العدد 842 صدر بتاريخ 16أكتوبر2023
شكل موضوع المسرح والتجريب في الأعوام الأخيرة مادة دسمة لعديد من المناظرات والمقالات والندوات النقدية بين متخصصي المسرح المعاصر، وخصوصا وقد شاهدنا احتفاء ملحوظا باب الفنون الصامد في وجه غول التكنولوجيا والرقمنة، ولا زال يحافظ على متعته الفرجوية الأدائية المباشرة التي لم تنجح الرقمنة في تعويضها وفي خضم الجائحة وروائح الموت المتسلسل للكائن البشري.
وبالبحث في مجال المسرح التجريبي نجد عديد مقالات ودراسات متخصصة تطرقت للموضوع وقابلت كثيرا من نظريات وجدل لوضع صورة مقربة لهذا النوع بعينه. وبالعالم يتم النظر إلى هذا الغرض الفني من منظور يختلف عما نعرفه بعالمنا العربي والذي لا يمكن نكران ما حققه مهرجان القاهرة التجريبي من تحول في التعرف عليه. وجدير بالذكر أن نسخة العام الماضي (لسنة 2022) عرفت عملية فارقة في مجال النشر وترجمة كتب ونصوص مسرحية هامة ستفيد المتخصصين والذين قد يعانون من شح المصادر والمراجع خلال بحوثهم الأكاديمية أو الميدانية. ولقد عرفت تيمة المسرح والتجريب إشكاليات جدلية بحسب كل اتجاه أو مدرسة فنية ونقدية، والتي توزعت بين مساندة لهذا التجريب ومن يعارضه ويعتبره حدثا غربيا. لكن مؤخرا عرف تصاعدا للمقالات والكتب والنشرات الصادرة عربيا والتي تتطرق بالتحليل والنقاش العلمي البناء لموضوع المسرح والتجريب بنظرة مغايرة وبدون حساسيات فكرية أو مذهبية فنية. وهنا سنتطرق إلى المسرح والتجريب بالعالم العربي،لتسليط الضوء على تحولات مفاهيمية ونقدية بهذا المجال الفني الذي يتحول عاما على آخر.
فما هو المسرح؟
المسرح هو أحد أهم فنون الأداء التي تعتمد تجسيد قصة ونص ما على خشبة مسرح ذات تصميم مميز بواسطة الإيماءات الجسدية والصوتية والكلمات. وهو مصطلح بدأت معالمه تتحدد أخيرا بشكل علمي وأدائي يسهل عملية التعرف هذا على الفن والعلم المعاصر الذي ينمو بشكل فني وجمالي بالعالم عموما،وبالعالم العربي خصوصا. هو مجال يعتمد الصورة المشهدية ولا يبتعد عن باقي الفنون حتى في عز أزماته الانتاجية والإبداعية أو الوجودية إن صح القول. ولا نقصد هنا البناية أو فضاء المسرح بل الفن الأدائي كغرض خالص. ويقسم إلى أنواع عديدة أهمها المسرح التجريبي.
وما هو المسرح التجريبي؟ هو مسرح يقدم أفكار جريئة تختلف عن الأنماط التقليدية المتعارف عليها في العروض المسرحية،حيث يقوم على فكرة التجريب في المسرح ولا يقتصر على تناول أفكار معينة فقد يعكس قضايا سياسية أو فكرية أو دينية. هي حركة هدفها تنظيم وتنمية كل مظاهر الفن المسرحي، لملأ حاجة يحسها بالحياة الجامعية وبالتالي المحيط الثقافي والفني لكل البلاد. ومن بين أهم مواضيع هذا النوع نجد: الحرية، الحب، الانسان، الخير، البراءة، الجنس، الدين، السياسة، الموت...
وبدأ المسرح التجريبي والمعروف أيضا بالمسرح الطليعي، في المسرح الغربي في أواخر القرن التاسع عشر مع مسرحية أوبو لألفريد جاري كرفض لكل من العصر خصوصا، والطرق السائدة في الكتابة والانتاج عموما. تغير المصطلح بمرور الزمن مع تبني عالم المسرح العام العديد من الأشكال التي كانت تعتبر سابقا متطرفة. هو رد فعل لأزمة ثقافية عامة متصورة. رغم اختلاف النهج السياسية الرسمية،عارض المسرح البورجوازي. وحاول تقديم استخدام مختلف للغة والجسد لتغيير نمط الادراك وإنشاء علاقة جدية أكثر نشاطا مع المتلقي.
وبالنظر إلى البدايات والتي ظهرت فيها مدارس فنية ومسرحية مختلفة بحسب خصوصيات كل مجتمع على حدة،وهي مدارس محملة بقاعدة مسرحية صارمة بالرغم من أنها انبثقت من مدرسة مسرحية سابقة لتطوير وتشذيبها، فجعل الفن المسرحي يسير في خط تصاعدي معتمد على ما يسمى بالمهارة في البناء الدرامي. وكذا ما وقع بالقرن العشرين،وقع منذ ثلاث سنوات أخيرة بالعالم،حيث كان منعطفا حاسما شاملا لكل الشعوب. هي شعوب عانت من جائحة في تضامن كوني منقطع النظير،قضت على كثير من ارواح وأحباب،وبعدها نشبت حروبا وثورات. فكأن الكرة الأرضية كانت طوال سنوات تجلس على بركان لا يتوقف لحظة على الاهتزاز والثوران. هكذا هو العالم المعاصر مؤخرا متخم بشعور كوني بضرورة الوقوف في وجه الظلم والطغيان والاستعمار الجديد لدرء الشقاء الانساني.
فمن الاهتمام بالأقليات والمهمشين إلى نماذج جديدة من النضال الأخضر الموجه لوقف نزيف البيئة والاحتباسات الحرارية والتحولات المناخية الرهيبة إلى حرب روسيا وتشرذم العالم بين مساند ومعارض. وشاركت الاتصالات العالمية التي تجاوزت حدود الزمان والمكان في نشر هذا الحلم العارم. وانعكس ذلك كله على آداب وفنون القرن العشرين. فقد ظهر شعراء وروائيون وموسيقيون ورسامون أخلصوا النشيد للحرية. فصاروا عالميين لا لقوة فنهم فحسب،بل - وهذا هو الأهم - لدعوتهم الإنسانية أيضاً. وظهر المسرح سلاحاً شديد الدفاع عن الحرية وشديدَ الهجوم على الظلم. فمن مسرح الغضب والقسوة إلى المنهج البريختي إلى مسرح الطليعة والمسرح الثوري. ومن الواقعية إلى الواقعية الاشتراكية. وكُتبت آلاف المسرحيات التي تمس الحياة السياسية والاجتماعيـة مساً مباشراً جارحاً لم يعرف مثلَه تاريخُ المسرح. وبدأ المسرح وكأنه يخوض من جديد معركته السياسية والاجتماعية بوضوح ودون مواربة وانطلاقاً من مواقف سياسية تدعمها الحكومات والمنظمات الغير الحكومية. وتحول المسرح إلى حلبة مناقشة كثرت فيها الموضوعات ذات الحرارة الاجتماعية اللاهبة. وكثرت فيها العبارات المباشرة التي كانت تقذف بحمم النقد الجارح لصروح الظلم بغية تهديمها. ولعلنا نجد أعلى نموذج لهذا المسرح الملتصق بالقضايا الاجتماعية والسياسية في بلدان العالم الثالث التي أنشأت مسارحها لغاية محددة هي تأييدُ ثوراتها ودعمُ طموحاتها الوطنية والإنسانية. وأطلقت على مسارحها أسماء تنصبُّ في تحقيق هذه الغاية فمن المسرح القومي إلى الطلابي إلى العمالي إلى الشبابي. لكن بلدان العالم الأول لم تكن أقل شأناً في هذا المجال. ولعلنا لا نخطئ حين نعتبـر مسرحيات تنيسي وليامز و آرثر ميلر على سبيل المثال لا الحصر، وغيرِهما شبيهةً بما أنتجته أقلامُ مسرحيين عرب.
إن هذا الحلم الإنساني الطافـح بدأ يكبر منذ نهاية الحرب الباردة،وبلغ ذروته فيما بعد الجائحة. لكن بعدها بدأ ينهار ويتراجع. وإذا بالسنوات الأخيرة تبدو قاتمة تدعو إلى اليأس. فالشعوب المقهورة تزداد قهراً والشعوب القاهـرة تعيش حالـة من الضياع. والثورات الاجتماعيـة والسياسية التي التفَّ حولها الناس تنحـلُّ إلى أنظمة فاسدة. وتحولت الأمم المتحدة إلى شرطي خَـرِبِ الذمة. وهكذا، ولأول مرة في التاريخ أيضاً، تعيش البشرية كلها - رغم تلويناتها المحلية - حالةً واحدة من الشعور بالقهر والضياع وفقدان الأمل. وإذا بالشعر والأدب والموسيقى تعود بإفراز مبدعين يتغنون بالحريـة. وتعود أهمية الفن لقيمته المفصلية. ولم تعد للفظة «التجريب» نفس الجدلية ولا التردد من أصحاب المسرح أو الفن،بل جزء هاما من كل عملية إبداعية ومسرحية.
فما معنى التجريب؟هو تكرار لاختبار والإكثار منه للتأكد من فرضية ما. ولو فهمنا التجربة العلمية والتي تهدف إلى اختبار فرضية ما،ويمكن القيام بها عن طريق تتبع خطوات دقيقة وثابتة،نستطيع تكرارها والحصول على النتيجة نفسها. أما في الفن فالأمر مختلف،فالتجريب كعملية عملية لا تنتهي بالنجاح أو الفشل أو بإثبات فرضية أو نفيها، بل لا تفضي إلى أي نتيجة. كل ما هنالك لو نجح الفنان نجاحا مؤثرا، سيمتد تأثيرها إلى تجارب أخرى لفنانين لاحقين سيتأثرون بها،ويكملون مسيرتها ما قد يؤسس لاتجاه فني جديد.
أما التجريب بالفن،فهو إذن: هو مدى ابتكار في عمل الفنان،ويتأمل العمل في زاوية مغايرته للمألوف،وسبره لآفاق مجهولة لم تطأها قدم من قبل. التجريب ينطوي على عملية نقدية ضمنية لما هو قائم،وهو نقد لابداع سابق،وعلى ذلك فواجبات المجرب هي أولا واجبات النقد والمؤرخ الفني ثم هي ثانيا واجبات المبدع. وقيمته هي الحفاظ على حيوية الحياة الفنية.
فأي إرهاصات يعرفها التجريب في عالمنا العربي بالخصوص والذي يشهد صحوة مسرحية ملحوظة،برغم صعوبات المسرحيين العرب والمتعلقة غالبا بالتمويل وتنفيذ كل متطلبات التصور الفني لمشاريعهم الأدائية كما هي على الورق؟
وإن كان عيب بعض المسرحيين يروا أن التجريب غالبا هو التجديد،برغم الاختلافات البينة بينهما،والتقاءهما ببعض المظاهر. فتاريخ المسرح عرف كثير من دعاة التمرد والخروج عن النص منذ الماضي. واستعمل كثيرون منهاج علمية بنيوية مستقاة من علوم أخرى كالفلسفة أو علم النفس وغيرها كما هو الأمر بالمنهج التجريبي الذي يمكن تنفيذه على علم المسرح. فما هو هذا المنهج؟ إن المنهج التجريبي: هي الطريقة المثلى للبحث من خلال مجموعة من أدلة تجريبية وهي طريقة للحصول على قدر كاف من المعرفة، والحصول على معلومات ترغب بها من خلال الرصد أو عن طريق الخبرة المتبادلة. وأهم خطواته هي: تحديد الموضوع الخاص بالدراسة، صياغة الأهداف الخاصة به، اختيار العينة الخاصة بالبحث، تحديد أداة الدراسة المناسبة، البدء في صياغة الفرضيات الخاصة بالنتيجة، اختبار الفروض، وضع النتائج الخاصة بالبحث العلمي، وعناصره هي: السؤال، خطة البحث، العينة، جمع المعلومات، طريقة جمعها، التعميم. وأما أدواته فهي: الملاحظة، النمذجة والمحاكاة، الاستطلاعات، وطرقه: طريقة الاتفاق، طريقة الاختلاف، طريقة التغيير النسبي.
التجريب في المسرح: وعرف المسرح ثورة علمية مؤخرا سماها البعض ما بعد الحداثة كنموذج إرشادي كعبارة تعبر بإيجاز عن طبيعة حضور ما بعد الحداثة في وعي المبدعين والنقاد الجدد في العالم العربي. وبدون الدخول في متاهة جدلية الحداثة وارتباطها بمرحلة متأخرة من الرأسمالية، إلا أن ما يهمنا هو استقبال هذه الحداثة كعلامة مسجلة على الجدة، ليصبح «الجديد» والراهن مرادفا لما بعد الحداثة ويحمل سماتها وذلك برغم هروب ما بعد الحداثة من ثنائية القديم والجديد.
وبعالمنا العربي لن ننسى ما قام به الرعيل الأول من المسرحيين الذي كانوا مجربين بمعنى الكلمة في ظل غياب لتاريخ مسرحي عربي كما هو غربيا. وسجلت أسماء بعينها محاولات تجريب واضحة وعلمية ساهمت في تطور المسرح العربي لاحقا.
التجريب في المسرح بالوطن العربي: شهد العالم العربي ولازال محاولات جدية للتجريب بطرق علمية لا تقوم بإسقاطات غير دقيقة لمسارح غربية مختلفة عنا،بل تنهل من خصوصيات شعوبنا وتؤسس لمسرح طليعي يجب دراسته بطرق نقدية أكثر علمية في علاقته بالإخراج المسرحي وبروزه المتدرج حتى ظهور جيل من خرجين المعاهد المسرحية والدارسة بطرق أكاديمية. فمفهوم التجريب أو الطليعية ينسحب على الفن عامة وعلى الأدب الدرامي والإخراج، واستخدم من منظور تاريخي، وباعتباره مقولة جمالية. التجريب قد يتعارض مع المجتمع والمتلقي والرؤية الأكاديمية، بل ويخرق المعايير والسنن الأخلاقية، والجمالية، الاجتماعية، وهو في خلاف مستمر شكلا ومضمونا مع الأعمال القائمة،ومع المجتمع الذي ينتجها. وهناك من يشير إلى أن هذا الصراع الجمالي في عالمنا العربي هو في الآن نفسه صراع سياسي يهدف إلى التشابك مع القوى السياسية المحاربة للفن والثقافة. وإن كان البعض لازال يعيش في وهم «التجريب»كمصطلح «برستيج» يوهم به المتلقي العادي بعالمية عمله أو عرضه. في حين هو عرض أو عمل فارغ لا يصل حتى لتقنية الكولاج أو القطع وتقليد سافر لتجارب غربية نشأت في وسطها بشكل متسلسل ولها أسباب وجودية منطقية في مجتعماتهم التي لها مميزات لا تشبه مجتمعاتنا العربية. التجريب هو تغيير دائم ومستمر في المسرح، ولا يمكن حصره في مضامين أو في تيمات معينة،ذلك أن الطليعة هي بنية في المقام الأول قبل أن تكون موضوعا،كما أنها وضعية قبل أن تكون موقفا،وشكلا من العمل الإبداعي يتغير مضمونه بالضرورة بحسب السياق التاريخي. وهذا يطرح صعوبة التنبؤ بالمراحل المقبلة للمسرح التجريبي العربي،والشي الوحيد المؤكد هو رغبة المسرحيين إلى الإستقلال عن السلطة وعن الأدب وتمسرحه، أو تسمرحه المعادي للعرض، وانفصال الشخصية عن الممثل،ومونتاج المقاطع،وعرضها في الوقت نفسه. ولم ينساق بعض مسرحيينا العرب وراء قتل معنوي للمؤلف لادعاء تجريبية عرضهم،بل قاموا بعمل موازي يهتم بكل خصوصيات عرضهم بحسب سياق الموضوع واللحظة التاريخية الراهنة. فاللغة مثلا لا داعي للإجهاز عليها لكي يبدو العرض تجريبيا،وظهرت أسماء مؤلفين يسايرون هذا التطور ويتناولون مواضيع راهنية يسهل على المخرج التعامل معها وتلمس التجريب فيها. وبالتالي تغيرت نظرة المبدع إلى اللغة ولم يعد ضروريا أن يتم تدميرها كليا،ولا التقليل من أهميتها التواصلية، لكن التجريب دمر الوظائف التقليدية للغة،وفتح أفاقا جديدة لاقتحام لغات مرئية وسمعية أخرى قد تكون أبلغ بكثير من لغة الكلام. اتكأ التجريب كذلك على تقنيات فنية وجمالية في المسرح العربي،وهي أدوات لا توظف بشكل عشوائي أو اعتباطي أو تقليدا فقط من مسرح غربي خطى خطوات أكبر،بل كعناصر وإكسسوارات فنية صالحة لسياق العمل الفني. وهي تقنيات أسهمت في جذب انتباه المتلقي وإثارة اهتمامه من خلال توظيف إمكانياتها المتطورة لتحقيق المتعة الجمالية والإبداعية.
ونعرف أن التجريب بالمسرح بالعالم العربي عرف منذ توفيق الحكيم أو غيرهم الذين كانت لديهم الشجاعة الأدبية الكافية للتجريب في إرهاصاته الأولى. تفكيك عادات بصرية مشهدية عامة. ولكي يكون المجرب قادرا على خوض هذه المغامرة الفنية عليه أن يكون متمكنا من:
واجبات الناقد: واجبات الناقد الفني الجيد: يتمتع بفهم شامل للغة، واسع الاطلاع، أراء غير شخصية، غير عاطفي،إحساسه واقعي ومرتبط بالحقيقة،الأخذ بالتقاليد والعادات،شخص حساس، عدم الحكم على الحاضر بمعايير الماضي والعكس، شخص إيجابي، التركيز على المحتوى وليس السياق، جيد في تدوين الملاحظات،شخص متواضع.
واجبات المؤرخ: دراسة وتدوين التاريخ، مرجع في هذا العلم،سرد منهجي، بحث في أحداث ماضية وعلاقتها بالجنس البشري، الموضوعية، التحرر من العواطف، عين ناقدة، أفق مجرد، استقلالية الشخصية.
واجبات المبدع: الجدة والأصالة الفكرية، الدراية والحنكة وسعة الاطلاع، خصوبة الخيال والتصور الدهني، حرية وطلاقة التعبير،حب الاستطلاع والفضول المعرفي، الرغبة القوية والملحة لمعرفة الأشياء واستكشافها من عدة زوايا، التساؤل وكثرة النقاش والبحث عن الحقائق وتقصيها،القدرة على التفكير بعمق لاستكشاف المضامين أو المدلولات،طلاقة فكرية عالية،حب المغامرة أو الاستعداد للتعامل مع المخاطر المتوقعة،حرية التخمين وعدم الخوف من الخطأ، التأمل والتنبؤ والتوقع، حب المجهول والمغامرات، تفضيل التعقيد،الرغبة في تنظيم وترتيب الجالات التي تعمها أو تبدو عليها الفوضى،الرغبة في العمل مع كثرة التفاصيل والمشكلات المعقدة،الاستعداد لقبول التحدي،قدرة على تحمل الغموض والنهايات المفتوحة أو الأسئلة المستثيرة أو الغامضة،الحدس،نفاذ البصيرة،الحس الداخلي،فهم وإدراك الأفكار،أو المعلومات باستقلال عن العمليات المنطقية،الاقدام والشجاعة،الولع بالمغامرة،الميل نحو تحدي الأفكار والسلطة ومقاومة الضغوط الاجتماعية،النظر إلى الفشل كطريقة لتنقيح ومراجعة الأفكار،فالأخطاء ليست نقطة النهاية في حل المشكلات بل وسيلة من وسائل التعلم وفرصة للوصول إلى خطوة إضافية نحو النجاح،جرأة وإقدام لتجريب الأفكار الجديدة،التفكير التباعدي، رهافة وحدة الأحاسيس،ذكاء عاطفي عالي،قوة الاصرار والمثابرة والتمسك بالآراء الشخصية،تأجيل الحكم،التفاؤل،عدم الرصا بالبناء،سرعة التكيف أو التأقلم مع الظروف.
ومن نافلة القول أنه حان الوقت لكي تخصص الحكومات العربية ميزانيات معينة لأجل البحث وتشجيع التجريب العلمي بعلم المسرح الذي يشمل علوما أخرى لها خصوصية محددة.
فمثلا بالمغرب بدأت الحكومة بالاعتناء بالمسرح والثقافة مقارنة بالماضي،لكن يحتاج هذا الفن والعم حضورا أكبر في كل السياسات العمومية ومخططاتها. فتنفيذ هذه السياسات على أرض الواقع والاهتمام أكثر بالفنانين.
هي مطالب عامة على كل بلاد العرب والتي عليها تجميع جهودها وتكثيفها للرقي بالمسرح،وكذا تشجيع المسرح المدرسي والبحث العلمي والاهتمام بمسرح الهواة كخلية مناسبة للتجريب بعيدا عن العشوائية ومحاولة الجري على الفوز بجوائز مهرجانات محلية أو عربية. كما أن فكرة تنظيم مهرجان مسرح تجريبي يكون كما لو له فروعا في كل البلدان العربية ويتم استكمال النقاشات النظرية والعملية وترسيخ البحث والنهج التجريبي العالي.