«محمد صبحي».. خمسون عاما من الإبداع

«محمد صبحي»..   خمسون عاما من الإبداع

العدد 696 صدر بتاريخ 28ديسمبر2020

الفنان القدير/ محمد صبحي ليس فقط رجل مسرح أثبت موهبته وأكد تميزه منذ بداياته في أكثر من مجال كالتمثيل والأخراج والإدارة ولكنه بالدرجة الأولى مثقف مهموم بقضايا بلده، ومفكر مسرحي يعي تماما الدور التنويري الذي يمكنه القيام به  في مجتمعه، ولذا فهو مسكون دائما بكثير من الطموحات والمشروعات الجديدة. وجدير بالذكر أنه حينما يحرص على تقديم فكره وفلسفته من خلال قالب الكوميديا المسرحية فهو يختار بذلك الطريق الصعب ويقبل التحدي مع الذات بل ويعانق المستحيل أحيانا. وهو بصفة عامة دائم الإنحياز إلى قيم الحب والخير والجمال في جميع عروضه المسرحية، تلك العروض التي يكشف من خلالها عن كثير من الصور السلبية وبعض الوجوه القبيحة في حياتنا ويسخر منها، ليضعنا أمام أنفسنا ويجعل كل منا يحاسب نفسه المريضة ويرصد أطماعها وتنازلاتها عن الأحلام أو بعض المبادئ أحيانا، فمسرحياته مسكونة دائما بالضحك والألم .. ومشحونة بالحلم والشجن وذلك بهدف غسل الروح بالضحكات، ومنح روحنا الضائعة فرصة الارتداد لرفض الإنكسار والتمسك بالحلم مرة أخرى.
لقد أثبتت الأيام والسنوات والتجارب المسرحية المتتالية لهذا الفنان القدير مدى جرأة اختياراته وقبوله التحدي حتى مع نفسه، ويكفي أن نذكر نجاحه وبفترة مبكرة جدا من حياته في تأسيس فرقته «استديو الممثل»، ثم تأسيس فرقة «أستديو 80» مع رفيق دربه/ لينين الرملي، ليستقل بعد ذلك بفرقته ويرفع شعار «المسرح للجميع»، ويمتعنا بتقديم عدة تجارب متميزة. ويمكن للناقد المتخصص المتتبع لمسيرة هذا الفنان أن يرصد جرأته في اختياره وتناوله للموضوعات السياسية الساخنة بمسرحياته (ومنها: أنت حر (1982)، وجهة نظر (1992)، بالعربي الفصيح (1993)، ماما أمريكا (1998)، خيبتنا (2019)، وأيضا في تقديمه لأشكال تجريبية جديدة على فرق القطاع الخاص ومثال لها مسرحيتي: أنت حر (1982)، تخاريف (1988)، وكذلك مغامرته بإخراج وبطولة مسرحية «وجهة نظر» وجميع أبطالها من المكفوفين، أو بإخراج مسرحية «بالعربي الفصيح» لعدد من الوجوه الجديدة وفي غياب كامل للنجوم ومع ذلك يصبح جميع المشاركين فيها نجوم بعد ذلك (شارك بالبطولة كل من: منى زكي، مصطفى شعبان، فتحي عبد الوهاب، أحمد وفيق، إيهاب صبحي، حسن عبد الفتاح، هاني كمال، حمدي الرملي، حسام فياض، ضياء عبد الخالق، داليا إبراهيم، إسماعيل الموجي، أشرف فاروق)، وأخيرا مغامرته بتقديم بعض نصوص المبدعين «نجيب الريحاني» و»بديع خيري» برؤى جديدة، خاصة وقد سبقه في تقديم شخصيات «الريحاني» الدرامية المتنوعة كل من الفنانين: سراج منير، عادل خيري، فريد شوقي، محمود عوض، فؤاد المهندس، أبو بكر عزت، ولكنني من خلال مشاهداتي لعدد كبير من تلك الأعمال أستطيع أن أجزم وبلا أي مجاملة أن «محمد صبحي» كان الأذكى والأفضل لأنه برغم أحتفاظه بروح «الريحاني» حرص على تقديم رؤى جديدة كما تجنب الوقوع في فخ محاولات التقليد أو إعادة تقديم المسرحيات بإيقاع وطبيعة عصرها الماضي كما فعل البعض.
ويقتضي التقييم النقدي الموضوعي لتجربة وإسهامات الفنان/ محمد صبحي بالمسرح المصري أو العربي أن نقوم أولا برصد المناخ المسرحي العام المواكب لتجربته وأيضا لبعض الأجيال السابقة، ويمكننا بصورة عامة وباختصار رصد وتسجيل أن النصف الأول من القرن العشرين قد اعتمد بالدرجة الأولى على إبداعات كل من قطبي الكوميديا: نجيب الريحاني وعلي الكسار، وبجانبهما بالطبع بعض الاجتهادات الأخرى المهمة للفنانين/ عزيز عيد، أمين صدقي، مصطفى أمين، أمين وسليم عطا الله، فوزي وإحسان الجزايرلي، يوسف عز الدين، فوزي منيب، والنجمات/ ماري منيب، ميمي وزوزو شكيب، عقيلة راتب، زينات صدقي. ولتستمر مسيرة «المسرح الكوميدي» خلال النصف الثاني من القرن العشرين بدءا بالخمسينيات بإسهامات كل من الفنانين: أبو السعود الإبياري وإسماعيل يس، ونجوم فرقة ساعة لقلبك، ليتألق أغلبهم بعد ذلك من خلال «جيل الستينيات» الذي ضم كل المبدعين الذين تألقوا من خلال مسارح التلفزيون ومن بينهم: عبد المنعم مدبولي، نجوى سالم، فؤاد المهندس، شويكار، خيرية أحمد، محمد عوض، أمين الهنيدي، أبو بكر عزت، حسن مصطفى، ميمي جمال، نبيلة السيد، جمال إسماعيل، فايز حلاوة، بدر الدين جمجوم، ومن بعدهم يستكمل المسيرة «جيل السبعينيات» الذي ضم كل من الفنانين: سمير غانم، جورج سيدهم، الضيف أحمد، عادل إمام، سعيد صالح، وحيد سيف، يونس شلبي، سيد زيان، نيللي، هالة فاخر، سناء يونس، وهو نفس الجيل الذي ينتمي إليه الفنان/ محمد صبحي (حيث لحق به منذ منتصفه تقريبا) ولنصل بعد ذلك إلى «جيل الثمانينات» الذي شهد تألقه وضم معه أيضا نخبة من نجوم الكوميديا ومن بينهم: محمد نجم، يحيى الفخراني، محمود القلعاوي، ممدوح وافي، إسعاد يونس، نجاح الموجي، أحمد بدير، محمد أبوالحسن، أسامة عباس. ومن تتبع إسهامات كل الفنانين ونجوم الكوميديا الذين سبق ذكرهم يتضح أن بعضهم قد نجح في تحديد طريقة أداء خاصة به، قد تعتمد على التكرارية مثل مدرسة المدبوليزم» للقدير/ عبد المنعم مدبولي، أو على مهارة الإرتجال كالفنانين: علي الكسار وسعيد صالح وسمير غانم، ولكن للأسف - باستثناء عدد قليل جدا من بينهم كالكسار والريحاني وفايز حلاوة - لم يهتم أغلب النجوم بالخطاب الدرامي لعروضهم، أو بمعنى آخر لم يحاول أي منهم تحديد منهج أو إطار فكري لعروضه، وهنا تبرز أهمية الفنان/ محمد صبحي الذي حرص على الإلتزام بقضايا مجتمعه والإنحياز للقيم النبيلة السامية بكل وضوح، مما يثبت ويؤكد أنه بالفعل مفكر مسرحي وممثل كوميدي قدير وليس مجرد كوميديان يمتلك مهارات الإرتجال والتهريج.    
وبالطبع لا يمكننا حصر المسيرة الفنية للفنان/ محمد صبحي من خلال أعماله المسرحية فقط، مع تجاهل بعض أعماله السينمائية المهمة ومن بينها: أبناء الصمت (1974)، الكرنك (1975)، وراء الشمس (1978)، الجريح (1985)، وأيضا عدد  من المسلسلات الدرامية المتميزة ومثال لها: فرصة العمر(علي بك مظهر)، سنبل بعد المليون، ويوميات ونيس، ملح الأرض، فارس بلا جواد، عايش في الغيبوبة، وإن كنت أرى في هذا الصدد ضرورة التأكيد على أن الفنان القدير/ محمد صبحي وبرغم نجاحه وتألقه في تقديم بعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية المتميزة بالفعل إلا أنها بصفة عامة لا ترقى إلى مستوى عروضه المسرحية المهمة والتي تفوق من خلالها ليس فقط على أبناء جيله بل وعلى نجوم أجيال أخرى سابقة وتالية له.
هذا ويحسب للفنان/ محمد صبحي نجاحه في توظيف موهبته ودراسته وخبراته الفنية لإثراء حياتنا المسرحية بتقديم عدة شخصيات درامية خالدة ارتبطت بوجدان المشاهد العربي، ويكفي للدلالة على ذلك حفظ الجمهور لأسماء تلك الشخصيات وأهم مواقفها الدرامية وحوارتها، ومن بين تلك الشخصيات: علي بك مظهر (بمسرحية عاشق المظاهر)، حلامبوحة (البغبغان)، سطوحي (انتهى الدرس يا غبي)، عبده السخن (انت حر)، زكي دبور (الجوكر)، عرفة الشواف (وجهة نظر)، عايش شحاتة منافع (ماما أمريكا)، هاملت (هاملت)، قرني (سكة السلامة)، حسن عاشور أبو طبق (لعبة الست)، الأستاذ حمام (غزل البنات)، الأستاذ/ بائس (خيبتنا)، وبالدراما التلفزيونية: سنبل (رحلة المليون)، ونيس (يوميات ونيس)، شملول (مسلسل شملول)، الثعلب/ حافظ نجيب (فارس بلا جواد)، محروس محفوظ (رجل غني فقير).
سمات عامة:
ويمكنني مما سبق إجمال أهم السمات العامة التي تميز الفنان/ محمد صبحي في النقاط التالية:
- الجمع بين مهارات التمثيل والإخراج والإدارة.
- الاهتمام بالخطاب الدرامي بصفة عامة مع التركيز على البعد الوطني والقومي سواء بصورة غير مباشرة، أو بصورة مباشرة.
 - التميز كممثل باللياقة الحركية وبمهارات التنكر وهو ما اتضح جليا في مسرحيات: أنت حر (الخليجي)، البغبغان (حلامبوحة)، الجوكر (عم أيوب الجواهرجي/ الزوجة عطيات).
- ثقته الذاتية والفنية في نفسه كمخرج ومدرب للتمثيل، ونجاحه الكبير في إعادة اكتشاف قدرات ومهارات عدد كبير من الممثلين وفي مقدمتهم: هناء الشوبجي، شريهان، سعاد نصر، عبلة كامل، هاني رمزي، سيمون، جميل راتب، محمود أبو زيد، أيمن عزب، عبد الله إسماعيل، صلاح عبد الله، أحمد أدم، أركان فؤاد، شعبان حسين، خليل مرسي، رياض الخولي، عبد الله مشرف، عزة لبيب، أمل إبراهيم، زينب وهبي، مجدي عبد الحليم، فادي خفاجة.
- التمتع بالروح القيادية والخبرات الإدارية المتميزة، والحرص الشديد على الإلتزام بجميع التقاليد المسرحية وتطبيقها بكل حسم على جميع العاملين دون أي استثناءات.
- احتفالية 50 سنة فن:
تحتفل «مصر» هذا العام - من خلال وزارة الثقافة (المهرجان القومي للمسرح المصري) - بذكرى مرور مئة وخمسين عاما على تأسيس المسرح المصري الحديث (بدءا من عروض «يعقوب صنوع» عام 1870)، وفي إطار مواز احتفل الفنان القدير/ محمد صبحي بذكرى مرور خمسين عاما على بداية اسهاماته الإبداعية، وهي مناسبة مهمة جدا بلاشك ويكفي أن نسجل أن ممارسته الشخصية للفنون المسرحية توازي ثلث مسيرة الإبداع المسرحي المصري بصفة عامة. ويذكر أن الفنان/ محمد صبحي قد تخرج في «المعهد العالى للفنون المسرحية» بأكاديمية الفنون قسم التمثيل والإخراج سنة 1970 بتقدير عام «امتياز»، وتم تعيينه بالمعهد معيدا، وقد مارس بالفعل التدريس خلال الفترة من عام 1971 وحتى عام 1985، ولكنه أضطر إلى تقديم استقالته حتى يتفرغ لابداعاته الفنية.
والحقيقة أنني طوال رحلة الطريق إلى «مدينة سنبل» لحضور احتفاليته «50 سنة فن» وهناك عدة أسئلة تتبادر إلى ذهني – وذلك برغم ثقتي الكبيرة جدا في الفنان/ محمد صبحي كقيادي وإداري ناجح – ولعل من أهمها: ما هي كثافة الحضور المتوقعة من النجوم خاصة وأن جميع دعوات الحضور شخصية فقط ؟، وذلك بالإضافة إلى بعد المسافة عن وسط المدينة وأيضا تخوف الجميع من جائحة «الكورونا» اللعينة، وماهي إمكانية تطبيق احتياطات الآمان والإلتزام بالتباعد الإجتماعي؟، وإذا كان بالفعل سيتم تكريم مئة فنان – كما أعلن - فما هي معايير الاختيار ؟، وكيف سينجح في تكريمهم جميعا خلال ليلة واحدة دون أن يهبط الإيقاع العام للحفل؟، وكذلك كيف ستكون أولوية التكريم والتتابع وأغلبهم نجوم ؟ وهل سينجح في جذب انتباه جمهور الحاضرين إذا تحدث عن مسيرته ومراحل تطوره؟ خاصة وأن عددا كبيرا من الحاضرين قد سبق لهم متابعة رحلته منذ بداياته، وبالتالي فهم على دراية كاملة بكثير من تفاصيلها وأيضا على معرفة تامة بجميع أعماله الفنية.
والحقيقة أن جميع تلك الأسئلة قد تلاشت تماما بمجرد اقترابي من البوابة ومشاهدة الألعاب النارية في السماء وشعوري بدقة التنظيم مع توافد أعداد كبيرة جدا من السيارت الفارهة لكبار النجوم مع ذلك التنظيم رائع لها من قبل مجموعة الاستقبال سواء بموقف السيارات أو للنجوم أثناء السير على السجادة الحمراء البديعة الي تنافس مثيلاتها بكبرى المهرجانات الدولية بلا مجاملة.
ومنذ الوهلة الأولى لظهور الفنان/ محمد صبحي على المسرح تأكدت ثقتي في خبراته الرائعة، فبذكائه المعهود استطاع في ثلاث دقائق فقط الترحيب بجميع ضيوفه موضحا بأنه حتى الآن مازال خلال الدقائق الأولى في كل ليلة عرض جديدة يخشى مواجهة الجمهور الذي أسماه بالوحش الكاسر، وبالتالي فإن مهمته الليلة أصعب وأشق كثيرا خاصة وأن جميع أفراد جمهوره من كبار الفنانين والاعلاميين. فنجح وبمنتهى المهارة خلال تلك الدقائق في خلق حالة من الحميمية بينه وبين الحاضرين الذي تجاوبوا معه وبادروه بتبادل التحية، ثم أوضح سريعا بأن هدفه الرئيسي من تنظيم هذه الإحتفالية  ليس الاحتفال بعيد ميلاده أو مسيرته، ولكنه التكريم لكل من ساهم فى نجاح مسيرته، لإيمانه بأنها لم تعتمد على عمل فردي وإنما على مجهود جماعى. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى مجموعة المشاركين معه في تقديم الإحتفالية الإستعراضية الغنائية التي وفق في إخراجها بجدارة بمناسبة اليوبيل الذهبي لمسيرته الفنية، فجميعهم يستحقون كل التحية والتقدير لالتزامهم الكبير وتميزهم، بدءا من الكاتب/ محمد بغدادي، والشاعر/ عبدالله حسن ومصمم السينوغرافيا/ محمد الغرباوي والملحن/ شريف حمدان، والموسيقي/ هشام خرما الذي وضع الموسقى التصويرية، والفنان/ د. عبد المجيد إسماعيل الذي صمم درع التكريم، ونجوم العرض أعضاء فرقة «ستديو الممثل» عبد الرحيم حسن وسماح السعيد وحازم القاضي ندي ماهر وميرنا زكري ومنة طارق ومحمد يوسف ومحمد سعيد وليلي فوزي وانجيلكا.
تضمنت الإحتفالية - التي شارك في تنظيمها كتيبة من الفنانين والفنيين تحت قيادته – فصلين، واستمرت ما يقرب من ثلاث ساعات مرت سريعا بإيقاع متوازن ومنضبط يتسم بالسرعة بصفة عامة. ويحسب له مع فريق الإعداد عدم الاستغراق في سرد تفاصيل السيرة الذاتية الخاصة به، بل كان تركيزه الأكبر على مسيرته الفنية وبصورة رائعة وبديعة، تربط انجازاته الفنية بأهم الأحداث السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي قدم إبداعاته في سياقها العام. واعتمدت رؤيته الفنية على تقسيم مسيرته إلى خمسة عقود بدءا من مرحلة التكوين بستينيات القرن الماضي، ثم مرحلة النضج بالسبعينيات وبعدها مرحلة تألقه منذ الثمانينات، ومرورا بالتسعينيات ليصل للمحطة الحالية بالألفية الجديدة. وخلال كل مرحلة تم تناول أهم الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية مع تكريم بعض رموزها الفنية (ما يقرب من عشرين فنانا)، فأشار إلى أهم الأحداث على مدى خمسة عقود من الزمان، ومن أهمها نهضة الستينيات الأدبية وتأسيس أكاديمية الفنون، ثم نكسة 1967 وانكسار الحلم، رحيل الزعيم/ جمال عبد الناصر، عبور أكتوبر عام 1973 وعودة الكرامة، ومرورا بالانفتاح الاقتصادي في نهاية السبعينيات وتأثيره السلبي على الفنون، ثم وصولا إلى ثورة المثقفين 2013 على الجماعة الإرهابية التي اختطفت ثورة الشباب 2011 (التي أجبرت الرئيس الأسبق على التنحي).
ونظر لكثرة عدد المكرمين خلال هذه الإحتفالية رأيت تصنيفهم إلى عدة مجموعات كما يلي:
أولا - أعضاء فرقته المسرحية خلال مسيرتها: نيفين رامز، عماد رشاد، زين نصار (هاملت)، هناء الشوربجي، شريهان، سعاد نصر، محمود القلعاوي، ممدوح وافي، عبد الله إسماعيل، (المهزوز وأنت حر)، هاني رمزي، عبلة كامل، شعبان حسين، عبد الله مشرف، محمود أبوزيد، رياض الخولي، صلاح عبد الله، أحمد آدم، عزة لبيب، زينب وهبي، شوقي طنطاوي (الهمجي، تخاريف، وجهة نظر)، أحمد وفيق، مصطفي شعبان (مسرحية بالعربي الفصيح)، جميل راتب، أبناء ونيس الأربعة (ريم أحمد، هدي هاني، فادي خفاجة، سامح الشجيع)، شريف محسن (يوميات ونيس)، سيمون، أيمن عزب، أركان فؤاد، مجدي صبحي، خليل مرسي، أمل إبراهيم، عبد الله مشرف، عبير فاروق (كارمن، لعبة الست، سكة السلامة)، عبدالرحيم حسن، سماح السعيد، ندي ماهر، حازم القاضي، ميرنا زكري، (مسرحيات غزل البنات، خيبتنا، النحلة والدبور).
ثانيا – النجوم الذين شاركوه أعماله (بالمسرح والسينما والتليفزيون): سناء جميل، سميرة عبد العزيز، شويكار، لبلبة، نيللي، إلهام شاهين، إيمان، يوسف داود، سوسن بدر، هالة صدقي، وفاء عامر، سماح أنور، مها أبو عوف، وفاء صادق، داليا مصطفى، راندا قطب، دنيا عبد العزيز، هبة مجدي، ندا موسى، حسن عابدين، حسين الشربيني، مجدي وهبة، نبيل الحلفاوي، عزت أبو عوف، محمد أبو داود، فايق عزب، صلاح رشوان، سامي فهمي، المنتصر بالله.
ثالثا – المؤلفون والشعراء: بالمسرح/ لينين الرملي، د.يسري خميس، يسري الإبياري، مهدي يوسف، محمد بغدادي، أيمن فتيحة، وبالدراما التليفزيونية/ أحمد عوض، محمد الغيطي، وأيضا الشعراء: عبد العزيز عبد الظاهر، خيري فؤاد، وعبد الله حسن.
رابعا - المبدعون وراء الكواليس: المنتجون/ الشيخ صالح، أسامة الشيخ، محمد عمارة، صلاح يسري، محمد فوزي، عمرو الصيفي، د. حسن راتب، الموسيقيون/ علي سعد، محمد علي سليمان، ياسر عبدالرحمن، وعاطف صبحي، مهندسو الديكور/ د. صبري عبدالعزيز، د.سمير أحمد، حسين العزبي، محمد الغرباوي.
خامسا – المسؤولون والنجوم: تم في مقدمة الاحتفالية تكريم أربعة وزراء ثقافة وهم الأساتذة: د. ثروت عكاشة والأديب/ يوسف السباعي، والفنان/ فاروق حسني، د.إيناس عبد الدايم وزيرة ثقافة مصر حاليا، كذلك تم تكريم بعض الرموز الفنية ومن بينهم الأساتذة/ سميحة أيوب، نور الشريف والمخرج/ ، إلهام شاهين، وكذلك نخبة من كبار المخرجين الأساتذة/ سعد أردش، د. هاني مطاوع، السيد راضي، عادل صادق، والمخرجين بمجال السينما والدراما التليفزيونية: نور الدمراداش، محمد فاضل، أحمد بدر الدين، محمد راضي، مدحت السباعي، وعمر عبد العزيز.
- تكريم النقاد:
سبق وأن أعلنت في أكثر من مقال ومناسبة عن انحيازي الشديد للفنان القدير/ محمد صبحي مسرحيا، وكيف لا أنحاز له وهو القابض على الجمر وحده في مناخ مسرحي هجره الأساتذة والنجوم، وأصبحت فيه كثير من مسارح الدولة تدار عشوائيا، وذلك بخلاف مشاركة آخرين في تقديم تلك العروض التافهة المبتذلة بالفضائيات والتي تعتمد على مجموعة الارتجالات وتساهم في تدمير قيمنا النبيلة السامية!!
واعتقد أن الجميع يتفقون معي على أن الفنان/ محمد صبحي يعد بحق من كبار المخرجين بالمسرح العربي، فهو عاشق حقيقي للمسرح وفنان أكاديمي أصقل موهبته بالدراسة وبكثير من الخبرات، ويحسب له رفضه للاستسهال والمتاجرة بمسرحياته الناجحة بعرضها لعدة سنوات متتالية، واصراره الدائم على تقديم أعمال جديدة. ولذا نجد أن رصيده المسرحي كبير جدا مقارنة بباقي نجوم جيله. وجميع مسرحياته تشهد له بتميزه وتألقه وفي مقدمتها: زيارة السيدة العجوز، كارمن، ماما أمريكا، بالعربي الفصيح، وجهة نظر، أنت حر، ويكفي أن نسجل له مهارته في تقديم المسرح الشامل الذي يتضمن الغناء والاستعراض بجانب التمثيل. وأعتقد أن من أهم عوامل نجاحه سماته ومواصفاته الشخصية وفي مقدمتها: طموحه الكبير وخياله الرحب ووسع أفقه ورجاحة تفكيره، حبه وإخلاصه للعمل، صدقه الشديد واحترامه لما يقدمه من أعمال، تمتعه بمواصفات ومهارات القيادة الحكيمة ومن أهمها الانضباط والحسم، بالإضافة إلى دقته الكبيرة في تنفيذ رؤيته الإخراجية ومتابعة جميع التفاصيل، وأخيرا احساسه الرائع بالإيقاع العام لعروضه وللإيقاع الخاص بكل مشهد. ولكل ماسبق حرصت على متابعة كل عروضه نقديا منذ عرضه الأول «هاملت»، وحتى أحدثها «أنا والنحلة والدبور»، كما كان لي شرف الاقتراب من عالمه وصداقته بدءا من مرحلة إعدادي لرسالة الماجستير في منتصف ثمانينات القرن الماضي، ثم وثقت الصداقة بيننا بعدما جمعت بيننا بعض المهرجانات الفنية سواء بمصر أو ببعض الدول العربية الشقيقة، ومن بينها المهرجان الثاني للمونودراما بالفجيرة، وبمصر تكريمه بالمهرجان الثاني للمسرح الضاحك (عام 1996)، ورئاسته للدورة اسادسة لمهرجان المسرح العربي (عام 2007)، وذلك بالإضافة إلى مشاركتي بفعاليات مهرجان «شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي» الذي يرأس لجنته العليا، والحقيقة أنني قد سعدت جدا حينما تم تكريمه بفعاليات «معرض القاهرة الدولي للكتاب» عام 2019 واختارني لأحاوره بالندوة الرئيسة كشخصية العام.
وخلال احتفالية 50 سنة فن سعدت أيضا لحرصه أيضا على تكريم نقاد المسرح اعترافا بفضلهم في ترشيد مساره الفني ومتابعة عروضه المتميزة، وكم كانت سعادتي باختياري من خلال اللجنة المنظمة للإحتفالية برئاسته لأكون الناقد المعاصر الوحيد الذي يكرم خلال هذه الاحتفالية، حيث تم تكريم النقاد المسرحيين بهذه الإحتفالية على مستويين، الأول ذكر مجموعة أسماء لنخبة متميزة من كبار نقاد المسرح، تلك التي قامت مجموعة الممثلين المشاركين بالعرض بذكر إسهاماتهم المهمة وهم الأساتذة: د.محمد مندور، د.لويس عوض، د.رشاد رشدي، د.علي الراعي، فؤاد دوارة، رجاء النقاش، جلال العشري، سامي خشبة، أما المستوى الثاني وهو التكريم الفعلي وإهداء درع التكريم فقد تضمن تكريم ثلاثة النقاد رحلوا عن حياتنا خلال هذا العام والعام الماضي وهم الأساتذة: د.حسن عطية ود.أحمد سخسوخ، محمد الرفاعي، وذلك بالإضافة إلى تكريمي بمفردي ممثلا لجيل الثمانينات من نقاد المسرح المعاصرين، وهي بلاشك ثقة كبيرة أعتز بها وتحملني مزيدا من المسئوليات.
- مفاجأة الاحتفالية:
كانت المفاجأة السارة التي أسعدت جميع الحاضرين هي تلك الكلمة الأخيرة التي قام بإلقائها الفنان/ محمد صبحي والمشحونة بكثير من الأحلام والمضفرة بكثير من الآمال، حيث أوضح في بدايتها أن من فقدناهم من الفنانين والأدباء والمفكرين في المئة العام الماضية لن نعوضهم، كما أن من يحيا من المبدعين بيننا اليوم هم ثروة الوطن الحقيقية التي لن تعوض، فبرحيلها ستجرف الثقافة والفنون، ثم أعلن عن تأسيس «الشركة المصرية للفنون» شركة مساهمة مصرية من أموال الفنانين المصريين .. شركة «سنوحي» رمز الثقافة والوطنية في تاريخنا القديم والحديث إن شاء الله، والتي سيصبح لها قناة فضائية تصل لكل أطراف العالم كمنفذ إعلامي حصري لأعمال الشركة، ومن أهم أهداف هذه الشركة: تأكيد الهوية المصرية والحفاظ على التراث، وتقديم فن يسمو بالوجدان ويرتقي بالسلوكيات ويرتفع بالوعي، مع إنتاج ثلاث أفلام وثلاث مسلسلات وثلاث مسرحيات. ثم ختم كلمته بتوجيه رسالة إلى فخامة السيد/ رئيس الجمهورية باسم جميع الفنانين والمبدعين يعلن فيها تضامنهم معه وتثمينهم لجهوده البناءة، ويناشده بمزيد من الدعم للفن والفنانين، لأن الفنان والمبدع والمفكر والأديب هم الأصلح والأجدر ببناء الإنسان الذي يمكنه المشاركة في بناء الوطن، وعلى التوازي طالب الفنانين بالمحافظة على إللي باقي فيهم «حلمهم».


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏