هواة المسرح بعد انتهاء مهرجان الجمعيات الثقافية:

هواة المسرح بعد انتهاء مهرجان الجمعيات الثقافية:

العدد 741 صدر بتاريخ 8نوفمبر2021

اختتمت مؤخرا فعاليات الدورة الثامنة عشر من مهرجان مسرح  الهواة، دورة « ملك الجمل .. خالتي بمبة « الذي تقيمه  إدارة الجمعيات الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوه. أقيم المهرجان بمسرح قصر ثقافة بورسعيد على مدار 6 أيام برئاسة الشاعر مسعود شومان، من خلال الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة د. هاني كمال، بفرع ثقافة بورسعيد بإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الكاتب محمد نبيل، المهرجان شهد  مشاركة عشرة  فرق مسرحية،  قدمت مجموعة متنوعة من العروض .. خلال هذه المساحة استطلعنا أراء عدد من المشاركين والقائمين على المهرجان حول  أهم ما ميز هذه الدورة ، طموحاتهم للدورات المقبلة                                                                                                      
           
قال المخرج خالد العيسوي المشارك بعرض «أقنعة الملائكة « الحاصل على ثلاثة جوائز في التمثيل نساء و الألحان و الأشعار: مميزات اى مهرجان مسرحي يقام هو تجميع الفرق المسرحية المختلفة ووجود مخرجين من مختلف المحافظات، ومن أهم إيجابيات مهرجان الجمعيات الثقافية إقامته كل عام في محافظة مختلفة، وهو ما يحدث نوعا من أنواع تبادل الثقافات. 
وعن سلبيات هذه الدورة أضاف :» لا توجد سلبيات ولكن هناك عدة مآخذ ومنها ان الفرق تسافر وتقدم عرضها  في نفس اليوم ، وهو ما يشكل عبئا على الفرق ، خاصة فى تركيب الديكور وتجهيزات المسارح، كما ان الفرق لا تتمكن من مشاهدة عروض بعضها البعض وذلك لأنها تغادر فى اليوم الثاني، و أساس إقامة المهرجان مشاهدة الفرق عروض بعضها البعض ، و الشيء الثالث هى عدم حضور القنوات التلفزيونية لتدعيم الشباب،  فالمهرجان بحاجة إلى تغطية ودعاية افضل.                                                                                                                                

بؤرة فن 
بينما قال احمد ثابت مخرج فرقة تفانين والمشارك بعرض «البحر بيضحك ليه « الحاصل على جائزة أفضل عرض بالمهرجان:» إقامة المهرجان فى محافظة بورسعيد يعد إيجابية كبيرة فبورسعيد تعد بؤرة للفنانين فى جميع أشكال الفنون ، و اختيارها كان  اختيارا موفقا وخاصة أنها عاصمة الثقافة هذا العام، ولا توجد أي سلبيات ، فهناك حرص شديد من قبل إدارة المهرجان وتنظيم دقيق فيما يخص الانتقالات والإقامة، وكنت أتمنى زيادة قيمة الجوائز لتستوعب أعدادا اكبر من الفنانين .

ندوات ما بعد العروض 
فيما قال أحمد رجائي مخرج عرض (اسمي أوسكار) ومؤسس فريق سودوكو للفنون: تعد أهم إيجابيات المهرجان الاحتكاك، و إعطاء الفرص للفرق المستقلة بتقديم عروضها في محافظات مختلفة، ولكني أتمنى أن تحظى الفرق إقامة طوال فترة المهرجان كي نستطيع ان نشاهد كل العروض ونتعلم من بعضنا البعض، فمن أكثر سلبيات المهرجان أن تسافر الفرقة وتقدم عرضها في نفس اليوم فهذا يستهلك طاقة الفريق بالكامل ومن ثم ينخفض مستوى العرض نظرا لإرهاق،الفريق، يجب أن تسافر الفرقه على الأقل قبل العرض بيوم حتى يتثنى لنا الراحة وتقديم عرضنا بشكل لائق بالمهرجان. ومن أهم الإيجابيات الندوة المقامة بعد كل عرض، ورأيي أن  الندوة تعني أن يدور نقاش بين أعضاء الندوة وصناع العرض لا أن يتحدث أفراد الندوة وحدهم عن إيجابيات وسلبيات دون الاستماع لوجهة نظر صناع العرض وفي الختام أشكر القائمين عن المهرجان، وقد فاز عرضنا بجائزة الموسيقى الثانية وجائزة أفضل مكياج. كل التهاني لكل الفنانين أصدقائي الفائزين  

إعادة نظر 
و اتفق نور عفيفي مخرج فرقة شظايا في ان تقديم الفرق عروضها في نفس اليوم الذي تصل فيه يؤثر بالسلب على قوة العروض وإمكانية تركيب الديكور ووضع الممثلين بشكل صحيح على خشبة المسرح، موضحا ان الإقامة تحتاج إلى إعادة نظر من إدارة المهرجان ؛ لأنه من الطبيعي ان يتعرف المنافسون على بعضهم البعض ، خاصة أنه فيما مضى كانت الفرق تقيم مدة المهرجان كاملة .

النصوص الأجنبية 
الفنان حسن الوزير عضو لجنة تحكيم المهرجان قال :» تعد هذه المرة الأولى لى كعضو لجنة تحكيم في مهرجان هواة المسرح ، وفيما يخص المستوى العام فهو ليس مشجعا لأن معظم العروض تحتاج إلى توجيه المخرجين والممثلين لأبسط قواعد المسرح وتحتاج هذه الفرق إلى ان تتعلم أكثر وبشكل صحيح، ولا اقصد  في الورش ولكن في دورات علمية مثلما يحدث فى مهرجان «الرواد « لأن ابسط قواعد الإخراج ليست موجودة فيما عدا بعض العروض، أما بالنسبة للتوصيات فكان أهمها ضرورة الاهتمام بقواعد اللغة العربية إذا تصدى المخرجون لنصوص باللغة العربية،  كما كان هناك نسبة كبيرة من النصوص الأجنبية ما يقرب من 70% ، وعدد قليل لا يتعدى نصين او ثلاثة نصوص عربية وهى ظاهرة شديدة الخطورة، فكيف يكون هناك مهرجان للهواة استمر ل18 دورة ولا يوجد على الأقل خمسة  مؤلفين مصرين، لماذا نعقد المهرجان إذن؟ إن أحد أسباب إقامة المهرجان هى اكتشاف كتابا مصريين وهى ضرورة بالغه، وهناك ضرورة لأن يقوم المهرجان بوضع عنوان كل عام أو يقدم إبداعات  كتاب مصريين أو عرب، كما أن هناك ضرورة لإقامة دورات عملية للمخرجين.

أفكار ورؤى مختلفة 
المخرج والفنان جلال عثمان عضو لجنة التحكيم قال :» مما لاشك فيه ان هناك جهد مبذول من جميع الفرق المشاركة، وهناك طموح وجهد ومثابرة، فالفرق محبه للمسرح بشكل كبير وهو ما يشجعنا على تجاوز بعض الأشياء مقابل ان يبقى المسرح لمحبيه دون وضع عراقيل وإشكاليات ونظريات وأشياء من هذا القبيل، مجمل العروض قدمت في حالة توهج، بأفكار ورؤى متنوعة، في سباق مهم لصالح الحركة المسرحية للهواة، وهذا هو الجانب الإيجابي فنحن مع كل التجارب ونشجعها وندعمها. 
وأضاف: هناك مجموعة من الأشياء يجب إعادة النظر فيها، ومنها اختيار النصوص ليس على مستوى الهواة فحسب ولكن على مستوى المحترفين في المسرح المصري أيضا، فنحن نواجه أزمة كبير بشأن النص المصري والمؤلف المصري، وقد سبق أن أوضحت ذلك في عدة لقاءات، علينا ان نعيد الثقة للمؤلف المصري ، بطرح نصوصه، وأن يكون هناك إنتاج مختلف فنقدم تجاربه على ان تناسب كل تجربه مسرحا بعين ، فاختيار النص هام جدا والتأكيد على الكاتب المصري هام للغاية،  وهناك ضرورة لإقامة ورش فى عناصر العرض كافة، لأعداد المخرج والممثل ، بالإضافة إلى الاهتمام بدقه وسلامة اللغة ،  فهناك من يتعامل مع نصوص اللغة العربية باستسهال وهو تناولناه في التوصيات، كما ضمت التوصيات ضرورة وجود مساحات للأشعار والموسيقى ووجود نص مصري أو عربي سيتيح ذلك، إلى جانب وجود ورش للتعبير الحركي والكريوجراف والاستعراضات، ذلك يثري عروض الهواة، وحتى يعملون بآلية الاحتراف                                                                                                                                              
مكانة خاصة 
فيما قال الناقد  عمرو دوارة عضو لجنة النقاد ورئيس المهرجان السابق: هذا المهرجان له مكانة خاصة جدا لدي، ويكفيني فخرا مشاركتي في تأسيسه منذ عام 1996 مع مدير عام الجمعيات الثقافية آنذاك الأديب الكبير محمد السيد عيد، وكذلك المشاركة بجميع دوراته سواء رئيسا أو مكرما، أو عضوا ورئيسا بجميع لجانه (التحكيم، المشاهدة، الندوات)، وتجدر الإشارة إلى أن»الجمعية المصرية لهواة المسرح» - التي شرفت بتأسيسها عام 1982 – والتي نجحت في تنظيم عدة مهرجانات مسرحية ناجحة منذ عام 1984 كانت الملهمة والمحفزة والمشاركة في تأسيسه، ولذا فقد حرصت أيضا على المشاركة بجميع دوراته. ويمكنني أن أقرر بكل صراحة أن هذا المهرجان يمثل بالنسبة لي الصدق الفني وأعني صدق الهواية والأحلام البكر لتحقيق الذات بعيدا عن طموحات المكاسب المادية أو التطلع للشهرة. 
 أضاف:» أغلب فرق وتجمعات الهواة أعضاء بالجمعية وتربطني بهم علاقات قوية جدا، فهم زملائي وأبنائي واخوتي الصغار وتلاميذي، وكثير من تلك التجمعات شاركت في دعمها أو التدريس لبعض أعضائها من خلال الدورات التدريبية والورش المسرحية. ويجب ألا ننسى أنه قبل عام 1982 (تاريخ تأسيس الجمعية) لم تكن هناك أي تجمعات مستقلة لهواة المسرح، كما أنه من الطبيعي أن يكون للجمعية مكانة خاصة متميزة ليس فقط بعضويتها بالإتحاد العالمي لجمعيات هواة المسرح بالدنمرك والمركز العالمي للمسرح بباريس، ولكن أيضا بالعدد الكبير من الفرق المسرحية التي تضمها والتي وصل عددها حاليا 135 فرقة، وتقتضي الحقيقة أن أقرر أن عددا كبيرا من الفرق المسرحية التي تشارك بالمهرجان بأسماء جمعيات أخرى هم أعضاء «الجمعية المصرية لهواة المسرح» أيضا وفي مقدمتهم على سبيل المثال المبدعون: محمد ذكي ومحمد المالكي (عرض تريفوجا)، أحمد الأبلج ومحمد ربيع (عرض النهر يغير مجراه)، أحمد الأباصيري وأحمد لطفي (عرض شكسبير في السبتية)، والعام الماضي عصام رمضان وفرقة الأشقاء. 
وأشاد دكتور عمرو دوارة بنشرة المهرجان بقيادة الشاعر والناقد يسرى حسان ، خاصة وأنها  كانت تضم ابوابا ثابتة ،  تغطيات للندوة اليومية ومقالات نقدية يكتبها الناقدان محمود الحلواني، وعبد الحميد منصور، بالإضافة الى مجموعة من الحوارات المختلفة مع رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة المخرج هشام عطوه ومع الدكتور هاني كمال رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية والمكرمين ورئيس المهرجان مسعود شومان 
تابع :» على الرغم من اقتناعي بأن بورسعيد بها عدد كبير من المسرحيين المتميزين ولكني لست مع تكريم 20 مسرحيا بمهرجان واحد، وكان من الممكن الاكتفاء بعدد خمسة  أو ست  مكرمين على الأكثر، حتى لا يفقد التكريم معناه وقيمته، أما بالنسبة للعروض فقد تميزت بتنوعها الشديد ما بين نصوص عالمية ومحلية، ونصوص بالعامية وأخرى بالفصحى، وكان هناك نصوص من التراث الشعبي وهى ميزة،  كما ان إهداء الدورة لملك الجمل أتفق تماما معه ، خاصة ان ملك الجمل نجمة كبيرة ، قدمت دراسة كاملة عنها في العدد الأول من النشرة. 

نشرة المهرجان
فيما قال الناقد والشاعر يسرى حسان رئيس تحرير نشرة المهرجان:» منذ نشرة مهرجان نوادي المسرح بالإسكندرية عام 2006 ازعم أنه تم تغيير مفهوم نشرات مهرجانات المسرح سواء من حيث الشكل أو المضمون، لا أنكر أنه قبل هذا المهرجان كانت هناك نشرات تواكب المهرجانات المسرحية ويقوم عليها نقاد وكتاب مهمون ينشرون مادة دسمة ولكن كانت المشكلة تكمن فى الشكل حيث كانت النشرات تطبع في شكل رديء غير معتنى به،  وهذا بالتأكيد ليس ذنب القائمين على تحرير النشرات بقدر ما هو ذنب المسئولين. 
 وتابع قائلا :» منذ هذا المهرجان الذي أقيم في الإسكندرية ، عام 2006 حدث ما يمكن ان نعتبره انحرافه إيجابية لمفهوم نشرات المهرجانات تقوم على الاهتمام بكل ما يحدث فى المهرجان من فعاليات سواء عروض ان ندوات أو أخبار متعلقة بالمهرجان، النشرة ليست للمسرح تهتم بأخبار أو موضوعات خارج إطار المهرجان، الحقيقة و بلا أى إدعاء كل النشرات التي أعقبت هذه النشرة سواء كنت مشرفا عليها أو كان غيري من الزملاء مشرفا عليها هى ابنه تجربة مسرحنا،  مسرحنا النشرة ومسرحنا الجريدة. فقد أصبح هناك رؤى متعددة واجتهادات كثيرة جدا لكل من يرغب فى تقديم إضافة لتطوير هذه النشرات. وأهمية هذه النشرات أنها تكاد تكون الوثيقة الوحيدة التي  تدل على ان مهرجانا كان هنا ، وبالتالى على من يشرف على النشرة أن يعي فكرة التوثيق للمهرجان، و كل ما يخص المهرجان من أحداث.  
عاصمة الثقافة
فيما قال رئيس المهرجان الشاعر مسعود شومان: إن  انعقاد الدورة في بورسعيد هذا العام جاء بسبب اختيارها عاصمة الثقافة المصرية ، وما أضاف للمهرجان  انه  أقيم ضمن  مجموعة من الأنشطة، مسرحية و ثقافية و أدبية، وكان ذلك بمثابة إلقاء الضوء على المهرجان ، الشيء الثاني أن المهرجان استضاف عشرة فرق ينتمون الى عدد كبير من جمعيات المجتمع المدني و أتصور أن هذا مفيد للغاية للجمعيات غير النظامية التي لا تنتمى بشكل رسمي لقصور الثقافة. أضاف: المهرجان هذه الدورة تحلق حوله مجموعة كبيرة من المبدعين والمسرحيين ممن كرموا أو شاركوا في لجان التحكيم أو المشاهدة أو لجنة النقاد منهم الفنان حمدي الوزير والفنان حسن الوزير والفنان عصام السيد والفنانة مديحه حمدي، فضلا عن نقاد مثل الدكتور عمرو دوارة والأستاذ محمد الروبى والفنان حمدي حسين والدكتور احمد عزت وأسماء كثيرة أتصور ان لها حضورها الهام والثرى فى المسرح، وكانت هناك نشرة يومية خرجت بأبهى وأزهى ما يكون، يرأس تحريرها الشاعر والناقد يسرى حسان ، ونتائج المهرجان تميزت بالعدالة والشفافية، وهذا الانطباع نأخذه من الجمهور الذى شعر بعدالة النتائج وقد تم تكريم مجموعة كبيرة من مبدعي بورسعيد المسرحيين ، وكانت النقطة الهامة إرساء بعض المبادئ مثل وضع توصيات للمهرجان وهو ما يضع المهرجان فى مكانه هامة تمكنه من التحرك فى أطر علمية و معايير وضوابط للفرق المشاركة ويضع نفسه أمام الهواة الحقيقيين  وليس المحترفين الذين يرتدون ثوب الهواة، كما وضعنا مجموعة من الضوابط والتوصيات للهيئة العامة لقصور الثقافة لتنفذها وكان لأول مرة فى تاريخ المهرجان يتم عمل فيلما تسجيليا يضم كل البيانات والمعلومات عن المهرجان منذ دورته الأولى وحتى دورته الأخيرة ، وهو بمثابة سجل توثيقي عن المهرجان. لذا أعتبره  أسبوعا من الثراء المسرحي. وعقب الشاعر مسعود شومان على ما يخص إقامة الفرق أثناء فعاليات المهرجان وتقديم عروضها في يوم وصولها نفسه فقال : مقترح جيد إقامة الفرق لتشاهد عروض بعضها البعض وانا مع هذا المقترح، ولكن كان العائق الذي يعوق الإدارة هو العدد الكبير للفرق وهو ما يكبد الهيئة تكاليف كبيرة في الإقامة والإعاشة، ولذلك كان ضمن التوصيات تقليل أعداد عناصر الفرق المشاركة، فبدلا من 25 فردا كحد أقصى لماذا لا تشارك بحد أقصى عشرة أفراد وهو ما يمكننا من استضافه الفرق لعدة أيام لتتاح لها مشاهدة بقية  العروض .

                                                                               


رنا رأفت