كتاب وفنانو مسرح الطفل يطالبون بحقهم في مهرجانات مستقلة

كتاب وفنانو مسرح الطفل يطالبون بحقهم في مهرجانات مستقلة

العدد 758 صدر بتاريخ 7مارس2022

الطفل هو سبيلنا إلى مستقبل أفضل  بكل تأكيد، ونظرا لأهمية الفنون ودورها في تشكيل هوية الطفل لابد أن نهتم بها في جميع أشكالها وأنواعها وأهمها المسرح أبو الفنون. لذا نناقش هنا مشكلات مسرح الطفل ورؤى المسرحيين المختلفة حول كيفية حلها.

قال الكاتب يعقوب الشارونى: في دورة المهرجان القومي للمسرح 2019، كان هناك قسم خاص لمسرح الطفل ضمن أقسام المهرجان، وكنتُ رئيسًا للجنة تحكيم هذا القسم، وقد شارك فيه عدد كبير من العروض من مسرح الدولة ومسرح المعهد العالي للفنون المسرحية وفرق خاصة وعدد من فرق المسرح المدرسي ومسرح العرائس، وكانت بعض العروض على مستوى متميز جدًّا. وتقيم الهيئة العامة لقصور الثقافة مهرجانات دورية لمسرح الطفل، في القاهرة أحيانًا، وأحيانًا في قصور الثقافة خارج القاهرة، مثل الإسماعيلية والمنصورة وغيرهما، وتلقى إقبالاً كبيرًا من الجمهور، ذلك أنه يوجد في عدد كبير من قصور الثقافة، في القاهرة وفى مختلف المحافظات، فرق لمسرح الطفل تقدم عروضها بغير توقف. لذلك من الطبيعي أن يضم المهرجان القومي للمسرح هذا العام 2021 قسمًا خاصًّا لعروض مسرح الأطفال، إلا إذا تسببت محاذير الوباء في تقليص عدد العروض المشاركة في المهرجان على نحو شامل.
 أضاف: وفى هذه المناسبة، من المهم أن نشير إلى أن مسرح الأطفال في مصر لا يزال، حتى الآن غير قادر على توجيه عروضه لعُمر معين من الأطفال، فالأطفال من كافة الأعمار يحضرون مختلف العرض دون تمييز. كما أن معظم ما يقدم من مسرحيات للطفل في مصر، مترجم أو مقتبس أو معتمدًا على قصص عالمية للأطفال، وقد أدى هذا إلى أن مسرح الأطفال لم يستطع أن يشارك، حتى الآن وعلى نحو مناسب، بدوره المطلوب في بناء وتنمية شخصية الطفل المصري، عن طريق تناول القضايا والمشكلات التي تهم أطفالنا - ومن أهمها مثلاً تأكيد حقوق الفتاة والمرأة، وقدرتها على المساهمة في التنمية - وقضية الصراع بين الأجيال بسبب ما تفرضه التربية التسلطية، في مواجهة ثقافة الحوار والمشاركة.

قرار الوزيرة
فيما قال كاتب الأطفال أحمد زحام: فى دورة المهرجان القومي الأخيرة لم يكن مسرح الطفل مدرجا ، وفي ظل المطالبات بضرورة إشراكه في المسابقة تم إضافته في الأيام الأخيرة بقرار من الوزيرة، ولكن في كل مرة هل سنحتاج قرار الوزيرة! والمستغرب لن تكون هناك مسابقة منفصلة داخل المهرجان تخص مسرح الطفل بمحكمين منفصلين كما حدث في المهرجان قبل الماضي، فمن المعروف أن العام الماضي تم استبعاده من المسابقة، و خمنا ان يكون السبب ظهور “كوفيد 19”، ومن هنا نقول أخرجونا من عباءة الكبار، واجعلوا هذا المسرح يتنفس دون مساعدة الآخرين، وإن كنا لا نعرف هل هذه المسابقة محكمة بنفس لجان التحكيم الأساسية، أم لها لجنة منفصلة، أم أنها خارج دائرة المنافسة، و كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات. وأشار زحام إلى أن مسرح الطفل في كل عام يبحث عن من يتبنى مهرجانه، فتضيع هويته تحت وطأة عدم اهتمام القائمين على صنع القرار، إما لعدم اقتناعهم بأنه ككيان مستقل أو لعدم أهميته.
واستكمل: على مدار السنوات السابقة تم إلحاقه بمهرجان المسرح داخل المسابقة تارة، وتارة أخرى خارج المسابقة كضيف شرف، وهذا يجعلنا نطالب باستقلاليته وأن يكون له مهرجان مستقل عن مسرح الكبار، وكي يتحقق هذا لابد أن تكون هناك إرادة حقيقية من القائمين على صنع القرار، ويبقى السؤال لماذا الإصرار على إقامة مهرجان مستقل لمسرح الطفل؟ والسبب ببساطة هو أنه سيجمع أطيافا مختلفة من هذا المسرح بمختلف مسمياته وتقنياته، وستتسع رقعة المنافسة كما ستتاح الفرصة للجميع في المشاركة من مختلف محافظات مصر وإثراء الحياة الثقافية وعناصر العمل المسرحي واكتشاف مواهب جديدة في التأليف والإخراج والتمثيل والموسيقى وغيرها من فنون مسرح الطفل.

قصور الثقافة 
وقال الكاتب عبده الزراع:  للأسف الشديد لا زال ينظر في وطننا العربي الكبير إلى أدب وفنون الطفل على أنهم من الدرجة الثانية، ويتعاملون مع كل ما هو للأطفال بإهمال شديد، وكان يجب أن يكون هناك اهتماما أكبر من ذلك بكثير، إذا كنت تريد تنمية حقيقية فلا بد وأن تبدأ من الطفل، وكما قيل الاستثمار الحقيقي يبدأ من الطفل، وأوضح أن أهم الفنون التي يجب الاهتمام بها هو فن المسرح، فهو أهم ابتكارات القرن العشرين بما يحدثه من تأثير قوى ومباشر على عقل ووجدان الطفل، وقد اعترف الكثير من القادة والزعماء الكبار بأنهم مروا بتجربة الوقوف على خشبة المسرح، فالمسرح يعلم الطفل الجرأة، والشجاعة، والإقدام، والقدرة على المواجهة وحل المشكلات التي قد تواجهه في حياته.. فإذا كان يجب أن يكون هناك أكثر من مهرجان خاص بمسرح الطفل، فقصور الثقافة قادرة بأن تقيم مهرجانا مستقلا بما تمتلك من عروض للطفل تنتج سنويا في كل الأقاليم الثقافية المختلفة، وكذلك البيت الفني للمسرح، بما يمتلك من عروض مسارح، القومي للأطفال، العرائس، مسرح الشمس، أو أن يكون هناك مهرجانا قوميا لمسرح الطفل مثله مثل مهرجان مسرح الكبار، على أن يضم كل العروض التي تنتجها وزارة الثقافة.
وأكد الزراع على يقينه التام بأن د. إيناس عبد الدايم وزير الثقافة المصرية تهتم بكل ما يخص أدب وفنون الطفل، ولا تمانع أبدا في إقامة مثل هذا المهرجان، وقال: ناشدت إدارة المهرجان القومي للمسرح، في مقال نُشر على صفحتي الشخصية “الفيس بوك”، بضرورة ضم عروض مسرح الطفل للمهرجان، والحمد لله استجابت اللجنة لهذا النداء، وسوف تضم عروض الأطفال إلى هذه الدورة، ومن ثم نشكر إدارة المهرجان، والدكتورة الوزيرة على سرعة الاستجابة، وإنصاف شريحة كبيرة تعمل في كل ما يتعلق بفنون مسرح الطفل، وهذه خطوة جيدة على الطريق.
وحدد الزراع بعض المقترحات الهامة قائلا: أرى أن يكون المهرجان القومي لمسرح الطفل مهرجانا قوميا بكل ما تحمل الكلمة من معاني، على أن يضم كل ما ينتج تحت مسمى مسرح الطفل في الوزارات المختلفة، على أن تنظمه وزارة الثقافة المصرية، ويضم عروض بيوت وقصور الثقافة، وعروض البيت الفني للمسرح، وعروض وزارة الشباب والرياضة، والمسرح المدرسي، وعروض الطفل التي ينتجها القطاع الخاص، على أن يصعد كل قطاع العروض الجيدة التي تستحق المشاركة، من خلال لجان متخصصة، وتمنح جوائز مجزية للعروض المتميزة، ويكون هناك جوائز لكل مفردات أو عناصر العرض المسرحي.. هذا المهرجان لو أقيم كل عام سوف نشهد نهضة حقيقية في مسرح الطفل، ويكون لمصر الريادة في هذا المجال.

مدينة واحدة.
فيما قال المخرج المسرحي محمد فوزي: لابد من تطوير المهرجان القومي للمسرح وهذا هو الهدف الأساسي والأسمى من إقامته سنويا، وأكد على أن رأيه ليس تقليلا أو سخرية من المهرجان ومن القائمين عليه. ونوه إلى أنه مازال عند رأيه متسائلا: لماذا لم نستطيع إقامة مهرجانا لمسرح العرائس؟ لماذا لم نستطيع إقامة مهرجان لمسرح الطفل؟
وأشار فوزي إلى أن هناك تصنيف آخر للمهرجانات العالمية كمهرجان مسرح العرائس، ومهرجان مسرح الطفل؛ و لا يوجد مشكلة إذا تم ضُم الاثنين معا، ولكن يجب وضع معايير لتصنيف الجوائز كلا منهما على حدة.
واستكمل: أنا غيور على مسرح العرائس، ولكن لي بعض الملاحظات أأمل أن تحظى بالاهتمام والمناقشة من قِبل الأصدقاء الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير، متمنيا التوفيق والنجاح والتميز للمهرجان القومي. وراجيا أن يسمع صدى صوتي الجميع لأني أبحث عن المصلحة العامة.
وأشار فوزي إلى أنه في إحدى مقابلاته مع الدكتور أشرف زكي حينما كان يترأس قطاع الإنتاج الثقافي سأله: لم لا يوجد مهرجان دولي لمسرح العرائس؟ 
واستكمل فوزي حديثه قائلا: طلب مني الدكتور أشرف زكي أن اكتب خطة مشروع للمهرجان الدولي لفنون العرائس، وبالفعل كتبت المشروع وعُرض على الفنان دكتور ناجى شاكر الذي أعرب عن سعادته قائلا لي إن حلمه الذي يراوده طوال الوقت هو إقامة مهرجان للعرائس في مصر، وكان كلامه بمثابة داعم حقيقي لي؛ فاجتهدت وواصلت العمل لمدة خمسة أشهر متتالية وتواصلت مع مديري المهرجانات ومسارح العرائس في العالم، ووفقت في عمل ملف يضم أكثر من 60 دولة شاركت بـ 120 عرضا مسرحيا إلى جانب الورش التي تضم العديد من الخبراء الذين تواصلت معهم بالإضافة إلى الأكاديميات المتخصصة. وقُررت ميزانية المهرجان ولكن للأسف توقف المشروع لنشوب صراع حول من سيقيم المهرجان. وإلى الآن لن يقام مهرجان متخصص للطفل وقد سبقتنا دول كثيرة إمكانياتها أقل بكثير.
واستطرد: شاركت في أكثر من مونديال كالصين وروسيا، وكنت أأمل في التغيير منذ تم ضم مسرح العرائس والطفل في أحد دورات المهرجان القومي للمسرح ورغم اعتراضي على أن يكون مسابقة داخل المهرجان إلا أن إحدى الفنانات التي أكن لها كل الحب والاحترام وهي الفنانة القديرة عزة لبيب طلبت مني المشاركة وقالت إنها خطوة قابلة للتطوير، ويمكن بعد ذلك إقامة مهرجان مستقل لمسرح الطفل، وكنت سعيدا أن معظم العروض أصبحت تشارك في المهرجان القومي للمسرح (دراما - رقص - عرائس - طفل)، واعتبرت عدم تخصيص مهرجان قرار غير عادل بالمرة برغم سعادتي بالمشاركة.
وأوضح فوزي أن العام الذي شارك به كفرقة مستقلة حصدت فرقته خمسة جوائز، وتساءل: لا أدري هل كان ذلك وصمة عار على المهرجان ووزارة الثقافة؟! وهل كان عقابا لنا أن يُلغى؟ وتابع : كنت سعيد أيضا بإلغائه لأنني تصورت إقامة مهرجان مستقل للطفل ومهرجان آخر للعرائس، ووجدت أننا لم نهتم بتطوير الفكرة بل قمنا بالإلغاء ولم نستحدث مهرجانا موازيا مستقلا.
وتوجه بالسؤال إلى د. إيناس عبد الدايم التي تدعم المسرحيين والمخرجين من الشباب  قائلا: متى يصبح لمصر مهرجانين متخصصين لفنون العرائس ومسرح الطفل؟ واختتم: أنا مؤمن أنه حتما سيأتي اليوم الذي يتحقق فيه حلمي للتغيير وكم أتمنى أن نكون مثل أسبانيا يقام فيها أكثر من عشر مهرجانات متخصصة للعرائس سنويا.

إقامة أكثر من مهرجان 
قال المخرج المسرحي عمرو حمزة: لماذا لا يوجد مهرجان لمسرح الطفل بالرغم من وجود مهرجانات عديدة لمسرح الكبار؟ فنحن نحتاج إلى أكثر من مهرجان لمسرح الطفل بجميع مشتملاته وإن كان مقتصرا على مهرجاني لمسرح العرائس وآخر لمسرح الطفل، بجانب وجودنا في المهرجان القومي للمسرح المصري، ولكن في مسابقة منفصلة بداخل المهرجان كما كان في عام 2018/2019م، فلا يصلح أن أُقيم عرض أطفال مع عرض للكبار لأن كل منهما يحمل آليات ومفردات مختلفة عن الآخر.
وأضاف: لابد من وجود مهرجان مستقل للطفل يشارك به كل المؤسسات المعنية بالطفل كالمدارس ومراكز تنمية القدرات للأطفال إلى جانب الثقافة الجماهيرية ومسرح الدولة والشباب والرياضة، ويجب أن يكون المركز القومي للطفل والمسرح القومي للعرائس خارج التقييم بل ينافس كل منهما الآخر، فإن قدم كل منهما عرض يخص العرائس فمن الممكن دخولهما كل مع الآخر، أما مسرح العرائس فيعد حاله متفردة على حده، فالآليات في مسرح العرائس وإخراجها وإمكانياتها تختلف عن مسرح الطفل و يمكن الاستعانة بالأداء الصوتي لفنانين كبار. 
وأشار: يرصد للعرض ميزانية كالتي يرصدها المركز القومي للطفل تصل في بعض الأحيان إلى تسعمائة ألف جنيه ومن هذا المنطلق يجب أن تُقيم العروض بما يواكبها، فعروض الشباب والرياضة تواكب في التقييم عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة ووزارة التربية والتعليم من حيث الميزانية والآليات وطريقة التقديم للعروض والديكور ويمكن تقيمهم في حقبة واحدة فيتوافر التكافؤ في الفرص حتى لا يظلم المبدع وبعد فوز العروض المسرحية المقدمة بمركز أول وثاني تشارك بالمهرجان القومي للمسرح لأنه يضم نتاج كل العروض الفائزة بالمهرجانات المقامة بمصر كالمهرجان العالمي.

فنون العرائس المصرية 
و قال المخرج المسرحي محمد نور: المهرجان الدولي لفنون العرائس والطفل مطلب وأمنية لفناني العرائس لأنهم شاركوا في العديد من المهرجانات الدولية والعربية ويعلمون جيدا أهمية وجوده ومردوده الفني والثقافي والسياسي للدول التي تنظمه.
وأكد أن فنون العرائس المصرية تستحق أن يكون لديها مهرجان دولي يفيد الفنانين المصرين في التعرف على أحدث الأساليب الفنية والتقنية المستخدمة عالميا إلى جانب خلق روح المنافسة والتحدي الفني، وأيضا يستفيد الطفل المصري بمشاهدة نافذة عالمية لهذا الفن الذي يجذبه ويحبه. وأشار إلى  ما قام به فنانو العرائس على فترات طويلة بالمطالبة بوجود المهرجان، وقد قدموا العديد من المشاريع الفنية ودراسات مستفيضة عن التنظيم مستفيدين من خبراتهم الكبيرة السابقة في المشاركة بالمهرجانات الدولية والعربية المهمة وقد قدموا العديد من الأفكار والتصورات إلا أن جميع تلك المشاريع لم يُكتب لها أن ترى النور بعد، منها مشروع قدمه مسرح القاهرة للعرائس للدكتور أشرف ذكى بصفته رئيس أكاديمية الفنون وفكرته الأساسية تدور حول إنشاء مهرجان  أكاديمي دولي لفنون العرائس يتم فيه دعوة فرق عرائس تكون من دول لها معاهد وكليات تدرس فنون العرائس بشكل علمي ولها مناهج وبرامج وتدريبات خاصة بفنون العرائس على أن يكون هناك اجتماع في نهاية المهرجان بين جميع الفرق المشاركة لتقدم كل فرقة ورقة بحثية عن أحدث ما وصل إلية فن العرائس في كل دولة ومناقشة تلك الأوراق للخروج بتصور دولي يمثل خارطة طريق لمستقبل فنون العرائس عالميا، هذا المشروع الذي تم تقديمه عام 2019 وكان مخططا له أن ينفذ عام 2020 ولم يكتب له التنفيذ بسبب وباء كورونا ، لكن الأمل موجود ويجدد حتى يتم إقامة المهرجان ويحقق الفائدة والهدف من وجوده. واستكمل حديثه عن وجوب عزل مسرح العرائس أيضا وانفراده في مسابقة لاختلاف آلياته.

مسرح الطفل يؤسس أجيال ويرسخ عند الطفل قيمة الفن وقدره
و قال المخرج المسرحي  محسن رزق: أكرر دائما أن مسرح الطفل أهم بكثير من مسرح الكبار، لكونه يؤسس أجيالا، ويرسخ عند الطفل قيمة الفن وقدره، ولكن فكرة التعاون مع مسرح الطفل في مصر مازال من الدرجة الثانية والثالثة عكس ما هو بالخارج فكل أعمال الأطفال في المرتبة الأولى وتحقق أعلى الإيرادات، والأطفال تجبر الأسر للنزول من المنزل لمشاهدة العروض المسرحية للطفل، وكل أفلام ديزني تحقق أعلى الإيرادات، ونحن إلى الآن لا ندرك كيفية التعامل مع الطفل ونتعامل معه على إنه درجة ثالثة أو درجة أقل من المسرح الكبير، والدليل على ذلك أن أكثر العروض المسرحية للطفل نعطيها لمخرجين شباب ذات الخبرة القليلة، برغم أن عناصر العمل في مسرح الطفل أقوى وأعلى من عناصر العمل في عروض مسرح الكبار، لأن في مسرح الطفل نحتاج آليات مختلفة لإبهار الطفل من ملابس والنص نفسه والديكور، فالطفل في 2021 رأى من خلال “اليوتيوب” السينما والمسرح العالمي بتقنياته العالية جدا فلابد من التعامل معه على هذا القدر. وأوضح: عملت في الإخراج المسرحي للطفل لمدة ثلاثة أعوام، وسعيت لتغيير هذه المنظومة والمفاهيم المتداولة عن مسرح الطفل، وبرغم كل الصعوبات لتغيير الواقع أخرجت ثلاث عروض: سنو وايت، أليس في بلاد العجائب، رابونزل بالعربي، وليس بيدي القرار في إقامة مهرجان مسرحي للطفل، ولكن لو أتيحت لي الفرصة سأستضيف عروض الطفل من كل أنحاء العالم. ونوه رزق إلى أن البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية مسموح له بالمشاركة بعرضين فقط في المهرجان. 
تابع: إن فكرة إقامة قسم للطفل في المهرجان ليس قرارا صائبا وأثبت فشله، لان العرض المسرحي للطفل ليس  بنفس عناصر الكبار، و عناصر مسرح الطفل أقوى وتقنيات أعلى، وحس رزق على تبني فكرة عمل مهرجان عالمي للطفل يقام في مصر لعروض مسرح الطفل سواء المصنعة في الداخل أو المنتجة في الخارج، وذلك لمواكبة التطور الذي يحدث في المسرح.
واعترض رزق على التفرقة بين عروض مسرح الطفل وعروض مسرح الكبار، حيث يطرح ديزني في الخارج أفلاما ويطلق عليها اسم “أفلام للأسرة” تراها كل أفراد العائلة كبيرها وصغيرها.واختتم حديثه متمنيا إقامة مهرجان متخصص للطفل أو إقامة عروض مسرح الطفل بدون تصنيف، وتمنى من المسئولين الاهتمام بمسرح الطفل.

جمهور خاص
ومن جانبه قال محمود حسن: إقامة مهرجان مسرحي للطفل موضوع ذا أهمية كبرى طالبنا به أكثر من مرة، وقام حسن يوسف مدير المسرح القومي بتقديم مقترح لإقامة مهرجان النيلين بيننا وبين السودان للفنان إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح، ومنه إلى معالي وزير الثقافة، على أن يقام المهرجان دورة بمصر، وأخرى بالسودان، كما قدم د.عاطف عوض اقتراحا بعمل مهرجان شبيه بمهرجان إسماعيلية في شكل احتفالية كبيرة لها خواص معينة. كما قام شوقي خميس أحد مؤسسي مسرح الطفل بإنشاء مهرجان للطفل بمحافظة السويس عام 1985/ 1986، وقال : لدينا هذه الإرهاصات. وأوضح أن سفرنا لمهرجانات الطفل في المغرب وتونس والجزائر تشجعنا على أن يكون لدينا مهرجان بمصر وأنه يجب أن نتوجه بفكرنا للعالم العربي كله و كل الدول التي لديها استعداد للمشاركة، ولتكن البداية ببرنامج مصغر على خشبة المسرح القومي للطفل، ولو على مستوى محافظات مصر، مثلا من 6 إلى 8 فرق ، ومن الممكن أن نضيف المدارس سواء التجريبية أو الإنترناشيونال في مسابقة بين وزارتي الثقافة والتربية والتعليم ومن خلال المسابقة يتم صعيد الأول والثاني والثالث وصولا إلى مستوى الجمهورية، فيكون لدينا حوالي 9 فرق تتسابق تحت إشراف المسرح القومي للطفل. تابع :  لتكن مرحلة تجريبية نرى على أساسها النشاط والعروض المسرحية ويتسابقو الجميع  مع عروض القومي للطفل وعروض البلدان العربية المشاركة. 
وأكد على رفضه التام المشاركة بالمهرجان القومي باسم مسرح الطفل أو أن يكون ممثلا وسط هذا الخضم الكبير من العروض المشاركة” ليس خوفا لقد حصدنا من قبل الجوائز ولكني أريد مسرح الطفل بالتحديد أن يكون منفصلا وله توجهه وله جمهوره الخاص به وهو الطفل.

شعبة إنتاج 
وقال المخرج المسرحي عبد المنعم محمد : فرقتنا ليست متخصصة للطفل، ولكن لدينا شعبة تنتج للطفل، وهدفنا مخاطبة كل المراحل العمرية منذ 3 سنوات إلى 18 سنة، ولإن الأماكن المنتجة الطفل قليلة بالتالي العروض قليلة، لذا لا يوجد مهرجان متخصص للطفل لعدم تنوع العروض للمشاركة بشكل تنافسي، فالدورة التي أقيمت من قبل لشعبة الأطفال في الغالب كانت تشارك بعرض أليس في بلاد العجائب، لذا لو أقمنا مهرجانا عربيا للطفل سيكون لدينا إقبال واهتمام وإنتاج خاص من الداخل والخارج، حتى لو بدأنا بالقليل ثم تطور المهرجان سنة تلو الأخرى، ووجود مهرجان عربي سيكون بمثابة داعم بأن ننتج له أعمالا تشارك في دوراته المتتالية، وألاحظ أن الاهتمام بالطفل أصبح يأخذ حيزا واضحا وملموسا، بدليل أن أكاديمية الفنون أقامت مسرحا للطفل.
واستكمل: لابد من إنشاء مهرجان متخصص غير محلي، نظرا لأن مسرح الطفل يحتاج تكلفة باهظة في الإنتاج حتى لا يكون دون المستوى، ويكون منافسا لأعمال الانيمشن التي تجذب الطفل، ومن الضروري أن نهتم بعمل صور وموضوعات تهم وتشد الطفل ومناسبة لهويته العربية. واختتم حديثه: كنت أتمنى المشاركة مع فرقتي بعرض أطفال بعنوان “علي بابا والأربعين حرامي” وهو عرض عرائس ماريونت بمعالجة جديدة، لكن للأسف الشديد كنا مشاركين بعرضين آخرين لأن البيت الفني إنتاجه وافر ومتعدد، ويسمح لنا بعرضين فقط، فيما يشارك بخمسة عروض بالإضافة إلى استثناء عروض الأطفال لأنهم في مسابقة خاصة، فلا يحسبوا ضمن العروض المشاركة، وهو ما أثار استغرابي، خصوصا أننا لابد أن يكون لدينا مهرجان أطفال أو إنتاج أطفال نشارك به.


نهاد المدني