«قصاصات ورق» بريمو مهرجان الجنوب

«قصاصات ورق» بريمو مهرجان الجنوب

العدد 813 صدر بتاريخ 27مارس2023

 أُسدل الستار مؤخرا على الدورة السابعة من المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، برئاسة الناقد الفني هيثم الهواري، وقد اقيم في الفترة من 7 وحتى 12 مارس  في محافظة قنا، عن المهرجان ودروته السابعة، التقت «مسرحنا» بإدارة المهرجان و بعض الفرق المصرية التي شاركت فيه.
البداية كانت مع  المخرج مصطفى إبراهيم، مخرج عرض «قصاصات ورق» الفائز بأفضل عرض، حيث قال: العرض عن النص المسرحي «القيد» للكاتب محمد موسى وقمت بإعادة كتابته كدراماتورج، وهو يدور حول مشاكل المرأة في الجنوب تحديدًا، يتحدث عن العادات والتقاليد المسكوت عنها والأعراف التي نحاول أن نُغيرها، مثل الاعتقاد الخاطيء ان الأنثى لا ترث، وأنها لا يمكن أن تتزوج خارج أقاربها، وإن رفضت تُغصب على ذلك، نحن نتكلم بشكل عام من خلال النص عن معاناة المرأة في الجنوب، وهذا هو الهدف الأساسي الذي يحاول أن يبرزه المهرجان،  العادات والتقاليد بالجنوب، وإبراز العادات والتقاليد السيئة والحميدة، العرض لفرقة خربشة وهي فرقة تكاد تكون أول فرقة تم إنشاؤها وتكوينها في صعيد مصر، تم تأسيها في 2004 بسوهاج ثم في 2011   ثم تم تكوين خربشة قنا من سنتين، وهو فريق مستقل، منظومة كاملة تحاول أن تشارك في كل المسابقات والمهرجانات الحرة.
وتابع «إبراهيم»: لقد شاركنا في أكثر من دورة من دورات المهرجان وحصدنا العديد من الجوائز، وهذه هي المشاركة الخامسة لنا ، ونحن من الفرق الأساسية المشاركة في الثلاث دورات الأولى، المهرجان يحاول أن يستقطب النقاد والمسرحيين لمشاهدة مسرح الجنوب، وهو من مميزات المهرجان، أن يتم تسليط الضوء على فاعليات المهرجان، الذي يضم مجموعة ورش مفيدة جدًا لشباب الجنوب، والمهرجان أخذ طابع الدولية منذ عدة دورات، فأصبح هناك تبادل ثقافات بين عدة دول أوربية وعربية، وهناك تبادل للفنون، خاصة أن المهرجان يتنقل  خلال  محافظات الجنوب ، ونحن نحاول جاهدين دائما أن نقدم فنا هادفا،وحقيقيا يبرز قضايا الجنوب .
وأضاف : حصدنا أغلب جوائز المهرجان بعرض «قصاصات ورق»، جائزة أفضل عرض ، وأول إخراج، وحصد العرض أيضًا جائزة المركز الثاني في التأليف لمحمد موسى، والجائزة الثانية تمثيل رجال للفنان أحمد بدوي وثالث تمثيل نساء للفنانة إيمان متولي، وجائزة السينوغرافيا لفاطمة أبو الحمد.
قالت الفنانة إيمان متولي أحمد من فريق عرض « قصاصات ورق» : المهرجان متميز، استطاع أن ينقل خبرات فناني ونقاد القاهره لشباب الجنوب ويخدمهم، واستطاع أيضًا أن  يفيدهم بالورش ويسلط الضوء إعلاميًّا على  الشباب. 
وأضافت «إيمان»: لقد حصلت من خلال مشاركتي في عرض «قصاصات ورق» على جائزة التمثيل نساء المركز الثالث، وألعب دور البنت الصعيدية التي تمر تظلمها العادات والتقاليد، التي نحاول أن ننتقدها من أجل الأفضل، والشخصية التي ألعبها تمر بعدة مراحل منذ طفولتها إل  أن يتوفى زوجها. 
وتابعت : الحمدلله العرض نال استحسان الجميع، وقد حصد تقريبًا أغلب جوائز المهرجان، وأتمنى أن يظل مهرجان الجنوب مستمرا بسياسته نفسها ويظل يخدم أكبر عدد ممكن من الشباب. 
وقال أحمد بدوي الفائز بجائزة المركز الثاني تمثيل رجال : المخرج مصطفى إبراهيم له الفضل الأكبر في كل ما حصلنا عليه من جوائز، والجائزة نتاج مجهود وبروفات كثيرة، وأهدي هذه الجائزة لكل محافظة قنا ولروح والدتي وللمخرج المنفذ أحمد حسين، وقد سعدت بشدة بآراء لجنة التحكيم والنقاد، فالفنان القدير محمود الحديني قال لي «إحساسك وصلني أنك أب بمعنى الكلمة» وقد كنت ألعب دور الأب في العرض.
وأضاف : أتمنى أن يتم تسليط الضوء على شباب الجنوب والمواهب الشابة، وأن ينظر إلينا بعد الجوائز التي حصلنا عليها، المهرجان يُتيح لنا مشاهدة عروض أجنبية وعربية كنوع من تبادل الثقافات.

شفيقة ومتولي 
وقال المخرج عماد عبد العاطي مخرج عرض  «شفيقة ومتولى»: العرض  لفرقة الكرنك المسرحية الحرة تأليف د. شوقى عبد الحكيم،  هو العرض الذي شاركت به الفرقة فى المهرجان وهو يطرح المراحل العمرية المختلفة لمعاناة شفيقة، ودور هنادى فيما وصلت إليه شفيقة وتمنيها للحظة الموت التى هيئتها لنفسها بالتدريج، وإساءتها  لبلدها ولشرفها وشرف أخيها ووالدها الذى أعلن وفاتها وهى على قيد الحياة، وحلم شفيقة بالخلاص وبقدوم متولى ليخلصها مما هى فيه، وبينما هي فى حاله حلمها بطفولتها وأغاني والدها التى كان يرددها لها  واندماج هنادى معها يحدث ما كانت تتمناه وهو قدوم متولى، العرض بطولة أحمد عبد الفتاح حمزة، دينا سيد، حسن كريم، أمانى أحمد، ريناد فاروق، لارين فاروق، محمود صابر، موسيقى محمود عظيمة ديكور د.علياء ماهر.
وأضاف «عبد العاطي»: المهرجان نافذة صحية يتنفس منها شباب الجنوب فهناك ورش في كل أدوات المسرح، كل شيء جميل ونشكر رئيسه هيثم الهوارى أن جعل لنا مهرجانًا دوليًّا فى الجنوب، ولكن لكى تكتمل المنظومة عليهم الاهتمام باختيار لجان التحكيم، ومن وجهة نظري ورشة الكتابة المسرحية لابد ان تنتهي بكتابة نص مسرحي، يقوم خريجو ورشة الإخراج  بإخراجه، ويقدم في الختام، بدلًا من أن يختم المهرجان بعروض فنون شعبية.

جائزة التأليف
فيما قال المخرج والمؤلف محمد موسى:  «قصاصات ورق»  عن عرض «القيد» من تأليفي، وكنت قد قدمته في الدورة الأولى في بالأقصر وحصلت به على سبع جوائز، وتم ترشيحه للعرض في مهرجان المسرح القومي.
واستكمل «موسى»: لدي فريق آخر اسمه «أناكوندا» تابع لجمعية أهالينا بالمعنّا، وهو مشارك أيضًا ضمن المسابقة الرسمية بعرض «عوين» الذي  حصل على جائزة التمثيل رجال ونساء على المركز الثالث، والعرض يدور حول الثأر الدائر في الصعيد. وفريق «أناكوندا» تكون في 2009، وقدم عروضًا داخل مصر وخارجها، وحصلنا على العديد من الجوائز. 

قنا غنية بالمواهب
 وعن اختيار محافظة قنا لتقام فيها الدورة السابعة، قال مدير المهرجان الكاتب المسرحي بكري عبد الحميد: محافظة قنا من المحافظات الغنية بالمواهب الشابة، وتتمتع بوجود فرق خاصة مثل فرقة «أناكوندا» وشاركت في العديد من المهرجانات الدولية والمحلية، وحصلت على العديد من الجوائز داخل وخارج مصر، وقنا مدينة ثرية وحاضنة للتراث، والمهرجان قائم على التراث والحفاظ عليه وقضايا المرأة، وقنا هي الحافظ الأمين على التراث وخاصة قرى قنا، وقدمنا فيها عروض وفاعليا للطفل من مسرح الأراجوز وأتوبيس الحكي ومسرح العرائس، وكنا متوقعين الإقبال الجماهيري لأن شعب قنا محب للفن، ومنذ سنوات كُنا نطمح أن نقدم المهرجان في هذه المحافظة، والحمد الله تم ذلك مع وجود محافظ مثقف وواع ومدرك لدور الفن والثقافة والإبداع، في تنشئة الجماهير بشكل عام، وباعتبار الفن أحد عناصر محاربة الإرهاب والتطرف الفكري الذي نُعاني منه كثيرًا.
وعن تفاصيل الدورة قال «عبد الحميد»: الفرق التي تقدمت للمشاركة في المهرجان تجاوزت الثلاثين فرقة من كل أنحاء العالم، تم اختيار أربعة عشر عرضًا، ما بين عروض داخل المسابقة الرسمية وعروض خارج المسابقة الرسمية، عروض شارع وعروض عرائس، العروض المشاركة في مجملها تهتم بالتراث وقضايا المرأة في بلدها، واللجنة التي اختارت العروض اختارتها بعناية شديدة، ولجنة التحكيم لهذا العام كانت برئاسة الفنان القدير محمود الحديني والكاتبة صفاء البيلي والمخرجة عبير علي، والدول المشاركة لهذا العام هي فرنسا وألمانيا وكردستان والعراق وتونس وكندا والسودان وأخرون ومصر بالتأكيد التي شاركت بأربعة عروض في المسابقة الرسمية وعرض خارج المسابقة الرسمية، والعروض المصرية التي شاركت في المسابقة الرسمية هم «شفيقة ومتولي» لفرقة الكرنك إخراج عماد عبد العاطي و»عوين» لفرقة «أناكوندا» تأليف وإخراج محمد موسى و»قصاصات ورق» لفرقة «خربشة» تأليف محمد موسى وإخراج مصطفى إبراهيم، وهو العرض الذي حصد جائزة المهرجان بأفضل عرض.
وتابع «عبد الحميد»: تنظيم المؤتمر الصحفي كان يسير بشكل جيد جدًا، العروض تُقدم في مواعيدها، وقد قدمنا هذا العام عددا من الورش الهامة جدًا، من أبرز ما حدث خلال الورش أن الورشة التي كنت أقدمها في التأليف المسرحي، استضافت الكاتب الكبير إبراهيم الحسيني الذي قدم محاضرة عن عناصر التأليف المسرحي واستخدام الخيال في الكتابة المسرحية، واستضافت الورشة أيضًا الكاتبة الكبيرة صفاء البيلي التي تحدثت عن فن المونودراما وعناصر كتابته، وهناك ورش أخرى ومنها ورشة التمثيل للفنان أحمد السيد، وهذه الورشة لاقت إقبالا كبيرا من قنا ومن خارجها، وورشة المكياج وقدمتها الفنانة الجزائرية حكيمة جيلالي والفنانة الجزائرية خيرة جيلالي، وقدمتا بعض نماذج المكياج الفني من الورشة أثناء حفل الختام الذي قدمه الفنان محمد مصطفى، وورشة تصنيع العرائس وقدمها الفنان مهندس الديكور أحمد أبو طالب وورشة تحريك عرائس الماريونيت قدمتها المخرجة إيمان فتوح، وورشة الديكور قدمتها د. عايدة علام التي تقدم هذه الورشة للعام الثالث على التوالي، ولولا ضيق الوقت كُنا أتحنا الفرصة للجميع لأن يشاركوا في جميع الورش، وهذا العام كان هناك إقبال غير عادي على جميع الورش، والحقيقة أنا أثق جدًا في جمهور قنا، كان تفاعله متوقعا سواء داخل المحافظة أو فى القرى المجاورة لها، تفاعل كبير من كل أطياف الجمهور في كل مراكز وقرى قنا المقدمة فيها الفاعليات الخاصة بالمهرجان.


إيناس العيسوي