عبد الحسين عبد الرضا .. البرج الرابع

عبد الحسين عبد الرضا .. البرج الرابع

العدد 620 صدر بتاريخ 15يوليو2019

المسرح الوطني
اشتراك عبد الحسين عبد الرضا في العرض التجاري (هالو دوللي)، كان البداية العملية لانفصاله عن فرقة المسرح العربي، وتكوينه لفرقته الخاصة (المسرح الوطني) مع سعد الفرج!! ففي يوم 26/ 10/ 1974، أرسل عدنان حسين - سكرتير عام فرقة المسرح العربي - خطابا إلى وكيل وزارة الشؤون، قال فيه: «نظرا لما درج عليه في الآونة الأخيرة بعض الأعضاء العاملين في الفرق المسرحية من إنشاء مسارح خاصة، لها طابع تجاري، وتحت أسماء مثل المسرح الكوميدي، والمسرح الوطني، والمسرح الحر. وبما أن أغلبية الأعضاء المؤسسين للمسرحين الأخيرين هم في الواقع أعضاء عاملين في فرقة المسرح العربي مما يسبب تناقضا في مضمار الفن في هذا البلد. فإننا نرجو إفادتنا وافتائنا إذ إننا لم نجد بين مواد القانون ما يخول مجلس إدارتنا باتخاذ أي إجراء في هذا الصدد».
وبعد وصول إفادة الوزارة وفتواها، أصدر مجلس إدارة الفرقة قراره رقم 43 لسنة 75/ 1976، بمنح كل من: عبد الحسين عبد الرضا، وسعد الفرج (المسرح العربي/ المسرح الوطني). ومحمد جابر، أحمد الراشد، صالح حمد، عائشة إبراهيم (المسرح العربي/ المسرح الحر) أجازة تفرغ خاصة للعمل على النهوض بمسارحهم الخاصة. ولهم الحق في قطع (أجازة التفرغ)، ويعتبر هذا القرار ساري المفعول بالنسبة لأي عضو آخر ينضم إلى مسرح خاص، إلى أن يقرر مجلس الإدارة مستقبلا ما يراه مناسبا في مصلحة الفرقة بهذا الشأن.
وبناء على هذا القرار، قام فؤاد الشطي – بعد عودته من دراسته في أميركا - بمحاولات جادة من أجل عودة هذه الأسماء إلى فرقة المسرح العربي، وبدأ بسعد الفرج، وعبد الحسين عبد الرضا، محاولا إقناعهما بالعدول عن فكرة مسرحهما الخاص، والعودة إلى فرقة المسرح العربي، ووعدهما بالإنصاف المادي من قبل الفرقة؛ حيث إنهما - رغم نجوميتهما - كانت الفرقة تعاملهما ماديا؛ بوصفهما عضوين عاديين، وللأسف لم ينجح فؤاد الشطي في محاولته!!
وهكذا أصبحت فرق المسارح الخاصة التجارية، واقعا ملموسا لا تستطيع أن تتغافل عنه الصحافة؛ حيث قالت مجلة (الطليعة) في نوفمبر 1974: «في الأيام القليلة الماضية، كثر الحديث عن ظاهرة (المسارح الخاصة) التي تظهر معتمدة على جهود فردية، بعيدا عن مساعدة الشؤون الاجتماعية، فقد أعلن الفنانان عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج عن تشكيل فرقة مسرحية تحمل اسم (المسرح الوطني)، وذلك انطلاقا من مبدأ خدمة الحركة الفنية بوجه عام والحركة المسرحية بوجه خاص في بلدنا الحبيب. ولما لمسناه من تشجيع من قبل جماهير المسرح وكل المسؤولين في الدولة... متحملين مسؤولية وأعباء هذا المسرح على عاتقنا دون أي معونة مادية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أو أي جهة أخرى. كما أعلن عن تشكيل فرقة (المسرح الحر الكويتي) من الفنانين: عبد الله خريبط، عبد العزيز الفهد، محمد جابر، عائشة إبراهيم، صالح حمد، عبد الله مسلم».
تأثرت فرقة المسرح العربي كثيرا بخروج نجمها الفنان عبد الحسين عبد الرضا، وهذا الأثر ظهر واضحا عندما عرضت مسرحية (إمبراطور يبحث عن وظيفة)، التي لم تحقق النجاح الجماهيري الذي كان مأمولا لها؛ لأن الفرقة لم تضع في حسبانها خروج نجمها المتألق عبد الحسين عبد الرضا، وتأثير خروجه على الجماهير، التي اعتادت رؤيته في عروضها. ونستشهد على ذلك بما ذكره حسن يعقوب العلي – في مجلة اليقظة عام 1977 - قائلا: «... لا شك أن عبد الحسين وسعد وحسين الصالح وغيرهم من النجوم الذين تركوا المسرح العربي، كانوا نجوم المسرح العربي بالإضافة لكونهم نجوم الحركة المسرحية في الكويت.. عبد الحسين لم يترك المسرح العربي لعدم رغبته فيه؛ ولكنه تركه لأسباب معروفة تتركز في عدم التقدير الذي تواجهه الحركة المسرحية من قبل المسؤولين في الدولة.. عبد الحسين كان العمود الفقري للمسرح العربي».
هكذا انفصل الفنان عبد الحسين عبد الرضا عن فرقة المسرح العربي؛ الذي يُعدّ من أهم مؤسسيها، لذلك تم اختياره ليلقي كلمة مؤسسي الفرقة في الاحتفال بيوبيلها الفضي عام 1986، وهذه الكلمة، تُعدّ آخر مستند رسمي، ربط بين الفرقة والفنان، ويُفضل ذكر بعض فقراتها، ومنها قوله: «... منذ أوائل الستينات، وعندما دفعنا حب المسرح إلى الالتفات حول أحد عمداء المسرح العربي، وهو المرحوم الدكتور زكي طليمات، الذي لا يستطيع أحد أن ينكر بصماته الواضحة على البدايات الصحيحة للمسرح الكويتي.. تلك كانت مرحلة الصبر والمعاناة الفنية.. إلى أن اجتمعنا وطلبنا من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بتأسيس فرقة أهلية تحت اسم (فرقة المسرح العربي). لم نكن نطمع في أكثر من إسعاد الجماهير البسيطة، التي بدأت شيئا فشيئا تلتف من حولنا، وكانت من أهم العوامل التي جعلتنا نستمر.. إلى أن عرفت الفرقة بأعمالها على مستوى الكويت.. وأخذت نظرتها للمسرح تتطور، واستفدنا كثيرا من تجارب من سبقونا، وأصبح لنا طابعنا الخاص.. وشعرنا بأهمية ما نقوم به.. وأن المسرح رسالة وأمانة والتزام. إلا أنه لم يدر بخلدنا أن التاريخ يسجل لنا بهذه الدرجة من الدقة سلبيات وإيجابيات ما قمنا به، أو ما حاولنا القيام به.. ولكنه قدرنا كما كان قدر من سبقونا.. وعلينا أن نذعن لأحكام التاريخ... إلخ».
وقبل أن نتعرض إلى عروض فرقة المسرح الوطني، نذكر هنا كلمة الفنان عبد الحسين عبد الرضا حول نشأة هذه الفرقة؛ قائلا عنها في مجلة النهضة سنة 1974: «ميلاد هذا المسرح لم يكن جديدا، أو نتيجة لظروف طارئة، أو موقف معين. وإنما فكرة كانت تختمر في ذهني مع سعد الفرج؛ ولكن ظروفا حالت دون إشهاره لسفر سعد للدراسة في الخارج. وبعد عودته تبلورت الفكرة أكثر ونضجت، وقررنا البدء بالمشروع. الحقيقة أن أمورا فنية كثيرة، كانت تراودنا ونحن في فرقة المسرح العربي؛ ولكن كنا نصطدم بمجلس الإدارة، الذي يخاف الإقدام أو الصرف على بعض الجوانب الفنية، التي تخدم عملنا المسرحي ويتوقع الفشل! ولكن في المسرح الجديد لنا الحرية التامة في التصرف عند الاقتناع بالفكرة، ولا يوجد عندنا مجلس إدارة أو اختلاف في الرأي حول كيفية تنفيذ العمل الفني. فقد احتاج إلى ديكور معين أو إلى ممثل من الفرق الأخرى، أو من خارج الكويت فلا أقف عند رأي البعض، الذي يقول: يجب أن استغل كل فرد في الفرقة حتى لو كان الدور لا يتناسب وإمكاناته الفنية؛ ولكن يكفيه أنه عضو في الفرقة، ونتوقع فشله في الدور ومع ذلك يشترك في العمل. وقد واجهت هذه التجربة شخصيا ونحن في المسرح الجديد مع الكل نتعامل مع الفنان الصالح الذي يخدم الدور الذي أقدمه. لا يهم من أي فرقة أو حتى من خارج الكويت، أتعامل معه ضمن عقد لفترة معينة حسب مدة العمل. وأيضا نقطة أحب أن أضيفها وهي أنه كان يحزّ بأنفسنا في السابق عندما نشترك في عمل فني في الإذاعة أو التلفزيون فنأخذ أجرا زهيدا بينما يُسوق في الخارج بأضعاف الأضعاف فالوزارة كريمة ولكن على حسابنا. أما الآن فكل عمل فني نقوم به يكون بإشراف المسرح ويوزعه حسب معرفته وضمن اتفاقيات معينة».
بني صامت
مسرحية (بني صامت)، كانت أول عرض للمسرح الوطني، وعُرضت ابتداء من يوم 5/ 2/ 1975، وهي من تأليف عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، ومن إخراج نجم عبد الكريم. وقام بتمثيلها كل من: عبد الحسين عبد الرضا، سعد الفرج، حياة الفهد، عبد المجيد قاسم، عبد الجبار عبد المجيد، آمال محمد، يوسف خميس، عبد الحي الغنيمان، دخيل صالح، كاظم الزامل، هداية محمد، قاسم رمضان، يحيى السيد، إبراهيم الحربي، سمير القلاف، ماجد سلطان، أحمد قاسم، بو عباس، مدحت سعيد، صبيح العرادى، رمسيس سعد، عباس عبد الرضا، موسى الدرويش، سعد مبارك، نوري السعد، محمد الحجي، عدنان المنصور، عوض محسون، خليفة محمد، عبد المجيد السرحان، جمعان مبارك، حسن السوداني.
أحداث هذه المسرحية تدور حول شقيقين، أحدهما (سعد الفرج) يتصف بالطيبة والخير، والآخر (عبد الحسين) ويتصف بالشر والطمع وفعل أي شيء مقابل أن يصبح من الأثرياء. وفي يوم ما يحصل (عبد الحسين) على كم هائل من مستندات خاصة بعملاء الشركة التي يعمل بها من أجل تصويرها. فيقوم بتصوير نسخ زائدة، ويتلاعب بها، ويكوّن شركات وهمية بأسماء أصحاب هذه المستندات، حتى يصبح من أغنى الأغنياء، وتصبح لشركته فروع في جميع أنحاء العالم. وفجأة تنهار ثروته بسبب التأميم، وبسبب اختلاف سعر العملات. وهنا يستيقظ (عبد الحسين) من نومه؛ حيث يفاجأ الجمهور بأن كل الأحداث التي مرت به كانت حلما!!
هذه المسرحية، تمثل المرحلة الفنية الثالثة، التي يخوضها الفنان عبد الحسين عبد الرضا. فبعد أن كانت نجوميته – في المرحلة الأولى - تظهر من خلال العلاقات الاجتماعية المتشابكة، وما ينتج عنها من كوميديا الموقف واللفظ، ووجوب وجود العنصر النسائي؛ نجده في المرحلة الثانية، يضيف – إلى ما سبق – القليل من الغمز واللمز السياسي غير المباشر. ذلك الغمز واللمز، الذي أصبح السمة الغالبة في مرحلته الثالثة، التي بدأت مع أول عرض للمسرح الوطني في (بني صامت)؛ وكأن الفنان عبد الحسين عبد الرضا، يُعلنها صراحة بأنه سيخوض مرحلة المعارضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصورة فنية مسرحية!!
والدليل على ذلك أن الفنان عبد الحسين، استغل أن أحداث المسرحية، تدور من خلال حلم بطل المسرحية، فقال ما يحلو له، مثل: من يجالس الوزراء والأغنياء، يكتسب مكانة تؤهله للتدخل في رفع بعض رواتب الأشخاص، وإخراج بعض المساجين؛ بوصفه نموذجا للواسطة. كما أن أسماء العائلات الكبيرة، يتم استغلالها في تكوين شركات بأسماء مختلفة – للمالكين أنفسهم – من أجل التربح، مثل بيع قطعة الأرض أكثر من مرة، واحتكار السلع على مستوى العالم، وبيع الجنسيات والأسهم.. إلخ. ناهيك بالسخرية من الفقير، الذي يجب عليه ألا يُضارب في بورصة الأوراق المالية والأسهم، لأن آخر حدود تعامله التجاري، هو أن يتاجر في الخضرة وليس في الأسهم والأوراق المالية التي يحتكر تجارتها الأغنياء!!
أما مشهد مجلس إدارة شركة أبناء بني صامت، فكان يرمز إلى مجلس الأمة؛ حيث كان عبد الحسين – رئيس المجلس – يجلس ويتحرك ويتحدث بطريقة تتشابه مع مسئول برلماني أو سياسي معروف في ذلك الوقت – بدليل ضحكات الجمهور عند كل حركة ولفظة يتلفظها - مستغلا ذلك في حديثه الساخر عن الجزر الكويتية التي تتحدث عنها الحكومة؛ وكأنها الجنة الخضراء وهي صحراء قاحلة! كذلك سخريته من واقعة معروفة معتادة – تحدث في مجلس الأمة - عندما يسأل العضو سؤالا محرجا لرئيس المجلس، فلا يجد الرئيس الإجابة المناسبة – أو لا يريد أن يجيب – فيضطر إلى رفع الجلسة هربا من الموقف!! وأقوى ضربة ساخرة وجهها الفنان في هذا العرض، عندما فضح ممارسات إرساء العطاءات والمناقصات لبعض الشركات المعروفة، التي يُقدم رئيس مجلس إدارتها للجنة فض المظاريف وبحث العروض المقدمة – الرشى والسهرات الحمراء.
والجدير بالذكر إن جرأة الفنان عبد الحسين عبد الرضا في انتقاداته للحكومة الكويتية، راجع إلى ثقته الكبيرة في عدم محاسبته!! حيث قال – في لقاء تلفزيوني وهو – برنامج «تو الليل«: «.. إن الحكومة تتحمل انتقاداتي لها، وتغض الطرف عنها، فتعطيني مساحة كبيرة من الحرية في انتقادها؛ لأنها تعي جيدا أنني لا أقصد شخصا فيها، بقدر ما أقصد شخصا آخر خارجها، فاتخذها هي غطاء لانتقاد هذا الشخص».
ضحية بيت العز
نجاح أول عرض للمسرح الوطني، لم يكن حليفا للعرض الثاني (ضحية بيت العز)، الذي عُرض ابتداء من يوم 27/ 11/ 1975، والذي ألفه عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، وقام بإخراجه فاروق القيسي، وقام بتمثله: عبد الحسين عبد الرضا، سعد الفرج، عبد العزيز النمش، لمياء الخطيب، استقلال أحمد، ماجد سلطان، حياة الرفاعي، كاظم الزامل، دخيل صالح، سمير القلاف، سالم حمود، أحمد قاسم، نوري أسعد، عدنان المنصور، حسن عبد الرسول.
وسبب عدم نجاح هذا العرض بالمقارنة بنجاح العرض الأول، راجع – من وجهة نظري – إلى أن الجرعة السياسية فيه كانت قليلة ومحدودة، بعكس عرض (بني صامت)!! فأحداث مسرحية (ضحية بيت العز)، تدور حول الثري (سعد الفرج) صاحب التوكيلات العالمية، الذي يتلاعب بالسوق دون مراعاة لحقوق الآخرين، مع اتصافه بعدم الضمير. وهذه الشخصية تختلف عن شخصية أحد موظفيه (عبد الحسين عبد الرضا)، الذي يراعي ربه في كل أفعاله. ومن هنا يأتي الصراع بينهما، أي بين الخير والشر. وبكل أسف ينتصر الشر على الخير في نهاية العرض، وهو أحد أسباب عدم نجاح المسرحية.
من خلال هذه المسرحية، استطاع عبد الحسين عبد الرضا أن يوجه سهامه الكوميدية الساخرة نحو المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ ولكن بصورة محدودة من خلال أحد الأثرياء في الكويت، وما يملكه من شركات وعلاقات أسرية واجتماعية. وقد استخدم عبد الحسين أسلوبه الساخر الكوميدي في حديثه عن أسماء الشركات، مثل شركة (شيلني وأشيلك) أو شركة (كُل ووكِل)!! والإشارة إلى أن المدير الجديد، يجب أن يعدّل ملفه الوظيفي – بوصفه المدير – بتحويل الإنذارات إلى شهادات تقدير، وتبديل أيام الخصم والجزاءات إلى مكافآت. كما لمّح إلى مشروع الدولة للمطافئ – الذي تكلف أربعة ملايين دينار - والذي أحرقه رئيس مجلس إدارة الشركة المكلفة بإنشائه؛ لأن الشركة لا تستطيع تسليم المشروع في الوقت المحدد، مما يستوجب دفع غرامة تأخير خمسمائة دينار كل يوم!! كما أشار العرض أيضا إلى غلاء الإيجارات للمساكن القديمة، والحديث عن أسلوب طرد السكان وزيادة الإيجار عن طريق قطع الكهرباء وسد المجاري، مما يجبر السكان على الرضوخ لأطماع المُلاك، وقبول زيادة الإيجار. كما تعرضت المسرحية إلى حادثة – ربما حدثت بالفعل – عندما أقام صاحب الشركة بعلاقة آثمة مع سكرتيرته، التي حملت منه سفاحا، فأراد أن يزوجها من أحد موظفيه – للتخلص من المشكلة - وعندما فشل اتهمها بالسرقة وتسبب في سجنها، ومن ثم طردها وتسفيرها إلى بلدها.
على هامان يا فرعون
لم يُقدم المسرح الوطني جديدا في عمله الثالث – والأخير – (على هامان يا فرعون)، الذي عُرض ابتداء من يوم 31/ 8/ 1977 على مسرح عبد العزيز المسعود بكيفان. والمسرحية من تأليف عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج، ومن إخراج فاروق القيسي. وقام بالتمثيل: عبد الحسين عبد الرضا، سعد الفرج، سعاد عبد الله، أسمهان توفيق، حسين صالح الحداد، فوزية المشعل، عوض محسون، يوسف درويش، ماجد سلطان.
وعدم الجديد – الذي لم يُقدم – في هذه المسرحية، تمثل في أنها تكرار للمسرحية السابقة – ضحية بيت العز – حيث تدور فكرتها حول أحد الأثرياء (سعد الفرج)، الذي جمع ثروته من التلاعب في حساب وأملاك ورثة إحدى العائلات الكويتية، فيضطر مدير مكتبه إلى سرقته بالأسلوب نفسه، وعندما يكتشف اللص الكبير سرقة اللص الصغير يطرده، ويُعيّن بدلا منه موظفا شريفا، وهو (عبد الحسين عبد الرضا)، الذي يراعي ربه في كل شيء. لذلك نجده يعالج أخطاء اللص الكبير في مكتبه وفي بيته، حيث يمثل أنه تزوج من ابنة اللص (سعاد عبد الله)، حتى يمنع زواجها من رجل في عمر أبيها، ويمثل أيضا بأنه أنجب منها طفلا، حتى يحلّ مشكلة ابن اللص الكبير. وهكذا يحاول الخير أن ينتصر على الشر؛ ولكن الشر كان الأقوى في النهاية، ولم تُحل المشكلة إلا بحل مفتعل، وهو إصابة اللص الكبير بالجنون.
والجدير بالذكر إن هذه المسرحية، حملت في جوانبها أسباب توقف نشاط (المسرح الوطني)، الذي أصبح حلقة من حلقات تاريخ المسرح الكويتي، ومن هذه الأسباب: إن جرعة السخرية السياسية كانت قليلة – بالمقارنة بما سبق، وتحديدا في مسرحية (بني صامت) – وأن الجرعة الكوميدية، كانت شبه مفقودة، وما كان يُقدم من حركات وعبارات ساخرة، كان يُقدم من أجل انتزاع الضحكات من الجمهور. كما أن الموضوع المعروض محلي الطابع ومحدود بعائلة كويتية. ناهيك بكونه موضوعا معروفا من قبل؛ لأنه منقول من مسرحية (لو كنت حليوة) لفرقة نجيب الريحاني، التي عالجتها السينما المصرية أيضا في فيلم (أبو حلموس).


سيد علي إسماعيل