النجم.. إلى أي مدى يؤثر حضوره أوغيابه في العملية المسرحية

النجم.. إلى أي مدى يؤثر حضوره أوغيابه في العملية المسرحية

العدد 770 صدر بتاريخ 30مايو2022

في فترة السبعينيات والثمانينيات فرض لقب «نجم الشباك» نفسه على الساحة المسرحية والسينمائية والتليفزيونية، فكان الفنانون يتسابقون على انتزاعه بما يحققونه من إيرادات ما كان له أثر كبير في اجتذاب الجمهور وبالتالي تسابق المنتجون لإنتاج أعمالهم أما الآن 
فيرى بعض النقاد أنّ «السوق لم تعد تستوعب كل الفنانين بمن فيهم نجوم الصف الأول» فانتقل تنافس النجوم الآن على الإعلانات التليفزيونية وقليل من الأعمال السينمائية، وهو ما ساعد على تغيير مفهوم النجم عما سبق من نجوم، حيث كانوا يرفضون الظهور في الإعلانات رغم المقابل المادي الضخم المعروض عليهم، وذلك من أجل تقليل ظهورهم على الشاشة حتى لا يمل الجمهور منهم، ولكن مع تراجع عرو ض المسرحيات وهروب أو عزوف النجوم عن مسرح الدولة، مقارنة ببداياتهم فقد لجأ كثير منهم الآن إلى الأعمال السينمائية والإعلانات».
عن موضوع النجم في المسرح المصري بين الحضور والغياب تساءلنا: 
ما مفهوم النجم من وجهة نظر المهتمين بالمسرح؟ وهل أثر غياب نجوم الشباك على عملية جذب الجمهور؟ أو هل أثر غياب النجم عن العروض المسرحية على تفاعل الجماهير مع تلك العروض؟ ولماذا لم يعد مسرح الدولة جاذبا للنجوم؟ وهل هناك أمل في عودة «النجوم» للتعاون مع عروض الدولة؟ وجهت مسرحنا هذه التساؤلات على بعض المهتمين بهذه القضية فكان ردهم....
 قال المخرج عصام السيد: النجم هو كل من يسعى له الجمهور وينتقل خصيصا لمشاهدته، ويقاس تأثيره بمدى شهرته وبإقبال الناس على مشاهدة أعماله، والنجم من وجهة نظري ليس فقط الممثل؛ فهناك مؤلف نجم ومخرج نجم وأن كان عددهم وتأثيرهم أقل من نجوم التمثيل، وأيضا هناك (مسرح نجم) كالمسرح القومي مثلا، وأيضا نصا لشكسبير مقرر على كليات الأداب ومدارس اللغات يعتبر نجما. 
أضاف السيد: العروض تأثرت بالطبع بغياب النجوم بالمفهوم الواسع الذى ذكرته فلا نجد عروضا كاملة العدد يوميا كما كان سابقا؛ وكامل العدد هنا تعنى المسرح الكبير الذى لا تقل عدد مقاعده عن 500 مقعدا والتي تقدم عروضا لمدة ستة أيام في الأسبوع، فامتلاء المقاعد في قاعة صغيرة لا يمكن القول بأنه كامل العدد أو في مسرح يقدم عروضه 3 أيام في الأسبوع.
 كما أشار إلى أن هرب النجوم من مسرح الدولة يرجع لعدة أسباب أولها الأجور، وثانيها نوعية الأعمال، وثالثها انعدام الدعاية.
وأضاف المخرج عصام السيد: أخرجت العديد من المسرحيات التي اشتملت على النجوم والتي تم تقديمها في مسرح الدولة منها (أهلا يا بكوات، وداعا يا بكوات، في بيتنا شبح، اضحك لما تموت، الأرنب الأسود..... وغيرها). 

الفنان الجاد 
 وقالت الناقدة أمل ممدوح: لا افضل تسمية النجم وأفضل تسمية الفنان، لكن مجازا سنعتبر المقصود به الفنان الجيد الشهير والمحبوب جماهيريا، وفي هذه الحالة وبإضافة ميزة الخبرة الفنية يصبح وجوده فرصة للتفاعل الحي مع الجمهور، على أن يكون ذلك في خدمة العرض وليس العكس، أي لا يتحول العرض ليكون في خدمة النجم، أما إن كان هذا الفنان مجرد اسم تفصل له العروض فهنا يكون غيابه مكسبا. 
وأضافت: أرى أن السبب الأساسي في عدم إقبال الفنانين الذين يمكن تسميتهم بالنجوم على مسرح الدولة، فإما يرجع لضعف المقابل، أو ضعف العائد الفني بالنسبة لهم؛ حيث أن السينما الآن والتليفزيون والمنصات الفنية ووسائل التواصل تحقق شهرة أسرع وأقوى أثرا؛ لذا فلن يلتفت للمسرح إلا فنان جاد يخوض تجربة جادة قوية كتابة وإخراجا، فإن توفرت يمكننا جذب الأسماء الجادة التي تضيف للمسرح حتى لو في أعمال كوميدية لكن تظل جيدة المستوى الفني.

 صناعة الجودة
وقال المخرج مازن الغرباوي: مفهوم النجم قد يختلف من وجهة نظر العمل، فكل العناصر الفنية المكونة للمنتج الفني لها نجومها، في المخرجين يوجد نجم، والمؤلفين يوجد نجم وفي السينوغرافر نجم، فالنجم هو الشخص المسؤول عن صناعة الجودة، وهنا نستطيع أن نقول عليه النجم، ولكنا نجد أن الممثل (الممثلة) هو فقط المستحوذ الأكبر على كلمة النجم ويملك القاعدة الأكبر من الجمهور.
واستطرد: لدينا نجوم في تاريخ الفن المصري وليس المسرح فقط مثل يوسف شاهين وسعد أردش وكرم مطاوع في مجال الإخراج، ولكن مفهوم النجم اليوم من وجهة نظر السوق هو الذي يتصدر الأفيش والذي لديه قاعدة جماهيرية كبيرة تتحول إلى مقابل مالي، ولكن النجم هو مجموعة كل تلك المفاهيم: الذي لديه قاعدة جماهيرية، والذي يهتم بجودة المحتوى، والذي يهتم بفكرة توفير جودة مستدامة لأعماله الفنية، وأن يكون نموذجا يحتذى به، لبق، مثقف، ومتحدث جيد ومطلع جيد، مجتهد، دؤوب مثابر ومقاتل، كل تلك صفات تندرج تحت كلمة النجم. 
 وأضاف: أهم ما يجعل نجوم الشباك يعزفون عن المسرح؛ أنهم لا يجدون الديناميكية الإنتاجية المفترضة مع غياب التسويق لأعمالهم، رغم أن مصر تملك بنية تحتية عظيمة على مستوى المسارح والأماكن، لكن آليات الإنتاج والأجور المتوسطة تكاد تكون قليلة، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات التقنية في بعض المسارح، وهذا بدوره أثر على غياب نجوم الشباك عن المسرح. أيضا الجذب الجماهيري ضعيف يتطلب مجهودا مضاعفا من صناع الأعمال، بسبب غياب التسويق وغياب قواعد البيانات للجمهور والتواصل مع الجمهور. وأنا اعتقد أن وجود النجم الجاذب للجمهور يزيد من قاعدة المستفيدين وهو ما يعد الهدف الأساسي للمسرحية، ولكن هناك بعض الأعمال لا يوجد بها نجوم ولكنها تلاقي نجاحا كبيرا نظرا لكونها مجهودات فردية وليست مجهودات مؤسسة، وعلى الرغم من تلك التأثيرات السلبية إلا أن ذلك لا يوقف عجلة الإنتاج أو التفاعل أو جودة العروض، فتأثير النجم ليس بالتأثير العريض لأنه كما نقول «مصر ولادة» حيث يوجد الإبداع والابتكار والشغف عند بعض الممثلين والمخرجين والكتاب والإداريين ورؤساء القطاعات الذين يستطيعون صنع حالة من حالات الوهج المتواصل في بعض الكيانات.
وختم قائلا: مسرح الدولة غير جاذب للنجوم لعدة أسباب، هناك فارق كان متسعا وأصبح شاسعا في الأجور، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات التقنية في بعض المسارح، وآليات تنفيذ الإنتاج وعدم وجود جدول زمني محدد وغياب التسويق بمعناه الشامل مما يجعل بعض النجوم لديهم تحفظات، خاصة أنه يجد في القطاع الخاص أجورا جيدة واليات إنتاج منضبطة وبرامج وقتية محددة وميزانية محددة للتسويق،، وغيرها، فإذا تأملنا مثلا موقع المسرح القومي والطليعة وسط الباعة كل ذلك ينفر الجمهور وبالتالي ينفر فريق العمل نفسه، فحتى تصل لمكان العرض تجد صعوبات بدورها تجعل الكثير من النجوم يعزفون عن المشاركة في الأعمال المسرحية مهما كانت جودتها الأعمال المشاركة.. قال سعدالله ونوس «نحن محكومون بالأمل» وأنا أقول أننا دائما نعيش بالأمل والشغف، وبالتأكيد يوجد أمل بالتعاون المشترك من النجوم، ونطمح أن يعود مسرح النجم بكثافة وان تحل المشاكل مستقبلا حتى يكون هناك إمكانية لعودة النجوم لمسرح الدولة.

المسرح أكبر من النجم 
فيم علق الناقد عبد الغني داود قائلا: منذ البدايات وحتى الآن أصبح من الصعب أن تقدم مسرحية لا يشارك فيها نجم أو نجمة «بالقانون السوقي للنجومية»، وقد حدثت تغييرات لمفهوم النجم، فمرة هو ذاك الوسيم الأنيق الجميل، ومرة هو الرجل العادي القادم من قلب الشوارع، ومرة ثالثة هو الهزلي المثير للضحكات أي «المضحكاتي» كما يعبر عنها البعض، حتى صار نجاح أي مسرحية يتوقف على وجود هذا النجم وتصبح الصدارة والأولوية له في حجم الملصقات أو الدعاية، ونرى البعض منهم يتدخل في عمل المؤلف والمخرج، ويقف النجم الآن في مركز الجاذبية الشديدة من أجل التسلية الشديدة، وهو رمز التسلية المجسمة، وهو ذلك الإله البطل أو البطلة، أو هو حيوان الحضارة الحديثة وصنمها المعبود كما اطلق عليه الكاتب البريطاني ايريك بينتلي في كتابه «نظرية المسرح الحديث» حتى أصبحت التسلية والترفيه صناعة معقدة كل التعقيد، وحتى كاد هذا الفن أن يتسبب في القضاء على جميع الفنون الأخرى كالموسيقى والأدب بحثا عن بطولة خادعة أو وهمية. 
و استكمل داوود : في تاريخ مسرحنا المصري أجيال فذة من الممثلين والممثلات النوابغ الذين أدوا الأمانة بإخلاص، فلدينا نجوم من الرواد أمثال «ذكي رستم ونجيب محفوظ وحسين رياض وعبد الوارث عسر» وغيرهم من الذين أعطوا للمسرح أو السينما واخلصوا له ورحل بعضهم عن دنيانا كادحين بعد أن أعطوا بلا حدود، ويأتي بعد جيل الرواد نجوم من الأجيال التالية ممن درسوا فن الأداء التمثيلي في المعاهد العلمية أمثال» شكري سرحان فاتن حمامة وعبد الله غيث وسميحة أيوب وسناء جميل»، ومن بعدهم ظهر جيل أخر مثل « أحمد زكي ونور الشريف» وغيرهم ممن اعتمدوا على جهودهم الشخصية وتفوقوا ومن أصحاب المواهب الفردية الذين حققوا النجومية «حسن حسني مثلا» الذي أفرط في إهدار موهبته في البحث عن التسلية الرخيصة، أما الفخراني فقد عمل على رعاية موهبته الكبيرة ويظل نجما كبيرا، ويبقى جيل أخر تعرض لكثير من الإغراءات التلفزيونية والدعاية والإعلان، لكن القلة حافظت على كرامة وجلال المسرح مثل «توفيق عبد الحميد وأحمد عبد العزيز». وغيرهما فهم نجوم مع وقف التنفيذ. 
وأضاف داوود: سأضرب مثالا عن غياب النجم في عروض الدولة بعرض» أفراح القبة» الذي تم عرضه منذ ثلاث سنوات واستمر حتى الآن وقدمه هواة، فهذه الجاذبية ما مصدرها غير الجدية وتقديم فن حقيقي على الرغم من أنها تخلو من النجوم. والتجارب أثبتت أن النجوم حتى الفخراني عندما قدم عرضا لألفريد فرج في مسرح السلام لم يكن هناك جمهور رغم أن المسرحية كانت كوميدية، على العكس من مسرحية «الملك لير» فليس بالنجم وحده ينهض أو يزدهر المسرح. فإذا وجد فريق عمل مثل فريق «أفراح القبة» فمن الممكن أن ينقذوا المسرح من كبوته، فليس النجم دائما شرطا لنجاح العرض، اختلق مفهوم النجم في المسارح التجارية لأن المسرح التجاري لا يمكن أن يعمل مسرحية بدون نجم. 

 القنوات والدعاية وعدد المسارح 
فيما قالت الفنانة حنان شوقي: لم يعد المسرح مثل ذي قبل، فمسرح القطاع الخاص، المتحدين مثل أحمد الابياري وجلال الشرقاوي، كان منتشرا في أنحاء متفرقة مثل مسارح عماد الدين وباب اللوق وجو الزخم الفني المسرحي في الإسكندرية وغيرها، ولكن الآن كثير من المسارح أغلقت وتحولت لعمارات ومولات كما في الإسكندرية،. أصبح هناك قلة في عدد المسارح ولم يتبق إلا القليل منها مسرح عبد الوهاب التابع لوزارة الثقافة ومسرح بيرم والليسيه التابع لمدرسة الليسيه فقط لا غير. ويرجع ذلك لانتشار «السوشيال ميديا» والقنوات المتعددة، فالمخرج مثلا يريد عمل دعاية للرواية ولكن الإعلانات باهظة الثمن بالإضافة إلى تعدد القنوات، فالأمر لم يعد أبدا مثل ذي قبل. ولم يعد غير هيئة المسرح فقط تنتج العروض المسرحية، وأصبح النجم يفضل البحث عن العمل في مسلسلات كبديل للمسرح من ناحية الأجور والإنتاج وأيضا حتى لا يرتبط بمسرح يومي، فالمسرح قديما كان يعتمد على السيزون، سيزون الصيف وإجازة شهر ثم يعاد في سيزون الشتاء، فكانت هناك منافسة قوية على، أما الآن فيعرض في شهر أو اثنين وينتهي، فأصبحت هناك فجوة هي انك لا تستطيع إنتاج مسرح بالشكل الصحيح.
أضافت شوقي: عندما رجع الفنان (يحيى الفخراني) لعمل مسرح كان ذلك قطاع خاص ولمدة معينة فقط لا غير، وكانت التذكرة غاليه جدا وفجأة أغلقت! لأن الدعاية مرتفعة الثمن، حتى في كتابة المسرح أصبح هناك ندرة في المؤلفين عن ذي قبل لأنه لم يعد بالفعل وجود للمسرح الحقيقي.
فظهر حاليا نوع من المسرح لا نستطيع أن نطلق عليه مسرح، إنما نطلق عليه مسرح الضحك للضحك، ويمكن وضعه تحت بند الاسكتش الذي يقدم في إطار كوميدي ولكنه ليس مثل ريا وسكينة الذي كان وقتها يشكل فرجه فيها ضحك وتمثيل وغناء وفيها المسرح الكامل، أيضا كما كانت دستور يا أسيادنا أو فارس وبني خيبان وعطية الإرهابية.
وتساءلت شوقي: لماذا قل عدد المسارح في مصر؟ ولماذا أصبحت هناك دول تسحب البساط من مصر كالسعودية، أ بعض العروض تؤدي البروفات هنا وتعرض في السعودية 3 أو 4 أيام، فأين نحن من ذلك؟ مصر كانت من رواد المسرح في المنطقة والكل يأتي إليها . تابعت : أؤكد أن أزمتنا الحقيقية في القنوات والدعاية وعدد المسارح، فعلى القنوات أن تساعد المنتجين حتى نستعيد المسرح مرة أخرى وحتى نستعيد القطاع الخاص، وحتى يكون هناك رواج، فقديما كانت الهيئة تقوم بعملية الدعاية في التليفزيون والشوارع أما الآن فلا يوجد، فقط أفيش على واجهة المسرح فقط. أما عن النجم فمصر بها العديد من النجوم ولدينا وفرة إنما الأزمة الحقيقة في المسرح والإمكانيات والأجر والدعاية والمنتجين كما قلت من قبل. وقد أصبح المسرح منفرا وليس جاذبا لهم أيضا لتلك الأسباب، ولاستعادة النجم ثانية يجب عمل بروتوكول، أي منتج داخل رواية يجب أن يكون له نسبه تخفيض كذا حتى يتم الترويج للمسرح وحتى نرجع ننتج مسرحا، وأن يكون هناك دعم في مصر لفتح مجال عمل للكثيرين فليس عمل المنتج إنتاج رواية فقط.

 تسويق عروض مسرح الدولة. 
وشارك المخرج المسرحي والفنان عزت زين بقوله: النجم هو كل فنان قادر على اجتذاب الجمهور ليقطع تذكرة، وهو من يذهب إليه الجمهور لمشاهدة أعماله، وأنا أظن أن مفهوم النجم قد يكون أوسع، فمثلا عندما اعرف أن هناك عملا لأسامة أنور عكاشة يعرض في التلفزيون أكون حريصا على مشاهدته ، أو مخرج مثل يوسف شاهين أكون حريصا على مشاهدة العمل، فمفهوم النجم لا يقتصر على الممثل فقط وإنما تتسع الدائرة لتشمل كل العناصر الأخرى المتميزة في أي مجال. 
واستكمل زين قائلا: أما عن تأثير غياب النجم فأنا أقارن بين أن يكون ممثلا مثل يحيى الفخراني يفتتح عرضا في القومي يستمر لستة شهور كامل العدد وبين عرض يستمر 15 يوما أو شهرا ويغلق أبوابه لعدم قدرته على اجتذاب الجمهور، قد لا يكون النجم السبب في هذا ولكني أقول النجم بمفهومه الأوسع، ففنان كبير شارك في عمل متوسط القيمة من حيث التأليف أو الإخراج أو غيره قد لا يستمر العمل ولكن وجود النجم أحيانا يقترن بجودة العناصر الفنية الأخرى التي يكون حريصا على أن يقدم نفسه من خلالها. تابع : يحضرني أيضا العمل الجيد مثل مسرحية أفراح القبة فمعظم من فيها من الشباب ولا يوجد بينهم نجم بالمعنى المتعارف عليه، ورغم ذلك فالعرض حقق نجاحا نقديا وجماهيريا كبيرا، وهذا دليل على انه من الممكن تعويض فكرة النجم بجودة العمل الفني واستمراره وقدرته على اجتذاب الجمهور، وهذا لا يعني أن هذا العمل يجذب الجمهور بنفس قدر اجتذاب النجم لهذا الجمهور.
وأضاف زين : مسرح الدولة به مشاكل خاصة باللوائح التي تنظم عمله بمعنى انه من الممكن أن يتأخر الإنتاج بسبب أن هناك آليات معينة للإنتاج مثل الميزانية التي تخرج على دفعات وكل دفعة يكون لها تسوية مالية، هذا الأمر يؤثر على تأخير الإنتاج وبالتالي يؤثر على اجتذاب النجم؛ لأنه يعرف أن القطاع الخاص اسرع في الإنتاج من مسرح الدولة، أيضا مازالت تلك اللوائح تعطل تصوير الأعمال التلفزيونية، على سبيل المثال عرض مسرحي ناجح جدا وجاذب للجمهور والدولة تنفق عليه وبالرغم من ذلك لا يوجد تصوير تليفزيوني له يضمن له الاستمرار والعدالة الثقافية التي ترفعها الوزارة كشعار. وهذا أمر يثير الغرابة لأنه من المفترض أن تتدخل الدولة لحل تلك المشكلة المتعلقة بكيفية تسويق عروض مسرح الدولة وتصويرها تليفزيونيا، سواء للتلفزيون المصري أو أي تليفزيون آخر خاصة مع وجود الشركة المتحدة، فمن المفترض أنها شركة وطنية تتبع عدة قنوات تليفزيونية وعليها أن تقوم بهذا الدور من تصوير عروض الدولة المسرحية حتى نستطيع في المستقبل أن نرى مسرحية ليلة من ألف ليلة ليحيى الفخراني كما نرى سيدتي الجميلة التي تم تصويرها عام 69.
واختتم الفنان عزت زين قائلا: مسرح الدولة يحتاج لتغيير الكثير من لوائحه وأن يعمل خطط سنوية منضبطة لإنتاج العروض المسرحية، ويحسن شروط العمل في المسارح من حيث بنيتها الأساسية وتجهيزاتها الفنية، ويحتاج أيضا لإدارة مختصة بالتسويق لعمل حملات دعاية وإعلان عن العروض، وقد تقلص الإعلان التليفزيوني تماما والذي كنا نراه في السبعينات والثمانينات، والإعلانات في دور الصحف لا وجود لها، وهكذا.
نحن ننفق إنفاقا كبيرا على منتج لا يتم التسويق له أو عمل دعاية. 

 المسرح هو الكلمة
فيما علق الفنان جلال العشري قائلا: بالنسبة لي أنا لا أعترف بكلمة نجم، ولكن يوجد ممثل جامد، شاطر، ثقيل ممثل يمثل صح، وهذا هو النجم من وجهة نظري، ولكن المعروف لدى الجميع حاليا كلمة نجم في المشاع «صباح الخير يا نجم مساء الخير يا نجم» 
أيضا النجم هو النجم في السماء وليس على الأرض، والنجم في السماء تراه كل الدنيا وهو المعروف في العالم كله. 
وأوضح: كان لدينا نوعان من المسرح في وقت من الأوقات، مسرح القطاع الخاص الذي يقدم مسرحيات كوميدية وموسم صيفي مثل الفترة التي ضمت كل من (سيد زيان ومحمد نجم وعادل إمام) وكان يوجد حوالي 18 فرقة وكان هذا المسرح يعتمد في البداية وفي النهاية على النجم الذي كان في نظر الجمهور نجما، والنجم في ذلك الوقت هو الذي يضحك الناس وكانت نفسية الناس في تلك الأوقات مهيأة لذلك وكان هناك استقرار اجتماعي أعظم مما هو في الآونة الأخيرة، بالتالي كانت هناك فرصة أن يذهب ويدفع المتفرج ويتفرج على الممثل أو النجم الذي يحبه دون النظر إلى الموضوع المقدم، على الجانب الآخر كان هناك مسرح الدولة بنجومه من ممثلين عظماء وأسماء كبيرة رنانة وهم أيضا نجوم تلفزيون وسينما، فكان وجود النجم في العمل المسرحي سواء في الخاص أو الدولة مهم لأن هو عنصر الجذب الأول، ووجود النجم في المسرح عليه عامل أساسي في نسبة المشاهدة ونسبة الحضور، إلا المهتمين بالمسرح؛ فالمهتم بالمسرح لا يعنيه ذلك لأن النجم عنده هو المسرحية ذاتها. 
وأضاف العشري: على مدى حياتي المسرحية أرى أن النجم أو البطل أيا كان هو الرواية «المسرح بطولة جماعية» من أول الذي يدق الثلاث دقات وحتى أكبر اسم في المسرحية. فالمسرح عمل جماعي ونجم المسرح هو المسرحية ومؤلفها ومخرجها وديكور ها... كله، ونجم الشباك هو الممثل الذي يحبه الناس ويؤثر فيهم، مثال ذلك اشرف عبد الباقي فهو نجم بالمعنى الذي يطلقه الناس، بدأ بمجموعة من الشباب غير معروفين، والجمهور ذهب للمسرح لأشرف وليس لغيره وجميعهم الآن على الشاشات، 
فبالتالي وجود نجوم الشباك في المسرح له تأثيره الكبير جدا في جذب الجمهور، الذي يريد مسرحا بجد، يشتمل على كل شيء، يكون مرآته وانعكاسا لواقعه وترمومتر للمجتمع ولبلده، فالمسرح هو الكلمة 


سامية سيد