشف عن الصحة العقلية لمرتكبى الجرائم يرتكب على غير المعتاد خطأ فى عمله يتسبب فى انتحار أحد المرضى بعد فشل هيومر فى التشخيص العقلى له فتبدأ رحلة هيومر فى الشعور بالذنب، وفى نفس الوقت رغبته فى إثبات مهارته كطبيب حتي لا يتعرض للفصل من العمل فينال هيومر فرصة أخيرة لإثبات قدراته عن طريق التحقيق مع ممثل مسرح موهوب ارتكب جريمة غامضة؛ ليبدأ هيومر رحلة محاولة الكشف عن سلامة الممثل العقلية، وفى نفس الوقت تبدأ رحلة أخرى لهيومر فى عقله وفى نفسه، رحلة ذاتية فى محاولة أخيرة للكشف عن كل ما هو حقيقي، وكل ما هو مجرد وهم تيمة البحث عن الهوية كانت هى المحرك الرئيسى للحركة التعبيرية فى المسرح، البطل فى الدراما التعبيرية هو الإنسان الذى يبحث عن الطريق الذى ينقذه وينقذ البشرية، التعبير عن المخاوف وتجسيد المشاعر الداخلية هى سمة رئيسية فى المسرح التعبيرى، الجو الشاعرى المسيطر، المسرح يكاد يخلو من قطع الديكور الثقيلة لإثارة خيال المتفرج باستخدام الفراغ على خشبة المسرح، العرض المسرحي وردة زرقاء هو رحلة للبحث عن الحقيقة، يناقش بشكل رئيسي الفرق بين الوهم والحقيقة، وهى فكرة كانت دائما تؤرق صناع المسرح العبيرى، هلامية المكان والزمان والحدث، وتجسيد كل ما تهمس به النفس، لذا نسعى لتطبيق خصائص وسمات المسرح التعبيرى فى تقديم العرض المسرحى لأنها تتناسب مع اتجاه وأفكار العرض. وعن أهمية المهرجانات الطلابية ومهرجان المسرح العالمي « بالطبع المهرجانات مهمة جداً لأن من خلالها نستطيع تقديم الفن الذي من أجله التحق الكثير منا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتميزت الدورة التاسعة والثلاثون من المهرجان على المستوى الإداري والتنظيمي وأظن انه كان مختلفاً فنياً وبه تجارب كثيرة مميزة، ويعد فرصة عظيمة للتعرف على بعضنا البعض من خلال الفن سواء ممثلين أو مخرجين أو كتاب او صناع في عناصر العروض المختلفة.
هناك اختلاف وتنوع كبير بين العروض المسرحية بالنسبة للأفكار وطريقة التنفيذ
باسم داود مخرج عرض «الخطة مثالية» تأليف درايفو دراماتورج محمد السوري قال عن اهمية المهرجان دوره «بالطبع المهرجان العالمي من اهم وأعرق المهرجانات بمصر وكان ما يميز المهرجان أن هناك طلبة قدموا تجاربهم الأولى سواء في التمثيل أو الإخراج وكثير من طلاب الفرقة الأولى في المعهد كانوا على مستوى عالى ومتميز جداً وكان أيضا ما يميز المهرجان أن هناك اختلاف وتنوع كبير بين العروض المسرحية بالنسبة للأفكار وطريقة التنفيذ وعن أحداث العرض تابع قائلاً: تدور أحداث العرض عن شخص وحبيبته يدخلان أحد البيوت ليسرقوا ويتفاجأوا بدخول صاحب الشقة ومعه عشيقته فيختبئوا في نفس البيت مع الزوج والعشيقة وتتوالى الأحداث .