حين يتمكن المخرج المسرحي من تقديم عمل مسرحي كوميدي بشكل ونمط مختلف عن المألوف في ظل فترة ابتعد فيها المشاهد عن العروض المسرحية التي تنتجها مسارح الدولة، إلا أن مسرحية (حلم جميل) أعادت المشاهد للاستمتاع بكوميديا راقية فوجد نفسه أمام مسرحية كوميدية استطاعت أن تلبي حاجته الملحة للاستمتاع بكوميدية راقية بعيداً عن المسرح الخاص وما يدور حوله من لغط. واستطاع المخرج / إسلام إمام وفريق عملة أن يقدم للجمهور رؤية مختلفة وكوميديا راقية ليثبت أن المسرح الكوميدي بالدولة قادر علي مواجه كل الصعاب والأخذ بيد المشاهد نحو التفاعل معه وقدرته على استقطاب كم هائل من الجماهير ليحقق انتشاراً كبيراً داخل وخارج القاهرة وذلك ما استطاع طرحه من خلال تلك الرؤية الراقية في عرضة (حلم جميل) والمأخوذ عن رائعة تشارلي شابلن حيث يتطرق لموضوع إنساني بحت في صورة جميلة امتزجت بالاستعراض والغناء من خلال فكرة اجتماعية تستطيع معايشة المشاهد ليقضي وقتاً مع لحظات ضاحكة تنسيه هموم الحياة القاسية ونزعها من أعماقهم بأسلوب بسيط وعميق وذلك من خلال الأداء المتميز لبطل العرض الفنان / سامح حسين والذي يتمتع بروح عالية وأداء متميز وبساطة في الأسلوب وانتزاع البهجة من خلال طرحة للفعل المسرحي بونس ورسم ضحكة علي وجوه المشاهدين من خلال تلك الثنائية بينه وبين فنان قدير مثل / عزت زين وسارة درزاوي، ليضيفوا للعرض إضافة متميزة مع طرح وبساطة الأسلوب ليردا للمسرح الكوميدي روحه الراكدة والتي أحدثتها ظروف الحياة المتعسرة، وقد قدم الفريق عرضاً رائعاً من حيث الأداء وأثبت أن لدية القدرة على إرضاء النقاد وكسب قاعدة جماهيرية عريضة ليحدث بهذا توازن صعب التحقيق . وقد تطرق العرض لمعاني إنسانية استطاع المخرج إظهارها من خلال قدراته الفنية وأداء الممثلين لبروز تلك الاحترافية العالية بالإضافة للحس الكوميدي التي يتمتع به فريق العمل حيث التناغم فيما بينهم، وقدراتهم الإبداعية والتي استطاعت أن تؤهلهم للتوازن بين تلك المعادلة الصعبة ..وهذا ما أدركه مخرج العرض حينما اختار تلك الحدوثة الشعبية البسيطة لعرضها على المشاهد حيث امتلكت الكثير من التفاعل مع طبقات فقيرة في المجتمع، وعبرت عنها بتلك الصور التي أرسلت الكثير من السعادة والبهجة للمشاهد وبساطة الطرح، وقدم المخرج مسرحية عمقية، من خلال صور مضحكة بارعة ومواقف نادرة قادرة على إضحاك الجمهور.كل الشكر للمخرج وفريق عملة المتميز.