«ولد هنا» مبادرة جديدة لفرقة «المواجهة والتجوال»

«ولد هنا» مبادرة جديدة لفرقة «المواجهة والتجوال»

العدد 810 صدر بتاريخ 6مارس2023

فرقة المواجهة والتجوال أنشئت بهدف تقديم العروض المسرحية بقرى ونجوع مصر، لإتاحة الفرصة لهم لمشاهدة الأعمال المسرحية التي ينتجها البيت الفني للمسرح، عملًا على تحقيق مبدأ العدالة الثقافية. وتشارك الفرقة أيضًا ضمن مبادرة حياة كريمة، التي تم إطلاقها تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبالتنسيق مع المبادرة تجوب الفرقة بالعروض المتميزة في المناطق التي تقام خلالها مشروعات المبادرة في مختلف المجالات، الفرقة تم إنشاؤها في 2021  وفي 2018 كانت شعبة تحمل الاسم نفسه ، ومديرها الفنان محمد الشرقاوي. هل قدمت الفرقة الرسالة التي أنشئت من أجلها؟ هل تحتاج إلى مزيد من التطوير أو الإصلاح؟، ما هي خطة الفرقة خلال العام الحالي؟، «مسرحنا» طرحت هذه الأسئلة على العديد من المسرحيين ومدير الفرقة ومخرجي خطة الفرقة الحالية، لتُجري رصدًا من خلال إجاباتهم.
هنا فرق بين «تجوال المسرح» و»عروض قابلة للتجول»
قال د. محمد زعيمة أستاذ الدراما والنقد بأكاديمية الفنون: هو ليس مسرحا مستحدثا، منذ بدايته هو متجول، وكان لدينا قديمًا فرقة المسرح المتجول في الثمانينيات مهمتها التجول، وبعيدًا عن كل ذلك، المسرح في المقام الأول خدمة ثقافية يجب أن نقدمها لكل الناس، يجب على جميع الفرق المسرحية أن تتجول، فكرة أن يكون لدينا فرقة محددة خاصة بهذا التجول، يجب أن يكون لدينا فلسفة مُعينة وواضحة، فلسفة الموضوعات والأفكار وطريقة العرض، هذا إن كُنا نرغب في عمل خصوصية للفرقة، هناك فرق بين تجوال المسرح، وهو شيء طبيعي وحق مشروع من حق الجميع، من حق الجمهور في الأقاليم أن يروا العروض المسرحية التي يتم تقديمها في القاهرة، وفرق بين عروض قابلة للتجول، أعتقد أن الفرقة هنا هدفها العروض الصغيرة التي من الممكن أن نتجول بها.
وأضاف «زعيمة»: هناك مشكلات مثل أن مهما تم تطوير العروض التجوالية فإن نوعية الفنانين محدودة، وليست محدودة القدرات ولكن محدودة الشهرة، وبالتالي عناصر الجذب ليست كبيرة، في القاهرة عند صناعة العرض المسرحي، يتم توفير نجوم وقاعة عرض ودعاية، ولكن فرقة المواجهة والتجوال تحتاج لدعم أكبر وفنانين لديهم وعي بهذا الدور الثقافي، الفنان كعنصر جذب ممكن أن يكون مؤثرا في إنجاح التجربة.

سد الفجوة بين المنتج المسرحي التوعوي وجمهور الأقاليم
وقال الناقد أحمد خميس: أحد أهداف إنشاء تلك الفرقة في الأساس هو سد الفجوة الكبيرة بين المنتج المسرحي التوعوي وجمهور الأقاليم، وفي الحقيقة الفرقة تقوم بدور مهم للغاية فى ذلك الاتجاه ومن يراجع عدد أيام العروض فى معظم محافظات مصر وخاصة تلك العروض التي تقدم في الساحات والأندية  والمدارس وفي النجوع والمديريات سيدرك أهمية ذلك الدور وضرورة وجوده فهناك جمهور عريض متواجد فى كل ربوع المعمورة ومتعطش تمامًا للعرض المسرحي الحي الذي يأتي إليه ويقدم له الخدمة الثقافية بالمجان، وتلك العروض مطعمة بشباب مؤمنين بالدور ومدربين بشكل جيد كى يتواءموا مع الأماكن غير المجهزة بالكامل ويقدموا منتجهم بالقدر الذي يسعد جمهورهم.
وتابع «خميس»:  مؤكد لا تولد التجارب مكتملة التكوين والفرق الواعية فقط تلك التى تتعلم من أخطائها وتدرك أهمية التطوير كي تتأقلم مع الظروف والمواقف الصعبة وما نشاهده من المسئولين عن تلك الفرقة يطمئنا تماما بأن هؤلاء يعلمون دورهم ويحاولون تلافى الأخطاء والمصاعب والتحديات، وما حدث بعد البداية النيرة للفرقة مع مسئولها الأول المخرج الذكي (محمد الشرقاوي) يجعلنا مطمئنين لمستقبل العمل فيها، هى جهود أكثر من وزارة تتكاتف كى تساعد هؤلاء الشباب في تقديم عروضهم بالشكل المرضى، صحيح ما زال التعاون بين الوزارات خشنا إلى حد ما، لكن النيات الصافية تصنع المستحيل ولا ننسى في ذلك الإطار شكر المسئولين عن الجيش المصري الذين يدركون أهمية تلك العروض لجنودهم ويسعون دائما لتذليل العقبات والمواقف الطارئة.
وأضاف «خميس»: بالتأكيد هناك طموح كبير لدى المجتمع المسرحي المصري وأمل متعلق بالمسئولين في وزارة الثقافة أن يتم الاستعانة بعروض بعض فرق المسرح المستقل والجامعات التى تتوافق أهدافها مع فلسفة الفرقة وهى مسألة صعبة إلى حد كبير لكننا نطمح فى زيادة رقعة الفرق التى تتعاون معها إدارة الفرقة بالقدر الذى يتيح فن المسرح من خلال أفكار وفرق تمتلك ناصية المسرح وتسعى للوصول لجمهور عريض، كما أننى وعن نفسى اتمنى تعاون إدارة الفرقة مع فرق القطاع الخاص (صغيرة التكوين) فهناك عروض جماليا مهمة تقدمها تلك الفرق التى تستهدف هامش ربح صغير وفى نفس الوقت جماليا تقدم عروضا فارقة إلى حد كبير.

ذكاء «الشرقاوي» في عرض صور الجمهور
فيما قال المخرج طارق الدويري: استطيع أن أقول إن أكثر ما شدني لفرقة المواجهة والتجوال المسرحيات التي قدمها المخرج محمد الشرقاوي للأطفال ، وذكاء منه  عرض صور الناس أكثر من صور العرض، الشيء الثاني أن فرقة المواجهة والتجوال تذهب إلى المدن والقرى، والأهم أن يكون الورق فاعل ويقدم الرموز بصدق، بحيث تتعرف الناس عليها  بشكل جديد، الأفكار دائمًا تكون جيدة الأهم تطبيقها، يجب أن يكون ما يقدم هادف للناس أولًا، بمعنى رقم «1» الجمهور.
وأضاف «الدويري»: الوزارة يجب أن تُدعّمهم بميزانيات طبيعية تساعدهم أن يقوموا بمهمتهم ولا تكون معجزة، حاليًا أقوم بإخراج عرض «وقال عبد ربه التائب» لنجيب محفوظ في قومية السويس، الميزانيات ضئيلة جدًا ولا تسمح بعمل كل ما نرغب في تقديمه، بالرغم أن محمد جابر مدير الإدارة العامة للمسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة يبذل أقصى ما في وسعه لتقديم كل ما هو متاح، اللوائح في ذاتها بها إشكالية.

نشر الوعي والثقافة دون توجّه
فيما قال الفنان عبد المنعم رياض: المرجو من مسرح المواجهة والتجوال أن يصل إلى كل الأقاليم في مصر، بل القرى أيضًا ، فكره قد تبدو حديثة ولكن كان هناك مثلها قديمًا ولكن لم يتم استمرارها، فكرة نشر الوعي والثقافة دون أن تكون موجّهة لشريحة مُعيّنة، من حق الجميع أن يروا الحركة الفنية تتناول موضوعات تخصهم ، هذا هو واجب الثقافة والحراك الفني في مصر، وهذا عندما يحدث من خلال فرقة المواجهة والتجوال، فهذا جيد  .
وتابع «رياض»: بنسبة كبيرة استطاعت فرقة المواجهة والتجوال أن تحقق الهدف من تواجدها، ونجحت بشكل كبير، ورد فعل الجمهور في القرى والمحافظات النائية يقول أنهم سعداء بأن المسرح يصل إليهم.
وأضاف «عبد المنعم»: عرض «101 عزل» كان أول إنتاج لمسرح المواجهة والتجوال وكنت سعيد جدا بذلك، وقدمنا موسمين مسرحيين في القاهرة، وعندما بدأنا تجوال العرض في المحافظات للأسف التزمت بعرض آخر في القاهرة.
محو أُميّة ثقافة وفن
كذلك قال فنان الماكياج إسلام عباس: هو من أهم المشاريع الفنية الموجودة على مستوى الجمهورية، واعتبر هذا المشروع «محو أمية ثقافة وفن»، محو الأمية تقتصر على التعليم الدراسي العادي، ولكن يجب أن تصل المعلومات ورسالة الفن لجميع القرى المصرية، هناك قرى حتى الآن لم يدخل فيها التليفزيون، ليس لديها أى نوع من الفن أو الثقافة، فريق المواجهة والتجوال يلعب دور القوافل المسرحية، أن يتم العرض على الجمهور في القرى والنجوع بشكل درامي وبمحتوى كوميدي أو تراجيدي، بالتأكيد فكر هادف، وبالتالي الجمهور يكون مستمتعا جدًا ونقابل بترحاب هائل. تابع
 : المخرج محمد الشرقاوي بدأ هذا المشروع ب تجاربه الفنية على مدار 12 عاما تقريبًا، وكانت أول تجربة «عاشقين ترابك.. 1 و2» ثم «ولاد البلد»، العرض الذي كان مُلحقا بفرقة المسرح الحديث، و من بعد الكورونا وعودة المسرح من جديد، بدأت فرقة المواجهة والتجوال تكون فرقة مستقلة لها مسرح خاص، تنتج عروضا مسرحية تقتصر على فكرة التوجيه، وبعد صنع «العرض» نتجول به في كل محافظات وقرى ونجوع مصر، ونحن في حاجة شديدة لهذا النوع ، أن يكون لدينا فرقة تتجول في جمهورية مصر العربية وتقدم رسائل هادفة وفنا حقيقيا، هذا يتصدى لأي أفكار متطرفة وهدّامة. 
وأضاف «عباس»: أتمنى أن يكون لدينا في كل قرية مسرح متنقل مثل المكتبات المتنقلة، ويكون مجهزا على أعلى مستوى، وأكثر ما يميز فرقة المواجهة والتجوال أننا نعرض في أي مكان، ليس شرطًا أن نعرض على مسرح مُجهّز، أتمنى أن يتم الاهتمام بالإمكانيات وتوفير كرفانات مجهزة لفريق العمل مناسبة للمسرح والعمل نفسه.

بدأنا في 2014
وعلى صعيدٍ آخر قال المخرج محمد الشرقاوي مدير فرقة المواجهة والتجوال عن التجربة: الحكاية بدأت بداية من 2014، كان الموضوع في البداية فردي بعرض «عاشقين ترابك» الجزء الثاني، وبدأنا بخروج المنتج الثقافي خارج منطقة وسط البلد «المُنتَج الاحترافي»، وبدأناها بجهود فردية، وعرضنا على المناطق الحدودية في مرسى مطروح وجنوب سيناء والغردقة، إلى أن قام بعض المتطرفين بمواجهة فريق العرض، لأننا كُنا نتناول فكر التطرف وتيارات الإخوان المسلمين والسلفيين، ووزارة الداخلية كانت على علم بما حدث، قمنا بعمل اتفاقية معها بأن عرضنا العرض في كل أماكن الشرطة على مستوى الجمهورية ، أخطرها في هذا التوقيت معسكر الأمن المركزي في العريش، ثم أصبحت شعبة المواجهة والتجوال في 2018، وأنتجنا ثلاثة عروض، جابت المحافظات، وبدأنا بعدها نتجه إلى العمق المصري قرى الصعيد وحلايب وشلاتين، الأماكن المحرومة من أي وجود ثقافي، وبعد غياب عام عن هذا المشروع وفترة كورونا عدنا مرة أخرى في 2021 وأصبحت فرقة المواجهة والتجوال، وعلى مدار ثلاث سنوات، في 2021 قدمنا  ما يقرب من 350 ليلة عرض وفي 2022 قدمنا ما يقرب من 400 ليلة عرض، وفي العام الحالي نستهدف 250 ليلة عرض، وأخذنا على عاتقنا تنفيذ الشق الثقافي من مبادرة حياة كريمة في وزارة الثقافة، والتنفيذ في القرى الأكثر فقرًا.
وتابع «الشرقاوي»: هناك فرق بين فرقة المواجهة والتجوال ومشروع المواجهة والتجوال، الفرقة تنتج عروضا فكرتها قائمة على «هنا والآن» كل ما يخص المواطن المصري، وتتولى الفرقة مبادرات مثل مبادرة «وُلد هنا» وهذا في شق الإنتاج، أما المشروع فهو خاص بالبيت الفني بأكمله وتحت رعاية السيدة وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني وبالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة التنمية المحلية وهناك أكثر من جهة أخرى مشاركة معنا مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة، المشروع يأخذ كل عروض البيت الفني التي تصلح للتنقل، وخاصة عروض المسرح القومي للطفل أو عروض القاهرة للعرائس، وكان هناك اهتمام شديد بهم هذا العام، لأننا نفكر في الأطفال المحرومة في قرى حياة كريمة وكل محافظات جمهورية مصر العربية، نستهدف ما يقرب من 18 محافظة في هذا الموسم، استطعنا للوصول إلى ما يقرب من 140 قرية من 250 قرية كما هو في خطة العام الحالي.
وأضاف «الشرقاوي»: من خلال التجوال والذهاب للعمق المصري، نكتشف أن هناك أطفالا وشبابا في المنيا كل معلوماتهم عن طه حسين أنه ولد هُنا، ولا يعرفون أي رموز فنية أخرى، الدولة المصرية تحرص على تجديد الخطاب الديني، ولدينا نماذج مثل الشيخ محمد عبده أو الشيخ عبد المتعال الصعيدي وغيرهما، والنقراشي باشا صاحب أول مدرسة بحرية كانت في الإسكندرية، هؤلاء العظماء طريق ومنهاج لأن نوصل من خلالهم رسائل للأطفال والشباب، هذا نموذج مثلك كان في ظروف أكثر سوءًا منك واستطاع أن يحقق حلمه، لا نستعرض في مبادرة «وُلد هنا» سير ذاتية، ولكننا نتحدث عن تيارات فكرية مُحددة و مجموعة من التنويريين، وتيار تجديد الخطاب الديني، هناك نموذج ملهم في هذه المسألة هو ابتهال «مولاي» في السبعينيات، كان هناك مد للتيارات السلفية في المجتمع المصري، وفي اجتماع للرئيس الراحل محمد أنور السادات والموسيقار بليغ حمدي والشيخ سيد النقشبندي، بمناسبة حفل العلم أو الفن تقريبًا وكان يتم تكريمهم، كلف الرئيس السادات المتمثل في الدولة والسلطة التنفيذية الفن متمثلا في الموسيقار الكبير بليغ حمدي والشيخ سيد النقشبندي ابن البيئة الدينية والأزهر، أن يقدما حالة مختلفة وظهرت «مولاي»، من هنا تم السماح لتيارات كثيرة استخدام الآلات في التواشيح والترتيل والغناء والمقامات، وهذه الإرادة الحية متواجدة في مجتمعنا الآن، لدينا عظماء في مدن القناة، نحن في حاجة إلى معرفة هؤلاء، وتقديم ذلك للنشء الصغير ونُقدم ذلك بصيغة جماعية وليست فردية، وكل ذلك نناقشه في «وُلد هُنا»، وكل هذه العروض ستتواجد في القاهرة أولًا ثم تدخل مرحلة المشروع «التجوال» خلال الفترة القادمة، وسوف نبدأ بالعرض الأكثر جاهزية وافتتاحه في عيد الفطر المبارك، وسيكون لدينا عروض ماتينيه وسواريه في مسرح الفرقة مسرح «ميامي».

توتة توتة 
المخرج السعيد منسي قال: أقدم عرض «توتة توتة» في خطة فرقة المواجهة والتجوال التابعة للبيت الفني للمسرح، المخرج محمد الشرقاوي اتصل بي وأخبرني أن هناك مشروعا جديد خاص بالفرقة اسمه «وُلد هنا» يتحدث عن التنويريين في المجالات المختلفة في جمهورية مصر العربية ومدى إثرائهم للحياة الثقافية والدينية والسياسية والفنية إلى آخره، وتم تكليفي بعمل العرض المسرحي «توتة توتة» في محافظات وجه بحري دمياط والدقهلية والبحيرة والإسكندرية، وبدأت فعلًا في الإعداد للعرض وتحدثت مع صديقي الكاتب طارق عمّار وطرحت عليه الفكرة وتحمس جدًا، وبدأنا في اختيار النماذج التنويرية في هذه الأماكن وتسليط الضوء على بعض اللمحات المهمة في حياتها، فريق العمل تأليف وأشعار طارق عمّار الألحان محمد حمدي رءوف والديكور أحمد جمال الدين والاستعراضات ميزو والإضاءة أبو بكر الشريف والماكياج إسلام عباس والأزياء مها عبد الرحمن وفيديو مابينج.. مادة فيلمية محمد البدري ومخرج مساعد نور إسماعيل وإيناس محمد ومخرج منفذ أحمد ماهر، والآن نحن في مرحلة اختيار فريق العمل من الممثلين ونختار من حيث الجودة والشبه بينهم وبين الشخصيات المطروحة وبدأنا بالفعل بروفات تحضيرية، ومن المتوقع أن يتم افتتاح العرض في عيد الفطر المبارك.
وأضاف «منسي»: مسرح المواجهة والتجوال مسرح مهم جدًا، لأنه ليس مجرد مسرح يُقدم عروضًا مسرحية ولكن من مميزاته أنه يذهب إلى الجمهور، هناك الكثير من القرى والنجوع محرومة من المسرح، هذا المسرح يهتم بالوصول إلى النجوع والقرى الصغيرة المحرومة من المسرح والتي تكاد لا تراه في كل أنحاء جمهورية مصر العربية ويقدم لهم مسرح عنهم.
وتابع «منسي»: مهم جدًا أن يرى الناس مسرح حي ويتعرفوا على قيمة المسرح، بالإضافة إلى الطرح الذي يقدمه مسرح المواجهة والتجوال من خلال تقديم نماذج منهم من داخل المحافظة والقرية التي يُعرض فيها العرض المسرحي، كنوع من التنوير والتوعية.

السمسمية 
وختامًا قال المخرج سعيد سليمان: عندما تحدث معي مدير مسرح المواجهة والتجوال المخرج محمد الشرقاوي عن فكرة مبادرة «وُلد هُنا» و شخصيات مؤثرة في المجتمع ورشح لي مدن القناة وسيناء،كان لدي فكرة عامة عن بورسعيد الباسلة والمقاومة الشعبية، ولكن مع البحث اكتشفت أن هناك شخصيات مهملة كثيرة قدمت إنجازات في بورسعيد والإسماعيلية والسويس مهمة جدًا على المستوى السياسي والاجتماعي في فترات من تاريخ مصر، سواء سيدات أو رجال مثل عبد المنعم قناوي وكابتن غزالي زينب الكفراوي وكيف كانت فعّالة في قضايا بلدها ودورها في التبرع في المقاومة ومساعدة المصابين والجرحى، نحن نحتاج أن نطرح ذلك لتنوير الشباب وتوعيتهم وخروجهم خارج دائرة التسطيح الذي يعيشه مجموعة كبيرة من شبابنا على المستوى الخاص والعام، العرض يحمل اسم «السمسمية» يجمع ما بين التوثيق والدراما، تأليفي وإخراجي وديكور وملابس سماح نبيل ورؤية موسيقية محمد الوريث والأشعار من التراث الشعبي لمدن القناة وسيناء، ونحن الآن في مرحلة بروفات عمل العرض.


إيناس العيسوي