أيام الشارقة المسرحية.. إبداع مسرحي وتجمع عربي

أيام الشارقة المسرحية..  إبداع مسرحي وتجمع عربي

العدد 723 صدر بتاريخ 5يوليو2021

تمثل أيام الشارقة المسرحية حالة من الإبداع المسرحي والنبض المتواصل على خشبات مسارح الشارقة كمسار ثقافي تميز عبر أكثر من ثلاث عقود من العطاء والاجتهاد لتصبح تظاهرة مسرحية عربية لما تملته من تجمع عربي كبير، فأضفت حالة من الثراء الفكري على المستوي المحلي امتد تأثيرها على مدار عقود استطاعت أن تقدم الكثير من الأعمال المسرحية بجانب الملتقيات الفكرية المتعلقة بقضايا السرح، وذلك من خلال استضافتها للكثير من المسرحيين والمفكرين العرب وتقديم ورش مفتوحة لهواة المسرح.
ولم تكتف إدارة المسرح بالشارقة بالأيام فقط بل قدمت العديد من المهرجانات المسرحية الأخرى وبصورة متميزة قادره على العطاء من خلال منصتها الثقافية الهامة والتي تمثل متنفس للطاقات الإبداعية للمسرحيين وبفكر واع ورغبة في تقديم عروض مسرحية برؤى جديدة وعلى أسس أكاديمية وعلمية قادرة على مواكبة التطور والحاجة الملحة في التعرف على كل ما هو جديد لإشباع رغبة الملتقي، وهذا بالتأكيد يحفز الجميع على بذل الجهد في تقديم مسرح يحقق التوازن في رسالته.
 وقد أولت الشارقة المسرح عناية خاصة لإيمانها بأن المسرح مدرسة للأخلاق والحرية.  فكانت حاضنة للإبداع المسرحي مما يدلل على قدرتها في تبني الثقافة لبناء الإنسان تحقياً لرؤي صاحب السمو حاكم الشارقة ودعمه المادي والمعنوي لهذا الحراك ورعايته للمسرح والمسرحيين، لقد استشرفت الشارقة مستقبل بناء الإنسان وأدركت أنه محور الحدث فكان لا بد أن تقدم له الكثير مما يحتاجه من ثقافة لإشباع شغفة ونهمه للفنون فجعلت المسرح شعاراً للنضج الفكري وأصبحت الأيام شعاع معرفي يؤسس لبناء أجيال مسرحية قادرة على العطاء.
 ومنذ أن تم الإعلان بإعادة النشاط المسرحي بالشارقة وبعد اجتماع اللجنة العليا للمهرجان والتي تقدمت بالشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور / سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على تقديم الدعم المادي والمعنوي للمسرح وإقامة أيام الشارقة المسرحية في دورتها الحادية والثلاثين واستعرضت اللجنة جدول أعمالها حيث من المنتظر أن تقام في الربع الأول من العام 2022 ،  بدأت الفرق المسرحية في العمل المتواصل لاختيار النصوص المسرحية وذلك لما تمثله هذه الدورة من أهمية علي المستوي المحلي والعربي بعد فترة انقطاع عن المسرح نظراً لجائحة (كرونا ) .
والمتابع للحراك المسرحي بالشارقة يلاحظ مدي تطور أيام الشارقة المسرحية  منذ انطلاقها  1984 ، والتي تمتعت بمكونات وخصائص عبرت بها عن المجتمع الإماراتي والعربي كونها تظاهرة مسرحية عربية  تهتم بمنجز ثقافي محلي وعربي ورؤية متميزة جعلت منها ملتقي عربي متميز يلتقي فيه مسرحي الوطن العربي للبحث ودراسة مستجدات الحركة المسرحية العربية من فاعليات وأنشطة مسرحية إضافة الي ملتقي أوائل معاهد الفنون المسرحية والذي يعتبر منصة إبداعية  لاحتضان الشباب العربي واطلاعهم علي أخر المستجدات المسرحية والقدرة علي التحديث والتطوير من خلال رؤاهم المستقبلية حيث المراهنة علي فكرهم وتوظيف طاقتهم الإبداعية حيث يمثل الملتقي همزة وصل بين الأجيال المسرحية ، فكانت الأيام علي وعد  لتحقيق طموحاتهم  نحو المسرح  والوقوف على مستجدات المسرح العربي  والاطلاع على العروض المسرحية ،هذا بجانب البرنامج التدريبي المعد لهم عبر منظومة تطوير مسرحية توليها الشارقة للشباب تستشرف منها مستقبل المسرح  لتكون حلقة تواصل بين الأجيال فلابد من الاطلاع على التجارب العملية الجديدة من خلال فاعليات أيام الشارقة المسرحية  ومناقشتها في تدريباتهم اليومية ،لقد مثل الملتقي نقطة التقاء مسرحي عربي تسوده المحبة بين شباب المسرحيين العرب .
وقد سجلت الأيام صفحات من التألق على مدار ثلاث عقود مدت على غرارها جسور التواصل الفكري والمعرفي بين أطياف المجتمع العربي وأنارت الطريق أمام الجميع ولا سيما الشباب وإبراز دوره وتقديم إبداعاته وطرحها على المجتمع وتشجعيهم على العطاء وإتاحة الفرصة أمامهم لتقديم أعمالهم والتعرف على مستجدات البحوث والأفكار المسرحية .... كل هذا جعل الأيام تجمع مسرحي عربي متميز.


مجدي محفوظ