العدد 741 صدر بتاريخ 8نوفمبر2021
«سميحة أيوب .. سيدة المسرح العربي « هي العلامة الفارقة في تاريخ الفن المصري، التي تمنح الوجود ضوءا وسحرا ويقينا وحرية بامتلاكها طاقات من الوعي والفكر والحب والجمال. تجربتها حية نابضة شديدة الوهج، تقبل الطرح والاشتباك والجدل مع الواقع والإنسان، فقد منحتها ثقافتها الرفيعة أبعادا ودلالات، لتواجه الحياة باعتبارها مغامرة تفرض تحديات الزهو والانطلاق بعيدا عن أسر الكائن ووصولا إلى دهشة البوح وحرارة المكاشفة وجماليات المعرفة. حضورها هو حضور للإبداع والرصانة واحترام الذات، وهو تقدير لرموز قوتنا الناعمة الذكية التي ساهمت في تقديم الوجه المشرق لمصر، حيث التقاليد العريقة والمثل العليا والقدوة الفنية، فهي صاحبة تاريخ فني وإنساني بديع مسكون بالإرادة والعطاء المتميز وهي قامة إبداعية شامخة جمعت بين الموهبة والثقافة والدراسة والخبرة والنضج الخلاب، والوعي الفريد بالواقع والحقيقة والإنسان.
وهذا العام تشرف مهرجان «شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي» (6 – 11 نوفمبر 2021) بإطلاق اسم الفنانة القديرة سميحة أيوب على دورته السادسة (وأيضا برئاستها الشرفية للمهرجان وعضويتها للجنتها العليا)، وكذلك بإصداره لكتاب خاص بتكريمها بقلم الدكتور/ عمرو دوارة وهو من كبار مثقفي مصر ومبدعيها، وقد حقق لاسمه مكانة سامية بامتلاكه الوعي والحضور والبصمات الفريدة، ولذا تأتي أعماله الأدبية كوثائق إبداعية رفيعة المستوى تموج علما وكشفا ومعرفة. وقد سبق له إصدار مجموعة ضخمة من الكتب التوثيقية المتميزة، تلك التي أشاد بها كبار النقاد ومنحوه من خلالها لقبي: «حارس ذاكرة المسرح المصري» و»جبرتي المسرح العربي»، كتب عن أساتذة وأعلام الإخراج المسرحي(كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، أحمد عبد الحليم، د. كمال عيد، محمود الألفي، هناء عبد الفتاح، ثم الكتاب المهم عن الفنان/ حسين رياض – صاحب الألف وجه (عام 2020) الذي حقق نجاحا كبيرا على المستوي النقدي، فدفع الدكتور/ دوارة إلى الدخول في عمق هذه التجربة، ليشهد العام التالي (2021) إصداره الثري عن فارس المسرح العربي/ عبد الله غيث، ثم كتابه العبقري عن سيدة المسرح العربي سميحة أيوب. ولا يزال د. دوارة منشغلا في متابعة إصدار باقي أجزاء موسوعة المسرح المصري المصورة (وهي سبعة عشر جزءا صدر منها بالفعل ستة أجزاء والباقي تحت الطبع) وكذلك استكمال مجموعة الكتب التوثيقية الخاصة بالقضايا والفرق المسرحية.
وإصداره الأحدث «سميحة أيوب ..سيدة المسرح العربي» كتاب غير مسبوق، ولذا فقد بعث جدلا عارما في الأوساط الثقافية والفنية والنقدية، خاصة وقد نجح من خلاله في الوصول إلى ذروة الإبداع الفكري للتوثيق العلمي، ويكفي أن نذكر أن د.سميرة محسن الأستاذة بالمعهد العالي للفنون المسرحية قد صرحت في حفل توقيع الكتاب بأنها قررت تدريسه لطلبة الدراسات العليا بالمعهد نظرا لأنه يتناول تاريخ المسرح المصري كله (منذ البدايات عام 1870 ومرورا بالنصف الأول من القرن العشرين ووصولا إلى مرحلة مشاركات الفنانة/ سميحة أيوب خلال النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الآن)، كذلك أشاد د.أشرف زكي رئيس الأكاديمية السابق - في نفس حفل التوقيع - بالدور المهم الذي يقوم به د.دوارة لحفظ تاريخنا ومنجزنا المسرحي، ولولاه لضاع جزء كبير من تاريخنا الفني واندثر، وبالتالي فإن هذا الكتاب المهم عن سيدة المسرح العربي سيكون مرجعا موثقا مهما جدا للأجيال القادمة.
يقول المؤلف الكبير/ محمد أبو العلا السلاموني عن كتاب سيدة المسرح العربي: «أنه عمل بديع في مادته وموضوعه وإعداده ومنهجه وتبويبه ومعلوماته وتواريخه ووثائقه. لم يفرط دكتور/ عمرو دوارة في شيء مما يؤكد أمانته وتفانيه وإخلاصه لقضايا التوثيق، وكذلك قدراته الإبداعية والفكرية والثقافية، وقد صدق من أطلق عليه حارس الذاكرة الفنية للمسرح المصري وجبرتي المسرح العربي الحديث». وفي هذا السياق نتفق تماما مع رؤى الأستاذ/ السلاموني، فهذا الكتاب هو إضافة شديدة الثراء لواقعنا الثقافي، ويكاد يكون موسوعة فنية عبقرية خاصة وأنه يرتكز على المفاهيم العلمية. وإذا كانت الكتابة عن قامة شامخة بحجم وقدر القديرة/ سميحة أيوب هي عملية شاقة ومتعددة تدور عبر جميع القنوات الفنية فإن المسئولية تصبح أكثر تعقيدا في ظل غياب المراكز البحثية المسئولة عن التوثيق، وندرة الدراسات والمراجع التي تتناول أعمال الممثلين بالدراسة والتحليل، وكذلك غياب البيانات والمعلومات الموثقة، ويحسب للدكتور دوارة نجاحه في تجاوز كل هذه العقبات والثغرات عبر امتلاكه للركائز الفنية والفكرية والتاريخية التي تحققت في تجربته الجدلية اللامعة مع الواقع الفني المصري، ولعل مجموعات الصور المدهشة لأعمال سميحة أيوب في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة التي يضمها الكتاب من أرشيفه الخاص تؤكد أن المؤلف يمتلك أدواته الفنية والمعرفية الخاصة به.
وفق الدكتور/ دوارة بإهدائه هذا الكتاب إلى جمهور المعجبين الذين منحوا القديرة/ سميحة أيوب لقب سيدة المسرح العربي، وهو إهداء رفيع المستوى يليق بتلك الوثيقة النقدية الفكرية الفنية المغايرة، خاصة وقد أشار في إهدائه إلى روح والدته أشد المعجبين بهذه الفنانة الكبيرة حتى قبل مرحلة صداقتهما معا. وفي هذا السياق يتكون الكتاب من مقدمة شديدة الجاذبية وثمانية فصول، يأتي «الفصل الأول» بعنوان السياق التاريخي والفني ليقدم صورة بانورامية لبدايات المسرح المصري حتى منتصف القرن العشرين، ويتجه «الفصل الثاني» إلى السيرة الذاتية والمسيرة الفنية، بينما يطرح «الفصل الثالث» الإبداعات المختلفة بالقنوات الفنية (السينما/ الدراما التليفزيونية/ الإذاعة)، ويأخذنا «الفصل الرابع» إلى الإسهامات المسرحية مع تحليل لأهم أدوار السيدة الجميلة/ سميحة أيوب، وفي «الفصل الخامس» نتعرف على عدد كبير من الشهادات النقدية لعروضها المسرحية من خلال رؤى فكرية لنخبة من مثقفي مصر وأقلام نقادها المتميزين، وننتقل في «الفصل السادس» إلى صورة سميحة أيوب في عيون نخبة من الزملاء الفنانين بمصر وبعض الدول العربية الشقيقة، أما «الفصل السابع» فهو يضم أقوال من القلب صرحت بها الفنانة القديرة في مناسبات متنوعة وعبرت من خلالها عن فكرها ومواقفها من الفن والحياة، وفي «الفصل الثامن» نتوقف أمام أهم العلامات المضيئة بالمسيرة الفنية من خلال تحليل عشرين مسرحية حققت ردود فعل عارمة، وأخيرا يتعرف المتلقي على الختام وأهم السمات لتلك التجربة الوجودية الثرية. ويستكمل هذا الجهد الكبير بمجموعة الملاحق شديدة التميز التي تضم قائمة المسرحيات التي شاركت بها مرتبة تاريخيا، قائمة الفرق مع تفاصيل عروضها، قائمة المؤلفين التي جسدت شخصياتهم الرئيسة، وقائمة المخرجين التي تعاونت معهم من مختلف الأجيال. وهذه الملاحق تمثل إنجازا علميا عظيما. وينتهي الكتاب بقائمة المراجع العلمية التي ارتكز عليها الدكتور/ دوارة صاحب السيرة الذاتية المشرفة.
إذا كانت سميحة أيوب هي أحد أيقونات الفن العربي ورمز من رموزه الأصيلة فتجدر الإشارة إلى أن مستوى تمثيلها الدبلوماسي قد ارتفع إلى درجة الملوك والرؤساء، حيث أتاحت لها مكانتها الرفيعة فرصة اللقاء بعدد كبير منهم، وكما يشير الدكتور/ دوارة فإن من تتاح له فرصة الاقتراب من عالمها الخاص أو رصد مسيرتها الفنية ستأخذه الدهشة من هذا الكم الكبير من صورها مع الملوك والرؤساء، وبعضها لقطات أسرية حميمة تؤكد سمو مكانتها، وذلك بخلاف الكم الهائل من الأوسمة والنياشين والدروع وشهادات التكريم. ويذكر أن المؤلف قد أتيحت له فرصة مشاركة السيدة/ سميحة أيوب في عدد كبير من المهرجانات المسرحية ببعض الدول العربية (مثل ليبيا، تونس، الجزائر، الأردن، الكويت، الإمارات)، فسجل فخره بمكانتها وحرارة استقبالها على الصعيدين الرسمي والشعبي، كما شهد لها مع كل من اقترب من عالمها بدماثة خلقها وسمو تصرفاتها ودبلوماسيتها ولباقتها وأناقتها المعهودة، وكذلك بقدرتها الرائعة على تحقيق التمثيل المشرف لبلادها، وكما جاء بالكتاب فإن حياتنا الفنية طوال أكثر من قرن ونصف من الزمان لم تشهد سوى ثلاثة سيدات ارتبطت بأسمائهن ومكانتهن صفة السيادة وهن: سيدة الغناء العربي أم كلثوم، سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وسيدة المسرح العربي سميحة أيوب، حيث لم ترتبط تلك الصفة بهن فنيا وإعلاميا فقط بل جماهيريا أيضا فيما يقترب من الاستفتاء الشعبي، وبالتالي لم تستطع أي فنانة أخري منافستهن على هذا اللقب الشعبي، وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن لقب سيدة مصر الأولى (زوجة الرئيس) هو لقب رسمي يزول بزوال مكانة الزوج.
بدأت القديرة/ سميحة أيوب مشاركاتها على مستوى الاحتراف مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين، وبالتحديد في أوائل الخمسينيات خلال فترة دراستها بالمعهد العالي للتمثيل، ثم انضمت لفرقة «المسرح القومي»، التي انتمت إليها طوال مسيرتها الفنية، وكما يشير دكتور دوارة فقد أصرت على عدم المشاركة في أي عروض تجارية، ولم تتعاون إطلاقا مع فرق القطاع الخاص، وانحصرت مشاركاتها من خلال ستة فرق فقط هي: القومي، الجيب، العالمي، الحديث، الحكيم، والغنائية الاستعراضية، بالإضافة إلى بعض المسرحيات المصورة للتليفزيون، وفي هذا السياق ظلت الفنانة/ سميحة أيوب هي العلامة الفارقة في تاريخ التمثيل المسرحي، والنجمة المتألقة في جميع أدوارها، صاحبة الحضور القوى اللافت بنظراتها المعبرة وإحساسها المرهف وإشاراتها الدالة، فهي السيدة المثالية صاحبة القوام الممشوق، والصوت المعبر والنبرات المميزة، ومخارج الألفاظ السليمة الواضحة. ويذكر أنها قد أجادت فن الإلقاء والتمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس كفاءة تمثيلها باللهجة العامية، وذلك بالإضافة إلى تفردها في الإلقاء الشعري مما أهلها للقيام ببطولة بعض العروض الشعرية المهمة مثل: مجنون ليلى، الفتى مهران، رسالة إلى العدو، وطني عكا، قولوا لعين الشمس، الوزير العاشق، دماء على أستار الكعبة، والخديوي .
يتوقف د. دوارة أمام أعماق «سميحة أيوب» التي تروي عن بدايات تعلقها بالفن، حيث كانت شرفة منزل أسرتها تطل على صالة عرض إحدى السينمات الصيفية، فكانت مشدودة إلى الشرفة تتابع الأفلام العالمية، وكانت أمنيتها آنذاك أن تصبح راقصة باليه وليس ممثلة، وذلك بعد مشاهدتها فيلم «ذات الرداء الأحمر» حيث أعجبت بالبطلة الباليرينا. وخلال مرحلة البدايات الفنية اضطرت سيدة المسرح بناء على طلب أسرتها إلى تغيير اسمها في أول عمل إذاعي وهو أوبريت «عذراء الربيع «، واختارت لها اسما فنيا هو «سميحة سامي»، وعندما أذيع العمل وأشاد به النقاد ووجدت استحسانا غضبت من نفسها وشعرت بالندم لرضوخها لرغبة أهلها وقبولها تغيير اسم العائلة، فقررت التمرد على هذه القيود وعادت مرة أخرى لتقديم جميع أعمالها باسمها الحقيقي.
تكشف مسيرة «سميحة أيوب» الفنية - كما جاء بالكتاب - عن مشاركتها في بطولة أكثر من أربعمائة وخمسين عملا من بينهم: تسعين مسرحية، أربعة وأربعين فيلما، ومائتي وعشرين مسلسلا وسهرة تليفزيونية، وما يقرب من مئة وخمسة عشر مسلسلا وسهرة إذاعية، وذلك على مدار ما يقرب من سبعين عاما. ويذكر أنها وقفت على خشبة المسرح لأول مرة مع الفنانة/ فاتن حمامة - أثناء فترة الدراسة بالسنة الأولى بالمعهد - من خلال مسرحية البخيل لموليير التي قدمت على خشبة دار الأوبرا المصرية، كما عملت مع الفنانة/ سناء جميل كومبارس متكلم في مسرحية دنشواي. وعبر امتداد السنوات شهدت فترة الستينيات طفرة كبرى في المسرح المصري على يد نخبة من المبدعين الكبار في التأليف والإخراج والتمثيل، وكانت السمة الرئيسية هي العشق الحقيقي للمسرح وإيمان الدولة بدوره التنويري، وكما كتب د. دوارة أن الفنانة/ سميحة أيوب قد قدمت خلال تلك الفترة مجموعة من أفضل أدوارها في مسرحيات الفتى مهران، الزير سالم، السلطان الحائر، السبنسة، كوبري الناموس، سكة السلامة، بير السلم، المسامير، وأيضا بالنصوص العالمية: الخال فانيا، أنتيجون، الإنسان الطيب، دائرة الطباشير القوقازية، الندم، الذباب.
ويذكر أن سميحة أيوب هي أول سيدة بالوطن العربي تتولى إدارة فرقة تابعة للدولة، وهي فرقة «المسرح الحديث» عام 1973، كما تولت بعد ذلك إدارة فرقة المسرح القومي مرتين، الأولى خلال الفترة 1975 – 1982، والثانية خلال الفترة 1984 – 1988، وكما جاء بالكتاب فإنها تمتلك مقومات إدارية متميزة فهي شخصية قيادية بطبعها تجيد الحسم وتجيد القدرة على التشجيع وتوظيف الحوافز، وخلال فترة إدارتها للقومي قدمت عروضا متميزة حققت نجاحا عارما مثل: عودة الغائب (تأليف/ فوزي فهمي وإخراج شاكر عبد اللطيف , وبطولة محمود ياسين وعايدة عبد العزيز)، طائر البحر (لتشيكوف بطولة/ عايدة عبد العزيز وفاروق الفيشاوي)، دماء على ملابس السهرة (تأليف/ أنطونيو باييخو، وإخراج نبيل منيب وبطولة/ عزت العلايلي ومحسنة توفيق)، الأستاذ (تأليف/ سعد الدين وهبة وإخراج/ جميل راتب وبطولته مع محسنة توفيق)، المهاجر (لجورج شحادة وإخراج/ عبد الغفار عودة وبطولة/ رجاء حسين وعايدة عبد العزيز وتريز دميان)، كما نجحت في إنتاج بعض العروض المشتركة مع فرنسا مثل مسرحية فيدرا لمؤلفها راسين، ومع انجلترا في مسرحية أنطونيو وكليوباترا لوليم شكسبير. ويذكر أن الكتاب يضم رصدا متميزا لما قدمته سميحة أيوب أثناء إدارتها للمسرح الحديث، وكذلك وثق لمشاركتها بإخراج خمسة مسرحيات هي مقالب عطيات، ليلة الحنة، وثلاث مسرحيات للتصوير التليفزيوني هي: الميت الحي، عقلي في المسمط، وروفيدة أول طبيبة في الإسلام.
إذا كانت الصور العظيمة التي تمثل جزءا أصيلا مدهشا من الكتاب يروي عن التاريخ والسياسة والوعي وأناقة الجمال فإن تكريمات وجوائز سميحة أيوب تمثل حالة رفيعة المستوى باعتبارها نموذج مشرف للفنانين العرب ومثال للفنان المثقف الذي يعتز بموهبته المتمكن من جميع أدواته ومفرداته، وكذلك العشق الجماهيري الصادق , وفي هذا الإطار تقدم الفصول المتوالية من الكتاب أدق تفاصيل إبداعات سميحة أيوب في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة عبر القوائم الدقيقة، كما يقدم الكتاب بانوراما غريرة التفاصيل لأعمالها المسرحية وأسماء النجمات والنجوم الذين شاركوها، وكذلك رصد عبقري لمجموعة النصوص العالمية التي قدمتها سيدة المسرح العربي، كما يمكن للمتلقي أن يتعرف بوضوح على دور التيار النقدي في الستينيات وأثره الفعال على الحركة المسرحية من خلال متابعات الأساتذة الكبار مثل: رشدي صالح، د. إخلاص عزمي، د. سمير سرحان، د. محمد مندور، جلال العشري، د. محمود أمين العالم، د. أمين العيوطي، عبد القادر حميدة، بهاء طاهر، رجاء النقاش، فتحي العشري، أمير اسكندر، وحيد النقاش، فاروق جويدة، د. رفيق الصبان، محمد التهامي، فاروق عبد القادر، يوسف العاني، د.عبد الرحمن بن زيدان، وذلك بالإصدارات المسرحية الثرية المختلفة آنذاك، وهذا بلاشك مجهود عظيم سيظل سيذكر دوما للدكتور/ عمرو دوارة .
وكما كتب الأديب الراحل/ خيري شلبي: «إن سميحة أيوب مارد على المسرح، إذا انطلق لا تستطيع قوة أن توقفه. وأن الوداعة والشراسة توأمان في عينيها، فالمسرح هو معبدها ومحرابها وكعبتها وسمائها وأرضها وأسرتها، تبعث تجاوبا سحريا بين خشبة مظلمة وفنانة تحمل مشعلا لامعا كي تضيئه وتبدد ظلماته». وفي هذا السياق المدهش يظل كتاب دكتور/ عمرو دوارة عن سيدة المسرح العربي سميحة أيوب قطعة من الفن الراقي الجميل الذي يمنح المتلقي وهجا ووعيا وجموحا ومساءلة، وإحساسا بأن الحياة ستظل هي السر والسحر والروح والإبداع .