الاحتكاك بالناس والملاحظة والاطلاع والتدريب المستمر روشتة أسطوات المهنة للممثل الشاب

الاحتكاك بالناس والملاحظة والاطلاع والتدريب المستمر  روشتة أسطوات المهنة للممثل الشاب

العدد 708 صدر بتاريخ 22مارس2021

التدريب المستمر هو الطريقة السحرية للتخلص من الأداء النمطي، و كعادة أي فن لابد من توافر عناصر أساسية لدى الممثل، هي أدواته التي يجب أن يطورها بشكل مستمر.. لا يحتاج  إلى التدريب الممثل المبتدئ فقط، إنما يحتاجه الممثل المحترف أيضا كما يفعل فنانو هوليود.  ما هي الأدوات التي لابد ن يمتلكها الممثل؟ وما الذي يجب أن يفعله لتطوير تلك الأدوات؟ هل على الممثل أن يتبع مدرسة أو منهج بعينة؟ وهل من الضروري أن يكون على دراية بكل مناهج التمثيل؟ وما هي الشروط التي يجب أن تتوافر في المدرب؟ أسئلة كثيرة طرحنا على المتخصصين من أهل المهنة وتلك إجاباتهم.    

قال د.علاء قوقه: إن الممثل يجب أن يكون على دراية بمناهج التمثيل كافة؛ لأن الأدوار التي يتصدى ليست كلها من منهج واحد، وليس معقولا أن يمثل المسرح التعبيري مثل العبثي، أو الواقعي أو الطبيعي، فهناك فروق، وبناءا عليه؛ فالشخصية وأبعادها تكون مرتبطة بالمنهج أو المذهب الذي تنتمي إليه، وهو جانب مهم جدا من جوانب أبعاد الشخصية.
وأضاف «قوقة» :الفنانون المحترفون أيضا  في حاجة إلى تدريب،  في أوربا وأمريكا، حين ينتهي الممثل من عمله، ينضم إلى ورشة ليتخلص من اللازمات والأسلوب الذي كان يؤدي به الشخصية التي انتهى منها؛ ليكون لديه إمكانية بناء شخصية جديدة، تلك المسألة . إن أسلوب المدرب له أثر على الفنان في وعيه بأدواته التي سيبدأ بناءها بشكل مختلف لتناسب الشخصيات الجديدة. هنا في مصر يكتفي الممثل بأن يكون معترفا به، وله أدواره وله درجة من النجومية، يعتبر أنه وصل، ولكن هناك بعض الممثلين ينضمون لورش، و في هذه الحالة لا يكون دورها تعليم التمثيل، ولكن، هدفها الأساسي تطوير أدوات الممثل . الممثلون المصريون الذين هم على وعي بحاجتهم لتجديد دمائهم وتطوير أدواتهم موجودين بالفعل، وهناك من يفعل ذلك بالسفر إلى أمريكا أو أوربا و يظهر أثره عليهم فورا، وهؤلاء أدوارهم تكون مختلفة و بعيدة عن نمطية الأداء،ولل يسجنوا في الشخصيات التي يؤدوها.
تابع د.علاء قوقة : ليس هناك أحد «يقفل» التمثيل، فطيلة الوقت يحتاج للتنويع في الشخصيات التي يؤديها ويطور في ملكاته، ويقرأ كثيرا سواء في الفن أو العلوم أو مجالات الفنون المختلفة، ويهتم بحضور معارض الفن التشكيلي، ويزود حصيلته الفنية والمعرفية، ويرى تجارب الآخرين، كما يجب أن يكون على دراية بمجالات متعددة؛ لأن ذلك يطوره باستمرار، إذا كان يعرف ألعابا مثل الجودو، وركوب الدراجات، و كلما تعلم هذه الأشياء كلما تطورت أدواته، ناهيك عن تعلم الأشياء التي لها علاقة بالفن، فهي مكسب كبير لأي ممثل أن يكون لديه الانفتاح على العلوم والفنون المختلفة، أيضا الانضمام إلى الورش لرفع مستواه»..التدريب ثم التدريب « فهو المفتاح للتطور.
وعن السمات التي يجب أن يتسم بها المدرب حتى يستطيع تطوير أدوات الممثل، فلابد أن يكون على دراية بالمذاهب المتعددة وأسسها التي يمكن للممثل القيام بها، وأن يكون متميزا في علم النفس، ليستطيع التعامل مع كل ممثل بما يتناسب وطبيعته، وفي نفس الوقت يجعل المتدرب واثقا أن مدربه على وعي بكل ذلك، وعلى وعي بالقيم الفنية المختلفة، لابد أن يكون لديه منهجية في التعليم، سواء كانت لأحد كبار ورواد الفن في العالم، أو يكون المنهج خاصا به- وهذا لا يتوافر لدى كثيرين - وأن يكون على وعي بعلوم مهمة سيحتاج إليها أثناء التدريب،مثل: الموسيقى، الرقص، ولياقة الجسد و كيف يطورها، ويفهم في الإخراج، لابد أن يكون كفء من كل هذه الزوايا. و نصيحتي لمن يخطو خطواته الأولى نحو التمثيل، أن يختبر موهبته، وهل لديه الملكات التي تؤهله للتمثيل أم لا؟. وهذا من خلال المشاركة في تجارب شبابية ، المشاركة في عروض ومتابعة الصدى ، فإذا وجد الناس تشيد بموهبته، يبدأ في تطوير ذاته بالوسائل السابق ذكرها، وإن استطاع بعد ذلك ينضم للمعهد العالي للفنون المسرحية، أو أي مؤسسة للتدريب، أو فرق قصور الثقافة ، ولامانع من البدء بخطوات بدائية حتى يصل للإمكانيات المطلوبة في الممثل، أيضا من الضروري أن يكون مخلصا، ومحبا للفن .
الممارسة والخبرة
وقال الفنان ومدرب تمثيل أستوديو «ذات»، شادي خلف،  إن الممثل قادر على تطوير أدواته من خلال التدريب باستمرار، ومعرفة الأساسيات التي تعد سندا له حين يقف أمام الكاميرا أو على المسرح حين تفتح الستار، وهذه الأساسيات هي أدوات الممثل، التي يستخدمها للتعبير عن الشخصية التي يؤديها، وبالتالي عليه أن يعي تماما ما هي أدواته ، هناك بعض المحترفين ليس لديهم وعي بهذه الأدوات، والتي تتمثل في الجسد، الصوت، ذاكرة الحواس، القدرة على الإنصات، والتفاعل بعفوية مع الممثل الذي يقف أمامه أو يعمل معه؛ بحيث يخرج كل مرة بشئ جديد؛ لأن التكرار يُعني أنهم لا يستمعون جيدا لبعضهم البعض.
وأضاف»خلف»:  الورش أو الدراسة ليست السبيل الوحيد الذي يجعل الممثل قادرا على تطوير أدواته، فعليه بالممارسة المستمرة من خلال العمل، فعلى سبيل المثال ورشة» ذات» تعلم أصول التمثيل للمتدربين، ولكننا نركز مع كيفية التعامل مع الكاميرا، فالممثل في النهاية لابد أن يطبق بشكل مستمر ما تعلمه؛ لأن الخبرة هي الفيصل الوحيد الذي ينقله للجانب الآخر ويطوره أسرع من اللجوء للورش،  بالإضافة للقراءة المستمرة والمشاهدة والاطلاع على كل ما هو جديد في فن التمثيل.
وتابع: أما عن مناهج التمثيل، فهناك ممثلين كبار حول العالم يفضلون منهج ستانسلافسكي في حين يراه  آخرون «عفى عليه الزمن»وأن هناك جديد كل يوم في التمثيل. لذا على الممثل التدرب على مناهج مختلفة، ثم يختار أيها الأفضل بالنسبة له ، و نصيحتي للشباب أن  يتعلموا التمثيل جيدا، لأن الأمر سيشكل فارقا ، و لكنه  ليس سهلا، ويحتاج لجهد أكبر و و قت كاف .
فيما قال الفنان فريد النقراشي: ليطور الممثل أدواته يحتاج  لشيئين هامين، أن يعمل على نفسه، بمعنى أن يخضع للتدريب، ثم الفرجة، بأن يشاهد كثيرا، فالمشاهدة عنصر هام جدا في كل أنواع الفنون .
،  أما عن المناهج فلابد أن يكون الممثل على دراية بكافة المناهج؛ ليس هناك منهج صالح لكل الأعمال، وكل عمل يختار المنهج المناسب لأدائه، ولهذا يقال إن المضمون ينادي شكله.
و عن عزوف بعض المحترفين عن التدرب بحجة أنهم ليسوا في حاجة إليه قال:  الأمر يحتاج لتغيير ثقافة الفنان، وأن يفهم أنه مثل لاعب الكرة ، مهما بلغت نجوميته وشعبيته وثمنه لا يمكنه الاستغناء عن التدريب، وإلا توقف نموه واضمحلت مهاراته.
أما عن المقومات التي يجب أن يتسم بها المدرب فقال:  إن تعدد الورش وكثرتها لا تشكل أزمة، فطالما تعمل في سوق مفتوح فسيكون لديك كل الأنواع والأشكال وكل له سمعته وثمنه وتكلفته،  هناك الجيد والرديء ،والمفترض أن يختار الممثل بوعيه وإمكانياته. و هناك مواصفات لابد أن تتوفر في المدرب الكفء أولها: أن يكون دارسا لفن الممثل ومناهج التمثيل، ويطور طيلة الوقت من نفسه وثقافته ومعلوماته، وأن يدرس جيدا السوق الذي يعمل به، لأن سوق الممثل في مصر يختلف عن الممثل في الدول العربية وفي أوربا، فدوره ليس فقط أن يساعد الممثل على أداء دور ناجح، إنما أن  يضعه على طريق النجاح ويساعده في تحقيق مشروعه ا كفنان ومبدع، و أن يعلم أن ما يصلح لممثل لا يصلح بالضرورة لممثل آخر، وأن لكل ممثل ما يناسبه من طرق و أساليب في تناول الشخصيات.
وختم بقوله إن قانون النجاح يقول: أنت لن تستطيع التحكم في الظروف ، لكن يمكنك أن تكون مستعدا طيلة الوقت، وهذا الاستعداد يتطلب من الممثل ألا يتوقف عن تطوير أدواته، ولا يكتفي بالدراسة.
لا تجعل موهبتك تصدأ
د.محمد عبد الهادي قال: كل ممثل سواء كان مبتدئ أو محترف عليه أن  يسأل نفسه: ماذا فعلت بما منحه الله لي من موهبة، هل حاولت تنميتها، والعمل عليها، أم جلست في منزلي محبطا وفي انتظار الفرج أو الفرصة ؟ وهل إذا جاءت الفرصة، سأكون مستعدا لها بالفعل؟ أضاف :إن التمثيل ما هو إلا مهارة أدائية تصاب بالصدأ إن لم نعمل على تنميتها باستمرار، أو تصاب بالتكلس مع كثرة العمل والميل الطبيعي للاستسهال، وما يمكن أن يفعله الممثل لتنمية موهبته: أولا تنمية الخيال الدرامي والثقافة العامة، بالقراءة الواسعة  في المسرح والرواية وغير ذلك كعلم النفس مثلا، وفيها سيجد الممثل توصيفا داخليا وخارجيا للشخصيات ، وهو ما يساعده علي تنمية خياله الدرامي والمعرفة الأشمل بالطبيعة البشرية، ثانيا: تحصيل الخبرات الحياتية، بالاحتكاك الدائم بمختلف طبقات المجتمع وفئاته المتعددة. حيث  الحياة بكل ما فيها من بشر هي المادة الخام التي يستوحي منها الممثل كيفية تجسيد شخصياته، فتأمل الآخرين دائما، حتي أقرب الناس إليك، ولاحظهم بدقة، خارجيا: طريقة المشي واللازمات الحركية والكلامية ، وطريقة الملبس وغير ذلك،  وداخليا: التكوين النفسي والنزعات والدوافع والأهداف. كذلك علي الممثل أن يلاحظ ويحاول جاهدا قراءة لغة الجسد  ودلالات الأوضاع الجسدية المختلفة عند الآخرين، وكيف يمكن أن تدل علي الحالة الانفعالية أو الجسدية، كالمرض أو الألم أو العجز وغير ذلك. كذلك ضرورة استيعاب تاريخ الحرفة، عن طريق مشاهدة الأفلام والمسرحيات، الجيد منها والردئ، بعين فاحصة والمشاهدة لأكثر من مرة، الممثل لا يشاهد بعين المتفرج العادي بل بعين المتخصص، علية أن يتفحص أداء الممثلين قديما وحديثا، وكيفية تجسيدهم للشخصيات ووسائل التعبير عن المواقف الانفعالية المختلفة، ليس بهدف التقليد، وإنما بهدف الوعي بأساليب الحرفة والتكنيك، فالمشاهدة الواعية خير مرشد ومعلم لفن التمثيل، وهي ما اعتمد عليها ممثلونا الكبار منذ زمن، مع وجود مخرجين عظماء كانوا علي دراية كافية بطرق توجيه الممثل، وذلك قبل وجود ما يعرف بورش أو استوديوهات تدريب الممثل.
أضاف:  التركيز أيضا أهم الأسس التي يحتاجها الممثل ، والمقصود به القدرة علي توجيه النشاط الذهني والعصبي والعضلي بشكل واع في اتجاه محدد ومقصود ، والتركيز أشبه بعضلة ذهنية يمكن تقويتها وتنميتها، شأنها شأن أي عضلة في جسم الإنسان، بحيث نصل بها إلي أقصي درجة من القوة والكفاءة، وذلك عن طريق ممارسة التدريبات، وكذلك بعض الألعاب  كاليوجا، البلياردو، الشطرنج، الفيديو جيم وغيرها، وهناك كذلك الحد الإبداعي للتوتر .. الاسترخاء، وهو درجة من التوتر تحفز للأداء التمثيلي ولا تعوقه، ويعد التوتر الزائد العدو الأول للممثل، وخاصة المبتدئ، وهناك وسيلة معالجة الداء بالداء، وهي تعتمد علي التخلص من التوتر بافتعال توتر، ثم التخلص منهما معا، الحقيقي والمفتعل، كذلك هناك الإمكانيات الصوتية، إننا نري الممثل و نسمعه، ولأن البصر هو حاسة الإنسان الرئيسية، فإن محتوي أي مشهد تمثيلي يصل إلينا بنسبة 65 % عن طريق ما نراه، و 35 % عن طريق ما نسمعه، وبالتالي يحتاج الممثل إلي وضوح الألفاظ ، فطريقتنا في نطق الكلام في الحياة لا تصلح في التمثيل، ولذا علي الممثل أن يدرب نفسه علي المخارج الصحيحة للألفاظ، ومن ناحية أخري أن يدرب نفسه علي استخدام طبقات صوته المختلفة، وطريقة التنفس الصحيحة من البطن، وله أن يستعين في ذلك بأحد المتخصصين في الغناء أوالأداء الموقع.
تابع د. عبد الهادي:  يحتاج الممثل المرونة الجسدية وليس القوة العضلية، وهو أمر يفتقده الكثير من ممثلينا للأسف، ولذا فمن الضروري ممارسة الرياضة الخفيفة أيا كان شكل وحجم ووزن الممثل، إن الوعي بالجسد ووضعه في الوقوف أو الجلوس، وكذلك حركته في المشي مثلا، أمر بالغ الأهمية للممثل، فهو أحد وسائله الأساسية في التعبير عن الشخصية وانفعالاتها في الموقف الدرامي، وهو لن يتيسر إلا بمرونة الجسد وعدم تخشبه، وعلي الممثل محاولة التدريب علي ذلك في المنزل، من خلال فروض محددة عن شخصيات مختلفة، وكذلك انفعالات متنوعة، قائد  عسكري أو شحاذ أو حزن أو قلق وغير ذلك كثيرا.
أما عن مناهج التمثيل فقال:  لكل ممثل طريقته، وليس شرطا أن يعرف كل المناهج والمدارس، بل يحاول التعرف على المنهج الملائم، وذلك ليس بالمعرفة النظرية بل من خلال المعرفة العملية، ليجرب ويختار ما يناسبه ويتوافق معه.
تابع : أن يتصور البعض أنهم وصلوا للكمال فهذه مسئوليتهم،  ولهذا فدائما يكرروا أنفسهم، و الإنسان دائما ما يبحث ليطور إمكانياته و الورش تعطي الفرصة لفتح مدارك مختلفة في الأداء، وبعضهم يلتحق بالورش سرا وكأنها سبه يعير بها. نحن كمجتمعات شرقية كسالى وطالما ما نقدمه ينجح لماذا الإرهاق. وأحب أن أنوه هنا إلى أن هناك تصور خاطئ عن مدرب التمثيل، فهو تخصص مختلف تماما، أحد العلوم التربوية الخاصة بالتدريب على الفنون الأدائية، وهناك شروطا ليصبح المخرج أو الممثل مدربا، منها تخصص تربوي، لابد أن يكون دارسا لعلم النفس التربوي، المسألة ليس معلومات فقط، فالممثل حين يُدرب يكون لديه تصور معين عن التمثيل رغما عنه يفرضه على المتدربين، والمخرج دائما لديه ميل أن يخفي عيوب الممثل ليخرجه في أفضل صورة، في حين أن المدرب يجب أن يكشف عيوب المتدرب لإصلاحها، بالإضافة للخبرة الإنسانية التي يجب أن تتوافر، أيضا لا يمكن أن يصبح مدربا للتمثيل إلا إذا مر بمرحلة مساعد مدرب، لأنها تمنحه خبرة عملية، وكل مدرب يكون له منهجه وطريقته في العمل، ولهذا في الخارج تجد الممثل يلتحق باستوديو معين للتدرب على يد شخص معين، رغم أنه يمكن أن يكون نفس المنهج ولكنه يطبق بطرق مختلفة، فهي مهنة صعبة.
مشاكل الشهرة
فيما يرى الفنان أحمد كمال إن ما يحدث فارقا بين موهبتين، هو درجة الوعي والثقافة، فهما - بالإضافة للمعرفة وتطوير الذات - ما يضمن استمرارية الفنان، أو أي شخص يعمل في الفن؛ لأن هذا الوعي يحميه من نفسه ومن مشاكل الشهرة والأضواء، ويحصنه ضد الكثير من الأشياء التي نشاهدها في أمثال محمد رمضان، الذي على الرغم من موهبته يصنف في النهاية بلا وعي أو ثقافة أو اطلاع.
وأضاف»كمال»: أما عن مناهج التمثيل فليس شرطا أن يعرف الممثل كل المناهج، ولكن؛ يطلع عليها بشكل نظري؛ فليس هناك ما يسمى بممثل يتبع مدرسة بعينها، الفن يرتبط بالحياة وفي الحياة لن أنظر للناس بطريقة وجودية، الفكرة أن أتعلم وأجرب مع جميع المناهج وفي النهاية سيظهر طريق خاص بك، يتناسب وقدراتك العصبية والنفسية والجسدية؛ حيث أن التكوين النفسي والجسدي لن يحتاج من الممثل الطريقة الوجودية مثلا، لكن لكل ممثل تركيبته التي تحدد اتجاهه، الذي هو حصيلة القراءة والاطلاع، و فيما يسمى بمدارس التمثيل، فحتى ستانيسلافسكي الذي تفرعت منه كل الأشياء ويعتبر الجد الأعظم كان هناك إجماع عليه ورفض له، واعتراض، أو تطوير، لأن التمثيل مأخوذ من الحياة والواقع.
وتابع: حين تموت الرغبة في التعلم يتوقف تطورنا ونفقد شغفنا في المعرفة والرغبة، والمعرفة لا تأتي إلا بالشك أنك في حاجة للتعلم، لكن الثقة في النفس بنسبة 100% تقتل الرغبة في المعرفة، وفي المثل الشعبي»يموت المعلم وهو بيتعلم»، علينا التعلم حتى تنتهي حياتنا، وعن نفسي لا أفهم كيف يكون هناك دكتوراه في التمثيل ، يمكن أن نسميها باحث في التمثيل.
تابع : احنا «شاطرين» مع المبتدئين، ولكن ليس لدينا خبرات تدرب المحترفين إلا من يحضرن من الخارج أحيانا،  والحل أن يلجأ الممثل للخارج. ونصيحتي  للمبتدئين ألا يستعجلوا، ومن لديه أغراض أخرى بخلاف التمثيل والفن فمن الأفضل له الابتعاد «المشرحة مش ناقصة قتلى» .
وللشباب رأي  
قالت الممثلة الشابة إيمان غنيم: إن الأمر الذي يجعل الممثل دائما في حالة لياقة فنية ومستعد لتقديم أي دور هو ممارسة التمثيل طوال الوقت، لأن الممثل حين يكف عنها يصدأ، بالإضافة للمعرفة والقراءة باستمرار.
وأضافت»غنيم» و لابد أن يكون على دراية بكافة مناهج التمثيل حتى وإن لم يحبها أو يستخدمها، حتى لا يكون جاهلا بتفاصيلها حين يشارك في عمل أو من  منهج أو طريقة بعينها، مثل الفنان التشكيلي لابد أن يعرف المدارس المختلفة .
وتابعت «إيمان»: ما يجعلني أثق في المدرب هو سيرته الذاتية، وأن يكون مشهورا وشاهدنا عددا من أعماله عبر الإنترنت،لأن المدرب إن لم يكن»شاطر» فلن يحقق النجاح، وأنا على سبيل المثال أهتم كثيرا ب  physical theater وبالتالي إذا كانت الورشة في نفس اتجاهي أشارك بها لأني أعلم أني في حاجة للتدريب في هذه المنطقة لتنميتها وتطويرها، أيضا من لديه إمكانيات صوتيه ويريد استغلالها فعليه بالتدرب في هذه المنطقة وأن يعرف ما الجديد فيها، وهذا ما يجعلني أقرر المشاركة في أي من الورش.
وقال حسن عبد الله : لابد أن يتمتع الممثل بصحة جيدة، ومعالجة أي خلل لديه؛ لأن العقل السليم في الجسم السليم، فالممثل جزئين الصوت والجسد وهي الأدوات الخارجية التي تظهر للناس، والأدوات الداخلية المشاعر والانفعالات والذكاء والحضور وسرعة الاستجابة..إلخ، وكما هو هام أن ندرب الأدوات الخارجية يجب أن نهتم أيضا بتدريب الداخلي طبقا للدور الذي نؤديه، و أهم ما يجب التدريب عليه هو الخيال، لأن الممثل يتخيل وجوده في الحدث ويندمج فيما يقوم به.
وأضاف»عبد الله» تطوير الممثل يأتي من خلال التدريب وليس بالضرورة التدريب البدائي، فالمبتدأ لديه تدريب هام جدا له علاقة بالجسد كيف يضبط جسده وحركته لتوائم الشخصية وليكون طيع لأي شخصية يؤديها، والتدريب على التعامل بطبقات الصوت الثلاثة الحادة والمتوسطة والغليظة وكيفية التنقل بينها، فأحيانا حين يتحدث الممثل بطبقة غليظة يختفي صوته لأنه تعامل بشكل خاطئ.
وتابع «حسن» ثم تأتي المرحلة المتطورة والتي أدرب نفسي عليها، وهي ملاحظة كل أنماط الناس الصوتية والشكلية ومعرفة الفروق بينها ، ويجب أن يكون لدي الممثل  فكرة عامة،  ليس بالضرورة الغوص إلا إذا كان سيلعب شخصية في منطقة معينة، أما بالنسبة لي فتطوري يأتي من خلال تدريبات معينة ليست  بنفس صعوبة المبتدئ، ولكن مفعولها أقوى.
أما عن مقومات مدرب الورشة القادر على إضافة جديد للممثل، فأن يكون مطلعا ومثقفا، وأن يدرك النواحي النفسية للمتدرب وثقافته ، لأن الممثل يتمتع بحساسية زائدة، أيضا أن يتسم المدرب بالقيادة لأن هناك تدريبات تحتاج أحيانا للجدية الشديدة، وان يدرب المدرب نفسه على التدريب ليملك أدواته جيدا ويطلع على الجديد.


روفيدة خليفة