محمد عبد الوهاب وقنصل الوز!!

محمد عبد الوهاب وقنصل الوز!!

العدد 842 صدر بتاريخ 16أكتوبر2023

استكمل الناقد «محمد علي حماد» نقده لمسرحية «قنصل الوز» - كما أوضحنا فيما سبق – ووصل في مقالته الثالثة والأخيرة إلى الحديث عن التلحين، ويقصد به الأغاني وألحانها .. وعلى الرغم من أن المسرحية لحنها ثلاثة موسيقيين هم: داود حسني، وإبراهيم فوزي، ومحمد عبد الوهاب .. إلا أنه لم يتحدث إلا عن محمد عبد الوهاب فقط!! وربما هذا راجع إلى أنه الأقل شهرة – في هذا الوقت – فأراد أن يعرف الجمهور به كونه شاباً يشق طريقه الفني .. والجميل في الأمر أن الناقد نشر عنه معلومات أغلبنا لا يعرفها، قائلا:
أحدثك أيضاً عن التلحين وأبدأ بالشاب الصغير والمُلحن الفتى محمد عبد الوهاب .. بدأ عبد الوهاب حياته صغيراً ككل فنان، فواصل عمله بجد واجتهاد وتلقى أصول الموسيقى عن أساتذتها وكبار رجالها الذين توسموا فيه استعداداً باهراً فتنبؤا له عن مستقبل عظيم، وأخذه نادي الموسيقى الشرقي تحت عنايته فنما عبد الوهاب بين أحضانه وترعرع بين أهله لأن يكون ما هو عليه اليوم من المقدرة الفنية الحقة. ولم يكتف بدرس الموسيقى الشرقية بل دخل أيضاً معهد «برجرين» فدرس هناك الموسيقى الغربية ونظرياتها وأصولها وكد في ذلك واجتهد فأمكنه في زمن قصير الإلمام بالكثير من فنونها وشعابها وهو يعد نفسه لعمل عظيم ويمني النفس بالسفر الى بلاد كإيطاليا أو ألمانيا ليتوسع في درسه ويحيط بما غاب عنه من دقائق الفن وبدائعه. ويأمل عندها أن يستطيع أن يوفق بين الموسيقى الشرقية والغربية ويدخل في الأولى ما ينقصها اليوم من قواعد الأخرى وبذلك يكون قد أدى واجبه نحو الفن الذي تعشقه والذي يخدمه بإخلاص وبشغف شديد، فحالت المنية والظروف القاسية بينه وبين ما يريد، وعلى ذكر المرحوم الأستاذ الشيخ سيد درويش أقول إنه كان يثق في عبد الوهاب ثقة كبيرة وكان يعلم ما لهذا الفتى من المقدرة الفنية والذكاء والاستعداد فأنابه عنه في دوره في رواية «شهرزاد» تمثيلاً وغناء، وهو الدور الذي لحن له المرحوم الأستاذ الشيخ سيد قطعاً موسيقية خالدة تبلى الأيام وهي جديدة ويفنى الدهر، وهي بعد فتية، ومنها القطع (أنا لا أنام، وأنا المصري، ويا حياة الروح) وغيرها، فلما أدرك المرحوم الأستاذ التعب بعد أن قام بالغناء في دوره ليال عديدة، عهد إلى عبد الوهاب القيام به، وكان هذا عند حسن ظن الأستاذ فأداه على خير ما يكون ونال إعجاب الجميع وثناءهم. وجاءت بعد ذلك فترة كبيرة لست أعلم على أي حال قضاها عبد الوهاب ولكن علمت أنه أتقن فيها العزف على العود وهجر الغناء المسرحي إلى التخت ونشأ نشأة أخرى ثم قابلته فجأة في الصيف الماضي في جبل لبنان حيث قضى هناك مدة في الاستمتاع بهواء لبنان البديع، ومياهه العذبة، قابلته على غير موعد وكان من حسن حظي أن حضرت حفلة خاصة أقامتها في بلدة «بحمدون» إحدى مصايف لبنان، السيدة فتحية أحمد إكراماً للشاعر الكبير أحمد بك شوقي وغنى فيها عبد الوهاب، فألفيته عندها شيئاً آخر غير الذي عرفته قبل اليوم، ثورة كبيرة قد رفعت هذا الفن الناشئ إلى القمة وإلى السمو فكانت دهشتنا كلنا عظيمة عميقة، وكان موضع اهتمام كل من حضروا تلك الحفلة وفيهم من أساطين الفن وأساتذته من يعتد بهم ويؤخذ برأيهم وكان في المقدمة الأستاذ محي الدين بعيون الذي أعجب بعبد الوهاب كل الإعجاب وأثنى على مقدرته الفنية، ولقد أسعدني الحظ أيضاً بسماع عبد الوهاب في ليالٍ كثيرة هنا في مصر بعد رجوعي من لبنان، ولقد أسمعني كثيراً مما لحنه هو شخصياً من أغنيات قصيرة ومن أدوار ومن قصائد ومن ألحان و .. و .. إلخ، فاستطعت بعد كل هذا أن أكوّن رأياً في عبد الوهاب وأن أعلم المدى الذي وصل إليه هذا الناشئ بمجهوده المتواصل ودرسه واطلاعه .. إذا غنى ملك على النفس شعورها وإحساسها، وأحيّ فيها خفي الألم ودفين الأسى وفيض الحياة، لا يطرب منك أذنك ولا يحاول أن يثير إعجابك به بل يصل إلى أعماق قلبك وإلى خفايا شعورك وحسك فيوقظ منها ما خمد ويبعث ما كنّ واستتر، يخلو بنفسه وهو وسط مجتمع عديد ويغني ليبكي ألمه وينشر دموعه والكل في ذهول ينصتون، تسمعه وكأنما روح تناجيك من ملأ أعلى أو نفس معذبة تبث إليك نجواها والألم فتصل آهاته إلى الصميم من قلبك فتحسها هناك في قرارة نفسك قبل أن تدركها بسمعك، تحيا بين يديه حياة لا عهد لك بها تود لو دامت العمر وبقيت الدهر ..  ولكن أوشك الفجر أن ينبثق وأزفت ساعة الانصراف وقد تلاشت آخر الأنغام في أجواء الفضاء وانتهى عبد الوهاب وها أنت تستيقظ من حلمك البديع وقد صحوت منه على مضض وعلى الرغم منك!! أما عبد الوهاب كملحن فإنه يتتبع آثار المرحوم الأستاذ الشيخ سيد درويش ويأخذ طريقته في تلوين ألحانه بما يناسبها وما يقربها من الحقيقة. وهي ميزة أختص بها المرحوم الأستاذ الشيخ سيد لم يستطع ملحن آخر أن يجاريه أو يقاربه فيها .. إن حدثك عن الحب أسمعك نغماً منسجماً هادئاً، يبعث في نفسك أحلاماً وتذكارات، وأن أنشدك عن الوطن كان حار العاطفة ملتهبها، فإن وضع لحناً للجند ورجال الحرب كان قوياً هداراً تحس فيه دوي الطبول وقعقعة السلاح، ولكل طائفة أو جماعة لون خاص في أناشيدهم وأغنياتهم، وقد شهد الجميع المرحوم الشيخ سيد بهذه المقدرة التي يريد أن يسمو إليها عبد الوهاب فأصاب في ذلك توفيقاً كبيراً، لحن للسيدة فتحية في هذه الرواية أربع قطع فريدة ثم لحن أيضاً افتتاح الفصل الثالث فكان في كل قطعة مبدعاً مجيداً وتمشي مع روح المؤلف الذي وضع في كل قطعة معنى خاصاً أراد أن يتحدث عنه سواء أكان عن الحب أو عن الحياة أو عن الوطن ومجد الجندي، فجاءت جميعها وفق ما كنا نأمل في عبد الوهاب وما كنا ننتظر منه ونالت من رضى كل من سمعوها ما هي به جديرة.
ثم انتقل الناقد محمد علي حماد في حديثة إلى «فتحية أحمد» - مرة أخرى – قائلاً: والآن ماذا عن السيدة فتحية أحمد؟ قلت لك في الكلمة التي كتبتها عنها في الأسبوع الماضي أنها عملت وقتا طويلاً في مسارح مصر الهزلية ثم أخرجت روايات السيدة منيرة المهدية وغنت روايات المرحوم الشيخ سلامه حجازي، فلما هجرت المسرح إلى التخت أتقنت الكثير من الأدوار القديمة والجديدة ومن كل هذا تستطيع طبعاً أن تلمس استعدادها المدهش لفن الغناء وقدرتها العجيبة فيه، وإذن تستطيع أن تتصور ما يمكن أن تكون عليه مطربة تنقلت بين كل هذه الفنون المختلفة من الغناء المسرحي والغناء على التخت وأن تكوّن رأياً عن نجاحها في كل ذلك نجاحاً باهراً لم يدع مجالاً للمزيد، كانت في كل أنحاء سوريا موضع الحفاوة والتجلة والاحترام، يعرفها الجميع من كبيرهم إلى صغيرهم، وكانت لها مكانة هناك دونها كل مكانة. وها قد بدأ الشعب في مصر الذي سمعها في «قنصل الوز» يدرك منزلتها الحقة ويعلم عن كثب ما وهبها الله من الصوت الحنون الشجي فهو دائماً يستعيد قطعها المرة تلو المرة وهي تغني له فرحة مسرورة والابتسامة الحلوة تعلو شفتيها. حباها الله حنجرة سليمة وصوتاً ساحراً سلساً، تسمع إليها وأنت صامت هادئ تكاد تحبس أنفاسك حتى لا تفوتك نبرة من نبرات ذلك الصوت العذب الذي يتجلى في طيات الهواء قوياً له رنين موسيقي آخذاً باللب يرسل الفكر في عالم من خيال لطيف وشعور دقيق، وتكاد تحس منها في غنائها شيئاً لم تسمعه قبل اليوم ولا عهد لك به، هو فهمها للقطعة التي تنشدها وتوقيعها لها توقيعاً يتفق مع معانيها وموسيقاها، وكل من سمعها أدرك هذه الحقيقة ولمس قوتها في إلقائها لقطعها الغنائية، لها في هذه الرواية أربع قطع الأولى في الفصل ومطلعها: “يا دهر قولي هل نويت تسمع ندايه .. وحتكون ويا غزالي والا معايه”. وهي قطعة قوية بألفاظها ومعانيها السامية وخالدة بموسيقاها ومغنيتها التي تشبع حواسك وتملأ شعاب نفسك بصوتها الجذاب وسحرها الملائكي، ولها في الفصل الثاني قطعة مطلعها: “يا اللي وضعتم اللوايح وبتنشروا القوانين” ويأبى الجمهور إلا استعادتها مرة ومرتين فهي فروسية غاية في القوة وانسجام النغم يزيدها إلقاء المغنية حياة ووضوحاً فإذا كان الفصل الثالث فهي في أسمى مواقفها وأبرع قطعها الغنائية وهي الفردية التي مطلعها “والله صحيح ما فيش تعيس زي العسكري” ولم أسمعها ليلة إلا أخذني شيء من خشوع ورهبة فأنصت وأنصت وأنا معجب مأخوذ بهذا الشجن الذي ينبعث في هدوء فإذا أشرف على الختام تعالى قوياً هداراً وانتهت آخر نغمة في فضاء المسرح وتحت جناح الجماهير المحتشدة والتصفيق والهتاف.
وجدير بالذكر أن جريدة «البلاغ» لم تكن هي الجريدة الوحيدة التي كتبت عن مسرحية «قنصل الوز»، بل هناك جرائد ومجلات أخرى كتبت عن العرض مثل مجلة «التياترو» وفيها نشر «محمد شفيق عفيفي» كلمة بتاريخ يناير 1926، قال فيها: اهتزت مصر لانضمام الأستاذين أمين أفندي صدقي ونجيب أفندي الريحاني وصارت تنتظر الصبر ما سيكون على مسرحهما من الروايات مؤملة ان تكون أحسنها فلم يخب الظن وتحقق الأمل عندما فوجئ الشعب برواية «قنصل الوز» التي ملأت بظهورها الفراغ الذي كان سائداً في المسارح العربية بمصر من الوجهة الفنية، ولا يسع كل منتقد إلا الحكم بأن هذه الرواية ظهرت بأجمل مظهر.
ويستكمل الكاتب كلمته قائلاً: قنصل الوز تأليف الروائي المصري أمين أفندي صدقي الذي أظهرها في ظروف مناسبة وملائمة لها تماماً إذ تمثل حالتنا السياسية والاجتماعية. ألم تر كيف كان حضرة القنصل لا يهتم بانعقاد المجلس من عدمه في سبيل إرضاء شهواته، ثم قول حضرته في موقف اّخر إن تعدد الأحزاب يضعف الأمه وأنه يود أن تتحد الأحزاب فتتوحد كلمتها لتقدر على حد هجمات العدو .. حقاً أن ذلك لدرس للأمة. أما من جهة التمثيل والممثلين فلا يمكنني أن أقرّ بالتطويل إذ لو رأيت ذلك لاستهلكت عدة صفحات من المجلة ولذلك أكتفي بذكر كلمة موجزة: 
ظهر الأستاذ نجيب الريحاني على المسرح بعد احتجابه عنه مدة لسفره إلى البلاد الأمريكية وكان الجمهور المصري منتظراً وعند ظهوره أخذوا يصفقون بحدة بلغت عنان السماء وارتجت لها الأرجاء حتى خيل إليّ أن التياترو يكاد ينقلب، ثم مثّل دور القنصل بخفته المعروفة ورشاقته المعهودة فمثل الجد في قالب الهزل .. والله مهما كان الإنسان جامداً لا يتمالك نفسه من الضحك المتكرر ويكفي أن أقول إن الممثل هو كش كش بك .. أما عبد الحميد أفندي زكي فقام بتمثيل دور البارون فكان اّية في الاتقان أضحك الجمهور بكلامه الفكه. وعبد اللطيف أفندي جمجوم ظهر بدور وكيل القصر فأجاد كل الإجادة. أما السيدة بديعة مصابني فمثلت دور البرنسيسة المزيفة فكانت تنجو من البارون والقنصل بشكل غريب مدهش بمساعدة صديقتها البرنسيسة الحقيقية كما أنها كانت خفيفة الظل في دورها وأطربت الجمهور بصوتها الشجي .. وبالجملة فقد أبدعت حتى كانت شخصيتها بارزة في الرواية.
أما مندوب جريدة «المقطم» الفني – وهو زكي طليمات - فكتب كلمة في يناير 1926 عن عرض «قنصل الوز»، قال فيها: أخيراً عاد الممثل الرشيق نجيب الريحاني المشهور باسم كشكش بك إلى الظهور على المسرح المصري بعد أن احتجز عنه زمناً طويلاً قضاه مع زوجته الممثلة الرشيقة الفاتنة بديعة مصابني متنقلين على المسارح الأميريكية، حيث لقيا تشجيعاً وتقديراً كبيرين. ويسرنا أن نرى هذه الفرقة تعود إلى جهادها المسرحي في ثوب جديد من العناية فقد انضم إليها الكاتب المعروف والروائي القدير الأستاذ أمين صدقي واضع روايات الفرقة وقد استحضروا المطربة الشهيرة والممثلة القديرة السيدة فتحية أحمد من بلاد الشام حيث قضت مدة طويلة بين ربوعها تطرب أهلها بصوتها الشجي فنالت عندهم منزلة سامية وضموها إلى فرقتهم فكانت فيها والسيدة بديعة مصابني كوكبين لامعين ويسرنا أن نقول إن فرقة كشكش بك قدرت مجهود السيدة فتحية أحمد قدرة فأعطتها مرتباً يعد في المسرح المصري اليوم غريباً باهظاً .. بدأت هذه السيدة حياتها المسرحية منذ سنوات قليلة في فرقة الريحاني بمرتب قدره أربعة جنيهات وقد عادت اليوم إلى مصر لتعمل معه بمرتب قد يدهش القارئ إذا عرفه، ولكن لا شك أنه خطوة جديدة سيكون من ورائها زيادة تقدير مديري الفرق التمثيلية الأخرى لممثلاتهم القديرات .. تتقاضى فتحية أحمد اليوم من فرقة الريحاني مرتباً قدره مائة وسبعون جنيهاً شهرياً وفي هذا وحده ما يكفي عن التحدث عن مقدرتها ورخامة صوتها .. ذهبنا لمشاهدة رواية «قنصل الوز» وهي أول روايات الفرقة مقتبسة عن الفرنسية بقلم الأستاذ أمين صدقي فأعجبنا بأسلوب الأستاذ وقطعه الغنائية التي لحنها الملحنون القديرون داود حسني ومحمد عبد الوهاب وإبراهيم فوزي. تقع الرواية في ثلاثة فصول .. ومن العبث أن ألخصها لك فمثل هذه الروايات يجب أن يشاهدها المرء بنفسه ليقدر جهود الممثلين ففيها الأناشيد والقطع الغنائية والنكات المستظرفة التي تفقد فيها قيمتها الحقيقية إذا لخصت. ظهر الريحاني في هذه الرواية بثوب جديد من الإجادة والاتقان فكان قديراً في اجتذاب قلوب المشاهدين، وأهم مميزاته سرعة خاطره على المسرح فأنت تراه أحياناً كثيرة يبتكر من عنده بعض المواقف والكلمات تقتضيها حالة فجائية، فلا يشعر بها المشاهد لقوتها وسلامتها المتمشية مع روح الموقف. أما السيدة بديعة مصابني فتعد من الممثلات اللواتي يعشقن الفن لولعهن به، فهي مولعة بالمسرح شديدة الشغف والميل للتمثيل. لهذا تجدها تبذل مجهوداً كبيراً لاكتساب رضاء الجمهور. ونجحت في هذه الرواية نجاحاً كبيراً .. تمثيلها ورشاقتها في الرقص فنهنئها. واشتركت السيدة فتحية أحمد مع أفراد الفرقة في التمثيل فعهد إليها بدور كبير مختلف الشخصية تتخلله عدة قطع غنائية فأظهرت مقدرة في التمثيل كما أطربت الجمهور بصوتها العذب الرخيم فامتلكت مشاعره وأثارت إعجابه لدرجة كانت تعاد معها القطع الغنائية مراراً. كذلك اشترك في التمثيل عدد كبير من الممثلين المعروفين بقدرتهم مثل عبد الحميد زكي وعبد اللطيف جمجوم ومحمد كمال وغيرهم فنجحت الرواية نجاحاً يتناسب مع الجهود التي بذلتها الفرقة. أما المناظر والإضاءة والملابس عامة والأثاث الذي شاهدناه في الفصل الأول فكانت جميعها على أتم ما يكون من الاتقان. إلا أننا لاحظنا أن الكؤوس التي شاهدناها في أيدي الشاربين في الفصل الثالث كانت فارغة حتى من الماء؟ وكذلك لم نعجب كثيراً بالصورة الزيتية الموضوعة على الباب السري في الفصل الأول.
 


سيد علي إسماعيل