العدد 758 صدر بتاريخ 7مارس2022
تلعب العروض المسرحية الموجهة للأطفال دورًا كبيرًا في توجيه الطفل نحو السلوكيات الطيبة التي يجب أن يتحلى بها والابتعاد عن كل ما هو ضار من سلوك أو شعور سلبي، من خلال حوار بسيط ولطيف وأغاني ورقصات وألوان مبهجة متمثلة في الملابس والديكور والإضاءة، فيخرج من المسرح وهو في حالة من البهجة ومحملاً بطاقات إيجابية ومشاعر طيبة تجاه كل شئ حوله، ، خاصة حين يكون هذا العرض سبق أن شاهده في التليفزيون وأحبه من خلال الكارتون، فيجد شخصيات الكرتون التي عرفها وأحبها من لحم ودم وتتحرك أمامه، وهو الدور الذي لعبه العرض المسرحي «الجميلة والوحش» الذي يعرض على خشبة مسرح عبد المنعم مدبولي إنتاج المسرح القومى للأطفال، وهو من أشهر قصص الأطفال المحببة والمعروفة في العالم كله والتي أنتجتها ولت ديزني، فحقق للأطفال حالة من المتعة وترقب الأحداث ومعايشتها.
«الجميلة والوحش» لم تكن مجرد قصة شهيرة على مستوى العالم فحسب، بل تم إنتاجها كفيلم ضخم شارك في كتابته مجموعة كتاب هم: روجر أليرز، بريندا تشابمان، كريس ساندرز، بورني ماتينسون، كيفن هاركي، بريان بيمنتال، بروس وودسايد، جو رانفت، توم إليري، كيلي آشبوري، وروبرت لينس، وكتبت له السيناريو والحوار ليندا وولفرتون، وحقق نجاحً كبيًرا جدًا وحصد مجموعة من الجوائز ورشح لجوائز أخرى.
وتدور أحداثه عن البحث عن الحب والخير والعطاء في داخلنا، ومقاومة الشر أو الوحش الكائن بداخلنا، والانتصار عليه، من خلال قصة بل الفتاة الفقيرة التي تعشق القراءة وتعيش مع والدها المخترع في قريتهما الصغيرة، والتي تعاني من مطاردة جاستون الذي يريد أن يجبرها على الزواج منه، بينما يعيش أحد الأمراء في قصره والذي يعتقد سكان القرية أنه مهجور، هذا الأمير الوسيم والمغرور والذي يتعامل مع خدمه بقسوة، ثم تقوم إحدى الساحرات بتحويله إلى كائن قبيح، وتحويل خدمه إلى أشياء (دولاب، ساعة حائط، كرسي، خيال المآتة) بتعويذة سحرية لا تزول حتى يتعلم الأمير معنى الحب، وإذا لم يجد من تحبه خلال فترة معينة سيبقى هو وكل خدم المنزل على حالهم، مما يجعل الخدم يفكرون في كيفية مساعدته حتى يجد من تحبه رغم شكله القبيح، وبتوالي الأحداث تكون بل هذه الفتاة التي تنجح بشخصيتها القوية وكبريائها في جعله يقع في حبها فيجعله الحب شخصًا آخر أكثر إنسانية ورحمة، كما تقع هي في حبه بعد أن ترى صورته قبل أن يسحر، كذلك من معاملته الحسنة لها، فيعود كما كان إنسانًا جميلاً شكلا وأخلاقًا بفعل الحب، وتتخلص هي من جاستون.
وقد نجح فريق عمل العرض المسرحي «الجميلة والوحش» في تقديم هذه القصة وتوصيل رسالتها بشكل بسيط ومحبب للأطفال بداية من كتابة ناصر محمود، والذي كتب الأشعار أيضًا، وتمثيل أكثر من رائع لمجموعة الفنانين الذين شاركوا فيه، بقيادة المحرج محمود حسن الذي جعل من العرض سهلاً ممتنعًا، فسر نجاحه هو بساطته في تناول هذه القضية بما يتناسب وعقلية الأطفال، فكانت استعراضات أشرف فؤاد رقصات بسيطة محببة للأطفال، والملابس التي صممتها مروة عودة تجمع بين زمكانية الأحداث والفانتازيا والكوميديا، ديكور محمد الغرباوى الذي اعتمد في معظم المشاهد على لوحات تشكيلية بألوانها المبهجة والمحببة للأطفال والتي أعطت في ذات الوقت مساحة كبيرة لحركة الممثلين والاستعراضات، إضاءة أبو بكر الشريف التي لعبت دورًا هامًا في الأحداث في خلال تقنية السلويت التي تثري خيال الأطفال، كما أنها تعد بطلاً مشاركًا في الدراما فحزنت وفرحت وغنت ورقصت مع موسيقى وألحان هشام طه، وبماسكات محمد سعد وماكيير إسلام عباس اكتملت اللوحة الفنية التي رسمها المخرج بعناية فائقة مع المادة الفيلمية التي أعتدتها ميديا توبيا.
وكان الممثلون على قدر كبير من الوعي بطبيعة الشخصيات التي يؤدونها والرسالة الموجهة والفئة المعنية بها، فتنوع الأداء بين الجد والهزل والغناء والرقص حسب كل شخصية، فجاء أداء بهاء ثروت الأمير رصين هادئ في وقت متوتر وعصبي في وقت آخر، مروج جمال الجميلة بل التي جعلتنا نلمس جمال روحها قبل جمال شكلها، نشوى حسن الساحرة التي لم تكن شريرة أبدًا بل على العكس تمامًا، فقد جسدت الشخصية بروح الأم التي أرادت أن تلقن أبنائها درسًا لا يمكن نسيانه، سيد جبر موريس والد بل الذي نسج علاقة وتواصل مع جمهور العرض من الأطفال بأدائه الكوميدي المحبب، حسن يوسف فيكتور مدير القصر الذي تحول إلى الساعة، عادل الكومى جاستون، احمد يوسف يوجين السايس، منصور عبد القادر زوما السجان، وائل إبراهيم لوميير الطباخ الذي تحول إلى خيال المآتة، هناء سعيد مارى مربية القصر والتي تحولت إلى الدولاب، أيمن بشاى جاك مساعد الطباخ الذي تحول إلى الكرسى، محمد خليل ليفو تابع جاستون، محمد الشربينى الطبيب، بالاشتراك مع سامر المنياوى، محمود فراج، عمر الرفاعى، حسناء حسنى، محمد العدل.