الفن واجهة مصر الثقافية .. ميدان التحرير مسرح مفتوح

 الفن واجهة مصر الثقافية .. ميدان التحرير مسرح مفتوح

العدد 716 صدر بتاريخ 17مايو2021

أن العلاقة المتبادلة بين الفنون واثرها على ثقافة المجتمع ورؤيتها في تشكيل الفكر والمحتوي الثقافي الإبداعي وتجسيد حياة الإنسان وطرحها في صور درامية أو مسرحية او غيرها من تلك الفنون والتي تعبر عن قدارت الإنسان علي والارتقاء به وذلك من خلال معايشة الشعب المصري هذا الحدث الكبير وهذا الموكب الفني فكان ميدان التحرير مسرحاً مفتوحاً علي العالم اجمع ليقدم تلك اللوحات الفنية والتي تضافرت فيها الكثير من العناصر لتقدم لوحة إبداعية فنية حملت كل أنواع الفنون التي عرفها المجتمع وبرهنت على دور الفن في نهضة الأمم ..لقد غير هذا الموكب نظرة العالم لمصر وشعبها وحضارتها وفنونها حين توجت ملوكها في ابهي صورة فنية جمعت كل الفنون لتقدمها تكريماً لهم بعد موتهم بالألف السنين في صورت تعبريه ليشهد العالم انها مصر . ولم تكن تلك المسافة التي انتظرها العالم مجرد عدة كيلومترات وسط القاهرة لكنها كانت رحلة تاريخ عبر آلاف السنين تحكيها تلك الميسرة  في مشهد مهيب استطاع أن يلفت أنظار العالم نحو مصر وملوكها  ومر التاريخ في موكب شيده الأحفاد بفنونهم  وتطلع العالم الي مصر عبر مسيرة خالدة وحضارة عريقة  وهاهم الاحفاد يوثقون تاريخ أجداهم قبل أن يلحقهم الموت  ، فقد حمل الأجداد  علي انفسهم ليوثقوا  كل شيء لأحفادهم في قبورهم التي امتزجت فيها روح الأيمان والبعث بالافتخار....لنقول للعالم : أنها مصر ..التاريخ ..الفن الذي ابهر العالم  فكان قادر على تجسيد كل هذه الصور التي شاهدها العالم علي شاشاته وأنبهر بها ليعرف الجميع قدرة الفن علي تجسيد تلك الروح وبعثها في تلك الصورة ليتفاعل الناس معها ويعيشوا أحداثها مع ترنيمة ايزيس انها الانغام والكلمات التي تأخذك عبر دهاليز وسراديب الزمن تحكي تاريخياً حافلاً بالإنجازات ،  وبعمق وإيمان لامس روح الأنسان ، واظهر قدرته على تحمل كل الصعاب لإظهار تلك الصورة الجميلة والمعبرة عن الأحداث  ، وبكل فخر عاش كل مصري بل وعربي وربما العالم لحظات سرور وفرح مع موكب جنائزي لملوك مصر الذين ماتوا منذ آلاف السنين لندرك أن تاريخياً ممتد عبر مسيرة الفنون التي جسدها أبناء مصر بكل عناصرها الفنية...نعم :  كنت علي حق حينما وقفت أمام تلك الحكمة لنجيب محفوظ (مصر ليست دولة تاريخية مصر جاءت أولاً ثم جاء التاريخ ) نعم ...لقدد حقق الفن رسالته  وكان صادقاً حينما عبر عنها المصريون  بمداد كلماتهم ودموعهم  ونبض أرواحهم في كل مشهد من مشاهد هذا الموكب المهيب  وامتزجت كلماتهم حباً وعشقاً تسرد تاريخ طويل من العطاء  ....أنه التاريخ حين يؤازر الحقيقة ! وهو من وقف ويقف في وجه الأكاذيب التي ادعاها هؤلاء الحاقدون على مصر لتثبت دوماً أن الثقافة والفن المصري وقفا في وجه كل من يدنسون ثقافته وينكر فضل هذا البلد المعطاء ، لكن سنبقي دوماً محملين بالصدق والحرية  والحقيقة  ....رافعين الفن شعاراً ، أنه الخيال المعبر عن أفراح وهموم الشعوب ، وهو الواقع المستنير الذي ينير العقول  يبدد ظلام الأكاذيب ويقف في وجهها متربصاً لكل باطل على هذه الأرض أنها مصر تثبت للعالم أجمع قدرتها علي الحفاظ علي منجزها وتاريخيها النبيل ...فكانت مصر والتاريخ توأمان منذ آلاف السنين   ... واليوم نقول للعالم بفننا وحضارتنا : هنا مصر ..القاهرة  !


مجدي محفوظ