العدد 716 صدر بتاريخ 17مايو2021
مما سبق نلاحظ أن نادي رمسيس ونادي المسرح هما أهم النوادي المسرحية في تاريخ المسرح ببور سعيد، وأن تألقهما ظهر في عام واحد تقريباً، وهو عام 1931، رغم أن نادي رمسيس الأسبق ظهوراً منذ عام 1926. هذا التقارب والتألق المسرحي جعل المنافسة بين الناديين شديدة، حتى وصلت إلى حد الصراع والهجوم وتبادل الاتهامات طوال عامين! وتاريخياً أقول إن «نادي المسرح» بدأ الهجوم أولاً عندما نشر «علي بدران» في ديسمبر 1931 كلمة في مجلة «الحسان» عنوانها «نادي رمسيس»، قال فيها: «هذا النادي «عجوز» يتقدم إلى الفناء باستقالة معظم أعضائه البارزين لما يرونه من خمول في أعضائه وفي لجنته الفنية وإسراف زائد في أمواله. ولقد منحته وزارة المعارف العمومية مبلغ مائة جنيه مصري تشجيعاً له كي يحيي فن التمثيل في بور سعيد المحرومة منه ولكن للأسف ذهبت هذه الجنيهات في عمل مناظر روايتين؟؟ ولقد حاول رئيس هذا النادي ضم ناديه بنادي المسرح ليكونا نادياً واحداً باسم «رمسيس» وأظن أن هذه المحاولة ستفشل. وبديهي أن تكون هذه المحاولة من رئيس نادي رمسيس دليلاً لما لنادي المسرح من حب في قلوب الشعب البور سعيدي ولما لهذا النادي من قوة تضمحل أمامها قوة «رمسيس»؟».
وفي سبتمبر 1932 نشرت مجلة «الصباح» كلمة بتوقيع «فنان»، قال فيها: «إن نادي المسرح أخرج رواية «ألا مود» على مسرح الألدورادو إلا أن الرواية بدأت ضعيفة حتى النهاية، وقد نسب الذين شاهدوها هذا الضعف للمؤلف كما نسبه البعض الآخر للممثلين. والحقيقة لا هذا ولا ذاك فالرواية سبق أن مثلت على مسرح حديقة الأزبكية مرات، وكتب عنها النقاد المسرحيون بما يعلي من شأنها. وأما الممثلون فقد ظلت الأدوار في أيديهم سبعة شهور وأخيراً ظهرت هذه النتيجة السيئة. الحق أن العيب كله راجع إلى الإدارة الفنية وقد آن لهذا النادي أن يفكر جدياً في إصلاحها إصلاحاً يكفل لرواياته النجاح في المستقبل».
وفي العدد التالي نشرت مجلة «الصباح» رداً بتوقيع «زكي سليمان»، قال فيه: «قرأت في العدد الأخير من الصباح الغراء كلمة لحضرة «فنان» يحمل فيها حملة شعواء على «نادي المسرح». وقد أخذتني الدهشة لما وصلت إلى قوله إن رواية «ألا مود» سقطت سقوطاً فاحشاً، بينما الحقيقة الملموسة إن هذه الرواية التي شاهدها جمهور عظيم من الطبقة الراقية قد نجحت نجاحاً باهراً لم تشاهد مثله بور سعيد من قبل، أو بالأحرى منذ أن اعتلى خشبة المسرح هواة البلدة. وليطمئن حضرة الأستاذ الكبير مؤلف الرواية بأن روايته المذكورة قد فاقت في نجاحها جميع ما سبقها من روايات ويمكن لحضرته أن يسأل السيدة «زينب صدقي» التي اشتركت في تمثيل هذه الرواية عن مقدار نجاح روايته رغماً عن وصولها إلى النادي قبل تمثيلها بستة أسابيع وليست سبعة أشهر كما يدعي حضرة «الزفاف»! بدليل رواية «أولاد زمان» التي أخرجها النادي منذ ثلاثة أشهر. وقد كنت أتمنى أن يظهر هذا الفنان باسمه الحقيقي حتى يكون لنا معه شأن آخر».
وفي مارس 1933 نشرت مجلة «الصباح» رداً بتوقيع «محمد جاد مدير فني نادي رمسيس ببور سعيد»، وهو رد على كلمة منشورة لرئيس نادي المسرح، لم ننجح في الحصول عليها، ولكن الرد يكشف عن فحواها! وهذا ما جاء في هذا الرد: «رئيس تحرير مجلة الصباح الغراء، اطلعت على كلمة حضرة الدكتور أبو الغيط رئيس نادي المسرح بالعدد الأخير من مجلة الصباح الغراء فأدهشني كما أدهش الكل ما ورد بها من بيانات بعيدة عن الحقيقة عن نادي رمسيس. سيدي الدكتور، لا زلت أعتقد أنك لو راجعت نفسك قليلاً لكانت النتيجة مبادرتكم في إرسال رد على الكلمة المنشورة بالصباح الماضي بإمضاء الدكتور أبو الغيط. ليس بين ممثلينا يا سيدي الدكتور محترفون بل كلنا ونحن من الموظفين هواة نضحي من وقتنا في سبيل نصرة المبدأ الذي أنشئ من أجله هذا النادي، وظل قائماً للآن مجاهداً رافع الرأس حوالي العشر سنوات متمتعاً بتشجيع البلدة وعطف الوزارة. وإلا فإني أسائل الدكتور أن يتكرم بذكر هؤلاء المحترفين. تعيبون علينا أن نادينا يظهر على المسرح في كل رواية ممثلين جدداً في حين أن نادينا لا يضم إلا أربعة ممثلين، غريب هذا. فليس الغرض من إظهار الرواية يا سيدي إخراجها (حيثما اتفق) وإنما المبدأ هو إخراجها على الوجه الأكمل، وهذا هو السبب في إنك ترى أبطالنا دواماً على خشبة المسرح وبجانبهم أشبالاً مستجدين في أدوار أخرى، رأيتم حضرتكم تغافلها، ويكفي أن أقول بكل احترام لسيدي الدكتور إن رواياتنا العديدة التي مثلناها بشخصيات كثيرة ينفي ما ورد بكلمتكم. والله أسأل أن يهدينا جميعاً إلى طريق الحق القويم بعيدين عن كل غرض والسلام».
وكتب «يوسف أحمد طيره» - من نادي رمسيس - رداً على رئيس نادي المسرح الذي نشر كلمة – لم نحصل عليها - قال فيها: «قرأت في الصباح – رغم أني طريح الفراش – كلمة وصفني فيها حضرة الدكتور محمد أبو الغيط متورطاً بأنني من أدعياء النقد المسرحي، وفاته أنه كثير ما طالبني هو وأعضاء ناديه بنقد حفلاتهم، وقد كنت فيما مضى محجماً عن الكتابة عنها ليقيني أنهم لا يطلبون إلا مدحاً في غير موضعه وظن حضرته أنه يرد قيمة التذكرة التي دفعتها من تلقاء نفسي إليّ سيشتري قلمي، وغاب عنه إنني طالما كتبت نقداً مراً عن حفلات نادي رمسيس الذي يفخر حضرته إنني عضو فيه، وليراجع أعداد الصباح السابقة ليرى أنني لم أقصد من قسوتي في النقد إلا الإصلاح. أما أنه كان عضو شرف بلجنة مشروع القرش فليس معنى هذا أن يتكلم حضرته بلسانها، وكان الأولى بذلك أحد الأعضاء العاملين. وليعلم حضرته أخيراً أن نادي «رمسيس» لم يصل إلى قمة مجده إلا لكونه يقدر النقد حق قدره».
وكتب أيضاً «يوسف أحمد طيره» في مجلة «الصباح» تحت عنوان «رمسيس والمسرح ببور سعيد»، قائلاً: «نشرت الصباح بعددها الأخير كلمة بإمضاء «مسعد جمعة النجار» العضو بنادي المسرح، جاء بها أن نادي رمسيس طلب أن ينضم إلى ناديه، وأنه وسّط في ذلك بعضاً من كبار الرجال يريد بذلك أن يظهر للجمهور أن ناديه أعظم شأناً من نادي رمسيس وأنها لفرية حقاً أن يدفع نادي المسرح بأحد أعضائه ليقلل من شأن رمسيس بهذه الكيفية إذ إن الخبر الذي ساقه لا يطابق الواقع وإني أتحداه وأتحدى ناديه في أن يذكر لي شخصاً واحداً فقط يكون نادي رمسيس قد وسّطه في أمر الصلح فرمسيس بحمد الله غني بأعضائه وجهوده وكفاه فخراً ما وصل إليه من مكانة سامية وأنه النادي الوحيد الحائر لرعاية الحكومة وإعانتها كل عام منذ أنشئت الإعانة».
اكتفت مجلة «الصباح» بما نشرته من كلمات وردود بين أعضاء الناديين، فتبنت الفكرة جريدة «كوكب الشرق»، عندما نشرت موضوعاً بتوقيع «س» تحت عنوان «أندية التمثيل في بور سعيد» في إبريل 1933، قالت فيه: «جاءتنا كلمة بإمضاء «س. ببور سعيد» يقول فيها إن بعض الشبان النشطين أنشأوا منذ عامين نادياً أطلق عليه اسم «نادي المسرح»، وأن هذا النادي قام بتمثيل أكثر من ثماني روايات كبيرة، وأن قسم التصوير والحفر في هذا النادي هو الذي يقوم برسم المناظر التي تحتاج لها الروايات، وأن به قسماً للموسيقى وأنه يقوم بإعداد محاضرات عامة يلقيها بعض الأطباء والمدرسين. وكل هذا جميل، وليس أدعى إلى اغتباطنا من أن ينشر فن التمثيل في الأقاليم، ومن أن يهتم الشبان المتعلمون من الموظفين والطلبة بتشجيع هذا الفن والإقبال عليه، ولكن الذي لا نحبه أن يتجاهل الأديب كاتب الرسالة أن في بور سعيد نادياً آخر اسمه «نادي رمسيس» أنشئ منذ عشر سنوات، وأن لهذا النادي مجهوداً طيباً وأثراً كبيراً دعيا وزارة المعارف لأن تعطيه جزءاً من إعانتها في السنتين الأخيرتين. لم نكن نحب أن ينسى الأديب «س» هذا أو أن يتغافل عنه. فإذا كان قد أراد أن ينشر دعاية للنادي الذي ينتسب إليه. فأظن أننا لم نبخل عليه بنشر ملخص كلمته، ولكننا نريد أن نقول إنه ليس من مصلحة التمثيل في الوقت الحاضر أن تكثر الأندية والفرق التمثيلية في بلد واحد، فإن توزيع المجهودات التي تبذل إنما هو في الحقيقة إضعاف للنتائج المرجوة، والجمهور عندنا ما زال ضعيف الإيمان بقيمة الفنون على العموم وفن التمثيل بوجه خاص، والأديب «س» يعرف ولا شك كيف توزع تذاكر حفلات ناديه ونادي رمسيس والصعوبات التي يلاقيها أعضاء الناديين في هذا السبيل. ولسنا نعتب عليه حُسن نيته لتشجيع «نادي المسرح» بل أننا لن نتردد في نشر كل ما يأتينا عنه من أخبار صحيحة، ولكننا مع هذا نأمل أن يندمج هذان الناديان في ناد واحد يستطيع أن يواجه كل ما يعترض سبيله من عقبات بجبهة قوية متحدة، ونحن نعرف أن أغلب أعضاء «نادي المسرح» الذين أنشأوه كانوا قبلاً أعضاء في نادي «رمسيس» ومن الذين اشتركوا في إنشائه ثم انفصلوا لاختلافات تافهة وأسسوا ناديهم الحالي. فماذا على أعضاء الناديين لو أخذوا برأينا واندمجوا في ناد واحد وجعلوا أمرهم شورى بينهم؟ إننا نرجو ذلك، ونتجه بهذا الرجاء إلى الراغبين في رفعة فن التمثيل من أعضاء الناديين الكرام وسنرى أثر هذا الرجاء».
وفي العدد التالي من جريدة «كوكب الشرق» وجدنا رداً منشوراً بتوقيع «س»، قال فيه تحت عنوان «أندية التمثيل في بور سعيد»: «سيدي الأستاذ مكاتب الكوكب الفني اطلعت على الكلمة التي نشرتموها بهذا العنوان والتي تعلقون فيها على رسالتي السابقة. وما دمتم قد أفسحتم لنا في الكوكب الأغر مجالاً للكتابة في هذا الموضوع الذي يهتم له الكثيرون، أرى واجباً عليّ أن أضع بين أيديكم موجزاً عن حياة الناديين «رمسيس والمسرح» مراعياً في ذلك الحقائق الناصعة والواقع الملموس ولكم أن تحكموا لنا أو علينا!! أنشئ نادي رمسيس منذ ثماني سنوات تقريباً واستأجر غرفة أرضية ضيقة في أحد الأزقة بحي العرب، ولم يمنع وجوده في ذلك المكان الحقير من أن ينهض حضرة مديره الفني (المدير الفني لنادي المسرح الآن) من تأليف رواية «البربري الدجال» وقد مثلها أعضاء النادي ثلاث أو أربع مرات في شهر واحد، وكان من أثرها أن عمرت خزانة النادي بملغ من المال حيث كان الإقبال على مشاهدتها عظيم جد. وانتقل النادي إلى محل آخر أليق بكثير من شغله مكان ذلك سنة 1927 وبعد انتقاله انضم إليه بعض العناصر الغريبة واستمر النادي يعمل تارة وينام أخرى حتى سنة 1929. وقد حدثت في ذلك العام حوادث كثيرة أرى من اللائق عدم ذكرها وأكتفي بالقول بأنها كانت سبباً في التفريق بين الأعضاء، فاستقال معظمهم وتركوا النادي للعناصر الغريبة وما بقى فيه من أعضاء مؤسسين. وفي سنة 1931 تجددت نفس الحوادث المؤلمة فاستقال الكثيرون منه إذ رأوا أن غيوم الأرستقراطية ظلت وتلبدت في جميع نواحيه وأصبح من المتعذر عليهم إزالة هذه الغيوم الكثيفة، وفكروا في إنشاء (ناد جديد) وكان ذلك قبل أن تقرر وزارة المعارف صرف إعانة للنادي. وفي أواخر سنة 1932 انتقل النادي إلى صالة كبيرة بحي الإفرنج وأنفق عليها كثيراً ولم يزل بها للآن (وكان ذلك بعد إنشاء نادي المسرح). أما نادي المسرح فقد تأسس في شهر مارس سنة 1931 وانضم إليه الكثيرون من أهل العلم والأدب واستمر يعمل في إخراج الروايات وتصوير المناظر وإلقاء المحاضرات وانتقل إلى صالة كبيرة في أوائل سنة 1932 ولم يزل بها للآن. وفي نادي رمسيس أعضاء يبلغ عددهم ستين بينهم الطيب والمدرس والموظف والتاجر إلخ .. بينما يبلغ عدد أعضاء نادي المسرح ستون ومائة بينهم الطبيب والمدرس والموظف أيضاً إلخ .. ولكن الأول لا يتسنى له سداد نفقاته ومصروفاته العديدة من الإيرادات فيضطر للإنفاق من الرصيد الباقي من الإعانة .. بينما يتمكن نادي المسرح من إيجاد مائتي كرسي وبيانو ومناظر عديدة من إيراداته عدا المصروفات الأساسية (ولم تصرف له إعانة). ومنذ إنشاء نادي رمسيس لم يمكنه أن يخرج من بين أعضائه ممثلاً جديداً فأعضاؤه الممثلون لم يتبدلوا ولم يدخل عليهم عنصر جديد ولم يزل عددهم خمسة وإني مستعد لذكرهم بالاسم وأتحدى كل من يكذبني في قولي. ولكن نادي المسرح منذ نشأته يعمل على تمرين الأعضاء لاعتلاء خشبة المسرح حتى أصبح عددهم يتراوح بين العشرين والخمسة والعشرين ومعظمهم من حملة الشهادات العالية. فرغماً من التفاوت العلمي بين ممثلي الناديين نرى أن الأول لا يمكنه تمثيل رواية يزيد عدد أفرادها عن خمسة أشخاص وهذا ما حدث فعلاً حتى الآن! بينما الثاني أخرج رواية «جاكلين» وأفرادها أكثر من خمسة عشر، و«الموظف» وأفرادها أكثر من ثمانية عشر، و«القبلة القاتلة» التي أخرجها النادي يوم 3 الجاري وأفرادها أكثر من عشرة أشخاص. وليس في نادي رمسيس قسم لفن التصوير ولذا فهو يدفع الثمن غالياً لإيجاد المناظر المطلوبة حتى أنه صرف مبلغ 29 جنيهاً في رسم منظر (صالون اعتيادي) لرواية «كوثر». ولكن نادي المسرح به قسم منظم كامل العدة لتصوير جميع المناظر وأعظمها في وقت يسير (وقد لجأ إليه نادي رمسيس مراراً)، وهذا يوفر على النادي مالاً كثيراً ووقتاً طويلاً. بعد هذا أظن إني أصبحت في غنى عن تبيان الفرق الشاسع بين الناديين من الوجهة الفنية والأدبية. أما اندماج الناديين فهو رجاء جميل تشكر عليه حينما تدعو له ولكني أبين لحضرتكم حقيقة الأمر لتعلموا أي الناديين على حق. سعى الساعون لهذه الفكرة في العام الماضي وتألفت لجنة لهذه الغرض من أعضاء الناديين وبعض أعضاء نادي الموظفين، وقد وضعت اللجنة المذكورة اتفاقية مبدئية صودق عليها من جميع أعضائها وتكفل الأعضاء المشتركون من الناديين في اللجنة ببذل الجهود لكي تتحقق الفكرة، وعلى ذلك اجتمعت الجمعية العمومية لكل من الناديين في ديسمبر 1932 وقد كنت أول المجندين لهذه الفكرة، وسعى أيضاً حضرة رئيس نادي المسرح الدكتور محمد أبو الغيط لتحقيق الفكرة، وبهذا وافقت جمعيتنا العمومية على مشروع الاتفاقية أما نادي رمسيس فقد رفض رفضاً باتاً الموافقة على المشروع .. فهل يرى سيدي الأستاذ لوماً علينا بعد ذلك. وهناك أمر آخر لا يمكن إغفاله وهو أنه قبل إنشاء نادي المسرح كانت تمر السنة بأكملها على نادي رمسيس لا يخرج فيها إلا رواية واحدة إذا وجد سبيلاً إلى إخراجها، ولما أنشئ نادي المسرح دبت الحماسة في الناديين وتمكن الأخير من إخراج تسع روايات في مدى عامين وأخرج الأول ست روايات في نفس الوقت، ونشط الاثنان في إلقاء المحاضرات التي كان إلقاؤها معدوماً في أول الأمر فلولا التنافس لسار الأول سيرته القديمة ولما تمكن من إخراج رواياته الست في عامين. وليتأكد سيدي الأستاذ إنه إذا تحققت فكرة الانضمام لحل النوم محل كل النشاط ولذهبت الحماسة لانعدام التنافس. وختاماً أرجو من سيدي أن لا يرميني بالتحيز لنادي المسرح ولا يعتب عليّ إغفال ذكر نادي رمسيس لأني وإن أهملت ذكره فقد تعمدت ذلك تحاشياً من إساءة الظن بي إذ ذكرت الحقائق المؤلمة».
آخر مقالة نشرتها جريدة «كوكب الشرق» في هذا الصدد، كانت في مايو 1933، عندما نشرت موضوعاً بتوقيع «علي أحمد أبو الريش» من بور سعيد، قال فيه: «ما كنت أريد أن أتحدث عن الأندية التمثيلية في بور سعيد لولا ما بينها من عداء ما كنا ننتظره، أظهرته هذه الحرب الكلامية القائمة بينها والتي نرى شظاياها في الصحف من حين لآخر. وأنه ليؤلمني أن تستمر هذه الحرب بين أندية اعتزت مدينة بور سعيد بتكوينها لإحياء النهضة التمثيلية فيها، وكنا نظن أن هذا العداء سيُقضى عليه بمرور الأيام ولكن شيئاً من هذا لم يحدث ورأينا كلمات السباب وعبارات التهكم والشتائم التي لم تكن أبداً فخر مردديها، ولم تكن يوماً قوام صدق أو حجة قائمة على الحق. ولا أريد أن أذكر في هذه العجالة الضيقة كيف تكونت تلك الأندية وكيف كانت في بادئ الأمر مجتمعة في ناد واحد؛ ولكن الذي يهمنا ويهم البلد ويهم أيضاً الأندية نفسها أن يزول سوء التفاهم المستحكم بينها والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم .... وعسى أن نرى آذاناً صاغية لكلمتنا هذه التي ما دفعنا إلى كتابتها إلا رغبتنا الأكيدة في أن يسود السلام والوئام تلك الأندية التي نتمنى لها كل نجاح».