نصب شهداء المسرح.. وسط القاهرة

نصب شهداء المسرح..  وسط القاهرة

العدد 732 صدر بتاريخ 6سبتمبر2021

أثناء تجوالي وسط القاهرة كنت سعيداً وأنا أشاهد كل هذه التغيرات الجميلة والمباني العريقة أنها القاهرة العريقة وكنت اكثر سعادة كلما مررت بجوار ميدان يتوسطه تمثال طلعت حرب أو مصطفي كامل وسعد زغلول وإبراهيم باشا وغيرهم فالكثير من أبناء مصر كانت له بصمة في تاريخها، وازدادت سعادتي حينما توجهت لمشاهدة عرض مسرحي في المسرح القومي بالقاهرة تلك التحفة المعمارية الجميلة وتذكرت المسارح الوطنية التي شاهدتها في بعض الدول، وحين اقتربت تذكرت ذاك العرض (من منا) انه الخامس من ديسمبر تلك الذكري المريرة على كل مثقف ومسرحي أنه حريق مسرح بني سويف الذي التهم خيرة مسرحي مصر لتقدم مصر الضحايا تلو الضحايا من اجلها  ثم نظرت إلي مبني المسرح وازداد إعجابي بلوحاته ونقوشه وحين التفتت للخلف فلم استطيع التحرك من كثرة الناس والباعة وهم ينادون بمكبرات صوت يدوية علي ما يعرضون للبيع حاولت الوصول لمسرح العرائس لكن دون جدوي عدت للخلف وجلست في بهو المسرح لأترحم على شهداء المسرح  نعم (لن ننساكم) وشاهدت تلك العبارة علي مواقع التواصل في كل مكان، وارتبطت بنا ارتباطاً وثيقاً وقلت  لن ولم ننساكم، وهنا تخيلت أن هذا المكان هو تخليداً لذاكرهم يتوسطه عدة تماثيل لهؤلاء الشهداء يلتفون حول علم مصر في  ورسالة المسرح في أيديهم ، نعم أنها الرسالة التي  كل مكان دون عناء ودون ضحايا ...أنها الرسالة التي وقفت أمام جبابرة العالم  وحشيها الدكتاتوريون لصدقها  ودفاعها عن مبادئها ..! فهي ذاك الجندي الذي يقف أمام العدو ممشوق القامة ممسكاً بسلاحه في وجه الغدر.
فرسالة المسرح لها صدي وصوت كصوت المدفع يسمع صداها في مكان فتحدث حراكاً تنويراً بعيداً عن المعترك السياسي والاختلافات  التي لم ينتج عنها ألا الفرقة والمشاحنة، أن نهضة البلاد في رسالة  فهي قادرة على لم شمل الأمة حين تمخضت الفرقة فلم تكن ألا تلك الرسالة القادرة علي لم الشمل تهدي المواطن إلى طريق الرشاد ، نعم (لن ننساكم) فهذا عيدكم ويومكم  فلابد أن يكون لكم يوم  فأنتم منا ذهب ولن ننسي نهايتهم في هذا الحادث المأسوي الكبير الذي التهم أجسادكم في دقائق معدودة والتحفت النيران أجسادكم فكنتم ضحايا تلك الرسالة (من منا) يا أهل المسرح:  ألا يكفي لهؤلاء أن يكون لهم ميدان ونصب تذكاري في هذا المكان الذي اكتظ بالباعة وغير منظر هذا التجمع الثقافي الجميل الذي حمل بين أحضانه ثلاث مسارح قادرة علي تغيير مجري أمه ...أنه نصب شهداء المسرح في وسط القاهرة .


مجدي محفوظ