شبح الكورونا هل لا يزال يهدد أنشطة المسرح المدرسي؟

شبح الكورونا هل لا يزال يهدد أنشطة المسرح المدرسي؟

العدد 688 صدر بتاريخ 2نوفمبر2020

في العام الدراسي الماضي ألغيت المسابقات الخاصة بالفنون المسرحية في المدارس، نظرا لانتشار فيروس كورونا، مما أثر بالسلب على النشاط المسرحى في مختلف الإدارات التعليمية، وجرت محاولات لإيجاد حلول مختلفة كان من بينها مبادرة «موهبتك من بيتك « التي أطلقتها إدارة الحوامدية وأقامها موجه أول الإدارة شريف شمس، وتم تطبيقها على مستوى الإدارات التعليمية فى جميع المحافظات، وفى بداية العام الدراسي الحالي وجدنا أن علينا أن نعرف كيف يتعامل أخصائيو ومسئولو النشاط في ظل استمرار تهديد الفيروس، وما المعوقات التي قد تواجههم، وقد قررت الوزارة إقامة المسابقات الفنية المختلفة هذا العام مع تطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية.
رضا بكرى خبير المناهج المسرحية بوزارة التربية والتعليم رأت أن النشاط في العام الجديد لن يتأثر بكورونا، خاصة وأن هناك قواعد وإجراءات احترازية لحماية والحفاظ على سلامة الطلاب، منها تطبيق الإجراءات الوقائية وتقليل عدد الطلاب وعمل البروفات فى أماكن أكثر اتساعا.
وأوضحت أنه «عندما بدأت الجائحة تم إيقاف الأنشطة والمسابقات الخاصة بالفنون المسرحية وهو ما أثر بشكل سلبي على عدد كبير من الفرق المدرسية التي كانت بالفعل قد انتهت من تجهيز عروضها مما تسبب في إهدار كثير من الوقت والجهد والمال، وتم تعويض ذلك بتنفيذ المسابقات الخاصة بالفنون المسرحية « أون لاين» مع التزام الفنون الفردية كالمونودراما والبانتومايم .. إلخ فقام كل طالب بتصوير المشهد من منزله، وكانت أغلب الأعمال تقوم على فكرة التوعية ضد كورونا وشارك عديد من الطلاب فى مبادرة «مسرحك فى بيتك» التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم بالقاهرة.
وعن المعوقات التي تواجه المسرح المدرسي قالت «لازلنا نعانى رؤية بعض أولياء الأمور الضيقة لممارسة الأنشطة، الذين لديهم صورة سلبية عن النشاط بالإضافة إلى قلة عدد المسارح في المدارس. وأضافت : ومع ذلك فهناك شيء جيد وهو تعيين عدد كبير من أخصائيي المسرح فى عدد من الإدارات.
 إقامة منتخب
المخرج عصام رشوان موجه عام التربية المسرحية لمحافظة الجيزة سابقا قال « تأثر المسرح بجائحة كورونا بعد حالة من النشاط الكبيرة التي شهدها النشاط المسرحى فى السنوات الأخيرة، ولكن كانت هناك بدائل طرحت حتى لا يتوقف النشاط . أضاف: فمن وجهة نظري ان من يحب الفن يعمل جاهدا على إقامته حتى فى أضيق نطاق، وقد كانت هناك مبادرات هامة منها مبادرة الأستاذ شريف شمس موجه أول إدارة الحوامدية «موهبتك من بيتك « و كان لي مقترح هام وهو إقامة منتخب من كل إدارة تعليمية، حيث يشارك من كل إدارة عدد 2 أو 3 من الطلاب، ليكون هناك حالة من الحراك، خاصة أن المسرح المدرسي يلعب دورا هاما وأساسيا في بث القيم الأخلاقية والتربوية الهادفة التى تسهم بشكل كبير فى تشكيل وعى وإدراك الطلاب.
وعن فترة عمله كموجه عام للمسرح لمحافظة الجيزة قال «حرصت خلال فترة عملي كموجه عام للتربية المسرحية على عمل اجتماعات دورية مع الموجهين الأوائل والأعتماد على الكفاءات منهم فى اختيار النصوص المناسبة لكل مرحلة عمرية وتتوقف أغلب معوقات المسرح المدرسي على البيروقراطية وتعنت الموظفين فى صرف المستحقات المادية الخاصة بالعروض، وهناك بعض المدرسين الذين لايهيئون الأجواء المناسبة لإقامة الأنشطة.
الكتابات الموجهة للمسرح المدرسى
فيما أشار أحمد نشأت أخصائي المسرح بإدارة شرق مدينة نصر التعليمية إلى أن هناك ضرورة ملحة لتطوير الكتابات المسرحية الموجهة للمسرح المدرسى، وإلى أنه من النادر إيجاد مسرحيات تشمل الجانب التربوي المناسب للطلبة، وهو ما يضطر أخصائي المسرح للجوء إلى النصوص العربية والعالمية، وعمل إعداد مسرحى لها وهو ليس بالأمر الهين.
وتابع قائلا « نقيم بروفات الإلقاء مع إتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية ومراعاة التباعد الاجتماعي، وتتركز أغلب مشكلات المسرح المدرسى في قلة الدعم المادي، وأشار إلى أن المدارس الحكومية قامت مؤخرا بعمل توأمة مع المدارس الخاصة للتغلب على النقص فى بعض الموارد.
وعن أهمية المسرح المدرسى قال « يحتاج الطالب لمهارات مختلفة بجانب المواد الدراسية التي يتلقاها، فالمسرح ينمى شخصية الطالب وذكائه الإجتماعى ومن الجيد هذا العام احتواء مسابقة الإلقاء على عدة مضامين مختلفة ومنها «حب الوطن»، «و»الوطنية»، «الهوية « كذلك الأمر فى مسرحة المناهج فيجب أن تحوى مضامين تربوية تزيد من ثقافة ومهارات الطلاب.
هذا المسرح من سباته العميق.
موهبتك من بيتك
شريف شمس موجه أول التربية المسرحية بإدارة الحوامدية تحدث عن مبادرته «موهبتك من بيتك « فقال: فى بداية الجائحة بدأت في التفكير في إيجاد حلول بديلة حتى يتمكن الطالب من ممارسة النشاط المسرحى و الفني وبدأت الفكرة تتبلور لدى، فالطفل أصبح يجلس فى المنزل ساعات طويلة ولديه وسيلتين فقط وهما مواقع التواصل الإجتماعى و التلفزيون، فقدمت تلك الفكرة وهى أن يعرض الطالب موهبته من بيته سواء في الشعر أو الإلقاء والتمثيل والغناء والتأليف أيضا وكانت هذه الفكرة بمثابة السبق وقد أطلقتها إدارة الحوامدية وتم تطبيقها فى جميع الإدارات التعليمية على مستوى المحافظات وخارج مصر أيضا.
وعن تأثير الجائحة على الأنشطة الفنية والمسرحية تابع قائلا « الوباء كان سلاحا ذو حدين له سلبياته وإيجابياته، وكانت الإيجابيات تتمثل في اكتشاف موهبة الطفل من خلال واقعه الملموس، فبدأ يتكشف حقائق داخل نفسه و يتعرف على موهبته من المنزل وبعيدا عن المدرسة.
تابع: كان لكل من مدير عام إدارة الحوامدية أستاذ عصام القوسى ومدير عام الخدمات أستاذة ناهد كريم مساهمة كبيرة في مبادرة «موهبتك من بيتك « فقد شجعا وساندا المبادرة بشكل كبير، وقد قدمت المبادرة في ثلاث مراحل، حملت كل مرحلة شعارا معينا يتوافق مع قيمة ما، كقيم الانتماء والهوية وحب الوطن، حيث أن دورنا هو تعريف الطفل بتلك القيم .
التكنولوجيا
وتفق أخصائي المسرح محمد عسل حول أن جائحة كورونا كان لها إيجابيات من أبرزها تفعيل التكنولوجيا وتعريف الطالب بوسيلة جديدة تمكنه من ممارسة النشاط الفني والمسرحي « أون لاين « وهو ما نتج عنه اكتشاف العديد من المواهب فى الفنون المختلفة، مشيرا أيضا إلى أن الجائحة تسببت فى ذعر كبير جعل الجميع يحاربون المجهول، وهو ما ساهم فى توقف الأنشطة وخوف أولياء الأمور على أبنائهم من التجمعات. أما عن السلبيات فقال» خفض عدد الطلاب الممارسين للنشاط، تطبيقا للإجراءات الوقائية وتعليمات وزارة التربية والتعليم، كذلك منع حضور أولياء الأمور لمشاهدة أبنائهم.
فيما أشارت المخرجة والممثلة نهال القاضي إلى أنه من الهام تطبيق جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية حفاظا على سلامة الطلاب، حسب القواعد التى وضعتها وزارة التربية والتعليم، من تقسيمات خاصة بالطلاب وإقامة الأنشطة الفنية فى أماكن واسعة وكبيرة والالتزام بإرتداء الكمامة، و جميعها أمور هامة للإبقاء على الأنشطة .
أضافت « لم يكن الأطفال في الفترة الماضية وخلال فترة المكوث فى المنازل بالحضور الذهني الكامل، و تسببت الجائحة فى ذعر كبير للآباء والأمهات، فكان التركيز الأكبر على الوقاية من الفيروس وكيفية مواجهته، وهو ما أثر على الطلاب من الناحية الدراسية وأيضا ممارسة الأنشطة.


رنا رأفت