مســــافــر ليـــــل رؤيـة سـينـوغـرافـيـة أكـثـر مـنـهـا رؤيـة إخــراجـيــة

مســــافــر ليـــــل   رؤيـة سـينـوغـرافـيـة أكـثـر مـنـهـا رؤيـة إخــراجـيــة

العدد 751 صدر بتاريخ 17يناير2022

نعم استطاع محمود فؤاد صدقى مخرج ومصمم ديكور عرض «مسافر ليل»، أن يقدم لنا رؤية سينوغرافية فريدة من نوعها احدث بها انقلابا وابتكارا جديدا لأول مرة فى عالم السينوغرافيا، استحق عليها جائزة الدولة التشجيعية فى مجال الديكور المسرحى عن هذا العرض من إنتاج مركز الهناجر للفنون قطاع الإنتاج الثقافى وزارة الثقافة المصرية، استطاع محمود فؤاد صدقى فى مسرحية «مسافر ليل» لصلاح عبد الصبور احد رواد حركة الشعر الحر العربي، وصاحب الإسهامات البارزة فى التأليف المسرحى، أن يتفرد عن كل سابقيه ممن قاموا بتصميم ديكور تلك المسرحية الشعرية العبثية من خلال رؤيته السينوغرافية الجديدة وتمرده على مسرح العلبة الإيطالي «التقليدى» الذي استخدمه كل من سبقوه ليكون مكانا لديكوراتهم المسرحية عن العرض، ولكن قام صدقى هنا بالخروج عن المألوف والسائد حينها فى سينوغرافيا العرض عن طريق خروجه إلى فضاء جديد، من خلال ابتكار فكرة عمل مسرح خصيصا لمسرحيته «مسافر ليل» فى ساحة  مركز الهناجر الخارجية حيث الهواء الطلق مثلما نرى فى مسرح الشارع، فجعل المسرح نفسه عبارة عن عربة قطار حقيقية، وبالداخل يجلس فيها جمهور العرض ليصيروا فى ذات الوقت هم ركاب القطار، يمينا ويسارا من أعلي وأسفل، وتدور أحداث العرض المسرحى فى المنتصف بين الجهتين، بل ويقوم الممثلون بالمرور فى الممرات ما بين الجمهور بل ويجلسون بجوارهم أيضا كما نرى فى الحقيقة، وذلك باعتبارهم جزءا أصيلا من العرض بل أنه فى موسم من مواسم العرض ومن خلال تقنية بجهاز معين جعل صدقى بذكاء القطار يهتز بالركاب من الداخل وكأنه يتحرك وينطلق كما الحقيقة، وبالتالى تمكن هنا صدقى من خلال تلك الفكرة أن يستغل الجمهور فى تأكيد رؤية عبد الصبور عن السلبية التى جعلها صفة لركاب القطار الذين يقتصر دورهم فقط على مشاهدة كل أنواع الظلم والقهر أمامهم علانية دون أدنى تدخل منهم من قريب أو من بعيد، وذلك من خلال أن جعل شخصية  الراوى واحدا منهم ويجلس وسطهم باعتباره احد الركاب السلبيين بالقطار، ليخرج فى لحظات معينة من بينهم ليتابع ويعلق على الأحداث التى يراها أمامه دون أن يكون له موقف إيجابي نحوها أو محاولة للتدخل، بالضبط كما كتبه الكاتب، ليعبر عن سلبية المتفرجين باعتباره واحدا منهم .
فكرة أن تتحول عربة القطار فى مسرحية «مسافر ليل» إلي المسرح ذاته الذى تعرض عليه أحداث المسرحية هى فكرة عبقرية فى حد ذاتها ورؤية سينوغرافية جديدة من المخرج محمود فؤاد صدقى لم يسبقه فيها احد من قبل من مصممى السينوغرافيا، ولكن فى المقابل لم يقدم لنا صدقى هنا باعتباره مخرجا للعرض أيضا أية رؤية إخراجية جديدة لنص «مسافر ليل» مثلما فعل فى فكرة سينوغرافيا نفس العرض كسينوجراف ومصمم ديكور، فجاء اخراجه للنص المسرحى نمطيا لا جديد فيه عمن سبقوه من أسلافه من المخرجين لنفس المسرحية، فقدم لنا نص «مسافر ليل» كما كتبه صلاح عبد الصبور حرفيا بنفس شخصياته وأفكاره وحتى إرشاداته المسرحية ما بين القوسين، ولم يحاول صدقى بتاتا أن يضيف رؤيته الإخراجية الخاصة من خلال تحويل النص إلي عرض مسرحى ليترك بصمة إخراجية جديدة عليه كما فعل فى السينوغرافيا للعرض .
أن نص مسرحية «مسافر ليل» لصلاح عبد الصبور، هو نص مسرحى عبثى قابل للتداول بأكثر من رؤية إخراجية، فالنص هنا يستعرض لنا كل أشكال الظلم والقهر التى تسيطر على الإنسان من خلال ما يسمى بالكوميديا السوداء التى تسخر من الواقع الذى نحياه، وعمد عبد الصبور هنا أن يقول لنا من خلال ذلك النص أن القهر هو سلاح قاتل فى حد ذاته يفوق كل الأسلحة الموجودة حولنا.
وتظهر تلك الرمزية واضحة من خلال المشهد الذى يستعرض فيه عامل التذاكر كل ما لديه من أسلحة وأدوات قتل مثل المشنقة والمسدس والخنجر .. إلخ، أمام الراكب المغلوب على أمره، والعبثية فى النص المسرحى هنا هى فى النهاية ذات نفسها بعد أن يتم قتل الراكب «عبده» بيد عامل التذاكر الذى يظهر بأكثر من اسم فى الرواية، فلا القاتل هنا يعرف لماذا قتل؟ (بفتح القاف)، ولا القتيل يعرف لماذا قتل؟ (بضم القاف) وكل ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع الراوى بالمسرحية وأمام ركاب القطار وهم جمهور العرض فى ذات الوقت دون أن يحرك أى أحد منهم ساكنا أو يحاول التدخل وكانت السلبية هى موقفهم، وهذا العبث الموجود فى النص المسرحى نراه الآن ونعايشه فى كل أنحاء العالم بعد أن صارت السلبية هى السواد الأعظم من العالم، فنرى دولا تحتل ويمارس الاحتلال عليها كل وسائل القتل والظلم والقهر بل ويتفنن فيها، والعالم كله يكتفى بموقف المتفرج والمشاهدة فقط، حتى فى حياتنا اليومية اصبحنا نشاهد أيضا صورا من السلبية للبشر من حولنا أمام حوادث عدة تحدث أمامه، وهذا هو العبث فى حد ذاته، ومن هنا تتجلى عظمة وعبقرية صلاح عبد الصبور فى ذاك النص المسرحى الذى سبق فيه عصره، وكان من الأفضل هنا لمخرج العرض أن يجعل راكب القطار يموت منتحرا بسبب القهر الذى يمارسه عليه عامل التذاكر بدلا من أن يموت مقتولا كما فعل عبد الصبور، ولتأكيد فكرة الكاتب بأن القهر أشد وأقوى من السلاح، ولكن صدقى هنا اختار أن يخرج النص المسرحى إخراج أكاديمي بحت كما كتبه صلاح عبد الصبور ودون أن يضيف فكره ورؤيته الإخراجية عليه كما فعل مع سينوغرافيا وديكور العرض، كان يستطيع أيضا على سبيل المثال بما إنه اختار فى مسرحيته أن يحدد المكان الذى تدور فيه أحداث العرض المسرحى وهو مصر بدليل انه صمم عربة ديكور تشبه تماما عربات سكة حديد مصر ووضع عليها شعار الهيئة أيضا إلا وهو (س ح م) بخلاف صلاح عبد الصبور الذى لم يحدد مكان ولا زمان بروايته، إذن كان من الأجدر هنا لصدقى أن يجعل لغة العرض هى اللغة العامية بدلا من اللغة العربية وهى لغة المصريين حتى يقترب أكثر من جمهور العرض وتصل محتوى ورسالة العرض إليه بشكل اكثر متعة وأسهل وأسرع، وبالتالى يستطيع أيضا فى هذه الحالة مثلا أن يجعل شخصية الراوى راكب القطار هنا بائع متجول بالقطار  يتلصص على ما يراه من أحداث أمامه ويرويها للركاب بخبث من اجل أن يشتروا منه وحتى يحثهم على أخذ موقف أو رد فعل ولكنهم فى النهاية يأبون جميعا التدخل ويكتفون بالفرجة مما يؤكد فكرة السلبية التى أرادها الكاتب من روايته بل ويزيد الأحداث إثارة ومتعة وسخونة عما كتبه عبد الصبور نفسه، بل كان من الممكن أيضا أن يجعل شخصية راكب القطار الذى يمارس عليه عامل التذاكر الظلم والقهر سيدة مما يعطى النص أبعادا اكثر لأهدافه ورسالته بأن يؤكد على فكرة القهر بشكل عام وفى نفس الوقت التأكيد على فكرة قهر المرأة أحيانا فى بعض المجتمعات العربية واستغلال ضعفها بشكل خاص، وأيضا كان سيجعل بتلك الفكرة للعنصر النسائى دورا فى المسرحية، بل كان باستطاعته أيضا أن يبتكر شخصيات جديدة ويزيد من عدد شخصيات العرض ليصبحوا اكثر من ثلاثة ما بين الرجال والنساء فى إطار فكرة النص أيضا عن القهر وبما لا يخل بمضمون وأهداف ومحتوى  المسرحية، بل الأبعد من ذلك كان من الممكن والمسموح لصدقى أيضا أن يتخلى عن اسم المسرحية ذات نفسه ويختار لها اسما آخر يناسب رؤيته الإخراجية لها دون البعد عن المحتوى الرئيسي للنص الأصلي ومع الحرص بالطبع على التنويه للمتلقى بأن فكرة المسرحية مأخوذة عن نص « مسافر ليل « لصلاح عبد الصبور، عموما ما قصدت وأردت أن أقوله هنا بكل ما سردته من أمثلة متاحة لعدة رؤى إخراجية للنص هو أن أؤكد للقارئ هنا بأن هناك رؤى كثيرة جدا لا حصر لها كان من الممكن لصدقى أن يفعلها فى النص من خلال عمل إعداد له يستطيع أن يلعب من خلاله ويترك العنان لرؤيته الإخراجية للانطلاق فى سماء الإبداع، ولكنه فى النهاية اكتفى برؤيته السينوغرافية المبدعة للعرض نفسه دون أن يحاول أن يضع لها رؤية إخراجية مماثلة فى نفس  القوة والإبهار واكتفى بإخراج النص بأسلوب أكاديمي، ليتضح لنا فى النهاية أن فكر 
و اهتمامات صدقى وميوله السينوغرافية فى العرض المسرحى طغت بشكل اكبر ولا شعورى على ميوله الإخراجية  لنفس العرض، أن كل ما سبق سرده عن موضوع الرؤية الإخراجية لا ينفى فى النهاية بأن صدقى قد قدم بالفعل عرضا مسرحيا جماهيريا ناجحا  أقبل عليه الجمهور واستمتع به ولكن كان للرؤية السينوغرافية الجديدة والمبتكرة وغير المألوفة لهذا العرض الفضل الأول فى هذا النجاح .
تدور أحداث العرض المسرحى فى شكل عبثى عن رحلة قطار ليلى، أبطالها «راكب قطار» متردد ضعيف الشخصية يدعى عبده وأبيه عبد الله وابنه عابد، وهى أسماء كلها تدل على الخضوع والطاعة، و« عامل التذاكر « الذى يأتى ليجد الراكب وهو يحدث نفسه ويردد اسم الإسكندر ويبدو عليه التوهان، ومن هنا وتحديدا من شخصية الإسكندر الذى يتقمصه  يبدأ عامل التذاكر فى ممارسة عليه كل أنواع القهر والظلم بدءا من التهام تذكرة الراكب وبطاقته قاصدا أن يجعله لا وجود له ولا هوية ولا تاريخ، ومن ثم يتلون أمامه بأكثر من شخصية مرتديا عدة سترات فوق بعضها كلما تخلص من سترة معينة تجده بشخصية أخرى لها سترة مخصصة جديدة، فمرة نجده الإسكندر، ومرة أخرى زهوان، ومرة هتلر، مستغلا ضعف وسلبية كل ركاب القطار، حتى تنتهى المسرحية بأن يقوم عامل التذاكر بقتل راكب القطار بالخنجر دون أية أسباب معلومة سوى انه قرر أن ينهى حياة مواطن قهرا، وأثناء أحداث تلك المسرحية يظهر احد ركاب القطار من بين الجمهور الجالس جميعا ويبدوا فى هيئة الراوى المثقف ممسكا بكتاب فى يده أحيانا يقرأ منه بعض أحداث العرض وأحيانا أخري يتابع الأحداث ويعلق عليها دون أن يشارك فى الحدث أو يحاول التدخل، حتى يجبره محصل التذاكر فى النهاية بحمل الجثة أو قتله بالمسدس، وتنتهى المسرحية على ذلك الحدث، وكأن الكاتب أزاد أن يقول لنا أن عقوبة الشخص السلبى لا تقل عن عقوبة مرتكب الجريمة، ويعد فى النهاية مشاركا فيها .
يمتلك صدقى مهارة فائقة فى تسكين شخصيات المسرحية التسكين الملائم لها من الفنانين سواء من الناحية الآدائية أو الشكلية أو الجسمانية، ووجدنا ذلك فى تسكينه العبقرى لعلاء قوقة فى شخصية «عامل التذاكر»، وهنا إذا قلنا أن خمسين فى المائة من نجاح العرض يعود لفكرة السينوغرافيا الخاصة به مع باقى العناصر، فنستطيع أن نقول أيضا أن الخمسين فى المائة الأخرى لنجاح العرض راجع إلي الاختيار الموفق لهذا العبقرى الذى قام بأداء تلك الشخصية «عامل التذاكر» والذى حصد من خلالها أيضا جائزة احسن ممثل بالمهرجان القومى للمسرح المصرى عام 2018، فعندما تراه وهو يجسد تلك الشخصية  لن تستطيع أن تتخيل أحدا غيره فى هذا الدور، حقيقة استطاع علاء قوقة أن يؤدى ذاك الدور بعبقرية لا مثيل لها فى الشر استطاع من خلالها وبكل سهولة أن يشعر جميع ركاب القطار انهم تحت سيطرة قهره وظلمه وجبروته، وفى المقابل لذلك كان اختيار حمدى عباس فى شخصية « راكب القطار « ذاك الشخص السلبى المقهور فاقد الثقة فى نفسه وفيمن حوله والمرتبك دائما هو اختيار موفق أيضا حيث أن النسبة والتناسب الجسمانى ما بين ضخامة علاء قوقة وضآلة حمدى عباس الجسمانية، كانت بمثابة عامل مساعد كبير جدا فى سهولة تصدير إحساس القهر والظلم لكل ركاب القطار، وأخيرا جاءت شخصية الراوى على الأحداث وهو احد ركاب القطار فى نفس الوقت مطابقة تماما على ياسر ابو العينين الذى يمتلك صوتا مسرحيا يجعلك تصدق بالفعل انه الراوى، كما أن ملامح وجهه الحزينة والمنكسرة تعبر بصدق عن الحالة المسرحية، لكنهم جميعا يحسب لهم إجادتهم التحدث بلغة عربية سليمة ومنضبطة 
الألحان لزاكو بالرغم من أنها جاءت محدودة فى العرض نتيجة لقصر وقته الذى لا يزيد عن ساعة إلا ربع، ولكنها جاءت معبرة عن لحظات الخوف والرهبة لدى الراكب، وكذا لحظات القهر والظلم لدى عامل التذاكر، وذكاء المخرج هنا انه قد جعل الموسيقى حية خلال العرض بأن خصص مكان فى آخر القطار للفرقة الموسيقية، لتعطى إحساس إيجابي للمتلقى بالحالة المسرحية الفريدة 
التى يعيشها والتجربة السينوغرافية الجديدة التى صار جزءا لا يتجزأ منها . الإضاءة لأبوبكر الشريف استطاع من خلالها أن يتألق ويتفوق على نفسه فى التعبير عن لحظات انطلاق القطار وإشارات التنبيه، ليشعرك بالفعل بأنك داخل قطار حقيقى وليس من صنع الخيال، كما تألق أيضا فى التعبير بالإضاءة عن لحظات الخوف والرهبة لدى الراكب من خلال الألوان الباهتة التى تعبر عن سلبية الركاب جميعا فى التعامل مع الحدث، وكذا لحظات القهر والظلم والشر والتى غلب عليها اللون الأحمر والأزرق .
 الملابس لأميرة صابر جاءت موفقة تماما مع شخصية عامل التذاكر وخاصة السترات المتعددة التى يرتديها ويكشف عنها الواحدة تلو الأخرى لنكتشف جزءا جديدا مخيفا من شخصيته الحقيقية بالتدريج، حتى نصل فى النهاية للسترة الأخيرة المرسوم عليها علامات النازية والصهيونية دلالة على عنصرية وبغض هذه الشخصية لكل من حوله، ولكنها لم تجتهد فى ملابس شخصيتى كل من راكب القطار وكذا الراوى، حيث جاءت ملابسهم تقليدية لا تعبر عن شخصياتهم السلبية أو ضعيفة الشخصية، فكان لابد ألا تكون ملابسهم مهندمة ومنظمة كما رأيناها بالمسرحية، نفس الوضع بالنسبة للمكياج لم تهتم أميرة صابر سوى بشخصية عامل التذاكر من خلال إظهار ملامح الشر على وجهه بشاربه الكثيف وملامح وجهه الأقرب إلي السواد دون الاهتمام بمكياج باقى الشخصيات .
هناك شخصيات من العاملين بمركز الهناجر للفنون، كانت بمثابة الجندى المجهول خلف مخرج العرض وساهمت فى نجاح العرض بمجهودهم الكبير فى معاونة المخرج فى الإشراف على بناء الديكور المسرحى الضخم بالفضاء الخارجى لساحة الهناجر، وكذلك معاونته خلف كواليس العرض: أشجان على «المشرف على الإنتاج ومتابعة العروض»، محمد عبد المحسن «تنفيذ إضاءة»، عبد السلام كامل وأسامة محمد «تنفيذ ديكور»، محمد جامع ويحي جلال «تنفيذ الصوت»، أخيرا يحسب للمخرج المسرحى شادى سرور مدير مركز الهناجر للفنون الحالى دعمه القوى للعرض المسرحى «مسافر ليل» من خلال موافقته على فتح موسم جديد لهذا العرض بمناسبة احتفال وزارة الثقافة بالذكرى الأربعين على رحيل صلاح عبد الصبور، بالرغم من أن العرض تم إنتاجه فى فترة سابقة له فى عهد الفنان محمد دسوقى صاحب الفضل فى هذه التجربة المسرحية المتميزة .
وأخيرا فقد نجح  صدقى مخرج ومصمم الديكور للعرض المسرحى «مسافر ليل»  من خلال تجربته ورؤيته السينوغرافية التجريبية الجديدة فى شكل المسرح وتمرده على الشكل التقليدى له فى تهيئة جمهور العرض المسرحى بأنهم بالفعل ركاب سلبيين داخل قطار حقيقى يكتفوا بالفرجة فقط على ما يرونه من ظلم وقهر من خلال أحداث المسرحية، ومن ثم فى النهاية تطهيرهم بعد مشاهدتهم للنهاية الطبيعية لكل شخص سلبى بأنه يعد مشاركا فى الجريمة التى كان مكتفيا بالفرجة عليها دون أدنى رد فعل إيجابي كما رأينا فى النهاية التى يتعرض لها راوى الأحداث بالمسرحية عندما أمره عامل التذاكر بحمل الجثة أو قتله، ومن هنا يخرج جمهور العرض من القطار وهو فى حالة إيجابية  لمواجهة وتغيير المجتمع من حوله بعد أن كان قد دخل العرض وهو فى حالة سلبية .


أشرف فؤاد