بعد عودة المسارح .. صناع العروض يستعيدون السؤال: ماذا عن التجهيزات المسرحية؟

بعد عودة المسارح .. صناع العروض يستعيدون السؤال:  ماذا عن التجهيزات المسرحية؟

العدد 685 صدر بتاريخ 12أكتوبر2020

بعد إعادة فتح المسارح بنسبة 25%، والاستعداد لعودة الحياة والأنشطة الفنية إلى طبيعتها، عاد  صناع المسرح يتساءلون مجددا عما يحتاجونه من تجهيزات مسرحية لأعمالهم القادمة، وقد استعاد بعضهم تلك المعاناة التي كانوا يقابلونها بسبب نقص الإمكانات والتجهيزات، وضيقهم بالمتاح منها  الذي  لا يتواكب مع تطورات العصر الحديث والتقنيات التكنولوجية المتطورة.. حول تلك الإشكالية تحدث إلينا بعض المسرحين.. ما الذي يحتاجونه، و ما الذي ينقص المسارح المصرية من تجهيزات وما الذي يترتب على ذلك..
كانت البداية مع مدير إدارة الخدمات والتجهيزات الفنية بالبيت الفني للمسرح هبة الله عبد الحميد التي قالت:  السينوغرافيا هي التشكيل الفني للصورة المرئية في العرض المسرحي من خلال تفاعل كافة عناصر العرض من ممثل وديكور وأزياء وماكياج وإضاءة وصوت، لذا يجب الاهتمام بأجهزة الإضاءة والصوت ودعم المسارح بأجهزة حديثة، بالإضافة إلى تدريب مهندسي الديكور والفنين على كيفية التعامل مع هذه الأجهزة عن طريق إقامة الورش المتخصصة.
وأضافت هبة الله: لدينا مُهندسو ديكور شباب ممتازين، من المُمكن الاستعانة بهم وتدريبهم، وهم دارسون للإضاءة أيضا، لأن مُعظمهم من خريجي أكاديمية الفنون، ، وبهذا الشكل قد نصل لمرحلة جيدة من التطور فى المسرح.
وقالت أيضًا: أما فيما يتعلق بكوني مديرة إدارة الخدمات والتجهيزات الفنية فى البيت الفنى للمسرح، فإنني أُود أن أُنوّه إلى أنه كُلما تُتاح الفرصة والإمكانيات المالية فإننا نشترى أفضل الأجهزة الحديثة، و نُطور المسارح أولًا بأول، وذلك تحت قيادة الأستاذ إسماعيل مُختار رئيس البيت الفني للمسرح كما نُعطى دورات تدريبية للفنيين  على كيفيه التعامل مع الأجهزة الجديدة. وختمت بالقول: نحن نحتاج إلى دعم مادي حتى نوفر كل الأجهزة الجديدة .
المصمم أولا 
و قال مُصمم الديكور والأستاذ بقسم علوم المسرح جامعة حلوان د. محمد سعد: المشكلة في طريقة التفكير وليست في الإمكانيات، المُصمم الجيد يستطيع أن يتعامل مع جميع الخامات، ولديه رؤية واطلاع دائم على كل ما هو جديد، وهذا التطور الفكري أهم بكثير من إمكانيات المسرح، فعلى سبيل المثال منذ أيام كان لدى عرض “حريم النار” على مسرح الهناجر ضمن المهرجان التجريبى، والمسرح ليس به سكك لصعود وهبوط الديكور، وليس به كواليس، ومع ذلك قمت بتركيب ديكور العرض واستطعت أن أتعامل مع المُتاح.. إمكانياتي كمصمم رقم “1” ثم إمكانيات المسرح رقم “3” والميزانيات رقم “2”. 
أضاف:  بالتأكيد نحن فى حاجة إلى تجهيزات كثيرة منها خشبة مسرح كبيرة ومصاعد خاصة بنزول وصعود الديكور و كواليس أكثر اتساعًا، وأن تتنوع المسارح وتتوفر القاعات متعددة الأغراض، فليس شرطا أن تكون العلبة الإيطالية فهناك مثلا القاعات كما في مسرح الغد ومركز الإبداع والطليعة، فهي تجعلنا نستطيع وضع الجمهور على حسب الحالة المسرحية.. نحتاج قاعات بحجم الصالة المغطاة، تكون مُتسعة وكبيرة وبإمكانيات تُناسب صعود ونزول الديكور. ومع ذلك أرى أن  تطوير المصمم لأفكاره أسهل بكثير من أن يتم تطوير المبنى المعمارى للمكان.
تابع د. محمد سعد: من المفترض ان توجد في المسارح وظيفة  “تقنى مسرح” وهو المختص بتقنيات المسارح ، المسئول عن الكواليس والبراقع والسكك والإضاءة والصوت،  ولكن للأسف حتى هذه اللحظة لا يوجد لدينا هذا التخصص. في دار الأوبرا، لديهم تقنيين على علم بمشاكل وإمكانيات مسرحهم، لذلك يجب الاهتمام بتدريب التقنيين حتى يكونوا مُلمين بالإمكانيات المُتاحة أو بالإمكانيات الجديدة فى حالة التطوير. و أنا كمهندس كُل ما يهمني أن يكون بالمسرح إمكانيات جيدة والقائمين عليه مُدربين.
تابع سعد: إذا نظرنا لخطة الدولة التي نتج عنها مسرح مصر في شارع عماد الدين، نعرف أن البيت الفني للمسرح كان لديه أرض وبنى عليها مبنى خرسانى، وقد كان من المفترض ان يتم بيع تلك الأرض وأن يؤخذ بها مساحة على بحجم قاعة المؤتمرات –مثلا-  في القاهرة الجديدة أو في مدينة السادس من أكتوبر، ويُقام عليها صرح مسرحي كبير، لماذا لا نخرج خارج القاهرة؟ وأكد سعد أن إمكانيات الدولة مُتاحة ولكن لا يتم استغلالها جيدا،  مثلما تم صرف 100 مليون جنيه لتجديد المسرح القومي؟!، و قصر ثقافة القناطر الخيرية الذي صُرف عليه ملايين الجنيهات و الأرضيات مصنوعة من الجرانيت على أعلى مستوى، ولكن خشبة مسرحه بدون إمكانيات، وقد أرجع ذلك إلى أن التعامل يتم مع معماريين  ليس لهم علاقة بالمسرح، غير مدركين  لما يحتاجه المسرح، لذا يجب الرجوع للمسرحيين عند بناء المسارح ، فأنا كمصمم ديكور أحد أهم ما أطلبه أن يكون لخشبة المسرح باب على الشارع حتى يدخل الديكور منه، وهو ما لا يحدث طبعا لأن من يبنون المسارح ليسوا على علم باحتياجات المسرحين.
فيما قال مصمم الديكور وليد السباعي: إذا استعرضنا مسارح مصر، سنجد بعضًا منها تم بناؤه قديمًا جدًا وهو يضم إمكانيات محدودة تشمل تغيير الديكور، لأن مصمم الديكور يهمه فى المقام الأول كيف سيتم تغيير الديكور بالسرعة المُتاحة، قديمًا كان يتم تغيير الديكور يدويًّا من خلال حبال مربوطة بمنظر الديكور، وبعد التطور التكنولوجي أصبح هذا التطوير يتم إلكترونيا ، ولكن هُناك إنشاءات كثيرة أقيمت الفترة الماضية كمسرح بيرم التونسي الجديد ومسرح أوبرا ملك مواتير رفع الديكور غير موجودة بها ، وإن وجدت فهي ضعيفة لا تتحمل، والرفع اليدوى يكون مجهدا جدًا ويهدر الوقت والمجهود. أضاف: المسارح لا تُقارن بإمكانيات الأوبرا ، مسارح الأوبرا مجهزة وبها إمكانيات كبيرة جدًا ومنها وجود بير أو اسانسير اسفل المسرح، لتخبئة قطع الديكور ، أو صعود قطع أخرى إلى أعلى، كل ذلك يعطى رؤية كبيرة لمصمم الديكور. فكلما زادت التكنولوجيا ، كلما زاد الإبهار.
وتابع “السباعي”: للأسف نحن نصمم بشكل إبداعي ولكن إمكانيات المسرح تجعلنا نُحدد ما نُقدمه، إمكانيات المسرح محدودة، وهُناك بعض المسارح ليس بها شواية، وهذه تُعتبر كارثة.. نحن نواجه العديد من المشاكل تجعلنا نتنازل عن بعض أفكارنا الإبداعية، لذلك  فالتطوير يجب أن يشمل خشبة المسرح وإمكانياتها وإمكانيات من يعملون عليها، يجب تطوير أجهزة المنفذين من نجار وحداد وآخرين لسرعة ودقة التنفيذ، وكذلك التقني يجب أن يُدرب بشكل احترافي، فليس بالضرورة أن أقحم التكنولوجيا فى العمل الفني كي أثبت أنني مبدع، الغرب سبقونا بدرجة كبيرة جدًا من التطوير الإبهار، ومع ذلك أرى أننى كمصمم استطيع أن أُقدم عملًا راقيًّا جدًا دون أن أُقحم التكنولوجيا والإبهار العالي ، نحن نحتاج التكنولوجيا فى إدارة العرض أكثر من العرض نفسه، وبالتأكيد نحتاج لدورات تدريبية لتكنولوجيا إدارة العرض وليست تكنولوجيا العرض نفسه.
ورش أزياء 
كذلك قالت مصممة الأزياء المسرحية د. مروة عودة: إن أكثر المشاكل التى تواجهنى كمصممة ملابس عدم تواجد ورشة تابعة للمسارح، و قد أصبحنا نلجأ جميعًا للتعامل مع ورش خارجية قد تكون في بعض الأحيان غير متخصصة ، وهذا يرهقنا جدًا، و أتمنى تطوير ورشة الأزياء بشريًّا وتقنيًّا، لتكون مماثلة لورشة الأوبرا، وهي من أقوى الورش وتُضاهى المستوى العالمي .
فضاءات بديلة 
فيما قال مصمم الديكور والمخرج محمود فؤاد: مشاكل تجهيزات خشبة المسرح واحدة من مشاكل المسرح المصري، فلا يمكننا فصل مشكلة عن الأخرى، فجميعنا في مركب واحدة. مع وضع في الاعتبار  اختلاف المسارح ، مسارح  وزارة الثقافة و المسرح الجامعي ثم المدرسي وأخيرًا مسرح القطاع الخاص، وكل منها له مشكلاته المختلفة. فالقطاع الخاص لا يبحث إلا عن الربح السريع ، لا يُفكر أن يُقيم عروض مسرحية يصنع بها نقلة ، والمسرح الخاص يعتمد على الشكل التقليدي والمطلوب فقط  أن يقدم  منتجات مسرحية هادفة ينتج عنها تطوير في الفكر والحركة المسرحية، أما في المسرح الجامعي والمدرسي فيقيد فكر المخرج وصناع العمل بأفكار مسؤولى الكُليات والمدارس عن المسرح، وعدم الخروج عن الشكل التقليدي الذى اعتادوا عليه، وبالطبع ضعف الإمكانيات والميزانيات الخاصة بالعروض مشكلة تواجه مصممي الديكور والعمل المسرحى ككل. أضاف:  بالتأكيد من الممكن التغلب على ضعف الإمكانيات ولكن يجب أن لا يكون ذلك اتجاه، حتى لا تكون جميع عروضنا مُشابهة .. المسرح الجامعي يواجهه بقوة مشكلات تجهيزات المسارح، فليس كل الكُليات لديها مسارح، فعلى سبيل المثال جامعة القاهرة تعرض على مسرح مدينة جامعية! وعلى هذا يقدم أعمالا  بشكل غير جيد، حتى عندما يلجأ البعض لتأجير مسارح قد تكون مجهزة بعض الشيء، فإن المادة تعوقهم لأن إيجار المسارح أصبح باهظ الثمن بشكل مبالغ فيه.
وتابع “فؤاد”: حل مشاكل المسرح في وزارة الثقافة أن تكون مستقلة وأن تتحرر ولا تكون مُقيده بالروتين، يجب أن يكون المسرح أشبه بالصناعة، أن يكون هناك إنتاج جيد يترتب عليه أرباح تجعلنا نتمكن من إنتاج المزيد والمزيد، حتى لا يكون اعتمانا على دعم وزارة المالية فقط، 
يجب إنشاء فضاءات غير تقليدية بديلة، تكون تكلفتها أقل بكثير من بناء مبان مسرحية بها علب إيطالية ضخمة، يجب أن يكون هناك اهتمام من الدولة بشكل عام وليس وزارة الثقافة فقط. 
وقالت مصممة الديكور ورئيسة قسم الإضاءة بمسرح بيرم التونسي بالإسكندرية دُنيا عزيز: ما ينقصنا هو الدعم المادي، وأن تكون لدينا تجهيزات مسارح جيدة، على الأقل الأساسيات ومنها البرتكبلات وأن تكون جميع المسارح مجهزة ولا أكون مضطرة أن أقوم بتأجير أشياء تُعد من أساسيات تجهيزات خشبة المسرح، هُناك تجهيزات ضرورية ، ويجب أن يكون لدينا صيانة دورية دائمة بدون انتظار حدوث المشكلة.  أضافت:  حاليا  يتم ترميم وصيانة العديد من المسارح وإحضار أجهزة جديدة، ولكن بدون صيانة ستتلف هذه الأجهزة وربما لا تكون صالحة للصيانة أو إعادة الاستخدام لعدم وجود صيانة ومتابعة دائمة. 
وأضافت «دُنيا عزيز»: أعتقد أن سبب عدم اهتمام الهيئات الحكومية بالصيانة، قيام الفنيين والتقنيين في المسارح بتقديم حلول بديلة للمشكلة، وبالتالي لا تعلم الهيئات حجم المشاكل.
وتابعت: الكوادر الحالية من السينوغرافيين كُل منهم له فكره الخاص، ومن الممكن إقامة ورش تدريبية لمزيد من التطوير، وأعتقد أن كُلٌ منا سيفيد الآخر نظرًا لاختلاف طرق تفكيرنا وتطورنا، كما يجب تدريب المبتدأين غير المطلعين على أساسيات المسرح  على الرغم من دراستهم لإكسابهم مزيدًا من الخبرات.
فجوة كبيرة 
واتفق مصمم الإضاءة والفيديو مابينج محمد المأموني مع ما سبق وقال: هناك فجوة بيننا وبين التكنولوجيا فيما يتعلق بتجهيزات المسارح، نحن نجهل الكثير عن التقنيات المسرحية المتطورة، ،  والشاهد أن وزارة الثقافة أحضرت «هولوجرام» وهو الذي شاهدنا خلاله حفل أم كلثوم في دار الأوبرا المصرية، ومع  ذلك فحتى هذه اللحظة لا أحد يعرف أي معلومة عن هذا الجهاز، لم يتم الترويج له ولا تدريب التقنيين والفنيين عليه..  ولا يجب حصر التكنولوجيا الحديثة وتجهيزات المسارح المتطورة على دار الأوبرا فقط، وأنا أثق أن الوزيرة د. إيناس عبد الدائم لا تقبل ذلك،  وأتمنى أن  تتاح  فرص سفر أكثر للتقنيين لزيارة المعارض الخاصة بالصوت والإضاءة  بالخارج للاطلاع على كُل ماهو جديد.
وتابع «المأمونى»: مشاكل الإضاءة فى تجهيزات المسارح من الممكن معالجتها، فالوضع لدينا ليس متدهورا ، وفى السنوات الثلاثة الأخيرة يُضخ الكثير من المسارح تجهيزات ولكن بالنسبة  لتقنية الفيديو مابينج ينقصنا التجهيز بفيديو بروجيكتور حديثة، لأن أغلب ما لدينا منها خاصة بالتدريس والقاعات المغلقة، والفيديو مابينج له فيديو بروجيكتور خاص بالعروض المسرحية والاحتفالية، وعدم وجوده يشكل مشكلة وحلها ضخ اعتمادات مالية، خاصة  وأن العروض التي  تحتاج هذه التقنية موجودة  ، ففي البيت الفني أُقيم أربعة  عروض تستخدم الفيديو مابينج، وقصور الثقافة أيضًا بها قدمت عروضا بتلك التقنية، أنا مثلا قدمت عرضين بها، فهى ليست مشكلة فردية أو مطلب فردى ، لذلك يجب الاهتمام بتوفيرها  أكثر من ذلك.
كذلك قالت مصممة الديكور والأزياء والمخرج المُنفذ نورهان سمير: نحن نُعانى من نقص ما وراء خشبة المسرح، أعني الكواليس وغرف الممثلين، دائمًا الكواليس لا تكون مُجهزة بالشكل المثالي فلا  تعطى مساحة لحركة الممثلين وقطع الديكور، و عدم وجود مساحات فى الكواليس تُسبب فى العديد من المشاكل منها ترحيل الممثلين لكواليس أخرى غير مخصصة لهم .
وتابعت «نورهان»: يجب أن يتم إعادة صياغة خشبة المسرح وفقا  لتصنيف المسارح وإمكانياتها والعروض التي تقدمها  .
فيما قال المخرج مازن الغرباوى: لدينا مشاكل ضخمة وكبيرة فى مسارح الدولة وبعض مسارح القطاع الخاص، فهي ليست على مستوى المواصفات الدولية أو حتى العربية، أغلب خشباتنا حتى ما تم تجديده ، ليست مؤهلة تأهيلا كاملا لأن  يستقبل ويستوعب كُل أحلام الفنانين والفنيين وبخاصةٍ من يفكرون فى تحديث الصورة البصرية للمنتج المسرحى، تقريبًا كل خشبات مسارح الدولة لم تصل بعد لتقنيات مسارح الأوبرا ، فنحن لدينا نقص فى التجهيزات والميكانزمات والتقنيات الخاصة بأغلب المسارح الحالية.
وأضاف»الغرباوى»: نحن نحتاج تجهيزات كثيرة مثل شاشات الليد التي أصبحت من الأشياء الضرورية والمُلحة، كذلك  الفيديو بروجكتور الخاص بالفيديو مابينج، ويجب أن يتم إسناد المتابعات لأفراد من كبار التقنيين فى اللجان التى يتم اختيارها ، والعالم أصبح قرية صغيرة، وأصبح التواصل مع كبار السينوغرافيين والتقنيين وعمال المسارح أمر غاية فى السهولة، نحتاج ونحن نُجدد مسارحنا أن نكون على تواصل بهؤلاء.
وتابع : كذلك لدينا مشكلة كبيرة جدًا فى التدريب ، وفي الكوادر المسرحية : مصممين وفنيين ومنفذين، يجب أن يتم تدريبهم وتطويرهم دائمًا، فعدد الذين يتواصلوا بشكل دولي والمواكبين لكل ما هو حديث قل جدًا، لذلك نحتاج لأن تزيد البعثات للفنانين والفنيين، لما لهم  فى إطار العملية المسرحية من أهمية لا تقل عن أهمية الفنان، إن لم يكنوا أهم من الفنان .. والحل أن يتم ضخ فنيين جدد واستثمارهم وتدريبهم على أعلى مستوى بإرسالهم لبعثات تدريبية، ويكون هناك ارتباط فنى و أدبى بين الجهة وهذا الشخص المُدرب، حتى يقوم بتدريب باقي زملاؤه من الفنيين.
مشكلة تقنيات
فيما قال المخرج إيهاب ناصر: لدينا مسارح مُجهزة بشكل جيد، ولكن هُناك بعض التقنيات لا نستخدمها فى مصر بشكل كبير مثل الهيلوجرام، و الفيديو بروجكتور والكاميرا ، وكذلك المسرح الميكانيكى، بمعنى أدق عناصر الإبهار في الصورة. اضاف: رأينا  استخدام بسيط للمسرح الميكانيكي فى مسرحية «فى بيتنا شبح» لماجد الكدواني وإخراج عصام السيد، وأنا استخدمتها بالفعل فى فى مسرحية «علاء الدين» لأني مهندس ميكانيكا فى الأصل، ومهندس الديكور فى هذا العرض  كان د. حمدي عطية. إن ما ينقص المسرح هو استخدام الخدع والإبهار في الصورة المسرحية.
وقال المخرج والممثل مايكل مجدي: هُناك تفاوت كبير في تجهيزات المسارح، على سبيل المثال الهناجر أو مركز الإبداع أو الجمهورية مُجهزين بشكل جيد جدًا، فى حين أن هُناك بعض المسارح الأخرى مثل مسرح سيد درويش ومسرح ميامى تجهيزاتهم ضعيفة جدًا، على الرغم من أنها تشارك في المهرجانات الكبيرة .  عندما شاركت في المهرجان القومى العام الماضي طلبت ماكينة دُخان، فجاءوا بها  من مسرح آخر، وكانت بدون زيت،  وكنت مضطرًا أن اشترى ذلك بنفسي، وهناك إشكالية تخصيص مسارح الدولة لعروض الدولة فقط أو المهرجانات، ولا يتم طرحها للإيجار للفرق المستقلة، التى تلجأ لتأجير المسارح الخاصة، بأسعار مُبالغ فيها، وهي  متواضعة جدًا فى إمكانياتها. والغريب أن بعض المسارح الحديثة  كمسرح قصر ثقافة الجيزة لم تقدم عليه عروضً كثيرة، وفى الأغلب يكون مغلقا. لماذا لا يتم تأجير تلك المسارح بإيجارات مناسبة للفرق المستقلة.
وختم «مايكل»: الكوادر المسرحية الحالية صالحة جدًا للتطوير والتدريب، نحتاج أن نلتفت لهم أكثر ونعطيهم مساحة من العمل أكبر، لأن فى النهاية هم من سيخرج منهم المواهب المختلفة ال قادرة على تدريب الأجيال القادمة، وتستطيع أن تنهض وتُحدث طفرة فى المسرح. 


إيناس العيسوي