الفكر العلماني في نصوص علي الزيدي في رسالة دكتوراة

الفكر العلماني في نصوص علي الزيدي في رسالة دكتوراة

العدد 686 صدر بتاريخ 19أكتوبر2020

تم مناقشة رسالة الدكتوراة بعنوان «الفكر العلماني في نصوص الكاتب المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي (الإلهيات وما بعد الإلهيات)» مقدمة من الباحث عامر محمود هادي الجميلي، وتضم لجنة المناقشة الدكتور أسامة أبو طالب، أستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية (رئيسًا)، الدكتورة صوفيا عباس، أستاذ النقد والدراما بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (مشرفًا)، والدكتورة ليلى عبد المنعم، أستاذ النقد والدراما المساعد بكلية الآداب جامعة الإسكندرية (عضوًا). والتي منحت الباحث من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الدكتوراه.
وجاءت رسالة الدكتوراه الخاصة بالباحث عامر محمود هادي الجميلي:
مما لا شك فيه أن بزوغ العلمانية كمفهوم فكري وأيديولوجي في أوربا كان نتيجة جملة من الأسباب والظروف والمعطيات, كان عقل الإنسان الغربي أسيرًا للأساطير والخرافات الدينية والعلمية آنذاك فضلا عن الظلم والحرمان والجهل، فجاءت العلمانية لكي تحرر الشعوب الأوروبية من هذا الاضطهاد الممنهج بحقه عبر تقديم افكار ورؤى تنظيرية وعلمية تمثلت من خلال التقدم العلمي والرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي واحترام حرية الانسان في ممارسته الدينية الفردية زيادة على ممارسات أخرى.
ولهذا أن اغلب التعريفات التي تناولت موضوع العلمانية قد أخذت انحيازات وتأويلات من قبل الباحثين والمفكرين والمختصين بناء على ذاتيتهم والطرق الفكرية التي يتمتعون بها فكان للمشهد الثقافي والأدبي بشكل عام نصيب كبير ومنها المسرح بعد أن قطع أشواطًا كبيرة وهو يرزح تحت سلطة الدين والكنيسة إلى أن جاء مفكرون وفلاسفة وكتاب أرفدوا الساحة المسرحية العالمية بأفكارهم وخطاباتهم.
ولما كان الفن المسرحي العربي عامة والعراقي خاصة ينحاز في بعض إشتغالاته  وأفكاره إلى الفكر الغربي حسب أسباب ملموسة ولا سيما ارتباط المؤلف المسرحي العربي ومنها اطلاعه التام على تلك الثقافات، ومن حيث انتقال هؤلاء للدراسة في تلك المجتمعات وتأثرهم بثقافاتها وكانت مسرحيات هؤلاء غزيرة بشخصيات حاكت واقع متماسك بين الفكر الغربي المرفوض من قبل الإنسان العربي وما يريد هؤلاء طرحه بشكل توافقي متناغم مع عقلية ذلك الإنسان فالمسرح العربي ينطوي على الكثير من التساؤلات الدراماتيكية التي فسرها الكثير من المؤلفين ومنهم غسان كنفاني، وسعد الله ونوس، وعادل كاظم، وجليل القيسي، وعلي عبد النبي الزيدي وغيرهم لينطلق هؤلاء من رسم شخصيات علمانية كانت في أغلبها متناغمة مع الطبيعة الزمانية والمكانية للمجتمع الذي انتموا إليه ليحاكوا الأفكار الثورية لبلدانهم، فكانت مسرحيات علي عبد النبي الزيدي غنية بالشخصيات التي انهمرت في سلوكها الذاتي والموضوعي على خلفية الصورة المجردة التي استحوذت مسلماتها على فكر كاتبها الذي عاش الكثير من التحولات على الصعيد النفسي والاجتماعي في حياته، فكانت شخصياته المسرحية ظاهرة في تقبلها لواقعها المأساوي ومتمردة في الوقت نفسه تسعى من أجل التحرر وإثبات وجودها. 
وانطلاقًا من إشكالية البحث (ماهي ملامح العلمانية في نصوص علي عبد النبي الزيدي المسرحية ؟) وكيف تجلت العلمانية في نصوص الالهيات وما بعد الالهيات؟ مع الاخذ بعين الاعتبار طريقة ترسيخ الفكر العلماني في نصوص الإلهيات، وهل تجدد الخطاب العلماني لدى الكاتب في نصوص ما بعد الالهيات ؟.
 وجاءت أهمية البحث في دراسة ظهور مفهوم العلمانية في الفكر العربي وأثره على الثقافة العربية من خلال الكتابات المسرحية وانعكاساتها في كتابات الكاتب علي عبد النبي الزيدي، كما يهدف البحث إلى التعرف على مفهوم الفكر العلماني في نصوص علي عبد النبي الزيدي المسرحية, ومدى تأثير نصوصه المسرحية (الإلهيات وما بعد الإلهيات) على المجتمعين العربي عامة والعراقي خاصة، في ظل هذه التغيرات والتحولات والثورات والانقلابات التي تشهدها المنطقة العربية من القمع والاستبداد التي تمارسه الحكومات بحق شعوبها، وقد اعتمد الباحث المنهج (الوصفيّ التحليليّ) في تحليل العينات، وحدد حدود البحث من سنة (2014-2017).
وتناول الباحث في مدخل عام (ملامح الفكر العلماني) في الفكر الإنسانيّ الذي شمل الجانب الفلسفيّ والمسرحيّ، وانقسم البحث على بابين على وفق المراحل التي مر بها العراق، وقد احتوى الباب الأول على ثلاثة فصول ، وجاء في الفصل الأول- مصطلح العلمانية ونشأتها وتأسيسها في الحضارات الغربية القديمة، وجاء في الفصل الثاني- ظهور الفكر العلماني الحديث في اوربا, وكذلك جاء في الفصل الثالث- الفكر العلماني في النص المسرحي العالمي.
أما الباب الثاني- فقد جاء بعنوان (العلمانية عند علي عبد النبي الزيدي) وبثلاثة فصول أيضاً، جاء في الفصل الأول (التنوير في الفكر العربي)، كما جاء الفصل الثاني (الفكر العلماني في النص المسرحي العربي و العراقي)، أما الفصل الثالث فقد جاء تحليلياً (العلمانية من خلال نصوص الإلهيات وما بعد الإلهيات).
وجاءت خلاصة البحث عن طريق النتائج التي خرج بها الباحث من البحث، كما انتهى البحث بقائمة المصادر والمراجع التي استخدمها الباحث في البحث.
 


ياسمين عباس