بين الإقبال الجماهيري وفقر التقنيات صناع مسرح معرض الكتاب يقدمون شهاداتهم

بين الإقبال الجماهيري وفقر التقنيات صناع مسرح معرض الكتاب يقدمون شهاداتهم

العدد 547 صدر بتاريخ 19فبراير2018

شهد معرض القاهرة الدولي الكتاب، الذي انتهت فعالياته منذ أيام قليلة، تقديم مجموعة من العروض المسرحية، التقينا بعدد من مخرجيها، لنتعرف من خلالهم على طبيعة هذه العروض ومدى أهمية تقديمها ضمن فعاليات المعرض، وسألناهم عن الحضور الجماهيري وطبيعته.

 

قال المخرج خالد حسونة إن المسرح يعد من أهم الفعاليات في معرض الكتاب، حيث يتوفر الجمهور، مضيفا: يوفر المعرض إقبالا جماهيريا كبيرا وغير عادي؛ لذلك فإن إقامة فعاليات مسرحية هناك يعد توسيعا لقاعدة المسرح، وفرصة للجمهور العادي لمعرفته. تابع: قدمت عرض «ساعة حظر» وهو من نوعية العروض «اللايت كوميدي» يقدمه خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية مع ممثلين محترفين، وتدور أحداثه حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، من خلال أسرة مصرية بسيطة تعيش فوق سطح أحد الأبنية.
وعن سلبيات العرض بالمعرض قال: عدم توافر الإمكانيات التقنية بشكل جيد حيث يتم التعامل مع النشاط المسرحي على أنه نشاط هامشي, مقارنة بالأنشطة الموسيقية إضافة إلى عدم توفر كواليس أو غرف لتغيير الملابس، وتمنى في الدورة القادمة وضع خريطة توضيحية للأماكن داخل المعرض لتسهيل الأمر على الجمهور، واتساع رقعة مشاركات البيت الفني للمسرح.
 فرصة جيدة لمشاهدة العروض
بينما أوضح المخرج عاطف محمد مخرج فرقة نجوم بكرة الذي قدم عرض «لو عجباك دوس شباك»، أن الإقبال الجماهيري الكبير على العرض دفعه إلى إعادته للمرة الثانية، مؤكدا أن العرض في المعرض فرصة جيدة لأن يشاهد العرض من لا يذهبون إلى المسرح، وعن سلبيات المعرض فيما يخص العروض المسرحية ذكر ضيق المساحات المخصصة لتقديم العروض والمشكلات التقنية الخاصة بالصوت والإضاءة، مضيفا: رغم نجاح العرض فلم يكن مجهزا بالشكل المناسب إضافة. وعن ما يتمناه العام المقبل قال: أتمنى تطوير خشبة المسرح وتوفير التقنيات التي تسهم في تقديم العروض بشكل جيد. تابع: عرض «لو عجباك دوس شباك» تدور فكرته حول الصراع بين الإنسان والشيطان، وهو استعراضي كوميدي.
السلبيات تكاد تكون منعدمة
إسماعيل هاشم مخرج مركز شباب حدائق القبة الذي قدم عرض “انت حر”، أشار إلى حدوث تفاعل كبير من قبل الجماهير مع العرض، وأن جمهور المعرض ممن لا يذهبون إلى المسرح كثيرا. أضاف: من الإيجابيات أيضا توفر التقنيات اللازمة. وعن السلبيات قال: تكاد تكون منعدمة. وعما قدمه قال هاشم: قدمت عرض «انت حر» وعرض «التوهان» للكاتب صلاح متولي، وتدور أحداثه حول مشكلات الشباب والهجرة غير الشرعية والتطرف والإرهاب وبعض القضايا المجتمعية، وتمنى في الدورة المقبلة أن يكون هناك اهتمام إعلامي بشكل أكبر.
تظاهرة إيجابية
وقال المخرج محمد فؤاد مخرج «أنا واحنا» فرقة لذوي الاحتياجات الخاصة، إن التظاهرة إيجابية للغاية من حيث الإقبال الجماهيري، مشيرا إلى أن المثقفين لا يتفاعلون مع العروض المسرحية. أضاف: السلبية الأكثر وضوحا هي عدم وجود تجهيزات تقنية مناسبة للعروض، خصوصا أنني أقدم عرضا لذوي الاحتياجات الخاصة، وتمنى في الدورة القادمة أن تكون هناك قاعات مغلقة لتقديم المسرح. تابع: العرض الذي قدمته يناقش مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة.
ملتقى ثقافي أدبي
بينما قال المخرج عبد الهادي النجمي مخرج فرقة المصطبة المسرحية: من أهم مميزات المعرض هو أنه يعد ملتقى ثقافيا أدبيا. ومن أهم إيجابياته الإقبال الجماهيري الكبير، مشيرا إلى أن العرض الذي قدمه هو حكي على الربابة وقد شهد إقبالا جماهيريا كبيرا. أما سلبياته فهي: عدم وجود تنظيم جيد مما يجعل الوصول إلى الأماكن صعبا. أضاف: نحن كفرقة خاصة جئنا إلى القاهرة بمجهوداتنا الخاصة وعلى نفقة الفريق الذاتية، وهو ما يشكل صعوبة وعبئا، وتمنى أن تمثل قصور الثقافة في المعرض عن طريق نوادي المسرح وأن تجد الفرق القادمة من المحافظات أماكن للمبيت وعن فكرة عرض الحكي، الذي قدمه قال: تدور أحداثه حول فكرة القبلية وما تفرزه من مشكلات مثل مشكلة الثأر.
6 فرق للعرائس
بينما قال المخرج عمرو حمزة مخرج فرقة أجيال العرائس التابعة للإدارة العامة للطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إن المخيمات التي تقدم بها العرض سيئة للغاية، إضافة إلى أن ارتفاع خشبة المسرح لا يسمح للجمهور بمشاهدة جيدة للعروض, مضيفا: هناك 6 فرق للعرائس من أكثر من جهة إنتاجية وهو ما يجعل هناك تكرار في الفقرات المقدمة. ومن الإيجابيات التي رآها: تنوع الفقرات المقدمة ما بين عروض الأراجوز والفنون الشعبية وأن عروض العرائس أصبحت جزءا من الفعاليات الثقافية. وعن العرض الذي قدمه قال: نقدم عرضا بعنوان «بنت وولد» يناقش فكرة التحرش الجنسي.
جمهور لديه شغف
وقال المخرج ناصر عبد التواب مخرج فرقة «الأراجوز المصري» التابعة لقصر ثقافة شبرا الخيمة: جمهور المعرض هذا العام متعطش بشكل كبير ولديه شغف واسع لمشاهدة العروض المسرحية، ويظهر ذلك من الإقبال الجماهيري الواسع على عروض الطفل، وخصوصا عروض العرائس والأراجوز، مشيرا إلى أن جميع أفراد الأسرة تقبل على هذه العروض وتستمع بها كثيرا، على الرغم من عدم وجود تنظيم وتجهيز للعروض، وأن الفرق تعتمد على تنظيم وتجيهز عروضها بنفسها، وتمنى عبد التواب العام المقبل أن تتم مشاركة جميع العروض الخاصة بمسرح الطفل على مستوى مصر على غرار فرق الفنون الشعبية، وأعتقد أن هذا يحدث احتكاكا كبيرا على مستوى المحافظات المختلفة، تابع: قدمت عرضا بعنوان «كلنا هنروح الحضانة» وهو يتحدث عن أهمية مرحلة ما قبل التعليم والمرحلة في تشكيل وعي الطفل, وقد حقق العرض نجاحا جماهيريا كبيرا، وقدم لأكثر من ليلة عرض.
 التراث الشعبي
وقال المخرج هاني عز الدين مخرج فرقة تحيا مصر لفنون العرائس، إن أكثر السلبيات التي رآها هذا العام هو عدم وجود أماكن متعددة لتقديم العروض، بالإضافة لعدم وجود تنسيق جيد، فالعروض تقدم في مخيمات صغيرة وهو ما لا يتيح مشاهدة جيدة، مؤكدا حدوث تفاعل جماهيري كبير مع العروض، وخصوصا عروض الأرجواز والعرائس. أضاف: قدمت عرضا بعنوان «تحيا مصر» من خلال العرض نحيي التراث المصري القديم الذي اختفى مثل المسحراتي والمنشد وبائع العرق سوس. وتمنى المخرج في القادم استغلال صالات الكتب في تقديم عروض مسرحية مثل الجناح الألماني الخاص باستقبال الوفود، وقد كان من الممكن استغلاله بشكل كبير في تقديم العروض.

 


رنا رأفت