بعد انتهاء ماراثون مسرح الثقافة الجماهيرية عودة المهرجان الختامى أبرز الإيجابيات

بعد انتهاء ماراثون مسرح الثقافة الجماهيرية عودة المهرجان الختامى أبرز الإيجابيات

العدد 774 صدر بتاريخ 27يونيو2022

 شهد هذا الموسم لمسرح الثقافة الجماهيرية حالة من حالات الزخم الفنى والحراك المسرحى الكبير فقد أنتج عددا كبيرا من العروض بلغت 98 عرضا وشارك منها فى  المهرجان الختامى 30 عرضا، وذلك  بعد توقف المهرجانات الختامية لمدة عامين بسبب جائحة الكورونا، ومع إنتهاء المهرجان الختامى كان علينا أن نقوم برصد سريع لآراء بعض  المخرجين عن اهم سلبيات هذا الموسم واهم إيجابياته وأمنياتهم ومقترحاتهم للمواسم المقبلة.
المخرج حسن النجار من إقليم شرق الدلتا المشارك بعض «سيرة بنى قردان» أكد على أهمية المهرجان الختامى الذى يمثل هوية لفنانى الأقاليم مشيدا بدور مدير إدارة المسرح مهندس الديكور محمد جابر، وقال إنه لم يدخر جهدا فى مساعدة المخرجين فكان يعمل بنفسه فى بعض الأحيان، كذلك أشاد بدور مدير إدارة الديكور المهندس احمد نور الدين الذى تعاون بكل جهده فى مساعدة المخرجين فيما  يخص تجهيزات عروضهم.
وتابع: تتمثل أكثر السلبيات فى إقامة المهرجان الختامى لفرق الأقاليم مواكبا لمواعيد الامتحانات، خاصة أن اغلب أعضاء الفرق من طلاب الجامعة، نريد مواعيد ثابتة للموسم المسرحى بحيث يتم افتتاح آخر عرض في 1 مارس. 
وأما عن مقترحاته للتطوير أكمل : يجب مراعاة مخرج الثقافة الجماهيرية وتقديم تسهيلات له فيما يخص الديكور وخاصة أن هناك ارتفاع فى أسعار الخامات، ويمكن إعادة تدوير الديكورات القديمة وأتمنى افتتاح العروض يومى الخميس والجمعة بجميع الأقاليم.
مسرح فى كل إقليم
المخرج رأفت ميخائيل من إقليم شمال الصعيد فرقة ملوى الذى شارك هذا العام بعرض «قضية ذهب الحمار» اتفق حول ضرورة تنسيق مواعيد المهرجانات الختامية بعيدا عن مواعيد الامتحانات مؤكدا أن أبرز إيجابيات هذا الموسم مشاركة 30 فرقة فى المهرجان الختامى، وهو ما يمثل زخما كبيرا  لمسرح الثقافة الجماهيرية.
وأكمل قائلا: تمثلت أيضا أبرز الإيجابيات فى تنظيم إدارة المسرح لما يخص المقايسات والمناقشات، فكان هناك مسؤول لكل إقليم يقوم بتخصيص «جروب» خاص لكل المخرجين فى الإقليم لمتابعتهم والرد على استفساراتهم وهو شىء جيد جدا، وأتمنى أن تفتتح مسارح بكل الأقاليم وفى كل مدينة ليكون مسرح الثقافة الجماهيرية متاحا لكل الجماهير .
وأما عن السلبيات فتابع: الإيجابيات تمحى السلبيات ولا يوجد عمل أو فعالية تخلو من السلبيات وقد اقترح المخرج هشام عطوه رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والمهندس محمد جابر مدير إدارة المسرح عمل جلسة مع مخرجى الأقاليم للاستماع إلى مقترحاتهم وأتمنى أن تقام هذه الجلسة .وأخيرا أتقدم بالشكر لكل القائمين على العمل بإدارة المسرح وإقليم شمال الصعيد.
 بروتوكول تعاون مع البيت الفنى للمسرح 
فيما قدم المخرج طارق حسن من إقليم شرق الدلتا الذى شارك بعرض «قرد كثيف الشعر» لقومية دمياط عدة مقترحات تمثلت في : ضرورة امتلاك الأقاليم الثقافية اسطولا من الاتوبيسات وسيارات نقل الديكور لتحريك العروض المسرحية فى ربوع مصر وكذلك إعادة الروح للمهرجانات الأقليمية، و تغيير مواعيد المهرجانات لتكون صيفا وتقام فى أحد المصايف كنوع من تنشيط السياحة وحتى يستمتع شباب المسرحيين،تابع: هناك ضرورة لعمل بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة وبين البيت الفنى للمسرح باستضافة العروض المميزة طوال العام على مسارح الأخير.  
وتمنى منح الكارنية الذهبى للمتفوقين من مبدعى الأقاليم، بمعنى أن يحصل كل الفائزين فى مهرجانات الثقافة الجماهيرية على كارنية ذهبى بموجبه يستطيع دخول مسارح الدولة مجانا، باعتباره فنانا مسرحيا مميزا، أضاف: ولابد من تعيين مدير فنى لكل فرقة من الفنانين يكون دوره إدارة الفرقة، وإدارة إنتاج العروض، ويكون بديلا للموظف الروتينى، وهو مشروع أتقدم به إلى وزارة الثقافة بضرورة تعيين الأفراد النابهين فى الفرق كموظفين فنيين حتى ولو بعقود مؤقتة.
واستكمل: هناك ضرورة لعمل ارشيف لأغانى وموسيقى العروض وضرورة البحث عن المواهب الموسيقية وعمل دورات فنية لهم حتى نوسع من هذا المجال، وأتمنى أن تتبنى وزارة الثقافة مؤتمرا عاما لإعادة الروح لخشبات مسارح الأقاليم التابعة لجهات مثل التربية والتعليم والشباب والرياضة ومد هذه المسارح ببعض أدوات الصوت والإضاءة المهملة فى المخازن، أضاف: من أهم المشاكل التى تواجه العملية الإنتاجية لعروض الثقافة الجماهيرية مشكلة مندوب الصرف الذى شاغله تحصيل اكبر قدر من الضرائب لحساب التسوية، وهناك أيضا عدة مشاكل فى العملية الإنتاجية بدءا من الموظف الروتينى وانتهاء بالفاتورة الإلكترونية، ولابد من مراجعة هذا الأمر بشكل ملح.
 التجوال مرة أخرى
فيما قال المخرج محمد العدل من إقليم شرق الدلتا الذى شارك فى المهرجان الختامى بعرض «السيد بجماليون»:  هناك إيجابيات عديدة للموسم الحالي أهمها أن إدارة المسرح كانت حريصة على تقديم موسم مسرحي جيد من خلال مناقشة المشاريع مع لجان متخصصة وهو ما ساعد على ظهور نصوص مسرحية جيدة كما أن عودة المهرجان الختامي كان له أثر على جودة العروض حيث حرص كثير من المخرجين على تقديم عروض جيدة ومن ثم المشاركة في المهرجان؛ ولكن من أهم سلبيات الموسم إنتاج عدة عروض في موقع ثقافي واحد، كالتجارب النوعية والنوادي والنوادي المميزة (أنا لست ضد زيادة العروض) ولكن يجب توزيعها بشكل أفضل حتى لا يحدث تكدس وبالتالي تتأثر الفرق وعروضها نظرا لعدم وجود كوادر كثيرة تستطيع الاشتراك في كل عرض على حدة؛ وبالتالي يضطر المخرجون للاستعانة بممثلين مشاركين بالفعل في عروض أخرى. 
وعن أمنياته قال: أتمنى أن تقوم الإدارة العامة للمسرح بتحريك العروض الجيدة  وعرضها على الأقل داخل إقليمها، بما أن المهرجان الختامي يصعب على الجميع مشاهدته ومشاهدة العروض الجيدة التي تم تصعيدها، لذا أرى أن تتاح للعروض الجيدة أن تجوب المواقع الثقافية الأخرى.
ضخ دماء جديدة لمسرح الثقافة الجماهيرية 
فيما قال المخرج محمد حمزة إقليم القناة وسيناء الذى شارك هذا الموسم بعرض «قزم مينورا» للفرقة القومية ببورسعيد: تعد أبرز إيجابيات هذا الموسم عودة المهرجانات الختامية واختلاف وتنوع التجارب المسرحية، فهناك زخم مسرحى وكم ضخم من العروض يثبت بشكل أو آخر جودة التجربة للإدارة الجديدة بقيادة المهندس محمد جابر، فهو فنان على درجة كبيرة من الرقى والإحترام والتعاون الكبير وكذلك مدير الفرق المخرج إبراهيم المهدى، فهناك إدارة على درجة كبيرة من الحكمة وأتمنى زيادة اعتماد المخرجين فى الثقافة الجماهيرية لضخ دماء جديدة لهذا المسرح من العناصر الشبابية، فأنا كمخرج أتمنى أن يأتى من بعدى مخرجون آخرون يقدمون أشياء جديدة ورؤى متنوعة. 
ورش وبعثات للخارج 
فيما قال المخرج معتز مدحت من إقليم القناة وسيناء الذى شارك هذا العام بعرض «المحبرة» لقصر ثقافة الإسماعيلية: تعددت الإيجابيات هذا الموسم وكان على رأسها إقامة المهرجان الختامى بعد توقف دام لمدة عامين وبعد عدة صعوبات وكان مشاركة 30 فرقة فى المهرجان الختامى من اهم الإيجابيات، ولكنى كنت أتمني مد ليالى إقامة الفرق لتتاح الفرصة لنشاهد عروض بعضنا البعض .
وتابع: أتمنى فى المواسم المقبلة مراعاة أسعار الخامات عند تحديد ميزانية الديكور كما أتمني تحديد مواعيد ثابتة لبدء وانتهاء الموسم والحقيقة أن إدارة المسرح حققت إنجازا وهى إقامة مهرجانات نوادى وفرق وتجارب نوعية فى هذا الوقت القياسى، وأتمني فى المواسم المقبلة أن تقدم الفرقة أكثر من عرض مسرحى حتى تكون هناك حالة نشاط دائم للفرقة لا يقتصر على تقديم الشريحة فقط، وكذلك إقامة ورش دائمة للمخرجين والفرق واقترح مدحت إرسال المخرجين المتميزين إلى بعثات للخارج لأن هذا من شأنه تطوير حركة مسرح الثقافة الجماهيرية والاحتكاك بالثقافات الأخرى.
كما رأى ضرورة انتقاء افضل المشاريع ومواءمتها للموقع  حتى لا يصبح الأمر مجرد تقديم عروض فى المواقع المختلفة و يصبح الأمر له أبعاد تنويرية.
اختيار متميز للجان التحكيم 
ورأى المخرج أحمد السلامونى من إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الذى شارك بعرض «رصد خان» لفرقة صلاح حامد  إن من  السلبيات هذا الموسم هذا العدد الكبير للفرق  المشاركة فى المهرجان الختامى، وكذلك الوقت الذى يمنح لكل مخرج لتجهيز وتركيب ديكور عرضه، وقد كان وقتا قليلا،وكان المخرجون يحتاجون إلى وقت أطول .
أما عن إيجابيات هذا الموسم فتابع: هي عودة المهرجان الختامى واختيار لجان التحكيم من خيره المسرحيين والمتخصصين كذلك أماكن إقامة المخرجين والتغطية الإعلامية والدعاية وتصميم كروت الدعوة لكل عرض مشارك فى المهرجان.  وعن أمنياته للموسم المقبل قال السلامونى: أتمنى وضع خطة واضحة للإدارة العامة للمسرح منذ بداية الموسم بها كل الخطوات التفصيلية والتوقيتات الخاصة بالعروض والمهرجان الختامى وهو ما سيوفر على الإدارة الكثير من الجهد.
 ميثاق شبه لائحى 
فيما قال المخرج محمد فتح الله إقليم غرب ووسط الدلتا الذى شارك هذا العام بعرض «خيل البحر» لفرقة المركز الثقافى بطنطا: أهم عقبات هذا الموسم مواعيد تنظيم الشرائح وقد حاول كل القائمين بإدارة المسرح ومدير إدارة المسرح المهندس محمد جابر بذل أقصى ما لديهم فى إنجاز الشرائح، وتعد عودة المهرجان الختامى من اهم الخطوات فى هذا الموسم  وإقامته بمشاركة ثلاثين عرضا وكذلك مهرجان التجارب النوعية، وأتمنى بدء الموسم المقبل مبكرا لأنه يجعل هناك أريحية كبيرة لتنفذ الفرق عروضها كما أتمنى بعد انتهاء السنة المالية البدء فى الموسم الجديد مباشرة، وهذا من شأنه أن يجعل المخرجين يقدمون أعمالا اكثر تميزا وجودة. 
وتابع :هناك ضرورة لوجود ميثاق شبه لائحى للتعامل بين الإدارة والفنانين، يرتقى بالقائمين على الحالة الفنية، ويتجنب أي ردود أفعال ليست مبررة حتى وإن كان هناك أخطاء، فنحن شركاء فيها وعلينا حلها وتجنبها.
وأضاف: بتقديمنا لعروضنا  كفرق للأقاليم بمسرح الهناجر 30 تجربة،  وإقامة مهرجان التجارب النوعية ونوادى المسرح، اصبح لدينا حراك مسرحى كبير لمسرح الثقافة الجماهيرية بعد توقف وحالة ركود، ويجب علينا الاهتمام بجانب التسويق والخروج لشريحة أكبر للجمهور حتى لا تصبح العروض قائمة على  اللجان أو المهرجانات  فقط، جميعنا كمخرجين نتحمل مسئولية توجيه المجتمع ويجب التواصل مع الجماهير المختلفة.
إقامة ورش وإعادة تدوير الفرق 
فيما قال  المخرج شنوده فتحي الذى قدم هذا العام تجربته لقصر ثقافة وادى النطرون عرض «حدث ذات مساء»  إقليم غرب ووسط الدلتا : أن عودة المهرجان الختامى تعد أحد اهم الإيجابيات علاوة على مشاركة عدد كبير من العروض.  
  عن السلبيات قال : كان من الممكن تقليص عدد العروض، وبالنسبة للمعيار الذى تم التصعيد من خلاله: درجات أم تقديرات. فإذا كان بالدرجات فالأمر ليس صحيحا خاصا أن هناك لجنة لكل إقليم والمعيار بذلك يكون ليس ثابتا عند كل لجنة، فهناك لجان أعطت بعض العروض درجات مرتفعة وشاهدنا تلك العروض وأثارت استغرابنا! وهناك عروض أخرى حصلت على درجات اقل ذات جودة عالية وأعتقد أنه إذا كانت اللجان مختلفة فهناك ضرورة لإلغاء الدرجات والتعامل بالتقديرات، ومقترحى للعام المقبل ضرورة تفعيل إدارة الورش على أن تتوقف بعض الفرق عن إنتاج شرائح ويقام لها إعادة تدوير، فهناك الكثير من المخرجين يعملون في  بعض المواقع ويكون مستوى الفرق ضعيفا للغاية كما أن هناك مخرجون لم يصعدوا بسبب ضعف مستوى  الفرق التى يخرجون بها.
تبادل العروض بين القاهرة والأقاليم 
المخرج خالد العيسوى إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد شارك هذا العام بتجربة نوعية لفرقة قصر ثقافة المطرية بعرض «غرباء لا يتعلقون بالحبال « تأليف صفاء البيلى، قال عن أبرز الإيجابيات: هي زيادة إنتاج العروض مما تسبب فى حالة من حالات الزخم لمسرح الثقافة الجماهيرية، كما أن هناك تعاونا من قبل إدارة المسرح فى تذليل العقبات وحل المشكلات وقد سعت إدارة المسرح لإقامة المهرجانات الختامية وهو شىء يحسب لها. 
وعن السلبيات تابع: نعانى فى القاهرة من عدم توافر مسارح للثقافة الجماهيرية مناسبة فأغلبها مغلق للحماية المدنية و هناك قصور مغلقة للتجديد، فنجد معاناة كبيرة فى إيجاد مسارح لنقدم عليها عروضنا، بعكس الأقاليم التى يتوافر بها مسارح جيدة ومجهزة. 
وتابع قائلا: هناك ضرورة لتبادل العروض بين القاهرة والأقاليم المختلفة، وهو بدوره ما يعطى دفعه للفنانين فى مختلف الأقاليم والأمر لن يكون مكلفا سوى فى انتقالات الفنانين والديكور الخاص بالعروض، كما أن هناك ضرورة لرفع مكافأت الممثلين ومنح شهادات تقدير للفرق المشاركة، مما يحمسهم لتقديم افضل ما لديهم.
وأضاف: هناك ضرورة لإقامة بروتوكول تعاون بين الإدارة العامة للمسرح والبرامج التلفزيونية لتقديم تغطية إعلامية جيدة وواسعه للمهرجان.
 العناصر الموهوبة 
كذلك اتفق المخرج يوسف مراد الذى شارك بعرض «طارق فوق عش الوقواق « لفرقة قصر ثقافة حلوان حول  أن  أهم الإيجابيات هذا الموسم إقامة المهرجان الختامى ومشاركة عدد مهول من العروض وكذلك إقامته فى مسرحيين جيدين، الهناجر ومسرح نهاد صليحة، كذلك المستوى المشرف والعروض القوية، وهناك تنظيم جيد. أضاف: هناك بصيص من الأمل اتمنى أن نتمسك به لأنه سيحقق الفارق فى مسرح الثقافة،  وكما نعلم فإن مسرح الثقافة الجماهيرية يستهدف تثقيف الشعب دون أى مقابل، والحقيقة أن مدير عام إدارة المسرح المهندس محمد جابر رجل عظيم بذل مجهودا كبيرا  مع جميع المخرجين ولم يدخر جهدا وكذلك رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المخرج هشام عطوة، فكل الشكر لهما وهناك ضرورة فى المواسم المقبلة أن يكون هناك اختيار دقيق لكل الفرق المسرحية نوادى، فرق أقاليم، تجارب نوعية، واختيار العناصر الموهوبة لقيادة مشاريع مسرحية تفيد صانيعها وتفيد الملتقى.
مراجعة الكم والتركيز على الكيف
حلل الناقد احمد هاشم حصاد هذا الموسم فقال: لا جدال حول أن مسرح الثقافة الجماهيرية من أهم روافد المسرح المصرى بما يتحفنا به من مئات العروض سنويا، والمتابع لحركة مسرح الثقافة الجماهيرية يلحظ أن هناك تطورا نوعيا فى تلك العروض، مع ظهور مجموعة كبيرة من المخرجين الجدد بأفكارهم الجريئة، وفى هذا الموسم نستطيع أن نرصد اهتمام هؤلاء بالمعادل البصرى وجمالياته، وأيضا دفعهم بمجموعة كبيرة من النصوص العربية والعالمية غير المتداولة من قبل لا سيما فى عروض التجارب النوعية .
وتابع قائلا: نلاحظ فى نفس الوقت ظهور آفة رغم أنها قديمة إلا أنها أصبحت مستفحلة هى آفة سرقة النصوص ونسبتها لغير مؤلفها، فقد شاهدنا عددا من العروض الأجنبية التى يقوم ما يطلق على نفسه المؤلف بتغيير بعض الأحداث ونسبة النص إلى نفسه، وأستطيع أن أحدد لك عملين على الأقل من هذا النوع فى محافظتين من تلك النوعية!! ويبقى السؤال ماذا تتخذ الإدارة العامة للمسرح تجاه هؤلاء من إجراء حين تعرف ذلك؟ للأسف لا شيء، مما يشجعهم على الاستمرار فى هذا الاعتداء الصارخ على حق الغير، وتلك كارثة كبرى يجب الوقوف ضدها بحسم.  
واستطرد قائلا: نستطيع أن نضيف إلى ذلك آفة الغناء والاستعراضات فلا يكاد يخلو منهما عمل واحد من أعمال الثقافة الجماهيرية، دون ضرورة درامية أو إضافة جمالية فى حالات كثيرة.. فلماذا الإصرار على حشرهما فى معظم إن لم يكن كل العروض؟ أيضا هناك عروض لا ترق إلى المستوى إما من ناحية النص أو لافتقاد مخرجيها لأى رؤية، فكيف يسمح بإنتاج تلك العروض؟ على الجهة المنتجة (الإدارة العامة للمسرح) مراجعة الكم المنتج والتركيز على الكيف حتى ترقى تلك العروض إلى مستوى كونها عروضا مسرحية يستمتع بها جمهور الأقاليم.
وأضاف: علينا التدقيق فى النصوص المسرحية التى يتقدم بها المخرجون، ومتابعة العروض فى مراحل إنتاجها متابعة فنية وليست متابعة إنتاجية فقط، وكذلك التخلى عن العناصر المقحمة على العروض مثل الأغانى والاستعراضات إلا فى حالة الضرورة الفنية، دون الخوف من مقولة أنه تدخل فى رؤية المخرج، أيضا ضرورة تقديم المخرجين لرؤية إخراجية متكاملة للنص، وبالمناسبة يوجد العديد من المخرجين الذين لا يعرفون المعنى الحقيقى لمفهوم الرؤية الإخراجية، وكذلك يجب إعادة النظر فى ملاءمة النصوص ومواءمتها لطبيعة الجمهور الذى ستقدم له، وهذا ليس نوعا من الوصاية على أحد بل هو حرص على الاستفادة مما يطرحه النص لجمهوره، أيضا على الجهة المنتجة التمسك بأن يقدم  العرض المسرحى لجمهور الموقع الذى أنتج من أجله، فقد لا حظنا أن بعض العروض يتم إنتاجها فى موقع معين وتعرض فى مكان آخر وأخيرا نتمنى التوفيق للجميع.
الممارسة والاحتكاك 
الناقدة داليا همام قالت: إقامة المهرجان بعد توقف دام لعامين كان مهما للغاية، لأن إقامة مهرجان يمكن الفرق ذاتها من رؤية منتج بعضها وأن تتعرف على المستوى الذى وصلت إليه بالنسبة للفرق الأخرى، والأهم بالنسبة لى بخلاف الجوائز هو تفاعل الفرق والمخرجين مع بعضهم البعض في عناصر العرض بأكلمها تمثيل إضاءة ديكور .. إلخ  فالممارسة تجعل المخرجين فى مستوى افضل وهو ما يعد نوعا من أنواع التعلم، ومما لا شك فيه أن الجائزة مهمة ولكنها ليست مقياسا للتعلم. وعن مقترحاتها لتطوير الفرق تابعت: لكى نطور لابد من وجود خطة  موضوعه ومنضبطة وبها التزام وممارسة، والتطوير يكون بالإيمان بالفكرة وهو متوفر بشكل كبير  بالفرق، والتركيز على تطوير العناصر المختلفة، واعتقد أن هناك قدر من التطور فالإدارة العامة للمسرح تذلل جميع الصعوبات التى تواجه الفرق و المشتغلين بالثقافة الجماهيرية عموما وهو شىء جيد، وأتمنى أن يشتغل الفنانون على أدواتهم بشكل أكبر، والثقافة الجماهيرية تلعب دورا بارزا فى تطوير الأفراد. 


رنا رأفت