«رجاء حسين» نبع الإحساس المتوهج

«رجاء حسين»  نبع الإحساس المتوهج

العدد 781 صدر بتاريخ 15أغسطس2022

الفنانة القديرة/ رجاء حسين والتي رحلت عن عالمنا يوم الثلاثاء الموافق 9 أغسطس (2022) ممثلة مبدعة وقامة وقيمة فنية سامية، ولا يمكن لأحد أن يختلف عن مكانتها المسرحية الرفيعة، فهي إحدى سيدات المسرح المصري اللاتي استطعن المشاركة في إثراء مسيرته بموهبتهن وثقافتهن وخبراتهن ودأبهن. وجدير بالذكر أن أسمها طبقا لشهادة الميلاد: عيشة رجاء حسين ذكي إسماعيل)، وأنها من مواليد أول فبراير عام 1936 بكفر طحا بشبين القناطر بمحافظة القليوبية.  
السياق الفني العام:
عرف المسرح المصري مع بدايات القرن العشرين ظهور نخبة من نجمات المسرح اللاتي استطعن تخطي الصعاب ومواجهة جميع التحديات (وفي مقدمتها العادات والتقاليد) وتضم القائمة أسماء كل من الفنانات: منيرة المهدية، روز اليوسف، دولت أبيض، زينب صدقي، عقيلة راتب، فاطمة رشدي وشقيقتيها (رتيبة وأنصاف)، بديعة مصابني، فردوس حسن، علوية جميل، أمينة رزق، ماري منيب، نجمة إبراهيم، زكية إبراهيم، ميمي وزوز شكيب، زوزو نبيل، زوزو ماضي. وتستمر مسيرة المسرح والتنوير خلال النصف الثاني بمشاركة جيل جديد من الدارسات لفن التمثيل وفي مقدمتهن: زوزو حمدي الحكيم، نعيمة وصفي، ناهد سمير، برلنتي عبد الحميد، زهرة العلا، كريمة مختار، ملك الجمل، سميحة أيوب، سناء جميل، روحية خالد، عايدة كامل، وقد توجت تلك الفترة بتألق كل من النجمتين/ سناء جميل وسميحة أيوب خلال عقد الستينيات، ولتفوز القديرة/ سميحة أيوب بعد ذلك بلقب «سيدة المسرح العربي».
ويبقى التحدي الذي يطرح نفسه بصفة مستمرة وهو: هل في وجود كل تلك القامات الشامخة يمكن أن يتاح لبعض المواهب الشابة والوجوه النسائية الجديدة من الأجيال التالية الفرصة لضم أسمائهن إلى قائمة «سيدات المسرح المصري»؟. الحقيقة أن عدد قليل جدا من الفنانات هن من استطعن تحقيق ذلك بموهبتهن وإصرارهن وفي مقدمتهن: رجاء حسين، محسنة توفيق، سهير البابلي، عايدة عبد العزيز، مديحة حمدي، سميرة عبد العزيز، سهير المرشدي، ماجدة الخطيب - وذلك بخلاف بعض النجمات من الأجيال التالية - لتؤكد كل منهن بمفردها أن «مصر» ولادة فعلا وقادرة على إنبات وصقل المواهب. 
لقد نجحت الفنانة/ رجاء حسين بالفعل في لفت الأنظار إلى موهبتها وإثبات وجودها الفني مبكرا، ولعل ذلك يرجع لعدة عوامل أساسية يمكن إجمالها في النقاط التالية: موهبتها المؤكدة، صقلها لموهبتها بالدراسة، تعاونها منذ البدايات مع بعض القمم الفنية (كالرائد/ زكي طليمات، فتوح نشاطي، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، حمدي غيث، نور الدمرداش، سعد أردش، كمال عيد، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي)، الاستفادة من عملها بكبرى الفرق المسرحية (المسرح الشعبي، الريحاني، المسرح القومي)، الدأب والإصرار على تحقيق النجاح والتميز، وذلك بخلاف قدرتها الرائعة على الالتزام الفني والانضباط بالمواعيد، وكذلك على خلق جو من الألفة والمحبة بين جميع العاملين، فهي بالفعل إنسانة معطاءة بشوشة ومحبة لكل من حولها.
ويكفي أن نذكر احتفاء وإشادة الحركة النقدية مبكرا بموهبتها وأدوارها المسرحية، حيث أشاد بآدائها نخبة من كبار النقاد نذكر من بينهم على سبيل المثال: د.محمد مندور، محمد عودة، د.لطيفة الزيات، د.أمين العيوطي، فؤاد دوارة، رجاء النقاش، جلال العشري، فاروق عبد القادر، سامي خشبة، نبيل بدران، سناء فتح الله، عبد القادر حميدة، نسيم مجلي، عدلي الدهيبي، أمير سلامة، د.نهاد صليحة.
وتلك المكانة المتميزة لم يكن بالطبع من الممكن تحقيقها لولا دخولها المجال الفني مسلحة بموهبتها المؤكدة وثقافتها الحقيقية وأخلاقها السامية، فاستطاعت خلال مسيرتها الفنية أن تصبح نموذجا مشرفا للفنانة المصرية - أو العربية - الموهوبة والمثقفة، أو للمرأة المصرية والعربية بصفة عامة، ورمزا للالتزام الفني والأخلاقي ولسمو ورقي التعاملات الإنسانية. 

- السيرة الذاتية: 
- بدأت رجاء جسين ممارسة هوايتها للتمثيل من خلال المسرح المدرسي، وبالتحديد خلال فترة الدراسة الثانوية بمدرسة «طنطا الثانوية للبنات».
- تخرجت في «المعهد العالي للفنون المسرحية» عام 1959 ضمن دفعة ضمت مجموعة من الموهوبين الذين حققوا نجوميتهم بعد ذلك ومن بينهم: عزت العلايلي، عايدة عبد العزيز، عبد الرحمن أبو زهرة، إبراهيم الشامي، عبد السلام محمد، والمخرج التلفزيوني/ أحمد توفيق، ومخرجي الإذاعة/ مصطفى الشريف وإسلام فارس.
- هي الشقيقة الكبرى للفنانة المعتزلة/ ناهد حسين، وقد تزوجت من الفنان/ سيف الدين عبد الرحمن، وأنجبا ابنة وابن، والابن هو عميد أركان حرب بالقوات المسلحة/ كريم سيف (الذي استشهد عام 2014). 
المسيرة الفنية :
- كانت بدايتها الفنية من خلال انضمامها إلى فرقة «المسرح الشعبي» عام 1957، وذلك قبل التحاقها بفرقة «الريحاني» عام 1958.
- تم تعيينها بفرقة «المسرح القومي» بعد حصولها على بكالوريوس «المعهد العالي للتمثيل» عام 1959.
- كانت آخر مشاركاتها التليفزيونية والسينمائية عام 2017 وبالتالي فإن مسيرتها الفنية تزيد عن ستين عاما، ساهمت خلالها في تقديم مايقرب من ثلاثمائة عملا فنيا بمختلف القنوات الفنية (المسرح، السينما، الإذاعة، التليفزيون)، وقد استطاعت خلالها أن تلفت الأنظار إليها منذ مرحلة البدايات، وأن تحفر لنفسها خلاله مكانة خاصة في قلوب الجمهور بأدائها العبقري المتميز، خاصة وأنها تتميز بوجه مصري أصيل شرقي السمات، يمكننا بسهولة أن نلمح في تفاصيله الأصالة المصرية.   
- تميزت بأداء أدوار متنوعة لبعض نماذج الفتاة والمرأة المصرية من الطبقتين الشعبية والمتوسطة سواء بالمدينة أو القرية، حيث لم تكن أغلب أدوارها إلا تجسيدا واقعيا لشخصية الفتاة أو المرأة المصرية الأصيلة. وذلك بخلاف تميزها ببعض السمات التي تجعلها تأسر القلوب بسرعة خاطفة، ولعل من أهمها قدرتها على التعبير عن مختلف المشاعر، وتوظيف مفرداتها الفنية المختلفة ومن بينها اللياقة الحركية مع التمتع بعذوبة الصوت ذو النبرات المتميزة، مع قدرتها على تقديم الأداء المعبر والتلوين النغمي الذي ينجح في شد انتباهنا ويمتعنا بصداه الجميل، وذلك بالإضافة إلى مهارتها الكبيرة في إجادة الأداء للحوار باللغة العربية الفصحى.
 وبصفة عامة يتميز أداؤها بالصدق والطبيعية، خاصة بعدما أمدتها ثقافتها وخبراتها الطويلة بوعي وحساسية في تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، وبالتالي يمكن وصف أدائها بالسهل الممتنع، سواء في أدائها للأدوار باللغة العربية الفصحى سواء بالنصوص العالمية المترجمة أو الأعمال التاريخية والدينية الجادة أو في أدائها للشخصيات الاجتماعية المعاصرة باللهجة العامية، تلك الأدوار التي تتسم بخفة الظل والقدرة على رسم الابتسامة أو تفجير الضحكات، وأداؤها بصفة عامة يتسم بالقدرة على ضبط المشاعر والتحكم في الانفعال، مع لمسة خفيفة من الأداء المسرحي الرصين، خاصة وقد ظل المسرح هو مجال عشقها الأول والأساسي الذي تستمتع بالوقوف على خشباته والتبتل في محرابه، ولذا فقد حرصت منذ أول مشاركاتها المسرحية على أداء تلك الأدوار الرئيسة التي تضيف إلى رصيدها وتضيف هي إليها، فاستطاعت أن تثبت وجودها وتضع لاسمها مكانة متميزة وسط سيدات المسرح العربي. 
ويحسب للفنانة/ رجاء حسين - بخلاف ما سبق - إجادتها للتمثيل الكوميدي بنفس درجة إجادتها للتمثيل التراجيدي ولعل أوضح الأمثلة على مهاراتها في الأداء الكوميدي مشاركتها ببطولة بعض العروض الكوميدية سواء بفرق مسارح الدولة أو ببعض الفرق الخاصة ومن بين هذه العروض على سبيل المثال بمسارح الدولة: مقالب سكابان، عازب وثلاث عوانس، غبي في الفضاء، عسكر وحرامية، قسمتي، وكذلك بالفرق الخاصة: الصول والحرامي، نحن نشكر الظروف، إمبراطور يبحث عن وظيفة، كذلك شاركت أيضا بأداء بعض الأدوار الكوميدية بالدراما التلفزيونية ومن بينها: الزواج على طريقتي، حكايات المدندش، شباب رايق جدا، خلي بالك من حاحا، عايزة أتجوز، كما يحسب لها إجادتها وتميزها في تمثيل الأدوار العالمية باللغة العربية الفصحى بنفس درجة إجادتها لتمثيل أدوار بنت البلد باللهجة العامية الدارجة.
شاركت الفنانة رجاء حسين في إثراء حياتنا الفنية بمشاركاتها فيم يقرب من ثلاثمائة عملا فنيا، من بينها ثلاثين مسرحية وخمسة وثلاثين فيلما وأكثر من مئة وأربعون مسلسلا وسهرة تليفزيونية. هذا ويمكنني من خلال رصد وتصنيف مشاركاتها الفنية المتعددة بمختلف القنوات الفنية توثيق مجموعة أعمالها كما يلي:

أولا: أهم مشاركاتها المسرحية:
يجب التأكيد في البداية على أن المسيرة المسرحية للفنانة/ رجاء حسين مسيرة مشرفة فعلا بكل المقاييس، وذلك بالرغم من عدم حصولها على فرصة البطولة المطلقة إلا من خلال عدد قليل جدا من المسرحيات التي قد تعد على أصابع اليدين، ومع ذلك يحسب لها عدم مشاركتها إلا بأداء تلك الأدوار التي استطاعت من خلالها تأكيد موهبتها وقدراتها الفنية. كذلك يحسب لها حرصها الشديد طوال مشوارها المسرحي على تنوع أدوارها، ويستطيع الناقد المتخصص أن يرصد ويسجل لها مدى مهاراتها في أداء مختلف الأدوار، وعلى سبيل المثال استطاعت أن تجيد في أداء بعض الأدوار العالمية مثل أدوارها بمسرحيات: مقالب سكابان، الضفادع،  دون جوان، بيت برنارد ألبا، مشهد من الجسر، تاجر البندقية، دائرة الطباشير القوقازية، المهاجر، كذلك أجادت في تشخيص عددا كبيرا من الشخصيات المحلية ومن بينها أدوارها في مسرحيات سعد الدين وهبة: المحروسة، كفر البطيخ، كوبري الناموس، سكة السلامة، ومسرحيات نعمان عاشور: عيلة الدوغري، مولد وصاحبه غايب، ، وألفريد فرج: النار والزيتون، ومسرحية رشاد رشدي: رحلة خارج السور، ويوسف إدريس: الفرافير، ورائعة نجيب محفوظ: بداية ونهاية. وفيما يلي رصد وتصنيف أعمالها طبقا لاختلاف الفرق مع مراعاة التتابع الزمني.
1- بفرق مسارح الدولة:
- بفرقة «المسرح الشعبي»: وراء الأفق، صلاح الدين الأيوبي، شعب الله المختار(1957).
- بفرقة «المسرح القومي»: مقالب سكابان (1955)، الناس إللي فوق (1958)، العشرة الطيبة، بيت من زجاج، صنف الحريم، عودة الشباب (1959)، اللحظة الحرجة، في بيتنا رجل (1960)، المحروسة، دون جوان (1961)، كفر البطيخ، عيلة الدوغري، بيت برنارد ألبا، السبنسة (1962)، مشهد من الجسر، تاجر البندقية، كوبري الناموس (1963)، رحلة خارج السور، الفرافير (1964)، سكة السلامة (1965)، بير السلم (1966)، كوابيس في الكواليس (1967)، دائرة الطباشير القوقازية (1986)، النار والزيتون، حجة الوداع (1970)، غبي في الفضاء (1972)، النسر الأحمر (1975)، بداية ونهاية (1976)، المهاجر (1981). 
- بفرقة «مسرح الجيب»: الضفادع (1965)، عازب وثلاث عوانس (1972).
- بفرقة «المسرح الكوميدي»: عسكر وحرامية (1966)، قسمتي (1982)، مولد وصاحبه غايب (الكوميدي 1985).
- بفرق أخرى لمسارح الدولة: الحرب والسلام (وزارة الثقافة - 1974)، حفلة طلاق (الحديث - 1977)، إمبراطور يبحث عن وظيفة (التلفزيون - 1989)، والأداء الصوتي بمسرحية الرحلة العجيبة (القاهرة للعرائس - 1999).
وقد أتيح لها من خلال الأعمال المسرحية السابقة فرصة التعاون مع نخبة متميزة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل من بينهم الأساتذة: زكي طليمات، فتوح نشاطي، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، حمدي غيث، كمال يس، نور الدمرداش، كمال حسين، سعيد أبو بكر، سعد أردش، د.كمال عيد، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، حسن عبد السلام، السيد راضي، أحمد زكي، سمير العصفوري، عبد الغفار عودة، د.هاني مطاوع، زغلول الصيفي، محمد صبحي، رشاد عثمان، د.عوض محمد عوض، فتحي الحكيم، نبيل أمين.
2 - بفرق «القطاع الخاص»: يا مالك قلبي بالمعروف (المدبوليزم - 1979)، باي باي كمبورة (الفنانين المصرييين - 1980)، نحن نشكر الظروف (مصر المسرحية - 1987)، الصول والحرامي (النيل - 1987)، وذلك بالإضافة إلى بعض المسرحيات المصورة التي أنتجت خصيصا للعرض التليفزيوني ومن بينها: العريس (1985)، العصمة في إيد حماتي (1995)، جحا وبنورة.
ويمكن تسجيل ملاحظة هامة في صدد الحديث عن مشاركاتها المسرحية وهي أن تلك الشخصيات الدرامية التي أجادت في أدائها قد ارتبطت في الأذهان والوجدان بتجسيدها لها، حتى حفظ النقاد والجمهور على السواء اسم كل شخصية درامية جسدتها، وهذا وحده دليل كبير على النجاح والتوفيق، فهي على سبيل المثال: «عائشة» الأخت الصغرى بعيلة الدوغري، «سامية» بمسرحية في بيتنا رجل، «كريمة» زوجة رشوان بالسبنسة، «نادية» بالمحروسة (نادية)، «أفندية» مطلقة خميس» بكوبري الناموس، «إلهام» الزوجة الخائنة في سكة السلامة، «زوجة الفرفور» بالفرافير، «محاسن» في رحلة خارج السور، «ناتالي» في النار والزيتون، «نفيسة» ببداية ونهاية (1976)، «شربات» في قسمتي، «ميمي» الموظفة ذات النفوذ بعسكر وحرامية، «جيسيكا» ابنة شايلوك بتاجر البندقية، «كاترين» في مشهد على الجسر، «مارتيريو» في بيت برنارد ألبا، «ماريا» في المهاجر. 

ثانيا: أهم أعمالها السينمائية:
شاركت الفنانة/ رجاء حسين بأداء بعض الأدوار الرئيسة والأدوار الثانوية فيما يقرب من خمسة وثلاثين فيلما خلال الفترة من عام 1960 وحتى الآن، حيث تتضمن قائمة مشاركاتها السينمائية الأفلام التالية: مال ونساء (1960)، حياتي هي الثمن، الليالي الدافئة، الخرساء (1961)، الدخيل (1967)، ملكة الليل (1971)، العصفور (1972)، الشوارع الخلفية (1974)، أريد حلا (1975)، عودة الابن الضال (1976)، أفواه وأرانب (1977)، المتوحشة (1979)، حدوتة مصرية (1982)، قبل الوصول لسن الانتحار، أبناء وقتلة (1987)، نشاطركم الأفراح (1988)، اسكندرية كمان وكمان، الطقم المدهب (1990)، امرأة آيلة للسقوط (1992)، أحلام صغيرة، سباق مع الزمن (1993)، أسوار الحب (1995)، اتفرج يا سلام (2001)، عائلة ميكي (2010)، نوارة (2015)، يوم للستات (2016)، وذلك بخلاف بعض الأفلام الأخرى سواء للتليفزيون أو أفلام تسجيلية ومن بينها: صاحب الصورة، دكتوراه مع مرتبة الشرف، التراب الأحمر، مطلقة خميس، خارج الحدود، ونس (فيلم قصير). 

ثالثا: أهم المسلسلات والسهرات التلفزيونية: 
شاركت الفنانة/ رجاء حسين فيما يقرب من مائة مسلسل تلفزيوني حيث تتضمنت قائمة مساهماتها الأعمال التالية: أمر إزالة، أدهم، رجل آيل للسقوط، أم البنات، هنداوي، أمواج لا تصل لشاطئ، البريمو، الليل والقمر، ليالي الغضب، خيال المآتة، على باب زويلة، اللص والكلاب، شجرة اللبلاب، الوسادة الخالية، مهلا أيها العمر، أوكازيون، اللعبة المجنونة، زواج لنصف قرن، مارد الجبل، أحلام الفتى الطائر، مفتش المباحث، الآنسة، الشهد والدموع، الجزار الشاعر، ألف ليلة وليلة (عروس البحور)، فوازير المناسبات، رحلة أبو العلا البشري، برج الأكابر، ع الأصل دور، مخلوق اسمه المرأة، بين ثلاثة، العودة، المال والبنون، ذئاب الجبل، كلام رجالة، مرايا الحب، الزواج على طريقتي، زيزينيا، شباب رايق جدا، أسير بلا قيود، زيارة السيد خميس، زي القمر، الكومي، لدواعي أمنية، السيرة العاشورية، تعالى نحلم ببكره، يا ورد مين يشتريك، كارنتينا، ريا وسكينة، زهور شتوية، أين ذهب الحب، سوق الخضار، أزهار، نافذة على العالم، حكايات المدندش، قمر، حكايات بنعيشها هالة والمستخبي، عايزة أتجوز، خلي بالك من حاحا، حساب السنين، ابن تيمية، لا إله إلا الله، وذلك بخلاف ما يقرب من ثلاثين تمثيلية وسهرة درامية من بينها السهرات التلفزيونية التالية: لحظات عمر هاربة، استقالة وزير، لا عزاء للأقارب، اللحظات الأخيرة، المأذون والحانوتي، ينبوع حنان، عاشق الربابة، زيارة مضحكة، اللحظات الأخيرة، عزاء أهل القرية.

رابعا: أهم الأعمال الإذاعية: 
شاركت الفنانة القديرة/ رجاء حسين في عدد كبير جدا من المسلسلات والسهرات والبرامج الإذاعية ومن بينها فقط على سبيل المثال: وتمضي الأيام، وصية أب، والحب دائما، قصة شتاء، كلاب الحراسة، لحظة صدق، بنت من الريف، العزوة، شلة الأنس، مذكرات زوج، عودة ريا وسكينة، كفر نعمة، العمر لحظة، هذا الوجه الآخر، قارئة الفنجان، الجريمة المزدوجة، الخطة رقم 13، أبو عرام، المشاغب، أنستونا، مزيكا وبولتيكا، ملحمة الحرافيش (عاشور الناجي وشمس الدين)، قشرة موز، طفل فوق الستين، عابد المداح، عفوا زوجتي العزيزة، سبع الليل، سيد درويش، رغبات مشبوهة، رز الملايكة، زهرة الياسمين، حارة اللقمة الهنية، حكم الزمن، رجل تحت الصفر، الراقصون على النار، الشريك المخالف، الجدران الدافئة، التالتة تابتة، أغرب القضايا، الأتوبيس واليويو، أبو سريع عامل خنفس، آخر عزومة، آباء وتلامذة، ابتسامة في بحر الدموع، كلام في الحب، كلمني عن بكره. 

التكريم والجوائز:
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية للفنانة القديرة/ رجاء حسين بحصولها على العديد من الجوائز والدروع وبعض مظاهر التكريم ومن أهمها:
جائزة أحسن ممثلة دور ثانى عن فيلم «أريد حلا» عام 1975.
جائزة النقاد لأفضل ممثلة عن دورها فى «عودة الابن الضال» عام 1976.
جائزة أحسن ممثلة دور ثانى عن فيلم «أفواه وأرانب» عام 1977.
جائزة المهرجان والنقاد لأفضل ممثلة عن دورها فى «حدوتة مصرية» عام 1982.
تكريم مهرجان المسرح العربي (الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح) بدورته الثالثة مارس عام 2004.
تكريم بالدورة الثانية والعشرين لمهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي: عام 2010 عن مجمل أعمالها المسرحية، وكذلك بالدورة السابعة والعشرين عام 2020.
- تكريم الأمهات المثاليات بمناسبة «عيد الأم» وذلك على هامش الدورة الثالثة لمهرجان «الأقصر للسينما الأفريقية» عام 2014 (مع المخرجة/ إنعام محمد علي).
- تكريم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عام 2016 بمنحها درع وزارة الثقافة وإعداد كتيب وفيلم تسجيلي عن مسيرتها الفنية.
- تكريم قطاع الإنتاج الثقافى برئاسة الفنان/ خالد جلال لأمهات الدراما المصرية فى عيد الأم 21 مارس عام 2016، ومن بينهن الفنانة القديرة/ عايدة عبد العزيز.
- بفعاليات الدورة السابعة عشر لمهرجان «مسرح الهواة» عام 2019 الذي تنظمه «الهيئة العامة لقصور الثقافة».
وذلك بخلاف تكريمها بعدد من المهرجانات المسرحية والسينمائية ببعض الأقطار العربية الشقيقة.
وتجدر الإشارة إلى اختيار أربعة أفلام شاركت ببطولتها الفنانة/ رجاء حسين فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية، طبقا لاستفتاء النقاد والجمهور الذي أجري عام 1996 بمناسبة مئوية السينما العربية، وهي الأفلام التالية: أريد حلا (21)، العصفور (45)، عودة الإبن الضال (51)، حدوتة مصرية (84).

حقائق وسمات عامة:
يتضح مما سبق أنه يمكن بسهولة ويسر من خلال رصد ودراسة مجموعة مساهماتها الفنية - بمختلف القنوات الفنية - أن نسجل الحقائق والسمات التالية:
أولا: لم تستطع السينما الاستفادة من موهبة وقدرات هذه الفنانة القديرة، وذلك بالرغم من مشاركتها لكبار النجوم في أدوار مؤثرة دراميا استطاعت أن تضع بصمة قوية من خلالها. وقد شاركت بأداء بعض الأدوار الثانوية في عدد ما يقرب من خمسة وثلاثين فيلما - وهو عدد لا يعد صغيرا - ولكنها للأسف لم تحظ بفرصة البطولة المطلقة، وبالتالي تظل جميع مشاركاتها السينمائية لا تتناسب مع حجم موهبتها وخبراتها، ومن بين أهم هذه الأفلام المتميزة على سبيل المثال: العصفور، عودة الابن الضال، حدوتة مصرية، إسكندرية كمان وكمان (مع القدير/ يوسف شاهين)، أريد حلا ( مع المخرج/ سعيد مرزوق)، أفواه وأرانب (مع المبدع/ بركات).
ثانيا: برز أسم الفنانة القديرة/ رجاء حسين وبدأ يلمع ويحقق لها الجماهيرية من خلال مشاركاتها ببطولة بعض المسلسلات التلفزيونية، ومازالت ذاكرة المشاهدين تحتفظ لها بمشاركاتها بأداء بعض الأدوار المتميزة والرئيسة ببعض المسلسلات المهمة ومن بينها على سبيل المثال: أحلام الفتى الطائر (نعيمة)، الشهد والدموع (إحسان رضوان)، رحلة أبو العلا البشري، المال والبنون (الحاجة فوقية)، ذئاب الجبل (والدة نورا)، زيزنيا (أم العربي)، عايزة أتجوز (الجدة). ويحسب لهذه الفنانة المبدعة من خلال تلك الأعمال مشاركتها لكبار النجوم، فنجحت في إسعادنا بتلك المبارايات في فن الأداء التمثيلي بينهم، كما يحسب لها أيضا ذلك التنوع الكبير في الأدوار الذي حرصت على تحقيقه، فجسدت من خلالها عدة نماذج للمرأة المثقفة، وللمرأة الكادحة سواء ريفية أو صعيدية، وكذلك جسدت بعض أدوار الشر وبنفس مهارة وكفاءة تجسيدها لأدوار الأم الطيبة الحنون أو المرأة المسالمة والمرأة المطحونة.
ثالثا: ظل المسرح هو مجال عشقها الأول وملعبها الأساسي - خاصة فرقة «المسرح القومي» - التي قدمت من خلاله عددا كبيرا من الشخصيات الدرامية التي عاشت في ذاكرتنا ووجداننا، ويحسب لها مشاركتها في بطولة ما يقرب من ثلاثين مسرحية، شاركها البطولة من خلالها نخبة من كبار نجوم المسرح في مقدمتهم: أمينة رزق، سميحة أيوب، حسن البارودي، شفيق نو الدين، توفيق الدقن، محمود عزمي، عايدة عبد العزيز، سهير البابلي، عبد المنعم إبراهيم، محمود الحديني، ملك الجمل، أحمد الجزيري، عبد السلام محمد، عبد الرحمن أبو زهرة، أشرف عبد الغفور، سميرة عبد العزيز، سهير المرشدي، إبراهيم الشامي، وبالفرق الأخرى: عباس فارس، فريد شوقي، فؤاد المهندس، إحسان القلعاوي، عبد الحفيظ التطاوي، آمال رمزي. 
رابعا: تؤكد المسيرة  الفنية لهذه الفنانة القديرة تلك المقولة الشهيرة: «ليس هناك دور كبير أو صغير، ولكن هناك فنان كبير وفنان صغير»،  فقد يدهش القارئ إذا سجلنا حقيقة أن أدوار البطولة المطلقة لم تتاح لها خلال مسيرتها الفنية إلا بعدد محدود جدا من الأعمال، ولكنها مع ذلك كانت بطلة متوجة ونجمة بجميع أدوارها، ولعل أكبر دليل  للدلالة على ذلك مشاركتها الثرية مع العملاقة أمينة رزق في تقديم كل منهما لمشهد قصير بفيلم «أريد حلا» مع سيدة الشاشة العربية/ فاتن حمامة، لينجح الفيلم جماهيريا وأدبيا، وتحظى القديرة/ رجاء حسين بإعجاب الجمهور وإشادات النقاد وأيضا ببعض الجوائز.
خامسا: يسجل التاريخ الفني لهذه الفنانة الكبيرة أنها لم تتصارع يوما للحصول على فرصة، ولم تختلف يوما أو أثارت مشكلة حول كيفية كتابة اسمها بالدعاية أو على ترتيب التحية للجمهور، كما أنها لم ترتبط بمؤلف ليكتب لها الأدوار أو بمخرج ليرشحها للبطولات، ومع ذلك نجحت في أثبات قدراتها وحفر مكانة خاصة لاسمها. لم تخش من الوقوف أمام كبار عمالقة الفن، وذلك لأنها تؤمن بموهبتها وقدراتها وإيمانها بأهمية البطولات الجماعية، هي بالفعل عصب متوهج ووتر فني شداد يرتفع بأداء كل من يقف أمامه، وقد استطاعت بمهارة أن تتقمص مختلف الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وتؤدي أدوار الفلاحة والصعيدية بنفس كفاءة ومهارة أدوار المرأة الارستقراطية.
حقا إن هذه الفنانة الكبيرة كانت جديرة بكل التكريم في حياتها وأنها أيضا جديرة بتكريم اسمها وإحياء ذكراها بعد رحيلها، فهي نموذج مشرف يجب أن يحتذى من الأجيال التالية، خاصة وأنها تعد نموذجا عمليا لقدرة الفنانات على تحقيق النجاح والتألق مع الإلتزام الكامل في السلوكيات. ومسيرتها الفنية مسيرة عطرة ومثمرة ومثال جيد ورائع للجودة والعطاء. ولا يسعني في النهاية إلا أن أدعو الله لها بالرحمة والمغفرة وأن يسكنها جنة الخلد جزاء إخلاصها في حياتها الشخصية وفي عملها، الذي اجتهدت فيه كثيرا لتحقيق تلك المكانة الفنية المتميزة، خاصة وقد لمست وشاهدت عن قرب مدى اهتمامها وعشقها للفن، ومدى احتفاظها بروح الهواية الصادقة، ولعل أكبر دليل على ذلك أن هذه المبدعة المتوهجة والمتألقة دوما والتي جسدت مئات الأدوار الدرامية بتميز ومهارة شهد لها بها الجميع لم تقنع - وككل فنان حقيقي - بكل ما قدمته فظلت دائما تسعى للتجويد وتبحث عن الفرص الجديدة، والأدوار التي تدخلها في تحدي مع الذات وتقدم من خلالها قيم نبيلة وسامية للمجتمع المصري. 
د.عمرو دوارة
 


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏