مسرحيون: عودة المهرجانات أبرز الإيجابيات واستمرار إغلاق عدد من المسارح من السلبيات

مسرحيون: عودة المهرجانات أبرز الإيجابيات واستمرار إغلاق عدد من المسارح من السلبيات

العدد 750 صدر بتاريخ 10يناير2022

مع نهاية 2021 و بداية العام الجديد كان لابد من رصد سريع لأهم الأحداث والظواهر المسرحية للعام الماضي الذي وصفه البعض بعام الفقد ، حيث فقدت الحركة المسرحية العديد من المسرحيين، واتفق اغلب المسرحيين على أن أبرز الظواهر الإيجابية لعام 2021 هى عودة المهرجانات المسرحية بعد توفقها العام الماضي على الرغم من المآخذ العديدة عليها فيما يخص المحاور الفكرية واختيار المكرمين وكذلك المحتوى الذي يقدم بها ، وكذلك خروج العديد من العروض للأقاليم المصرية بفضل فرقة مسرح المواجهة والتجوال التى اعتبرها البعض من أهم الإنجازات التى تقدمها وزارة الثقافة ، كذلك وضع حجر أساس مسرح السامر، ومن السلبيات التي اتفق عليها بعض المسرحيين إغلاق اغلب المسارح للحماية المدنية والصيانة وهو ما تسبب في تعسر الإنتاج المسرحى.. تعددت الإيجابيات وكذلك السلبيات ولكن اتفق الجميع على ضرورة التخطيط للموسم المقبل ، وحدوث طفرة إنتاجية أكبر، ومنح فرصا أكبر للمبدعين ومن خلال هذه المساحة قمنا برصد آراء عدد من المسرحيين وأمنياتهم للعام المسرحى الجديد.

قال الناقد أحمد خميس الحكيم: لعل أهم ما يمكن الإشارة إليه فى العام المسرحى المنصرم هو خروج عروض المسرح إلى الجمهور المستحق فى القرى والنجوع المصرية عبر برامج وخطط تسعى لوصول الخدمة الثقافية لجمهور بكر لم يكن يعرف ان للمسرح أدوارا اجتماعية وثقافية مهمة , هنا يمكن ان نتوقف طويلا ونسأل نفسنا ما الذي إكتسبناه وكيف نبنى عليه بالقدر الذى يوسع من رقعة وعى الناس بالمسرح , وظني ان ما يقدمه مشروع مسرح المواجهة هو إحدى الخطوات المهمة في سبيل جذب الجمهور وتطوير علاقته بالمسرح ، على جانب آخر كل التحية والشكر لسعى المسئولين عن المهرجانات المصرية المختلفة سواء الدولية منها أو المحلية لإقامة الفعالية ومقاومة المرض والانكسار , وهو أمر مهم للغاية لحياة العروض المسرحية وفعاليتها 
وتابع قائلا:على جانب ثالث كان لرجوع التجريبي بقوة هذا العام اثر بالغ، فقد دشن مجموعة من الأفكار الطيبة منها نادى المسرح التجريبي وهو مشروع طيب يسعى لربط كل المحافظات بالمهرجان عبر تقديم مشاريع متطورة تسعى لخوض أفكار ورؤى درامية جادة , وأيضا خروج الورش التدريبية والعروض للمحافظات المختلفة ورفع قيمة جوائز المهرجان مع المحافظة على المكتسبات المتوارثة مثل الإصدارات وإقامة ندوة دولية حول موضوع مسرحي حي , وأخيرا الإعلان المهم عن دورة العام القادم وهى المسألة التى اسعدتنى أيما سعادة فأخيرا نحاول تحويل المهرجان لمؤسسة تحترم عقل المهتم وتسعى للاقتراب من العلم وأهميته فى تطوير الذائقة الجمالية، فحين يعلن المهرجان مع انتهاء هذه الدورة محور دورة العام القادم فهو يعطى الفرصة للفرق والباحثين كي يستعدوا بموضوعات رصينة كما يعطى الفرصة لأعضاء مجلس الإدارة لأن يعملوا عبر مخطط مدروس يغوص فى العمق ليخرج بما هو مفيد وجاد، و أتمنى ان تتعامل الدولة مع المسرح بأفق أكثر رحابة وسعة صدر فقد ناديت أكثر من مرة بأهمية الحرية ودورها الفاعل فى العمل الإبداعي والمسرح ابن الحرية وبدونه سيبقى مكبل الأيادي ولن يصدقه الناس في الشارع، كما أتمنى ان يتعامل كل مسرحي جاد مع قرارات لجان التحكيم المختلفة بفهم إن لكل لجنة ذائقتها المختلفة ووعيها وطريقتها فى تقييم العروض أيضا , وهو الأمر الذي سيؤدى حتما لعدم الاصطدام مع قرارات اللجان ونعت أعضائها بالتحيز , وطالما ارتضينا بوجود لجان تحكيم علينا ان نرضى بتقييمها وذائقتها الجمالية، فقط عليهم أن يبرروا فنيا ما توصلوا إليه من نتائج .
الخروج على التفكير التقليدي 
فيما قال الناقد احمد هاشم: إذا اعتبرنا المهرجانات المسرحية دليل على ازدهار ظاهرة المسرح، فإننا بحسب عدد تلك المهرجانات نعد الدولة الأولى في العالم، وواقعنا المسرحى مزدهر إلى أبعد مدى.. والواقع أنه باستثناء المهرجان التجريبي، و القومي ، ومهرجانات الجامعات، ومهرجانات الثقافة الجماهيرية،وبعض المهرجانات الراسخة فإن غالبية المهرجانات الأخرى هى قبض ريح وضجيج بلا طحين، ومحتوى ما يشارك فيها من عروض يحتاج إلى مراجعة، وعلينا ألا ننخدع بالأسماء الرنانة للمهرجانات، ولا بأسماء المشرفين عليها، ولا بمهاراتهم في التسويق،أو توفير رعاة لمهرجاناتهم تلك.. فإذا ابتعدنا عن ظاهرة المهرجانات المسرحية المضللة، ونظرنا لواقعنا المسرحى نظرة محايدة سنجد أننا في فترة انكماش مسرحي حقيقي على مستوى العروض المسرحية الجيدة القادرة على جذب جمهور مسرحي، والموسم الفائت 2021 لا تتعدى هذه العروض أصابع اليد الواحدة ، حتى هذا العدد فيه عروض من مواسم سابقة, ويتم إعادتها، وهذا عدد قليل للغاية بالنسبة لتعداد سكان مصر .
وتابع: كانت عروض البيت الفني للمسرح تعانى من هذا الانكماش، و علينا إلقاء نظرة غير متعالية على عروض مسرح الثقافة الجماهيرية ونستضيف بالقاهرة العروض الجيدة منها لتعرض في القاهرة، ونفس الشيء لعروض مسرح الجامعة، وبها عروض جيدة، وكذلك بعض عروض القطاع الخاص، إذا كان بها عرض رائع للغاية فى الموسم المنتهى فلماذا لا نتيح له ولمثله فرصة العرض على خشبة أحد مسارح الدولة بتسهيلات مالية تتجاوز البيروقراطية المتعسفة، مشكلتنا الأساسية فى الإدارة المسرحية المكبلة بالبيروقراطية، وعدم قدرة القائمين عليها على التفكير خارج الصندوق، وليس لدينا مشكلة في المبدعين فى كافة العناصر المسرحية، ونأمل فى الموسم القادم، الخروج على التفكير التقليدي فى التخطيط للموسم المسرحى.
مهرجاناتنا ومهرجاناتهم 
و اتفق الناقد د. محمود سعيد حول ما يخص المهرجانات المسرحية فقال:» موضوع المهرجانات موضوع مهم ومحير حقا ، هي في ذاتها دلالة فنية مهمه علي نشاط مسرحي مميز في مصر ولأنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تشوب لعبه المهرجانات العديد من نقاط الضعف، فلابد من الإتفاق علي محاور جديده ومهمة في الندوات الفكرية وتكليف مختصين أو عرض المحاور لنوع من التسابق لإتاحة الفرصة أمام اكبر عدد من المشاركات الجادة وإخضاع هذه المشاركات للتحكيم العلمي لاختيار الأفضل، و ضيف المهرجان لابد له من المشاركة الفعالة في الندوات والنشرات وحضور العروض والضيف الذي يتخاذل يجب انه يحرم من المشاركات التالية، وكذلك استقدام الضيف لابد أن يكون علي أساس حاجه المهرجان له وليست حاجته هو للمهرجان، بمعني أن يكون إضافة للمهرجان ومعروف بمشاركاته الإيجابية في المسرح في بلده، و من يشارك كعضو في لجان المشاهدة او التحكيم بمهرجان ما لا يشارك لمده خمس سنوات قادمة وذلك للتغير وعدم التكرار ،و لا يجوز استقدام مدير مهرجان أو مسئول كبير في مهرجان كعضو لجنه تحكيم او مشاهده وذلك كي يرفع عنه أى حرج في اختيار او رفض عرض ما 
و لا يجب تكريم أي إنسان داخل أي مهرجان إلا بشرط أن يكون مسرحيا لا أن يتم تكريمه لمنصبه الإداري لأنه بذلك يأخذ فرصة التكريم من شخص آخر أفني عمره في المسرح، كذلك فإن كل بلد لابد لها أن تقدم قائمة بأسماء رجال المسرح لديها ويتم الاختيار بنوع من الشفافية ومراعاة عدم التكرار فلا يجوز اختيار شخص أو شخصين فقط في كل مهرجان وكأن هذا البلد لا يوجد به غير أسماء بعينها، كذلك فإن من لا يمتلك سيره مسرحيه في بلده لا يعقل أن يمثل بلده خارجيا فالمفروض أن يكون إضافة للمهرجان، لا أن يكون المهرجان فرصه للظهور، و لجان التحكيم والمشاهدة لابد أن تحتوي على كل التخصصات المسرحية ويتم استبعاد من لا علاقة له باللجان
كما أن اختراق رجال الصحافة عالم مهرجانات المسرح والسطو علي أدوارنا المسرحية يعد خطأ مرعبا ، وكذلك ممثل السينما والتليفزيون من لا علاقة له بالمسرح أو ابتعد عن المسرح لفترات طويله لا يجب وضعه في لجان المسرح أو حتي تكريمه فلهم مهرجاناتهم ولنا مهرجاناتنا.
المواجهة والتجوال 
فيما قال د. مصطفى إن أبرز الايجابيات صعود فرق المعهد العالي للفنون المسرحية بعروض جادة ومتميزة واكتشاف ما يقرب من خمسة عشر مؤلفا اعتلوا منصات مسابقات التأليف الكبرى من أبناء قسم الدراما والنقد، وعلى جانب آخر يعد إنشاء وافتتاح معالي وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم و اللواء احمد راشد محافظ الجيزة ود .غادة جبارة لمسرح جديد إضافة للحركة المسرحية و هو مسرح نهاد صليحة بأكاديمية الفنون الذي تم تشييده بجهود صادقة من البناء العظيم د اشرف زكي الذي غير وجه الأكاديمية في وثبة كبرى نحو المستقبل 
وتابع قائلا: لا شك أن استمرار مجلة المسرح وانتظامها في الصدور بجهود الأستاذ عبد الرازق حسين والفنان ياسر صادق والدكتور هيثم الحاج علي من أهم ايجابيات العام الماضي. وطبعا أقف كثيرا أمام تجربة مسرح المواجهة والتجوال التي أعتبرها من أهم الانجازات التي قدمتها الوزارة للمسرح والناس، وأخص محمد الشرقاوي ورؤساء الثقافة الجماهيرية بالشكر والاحترام على هذا المنجز، وأضاف: و تعد عودة المهرجانات للحضور الجماهيري والمشاركات الحية من الايجابيات وان كان مهرجان شرم الشيخ المسرحي لم ينقطع أو يتوقف أثناء فترة الحظر عام 2020. ويجب أن أشير لمحاولات استعادة المسرح التجاري وأهمية ذلك لسوق الصناعات الثقافية وتحقيق المنافسة كشرط لحركة السوق، وكذلك أذكر جهود د. اشرف زكي في إنشاء مدرسة التكنولوجيا التطبيقية لتخريج العمالة الحرفية والفنية المتخصصة لدور العرض لسد الفراغ الرهيب في هذا المجال. كما أن وزيرة الثقافة قد أسعدت المسرحيين في الثقافة الجماهيرية بوضع حجر أساس مسرح السامر وأيضا المسرحيين بالإسكندرية بتعهدها باستعادة الجيزويت وهي استعادة لقطعة خالدة من تاريخ الحركة المسرحية في الإسكندرية. 
وقال أيضا: و تكمن أهم السلبيات في عملية تسويق المنتج الثقافي ودراسات الجدوى وقياسات المردود في أي مشروع ثقافي سواء فني أو إنشائي، وهو ما يجعلنا دوما نقوم بقفزات طموحة ولكن في الظلام وهو ما يشكل خطورة فقد نصطدم في أشياء لم نتمكن من رؤيتها لغيبة هذه الدراسات والقياسات، لذا لدينا عروض مسرحية وإنشاءات لم تحقق الأهداف المرجوة؛ و أحلم باستعادة جمهور المسرح والمسرح التجاري والاعتماد على العلم ودراسات الجدوى وقياسات المردود ليصبح هناك سوق ومنافسة حقيقية وحتى تكون القفزات الطموحة في النور بمشيئة الله وكلنا يجب ن نشارك بضمير لأننا كلنا مسئولون وليس شخصا بعينه.
تكريم المبدعين 
و اتفقت الناقدة داليا همام في أن أبرز ايجابيات عام 2021 هو عودة المهرجانات المسرحية وأضافت: فما تم تأجيله سابقا في2020عاد من جديد، وخصوصا المهرجانات المسرحية وحضور الجمهور الذي أضاف ثراء، هذا إلي جانب استحداث عدد من الفعاليات الجديدة سواء ضمن المهرجانات القديمة أو إقامة مهرجانات جديدة.. بالإضافة إلى أن الثقافة الجماهيرية كانت قدرتها عالية على المنافسة وهو ما يبشر بالخير ، و أيضا تنفيذ عدد من المؤتمرات العلمية وهو ما شجع الباحثين على العمل البحثي وأضاف إلي المسرح والفن بشكل عام. 
واما عن السلبيات فقالت: « في بعض المهرجانات كانت المحاور البحثية مستهلكة. بل إن بعض الأبحاث المقدمة كان توفيقيا، فلا بحث له علاقة بالموضوع أو المحور المطروح.. وفي بعض المهرجانات أيضا كانت العروض المختارة دون مستوى التنافس و قد لا تصلح.. ومن الملاحظ أيضا في كثير من الفعاليات المسرحية، علي المستوي الإعلامي، يتم الاحتفاء بالأقل أهمية أو الأضعف على حساب الأهم والأقوى. وختمت بقولها: تمنياتي للعام القادم أن يتم التعامل مع المسرح بقدره وقيمته، وأن تزداد الفعاليات الثقافية التابعة للدولة و المستقلة، وأن تقدم فرصا أكبر لشباب المبدعين.. وأن تكون المنافسات دافعة للاجتهاد..وأن نؤكد على تدعيم المبدعين الحقيقيين وأن يتم تكريم اكبر عدد من كبار المبدعين من قبل الدولة المصرية.
طفرة في الإنتاج المسرحي 
الكاتب المسرحى د. طارق عمار اتفق حول أن ابرز الايجابيات هو انعقاد المهرجانات المسرحية فقال: « من أبرز ما أسعدنا في 2021 هو انعقاد كل المهرجانات المصرية وعدم إلغاء إى منها كذلك ما حققته تلك المهرجانات من نجاح تنظيمي مشهود له رغم القيود المفروضة بسبب كورونا، كذلك وضع حجر الأساس لمسرح السامر كمنارة مسرحية جديدة. أضاف: و أتمنى أن يشهد عام 2022 طفرة في الإنتاج المسرحي المصري و تحقيق ريادة مصرية مستحقة في تنظيم الفعاليات المسرحية المحلية والدولية والمشاركة الفعالة والقوية في المهرجانات الدولية المنعقدة خارج مصر .
عام الفقد 
المخرج ناصر عبد المنعم وصف العام الماضي بأنه عام الفقد، حيث فقدت الحركة المسرحية المصرية العديد من المبدعين الذين تركوا فراغا كبيرا في مجالاتهم وكان آخرهم مصممة الأزياء والديكور المهندسة نعيمة عجمي، و عن أبرز الايجابيات أشار إلى التخلص من عروض «الأون لاين» وعودة الجماهير وعودة المهرجانات بعروض حية ، مشيرا إلى أن كفاح الساحة المسرحية لتقديم مجموعة من العروض الجيدة في ظروف صعبة يعد من أهم إيجابيات العام، وأوضح المخرج ناصر عبد المنعم أن إغلاق كثير من دور العرض المسرحية يرجع للحماية المدنية أو الصيانة ، كذلك رأى من الايجابيات استعادة المسرح الكوميدي لهويته بعد فترة طويلة من التعثر، وذلك بعد تقديم عرض «حلم جميل «. وتمنى في عام 2022 التخلص من البيرواقرطية واحترام ومؤازرة فنان المسرح، كذلك التخطيط الجيد من الفرق لتقديم عروض متنوعة. 
عود الحالة المسرحية لسابق عهدها 
فيما أبدى المخرج عصام السيد أسفه لغلق أغلب المسارح فقال: « شىء محزن غلق أغلب المسارح فيما عدا مسرح الطليعة والعرائس، فالمسرح القومي مغلق، والسلام أيضا، كما أن المسرح الكوميدي افتتح بعد فترة طويلة وهذا شىء يدعو للتساؤل، وهناك أيضا مسارح في الصيانة وهو ما تسبب فى تعسر الإنتاج فى كثير من المسارح، أما عن الإيجابيات فقال: تمثلت الايجابيات فى وجود مجموعة من العروض الناجحة وعودة المهرجان التجريبي ،وهى عودة جيدة، وأتمنى ان تعود الحالة المسرحية لسابق عهدها وان نتخلص من الكورونا .
قلة الإنتاج 
فيما رأى المخرج سعيد سليمان أن أبرز الإيجابيات هى عودة المهرجان التجريبي وكذلك حركة المهرجانات النشطة على الرغم من الإنتاج المسرحى القليل بجانب قلة دور العرض، وعدم وجود إنتاج يغطى بلد مثل مصر، و أشار إلى وجود حالة نشاط واسعة في مسرح الهواة و الثقافة الجماهيرية وتمنى زيادة عدد العروض المنتجة وهو ما سيصاحبه حركة نقدية .
المسرح المستقل 
فيما أشارت المخرجة عبير على إلى أن من أبرز إيجابيات العام الماضي إطلاق مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة الذي نظم بشكل جيد ومحترف ومشرف، و ضم محتوى جيد بحسب أراء المسرحيين، كذلك ظهور جيل جديد من المسرحيين، منوهة إلى أنها تعرفت على كاتبين من الشباب حققوا نجاحا كبير وهم محمد السورى ومحمد عادل ، وهما من الشباب المتميز الذي يكتب المسرح بشكل أكثر احترافية وبأسلوب مغاير، و كذلك استمرار محاولات المهرجان التجريبي رغم كل التعثرات الخاصة بأزمة كورونا التي كانت تعيق إقامة أي فعاليات دولية، أما عن أبرز السلبيات فقالت: غياب حركة المسرح المستقل كحركة وليست كأفراد متناثرين يقدمون تجارب حين تتاح لهم الفرصة، وغياب الموسم المستقل الذي كان يعرض على مستوى الجمهورية مئات العروض و كذلك الورش التي كانت تساهم بشكل كبير في بلورة و تطوير المسرح المستقل بالتوازي وبالتكامل مع مسرح الدولة و القطاع الخاص، وكذلك عدم تفعيل لائحة وحدة الدعم المستقل ، كذلك رأت أن من أبرز السلبيات عدم وجود معيارية فنية محايدة يتم بها تقييم العروض فى المهرجانات، واعتبرتها مشكلة كبيرة حيث يجب أن يخضع الحكم في المقام الأول لمعايير فنية مسبقة، مشيرة إلى وجود «كوته» غير معلنة يتم العمل بها بشكل ضمني تؤدى إلى تراجع الحركة المسرحية .
وأضافت: هناك عناصر مسرحية موهوبة يتم القضاء عليها بشكل غير مباشر إما عن طريق التهميش أو بإغراقها في الأعمال دون وجود حركة نقدية تقيمها بشكل جيد ،فلا يستطيع المبدع ان يرى التقييم الفعلي لأعماله، إخفاقاته ومميزات ما يقدمه، وهو بدوره ما لا يساهم في تطوير الحركة المسرحية. تابعت: و من المحزن ايضا العام الماضي رحيل مجموعة من القامات المسرحية منها الدكتور فوزي فهمي، المخرج فهمي الخولى ، الدكتور محمود نسيم، وعدد كبير من كبار المسرحيين وأخيرا الفنانة القديرة نعيمة عجمي، وتمنت فى العام الجديد أن يكون هناك معيارية في اختيار الكوادر والقيادات المسرحية والثقافية ، وإتاحة الفرص أمام الفنانين من خلال الالتزام بمعايير فنية وقواعد معلنه ، وان تكون هناك معايير معلنه فى اختيار العروض والجوائز ، وان تفعل وحدة دعم المسرح المستقل .
عودة القطاع الخاص 
 وأشار المخرج هشام السنباطى إلى أن من إيجابيات عام 2021 عودة مسرح القطاع الخاص بشكل جديد، على سبيل المثال تجربة «كايروشو» التى تستعين بكبار نجوم السينما وتقدم حالة من حالات الإبهار البصري «مسرح شيك « مشيدا بتجربة المخرج تامر كرم ، كما اتفق السنباطى حول ايجابية عودة المهرجانات المسرحية على الرغم من الظروف الصعبة واستمرار الجائحة، وقد أقيم المهرجان التجريبي فى ظروف صعبة بفضل التخطيط الجيد من قبل الدكتور جمال ياقوت ، وأخيرا كانت أهم أمنياته للعام الجديد التفكير خارج الصندوق وتقديم عروض تحوى رؤى جديدة وأشكال مسرحية مختلفة .
اهتمام إعلامي 
فيما أشار المخرج محمد الطابع إلى أن أبرز إيجابيات 2021 تتمثل في إقامة الإنتاج المسرحى وهو ما يحسبه لوزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، مشيرا إلى استمرار المهرجان القومي و مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برغم الجائحة، بعد أن قدم التجريبي العام الماضي «أونلاين» ، كذلك إقامة واستمرارية الإنتاج المسرحى بشكل يليق بالمسرح المصري، وتمنى في العام الجديد ان يكون الإنتاج أكثر ، وان تزيد عدد المهرجانات و يتزايد الاهتمام الإعلامي ، الذي رأى نقصه واحدة من السلبيات التي يعانى منها المسرح، مؤكدا إنه يحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء عليه من قبل الأعلام ، وتمنى طايع أن تكون هناك إعلانات تلفزيونية عن العروض التى تقدم وأن تهتم القنوات الفضائية بالنزول للمسرح ومتابعة الحركة المسرحية . 


رنا رأفت