تجليات الاغتراب في مسرحية «أهل الكهف» لتوفيق الحكيم

تجليات الاغتراب  في مسرحية «أهل الكهف» لتوفيق الحكيم

العدد 806 صدر بتاريخ 6فبراير2023

يغوض الكاتب المسرحي توفيق الحكيم في مسرحيته «أهل الكهف» في أعماق الذات الإنسانية ويسبر أغوارها ويضع شخصياته في صراع نفسي معقد بعد صحوتهم التاريخية في كهف مظلم شهد تحولات خارجية عظمى وهم على رقدتهم لا يتحركون، يستمر الصراع النفسي طوال المسرحية حتى يقول القدر كلمته. يوَّلد هذا الصراع من رحم الاغتراب الذي نجم عن تساؤلات الشخصيات الثلاثة «مرنوش ومشلينا ويمليخا» حول الزمن الذي كان الضلع الأهم في مسألة الاغتراب؛ يسأل بعضهم بعضًا حول الزمن الذي استغرقوه في النوم، فمنهم من يظن أنه يوم، وآخر يظن أنه ثلاثة أيام. الأيام الثلاثة هي كل ما قد يستغرقها الإنسان نائمًا، لذا فقد تيقنوا أنهم يخضعون لسلطة الزمن الذي جاءوا منه، وأن أكثر من ثلاثة أيام يُعتبر اغترابًا إذ خرج عن النسق الطبيعي للزمن. جاء الحوار في البداية متضمنًا آخر ما قاموا به قبل لجوؤهم إلى الكهف مُطاردين من جنود دقيانوس، لذا كانوا يخططون لاستكشاف العالم الخارجي بتوجس.
غالياس: إن خيرا للقديسين أن يظلوا في السماء من أن ينزلوا بيننا على الأرض.
إن الاغتراب قضية ملازمة للإنسان أينما وجد طالما هناك تعارض بين الفرد ومجتمعه واضطرابًا في علاقته مع ذاته، فيبقى الصفة المشتركة لجميع الذين يعانون من وجود شيء ما يفصلهم عن واقعهم. تبدو ملامح الاغتراب في تصدع الذات وتجلي الإحساس بالضياع والمعاناة نتيجة الغربة والاغتراب. إنه إحساس داخلي ينتاب الفرد بأن وجوده في هذه الحياة لا جدوى منه فيشعر بأنه:» لا يوجد له قيمة أو معنى في الحياة نظرًا لخلو هذه الحياة من الأهداف والطموحات، ونقص التواصل بين الحاضر والمستقبل.» كما يرى أن حياته تسير في نفق مظلم غير واضح المعالم فتجعله يعتزل العالم ويتشتت بين ما يعيشه في حاضره، وبين أحلامه وطموحاته التي يريد تحقيقها في المستقبل.  
يمليخا : طرطوس ليست بطرطوس، بل عالم آخر وجيل آخر لم استطع عيش الحياة فيه.
إن الإنسان لا يستطيع تحقيق هويته إلا في وسط اجتماعي يتحقق فيه التفاعل بين الذات وغيرها من الذوات، وأنه لا يدرك هويته إلا من خلال المسؤولية التي يستشعرها تجاه الآخرين، ولا ينمي هذه الهوية إلا  بالإبداع والمعرفة والخبرة من خلال حياة اجتماعية نشيطة. تشعر شخصيات «أهل الكهف» بفقدان الهوية منذ أن أنكر الفارس الذي رأه يمليخا بعد خروجه من الكهف مباشرة بحثًا عن طعام ولاستكشاف العالم، كما تمثل نظرات الفارس له نزعا للهوية عن يمليخا بشكل صارخ.
عرّف هيجل مصطلح الاغتراب على أنه انفصال الانسان عن ذاته وعن مجتمعه وفقدان وجوده وتقيد حريته في تقرير مصيره فالاغتراب عنده هو:» حالة اللا قدرة أو العجز التي يعانيها الانسان عندما يفقد سيطرته على مخلوقاته ومنتجاته وممتلكاته فتوظف لصالح غيره بدلا من أن يسطو هو عليها لصالحه الخاص، ولذا يفقد الفرد القدرة على تقرير مصيره والتأثير في مجرى الأحداث التاريخية بما فيه آلامه وتسهم في تحقيق ذاته وطموحاته، كما نجد بول سارتر الفيلسوف الوجودي يرى أن الحرية هي أساس وجود الانسان وقد استعمل مصطلح الاغتراب في عدد من مؤلفاته حيث يقول في مؤلفه الوجود والعدم ونقد الفكر الديالكتيكي:” أما الانسان فيغترب عن نفسه ليس فقط في مواجهة العدم بل أيضا في علاقته مع الآخر، إنه في هذه الحالة قد يختبر نفسه من خلال نظرة الآخر إليه، كموضوع أو كشيء.” حيث فسر سارتر الاغتراب من خلال تعرف الفرد على ذاته ووعيه بوجوده كموضوع بالنسبة للآخر.
يفقد يمليخا وجوده وتعاظم شعوره بالاغتراب حينما رآه الفارس وفقد مشلينا ومرنوش وجودهما تباعا. يضع توفيق الحكيم، في البداية، شخصيتيّ مرنوش ومشلينا في مسرحيته “أهل الكهف” في صراع نفسي بين ما هو قائم في ذهنيهما متجسدًا في الماضي الذي ما يزال قائمًا ويستوعبانه تماما؛ الجانب المظلم ويخشيان مواجهته المتمثل في الملك دقيانوس وظلمه، والجانب المضيء المتمثل في عائلة أحدهما وحبيبة الآخر الذين تركوهم ولا يعلما مصيرهم، وبين ما هو حقيقي المتمثل في وجودهما في كهف مظلم، يتسائلان عن زمن بقاءهما فيه، كما تتعاظم رغبتهما في البقاء على قيد الحياة وتمسكهما بها برغم المطاردات التي جابهوها مع بقية الجماعة قبل لجوؤهم إلى الكهف. تحاصرهما مسألة الخروج من الكهف فيواجهان مصيرهما الذي ينتظرهما أو البقاء فيه فتضيق بهما الحياة أكثر ويفقدان ذويهم بشكل نهائي.
تتمثل مظاهر الاغتراب في ثلاثة أبعاد: اغتراب الإنسان عن العالم والكون، وهو اغتراب ميتافيزيقي أو اغتراب أساسي ملازم لوعيه بوجوده وتناهيه، ثم الاغتراب عن الجماعة التي ينتمي إليها بما لها من ماض، وقيم وتقاليد، وأخيرا الاغتراب عن الذات وهو أخطر هذه الأشكال الثلاثة. تجلى اغتراب مرنوش ومشلينا ويمليخا متسقا مع الأبعاد الثلاثة للاغتراب فمنذ استيقاظهم شعروا باغترابهم عن العالم حينما ادركوا التغير الذي طرأ على قريتهم، والذي جاء بشكل ميتافيزيقي متمثلا في عنصر الزمن وماهيته ومدى تأثيره عليهم، وأيضا اغترابهم الخاص بوعيهم بوجودهم وبعدهم عن ذويهم وكذلك أعداءهم الذين يطاردونهم.
مرنوش: مشلينا! احذر لنفسك ولنا! المذبحة لا تزال قائمة في المدينة.
حينما يستيقظ يمليخا تتجلى أبعاد الاغتراب إذ تتبدى ملامح الماضي فيكشف للمتلقي أن مرنونش ومشلينا كانا يتبعان البلاط الملكي ويظن أنهما وزيراه إذ يدعو مرنوش بمولاي، ثم نهره وأخبره أنهم جميعا إخوة، اكتشف يمليخا ذلك حينما لجئا له فرارا من دقيانوس. كانوا يخشون من بطشه لذا فروا جميعا إلى الكهف الذي قادهم إليه يمليخا وكلبه قطمير. يدور حوار بين الثلاثة فيندهش يمليخا من كون مرنوش ومشلينا وزيرا دقيانوس مسيحيين، وأضاف أحدهما أن ابنة الملك بريسكا أيضا مسيحية. نكتشف أيضا ما حدث قبيل الإعلان عن المذبحة التي كانت تنتظر كل من يعلم الملك أنهم كفروا بدينه، ونكتشف أيضا أن ببلاطه كانت كل الأمور تتم بحذر شديد إذ أن كل ما كان يقال يُفسر بشكل يؤدي إلى الهلاك. لكن كانت الرسالة منجاة للأميرة بريسكا ولمرنوش ومشلينا. لكن مرنوش يريد أن يرى زوجته وابنه اللذين لا يعلم أحد بهما وبمكانهما.
مرنوش: إنا أشباح، إنا ملك التاريخ.. ولقد هربنا من التاريخ للنزول عائدين إلى الزمن.  
يتعاظم الاغتراب في حوار الشخصيات الرئيسية حينما تتجلى صورة الإيمان في حديثهم، ولولا شعورهم به فما كان ليجدف أحدهما في اتجاه يحسبه الآخران جحودا وكفرا، إذ يسأل أحدهما الآخر عن إيمانه فيجيب باقتناع، وحينما يتحدث يمليخا يندهش الآخران من كلامه فيظن أحدهما أنه هذيان بل يؤكد الآخر أن معناه أنهم بعيدون عن الله فيقول يمليخا:
يمليخا: هذا الجمال كان موجودا دائما منذ الأزل منذ وجدت الخليقة. لا أتصور بدء الوجود بدونه ولا انتهاءه بدونه.
يتجلى الاغتراب بشكل مبكر في حوار مرنوش ويمليخا ومشلينا حينما يعاني الجميع من آلام في العظام بسبب النوم إذ يظنون أنهم ناموا يوما أو ثلاثة أيام كما يشعرون بجوع شديد، ويقترج يمليخا عليهما أن يذهب لشراء الطعام لهم. حينئذ تتكون صورة كاملة عن الماضي من خلال حوار مشلينا ومرنوش قبل أن يتكشف الحاضر ويحاولون قراءة ما كان غامضًا وما كان ليحدث لو أنهم أساءوا تقدير الأحداث فتتغير مصائرهم تماما. وفي ظل استعراضهم للمحات من الماضي يدور بينهما صراع حوله إذ يتهم كل منهما الآخر بشي:
مشلينا: أنت الوثني المؤمن بالوثنية وساعد دقيانوس الأيمن في مذابحه السابقة.
مرنوش: ولولاك أنت لما اعتنقت الأميرة بريسكا دين المسيح وهي المؤمنة بدين أبيها دقيانوس؟
حينما يعود يمليخا بعد اكتشافه عالما آخر يساهم في اغترابهم يكتشفون أن هيئتهم حينما جاءوا إلى الكهف قد تغيرت، وتجلت أمامهم ملامح أخرى غير التي جاءوا بها فتزيد من شعورهم بالاغتراب بشكل أكثر، وتبعث فيهم خشية الحاضر الذي هيمن عليهم وخشيتهم من علاقة الماضي بما آل إليه حالهم.
مشلينا: ألا تذكر أني أتيته حليقا؟ ها أنذا الآن ولحيتي مرسلة وشعري يتدلى.
يبدو أن الزمن يتغير ويسطو على الحاضر بقوة فحينما استيقظوا وأدركوا هيئتهم التي تغيرت بدأوا يتسائلون حول الزمن الذي أمضوه في الكهف، في البداية ظنوا أنه يوما أو ثلاثة أيام، ثم ظنوا أنه اسبوعا ثم تحولت إلى شهر. وأثناء حديثهم يسمعون أصواتا خارج الكهف ما تلبث أن تتحول إلى لغط يدخل على إثره الناس ويكتشفون أن بالكهف أشباح فيفرون خارجه. يتجسد الاغتراب في أهل الحاضر الذين يظنون أن أهل الكهف بشر آخرون، سمعوا عنهم قصص وأساطير، وشعور أهل الكهف بالاغتراب بسبب هؤلاء الناس الذين ينظرون إليهم بأنهم جاءوا من عالم آخر لا يمت إليهم بصله، علاقة التجاذب والتنافر بين الطرفين تعتبر ملمحا مهما من ملامح الاغتراب في مسرحية “أهل الكهف”.
مرنوش: إن الحياة المطلقة المجردة عن كل ماض وعن كلة صلة وعن كل سبب لهي أقل من العدم.
مشلينا: يا مرنوش يا يمليخا، إنا لا نصلح للحياة..إنا لا نصلح للزمن..ليست لنا عقول.
مشلينا: بيننا الهوة السحيقة..هوة ثلثمائة عام.
تتحدث الأميرة بريسكا التي سُميت باسم بريسكا التي كانت تعيش في عصر الملك دقيانوس مع غالياس، عن حلم رأت فيه أنها دفنت وهي على قيد الحياة، فيشير إليها غالياس بأن ذلك له ارتباط مع ما يتحدث حوله الناس، ويشير إلي بريسكا التي كانت تعيش في عصر الشهداء وأنها كانت تنتظر الذي كانت تحبه. بريسكا التي لفظت أنفاسها الأخيرة والتي تعتبر الآن قديسة منذ ثلاثمائة عام في نفس البهو الذي تقف فيه الأميرة بريسكا الجديدة. يكشف غالياس للملك أن الثلاثة الذين يتحدث عنهم الناس هم أنفسهم القديسون الذين اختفوا في عصر دقيانوس وانتظر الناس عودتهم، وكذلك كلبهم وتنطبق أوصافهم على ما جاءت به كتب التاريخ.
يتلاشى الاغتراب بالنسبة لمرنوش بشأن الملك الجديد لكنه لا يقبل أنه فقد زوجته وابنه، إذ يشعر إنهما ما يزالان على قيد الحياة برغم مرور ثلاثمائة عام، يأتي الرفض من منطلق رفض سطوة الزمن بشأن ذويه وقبوله بشأن الغرباء، ذلك التناقض هو ذروة الاغتراب النفسي والاجتماعي. يمثل فقدان الابن والزوجة قمة الاغتراب الذي شعر به مرنوش فتحطمت لديه كل الآمال وتهشمت بداخله فرحة العودة إلى الحياة بعد ثلاثمائة عام.
 يأتي رفض مشلينا أن تكون بريسكا أخرى التي رآها بعد خروجه من الكهف مواكبًا لقبوله فكرة مرور ثلاثمائة عام، سعيا في الاغتراب، خصوصا أن بريسكا ترفض تماما أن يكون حبيبها برغم أنها توافق على تطابق حالها بحال بريسكا التاريخية، لكنه ينزع إلى العزلة التامة بعد أن أدرك أن بريسكا ليست حبيبته، ومن ثم عاد إلى الكهف. تتعاظم لديه قيم اليأس فلم يعد يفرق بين اليقظة أو النوم، أو أن اليقظة لم تعد مقابلا للنوم، أو أن الحياة لا تعتبر مناقضا للموت. تجلى الاغتراب أيضا في حكاية أوراشيما التي تحكي عنها بريسكا، إذ شعر بالاغتراب حينما عاد إلى موطنه بعد غياب أربعمائة عام.
مشلينا: اعطنى النور أو اعطني الموت. اليقظة. النوم
يتحول حوار بريسكا ومشلينا من حوار اجتماعي محض حول تمكين مشلينا من فكرته بشأن بريسكا ومحاولته الحثيثة لكي يقنعها بأنها هي بريسكا التاريخية، وبرغم كل الدلائل والتشابهات إلا أن بريسكا تشعر بالاغتراب لكون مشلينا ما يزال شخصًا تاريخيًا لا يمكن أن يمت للواقع بصله، بينما يحاول هو تحطيم جدران الاغتراب التي شيدها خوف بريسكا منه وبالتالي يظل هو الآخر الذي لا يمكن بأي حال الاندماج معه في علاقة ما.  تتعاظم قيمة الاغتراب في حوار مشلينا وبريسكا حينما يتهمها بالخيانة بينما تتهمه هي بالجنون. تلك الاتهامات كانت التحول النهائي نحو الاغتراب التام.
مشلينا: أنت تخاطبينني كما لو أنك امرأة خائنة مرائية تتجاهل ما سلف وتنقض عهودها المقدسة.
يعتبر الزمن وتحولاته وعلاقته بالحاضر والماضي من أهم ملامح الاغتراب في مسرحية “أهل الكهف” إذ كان له الدور في حضور الماضي وربط أحداثه بالحاضر وديمومته، لكن صحوة الشخصيات قد مزقت الماضي تماما وتركت مرنوش ويمليخا ومشلينا يسبحون ضد التيار دون هدف ولم يعرف أيهم هدفًا محددًا يتجهون إليه، فجاءت فكرة مرور ثلاثمائة عام على نومهم في الكهف ثقيلة لا يمكن بأي حال تصديقها، لكن حينما استوعبوها سواء بتلاشي الماضي تماما المتمثل في موت ابن وزوجة مرنوش واختفاء بيته، أو في الأدلة التي ساقها الآخرون لهم، اكتشفوا أنهم ليسو صالحين للبقاء في الحاضر أو البقاء على قيد الحياة، ومن ثم وصل بهم الاغتراب والحدث المسرحي إلى الذروة.
مشلينا: لست أريد أن أبصر الآن، الإبصار لي موت، أتريدين أن أموت.
مرنوش: إننا بعيدون عن هذه المدينة وسكانها بمقدار ثلاثمائة عام.
 سأفقد عقليّ سأفقد عقلي.
يتحول الاغتراب في الفصل الرابع وكأنه حلم، إذ يعود أهل الكهف إلى مثواهم الأخير الذي ظلوا به أكثر من ثلاثمائة عام، بحثًا عن السكون أو التلاشي في عالم متغير يشعرون فيه بالاغتراب ومن ثم عدم التكيف أو التعاطي معه بأي سبيل، تجلت الفجوات الزمنية والثقافية والاجتماعية فرفعت من مقدار الاغتراب، وبرغم كل ذلك استطاع مشلينا أن يحرك المشاعر في قلب بريسكا ويلبثها ثوب الحب، لذا ذهبت وراءه إلى الكهف فربما يمحو الحب سواد الاغتراب.  
مشلينا : فهمت أن شيئا يفصل أحدنا عن الآخر.
بريسكا: إني ابكي تلك السعادة التي لمعت كالبرق لحظة ثم انطفأت.
عندما يحتضر يمليخا لا يعرف إن كانت حياته حلمًا أم حقيقة، يشعر بالاغتراب النفسي فحدث تناقض بينه وبين عالمه الخارجي مما جعله حائرا وتائها. عاد مرنوش إلى الكهف بعد أن حطمه الاغتراب فلاذ بالكهف لتهدأ نفسه. يُصاب مشلينا باغتراب نفسي في النهاية حينما يجد أن بريسكا تحاول التخلي عن علاقتهما وأنها ترفضها كلية وفي نفس الوقت يرفض فكرة أنها بريسكا أخرى. لكن بريسكا تكتشف أنها ساهمت في غربته برفضها حبه ورفض فكرة أن تكون هي بريسكا التاريخية. تقوم بريسكا بالفعل الدرامي لتحقق المفارقة الدرامية وتذهب خلف مشلينا لكنها تلحق به في أنفاسه الأخيرة وتتفق مع غالياس لتدفن من أهل الكهف ويتحقق حلمها.
تجلت ملامح الاغتراب في مسرحية “أهل الكهف”، وكان لها دور في حركة الشخصيات وحوارها الذي اتسم بالشاعرية والدينامية، كما أن الحدث المسرحي كان ينمو وتتطور معه الشخصيات وصولا إلى الذروة التي قامت ببناءها المفارقة، وكان موضوع الاغتراب من التيمات التي ساهمت في خلق الخط الفكري الذي يعرف عن توفيق الحكيم.    


ترجمة عبد السلام إبراهيم