الحاصلون على الجوائز: حققنا شعار المسرح للجمهور ونتمنى أن تحضر الفرق كل العروض

 الحاصلون على الجوائز: حققنا شعار المسرح للجمهور ونتمنى أن تحضر الفرق كل العروض

العدد 614 صدر بتاريخ 3يونيو2019

اختتمت مؤخرا فعاليات المهرجانات الختامية لفرق الأقاليم المسرحية لهذا الموسم، وأقيم حفل الختام بقصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، بحضور د. إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، ود. أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمخرج هشام عطوة نائب رئيس الهيئة، والمخرج عادل حسان مدير عام إدارة المسرح. وكانت فعاليات المهرجان الختامي لفرق الأقاليم الدورة 44 قد أقيمت على مسرح المركز الثقافي بطنطا بمشاركة 16 عرضا مسرحيا، بالتزامن مع إقامة مهرجاني نوادي المسرح بقصر ثقافة بنها، والتجارب النوعية الذي أقيم بقصر ثقافة قنا.. “مسرحنا” التقت بعدد من المسرحيين الحاصلين على جوائز المهرجان الختامي للأقاليم، لتتعرف على ما كان وما يتمنون أن يكون في الموسم القادم.
قال د. طارق عمار الحاصل على جائزة أفضل نص مسرحي عن نص «سلطان الحرافيش»، إن النص يتناول آخر ستة أشهر من الدولة المملوكية في مصر، الثلاثة أشهر السابقة لتولي طوماي باي لمصر والثلاثة أشهر التي تولى فيها السلطة حتى إعدامه وبداية الاستعمار العثماني في مصر، فهو ليس فتحا، الفكرة قائمة على أنه من الطبيعي استعراض بطولات هذا الرجل الذي استطاع أن يجمع الناس حوله باهتمامه الشديد بأحوال البلد، لكن في الأساس النص يناقش أنه لا يوجد بطولات فردية بل وعي جمعي بأهمية النهوض بالدولة والمجتمع، ليست المسألة مجرد علاقة حاكم ومحكوم العلاقة التقليدية، بل نتحدث عن الشارع المصري ودوره في الكفاح ضد المستعمر تحت قيادة هذا البطل، أما عن المهرجان فإدارة المسرح حققت إنجازا حقيقيا بتنفيذ 302 عرض مسرحي على مدار العام نتج عنها ثلاثة مهرجانات والرابع يُقام حاليا وهو ملتقى الشباب، أي أننا حققنا المستهدف.
وأضاف «عمار»: خروج العروض بعيدا عن العاصمة القاهرة إلى أقاليم مصر هو إنجاز غير مسبوق في مهرجانات الهيئة، وأرى أن توصيات لجنة التحكيم بالغة الأهمية وأنه يجب مراعاة الدقة في اختيار لجان التصعيد ووضع معايير ثابتة للجان التحكيم، وأعتقد أن إدارة المسرح والهيئة قادرتان على وضع لائحة واضحة ومحددة للجان، أيضا افتقد المهرجان للنشرة التي تعتبر توثيقا للمهرجان، كما افتقر للجان مناقشة العروض، ونتمنى عودتها لأنها ثرية جدا ومهمة لكونها عملية تدريب غير مباشر كما أنها تفجر قضايا للمهتمين بالشأن المسرحي. وأخيرا أتمنى خلال الدورات القادمة، كما خرج المهرجان من العاصمة أن يخرج من مدن الأقاليم ويذهب للقرى، وكما أعلنوا عودة مهرجان المخرجة المصرية أن يعود مهرجان تجارب الأماكن المفتوحة بنفس قوته السابقة، بالإضافة إلى أن يوسع كل من مهرجان التجارب النوعية ونوادي المسرح رقعة مشاركة الفرق.

لفتة طيبة
فيما قال محمود الغريب مهندس الديكور الحاصل على جائزة أفضل ديكور مناصفة عن عرض الإنسان الطيب: العرض عن نص بريختي ملحمي تدور أحداثه في الصين ذات الحضارة العريقة التي تعود إلى آلاف السنين، وهذا ما حاولت تحقيقه منذ اللحظة الأولى، وهو إدخال المتفرج إلى الأجواء الصينية على مستوى الصورة عن طريق الطراز الصيني المميز بزخارفه الهندسية والنباتية وعمارة أسقفه المنحدرة المميزة باللونين الأحمر والذهبي، كما استعنت بأشجار الخيرزان المنتشرة في البيئة الآسيوية في مشهد الغابة في الخلفية، ولإيماني بأن جمالية الصورة لا تكتمل بدون مصادر الإضاءة الداخلية استعنت بالمصباح الصيني الدائري المشهور لإضفاء بقعة الضوء المتلألئة في سماء خشبة المسرح بعد تحقيق الجو العام.. كان لزاما إيصال فكرة الديكور وهو ما أسميه «عندما يتحدث الديكور دراما» ونرى ذلك متجسدا في موتيفة القمر المتحرك ذي الوجهين حين يظهر تارة بصورة القمر الأبيض المضيء بجماله وشاعريته، وتارة أخرى يظهر بصورة الأيقونة الصينية التي تشبه قناع المحارب، وهو ما اتسق مع حقيقة بطلة العرض التي تظهر تارة في صورة أنثى جميلة وتارة أخرى في صورة ابن عمها القاسي الشرير، وهو ما اتسق أيضا مع فكرة النص في ازدواجية شخصياتنا وصراعاتنا الداخلية والخارجية بين الخير والشر والطيب والشرير.
وأضاف “الغريب”: أما عن مهرجانات الثقافة الجماهيرية، فمما لا شك فيه أن الثقافة الجماهيرية تتمتع بكل المقومات كي تتربع على عرش المهرجانات المسرحية في مصر، ولكن ضعف التغطية الإعلامية والاستهانة بالمكرمين والمدعوين، واقتصار الاهتمام على رواد الثقافة الجماهيرية أنفسهم والقائمين عليها دون التطلع للانفتاح على عوالم مسرحية وفنية أخرى، كل تلك العوامل أدت إلى تراجع دور الثقافة الجماهيرية وانحسارها في ذاتها وتخاذل ظهورها بين أقرانها من المنظومات الثقافية والمسرحية. وبالنسبة لإقامة الختامي في مدينة غير القاهرة فهي لفتة طيبة أتمنى أن تؤتي ثمارها وألا تزيد الفجوة بين جمهور المسرحيين والثقافة الجماهيرية في العاصمة المركزية، وأن يلمع بريق الثقافة الجماهيرية في الوسط المسرحي المصري مركزيا وإقليميا كي يتسارع المسرحيون للمشاركة فيها بكل فخر واعتزاز وألا يقتصر الأمر على كونه نشاطا ترفيهيا عابرا.
أسامة الهواري مصمم الديكور الحاصل على جائزة أفضل ديكور مناصفة عن عرض “عيد المهرجين” لفرقة الشاطبي، قال: ديكور «عيد المهرجين» تم تغييره وتعديل تصميمه أكثر من مرة في محاولات لتخفيض الميزانية، وأعتقد أن ميزانية خامات العرض كانت الأقل على مستوى الأقاليم مما اضطرنا للتفكير في حلول بديلة باستخدام الفيديو بروجكتور، وبمواد صممها مروان مصطفى والاعتماد على نقل المشاهد بإضاءة إبراهيم الفرن، ربما كان ذلك في صالح العمل وكان هناك إدراك من المخرج للتعديل والتطوير المستمر في المَشاهد، حتى وصولنا لليلة العرض الأخيرة في طنطا ونحن نعدل ونطور ونعيد تشكيل المناظر بناء على جغرافيا خشبة المسرح وصالة العرض نفسها.
وأضاف “الهواري”: استمتعت بالجمهور في الموسم المسرحي خصوصا أن عروض الإسكندرية قدمت لياليها بحضور جماهيري، وبدأت الفرق بتقديم طرق تسويق وابتكارات جديدة في الدعاية. وتابع: إقامة الختامي بعيدا عن القاهرة فكرة ممتازة، جعلتنا نشعر بأهمية إنتاجنا حين قُدم لجمهور متعطش للخدمة الثقافية، بالإضافة إلى أن حالة المسارح التقنية أفضل من مسارح القاهرة المتاحة بشهادة جميع مصممي الديكور الذين تواصلت معهم. وأخيرا، أتمنى أن نحقق شعار “المسرح للجمهور” وألا يحرم الفنانون من مقابلة جمهورهم في أي موقع في مصر، وأن يتحول المهرجان لملتقٍ بدون تسابق ومنافسات لأن اللعبة المسرحية هنا ستكون أكثر إمتاعا وصدقا، مع إعطاء فرصة أكبر للفنانين لإقامة الفرق طيلة المهرجان لمشاهدة عروض بعضهم البعض لأن هذا هو المكسب الحقيقي للفرق.
تفاوت واضح بين لجان التصعيد والختامي
محمود عبد المعطي الحاصل على جائز أفضل تمثيل مركز أول مناصفة عن عرض “طقوس الإشارات والتحولات” لفرقة الفيوم، قال: أجسد في عرض “طقوس الإشارات والتحولات” لسعد الله ونوس دور المفتي، فأنا ممثل منذ 32 عاما في الثقافة الجماهيرية والدور من أصعب الأدوار التي تعرضت لها، لأنه المحرك الرئيسي للأحداث كلها، وتكمن صعوبته في أنه رجل سلطة ويسعى وهو مفتي المدينة ليكون مفتي السلطنة بالتقرب من السلطات العليا في الدولة، للحصول على السلطة والهيمنة، إلى أن وقع في حب مؤمنة زوجة نقيب الأشراف، التي سعى في البداية لطلاقها منه انتقاما من نقيب الأشراف الذي كان يقف حائلا أمامه، وقع في حبها بعد أن تحولت لغانية، وهنا تظهر صعوبة الدور في كيف يتحول هذا المفتي رجل الدين إلى رجل عاشق لغانية سلبت أفئدة الناس في الشام، تتحول الشخصية إلى شخص عاشق ينزع عن نفسه ثوب الدين والسلطة، ويستجيب لنداء الحب الذي شعر به لأول مرة في حياته، ثم تتحول الشخصية في هذه الأثناء، لأن مؤمنة رفضت الاستجابة لعرضه بالزواج منها، فصدر فتوى بإهدار دمها حتى يرهبها، ولكنه لا ينجح في جعلها تستجيب له، سعد الله ونوس حين كتب الشخصيات الرئيسية في النص جعلها تتحول تحولات جذرية، وهو من أروع النصوص التي كتبها.
أضاف “عبد المعطي”: ومن حيث إيجابيات المهرجان، دائما ما كنت أطالب بأن يُقام المهرجان الختامي في الأقاليم بعد أن كان قاصرا على العاصمة القاهرة، حتى يتاح لجمهور وفناني الأقاليم أن يقام في بيوتهم الثقافية هذا المهرجان العظيم وهو الأكبر والأشمل في الثقافة الجماهيرية، وقد أقيمت ثلاثة مهرجانات في وقت واحد، والتنظيم رائع وإدارة المسرح عملت بشكل جيد جدا على تنظيم المهرجانات الثلاثة.
وتابع: من السلبيات التي شعرت بها في توزيع الجوائز أن 95% من الجوائز كانت مناصفة، القليل كان بشكل فردي، على الرغم من حسم النقاد والفنانين ممن حضروا وشاهدوا العروض أنه كان هناك الكثير من الجوائز تستحق أن تكون فردية وتمت مناصفتها، لكنني اعتدت احترام لجان التحكيم وعدم التعقيب عليها، فقط الملاحظة كانت غريبة وكأن ليس هناك مبدعون قادرون على حسم مركز من المراكز.
وأشار إلى أنه يجب أن يكون هناك حلول لتشاهد الفرق بعضها البعض، مضيفا: ونظرا للتفاوت الملاحظ في آراء النقاد والفنانين والجمهور ممن شاهدوا العروض ولجنة التحكيم، بالإضافة للفجوة الكبيرة بين لجان تحكيم المواقع ولجان الختامي، فلا بد أن يكون هناك تقرير يوضح أسباب الفوز وما تستند إليه اللجان في الاختيار، فكيف يحصل عرض في موقع على 90% ولا يحصل سوى على جائزة الديكور في الختامي، هذا ناهيك بأن اللجنة في الإقليم ترتبط باختيار عرضين فقط في حين أن هناك ثلاثة عروض مثلا تستحق التصعيد، فـ”طقوس الإشارات والتحولات” على سبيل المثال حصل على المركز الثاني وكان يحتمل ألا يخرج من الإقليم، أرى أن التوزيع الجغرافي في بعض الأحيان يكون به ظلم لفرق يمكن أن تحقق نجاحا في المهرجان الختامي.
وختم بقوله: إننا في حاجة لتقييم الممثل بشكل جيد على أسس علمية بإمكانيات الممثل وليس الذوق الخاص، فحين يُظلم الممثل قد يبتعد عن الثقافة الجماهيرية لأنه ليس هناك أداة جذب للمواهب سوى ممارسة الهواية، فإن تم إهدار هذه القيمة فسوف يبتعد.

أبرز السلبيات
فيما قال حاتم الجيار الحاصل على جائزة أفضل ممثل مركز أول مناصفة عن عرض “سلطان الحرافيش” لفرقة الغربية: حصلت على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجمهورية في مهرجان الجامعات لمرتين متتاليتين، وعملت في أكثر من عرض مسرحي داخل مسرح الثقافة الجماهيرية لعدة سنوات، منها “باب الفتوح” لمحمود دياب و”ماكبث” و”الملك لير” لشكسبير، أيضا شاركت في عدة حلقات من مسلسل قصص الأنبياء في القرآن على قنوات MBC للمخرج طارق سعيد، ود.مصطفى الفرماوي، بالإضافة لمجموعة من أعمال الدوبلاج من إنتاج ديزني.
وأضاف: أما عن دوري في «سلطان الحرافيش» فهو السلطان طومان باي، آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، الذي تولى حكم مصر بعد مقتل السلطان الغوري في معركة مرج دابق عام 1517م - 923ه، وكان طومان باي محبا لمصر، قريبا من العامة “الحرافيش” يقضي معظم وقته معهم في الأسواق وينتصر لهم أمام بطش البطانة الفاسدة لعمه السلطان الغوري قبل أن يعينه الغوري نائبا للحكم نظرا لانشغاله بالخروج مع الجيش لملاقاة سليم الأول في مرج دابق، وبعد هزيمة المماليك في المعركة وخيانة بعض أمراء المماليك للغوري ومقتله، دخل العثمانيون إلى مصر وعلى رأسهم سليم الأول وحاول استمالة طومان باى إلى جانبه ليحكم الناس باسمه ولكن طومان باى رفض هذه الإغراءات ورفض حتى فكرة الهروب، وأزعج العثمانيين كثيرا بحرب العصابات والضربات المباغتة عندما كان السلطان سليم في القاهرة، ولكن العرب المشار إليهم في النص بشخصية حسن بن مرعي الهواري الذين كانوا يكرهون المماليك، دلوا على مكانه فوقع أسيرا في يد سليم الأول الذي أمر بإعدامه وشنقه على باب زويلة، ورغم ذلك عبر عن تقديره الشديد له ولصفات الفارس الذي رفض الاستسلام، وأمر بتوزيع الذهب للعامة تطييبا لروحه مدة ثلاثة أيام كاملة.
وتابع الجيار: قوة المهرجان تكمن في عودته لفكرته التي أسس لها سعد الدين وهبة وهي الثقافة الجماهيرية، والثقافة للجمهور لن تتحقق بمركزية المهرجان في القاهرة، ويختلف المهرجان هذا العام كثيرا بدليل إقامة ثلاثة مهرجانات في وقت واحد في مختلف المحافظات، ومن السلبيات التي لمستها أن الرأي الفني لم يكن مهما لتقييم العروض بمعنى أننا نريد أربعة عروض من كل إقليم بغض النظر عن مدى صلاحية العروض للتصعيد، والدليل على ذلك توصيات لجنة التحكيم بأن هناك فروقا واضحة بين التقييم الذي حصلت عليه بعض العروض من لجان التصعيد وبين التقييم الذي حصلت عليه من لجنة تحكيم الختامي، أيضا عدم الاكتراث بمستوى اللغة العربية فطالما تصديت لنص باللغة العربية الفصحى فعليك الاهتمام بها وجعلها من أولوياتك، وأذكر أن محمود الألفي كان دائما ينبه لهذا الأمر وما زال لدينا مشكلة خطيرة به، كما غابت فكرة مناقشة العروض فإن كانت ضرورة قصوى لنوادي المسرح ليتعلموا منها فهي ضرورة أيضا بالمهرجان الختامي بتشكيل لجنة من متخصصين بعيدا عن لجنة التحكيم - حتى لا تتضارب المصالح - فهناك مخرجون يقدمون عروضا ولكنهم يفاجأون بخروجهم عن التقييم وتصعيد عروض أخرى وبالتالي، مناقشة العروض قد تضعهم أمام الأخطاء التي ارتكبوها معتقدين أنها ليست أخطاء، ويحدث ذلك في السينما فلماذا لا يحدث في المسرح، لن تنقص من قيمة أحد، قد تقلل من فكرة الهجوم والشكاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمجرد انتهاء المهرجانات، بالإضافة أيضا لغياب النشرات.
ريهام عبد الرازق الحاصلة على جائزة أول تمثيل نساء مناصفة عن عرض “البؤساء” وأول ملابس عن عرض “كعب عالي” في التجارب النوعية، قالت: العرض أحد روائع فيكتور هوجو ينتقد فيه الظلم الاجتماعي في فرنسا، إذ يصور المعاناة التي عاشها الفرنسيون من خلال شخصية جان الذي عانى مرارة السجن وعانى حتى بعد خروجه. أضافت: أجسد خلاله دور الأم التي تعمل وتترك ابنتها لدى رجل وسيدة أثناء فترة عملها حيث كان المجتمع في هذا الوقت في حالة حروب، وجسدت أيضا شخصية الابنة - بعد أن كبرت - التي تعيش مع السجين جان المطارد، ويتولى تربيتها وكان دائما يثور ضد الفقر، فأنشأ المصانع حتى إنه منحها كل ما يملكه من مصانع وأموال.
تابعت “عبد الرازق”: أما عن المهرجان فقد أثارت الوزيرة د. إيناس عبد الدايم فكرة عدم مشاهدة الفرق لجميع العروض، نحن لا نملك فكرة تبادل الثقافات، ونعاني من ذلك أيضا في المهرجانات الكبرى كالمهرجان القومي ومهرجان المسرح التجريبي، حيث نحضر قبل العرض مباشرة لعمل الديكور ونرحل بمجرد انتهاء العرض مباشرة دون مشاهدة بقية العروض، أما في العموم فأنا مسئولة المسرح بفرع الإسكندرية والموسم المسرحي كان جيدا، وكانت هناك تسهيلات كثيرة أثناء إنتاج الشرائح وإدارة المسرح ساعدت الجميع. وأخيرا، أتمنى خلال الدورات القادمة أن يكون هناك إقامة للفرق جميعا، وأن يظل المهرجان في المحافظات لأنه بالفعل جعل المواقع النائمة تعمل، وخلق حالة من التوازن والتواصل بين المسرحيين في المحافظات، والحضور فاق التوقعات.
أما ياسمين السيد الحاصلة على جائزة التمثيل الأولى نساء مناصفة عن عرض “الإنسان الطيب” فقالت: لعبت شخصية شن تي وهي فتاة طيبة لكن حاجتها للأموال اضطرتها للعمل كفتاة ليل حتى التقت بأشخاص جيدين وفروا لها ما تحتاج إليه من أموال لتترك هذا العمل، ثم بدأت في مساعدة الناس من حولها حتى اكتشفت أن الجميع يستغل طيبتها، فلجأت للاختفاء خلف قناع ابن عمها واستخدمت القسوة للحصول على حقوقها، وفي النهاية تكتشف أن قسوتها ظلمت الكثير فتوقفت.. وتكشف للناس أنها الطيبة التي اختبأت خلق قناع ابن العم والقسوة، ومن هنا تبعث برسالة أنه مهما كانت درجة قسوتنا فنحن في الأساس نتسم بالطيبة من خلال رؤية المخرج المبدع سعيد المنسي.
وأضافت «السيد»: أما عن المهرجان فيؤخذ عليه فقط عدم إتاحة الفرصة أمام الفرق لمشاهدة عروض بعضهم البعض حتى يكتسبوا خبرات ثقافية وفنية أكثر على الأقل من منطلق تشجيع روح المنافسة، وعن إيجابيات المهرجان فهي كثيرة جدا وأهمها وإقامة المهرجان في محافظات مختلفة، بالإضافة لمشاركة أكفأ المخرجين في هذه الدورة ما خلق الكثير من الحماس، وكان اختيار المسرح موفقا جدا لأنه مناسب ومجهز.

زيادة عدد الفرق وقيمة الجوائز
أما الملحن والموزع الموسيقي عبد الله رجال الحاصل على جائزة أفضل ألحان عن عرض سلطان الحرافيش لفرقة الغربية، فقال: الجائزة تعد تتويجا لجهد كبير بذلته وهي حق طبيعي ومكتسب بنهاية كل حصاد مسرحي، توقعت الجائزة وتمنيتها لنفسي بعد أن وجدت صدى الموسيقى والألحان خلال ثناء الجمهور والمسرحيين ولجان التحكيم، أما عن المهرجان فهو من المهرجانات الصعبة هذا العام حيث كانت تُقام المهرجانات الثلاثة منفصلة بينما أقيموا هذا العام في نفس التوقيت، ليتنافس أفضل 16 عرضا بأقاليم مصر على التتويج، ومن إيجابيات المهرجان إقامته خارج القاهرة المتخمة بالمسارح وذهابه للأقاليم المحرومة والعطشى للمسرح والثقافة، وتسليط الضوء على المسارح الجيدة والقادرة على إقامة مهرجانات عليها خارج القاهرة كما حدث في طنطا وبنها وقنا، بالإضافة للنجاح الفعلي لشعار المسرح للجمهور حيث غلب الحضور الجماهيري على المهرجان.
وأضاف “رجال”: من سلبيات المهرجان عدم تمكين الفرق البعيدة عن مكان إقامة المهرجان من متابعة العروض الأخرى نتيجة لرحيلها عقب انتهاء عروضها مباشرة، أيضا عدم وجود نشرات ورقية والاكتفاء بالنشر إلكتروني، بالإضافة لفكرة وجود عملين عن نص واحد داخل المهرجان “زواج فيجارو” و”البؤساء”، كذلك التباين الواضح بين الفرق والأقاليم. وأخيرا، أتمنى الإبقاء على مكتسب إقامة المهرجان بالأقاليم وزيادة عدد الفرق المشاركة في التنافس إلى عشرين فرقة على الأقل، ورفع قيمة الجوائز، بالإضافة إلى زيادة عدد الفرق المشاركة بالمهرجان القومي للمسرح.
وقال عبد الله نظير الحاصل على أفضل أشعار مركز أول عن عرض أوبرا الصعلوك لفرقة الإسماعيلية: اختلف المهرجان عن الدورات السابقة بشكل لافت للنظر، فلم تقتصر المشاركات الختامية على العاصمة ولكن ذهبت للناس تحت شعار المسرح للجمهور، فأقيمت في ثلاث مدن مختلفة، كما ساعدت الإدارة على إراحة الفرق وتأقلمها. وأنتمنى أن تكون الإقامة طيلة فترة المهرجان للفرق حتى تتم عملية التعايش بين الفرق وتبادل الخبرات، أيضا غياب النشرات أنقص من الجهد المبذول الذي يعد إثراء للحركة المسرحية بشكل مميز، كما أن مضاعفة قيمة الجائزة لاقى استحسان الفائزين ومنحهم الحافز للتفوق في السنوات القادمة.


روفيدة خليفة