فريدة المسرح عايدة فهمي

فريدة المسرح   عايدة فهمي

العدد 785 صدر بتاريخ 12سبتمبر2022

 بدراستها وخبرتها الطويلة مع علم الصوتيات وتوظيفه وقدرتها على تنوع الآداء الصوتي الذي يجعل من يستمع فقط لها يؤكد أنه استمع لعدة شخصيات مختلفة، فهي تمتلك القدرة على تجسيد عدد من الشخصيات المختلفة بين فتاة صغيرة تعيش قصة حب، وسيدة ناضجة تتحدث العربية الفصحى، ومجنونة في حالة هياج، والعديد من الشخصيات الأخرى، ممثلة تمثل بكل كيانها: ملامح الوجه التي تتبدل لترى فتاة صغيرة وسيدة مسنة وامرأة يملؤها الحقد والغيرة وقاتلة تنتقم ممن أفسدوا حياتها بالعنف والقسوة......، تعبيرات العيون، حركة الجسد، تنوع الصوت، فمن من الممثلات تمتلك كل هذه المقومات معًا غير الفريدة عايدة فهمي.
 كانت ولا تزال تشغلني قضية مهمة بالنسبة لي وهي أننا مازلنا نتغنى بالماضي الجميل ورموزه، على الرغم من وجود حاضر قد يكون أجمل من وجهة نظري، فلدينا فنانين عظام يستحقون هذا التقدير الذى حظى به ولا زال غيرهم رحلوا عن عالمنا منذ زمن، فهل ننتظر رحيلهم لنبدأ التغني والاحتفاء بهم وتقديرهم الذي يستحقونه، من هؤلاء الفنانين الفنانة القديرة عايدة فهمي، وقد كتبت ذلك على صفحات جريدة مسرحنا وذكرته في التليفزيون أيضًا، لذا ربما كنت أكثر من شعر بالسعادة لتكريمها في المهرجان القومي للمسرح في دورته الأخيرة (15) 2022، ومن أهم ملامح هذا التكريم هو صدور كتاب عنها أعدته د. لمياء أنور، التي بذلت جهدًا في زمن وجيز حتى خرج لنا هذا الكتاب الذي يعد وثيقة هامة، لكنني كنت أتمنى أن يضم الكتاب تفاصيل أكثر عن الفنانة عايدة فهمي ومشوارها الفني وأهم المحطات في هذا المشوار بتفاصيل أكثر، وغيرها من الجوانب التي من المؤكد أنها ثرية، فقد جاء الكتاب في (95) صفحة من القطع المتوسط، متضمنًا كلمة وزيرة الثقافة ورئيس المهرجان، وسيرة ذاتية للكاتبة، وأكرر أنه جهد مشكور للدكتورة لمياء وأن رأيي لا يقلل من هذا الجهد على الإطلاق.
 ضم الكتاب مقدمة وأربعة فصول، جاءت المقدمة بعنوان «وقود الإبداع» بأت بعبارة (الإبداع يولد من رحم المعاناة)، ثم تبعتها بطرح عدة أسئلة هامة وجوهرية منها: هل يحتاج الفنان لظروف خاصة وملائمة كي يستطيع أن يبلور تجربته الفنية ويخرجها إلى النور؟ أم أن المعاناة هي وجود الإبداع؟
ثم استعرضت في عجالة أهم المراحل في مشوارها الفني منها: الأعمال التليفزيونية، والسينمائية، الإذاعية، والدوبلاج.
كذلك توليها مسئولية إدارة المسرح الكوميدي في أصعب وأخطر فترة في تاريخ مصر (2011- 2015)، هي الفترة التي شهدت تغيرات على جميع المستويات.
  أما الفصل الأولى فحمل عنوان «السيرة الذاتية» وتناول في عجالة شديدة جدًا الميلاد والدراسة، ثم بداية الرحلة الفنية التي بدأت من النشاط المدرسي في المرحلة الإعدادية باشتركها بالإذاعة المدرسية، ثم المسرح المدرسي ونجاحها فيه وشهرتها حتى حصلت على لقب «ممثلة الكأس» حتى جاءها أول دور على خشبة المسرح القومي بالأسكندرية وهي لاتزال طالبة بالمرحلة الثانوية، ثم التحاقها بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وأخيرًا إدارة المسرح الكوميدي.
 الفصل الثاني يحمل عنوان «المسيرة الفنية والإبداعية» وهو يتسم بأنه أكثر تفصيلاً من الأول حيث يضم الفرق والمسارح التي عملت بها خلال مشوارها الفني منها: مسرح الطليعة، المسرح المتجول، الشباب، مركز الهناجر للفنون، الحديث، القومي للطفل، قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، المعهد العالي للفنون المسرحية، وقائمة بأهم المخرجين والكتاب التي عملت معهم.
وضم هذا الفصل رؤية الكاتبة التي استخلصتها عن الملامح والسمات الفنية في إبداعات عايدة فهمي والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية: متعددة الأدوار، تتميز بقراءة وتفسير النص قبل قراءة الدور الذي ستجسده، متعددة المواهب، مد يد العون وإعطاء مساحة البؤر الضوئية لمن بجانبها.
ثم تناولت فيه أهم المحطات في مشوارها مع الدراما التليفزيونية ،الأعمال السينمائية، الدوبلاج والإذاعة.
 الفصل الثالث بعنوان «عايدة فهمي بقلم النقاد»، وضم مقتطفات من مقالات نقدية كتبت بأقلام الأساتذة: أحمد العشري، محمد السيد عيد، حامد عز الدين، د. غبريال وهبة، د. نهاد صليحة، فؤاد دوارة، محمد سلماوي، صلاح الوسيمي، السيد محمد علي، أمير سلامة، د. شرين أبو النجا، عرفة محمد، عبد الله أحمد عبد الله، نجيب نجم، د. مدحت أبو بكر، أحمد عبد الحميد، د. حسام عطا، د. وفاء كمالو، محمد زهدي، آمال بكير، عدلي الذهبي، أحمد خميس، نبيل بدران، وغيرهم..
 الفصل الرابع يحمل عنوان «شهادات» وضم عدد من الشهادات عن الفنانة عايدة فهمي بأقلام مجموعة من الفنانين والنقاد منهم: سميحة أيوب، د. عمرو دواره، أكرم مصطفى، محسن رزق، د. انتصار عبد الفتاح، محمد مكي، أحمد سلامة. 
وينتهى الكتاب بملحق صور يضم مجموعة من الصور النادرة للفنانة عايدة فهمي من أرشيف د. عمرو دواره.
 وفي نهاية هذا العرض أود أن أشير لنقطة هامة لفتت انتباهي أثناء القراءة وهي مدى أمانة د. لمياء في إشارتها لمساعدة الدكتور عمرو دوارة والأستاذ عصام عبد الله، وكذلك حرصها على تخصيص صفات من الكتاب تضم المراجع التي استعانت بها.


نور الهدى عبد المنعم