العدد 794 صدر بتاريخ 14نوفمبر2022
أثبت ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي خلال دوراته السابقة تأثيره الكبير على الحراك المسرحي الجامعي، حيث اكتشف العديد من الطاقات والمواهب والمبدعين وسلط الضوء عليهم، فالملتقى يعتمد على رؤية واضحة تحققت وأصبح لها دورها الفعال والمؤثر، فأصبح الشباب الجامعي يتهافت ليشارك بالملتقى الذي يعد أحد المتنفسات الهامة الذي يضم مجموعة من المسابقات المتنوعة التي تكشف عن المواهب في شتي الفنون. انعقدت مؤخرا الدورة الرابعة من الملتقى تحت رعاية السيد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وبدعم وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وعمرو القاضي رئيس الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، وبالشراكة مع أكاديمية الفنون ودعم من العلاقات الثقافية الخارجية ومركز الهناجر للفنون، والمجلس الأعلى للثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، والمؤسسة العربية الحديثة، وأكاديمية طيبة بلازا إن ، وكلية الألسن ومؤسسة فيوهات. حملت الدورة اسم الفنان محمود ياسين، وأقيمت تحت شعار “نقدر نكون” وشارك فيها 14 عرضًا مسرحيًا، من تسع دول هي مصر والكويت وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية، وفرنسا وهولندا والمكسيك والمملكة المغربية ضيف شرف الملتقى، وكرمت الدورة من النجوم إسعاد يونس و هاني رمزي، كما كرمت اثنين من كبار الفنانين المغربين هما لطيفه أحرار والدكتور خالد أمين ، قدمت العروض على مسرح الهناجر ومسرح نهاد صليحة ومسرح وزارة الشباب والرياضة، وتشكلت لجنة التحكيم من الدكتورة عايدة علام، أستاذ الديكور المتفرغ بالمعهد العالي للفنون المسرحية من مصر، والفنانة الأردنية عبير عيسى، والدكتورة تهاني الغريبي من المملكة العربية السعودية، ومن لبنان الأكاديمي هشام زين الدين، و الفرنسي فيليب جيجه، الملتقى كذلك أقام مسابقة “كوميدي ستارز “ على مسرح الهناجر وتشكلت لجنة تحكيم المسابقة من المخرج أشرف فايق، والفنانة انتصار، والمخرج الأردني صلاح الحوارني، كما أقام مسابقة “اتكلم عربي“ وتشكلت لجنة تحكيمها من من الفنانة سميرة عبد العزيز، الناقد السعودي عبد الرحمن الحارثي والفنانة مادلين طبر، كما نظمت مسابقة «نجم الجامعة» لاكتشاف الموهوبين. أجرينا هذا الحوار مع رئيس ومؤسس الملتقى المخرج عمرو قابيل لنتعرف على حصاد الملتقى خلال الدورات الأربعة.
نريد أن نتعرف على حصاد الملتقى خلال الأربع سنوات الماضية ؟
الحصاد الأهم بالنسبة لي هو الأقبال الرائع والمفاجئ فى كمه وكيفه من شباب الجامعات على الملتقى ليس على مستوى الورش والعروض المسرحية فقط ،ولكن على الملتقى نفسه، فاليوم يتهافت الشباب من الجامعات العربية والمصرية للمشاركة فى الملتقى تحت أى مسمى، وفي كل مرة هناك إقبال رائع، هذا الأقبال جعلنا نشعر بالفخر الشديد، فالمتلقى متعطش لهذه الشريحة من الشباب على مستوى العالم ، خاصة انه على أرض مصر، فالحدث له وقع وتأثير مذهل على كل الشعوب وكأن الدول العربية تنتظر مهرجانا دوليا فى مصر لمسرح جامعة .
ما معايير ومواصفات إقامة مهرجان دولي من وجهة نظرك ؟
اولاً: يجب أن يكون له توجه وفلسفة ورؤية وليس مجرد حدث احتفالي لمجموعة من المسرحيين العرب والأجانب ويكون له إسهام في الحراك المسرحي سواء على المستوي الإقليمي أو الدولي ؛ وهناك شرط إداري هام وهو «التعددية» أن يكون به ثقافات ودول مختلفة، وإلا لن يكون هناك معني للاحتكاك والتبادل المعرفي والثقافي.
عقدت أربع دورات للملتقى فما الفرق بين كل دورة وأخرى؟
إذا أردنا تشبيه الملتقى بالعمر الطبيعي للإنسان فأربع سنوات هي بمثابة تخطيه فترة «الحبو»، وقد بدأ يخطو خطوات، وهذا يعني أنه اكتسب خبرات وثقة، وهو شيء فى غاية الأهمية، وهناك ثقة في فلسفته وتأثيره ووجوده وحضوره ممثلة في إيمان الدولة المصرية به والحكومات والوزارات الداعمة له، واللجان العليا واللجان التنظيمية بما يفعلوه والمسرحيين على مستوى العالم.
ما المعايير التي تراعيها فى اختيار محكمي المسابقات؟
أولاً أن يكونوا شخصيات لها تأثيرها فى المجال الذين يحكمون فيه، وكذلك التنوع فى الثقافات، فيجب أن تضم لجنة التحكيم عنصرا عربيا و آخر أوربيا و مصري كذلك، وكذلك تنوع التخصصات فى الإخراج والنقد والكتابة والسينوغرافيا والرؤية البصرية، ويكون هناك خبرة عالية، وفى الفترة المقبلة سنراعي معايير جديدة في الاختيار وهي أن تكون شبابية؛ حتي لا يكون هناك فجوة عمرية بين المحكمين و العروض، في المسابقات المختلفة، فعنصر الخبرة هام، وكذلك عنصر الشباب .
يتميز الملتقى بتنوع المسابقات..فما الداعي لأقامة مثل هذه المسابقة؟
اود أن أشير إلى شيء هام للغاية، وهو أننا تميزنا بفكرة التسابق من خلال تقديم مجموعة من المسابقات النوعية بخلاف مسابقة العروض المسرحية، وهذا ليس فى بقية المهرجانات، فاليوم ينتظر الجميع بشغف شديد المسابقة الجديدة التي سنقدمها، وهذه المسابقات تقوم بعمل حالة من الحيوية الشديدة و من الحضور والتوهج، ونفكر فى مسابقات نوعية تفيد الطلبة وتطور ملكاتهم وإمكانياتهم وتكتشف مواهب من الممكن أن لا يسمح العرض المسرحي بإظهارها، فالعرض المسرحي مجمل ولكن المسابقة فى عنصر بعينه شيء مختلف؛ وبالتالي المسألة مهمه، ونقوم باختيار المسابقات بمعايير محددة بناء على التخصص والنوع الذى سنقيم على أساسه مسابقة جديدة من نوعها وتقدم في إطار شيق؛ حتى نشجع الشباب أن يشاركوا فى المسابقة، وهذا العام كانت هناك مسابقات « أتكلم عربي « و « كوميدي ستارز» ، ومسابقة «نجم الجامعة « التي قدمت أون لاين وتقدم لها عدد كبير من الطلاب؛ لأنها تتحدث بلغتهم لغة السوشيال ميديا والأون لاين ؛ وميزة الملتقى أنه ينظمه شباب قربيين من فكر شباب الجامعات وأسلوبهم وهو ما يجعلنا نؤثر فيهم بإيجاب ويأثرون فينا بحيويتهم وبأفكارهم .
ما المعايير التي تراعيها لجنة المشاهدة في اختيار عروض الملتقى ؟
معيار التنوع الجغرافي، معيار الجودة والأفكار الطليعية التي تكون خارج الصندوق في الشكل والتكنيك الذي يتناسب مع المهرجان الدولي .
ما المعايير التي تحرص إدارة المهرجان عليها فى اختيار المكرمين وحامل أسم الدورة ؟
اسم صاحب الدورة هو تكريم لفنان بدأ حياته من مسرح الجامعة وله إسهامات كبيرة فى المسرح الجامعي والمصري ، وبالنسبة للمكرمين فنراعي أن يكون الفنان متحققا ونجما حتي يحدث تواصل للأجيال ورسالة أمل لكل الشباب فى المسرح، هؤلاء النجوم الذين أثروا فى وجداننا، وقدموا أعمالا عظيمة كانت بدايتهم فى مسرح الجامعة، فقد كرمنا الفنان هاني رمزي فى هذه الدورة، والفنان صلاح عبد الله في الدورة الماضية والمخرج خالد جلال والفنان سامح حسين، ونلاحظ أن كلماتهم خلال مراسم التكريم تعكس شغفهم وعشقهم الكبير والانتماء لمسرح الجامعة .
ما تقييمك للمسرح الجامعي الفترة الحالية ؟
من الصعب التقييم فلست ملماً بكل ما يقدم بالمسرح الجامعي، ولكن أعتقد أن الملتقى كان له تأثير كبير على عدة أشياء، منها طريقة تفكير بعض المخرجين في مسرح الجامعة، فبعد ثلاثة دورات أصبح هناك مخرجون يسعون لتقديم تجارب فى مسرح الجامعة؛ ليشاركوا فى الملتقى ، ويظهر ذلك فى طريقة اختيارهم للنص والتكنيك؛ وبالتالي تتغير طريقة تفكير المخرجين، وهو ما ظهر بشكل كبير فى عروض الدورة الثالثة والرابعة، فعلى سبيل المثال إذا كانت الدورة الاولي تضم نسبة10% من العروض خارج الصندوق فاليوم زادت النسبة لتصل إلى 50 % و 60 % وهذا يعني أن هناك تطورا واضحا وبعض الجامعات التي هاجمتنا فى البداية اليوم تتنافس بضراوة لتشارك، وهو تغيير تفخر به بعض الجامعات التي تشهد معاناة مع رعاية الشباب، ومن إدارة الجامعة لعدم دعمهم النشاط الجامعي، وبعد المشاركة فى الملتقى بدأت هذه الإدارات مساندة الشباب ودعمهم بقوة للمشاركة فى الملتقى، وهو دور مهم للملتقى نراعيه منذ الدورة الأولي: التمثيل الإقليمي للجامعات، ونلاحظ فى كل دورة مشاركة جامعات اضافية مثل جامعة المنصورة والإسكندرية والفيوم، وهو دور نتبعه وكذلك هو معيار من معايير اختيار العروض، بالإضافة إلى الشباب الذين يمثلون الجامعات فى أسيوط وقنا وأسوان والسويس، حيث يشارك شباب هذه المحافظات فى الورش والمسابقات المختلفة، وهذا يدل على أن الملتقى له تأثير على الحراك المسرحي الجامعي، وقد أعلن وزير الشباب والرياضة في الدورة الثالثة إقامة بروتوكول مع مهرجان إبداع وشارك بالفعل عرض «بنت القمر» للمخرج محمد السوري، وهذا يعني اهتمام الدولة بالملتقى وجميعها مكاسب وتأثير مهم يحفزنا على التطوير
هل هناك اتجاه لمشاركة الجامعات الخاصة؟
بالتأكيد، وتمني ذلك، فمعيارنا هو الجودة، والحقيقة أن هناك اهتمام من الجامعات الخاصة بإقامة نشاط ولكن من الضروري الاهتمام بالتطوير والتدريب، واختيار المخرجين الذين يضيفون للمسرح داخل هذه الجامعات الخاصة والأكاديميات، وهناك عدد من الجامعات الخاصة التي تقدمت للمشاركة فى الملتقى ، واتمنى فى الدورات المقبلة أن يكون هناك عرض يمثلهم
هل هناك تصور عام للدورة الخامسة؟
بالفعل نقوم بالتحضير ولكن من المصعب أن أدلي بتفاصيل، لم اقم بعرضها على اللجنة العليا للملتقى ، وكل ما استطيع التصريح به هو أننا وضعنا ملامح واضحة، فسوف يكون هناك تطوير كبير في الدورة الخامسة، وطموحات كبيرة جداً نتمنى أن نحققها.
صرحت فى أحد اللقاءات بأمنياتك لإقامة ملتقى فى كل جامعة.. فهل توافق على التعاون فى إقامة ملتقى في إحدى الجامعات المصرية ؟
إقامة مهرجان لا تتوقف فقط على الاستشارة أو النصيحة أو شرح كيفية إقامة مهرجان دولي لمسرح جامعي، هناك معايير أخرى، منها الإرادة والتوجه ووضوح الرؤية. أتمني إقامة مهرجان دولي آخر لمسرح الجامعة ولكن يجب أن يكون مختلفاً عن ملتقي القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، أن يكون هناك إضافة جديدة تأتي بفكر وفلسفة جديدة، ولا أتمني استنساخ الملتقى داخل كل جامعة، أتمنى يكون هناك مهرجانات بها إبداعات .
تعتمد بشكل كبير على عنصر الشباب فى لجان الملتقى فما السبب ؟
ثقتي لا نهائية في الشباب وهناك أيضا عناصر خبرة مثل د. سمر سعيد أمين عام المهرجان دينمو الملتقى ، د. مي العجمي الصندوق الأسود للملتقى، د. طارق عمار بخبرته فى رئاسة التحرير النشرة على مدار السنوات الماضية، وهي عناصر لها ثقلها ونعتمد على الشباب فى اللجان المنظمة للمهرجان أثق فى ذكائهم ، وانتمائهم وقدرتهم على التنظيم والإبداع، فهذا العام أفخر بأكثر من عنصر منهم المدير الفني رنا أبو العلا التي قدمت دوراً بارزاً يضاهي المحترفين، ومحمد فجل ودوره الفاعل فى السوشيال ميديا ولديه افكار، وأندروا سمير المدير التنفيذى، ورنا قابيل ووفاء قابيل، وعبد الرحمن أبو الحمد، بدر خالد ، ومحمد لطفي، نورهان هاني وغيرهم من الشباب المتميز.