فرقة القافلة.. وقضايا المسرح النسائي

فرقة القافلة..   وقضايا المسرح النسائي

العدد 710 صدر بتاريخ 5أبريل2021

بدأت فرقة القافلة لمسرح المرأة نشاطها عام 1992، وكان أول عرض لها نصا عن حياة الكاتبة المشهورة “فرجينيا وولف” ترجمته الناقدة سناء صليحة، تأكيدا على الفكرة التي دعت إلي تأسيسها وهي طرح أهم مشاكل وقضايا المرأة في محاولة للبحث عن هوية غير مقولبة من خلال استخدام لغة مسرحية.
وقد تم عرض هذا العمل على خشبة المسرح القومي بقاعة عبدالرحيم الزرقاني، وكان وراء هذا العرض الفنان محمود الحديني الذي وقف مشجعا للتجربة التي قام بها مجموعة من الشباب حديثي التخرج.
ثم انضمت الفرقة لحركة “المسرح الحر” والتي شجعها عدد من النقاد، منهم د. نهاد صليحة ومنحة البطراوي، وقد تم إقامة أربعة مهرجانات تحت هذا المسمى بداية من عام 1991 وحتى 1994، بتمويل ذاتي، إذ أن هذا المهرجان لا يتبع أي مؤسسة ثقافية رسمية.
وقد اشتركت فرقة القافلة في المهرجان الثالث بعرض “استكتشات حياتية” من خلال نص مسرحي مبني على الارتجالات لمناقشة العلاقة بين الرجل والمرأة وتأثرها بالتقاليد الموروث الشعبي.
وقد قام بالتمثيل في هذه المسرحية الفنانون مصطفى شعبان وخالد أبو النجا وعبير الشرقاوي وعايدة الأيوبي وأريج إبراهيم وخالد الجيوشي ورشا أبو الريش ومنحة الزيتون وأحمد فؤاد ومحي العربي ونورا أمين وهايدي عبد الغني، وقد تم عرضها على مسرح الهناجر.
وهذا العرض تم صياغته على يد مجموعة من الكتاب منهم سعيد حجاج وطارق سعيد وعفت يحيى وهو عبارة عن مشاهد منفصلة مرتبطة بمشهد أولي تجلس فيه البطلة على الكرسي مربوطة ولا ينفك قيدها إلا بنهاية المسرحية، وقد استفاد العرض من المسرح الحركي والمسرح الغنائي والمسرح الواقعي والمسرح التعبيري، بما حمله من مشاهد رمزية تعبر عن القهر الذي تعيشه المرأة في ظل مجتمع ينوء بإرث ذكوري، من خلال تداعيات لمرأة واحدة.
ثم بدأت الفرقة في عمل ورشة لكتابة نص مسرحي مأخوذ عن “بنات قمة” لكارل تشرشل وكأنت التجربة عبارة عن تمصير النص الذي يناقش قضايا نسائية من خلال ست شخصيات منها الشخصية الملكية ومارجريت تاتشر وأثناء إقامة الورشة تم اختيار شخصيات من الشرق الأوسط ـ في مرحلة لتعريب النص ـ فتم اختيار شخصية هدى شعراوي وشخصية فرعونية وأخرى قبطية وشخصية “انيس الجليس” من ألف ليلة وليلة وتم إعادة كتابة المسرحية مع المحافظة على التكوين النفسي والبنيوي لنص كارل تشرشل ورغم أن المقابلة بين الشخصيات ـ في النص الأصلي ـ كانت على منضدة أما في النص المصري فكانت المقابلة في الصحراء.
أما عن الزمن النصي فناقش فكرة ما بعد الموت، وكانت تقوم بالضيافة الشخصية الفرعونية وكانت بمثابة الصوت المحذر من الشقاء الذي تعيش فيه المرأة ـ في إطار من الفلسفة السارترية ـ حيث أنهن يتذكرن ما مر بهن في الحياة في اللحظة الآنية رغم ما فيها من ألم.
أما عن التقنية المسرحية في هذا العرض، فقد تم تغطية خشبة المسرح بالرمال بالإضافة إلى وجود نيران حقيقية، وترجع الجرأة في هذا العرض كما تقول المخرجة عفت يحيى مخرجة العرض إلى د. هدى وصفي لسماحها بهذه “السينوغرافيا” المعقدة بما تستلزمه من تنفيذ وإزالة.
وقد شارك بالتمثيل في هذا العرض كل من سلوى محمد علي ورشا عياد ومايسة زكي ونورا أمين وعايدة الأيوبي وأريج إبراهيم وهايدي عبد الغني.
وتؤكد عفت يحيى ـ مديرة الفرقة ـ أنه منذ هذا النص تم تصنيف الفرقة على أنها تقدم مسرحا نسائيا والغريب في الأمر ـ كما تضيف عفت ـ أنها لم تخطط لفرقتها أن تكون للمسرح النسائي بل أرادت أن تكون معبرة عن نفسها وعن طموحات جيلها، فإذا بها تعبر عن مشاكل المرأة ومعاناتها.
رمال متحركة
ثم قامت الفرقة بعرض مسرحية “كرنفال الاسكتشات” باللغة الإنجليزية وعرضت في أحد فنادق القاهرة، وقام بالتمثيل فيها كل من حازم عزمي ودينا صالح وعايدة الأيوبي وديفيد وليمس الأستاذ بقسم الترجمة بالجامعة الأمريكية.
ثم جاء عرض “رمال متحركة” والذي عبر عن العلاقة بين عدد من الشباب يعيشون في مدينة تتعرض للتدهور والانهيار، من خلال علاقتهم الجدلية بكاتب المسرحية وصراعهم معه حول تغيير نهاية المسرحية أو تغيير حالة المدينة وهذه الرؤية ـ من وجهة نظري ـ هي أشبه بمسرح بيتر بروك ونظريته حول إشراك الجمهور في العرض بحيث يكون حاضرا فيه.
وقد تم تمصير النص عن مسرحية “لانارك” للكاتب الاسكتلندي “السيد يرجراي” وقام بترجمته كل من عفت يحيى والدبلوماسي أحمد إسماعيل.
وقام بالتمثيل أحمد مختار وخالد الصاوي وإلهام سعيد وحمادة شوشة وشهيرة كمال وهايدي عبد الغني وموسى النحراوي وعماد الراهب، وتم عرضه على مسرح الهناجر الذي قام بتمويله، ثم عرض مرتين بعد ذلك أولهما في مهرجان المسرح التجريبي عام 1996، ثم على خشبة المسرح القومي.
بعد ذلك قامت الفرقة بعرض “إيقاعات من الذاكرة” عن نص للكاتب الفرنسي “برنارد كولتس” وهو نص “الواحدة في حقول القطن” وقام بترجمته كل من إيف جلاس وعفت يحيى وهو عبارة عن علاقات فلسفية مركزة في طبيعة البيع والشراء.
ثم قامت الفرقة بعرض “يوميات فاطمة” بالتنسيق مع رابطة المرأة العربية وتم عرضه بمركز الهناجر وبيت الهواري والمركز الفرنسي بالإضافة إلى 10 محافظات على مستوى الجمهورية، وهو نص معرب من الفرنسية قام بترجمته منحة البطراوي وهو تجسيد لحياة المرأة عاملة تسترد يوما من حياتها من خلال تداعيات لأحلامها ومشاعرها المتعارضة مع تفاصيل حياتها اليومية.
شارك في التمثيل نهاد أبو العينين وحمادة شوشة وشهيرة كمال.
وبحثا عن مناطق أكثر حيوية داخل النص المكتوب قدمت فرقة القافلة عرض “ليالي متمسرحة” وهو عبارة عن قراءة مسرحية لعملية الحكي تأليف عفت يحيى وأمل فادجي كخطوة مهمة في هذا الإطار الفني وقامت ببطولته نهاد أبو العينين، وتم عرضه على مسرح الهناجر وقاعة الفنانين بمركز الفنون بالزمالك والخيمة الرمضانية لهيئة الكتاب.
كما قامت الفرقة بتجربة مسرح المناسبات فتم إخراج عرض “ع القهوة” والذي ناقش الحوارات بين المواطنين على المقهى على اعتبار أن المقهى أحد تجليات الواقع المعايش الذي تخرج من خلاله كل الحكايات الإنسانية، فهو مكان للتلاقي بين الأصدقاء والفضفضة.
وقام ببطولته حمادة شوشة ونهاد أبو العينين وتم عرضه في معرض القاهرة الدولي للكتاب ومسرح الهناجر.
وقد استفادت الفرقة من تقنيات العرض السينمائي خاصة في مسرحية “بجد.. بجنون” التي أخرجها الفنان خالد أبو النجا عام 1993 وقام ببطولتها أريج إبراهيم


عيد عبد الحليم