«المخرج المنفذ».. الجندي المجهول كيف يرى دوره وكيف يراه المخرجون؟

«المخرج المنفذ».. الجندي المجهول كيف يرى دوره وكيف يراه المخرجون؟

العدد 757 صدر بتاريخ 28فبراير2022

يُعرف الإخراج المسرحي بأنه تحويل النص المكتوب إلى عرض حي ملموس، و دمج للعناصر الفنية المختلفة في إطار متجانس ومتناغم .. والعرض عناصره معروفة، الرؤية و الديكور والأزياء والإضاءة والتأليف والممثلين، إلا أن هناك مجموعة غاية في الأهمية، لا يتداول ذكرها إلا في تحية العروض المسرحية فقط، وهي فريق الإخراج المسرحي، وعلى رأسه «المخرج المنفذ»، والمتعارف عليه أنه الجندي المجهول، ويُعد اليد اليُمنى للمخرج، والمنفذ لرؤيته، والمسؤول الأول بعد مخرج العرض. عن دور المخرج المنفذ و أهميته فى العرض المسرحى التقت مسرحنا بمجموعة من المخرجين المنفذين.

قال المخرج المنفذ والناقد وليد الزرقاني: لا أعمل كمخرج منفذ إلا مع مخرجين لهم مواصفات خاصة، أهمها أن يكون محترفا وجيدا، والمخرج المنفذ هو عصب العرض وميزانه، واليد اليمنى للمخرج، والمسؤول عن تنفيذ كل طلبات المخرج اتجاه العرض، وهو المسؤول عن التوازن النفسي لكواليس العرض، عليه عامل كبير اتجاه جودة العرض المسرحي، وهو المسؤول عن حفظ وكتابة كل تعليمات المخرج، والتعامل مع الممثلين بشكل ذكي، وحل المشاكل، وإزالة  أى سوء فهم بين الممثلين وبعضهم البعض، وبين المخرجين والمخرج والعكس صحيح، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يشارك المخرج في رؤيته. أحيانًا بعض المخرجين يستشيرون المخرجين المنفذين في رؤية العرض، فدور «المنفذ» ليس مقتصرا على العملية التنظيمية والنفسية فقط، ولكن له دور أيضًا في العملية الإبداعية، فهو يشجع الممثلين قبل بداية العرض، ويعلمهم كيفية التعامل مع السوشيال ميديا بشكل إيجابي.
وأضاف «الزرقاني»: من سمات المخرج المنفذ أن يكون فنانا في المقام الأول، وليس آلة تنفيذية للتعليمات دون فهم، فيجب أن يكون فنانا ذو رؤية، ولديه قوة شخصية حتي يستطيع إدارة كل عناصر العرض المسرحي، وأن يكون ذكيًّا في التعامل مع المشاكل، ولديه رؤية في حلها، مشاكل فنية أو تقنية أو نفسية، و أن يكون سريع البديهة، خاصةٍ في المشاكل المفاجئة أثناء عرض العمل ، ويفضل أن يكون المخرج المنفذ شاملا قادرا على القيام بكل عناصر العرض المسرحي، على سبيل المثال في أحد العروض التي كنت فيها مخرجا منفذا، قمت بالتمثيل بدلًا من ممثل لم يستطيع الحضور لظروف خارجة عن إرادته، فكان الحل أن يكون هك بديلا له، لذلك فمن قوة المخرج المنفذ أن يكون دائمًا جاهزًا لحل المشكلات، فمهارات المخرج المنفذ هي التي تميزه، بالإضافة إلى أنه يجب أن يطور من ذاته طوال الوقت.

بالورقة والقلم
وقال المخرج المنفذ حيدر شوهير: دور المخرج المنفذ ينقسم إلى شقين، الأول متابعة التفاصيل الإنتاجية من حيث التعاقدات مع الفنانين والتقنيين (مهندس الديكور، استيلست- مصمم استعراضات... إلى آخره)، وذلك بالاتفاق مع مخرج العمل، ومن هنا يبدأ عمله مع المخرج بداية من قراءة النص المسرحي، وتسكين الممثلين واختيار الأدوار الثانوية والكومبارس، وذلك بمعاونة مساعدين إخراج العرض المسرحي، ثم عمل بروفات الترابيزة، بعد اختيار الممثلين وترتيب أيام بروفاتهم وترتيب جلسات مع المخرج والتقنيين، وإسناد مهام لكل مساعد لعمل البروفة، مثل حركة الممثلين وتشغيل موسيقى ودخول وخروج الديكور، وكل ذلك في أيام البروفات، وعمل تقرير بروفات لهذه الأيام، أما عن أيام العرض فيكون المخرج المنفذ هو الوحيد المسؤول عن العرض، والالتزام برؤية المخرج الذي يسلم له العرض بعد ثلاث أيام من بدايته، ويشرف المخرج المنفذ على العرض من هذه اللحظة وعمل تقرير أيام العرض المسرحي.
وأضاف «شوهير»: متطلبات المخرج المنفذ من وجهة نظري هى الورقة والقلم، لأنه لا يبدع ولكنه ينظم العملية الفنية.

شخص «واخد باله»
كذلك قال الممثل والمخرج المنفذ كريم محروس: من وجهة نظري، المخرج المنفذ شخص «واخد باله»، شديد الانتباه لكل تفاصيل العرض المسرحي، ومنها بروفات الترابيزة والحركة، يجب أن يكون مُلما بكل الأشياء، واعيا ومنتبها ومدركا، قد يكون أكثر من المخرج، لأن المخرج يعطي رؤيته للمخرج المنفذ، ويضع معه خطة العمل، والمخرج المنفذ هو المسؤول عن تنفيذها بكل دقة وحرفية. 
وتابع «محروس»: تراكم الخبرات هو الفرق بين المخرج المنفذ والمساعد، والمسرح يحتاج مسؤولية أكثر، المساعد خبرته أقل ولم يمارس الكثير من العروض المسرحية، وليس لديه خبرات في حل المشاكل، أما المخرج المنفذ فخبراته وممارسته تجعله سيد القرار في الكثير من الأحيان، لذلك يجب أن يكون على كثير من الخبرة والوعي الكافي، هي في النهاية منظومة واحدة ولكنها تدريجية، والمنفذ الواعي هو من يحتوي فريق عمله، ويكون قادرا على القيادة دون أن يشعر أحدا بذلك.
وأضاف «محروس»: المخرج المنفذ للأسف خارج كل الحسابات، من وجهة نظري يجب أن يكون هناك جائزة في المهرجانات، وأن يحصل المخرج المنفذ على جائزة، مثلها مثل جوائز الإخراج والتمثيل وما شابه، فهو أكثر شخص يحمل على عاتقه أعباء العمل، أي شيء يحدث خلال العرض المسرحي على خشبة المسرح أو خارجها مسؤولية المخرج المنفذ، وحتى في البروفات قبل العرض ، هو المسؤول الأول بعد المخرج، فأقل تقدير له أن يكون له جائزة، ويتم تكريمه والاعتراف بأهميته بشكل ملموس، على الأقل معنويًّا، ثم يصبح ماديًّا ومعنويًّا معًا، النجاح الأول والأخير يكون للمخرج وللبطل، ولكن هناك جنود مجهولين على رأسهم «المخرج المنفذ».
وتابع «محروس»: يجب أن يكون قياديًّا وهي هبة من عند الله، بالتدريب من الممكن أن يتم اكتسابها، ولكنها ليست كالموهبة الفطرية، ويجب أن يكون متمكنا من أدواته، أقلها «الورقة والقلم»، أحيانًا أرى مساعدين إخراج ومخرجين منفذين لا يحملونهما ، التسجيل على الهاتف المحمول أو الاعتماد على الذاكرة، لا أراه من وجهة نظري صحيحًا، لا غنى في الحياة بشكل عام عن التدوين في الورقة والقلم، فما بالكم بمهنة اعتمادها الأول على الانتباه والتدوين.

شيء لا يُدرّس
فيما قالت المخرج المنفذ داليا حافظ: المخرج المنفذ شيء لا يُدرّس، غير موجود في الكتب، مهنة تأتي من خلال الممارسة والخبرة العملية، تعتمد على الممارسة والخبرة والتعلم من أكثر من مدرسة إخراجية مختلفة، من آليات المخرج المنفذ أنه  يجب أن يكون لديه قدرة على فهم الرؤية الإخراجية للمخرج، و أن يكون قاريء جيد للعمل الدرامي، ويحلل شخصياته، لأن جزءا من مهنته أن يكون لديه الثقافة المسرحية الكافية لأن يعرف فكرة العمل والهدف والرسالة التي يجب أن يتم توصيلها للجمهور، هو ليس آلة أو مُنفذا للتعليمات دون فهم، و مهمته الأساسية فهم الرؤية الإخراجية للمخرج، والتواصل مع عناصر العمل المسرحي المختلفة، و أن يكون لديه آلية التعامل مع الممثل، هو حلقة الوصل بين المخرج والممثل والعكس صحيح.
وأضافت «حافظ»: القدرة على القيادة من أهم سمات المخرج المنفذ، والثقافة المسرحية له غاية فى الأهمية، من حيث الخبرة وإلمامه بكل عناصر العمل المسرحي ومدارس الإخراج ، و يجب أن يكون قياديا بشكل يتناسب مع كل عناصر العرض المسرحي، ويكون محبوبا بين فريق العمل.  هي ليست مهنة تُدرّس، و ليس لها تعريف واضح، في بعض المدارس المخرج المساعد درجته أكبر من المخرج المنفذ، ولكن في مصر المخرج المساعد مازال في دور التعلم والتدرج، ثم يليه المخرج المنفذ ذو الخبرة والممارسة، وبعد أول ليلة عرض هو المسؤول فعليًّا عن العرض و الإشراف على كل تفاصيله ، والمساعد يكون مسؤولا عن جزء محدد تحت إشراف المنفذ، ولكن الأمر مازال به إشكالية في الفرق بين المنفذ والمساعد.
وتابعت «حافظ»: للأسف المخرج المنفذ لم يأخذ حقه بعد في مصر، وبخاصةٍ في مسرح الدولة، اللائحة المالية للاثنين متساوية، وفي بعض الأحيان في التعاقد من الخارج، المخرج المساعد قد يأخذ أكثر من المخرج المنفذ في مسرح الدولة، وعلى المستوى المادي المخرجين المنفذ والمساعد لم يحصلا بعد على حقوقهم، ولكن على المستوى الأدبي، كل شخص واجتهاده، هناك بعض المخرجين المنفذين معروفين بالاسم على مستوى الحركة المسرحية، ومجرد وجود اسمه على الأفيش، يجعلك تطمئن أن العمل متقن من الناحية التنفيذية، فهناك بعض التقدير الأدبي لبعض المخرجين المنفذين.

حلال المشاكل
وقال المخرج المنفذ كمال خضر: هو «حلّال المشاكل»، المسؤول عن إتاحة جو مناسب لكل العاملين بالعرض المسرحي، وأن يقوم بحل المشكلات على قدر المستطاع، ولا أجد فارقا بينه وبين المخرج المساعد، الاثنين واحد، ولكنه يقود العملية المسرحية، يقوم بعمل المساعد ولكنه يقودهم، وهو المسؤول الأول بعد المخرج مباشرةً، ويجب أن يكون مجتهدا وذو فكر، وسريع التصرف، والأهم أن يكون محبوبا من الجميع واجتماعي بشكل حقيقي ومتعاون.
وتابع «خضر»: دوره مهدر بالتأكيد، أغلب من يعملون خلف العمل المسرحي (في الكواليس) وليسوا في الواجهة، حقوقهم وأدوارهم مهدرة للأسف، واعتقد أن هذا الوضع في مصر فقط، وأن المخرج المنفذ والمساعد حاصلين على حقوقهم ووضعهم بشكل كبير خارج مصر.

قادر على التعامل مع الاختلاف
وقال الممثل والمخرج المنفذ السكندري أكرم نجيب: هو القائد رقم 2 في العرض المسرحي، بعد المخرج مباشرةً، وعليه أن يُنفذ وجهة نظر المخرج بالأدوات المتاحة وبطريقة المخرج، لأن الإخراج مبني على مدارس، ويجب أن يكون هناك تفاهم بين المنفذ والمخرج، و أن يتحلي بالصبر خاصةً في التعامل مع الممثلين، و أن يكون مثقفا في فكرة الإخراج، و قادرا على التعامل مع ظروف كل شخص في فريق العمل، و على التعامل مع المخرج بأفكاره المتنوعة والمختلفة، و بشكل أوضح يكون قادر على التعامل مع الاختلاف. المخرج المساعد هو مناقش في العرض، ولكن المنفذ هو من في أرض الواقع، ويبدأ في تنفيذ كل الأفكار التي اتفق مع المخرج عليها، وللأسف حقه مُهدرا في مصر ، وعلى مستوى العالم يتم تقديره بشكل أكبر ماديًّا ومعنويًّا.

أن يحضر يوميًّا
كذلك قال المخرج المنفذ أحمد رضا: المخرج من الممكن أن لا يتواجد في العرض، ولكن المخرج المنفذ يجب أن يكون حاضرا، لأنه المسؤول عن تنفيذ وإدارة كل تفاصيل العرض ، والمُنفذ بناءً على رؤية المخرج، ويجب أن يتابع ذلك يوميًّا بشكل دقيق ومفصل. يجب أن يكون عنده ولو فكرة عن كل عنصر من عناصر العرض المسرحي، ويكون قارئا جيدا، ويختلف المخرج المنفذ في الدولة والقطاع الخاص عن الجامعة، ففي الجامعة يكون هدفه الأول العمل على بناء الممثل بجانب العناصر الأخرى، أما في القطاع الخاص ومسرح الدولة (المسرح المحترف)، يفكون اهتمامه أكثر بعناصر العرض المسرحي، والمخرج المساعد يشارك بشكل ما في الإخراج، قد يناقش المخرج في رؤيته، ولكن المخرج المنفذ، هو منفذ فقط لرؤية المخرج، ومن حقه المناقشة ، ولكن ليس الهدف هو تغيير وجهة نظرالمخرج ، إلا في حالات محدودة جدًا تتطلب ذلك.

خطوة من خطوات السُلَّم الإخراجي
فيما قال الراقص والمخرج المنفذ باهر فتح الله: التفاهم هو أساس التعامل ما بين المخرج والمخرج المنفذ وباقي فريق العمل المسرحي، فيجب أن يكون على دراية بأساسيات العناصر المسرحية المختلفة، والمخرج المنفذ خطوة من ضمن خطوات السُلَّم الإخراجي، والخبرات المتراكمة أساس نجاح المخرج المسرحي، إلى جانب الاطلاع والقراءة، والقدرة على القيادة والتعاون واحتواء وتفهم مشكلات الفريق المسرحي بكل عناصره.

التلمذة على يد أستاذ
وكان لابد أن نسأل واحدًا من أكبر المخرجين خبرة ومهنية وهو المخرج القدير سمير العصفوري، حيث قال: أهم عنصر في هذه القضية، أن يكون المخرج المنفذ مقتنعا بأستاذ أقدم منه في مهنة الإخراج، على سبيل المثال عملت كمخرج منفذ مع أحد كبار المخرجين العظام وهو الأستاذ حمدي غيث، مهم أن يكون هناك ما يسمى بمنطقة التلمذة على يد أستاذ، في هذه الحالة يستفيد عمليًّا المخرج المنفذ من عمل أستاذه، وأستاذه يعطيه تفاصيل ينفذها بذاته، ويستطيع أن يكون نائبًا عنه، بعد أن يسند له أستاذه هذه العملية برؤيته ووجهة نظره، ويجب أن يكون المخرج المنفذ فنانا في المقام الأول، ومحترفا، ولديه خبرة تراكمية مهنية ونظرية، ويفضل أن يكون أحد الدارسين الأكاديمين بأحد المعاهد والكليات المتخصصة، وينتقل «المنفذ» بعد فترة تدريبه مع أساتذته إلى تجربته الشخصية، على مستوى الهواة أو الجامعة أو في الشركات أو عروض حرة، ومن هنا يستطيع أن يعبر عن ذاته ويستطيع أن يقوم بعمل فني ويستقل فيه بنفسه، ويكون له رؤية فنية إخراجية خاصة.
وأضاف «العصفوري»: بعد التدريب الطويل مع استاذه في أعمال متعدده، سيعتبر أن تلك الفترة هي فترة تدريب مهمة، ويجب أن يدرس بشكل أكاديمي في فرع من فروع الإخراج، ويكون مدركا لتفاصيل المسرح وما في المسرح من فكر وفلسفة، و يجب أن يكون لديه القدرة على تغطية كل الإجابات التي سوف يُسأل عنها، ويكون لديه القدرة على تفسير النصوص بشكل جيد، ويجب أن لا يُقلِّد أستاذه، ويكون له رؤيته المستقلة وتصوره، و الحكاية كلها خارجة عن إطار المنظومة السليمة في الوقت الحالي، وذلك بسبب أننا في فترة انتقالية بسبب الكورونا، وظروف في غاية الصعوبة، والمخرج المنفذ أحد الطاقات العظيمة التي تساعد على قدر المستطاع ويسعى أن يجد لنفسه مكانًا وتقديرًا، وحتى إن لم يتم تقديره هو وباقى الإخراج، فعلى الأقل هو يقدر ذاته، ومن يعمل معه يحمل له كل معاني التقدير، الصورة لم تكتمل بعد، نحن في سبيلنا لإعادة تنظيم الصورة، ولكن بعد انتهاء الجائحة والظرف الاقتصادي، حتى يتم توفير واقع مسرحي اقتصادي أفضل.
وختامًا قال المخرج المسرحي سعيد سليمان: في المسرح المحترف لدينا قلة من المخرجين المنفذين، هذه المهنة على الرغم من أهميتها، لم تعد متوفرة بسهولة، ولا المخرج المساعد، في مسرح الهواة قد يكون عددهم أكثر بكثير، يجب أن يكون «المنفذ» في المقام الأول يحب عمله، هناك قلة قليلة هم الجيدين فى تلك المهنة، وهو عنصر في غاية الأهمية، المخرج عندما يكون معه مخرج منفذ محترف، يكون مطمئنا، يجب أن يكون «فاهم» وواعي، وأن يكون مُلما بالمسألة الإدارية، وهو مسؤول عن إصلاح ما قد يفسده المخرج دون قصد مع الممثلين أثر توتره، فالمخرج المنفذ هو حلقة الوصل بين فريق العمل والمخرج، ويجب أن يكون صبورًا ومتعاونا، الكواليس ما قبل العرض مهمته، وما بعد العرض أيضًا، فيجب أن يكون لديه قدره على خلق روح التناغم والانسجام بين عناصر العرض المسرحي.
وأضاف «سليمان»: ربما من حسن حظي أن من عمل معي من المخرجين المنفذين كانوا على حرفية كبيرة ومنهم وليد الزرقاني وداليا حافظ وغيرهما، ويجب أن يكون «المنفذ» ملما بالجانب الفني والإداري، ومن وجهة نظري أرى أن المناقشة ما بين المخرج المنفذ والمخرج شيء صحي جدًا، وتضيف للعمل، وهو جزء أساسي من العملية الإبداعية، وبالتأكيد يجب أن يكون «دارس»، سواء خريج دراما أو تمثيل وإخراج، وأنا أفضل العمل مع من هم دارسين وعلى دراية بالعملية المسرحية، وبالتالي المخرج المنفذ ليس آلة، ولكنه إنسان ذكي وقادر على التناقش والتحاور، وقادر على إيجاد حلول لأى مشكلة إدارية أو فنية، اتمنى أن يصبح لدينا في المسرح المحترف زيادة في عدد المخرجين المنفذين المحترفين.


إيناس العيسوي