شعبة الإخراج الموسيقي تنار بطلابها بعد غياب عشرين عاما

شعبة الإخراج الموسيقي تنار بطلابها بعد غياب عشرين عاما

العدد 730 صدر بتاريخ 23أغسطس2021

قامت أكاديمية الفنون، المعهد العالي للفنون المسرحية، بإقامة مشاريع الدراسات العليا؛ حيث شهد مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية عددا كبيرا من العروض المسرحية، لأول مرة يقدم المعهد 28 عرضا مسرحيا ضمن مشاريع الدراسات العليا، منهم ثمانية عروض لقسم الإخراج الموسيقي الذي تمت إعادة افتتاحه، ولاقت معظم العروض استحسان الجمهور، والتقت «مسرحنا» أصحاب هذه المشاريع للحديث عن تجاربهم وكواليسها. 

مسرحية «بيت من لحم» تأليف الكاتب الكبير يوسف إدريس، تأليف موسيقي أحمد حسني، تصميم الرقصات عمرو باتريك، مكياج إسلام عباس، وتحت إشراف د. سميرة محسن، وإخراج مناضل عنتر الذي حدثنا عن مشروع تخرجه في شعبة الإخراج الموسيقي:
أهتم بشكل كبير بالرواية المعاصرة، فتحويل الرواية المصرية المعاصرة إلى نص مسرحي رغم أنه أمر متكرر فإن الرواية ما زالت مليئة بخبايا وموضوعات يمكننا تقديمها، حتى وإن كانت الرواية من الستينيات وتتحدث عن نفس الحال، وهذا شيء بديع ويحسب دائما للكاتب، وتحويلها مهم لأن الجيل الحالي 90? منه لا يفهم أو يحب القراءة والكتابة، وبالتالي نعرفه بكُتابه ونستمتع بتقديم هذه النصوص كمخرجين، وفي نفس الوقت هو هدف تعليمي -ليس مفروضا أن أكون مدرسا- ولكن جزءا من الحكاية أن يتعرف الناس على تاريخهم الروائي بأسماء الروائيين، واختياري ليوسف إدريس مهم لأنه ملك القصة القصيرة. 
وأضاف «عنتر»: تمتاز القصة القصيرة بأنها مكثفة جدا، كان لدي هاجس طيلة الوقت كيف أستطيع تحويل أربع روايات من الرواية الأم إلى عمل واحد، لكن الرواية مترابطة جدا لأنه كتبها بعد النكسة، وكان لديه هدف واضح وصريح من كتابته لهذه الرواية وهي صرخة -فهو كان ماركسيا- لهذا الجيل الذي عذب بسبب النكسة.
وتابع المخرج مناضل عنتر: أؤمن بتلك المجموعة القصصية ولذلك تناولتها، ولم أهتم بفكرة أنها مشروع للدراسات العليا قابل للنجاح أو الفشل، بل كونه عرضا للمسرح الموسيقي المحترف، لأن هذا دورنا كمخرجين أن نؤمن بما نقدمه.
أما عن رؤيتي الإخراجية،  فكانت المسألة بالنسبة لي كمخرج كيف أربط القصص الأربع بعضها ببعض؟ وكيف يخرج مشهد لمشهد؟ وهل سيكون رقصا أم دراما؟ ومن البطل الذي سيقوم بالنقلات من مشهد لآخر، استغرق ذلك وقتا كبيرا في إعداده، وللأسف كان لدي ثلاثة «فينالات» كان يمكنني اختيار واحدة فقط منهم، لكن حين يتم عرضه مرة أخرى بعيدا عن المعهد سأتوقف عند جزء معين لأنه في نهاية العرض الأول كان «درسي» بعض الشيء والممثلون يخاطبون الجمهور، وهو الجزء التفاعلي في الحكاية ووجهة نظري كمتلق لما يحدث، فأنا لست مباشرا هكذا ولن أكررها مرة أخرى، فقط هنا كان لا بد من تلك المباشرة في هذا الوقت، ولن أكرر مشهد الفينال كما كان في عرض المشروع. 
واسترسل «مناضل عنتر»: الموسيقى لأحمد حسني، حيث شرحت له ما أريده من «تعديد ونواح» واخترت التعدودات التي قيلت موسيقيا واجتمعنا سويا لاختيار المناسب، فحين تعمل مع أشخاص تعرفهم يكون الأمر سهلا، أما الرقصات بدأت العمل عليها ثم تولى الأمر عمرو باتريك، فأحب أن أكون منظما طالما أعمل على فكرة النص والإخراج، لأنني من المخرجين الذين يحبون دس قلمهم في الورق لإيصال فكرة معينة، فالدراماتورج أو المؤلف أحيانا يكون لديه رؤى أكثر تعقيدا، فطوال الوقت أريد الجمهور العادي أن يفهم، ولهذا أعتقد أنه في الفترة الأخيرة كنت أسعى لذلك في عروضي.
المسرحية عرضت خلال شهر 6 ضمن مشروع الدراسات العليا، وسيعاد عرضه مرة أخرى قريبا، وقد أشار د. أشرف ذكي إلى تميز العروض ولا بد من إعادتها.
وقالت الفنانة الشابة إيمان غنيم المشاركة في مسرحية «بيت من لحم» عن العرض:
 أعتبر العرض عودة لي بعد انقطاع عام ونصف بسبب كورونا والتباعد الاجتماعي، وسعيدة بالتعاون مع المخرج مناضل عنتر لا?ني ا?حب العمل معه، العرض حركي راقص، الدراما فيه بنيت على المجموعة القصصية للكاتب الكبير يوسف إدريس “بيت من لحم”، ويتناول قصتين قصيرتين في المجموعة، هما “بيت من لحم” و”أكان لا بد يالي لي أن تضيئي النور؟!”، وفكرته قائمة على أننا لا نستطيع الحكم على أنفسنا إلا حين نُختبر، وحين تُختبر تقرر هل أنت نفس الشخص المتخيل عن نفسك أم شخص آخر؟ أي أن كل الأفكار قابلة للمراجعات والاختبار وليس هناك حقائق كاملة.

وأضافت “غنيم” أصعب ما واجهني في العرض عموما تقديمي لثلاث شخصيات مختلفة بنت جامعية في العشرينات من عمرها في بداية العرض اسمها “نادية” فتناولنا موضوع التحرش والخرس المجتمعي وإلقاء اللوم على الفتاة في هذا الذنب، وفي “بيت من لحم” قدمت دور الفتاة الصغرى التي أسميتها في خيالي “نرجس” وهي التي كانت طيلة الوقت ترى الأحداث الجارية بين الأختين والأم والعلاقة بينهن، ولكن الفتاة الصغرى في “بيت من لحم” حين قرا?ت الرواية وحاولت البحث فيها وجدتها -رغم صغرها فهي في السادسة عشر من عمرها- الوحيدة التي ا?حبت الشيخ بشكل حقيقي لأن الأخريات كن يستجبن لنداءات جسدية، ا?ن جاز التعبير لفطرة أو شهوة، ولذلك التعبير عن حب الفتاة لم يعتمد على الحوار بقدر الا?داء الحركي لا?نه مكثف ويخرج مشاعر تحتاج ساعات للتعبير عنها بالحوار، بالإضافة إلى شخصية “لي لي” وهي أكثر شخصية أحببتها، والحمد لله الثلاثة فروق بين الشخصيات وصلت للجمهور.
وتابعت الفنانة الشابة قائلة: كان من الصعب تقديم العمل على المسرح، خاصة شخصية لي لي، لأن تلك الرواية نالت شهرة كبيرة ولها تناولات متعددة مسرحيا، لذلك كان الأمر تحد بالنسبة لي وحاولت تقديمها من منطق ذي عمق ويحمل فلسفة مختلفة تتماشى مع الفكرة الري?يسية في العرض عموما، لا?ن “لي لي” لا بد أن تكون مرتبطة بالفكرة الا?ساسية وليست فكرة مستقلة بذاتها، ولن يتم تناولها بالتناول البسيط الذي قدمت به كثيرا وهو المرا?ة الجميلة المغرية، لنعطيها معناها الحقيقي؛ لأني حين فكرت في “لي لي” اكتشفت ا?نها فكرة وليست بشرا، ليست امرا?ة مغرية ولكنها فكرة الإغراء والغواية تجسيدا للشيطان وكل ما نسقط فيه دون ا?ن ندري.

 وقال عبدالباري سعد -ممثل مشارك في مسرحية  «بيت من لحم»- عن دوره: 
شاركت بدور الشيخ الأعمى واستمتعت بالدور كثيرا خاصة أن فيه تحديا كونه كفيفا، فكنت أراقب الناس الذين ليس لديهم القدرة على الرؤية كيف يتحركون وكيف يخطون وكيف يحركون أعينهم، بخلاف أني شيخ وكان عليّ التعلم من الشيوخ كيف يقرأون ويتحدثون ويتحركون، فكان الأمر ممتعا أكسبني خبرة، واستمتعت بالدراما خاصة أن مناضل كان يقدم عرضا دراميا راقصا، وهذا ما كان يميز العرض، وأتمنى أن يعاد عرضه مرة أخرى. 
فيما أشار عبدالله صابر -ممثل مشارك في مسرحية «بيت من لحم»- قائلا:
أجسد دور الشيخ عبدالعال، وأهم ما يميز هذا الدور هو التضارب الذي حدث في حياته فهو الشخص الذي كان يرى نفسه نبيا أتى ليهدي المنطقة وكأنه المهدي المنتظر، وفجأة يُظهر له الله الليدي لتجذبه وتعرفه أنه إنسان مثل غيره.
وأضاف «صابر» أهم المشاهد بالنسبة لي المشهد الذي كان يؤذن فيه ورأها أمامه في نفس البلكونة ترقص أمامه، أما الكواليس فكانت لطيفة والممثلون كذلك إيمان غنيم ومصطفى عبد الباري، ومناضل أستاذي وله فضل كبير علي.
قال فادي نشأت -طالب ممتحن «دراما»، دراماتورج عن المجموعة القصصية «بيت من لحم» ليوسف ا?دريس، تحت إشراف أ.د فوزي فهمي:

إن العرض دراماتورج لأكثر من قصة من قصص يوسف إدريس في المجموعة القصصية «بيت من لحم»: «بيت من لحم» القصة الرئيسية، وقصة سنوبزم، وقصة «أكان لا بد يا لي لي أن تضيئي النور؟» فقمنا بعمل الدراماتورج بحيث تظهر أكثر من مشكلة؛ فتحدثنا بشكل عام عن السلوك الإنساني وكيف أن الإنسان لا بد أن يكون حرا في اختياراته دون أن يؤذي غيره أو يخلط بين الدين والحياة، فالإنسان حر والدين يدعو لحرية الإنسان ولكننا نفهمه بشكل خاطئ.
كما نتناول خلال النص مجموعة من المشاكل المجتمعية الموجودة في مجتمعنا مثل التحرش والفقر ومواجهة الجهل، أما الشخصيات الدرامية فكلها نفس الشخصيات الدرامية في قصص يوسف إدريس يلتقون جميعا في مكان، والعرض في النهاية كان يحاول عيش المشاكل الاجتماعية الخاصة بالمجتمع المصري وتسليط الضوء عليها من خلال المجموعة القصصية ليوسف إدريس.

هادي جمال -طالب ممتحن قسم ديكور، تحت إشراف أ.د صبحي السيد.. ديكور مسرحية بيت من لحم للمخرج مناضل عنتر:
يتلخص الديكور في سلم يتوسط المسرح ينتهي ببوابة من الطراز الإسلامي، ويتكون السلم من مجموعة درجات منها درج ملون باللون الأسود، وأخريات من اللون الأبيض وأخريات ملونة بمزج من اللونين الأبيض والأسود ، وأردت من خلال هذه الكتلة الضخمة في منتصف المسرح القول إن هذا السلم هو الطريق للعبور أو للوصول إلى الله، وكلما زاد اللون الأبيض من منتصف السلم وحتى أعلاه يعني أن من يصعد من خلال تلك التدرجات اللونية فإن روحه أصبحت أكثر صفاء وزهدا في الله، ومن يعبر البوابة بعد صعوده فهو قد توفاه الله، ومن عبر من البوابة نزولا إلى المسرح وكأنه سيدنا آدم بعد ما أكل التفاحة في الجنة ونزل إلى الأرض المليئة بالمتاعب والمشقات.
وأضاف «جمال»: كما أردت التأكيد من خلال البوابة ذات الطراز الإسلامي أنه آخر دين أنزل من الله، وهو آخر بوابة للصعود إلى الله وذلك مع الوضع في الاعتبار أن السلم كان المقصود منه سلم القداس في الدين اليهودى لأنه أول دين سماوي كقاعدة لكل الأديان وكان السلم ثلاث عشرة درجة، لكن ضيق وصغر حجم المسرح لم يتح لنا إقامة السلم كما أردنا، وأيضا كانت هناك رموز للدين المسيحي أيضا من صلبان، وكان هناك يمين ويسار السلم مجموعة من البيوت تعبيرية الرسم وذلك رمزا لكثرة الناس والطباع والأخلاق وكثرة الاختلافات التى أصبحنا نعيش فيها، وأردت فقط الحفاظ على الروح الواقعية المعبرة فقط دلالة على أن الدين هو الثابت الوحيد في الوقت الحالي.

عبدالرحيم: قيم إنسانية وإحياء للتراث الإذاعي
العرض المسرحي «عوف الأصيل» تأليف عبدالفتاح المصري، بطولة إسلام الحسيني، بدر طالوت، أحمد منير، أسامة باقي، مخرج منفذ إيناس المصري، تحت إشراف أ.د علاء قوقة، للمخرج عمرو عبدالرحيم الشهير بعمرو الشناوي الذي قال عن مشروعه: 
هو أحد الصور الإذاعية للعصر الذهبي للإذاعة، وكانت أعمال قوية وتحمل رسائل للناس وقيما وأخلاقيات لم تعد موجودة، ومع التطور التكنولوجي والسوشيال ميديا ابتعد الناس عن الإذاعة فأردت إحياء تلك الأعمال مرة أخرى، حتى تصل تلك القيم للجيل الجديد، وتم اختيار العمل ضمن سلسلة كاملة من الصور الغنائية الإذاعية، التي تميزت بالمزج بين الغناء والدراما وهذا يعظم من فكرة تحويلها لأوبريت.
وأضاف «عبدالرحيم»: الرؤية الإخراجية والجماهيرية هي القيم الإنسانية وإبراز التفاصيل الأخلاقية، بخلاف الرؤية الفنية وهي إحياء التراث الإذاعي القديم وإعادة طرحه بشكل مختلف وهو المسرح الموسيقي. 
أما عن العرض فتدور أحداثه عن عوف تاجر معروف بسمعته الطيبة ومساعدته للناس ولسانه الذي جعله محبوبا فهو عنصر الخير في العمل، بينما سيد العكر عنصر الشر الذي يحاول الإيقاع به في مكيدة، التي تمثلت في عقد باعه أحد التجار البدو في حضور سيد العكر لعوف وهو من الأحجار الكريمة، فاحتفظ به عوف في المحل وبعد أن  رحل التاجر البدوي قدم سيد شكوى ضد عوف اتهمه بخيانة الأمانة وأنه استولى على العقد الذي أعطاه له على سبيل الأمانة، وبالفعل يُحكم على عوف، وهنا يظهر التاجر البدوي الذي اكتشف أنه باع العقد المقلد الذي يحتفظ به خلال رحلته في الصحراء خوفا من لصوص الطرق، فعاد ليرد إليه العقد الأصلي وحين علم بأمر عوف اعتقد أنه ذهب ليبلغ عنه فحكى التاجر للقاضي الحقيقة واكتشف كذب العكر، وانتصر الخير. فهي فكرة بسيطة تحمل قيمة كبيرة ولكن أحداثها مشوقة، والعرض مدته نصف ساعة ثري يمكن لكل الأعمار مشاهدته.
واسترسل «عمرو عبدالرحيم»: ظلت شعبة الإخراج الموسيقي مغلقة لأكثر من عشرين عاما، وكنت أحاول إعادته للعمل منذ أربع سنوات، ولم يحدث لأني أتقدم بمفردي والأمر يحتاج لمجموعة من المتقدمين للدراسة في القسم حتى وافق بعض الزملاء للتقديم في الشعبة وأعيد عملها، وشجعنا كل من د. مدحت الكاشف ود. علاء قوقة، وأعتبرها الأهم نظرا لشمولها كل عناصر العمل والإبهار، وتقبل الشعبة خريجي فنون مسرحية قسم التمثيل والإخراج، معاهد الأكاديمية: الموسيقى العربية، والكونسرفتوار، والبالية، فالقسم يجعل الممثل شاملا ولديه تذوق موسيقي مما يصقل الممثل الدرامي موسيقيا.

شريف: تأثرت بلوحة «the kiss» واستخدمت أوركسترا صغيرة وسهلة
العرض المسرحي «الخادمة السيدة» مأخوذ من مسرحية «لولو» لفيروز والرحباني، تحت إشراف أ.د علاء قوقة، للمخرج شادي شريف شعبة الإخراج الموسيقي.
تخرجت في الكونسرفتوار قسم البيانو، التحقت بهذا القسم لحبي في تقديم أعمال ذات علاقة بالأوبرا وفن المسرح الموسيقي الغربي مثل الأوبريت، أما عن العرض فأردت تقديم ما أحبه وأعتز به للجمهور. «الخادمة السيدة» نوع من المسرح المسرح الموسيقي اسمه الفواصل الموسيقية وهي قريبة من كوميديا الأقنعة أو الكوميدي دي بارتي ولكن بشكل غنائي وهي من أوائل أنواع المسرح الموسيقي في الاكتشاف وتعتمد على «كراكترات» معينة وكوميدية بشكل أكبر من  الدراما أو التراجيديا.
وأضاف «شريف»: الخادمة السيدة تدور أحداثها عن امرأة تعمل لدى سيد ما، دائم الشعور بالوحدة ويكن لها بعض المشاعر لأنها تهتم بكل أعمال المنزل، ومن خلال الأحداث يحدث جذب بينهما ويحبها ويعرض عليها أن تكون سيدة المنزل وليست مجرد خادمة. 
وتابع «المخرج شادي شريف»: نستخدم أنواعا موسيقية بأوركسترا صغيرة خفيفة وسهلة في الألفاظ، ومن يفهم الإيطالي سيلاحظ أن شعرها جميل وسلسل و«دمه خفيف»، وفي تركيبة الكلام يختارون دائما الألفاظ الأقرب للضحك. 
كنت متأثرا في الديكور بلوحة «the kiss» للرسام غوستاف كليمت التي تصور زوجين يعانقان بعضهما البعض بينما تلتف أجسادهما بثياب جميلة متقنة مزينة بشكل مستوحى من أسلوب فن أرت نوفو المعاصر مع خلفية ذهبية، فأحببت استخدام اللون الأصفر باتجاهين سواء كان معبرا عن الثراء أو الحب والحنان ووظفته رغم أنه نفس الزي بشكل مختلف متأثرا باللوحة، أما التمثيل فأردت أن أجعل الـ«Recitative» أوضح بعض الشيء فكان الخيار أن نخفف في السرعة وأخذ النفس في مقابل تعبيرات وحركة أكبر، كما نغير في المستويات بحيث تكون هي في موقع قوة ثم ينزل هو وهي تكون في جزء أبعد، وهكذا. فيظهر أنها تنظر إليه وتراقبه.
العرض المسرحي «شهريار»، تحت إشراف أ.د علاء قوقة، بطولة كريم الحسيني، سمر فو?اد، أحمد العزوني، ونور عفيفي، مروج، وردشان، وتأليف عبدالفتاح مصطفى، أشعار عزيز أباظة، وألحان رياض السنباطي ومحمد الموجي، توزيع شريف الوسيمي، ديكور محمد فتحي، رقصات ممدوح حسن، وإخراج منار مجدي التي قالت عن مشروعها:
تدور الأحداث حول الأمير «شهريار» وعقدته النفسية من النساء، مغرور، وحلت هذه العقدة «شهرزاد» ابنة الوزير «مهران» بعد زواجها منه بالاتفاق مع والدها، فبعد أن تزوج شهريار من خمسين فتاة وقع في حبها بسبب ذكائها وحكمتها وفطنتها البالغة بترويض هذا الرجل الأسد شهريار الذي أرعب بنات جيلها فملأت عقله بالحكايات المشرقة حتى بات مشغولا بها ألف ليلة وليلة دون أن يفكر في قتلها حيث وجد نفسه بعد كل هذه المدة أسيرا لحبها.
وأضافت «مجدي»: الرسالة التي أردنا توضيحها من العمل أنه لا يجب أن نستغل سلطاتنا ونفوذنا وا?ن الحب هو روح الخير، وبالحب يمكن للا?نسان ا?ن يبقى ا?نسانا.
وتابعت: أما عن الرو?ية الا?خراجية فا?ن العمل المسرحي «شهريار» مقتبس من وسيط غير مسرحي «ا?ذاعي»  فقمت باستغلال الرابط المشترك بين الوسيطين وهي الموسيقى والحوار بحيث يتم تحويل الموسيقى والحوار في العمل الا?ذاعي ا?لى عرض مسرحي استعراضي غنائي.
ومن حيث الاستعراضات، فقد صممت الرقصات «للكورد» برقص الجواري دليلا على وجود الجواري في هذا الزمن ووجودهم في القصور، ا?ما الصوليستات الراقصون فكانوا المعادل البصري لا?حساس شهريار وشهرزاد للتعبير عما بداخلهما من أحاسيس ومشاعر، ومن حيث الموسيقى فانقسمت ا?لى أغاني ومقطوعات من الموسيقى الدرامية، الأغاني التي قدمها الفنان رياض السنباطي في ا?لحانه حيث ا?نها لم تتسم بتيم لحنية ثابتة وكانت الا?غاني تعتمد على لحن الكلمات والغناء الذي جاء معبرا عن الا?طار الدرامي لكل مشهد، وتم ا?عادة توزيع الا?غاني من الموزع الموسيقي «شريف الوسيمي» لكي تناسب طبيعة العصر الحالي الذي يقدم فيه العمل، وتم استخدام ا?لات موسيقية حديثة بخلاف ا?لة العود التي استخدمت في الا?لحان القديمة بشكل ري?يسي، وتمت ا?ضافة ا?لة البيانو وا?يقاعات وجيتارات التي ا?ضافت ا?لى الموسيقى روح الحداثة ومواكبة العصر، وتمت ا?عادة ترتيب الا?غاني لمواكبة الا?حداث الدرامية للعمل.
وتابعت حديثها: ا?ضفى الديكور للمصمم محمد فتحي روح هذا العصر على خشبة المسرح، فاستخدم الا?لوان الحمراء في ا?غلب المنظر على مستوى الديكور والدهانات والا?قمشة، وذلك تعبيرا عن وحشية شهريار، تم استخدم بعض الخطوط البسيطة الزرقاء تعبيرا عن مردود الخط الدرامي في نهاية الا?حداث التي تدل على فرحته با?نه لم يقتل كل تلك الفتيات.
واسترسلت: تعاملت مع هذا العمل على ا?نه عرض مسرحي جماهيري وليس مجرد امتحان مشروع، وحاولت ا?ن ا?قدم عرضا متكاملا من حيث الدراما والغناء والاستعراض ليصبح عرضا مسرحيا موسيقيا.
العرض المسرحي «عواد باع أرضه» إحدى الصور الإذاعية، بطولة محمد ضياء، شيماء يسري، أمنية عمرو، أحمد جمال، دنيا جمال، غياد، مصطفى فريد، خالد محمود، آية الشافعي، ضحى جمال، تأليف مرسي جميل عزيز، إضاءة أحمد عزت، ألحان كمال الطويل، موسيقى تصويرية وتوزيع عادل الجمل، ديكور د. محمود فؤاد وتقى عادل، تحت إشراف أ.د سيد خاطر، للمخرجة أمينة هاشم التي قالت عن العرض:
العرض إحدى الصور الإذاعية المقدمة في قسم الإخراج الموسيقي هذا العام، وأضفت إليها بعض التغييرات مجذوب القرية ووفاة الأم بسبب صدمتها في ابنها لأنه باع الأرض، واستخدمت المدرسة الواقعية، العمل الأصلي به إسقاطات سياسية ولكني تخليت عن تلك الإسقاطات هنا.
وأضافت: السبب في اختيار العمل أن الجيل الجديد يجذب للرؤية أكثر من السمع، وهذه الأعمال هناك جيل كامل لا يعرفها أو سمع عنها، فأريهم العمل حيا على المسرح ليشاهدوا أهمية المنزل والأرض بطريقة غير مباشرة، كان الأمر تحديا بالنسبة لي نظرا لأن الممثلين من طلاب الثانوية العامة والكونسرفتوار ولم يسبق لهم التمثيل، لكنهم اجتهدوا وخرج العرض بشكل جيد، وأتمنى أن يعاد عرضه مرة أخرى.
وقال محمد ضياء، ممثل مشارك في عرض «عواد باع أرضه»: 
أشارك بدور عواد المحب للعمل، كان يملك أرضا ورثها عن والده، وتعب كثيرا ليحافظ عليها ويجعلها أكبر ويزرعها ليكسب منها قوت يومه، وكانت مصدر رزق له ولكل العاملين فيها، حتى انقلب الحال والتقى بالراقصة أو «الغزية» التي أعجب بها وأراد الزواج منها وكان الحل أن يبيع الأرض حتى يتمكن من إتمام الزواج، فيبيع الأرض ويلعب «القمار» بالأموال فيخسر الأرض والمال، ثم يندم ويكون السبب في موت والدته التي ماتت قهرا حين علمت ببيع الأرض.
وأضاف «ضياء»: سعيد بالدور وبمشاركتي في الأوبريت الغنائي خاصة أني لست طالبا بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فكانت خطوة قوية وثقة كبيرة من مخرجة العرض أمينة هاشم.
مسرحية «رسول الإنسانية»  تأليف السيد حسن، ألحان أحمد الدمنهوري، توزيع عادل الجمل، تمثيل سلوى عمر، عبدالحميد عبدالرؤوف، هيثم عصام، سيد التيتي، ميادة، محمد رأفت، شيرين جلال، أحمد حسن، محمد عزت، وغناء محمد العلايلي، ديكور داليا فؤاد، واستعراضات، أنس عبدالعظيم، مخرج منفذ محمد عزت ومصطفى الشموتي، وتحت إشراف أ.د علاء قوقة، وإخراج حنان مدحت شعبة الإخراج الموسيقي:
العمل يتناول مقتطفات وومضات من حياة الرسول منذ يوم ميلاده حتى المآخاة بين المهاجرين والأنصار وعلاقته بالسيدة حليمة، شاركت خلال العرض بالغناء بناء على طلب د. علاء قوقة الذي أراد ذلك حتى وإن كنت أغنيها لايف من خلف المسرح، وجعلت لها شكلا دراميا لتكون موجودة كصوت فقط، نالت المسرحية هجوما على السوشيال ميديا وتساؤلات حول أنه كيف يكون هذا العمل موجودا والمعهد لا يقدم شيئا دينيا، ولكن أسعدني أننا قدمنا عملا مختلفا عن المعتاد.
وأضافت « مدحت»: أعلن المعهد للمرة الأولى عن فتح قسم الإخراج الموسيقي، وندرس فيه 19 مادة، وقد كان الأمر شديد الصعوبة في ظل أزمة كورونا لأننا نجتهد ونقرأ ونطلع ونقوم بعمل الأبحاث بشكل ذاتي أكثر من أن نسمع لدكتور يحاضرنا بشكل دائم عدا د. علاء قوقة الذي يتواجد في المعهد بشكل دائم حتى يوم الجمعة نتلقى منه المحاضرات بشكل بسيط جدا. 
وتابعت حين قررت العمل على مشروع التخرج «رسول الإنسانية» وقف الديكور عائقا فمن الصعب توفيره لأنه لا يوجد في المخازن، وبالتالي ستقوم ببنائه كاملا على حسابك، وكذلك الاستعانة بألحان جديدة وتوزيع جديد سواء كانت لايف أو مسجلة لأنه إخراج مسرح غنائي أي أن الرقص والغناء والموسيقى لايف، لكن في العرض كان هناك استثناء فالموسيقى «باي باك» وريستاتيك الكلام خلف المايك منغم بينما الغناء والرقص لايف بجانب العامل الدرامي التمثيل.
واسترسلت: كل الصعوبات لها علاقة بالمادة، وكل منا حاول الاجتهاد بحيث يخرج مسرحيته على أكمل وجه، ودراستي بالمعهد العالي للفنون المسرحية وقبلها الكونسرفتوار والموسيقى العربية، فكنت أعرف «آنون» كل ذلك شكل بعض الخبرة لألملم الأمر بشكل لائق خلال فترة زمنية قصيرة جدا مع تقديم أكثر من عشرين بحثا مع الذهاب للمسرح والبرو?ات، وشجعنا د. محمود مخيمر لأنه منحنا قاعة محمود درويش بالتناوب كل منا يوم في الأسبوع حتى نعتاد على المسرح مع الممثلين.
وقالت شيرين جلال المشاركة بدور حليمة مرضعة الرسول: 
دور حليمة مرضعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنت بني سعد، وقد رفضن المرضعات أن يأخذن سيدنا محمد لأنه يتيم ولن يجنو المال، وأخذته حليمة، وتغيرت كل ا?حوالها ا?لى الا?فضل البركة ملا?ت بيتها وحياتها، وقد لاحظت حليمة ا?ن لهذا الفتى شا?نا عظيما، وكانت كلما تفكر أنها ستعيده إلى عائلته بعد ا?تمام مرحلة الرضاعة تشعر بالحزن ولا تريد ا?عادته من شدة حبها له وتعلقها به صل الله عليه وسلم.
وأضافت «جلال»: أما عن كواليس العمل لم ا?جد من خلال تجاربي الكثيرة على مر التسعة ا?عوام الماضية، كل هذا الحب والتعاون والسلام النفسي بين فريق أي عمل، كنا إخوة وأكثر بقيادة الرائعة خلقا وفنا المخرجة حنان مدحت ا?حببتهم فهم عائلتي الثانية وافتقدهم بشدة، والشهادة لله جميعهم مواهب ا?كثر من  رائعة وممثلون على قدر كبير من الثقافة والاحترام والاحترافية، فكنت وسط باقة من الورود الجميلة وجميعهم يتمتعون با?صوات مميزة، أما عن المخرجة فعلى الرغم من قصر المدة التي لا تتعدى شهرا واحدا ا?لا أنني وجدت نفسي ا?لجا? إليها وأستشيرها في ا?مور شخصية كا?خت وصديقة وعلى المستوى الفني فلديها رو?ية فنية متميزة ومختلفة السهل الممتنع.


روفيدة خليفة