الإنتاج والتجريب.. مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 28

الإنتاج والتجريب.. مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 28

العدد 748 صدر بتاريخ 27ديسمبر2021

*تمتلك كل دورة من أي مهرجان مسرحي مقومات خاصة تستطيع من خلالها أن تهيء للمشاركين والفرق كل ما هو متاح لتقديم عروضها المسرحية بأريحيه وقدرة على تفاعل الجمهور مع الحدث المسرحي ، ولا نستطيع أن نقارن كل دورة بما سبقتها من دورات إلا في بعض الأشياء الخاصة بالتنظيم وغير ذلك (ورأيي أن لكل دورة سماتها الخاصة والتي يمكن أن يستمتع بها الجمهور من خلال متابعته للعروض المسرحية) . وبما أن العالم عانى الإغلاق التام فنحن على عتبات دورات مسرحية تأثرت بهذا الإغلاق وهذا وأضح على الصعيد العام للمهرجانات المسرحية وقد تختلف نوعاً في مستوي الأداء التمثيلي والمسرحي وهذا ما حدث على الصعيد العالمي وربما تظل تلك الفترة إلى أن يتخلص العالم من تلك الجائحة ويعود لإدراجه، أو لا قدر الله تظل ويظل العالم أجمع يتعامل بكيفية خاصة مع تلك الفترة ،. 
وقد تميزت الدورة 28 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بمحاور فكرية هامة كان لها بالغ الأثر على المسرحيين والنقاد والصحفيين واستطاعت فتح مجال للنقاش في محور هام وهو (الإنتاج المسرحي) والذي يؤرق الفعل المسرحي وحين نتحدث عن التجريب في المسرح كعمل إبداعي يُقدم من خلال رؤى فنية وبصرية، تتعلق بالإخراج المسرحي ورؤية المخرج فيما يقدم من إضافات نوعية تنطوي على الجدية في العمل، بل تحقق أهدافًا واضحة يستطيع أن يتعرف إليها الناقد والمشاهد ويثبتا من خلال العرض المسرحي أنهما شاهدا عرضًا مسرحيًّا ارتبط بمنهج تجريبي من خلال عناصره المسرحية وتقديمه للجمهور بتلك الكيفية. إلا أن الإنتاج المسرحي يمثل عنصر أساسي في عالم الثقافة والفن وقد أولت بعض الدول الاهتمام الكبير بهذا المُنتَج واعتبرته من أهم عناصر تقدُّمها، واستطاعت تقديم الكثير من الفاعليات الثقافية وأفردت لها ميزانيَّات ضخمة، استطاعت من خلالها تقديم وتنظيم الكثير من المُلتقَيات والمهرجانات المسرحية القادرة على تقديم رؤية واضحة متميزة من أجل مسرح متميز وعبر عروض مسرحية قادرة على طرح أفكارها في قضايا التجريب ، وكان لابد على إدارة المهرجان أن تخطو خطوة جديدة فشاركت نوادي المسرح وخرجت ببعض العروض إلي أقاليم مصر المختلفة وأصبح المشاهد المصري مرتبط بالمهرجان بعيداً عن العاصمة وهذا ما ميز تلك الدورة للمهرجان . 
وعند العودة للحديث عن التجريب في المسرح كعمل إبداعي يُقدم من خلال رؤى فنية وبصرية، تتعلق بالإخراج المسرحي ورؤية المخرج فيما يقدم فقد شاركت الكثير من العروض المسرحية التي تبنت تلك الفكرة والتي لاقت إعجاب الجمهور فيما طرحت من أفكار جديدة تعلقت بالأداء والسينوغرافيا واتسمت بالكثير من التنوع في أفكارها للمشاهد وأحدثت نوعاً من التفاعل بين العرض والجمهور بل وارتبطت بمنهاج التجريب في الطرح. ومن خلال متابعة الأعمال المسرحية التي عرضت خلال فترة المهرجان والتي لاقت استحسان الكثير من المشاهدين وقد دلل على ذلك تزاحم الحضور على بعض العروض وكان في تزايد مستمر رغم ظروف الطقس مما يدلل على تفاعل الجمهور مع المهرجان وهذا مؤشر إيجابيي يؤكد قدرة المهرجان على تحقيق أهدافه بالنسبة للمشاهد على الساحة المسرحية العربية والعالمية من خلال مشاركة الكثير من الدول الأجنبية لإتاحة الفرصة للمشاهد العربي التعرف على المسرح العالمي وخاصة تلك التي اهتمت بقضايا المجتمع وطرحها للمشاهد لإرسال الكثير من الرسائل الهامة .
وقد طرحت الندوات الفكرية المصاحبة للمهرجان عناوين هامة اختصت بالإنتاج المسرحي مما يؤكد على أن غاية التجريب منذ ظهوره اكتشاف كل ما هو جديد في المسرح وعلاقته بالإنتاج. وقدم المهرجان الكثير من الكوادر الشبابية القادرة على التفاعل وحمل المسؤولية وهذا يضاف للمهرجان …. 
وكل الشكر لرئيس المهرجان والقائمين على المهرجان مما قدموا من جهد استطاع أن يحقق رؤيتهم في الدروة 28.


مجدي محفوظ