جولة فى شارع المسرح البريطانى

جولة فى شارع المسرح البريطانى

العدد 721 صدر بتاريخ 21يونيو2021

سوف تعرض مسرحيتى “سندريللا “ فى موعدها مهما كانت الظروف. وسوف افتح مسارحى واقدم عروضا عليها اذا لم ترفع الحكومة اجراءاتها الوقائية  فى موعدها المقرر حتى لو انتهى بى الامر الى السجن .كان هذا هو التحذير الذى اطلقه الموسيقار البريطانى الشهير”اندرو لويد وبر” تعليقا على اجراءات الاغلاق التى تضرر منها المسرح البريطانى بسبب تداعيات ازمة كورونا.
وعندما يطلق شخص مثل وبر (73 سنة) هذا التحذير ،فلابد من اخذ اقواله على محمل الجد.   فهو من رواد المسرح الغنائى والموسيقى  فى بريطانيا وله 21 مسرحية غنائية عرض معظمها لعدة سنوات  فى  بريطانيا وخارجها خاصة فى الولايات المتحدة وفى برودواى عاصمة المسرح الامريكى. وتضمنت مسرحياته اغان عديدة حققت نجاحا كبيرا وكانت تباع فى تسجيلات بمفردها وكان المسرح مجال نشاطه الاساسى لكنه لم يكن   الوحيد فكانت له اعمال فى السنيما والتليفزيون. وتصنفه جريدة الديلى تلجراف البريطانية كخامس اكثر الاشخاص تأثيرا فى الحياة الثقافية فى بريطانيا. وترى انه اعاد اختراع الموسيقى البريطانية.
وقد حصل على العديد من الجوائز عبر حياته الموسيقية التى بدأها مبكرا عام 1965 عندما كان فى السابعة عشرة من عمره. وهو واحد من 16  شخصا جمعوا بين جوائز تونى (فاز بها ست مرات عن اعمال عرضت فى الولاييات المتحدة) والاوسكار وجرامى وايمى. كما فاز بجائزة  لورانس اوليفييه المسرحية البريطانية المرموقة 7 مرات.
مفيدة حقا
وهو يمارس اعماله المسرحية من خلال فرقة مسرحية مملوكة له باسم «المجموعة المفيدة حقا» Really Useful Group   وهى من اكبر الفرق المسرحية فى لندن .  وخارج لندن  يمكن ان تعرض الفرق المسرحية اعماله بترخيص من فرقته باعتباره تملك حق الامتياز لعرض اعماله بمقابل.
وهو فى الوقت نفسه مدير «مدارس التربية الفنية» وهى مدرسة متخصصة فى الفنون الاستعراضية يقع مقرها فى غرب لندن. كما انشأ مؤسسة اندرو وبر عام 1992 وهى مؤسة تهدف الى دعم الاداب . وله نشاط خيرى واسع  من خلال عدة مؤسسات مثل جمعية مرضى سرطان البروستاتا وجمعة رعاية ايتام الحرب. وشارك  فى حملة لدعوة المواطنين الى التطعيم ضد فيروس كورونا اطلق خلالها  الشعار الشهير «من يرفض التطعيم كمن يقود سيارته وهو مخمور».
من هنا يأخذ الكثيرون التحذير الذى اطلقه  وبر- الذى تقدر ثروته بأكثر من 500 مليون جنيه استرلينى - بجدية عندما يخاطب رئيس الوزراء بوريس جونسون قائلا انه سيعيد فتح المسارح التى تديرها فرقته فى موعدها المحدد (21 يونيو) بصرف النظر استمرار قيود كورونا او رفعها حتى لو اقدمت الشرطة على اعتقاله.
وكان ذلك ردا على خبر نشرته صحيفة الديلى تلجراف حول احتمالات تأجيل اعادة فتح المسارح عن موعدها المقرر فى 21 يونيو لعدة اسابيع. وأكد ان مسرحيته سندريللا سوف تبدا عروضها التجريبية  فى موعدها المحدد فى الخامس والعشرين من يونيو تمهيدا لبدء عروضها الرسمية فى 14 يوليو.
وقال وبر – وهو قيادى سابق فى حزب المحافظين قبل الاستقالة منه عام 2017- انه مستعد لترك العمل الفنى تماما وبيع المسارح الستة التى تملكها فرقته والانسحاب من الحياة العامة وبيع منزله فى لندن  ليقضى باقى حياته فى مكان هادئ ،اذا لم ترفع القيود على المسارح التى تتعرض لاتهام ظالم بانها يمكن ان تكون سببا فى انتشار عدوى كورونا ،رغم انه لم يثبت انها كانت وراء حالة واحدة من الاصابة بكورونا. واضاف انه يتمنى ان يكون 21 يونيو يوم تحرير المسرح البريطانى على حد تعبيره. ويؤكد انه لن يقبل بتاخير جديد لاحدث مسرحياته الغنائية بعد ان كان من المقرر بدء عرضها فى اغسطس 2020.
بقى ان نعرف ان سندريللا عبارة عن معالجة كلاسيكية موسيقية  لوبر لاسطورة سندريللا المعروفة . وتقوم بدور سندريللا فيها كارى فليتشر وبدور سندريللا البديلة الممثلة السمراء جورجينا اونورا وبدور الامير ايفانو توركو وبدور زوجة الام فكتوريا هاميلتون.
شكسبير برؤية نسائية  سوداء
كاساريت :نعالج مجموعة من القضايا
ونريد الوصول الى اجيال جديدة
لم تمنع القيود المفروضة على النشاط المسرحى فى بريطانيا بسبب تداعيات كورونا من نشأة عدد من الفرق المسرحية التى بدات تستعد لتقديم اعمالها.
ومع تعدد هذه الفرق تعد اكثرها جذبا للاهتمام فرقة «ماوا «. وهذه الفرقة تخصصت- حسبما يعلن مسئولوها - فقط فى تقديم اعمال شكسبير فى بدايتها .  ومن المتوقع ان يتسع نشاطها بعد ذلك لتقديم المزيد من الاعمال الكلاسيكية كما هو الحال مع فرق اخرى مشابهة. ويقول المسئولون عن الفرقة ان الجديد الذى ستقدمه هو انها ستقدم اعمال شاعر الانجليزية الاول باسلوب مبتكر يجذب فئات متنوعة ومختلفة من المجتمع البريطانى لمشاهدة مسرحياته برؤية جديدة.
واهم هذه الاساليب ان الفرقة ستضم ممثلات من الجنس اللطيف فقط دون الرجال. وهى لن تكتفى بذلك بل ستكون الممثلات من السود والملونين فقط ولن يكون  بينهن اى من البيض. وهذا هو الجديد .
فقد جرت العادة على ان تسند بعض الشخصات النسائية فى مسرحيات شكسبير الى رجال والعكس للتعامل مع التعقيدات التى تتسم بها شخصياته. ولن تكون هناك مشكلة فى اسناد شخصيات مسرحياته بكاملها الى الجنس اللطيف. لكن الجديد هنا استبعاد البيض من طاقم الممثلين .
ويضيف المسئولون عن الفرقة ان الامر لن يكون مقصورا على لون البشرة بل تهدف الفرقة الى اختيار ممثلات من السود يقدمن الشخصيات برؤية نسائية سوداء تقدم مسرحيات شكسبير الى اجيال جديدة من جمهور المسرح.
اسست هذه الفرقة ثلاث  من الممثلات السود وهن «ميزى باودن « وهى فى الوقت نفسه المدير الفنى للفرقة و»جابريلا بروكس « و»دانييللا كاساريتيه»وممثلة من الملونين «جيدى صامويلز» .وتقول صامويلز انها شاركت فى تاسيس الفرقة لانها ترغب لانها ترغب فى ان يرى جمهور المسرح كيف يمكن ان تمثل المرأة السوداء والملونة فى النصوص المسرحية الكلاسيكية.
وتلتقط بروكس خيط الحديث فتقول ان الفرقة تامل  من خلال امرار نصوص شكسبير عبر «عدسة نسائية  سوداء» على حد تعبيرها ان تتمكن من تسليط اضواء جديدة على الاعمال الكلاسيكية لشكسبير او غيره تؤكد على عالمية هذه الاعمال المسرحية والوصول بها الى تجمعات معينة.
أنسب بداية
وتقول كاساريتيه  انه كان لابد من البدء بأعمال شكسبير باعتبار انها العنصر الرئيسى فى المسرح البريطانى وهى اكثر الاعمال المسرحية انتاجا حول العالم سواء بشكل مباشر او من خلال اعمال مستوحاة منها. واذا كنا نريد تحقيق التنوع والشمول والتعبير عن كافة شرائح المجتمع تصبح اعمال شكسبير افضل اداة لتحقيق هذه الاهداف. وسوف تعالج الفرقة مجموعة من القضايا الاجتماعية ضمن مسرحياتها مثل الصداقة والطبقية والانتماءات والعديد من القضايا المستقبلية.
وسوف تبدا الفرقة بعرض مجموعة من اعمال شكسبير التى تقدمها مع فرقة اخرى عبر الانترنت فى اغسطس القادم للتعرف على رد الفعل الاولى للجماهير. ولحسن الحظ نجحت الفرقة فى الحصول على بعض التمويل من المجلس البريطانى للفنون. وسوف تستعين بمجلس استشارى من المتطوعين من السود منهم شارون كلارك الحاصلة على جائزة لورنس اوليفييه ثلاث مرات والمخرجة السنيمائية اما اسانتى والاثنتان من السود .
بقى ان نعرف ان «ماوا» كلمة تعنى «الغد» بلغة البانتو التى يتحدثها بعض سكان مالاوى وزيمبابوى وزامبيا.
وهناك عدة فرق مسرحية للسود فى بريطانيا منها فرقة تارا ارتس  وفرقة اكلايبس وفرقة تماشا.


ترجمة هشام عبد الرءوف