«برامج المسرح» أين هي من الخريطة البرامجية للتليفزيون والإذاعة؟

«برامج المسرح» أين هي من الخريطة البرامجية للتليفزيون والإذاعة؟

العدد 796 صدر بتاريخ 28نوفمبر2022

يُعد المسرح هو صورة حية لأحداث وصورة بصرية وحركة الممثل ودمج للعناصر المسرحية وتقديمها بشكل حي، ومن المؤكد أن الإعلام له دور كبير في تسليط الضوء على المسرح، من خلال البرامج المسرحية المختلفة، سواء على شاشة التلفاز، من خلال التليفزيون المصري، أو من خلال الإذاعة المصرية، وقد تأسست أول إذاعة مصرية عام 1925، وعلى الرغم من دخول البث التليفزيوني في الستينيات، إلا أن الراديو احتفظ بسحره الخاص، وهناك العديد من المسرحيات الإذاعية التي قُدّمت، ومنها مسرحية الأشباح والميت الحي ومسافر بلا متاع والبخيل وغيرها من المسرحيات، وازدهرت برامج المسرح بقوة في التليفزيون والراديو في فترة الستينيات، وكان عليها إقبال جماهيري كبير، هل مازال هذا الإقبال على تلك البرامج المسرحية؟، هل مازالت هذه البرامج بجودتها أو مازال يتم تقديمها أم إنها توقفت؟، كل هذه الاسئلة وأكثر طرحتها «مسرحنا» على العديد من النُقّاد المسرحيين ومُقدمي ومخرجي ومُعدي هذه البرامج المسرحية، في التليفزيون المصري والقنوات الخاصة والإذاعة المصرية، كنوعً من الرصد لهذه النوعية من البرامج.

عمر دوارة 
قال الناقد والمؤرخ المسرحي عمرو دوارة: انحدار مستوى الاهتمام ببرامج الفنون المسرحية يعود بصفة عامة إلى عدم اهتمام المسئولين بها وعدم إدراكهم لأهميتها، وضعف وتدني مستوى أغلب برامج المسرح يرجع بالدرجة الأولى إلى غياب المتخصصين وكذلك لعدم تخصيص مكافآت للضيوف، وتعد البرامج المسرحية بالإذاعة والتليفزيون من أهم القنوات الفنية والإعلامية التي تساهم في نشر الوعي المسرحي والارتقاء بمستوى التذوق الجمالي، خاصة تلك البرامج التي توفق في استضافة نخبة من كبار المسرحيين والنقاد الذين ينجحون في تقديم إضاءات مهمة عن بعض العروض المسرحية أو عن المسيرة الفنية لبعض الرواد وكبار الفنانين بمختلف مفردات العرض المسرحي. ويحسب لبعض البرامج المسرحية بالإضافة إلى قدرتها على الإعلام والإعلان عن بعض العروض المسرحية القيمة وبيان مدى أهميتها حرصها على تصوير كواليس اللعبة المسرحية أثناء إجراء البروفات لبعض العروض وإجراء بعض الحوارات مع المشاركين في تقديمها، والتي يمكن من خلالها تقديم بعض المعلومات القيمة عن تفاصيل المراحل الفنية المختلفة لإنتاج العروض أو التعريف ببعض أجزاء الخشبة المسرحية وكذلك ببعض المصطلحات المسرحية.
وتابع «دوارة»: المتابع لحياتنا المسرحية بصفة عامة وللبرامج المسرحية بكل من الإذاعة المصرية والتليفزيون المصري بصفة خاصة لا يحتاج إلى جهد أو وقت لرصد مدى التراجع في مستوى إعداد وتقديم هذه البرامج خلال السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ بدايات الألفية الثالثة تقريبا، وهي نتيجة منطقية لنظرة أغلبية القيادات المسئولة بالقنوات المختلفة للمسرح ومدى أهميته، والتي تتضح مباشرة بإلغاء عدد كبير من برامج المسرح أو بتأجيل مواعيد إذاعتها إلى الساعات الأولى من الصباح!!، وكذلك بتكرار إذاعة المسرحيات التجارية فقط بجميع الأعياد والمناسبات، وهي نفس النظرة التي تتطابق وتتفق مع نظرة كثير من القيادات المسئولة بالصحافة والتي قامت بإلغاء عدد كبير من صفحات المسرح المتخصصة بالصحف والمجلات وكذلك بتحويل جريدة «مسرحنا» إلى جريدة إلكترونية فقط ومن قبل ذلك إلغاء إصدار مجلة «آفاق المسرح»!!  تابع : ومما لاشك فيه أن الإذاعة المصرية والتي تأسست في 31 مايو عام 1934 كانت تاريخيا أسبق من التليفزيون العربي الذي تأسس في 21 يوليو عام 1960، وبالتالي فإن البرامج المتخصصة في مجال المسرح قد سبق تقديمها أيضا تاريخيا من خلال الإذاعة. وكان من المنطقي أن تعتمد الإذاعة عند نشأتها على فن المسرح ونجومه، ولذا فقد كان من الطبيعي أن تبدأ بنقل بعض المسرحيات عبر الأثير للمستمعين. وقد تطلب الأمر في بداياته إلى تخصيص مذيع لوصف المشهد المسرحي وحركة الممثلين ليسهل للمستمعين فرصة المتابعة والمعايشة للأحداث الدرامية، ثم تطور الأمر بعد ذلك عن طريق قيام بعض المتخصصين بالإعداد الإذاعي لبعض النصوص المسرحية (سواء العالمية أو المحلية)، بحيث يحتفظ النص بحبكته الدرامية محكمة الصنع وبشخصياته المختلفة وجميع أحداثه وأيضا بلغة حواراته، وذلك مع توظيف بعض المفردات الإذاعية كالموسيقى والمؤثرات الصوتية للمحافظة على والإيقاع السريع، وبهدف مساعدة المستمعين في عملية الإيهام وجذب انتباههم.
وأضاف “دوارة”: ويعد البرنامج الثاني (البرنامج الثقافي حاليا) من أهم المنابر والقنوات المتابعة والمطلة على المسرح المصري والعربي والعالمي، ويكفي أن نسجل له اهتمامه بالفنون المسرحية وتنوع متابعاته لأدب المسرح وفنونه من خلال عدة برامج (ومن أشهرها: “مع النقاد”، جولة “المسرح والسينما”)، وأنه بالإضافة إلى ما سبق قد وفق خلال مسيرته – منذ تأسيسه عام 1957 - في تقديم أكثر من 800 مسرحية طويلة، 500 مسرحية قصيرة بين مسرحيات مترجمة ومؤلفة، شارك في ترجمتها وإعدادها وإخراجها نخبة من المبدعين من بينهم:  محمود مرسي، بهاء طاهر، محمد توفيق، هلال أبو عامر، إبراهيم الدسوقى، الشريف خاطر، أبو بكر خالد، عصام العراقي وأحمد سليم، رضا الجابرى، ورجب الحلواني.
وفيما يلي بيان محاولة رصد لأهم البرامج المسرحية سواء بالإذاعة المصرية أو القنوات التليفزيونية:
أولا – البرامج الإذاعية: - «ندوة المسرح والسينما”: قدم من خلال إذاعة البرنامج الثقافي (البرنامج الثاني) من إعدد وتقديم/ الشريف خاطر.
- « دنيا المسرح”: قدم من خلال إذاعة صوت العرب من تقديم/ سميرة بدير، ثم توالى على تقديمه كل من: آمال علام، حبيبة حمد الله، عبير ظلام.
- «عالم المسرح”: قدم من خلال إذاعة البرنامج العام من تقديم/ سناء عاصم، ثم تحملت مسئولية تقديمه/ أميمة حاتم.
ثانيا – البرامج التليفزيونية: «تياترو”: قدم بالقناة الثانية لأول مرة في يناير عام 1985 إعداد/ جلال العشري، إخراج/ محي الدين مصطفى وتقديم/ منى جبر، وفي عام 1986 قام البرنامج بعمل مسابقة للمؤلفين الشباب، كما قام بإنتاج مجموعة مسرحيات قصيرة لتوفيق الحكيم ومحمود دياب ونعمان عاشور من إخراج/ محي الدين مصطفى، ومونودراما لعصام الشماع من إخراج/ عمرو دوارة،  ثم توالى على إعداد هذا البرنامج كل من الناقدين: أحمد العشري، أبو بكر خالد، وعلى إخراجه كل من: عيد عبد السلام، عبد المولى سعيد، وعلى تقديمه كل من: ميرفت سلامة، إيمان نبيل.
«رفع الستار”: قدم أولا من خلال القناة الأولى من إعداد/ ناهد عز العرب، وتقديم/ نانو حمدي، ويتم تقديمه حاليا من خلال الفضائية المصرية من إعداد/ أحمد العربي، وإخراج/ عمرو عصمت.
«المسرح”: تم تقديمه من خلال القناة الثانية، وشاركت في إعداده وتقديمه/ سميحة غالب (مدير عام البرامج الثقافية).
«كنوز مسرحية”: قدم بالقناة الثانية من إعداد/ ياسر المطعني، وأخراج/ وتقديم/ منى هلال، وتميز بعرض إحدى المسرحيات الرصينة من عروض المسرح المصري كملة على حلقتين وبمشاركة أحد النقاد للتقديم والتقييم الفني.
«تاكسي السهرة”: قدم بالقناة الأولى عن رؤية/ عبد الله قاسم، وإعداد/ مصطفى سليمان، وإخراج/ شفيق حنين، وتقديم/ أحلام شلبي، وكان البرمامج مخصص فقرة كاملة للمسرح.
- «ساعة مسرح”: قدم بالقناة الأولى بدءا من عام 2011، من إعداد/ أحمد العربي، وإخراج/ تامر هارون، وتقديم/ أحمد مختار.
«فن المسرح”: قدم بقناة النيل الثقافية لمدة ثلاث سنوات تقريبا (خلال الفترة من 2018 – 2022)، من إعداد/ ضياء الدين حامد، وتقديم عبد الحميد السيد. 
«مسارح”: قدم من خلال القناة الرابعة (تليفزيون القنال حاليا - بمحافظة الإسماعيلية) خلال فترة التسعينيات، من إعداد وتقديم/ مها عجلان، ونجحت من خلال البرنامج باستضافة عدد كبير من النقاد والمسرحيين ومن بينهم: د.حسن عطية، د.محسن مصيلحي، د.رضا غالب، د.عايد علام، د.عمرو دوارة.
وختم دواره بقوله :  يطيب لي في هذا الصدد أن أسجل من خلال تجربتي العملية - التي أعتز بها جدا - ومشاركتي على مدى ما يقرب من ربع قرن (خلال الفترة من 1986 – 2010) بإعداد بعض البرامج المسرحية سواء بالإذاعة أو التليفزيون وخاصة بالقناة الثالثة (قناة القاهرة حاليا) حيث قمت بالإعداد لبرامج: أرشيف المسرح، عيون المسرح، مسرح 2000 (وهي البرامج التي شارك في إخراجها كل من الفنانين: أحمد السحتري، خالد العشري، هاني عطوة، كما توالى على تقديمها كل من المذيعات: سماح الحمزاوي، أماني محمود، هالة فاروق، جيهان فوزي، سونيا كمال) أن المشاكل الخاصة ببرامج المسرح تتعاظم عن باقي البرامج، فإذا كانت المشاكل التقليدية هي صعوبة حجز الاستديوهات لكثرة البرامج بما لا يتناسب مع عدد الاستديوهات، وصعوبة توفير سيارات للتصوير الخارجي بالإضافة إلى ندرة المتخصصين سواء المذيعين المتخصصين بمجال الفنون المسرحية أو حتى من الفنيين، وكذلك قدم وتهالك وسوء بعض المعدات ومن أهمها أجهزة الصوت، والكاميرات التي تتطلب دائما ضرورة شحن البطاريات بها، فإن مشاكل برامج المسرح تتعاظم لسببين رئيسيين هما: صعوبة الحصول على مقتطفات من المسرحيات القديمة من الأرشيف لتلف بعض الشرائط أو عدم تواجدها، وكذلك صعوبة تصوير بعض المشاهد واللقطات من المسرحيات المعاصرة نظرا لضرورة اتخاذ كثير من الإجراءات الخاصة بالحصول على الموافقات بالتصريح بالتصوير من قبل مخرج ونجوم العرض وأيضا من إدارة أمن المسرح ومدير الفرقة ورئيس البيت الفني للمسرح، وذلك بالإضافة إلى عدم وجود ميزانيات لاستضافة كبار النجوم والنقاد، مما يستلزم من المعد ضرورة توظيف علاقاته الخاصة لإقناع بعضهم بأهمية المشاركة في البرنامج.

جرجس شكري: وجدت البرامج عندما كان المسرح مزدهرا 
فيما قال الناقد جرجس شكري: كان هناك اهتمام ببرامج المسرح (الإذاعة والتليفزيون) عندما كان المسرح مزدهرًا، أظن أن تخلي المسؤولين في الإذاعة والتليفزيون، بشكل عام سواء في القنوات الخاصة أو الحكومية، عن برامج المسرح، أو تراجعهم عن تقديم برامج المسرح، ذلك حين تخلى المسرحيون عن المسرح، حين أهمل المسرحيون المسرح، فهذه البرامج عادة ما تزدهر حين يزدهر المسرح نفسه، والتراجع يحدث عندما يتراجع المسرح نفسه، البرامج الثقافية بشكل عام في تراجع على مستوى الإعلام، سواء المكتوب أو المسموع أو المرئي ، ذلك أمر طبيعي لأن هناك اهتمام بأشياء أخرى.
وأضاف «شكري»: بحكم أنني متخصص وأُشاهد برامج المسرح، فهذا أمر طبيعي، ولكن السؤال هُنا، هل برامج المسرح لها شعبية بشكل عام أم لا؟، هل المستمع أو المشاهد مهتم ببرامج المسرح؟، هذا السؤال مهم يحتاج إلى إجابة، وإجابة هذا السؤال هي ما يدفع المسؤولون في هذه القنوات وغيرها من الجهات والوسائل الأخرى، لتقديم هذه البرامج أم لا، عندما يكون هناك اهتمام من جمهور يتم تقديمها، ولكنني أُكرر، سبب التراجع عن تقديم هذه البرامج المتخصصة، هو تراجع المسرح نفسه، تراجع المادة المسرحية المُقدمة وتفاعلها مع الجمهور، قديمًا برامج المسرح كان لها شعبية، عندما كان يُشاهد الجمهور العادي المسرح، كان أمرا طبيعيا تفاعل الجمهور مع المسرح وبرامجه، الحركة النقدية والبرامج الإذاعية والتليفزيونية تزدهر عادةً، بازدهار المادة المُقدمة مسرحيًّا أو سينمائيًّا أو فنيًّا بشكل عام، لأنها هي ما تخلق حالة من الازدهار، وهي مرتبطة بازدهار العروض المسرحية، فكان هناك ازدهار كبير في الإذاعة لبرامج المسرح في الستينيات، عندما كان المسرح مزدهرًا، لكن تلك البرامج تتراجع بقدر تراجع المادة المُقدمة من هذا الفن.
وتابع «شكري»: الحل لرجوع وازدهار البرامج المسرحية من جديد، أن يكون هناك حركة مسرحية مزدهرة، وبالتالي سينعكس ذلك على القنوات الحكومية والخاصة والإذاعة، فسوف يهتمون بتقديم برامج المسرح في أوقات مناسبة ويكون لها شعبية جماهيرية، نجاح عرض مسرحي بين الحين والحين، وإقبال الجمهور على هذا العرض ليس مقياسًا على ازدهار الحركة المسرحية، وحين تزدهر دون شك سوف يكون هناك اهتمام في وسائل الإعلام المختلفة بالمسرح.

عماد يسري: وسائل التواصل أسرع والبرامج متوفرة 
فيما قال الناقد عماد يسري: هناك برامج مسرح يتم تقديمها على شاشة التليفزيون المصري، سواء برنامج «رفع الستار» والذي كان يُذاع على القناة الأولى، ثم اصبح يُذاع على القناة الثانية، وهي القناة التي تضم البرامج الثقافية المختلفة في قطاع التليفزيون، بعد التطوير، وهناك برنامج مسرح على قناة النيل الثقافية، يُغطي النشاط المسرحي، وفي القناة الثانية أيضًا هناك برنامج يقدمه المخرج حسام الدين صلاح، نعم في عصر السوشيال ميديا، أصبحت هي الأسرع في تغطية العروض المسرحية المختلفة من خلال صفحات العروض ، أو من خلال صفحات الصحفيين والنقاد الذين يكتبون عن العروض، كما نجد أجزاء من العرض المسرحي وآراء مختلفة حوله وذلك ما جعل وسائل التواصل  هي الأسرع، بعكس برامج المسرح التي تُقدّم بشكل أسبوعي، وهذا ما جعلنا نشعر بغيابها في الإعلام المصري، رغم أنها حاضرة، فمن خلال الهاتف المحمول تستطيع أن تُغطي كل شيء وتنشره بسرعة، كذلك أرى على القنوات الخاصة، البرامج التي تُقدم النشرات الفنية، تُغطي العروض المسرحية ،ولكن أساس المشكلة أننا نفتقد عروض المسرح الجيدة، العروض مُكررة وليست جديدة، حاليًّا لم يعد لدينا مسرح حقيقي في مصر.
وتابع “يسري”: البرنامج المتخصص في المسرح يُعيد العرض المسرحي أكثر من مرة، مما يجعل المشاهد يسأل عن السبب، نحتاج إلى إعادة نظر في الخريطة المسرحية المُقدمة على مسارح الدولة وفي الجهات الأخرى، سواء قطاع عام أو خاص.

مجدي لاشين: التليفزيون انعكاس للحركة المسرحية
كذلك قال المخرج التليفزيوني مجدي لاشين، رئيس التليفزيون السابق: طوال الوقت كان هناك إقبال شديد على برامج المسرح في التليفزيون، وأنا شخصيًّا قدمت برنامج في الفضائية المصرية لمدة خمس سنوات، وكان البرنامج عليه إقبال شديد، كان يُعرّف المشاهد بمستجدات المسرح، وكان البرنامج يرصد التجارب المسرحية على الساحة في تلك الفترة، وكان يرصد أيضًا حركة المهرجانات المسرحية، التليفزيون هو انعكاس لأشياء كثيرة، ومنها الحالة المسرحية نفسها والتي كانت مزدهرة في هذا الوقت، وبالفعل البرنامج كان يُناقش القضايا المسرحية، وكانت مذيعة العرض سوزان حسن. 
وتابع «لاشين»: في التليفزيون كان هناك العديد من برامج المسرح منها «رفع الستار» تقديم نانو حمدي، وفي القناة الثانية برنامج «عالم المسرح» و»تياترو» وكنوز مسرحية»، كان هناك أكثر من برنامج في القناة الأولى والثانية يناقشون المسرح، وكان عليها مشاهدة شديدة جدًا، والناس كانوا مهتمين بها وبمشاهدتها، هذه البرامج تُعد من موروث التليفزيون المصري.
وأضاف «لاشين»: للأسف لم أعد أرى برامج مسرح متخصصة، تلك البرامج أصبحت قليلة جدًا، النشاط المسرحي في مصر انحصر، ولكن كان لابد أن تستمر القنوات في متابعته، لأن هناك تجارب مسرحية في مسرح الدولة مهمة جدًا، ربما انحصار المسرح جعل تلك البرامج المتخصصة تتراجع، ولم يُلق عليها الضوء بشكل جيد، للأسف أصبح هناك توجّه لتقديم برامج التوك شو، ولا أعرف السبب، ومن وجهة نظري الشخصية، و خبرتي العملية، أرى أن الحياة لا يمكن أن تكون توك شو فقط، التليفزيون قائم على التنوع في المقام الأول، يجب أن يعود لتقديم برامج سينما ومسرح متخصصة، وأيضًا برامج قراءة وثقافة متخصصة، للأسف الإعلام أصبح هدفه اليومي تقديم مزيدًا من التوك شو.

أحمد مختار: الجمهور أيضا له دور في تراجع الاعلام عن تغطية المسرح  
قال المخرج والإعلامي أحمد مختار: التليفزيون المصري كان مهتما جدًا بالبرامج الثقافية، وكان هناك أكثر من برنامج للمسرح على القنوات الأولى والثانية والثالثة، وحتى في القنوات المحلية كان هناك برامج مسرح، وأخرى مختصة بالباليه وأخرى بالموسيقى، للأسف مع تراجع اهتمام الدولة بالثقافة، تراجعت البرامج المهتمة بالثقافة بشتى أنواعها وألوانها، أعتقد أن هذا توجّه عام فليس من الضروري أن يكون جميع الناس متعلمين ومثقفين، إلى جانب عدم التركيز على مجالات مُعيّنة، اعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي، ما جعل القائمين على التليفزيون لا يهتمون بموعد هذه البرامج، ويتم عرضها بعد الواحدة وربما الثانية صباحًا أيضًا، ربما يعتقدون أن الفنانين يسهرون، ولكن كل ما يُقدّم من فن وثقافة حتى المسرح ذاته، يتم تقديمه أولًا للجمهور العادي وليس للمتخصصين، وهذا ما جعل بعض الناس ليس لديهم علم هل هناك برامج تُذاع أم لا؟، على سبيل المثال، برنامج «فن الباليه» كان يُذاع بعد النشرة الساعة 9 مساءً على القناة الثانية، كان هناك اهتمام بالفنون والثقافة لم يعد الآن.
وتابع «مختار»: عن تجربتي الخاصة، كنت أقوم بتقديم برنامج «ساعة مسرح»، كان يُذاع لمدة ساعة، ساعة من المسرح أسبوعية، بدأ تقديمه عام 2003 تقريبًا، وكان مدته ساعة، وكان يُغطي أنواع المسرح المختلفة، كان يُغطي المسرح في الأقاليم، وكذلك قمنا بتغطية مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، ب كان هناك اهتمام كبير من التليفزيون المصري بأهمية تقديم هذه النوعية من البرامج المتخصصة، من أجل تثقيف الناس، وهناك مقولة شهيرة «اعطني مسرحًا أعطيك شعبًا»، المسرح أبو الفنون، وهو يُعلّم الناس أشياء مهمة عن تاريخهم وثقافتهم ، وهو فن حي، وتراجعه  أو ازدهاره في أي دولة يؤثر عليها، كان هناك تعاون كبير من المسارح، وكان البرنامج يُذاع في موعد السهرة ، في الحادية عشرة والنصف مساءً، ومصر هي من أكثر دول العالم إنتاجًا للمسرح.
وأضاف «مختار»: ما يتم إذاعته الآن في التليفزيون المصري من برامج المسرح، برنامج «ساعة مسرح» و»رفع الستار»، ذلك بعد  خريطة كبيرة كانت تحتوي العديد من برامج الثرية، كان عددها يقرب من 8 برامج ما بين مسرح وباليه وموسيقى، أما البرامج المسرحية المتخصصة فقط فتقرب من 5 برامج، أما الإذاعة، فكان في البرنامج العام يتم نقل المسرحيات، والمذيعين يقومون بحكي ما يتم على خشبة المسرح، وقد نعتبر برنامج «ساعة لقلبك» مسرحا، فالممثلون كانوا يسجلون الحلقات على خشبة المسرح أمام الجمهور، إلى جانب التراث العظيم للبرنامج الثقافي، الموجود على الإنترنت بالفعل، نستطيع أن نستمع إلى ما يقرب من 700 مسرحية من إنتاج الإذاعة المصرية، ويمثل فيها كبار الممثلين، باللغة العربية أو العامية، وأغلب التراث العالمي قُدّم في الإذاعة المصرية، كان هناك اهتمام كبير جدًا بالمسرح وفهم لأهميته، للأسف ذلك لم يعد بشكل كبير، يجعلني أقوم بلوم المسؤولين عن الثقافة والإعلام، لعدم وضعهم ذلك في خطتهم، وهناك سبب آخر لا يمكن أن نغفل عنه، هو الجهاز المحمول الذي نتواصل من خلاله، كان له أثر كبير على الفنون، وبسببه قل بشكل كبير الاهتمام بها، الناس لم تعد تُشاهد أعمالًا فنية ذات مدد زمنية كبيرة، إلى جانب أن برامج السوشيال ميديا كالـ»تيك توك» معدل انتشارها أسرع من أي عمل مسرحيًّ، وهذا ساهم بشكل كبير في تراجع المسرح وبرامجه، والجمهور بالتأكيد له دور كبير في ذلك.

علاقة طردية 
أما المذيعة نانو حمدي فقالت: كان هناك اهتمام بالحركة الفنية المسرحية، حين كانت هناك حركة مزدهرة على خشبات المسرح، فهي علاقة طردية، ازدهار المسرح ينعكس على ما يُقدّم، كنت مذيعة برنامج «رفع الستار» الذي كان يُعرض على القناة الأولى، وبرنامج «تياترو» وكانت تقدمه زميلتي مرفت سلامة على القناة الثانية، وهناك أيضًا «كنوز مسرحية» التي كانت تقدمه المذيعة منى هلال، في أوائل الألفية، ولكن أنا وزميلتي مرفت سلامة كُنا نقدم هذه البرامج من أوائل التسعينيات، «رفع الستار» كنت أقدم فيه قضية من وراء المسرحية التي نقدمها، بمعنى الاهتمام برسالة العرض وما يطرحه من أفكار ورسائل هادفة، لأن هذا هو دور المسرح، على سبيل المثال مسرحية «سجن النسا» نتناول نص فتحية العسال والقضية المطروحة، إلى جانب سينوغرافيا العرض، هل تم توظيفها دراميًّا أم لا، و»رفع الستار» بدأ 1990 إلى 2009، كان هناك اضطهاد على مدار سنوات طويلة لأي محتوى ثقافي، في وقت ما كان موعد البرنامج في الثامنة مساءً، وكان أحيانًا يقال نعتذر لطول الفترة الإخبارية، بعدها تم إذاعته في الواحدة والنصف صباحًا، كان مناسب بعض الشيء للمسرحيين المهتمين بالحركة المسرحية، ثم تم ترحيل موعد إذاعته إلى عقب صلاة الفجر، وهنا أخذت قرارا بعدم استكمال تقديم البرنامج، لأن الأساس لدي هو الرسالة التي أقدمها من خلال الإعلام، وهذا التوقيت غير مناسب لعرض هذا المحتوى الثقافي.
وأضافت «نانو»: التليفزيون المصري بعد 2011 خرج من المنافسة، ولم يعد أحد ينظر إليه، يجب أن يُنظر إليه بشكل مختلف لأنه جهاز خدمي، ولا يتم مقارنته بالقنوات الخاصة، وتقييمه بناء على حجم الإعلانات، والمقارنة بيننا وبين القنوات الخاصة مقارنة غير عادلة، يجب أن يُعاد النظر في البرامج المسرحية والثقافية والفنية التي كانت تُقدم وبعضها الذي مازال يتم تقديمه بعين الاهتمام، وحين تعود الحركة المسرحية إلى قوتها السابقة أعتقد سينعكس ذلك بشكل إجباري على التليفزيون ووسائل الإعلام بشكل عام.

مرفت سلامة : تقدم البرنامج في أوقات غير مناسبة 
كذلك قالت الإعلامية مرفت سلامة، مقدمة برنامج «تياترو» ورئيس الفضائية المصرية سابقًا: كانت الخريطة البرامجية متنوعة، مُقسّمة إلى برامج سياسية ورياضية وثقافية وفنية، وكل قسم له برنامجه، نانو حمدي كانت في القناة الأولى تقدم «رفع الستار»، وأنا كنت في القناة الثانية أُقدّم برنامج «تياترو»، هي تتناول قضايا وأنا اتناول العرض المسرحي، كان هناك تنوع في القنوات، المسرح بشكل عام له جمهور خاص، كانت رسالتنا تصل أكثر للمحافظات، لأن من في المحافظات كانوا محرومين من مشاهدة المسرح، وما يحدث في المسرح في مصر، وفي القاهرة بشكل خاص، كانوا يتابعون البرامج المسرحية، لمتابعة العروض ليختاروا العرض الذي يرغبون في رؤيته كأسرة أو كأفراد، الناس تنجذب للمسرح، وهذه وظيفة التليفزيون، تقريب الفنون للشعوب، فكان «تياترو» له جماهيرية ، وكنت أرى أن توقيت إذاعة البرنامج في الواحدة صباحًا مناسب، ولكن إذاعته في الثالثة والرابعة صباحًا فهو وقت غير مناسب، وجمهور «تياترو» كان متنوعا وأغلبه من الشباب، على مستوى المحافظات، ومازال البرنامج يُذاع، ولكن في توقيت غير مناسب تمامًا وهو بعد الثالثة صباحًا، ويقدمه محمد السماحي ويُخرجه عبد المولى سعيد، وقد حصلت على جائزة أفضل برنامج من مهرجان الإذاعة والتليفزيون في دورته الرابعة، عن حلقة الكاتب الكبير سعد الدين وهبة، عندما كان مازال مهرجان التليفزيون قائما، وفي السنة الثالثة من المهرجان حصلت على نفس الجائزة الإعلامية سلمى الشماع عن حلقة المبدع المخرج الكبير يوسف شاهين.
وأضافت «مرفت»: منى جبر هي من جعلتني أُحب المسرح عندما كانت تُقدّم برنامج «تياترو»، وهي من رشحتني لتقديم البرنامج هي والأستاذة كوثر هيكل، بالإضافة إلى أنني خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية وزوجي هو د. فوزي فهمي (يرحمه الله)، بالتأكيد دراستي المسرحية وزوجي الحبيب، كل هذا أفادني جدًا، بجانب الإعلامية منى جبر.

حسين كامل: أزمة تواجه برامج المسرح 
فيما قال المخرج حسين كامل كبير مخرجين بالفضائية المصرية: قمت بإخراج برنامج «أضواء المسرح»، وكان به أربع فقرات، جزء من مسرحية يتم عرضها بالفعل، وجزء من مسرحية قديمة، ووجه شاب يمثل واحد من رواد المسرح، الأصالة والمعاصرة، القديم والحديث، هذا البرنامج استمر لمدة ست سنوات تقريبًا، وتم وقفه منذ ست سنوات على ما أذكر، وكان البرنامج يتناول كل الموضوعات المسرحية في كل مسارح الدولة والقطاع الخاص.
وتابع «كامل»: للأسف هناك أزمة كبيرة تواجه برامج المسرح، تسببت في وقف البرنامج، أصبحت المسرحيات الآن تعامل معاملة الإعلانات، عندما أقوم بتغطية عرض مسرحي في مسرح الطليعة، على سبيل المثال، وهو مسرح دولة، نمنع من أخذ مدة أكثر من 5 دقائق أو 7 بحد أقصى، حتى لا تكون إعلانا، لأن العرض له تذكرة، والمدة قليلة جدًا، لذلك أصبحنا مُقيدين لا نستطيع تقديم ما كُنا نقدمه سابقًا، أتمنى أن يُنظر في أمر المدة التي يتم أخذها من العروض المسرحية، حتى تعود البرامج المسرحية من جديد، ربما تكون محاولة للعودة.
وقال المُعد بقناة النيل الثقافية ضياء الدين حامد: أعمل في قناة النيل الثقافية كمُعد برامج منذ ما يقرب من 22 سنة، وقمت بإعداد برنامجين مختصين بالمسرح، الأول «ما وراء الستار» وهو برنامج مسجل، تغطية عن العرض ولقاءات مع فريق عمل العرض، وقمت بإعداد برنامج «فن المسرح» الذي استمر لمدة ثلاث سنوات، وللأسف تم وقفه منذ ما يقرب من 10 شهور، في رمضان الماضي، بعد فترة نجاح ، بشهادة النُقّاد والكُتّاب والمتخصصين في المسرح، والبرنامج حقق نجاحا كبيرا، ولكن في الخريطة البرامجية الجديدة لم نجده، وعندما تناقشنا مع رئيس القناة، كان وجهة نظره أنه نوع من التغيير والتطوير، يتم استبعاد برنامج «فن المسرح»، و وضع برنامج آخر يحمل اسم «فن المُحاكاة»، وفي الوهلة الأولى قد نتخيل أنه «حكي» أي من المسرح، ولكن حقيقة الأمر أنه ليس له علاقة بالمسرح، قد يكون به جزء عن المسرح، مرة كل فترة طويلة جدًا، لكنه يسلط الضوء على الأدب والقصة والرواية، سياسة القناة بالتأكيد تُحترم ولكن لا نعرف سبب وقف البرنامج؟.
واتفق المذيع عبد الحميد سيد، المذيع بقناة النيل الثقافية، مع أغلب ما سبق خاصة مع ما ذكره زميله بقناة النيل الثقافية، حيث قال: خريطة المسرح في التليفزيون كانت ثرية جدًا، مصر عبر خريطتها الإعلامية لسنوات طويلة كانت مهتمة بالمسرح، مؤخرًا اصبح هناك إهمال لهذا الجانب، ولا أجد إجابة لذلك؟، ويُسأل في ذلك القائمين على السياسة التحريرية لكل قناة تليفزيونية، في قناة النيل الثقافية، قيل لنا أن البرنامج لم يتم إلغاؤه ولكنهم يقومون بعمل تطوير أو تجديد للخريطة البرامجية، ووافقت على الانتقال للبرنامج الجديد، ولكنني فُوجئت أنه ليس متخصصا في المسرح، «فن المُحاكاة»، وتقدم به زميل آخر وأصبح هو مقدم البرامج الرئيسي فيه، وهذا البرنامج لم يلقى قبولا من عدد كبير من المسرحيين في مصر والعالم العربي، ولقد دشنوا صفحة على الفيسبوك اسمها «متتبعو فن المسرح على قناة النيل الثقافية»، وذكروا فيها كل ما كان يعجبهم في البرنامج وافتقادهم له وما كان يُعرض فيه، وأنهم لم يجدوا ذلك في البرنامج الجديد الذي وضع بدلًا منه ضمن خريطة القناة الجديدة، ومنهم د. عمرو دوارة و أ. أحمد عبد الرازق أبو العلا وعدد كبير من المسرحيين المصريين والعرب، وأبدوا استياءهم من إلغاء برنامج فن المسرح، الذي كان يُلبي احتياج المشاهد العربي. 

القنوات الخاصة
قالت الإعلامية سلمى عادل: أُقدّم برنامج «الفن في البيت» على قناة TeN، وهو برنامج يُشجع الشباب على الإنتاج المسرحي بشكل أكبر، ونحن في حاجة إلى مزيد من برامج المسرح، واتمنى أن لا تكون للسوشيال ميديا تأثير سلبي عليها، وتختفي مع الوقت.
وتابعت “سلمى”: إقبال الناس على برنامج “الفن في البيت” كبير، نُقدم فيه التجارب المسرحية، تغطية عنها، ولقاءات مع فريق العمل، ونسلط الضوء أكثر على شباب المسرحيين، ونهتم بالجزء الثقافي أكثر، وندعم شباب المسرحيين الجُدد، ونعمل على توصيل صوتهم لأكبر عدد من المشاهدين، حتى يعرف الجمهور أكثر عنهم وعن تجاربهم المسرحية، و اتمنى أن يتوسع البرنامج أكثر ويلقي الضوء على كل المسارح العامة والخاصة، مسارح الدولة دائمًا تُرحب بنا ويدعمون شباب المسرحيين بشكل كبير.
كذلك قالت المخرجة دينا الفيشاوي: تم تكليفي من قبل إدارة قناة TeN بإخراج برنامج عن مسرح الجامعة، في بداية 2019 كان على خشبة المسرح مهرجان الكليات، يحدث في أواخر السنة أو بداية السنة الجديدة، ما يقرب من 13 عرضا، وقد قمنا بتصوير موسم كامل، وكانت عروض شيقة جدًا، واتمنى أن تُعاد هذه التجربة، قمنا بعمل معاينة لخشبة المسرح لمعرفة أماكن توزيع الكاميرات، وكانت التجربة صعبة لأن التصوير يكون مع العرض بشكل فعلي وحي، لم يكن معنا سينوغرافيا ، ولا أماكن الممثلين على خشبة المسرح، كُنا كأننا نخرج العرض (على الهوا)، التجربة نفسها فريدة من نوعها ولم تُقدم على أي قناة أخرى تقريبًا، وقمت بإخراج برنامج مسرحي آخر في نفس القناة، وهو “الفن في البيت”، وفكرته تغطية العروض المسرحية وتسليط الضوء عليها، وأخذ لقاءات مع فريق عمل العرض، مع عرض جزء من العرض المسرحي مدته لا تتجاوز العشر دقائق، مدة البرنامج كانت تقريبًا 25 دقيقة، وكانت تجربة مختلفة وممتعة، ربما أكثر احترافًا من تجربة مسرح الجامعة، لأننا نصور أحيانًا مع نجوم وممثلين محترفين، وآخرين شباب، ولكنها كانت مدروسة بشكل أفضل، ولكن تظل تجربة مسرح الجامعة لها سحر وبريق خاص، واتمنى تكرارها.
برامج المسرح المتخصصة لم تكن في التليفزيون فقط، وإنما شهدت الإذاعة ازدهارًا مسرحيًّا كبيرًا، وقالت مدير الإدارة العامة للمنوعات بإذاعة صوت العرب عبير ظلام، مقدمة برنامج “دنيا المسرح”: برامج الإذاعة كلها، من ضمن الخريطة الإذاعية في أي برنامج، يجب أن تكون متنوعة وتشمل كل الجهات والتخصصات والاهتمامات، سواء تليفزيون أو إذاعة، البرامج المسرحية في الإذاعة، فئة المسرح، كانت متواجدة وبقوة، ولكن حاليًّا ربما لم تعد بنفس التواجد، كان هناك برامج مسرح في الشرق الأوسط وكذلك البرنامج الثقافي، كان به العديد من المسرحيات، تراث الأدب العربي والعالمي، وفي إذاعة صوت العرب، هناك برنامج “دنيا المسرح”، الذي أقوم بتقديمه، وهناك برنامج آخر اسمه “مسرح الشباب”، على خريطة إذاعة صوت العرب، فدائمًا أبدًا في الإذاعة والتليفزيون العديد من برامج المسرح، والمسرح من الفنون المحببة للناس، ومصر لديها تراث مسرحي متنوع، ما بين المسرح الدرامي والشعبي والوطني، خريطة الإذاعة دائمًا بها برامج عن المسرح، وبرامج المسرح مرتبطة بشكل كبير بالحركة المسرحية.
وأضافت “عبير”: الإذاعة دائمًا تهتم بأن تكون متواجدة عند جمهور المسرح، فنجد دائمًا الخريطة الإذاعية بها مسرحيات تعرضها، نحن لدينا اكبر تراث مسرحي مصري وعربي، البرنامج الثقافي يهتم بذلك بشكل كبير، سواء ما يتعلق بالأدب المحلي والعالمي، إذاعة صوت العرب بها برنامجين، والشرق الأوسط كان به برنامج اسمه “دعوة إلى مسرحية”، وبرنامج آخر “دعوة خاصة على مسرحية”، هذه البرامج المسرحية من عمر الإذاعة المصرية.
وتابعت “عبير”: دنيا المسرح دائم من يوم تقديمه عام 1953، حتى التتر الخاص به بصوت الفنان الكبير يوسف وهبي، وأستاذ محمود المُسلماني الإذاعي القدير، عندما صنع لنا هذا التتر، كان في بدايته منذ سنوات عديدة، ويُعد دنيا المسرح من البرامج التراثية في إذاعة صوت العرب، وهو برنامج متخصص جدًا، يعرض المسرحيات المصرية والأدب العالمي، محتواه متعدد ومختلف، ما بين ورش مسرحية وندوات عن كيفية الكتابة والقراءة المسرحية، إلى جانب متابعة المسرحيات على مستوى الوطن العربي، خاصة المسرحيات الناجحة الحاصلة على جوائز من مهرجانات مسرحية، و قد نعرض جزء من المسرحية، ربما لذلك “دنيا المسرح”، حالة متفردة بعض الشيء، لأنه يذيع المسرحيات المصرية وغير المصرية، ولكن نهتم بنسبة أكبر بالمسرحيات العربية، من مختلف الدول العربية.


إيناس العيسوي