ورحلت صدفة بنت بعضشي.. رحلت سيدتي الجميلة .. وداعا .. شويكار

ورحلت صدفة بنت بعضشي.. رحلت سيدتي الجميلة .. وداعا .. شويكار

العدد 678 صدر بتاريخ 24أغسطس2020

رحلت عن عالمنا الفنانة المتعددة المواهب والمشهورة بالتمثيل الكوميدي و سيدتي الجميلة كما أطلق عليها البعض الفنانة شويكار عن عمر يناهز 84 عاما ( 24 نوفمبر  1936 – 14 أغسطس 2020 ) وتركت لنا ميراثا فنيا كبيرا في ( المسرح – السينما – الإذاعة -  التليفزيون ) وكانت بدايتها بالاشتراك في مسرحيات لفرقة أنصار التمثيل  ثم جاءت فرصتها للعمل في فيلم حبي الوحيد أمام عمر الشريف وناديه لطفي وكمال الشناوي ، تتلمذت على يد كل من الفنان عبد الوارث عسر والفنان محمد توفيق ، وتم ترشيحها لتلعب بطولة مسرحية السكرتير الفني أمام السيد بدير ولكن لسفره المفاجئ لعب دوره فؤاد المهندس، ومن وقتها التحقت شويكار تلميذة في مدرسة الأستاذ.  وقد نعتها وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم وجميع قطاعات وزارة الثقافة ، وفي هذه المساحة نرصد انفعالات عدد من النقاد والكتاب و الفنانين حول رحيلها.
يقول الدكتور مصطفي سليم رئيس قسم النقد والدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية شويكار نجمة تلقائية جميلة كالزهرة اليانعة لها قبول وحضور، عندما تقف على خشبة المسرح لا يستطيع المتلقي إلا ان يتابع أدائها المتدفق المليء بالحيوية ليستمتع بالعرض المسرحي ، وفي السينما صنعت صورة جميلة للممثلة الكوميدية فهي فعلا جميلة الشكل ، وكانت بداية فهم شويكار كممثلة عند دراستي للماجستير حيث كان الموضوع عن المسرح الموسيقى وأشكال الموسيقى وكيف تكتب نصوص الأوبريت والدراما الموسيقية ، ووقفت كثيرا أمام النسخة الأمريكية من سيدتي الجميلة ( My fair lady  )    والنسخة المصرية منها وحين قارنت بينهما وجدت أن النسخة المصرية نسخة عالمية بما تحتوي عليه من طاقة كوميدية عالية بشكل مذهل وغير متوقع خاصة و أن مسرحية ببجماليون للكاتب جورج  برنارد شو المقتبس عنها المسرحية ليست بهذه الطاقة ، ويرجع هذا النجاح لتألق شويكار مع فؤاد المهندس، كذلك تراكمت خبراتها من مسرح التليفزيون . أضاف : لعبت شويكار أدوارا متعددة في المسرح منها على سبيل المثال انا وهو وهي وحواء الساعة 12 وانا فين وانت فين وغيرها ، والتقت في السينما مع فؤاد المهندس في الكثير من الأدوار الكوميدية مثل مطارده غرامية وشنبو في المصيدة وأخطر رجل في العالم وغيرها،  كما أنها استطاعت أن تقبل التحدي في أدوار صعبة وغير كوميدية مثل الكرنك وغرام الأسياد وامريكا شيكا بيكا وسفاح النساء وغيرها  ، واستطيع القول ان شويكار ستظل علامة في المسرح المصري وخاصة في الكوميديا، ولم يسد الفراغ الذي تركته الي الآن .  
طاقة جبارة 
 ويقول الدكتور علاء قوقه رئيس قسم التمثيل بالعهد العالي للفنون المسرحية: الفنانة شويكار طاقة فنية كبيرة ، فهي من أهم وأجمل الممثلات في تاريخ فن التمثيل المعاصر في مصر ، مرت بمراحل فنية متعددة في أدائها التمثيلي ، في البداية قامت بدور «الفيدت» المحبوبة خاصة الفنان فؤاد المهندس فترة زواجهما، وقد استفادت وتعلمت منه الكثير فهو مدرسة فنية متكاملة خاصة في الكوميديا. أما المرحلة الثانية فكانت عندما بدأت في تقديم الكراكتير عندما قدمت دور صدفه بنت بعضشي في مسرحية سيدتي الجميلة فكانت توظف أدائها الكوميدي بشكل مميز وكانت تستخدم جهازها الصوتي بشكل رائع،   وكانت تغني وترقص وتقلد على سبيل المثال فيلم مطاردة غرامية عندما قامت بتقليد المضيفات الباريسية والايطالية وغيرهما اما المرحلة الثالثة فعندما بدأت بتقديم أدوار الأم أو الجدة ومن الممكن أن نطلق عليها مرحلة الأداء التراجيدية على الرغم من أنه لا يخلو من بعض اللمسات الكوميدية وخاصة في التليفزيون . شويكار طاقة فنية جبارة .
*غصن الياسمين 
 وتقول الناقدة الدكتورة وفاء كمالو أن شويكار ليست فنانة عادية ، بل غصن من الياسمين يفوح عطرا وسحرا واندفاعات ،عندما تدخل  تجربة الفن يرقص الكون ويتغير لون الأفق ، فهي طاقة من الفن والجمال ، تنسج الحب بالوعي لتمنح الوجود ضوء ويقينا وحرية ، وهى تمثل علامة فارقة في تاريخ المسرح المصري ، لا تزال أعمالها حية نابضة شديدة الوهج ..تقبل الطرح والاشتباك مع واقعنا الحالي... وهى جزء من قوة  مصر الناعمة ، ساهمت في تقديم الوجه المشرق للفن الراقي الجميل ، حيث التقاليد العريقة والمثل العليا والقدوة الفنية ، فهي صاحبة تاريخ فني بديع مسكون بالوهج والإبداع والعطاء ، جمعت بين الموهبة والثقافة ، تمتد إنجازاتها عبر المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون وظل حضورها مشعا لأنها خرجت برشاقة من اطر الأساليب التقليدية الجامدة واتجهت إلى التجديد والبساطة والتلقائية وأثبتت أنها تستحق عن جدارة مكانتها المتميزة وسط فنانات المسرح والسينما العربية على المستوى الكوميدي والتراجيدي.
تابعت : شويكار فنانة من طراز فريد ، صاحبة موهبة خصبة  وبصمات لامعة ، أداؤها الكوميدي يدفعنا إلى  عشق الحياة ، وأداؤها التراجيدي يعزف على أوتار المشاعر ، تتميز بمقدرة السيطرة على الانفعالات ، بنعومة الانتقالات وجماليات ملامح الوجه والصوت ولغة الجسد، تلك الحالة التي تتضح أبعادها  عبر المسرح وعلى الشاشات الكبيرة والصغيرة .. ترددت أصداء نجوميتها وشهرتها الواسعة عبر تجربتها الكوميدية الثرية التي ارتكزت على مفاهيم فنية مغايرة منحتها حب الجمهور العريض وثقته وتواصله الخلاق .
ويقول الشاعر والناقد محمد أحمد بهجت أن شويكار لم تكن الفنانة الجميلة الرقيقة المبدعة مجرد كوميديانة خفيفة الظل، ولا مجرد سيدة جميلة و جذابة فحسب و إنما كانت حالة فنية متفردة و غير مسبوقة في تاريخ المسرح و السينما. فقبل شويكار كانت السيدات اللاتي يبرعن في الأدوار الكوميدية كلهن من الشخصيات النمطية أو اللاتي يوصفن بالكراكترات مثل العظيمة ماري منيب الحماة أو العجوز المتصابية و العظيمات زينات صدقي أيضا في دور العانس الحالمة بالزواج و وداد حمدي الخادمة المستغلة خفيفة الظل و نجوى سالم في المسرح الفتاة الهائمة و المتعطشة للحب و غيرهن من أنماط ثابتة، و هناك نجمات أخريات تلعبن أدوار البطولة في الأعمال الكوميدية و لكن الضحك يخرج دائما من البطل الرجل ميمي شكيب و تحية كاريوكا مع الريحاني وماجدة و هند رستم و زهرة العلا و كيتي و غيرهن أمام إسماعيل ياسين ثم جاءت شويكار لتحقق معادلة جديدة لا يعرف لها مثيل إلا في السينما الأمريكية مع النجمة دوريس داي علي سبيل المثال التي كانت شديدة الجمال و الجاذبية و تتقن فنون الاستعراض و تبرع في أداء الأدوار الكوميدية، و حرصت شويكار علي عدم التقيد بشخصية واحدة و إن كانت ناجحة و مطلوبة، فالفتاة المتفرنجة التي لا تتقن اللغة العربية و تقول علي سبيل المثال شيء لا يصدكه عكل و موش معقولي و الحراميين و البوليسي ، هذه الشخصية تختلف تماما عن صدفة بنت بعضشي النشالة التي تريد أن تتعلم الاتيكيت و تندمج مع بنات العائلات حتي تتمكن من نشلهن . و بكل تأكيد كانت سيدتي الجميلة واحدة من أهم أدوارها و قبل فؤاد المهندس بمشاعره و أستاذيته أن تتفوق عليه شويكار في حجم الإضحاك و أن يفرش لها طوال العرض مساحات الكوميديا. أضاف:  في حواء الساعة 12 كانت هي الطيف الذي يأتي من العالم الآخر حيث الصفاء و السلام ،  تستفيد من كونها غير مرئية لتوليد مناطق جديدة من الكوميديا مع المهندس و عبد الله فرغلي ناشر رواياته ..و هي بنت الباشاوات و خالها قائد طابية و أمها قائد طابية في رواية أخري. و ابنة جزارة المدبح في فيلم المجانين في نعيم، و هي المعلمة صاحبة المقهى في فيلم الكرنك.. و المرأة المنحرفة في دائرة الانتقام و صاحبة الشبكة المنافية للآداب في درب الهوى و الزوجة المغلوبة علي أمرها في أمير الدهاء و المرأة العجوز الحالمة بمستقبل و عالم جديد في أمريكا شيكا بيكا. هي بحق ممثلة قديرة و متفردة و موهبة كبيرة يصعب تكرارها .
وتقول الكاتبة رشا عبد المنعم أن شويكار ليست مجرد ممثلة مسرح عادية ، بل ممثلة من طراز فريد ومن ممثلات المسرح القلائل اللاتي كان لديهن شعور حقيقي بحرية الجسد ، فرغم أنوثتها البارزة في ملامح الجسد والصوت ، إلا أنها كانت تطوع صوتها وجسدها وفقا لمقتضيات الشخصية الدرامية وتتحرك على المسرح بخفة وتلبس للشخصية، فصدفة بعضشي فى أداءها الحركي والصوتي حين تصبح هانما لا تفقد تماما صدفة بعضشى ، بخلاف السيدة الدلوعة في أنا وهو وهى وبخلاف الهانم القلقة التي عانت من تاريخ القهر في أنا فين وانتي فين .
لعبت شويكار كل شخصياتها بوعى ظهر في أدائها الصوتي و الجسدي ، وكان جسدها الحر الواعي المسيطر على خشبة المسرح أهم ما ميزها.
رفض التكريم 
ويقول الفنان والمخرج القدير أميل شوقي أنه ارتبط منذ الطفولة بالفنانة الجميلة شويكار والفنان فؤاد المهندس عن طريق الإذاعة والأغنية الشهيرة الراجل ده هيجنني. أضاف:  وتربيت مسرحيا على مسرحياتهما حواء الساعة 12 وأنها حقا عائلة محترمة وغيرها ، شويكار فنانة من طراز فريد ، ولها تاريخ طويل في السينما والإذاعة ، كما أنها تعشق الفن وبسيطة في تعاملها . تابع : أذكر سنة 1995 كنت أقوم بإخراج مسرحية حمام شعبي وكان يمثل فيها شقيقها الفنان أحمد شكري طوب ثقال و حضرت قبل بداية العرض لمشاهدته و كانت كل الكراسي مشغولة  فأصرت أن تجلس على الأرض، وبعد مشاهدتها للعرض هنأتني وأثنت على العرض وقالت لو أن هذه المسرحية في القطاع الخاص لاستمرت  في العرض 20 عاما،  ومنذ هذه اللحظة نشأت الصداقة بيننا . وفي المهرجان القومي للمسرح العام الماضي  برئاسة الفنان أحمد عبد العزيز كنا نريد تكريمها لكنها رفضت وقالت لا أريد أن يراني أحد وأنا أتحرك على كرسي متحرك رحم الله الجميلة شويكار ورحم كل من سبقها .
وتقول الفنانة سوسن ربيع:  شويكار فنانة كبيرة وجميلة ومحترمة ولها تاريخ فني كبير في المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون ، عملت معها في  إنها حقا عائله محترمة، عشنا معا فترة كبيره  وقد استغرقت البروفات ما يقارب سنة غير زمن العرض نفسه ،وكانت تحب أن نناديها بماما شوشو وكانت كريمة جدا تهدينا أشياء فخمة وثمينة ، وكانت تهتم بنا لدرجة أنها قامت بالمشاركة في اختيار ملابس شخصيتي في المسرحية ونزلت معي عند شرائها،  و كان من حسن حظي أن سافرت معها دبي لتصوير مسلسل وكنت ادخل عليها في غرفة الماكياج وأقلدها في استعراض قلبي ياغاوي خمس قارات فكانت تضحك كثيرا،  وبرحيل الفنانة شويكار مات كل كبار عائلتي المحترمة ،  و قد تعلمت منهم ألا أخاف من الجمهور وكيفية الوقوف على خشبة المسرح واحترام المواعيد .
متفردة 
فيما يقول الفنان ياسر ماهر:  شويكار فنانة كبيرة ومتميزة ، استطاعت ان تصنع لنفسها مزيجا من العطر في أدائها التمثيلي،  فكانت تؤدي الأدوار الكوميدية و الحزينة وتعددت أدوارها فقامت بتجسيد شخصيات بنت البلد و بنت الباشا وبنت الأمراء والبنت الغجرية النشالة ، كانت صاحبة أداء خاص جدا لا يجاريها فيه احد  ولا تشبه فيه احد . كانت كل أدوارها علامات بارزة، وقدمت الغناء بشكل لافت للنظر ،  وكانت من دعائم المسرح كذلك أدوارها في الإذاعة لا تنسى ، حتي قصة حبها للفنان فؤاد المهندس كانت شيئا متميزا ، حتي أنه  بعد الانفصال كان يتواصل معها أبناء الأستاذ فؤاد،  وكانت دائمة الحديث عنه بكل الاحترام ولا تنكر أستاذيته . شويكار كانت فنانة متفردة في كل شيء.  
ويقول د. محمد أمين عبد الصمد الناقد والباحث والمشرف على الإدارات الفنية بالمركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية:  تعد الفنانة شويكار رحمها الله أيقونة  من أيقونات  الفن المصري، أسهمت  في تشكيل  وجدان أجيال  متتالية مسرحيا وتلفزيونيا وإذاعيا .. ورسخت بحضورها الطاغي الشخصيات الفنية التي أدتها بتلقائية  وحضور لم يعتمد فقط على جمالها الشكلي ولكن دعم هذا بموهبة أصقلتها التجربة والمران وسط عمالقة التمثيل والإخراج، و كونت ثنائيا من أشهر  الثنائيات الفنية في تاريخ الكوميديا المصرية مع الفنان الكبير فؤاد المهندس فكانت  سلسلة من المسرحيات التي  رسخت للكوميديا المصرية المسرحية الراقية وكانت  (لازماتها) جزءا من مداعبات الحوار الجماهيري فيما بعد وقدمت العديد من الأفلام السينمائية المهمة،  بوصفها ممثلة لا تعتمد فقط على جمالها مثل السقا مات . ودائرة  الانتقام . وكلمني شكرا، وامريكا شيكا بيكا .
*مدرسة المهندس
ويقول الفنان القدير والمخرج ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية:  الفنانة شويكار هي أيقونة المسرح المصري ، فنانة شاملة قامت بالتمثيل والغناء والرقص ، صاحبة الوجوه المتعددة بتعدد أدوارها وكذلك في فن الأداء التمثيلي ورصيد أعمالها محفور في أذهان جمهورها وفي ذاكرة الفن المصري ، ولم يحدث هذا إلا بالعلم وبذل الجهد . أضاف : الفنانة شويكار لم يكنن لها نصيب في الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، و التعلم على أيدي الكثير من الأساتذة،  لكنها التحقت بمدرسة فنية كبرى صاحبها مبدع متميز يشار له بالبنان وخاصة في فن الأداء الكوميدي و هو فؤاد المهندس، صاحب المدرسة في التمثيل والإخراج،  وقد تزوجا وكونا ثنائيا فنيا تميز عن الثنائيات الأخرى في فن التمثيل المصري كما في فن التمثيل عالميا،  مسرحيتهما «سيدتي الجميلة» المأخوذة عن بجماليون إنتاجها عالميا باسم السيدة الحلوة (my fair lady  ) ولكن المسرحية المصرية ظلت علامة بارزة من علامات الفن العالمي وليس المصري فقط ، ليس من خلال الأداء التمثيلي او كم الكوميديا ، إنما لتميز جميع عناصر العرض المسرحي . أضاف:  تركت مدرسة فؤاد المهندس أثرها على شويكار وكانت دائمة الاعتراف بذلك . 
فيما تقول الدكتورة نبيلة حسن عميدة المعهد العالي للفنون المسرحية فرع الإسكندرية  : لقد سعدت وشرفت بأن شاركت بالأداء التمثيلي معها في أكثر من عمل فني ، وقد لمست فيها  الأم والأخت والصديقة،  فهي لا تبخل على الإطلاق بتقديم النصيحة ، فكانت عندما تشاهد أداء تمثيليا غير مناسب تنصح بطريقة الأداء التي تناسب الشخصية حسب الموقف التمثيلي . وكانت ناصحا أمينا لكل من حولها . رحم الله الفنانة شويكارالتي كانت المثل في العطاء غير المشروط. 
فيما يقول الفنان فتحي الجارحى : شويكار استطاعت ان تجمع بين نجومية المسرح والسينما والإذاعة علي نفس القدر والكفاءة، وقد تميزت بتعددها واختلافها بعيدا عن النمطية .. وارتبط نجاحها واسمها بنجم الكوميديا وأستاذ جيله فؤاد المهندس فكونامعا ثنائيا ارتبط به الجمهور وجدانيا لدرجة الحزن علي انفصالهما كزوجين.. قاما ببطولة روائع الأعمال المسرحية ومنها علي سبيل المثال.. انا فين وانت فين.. السكرتير الفني.. سيدتي الجميلة.. إنها حقا عائلة محترمة.. وفي السينما مطاردة غرامية وشنبو في المصيدة وإجازة بالعافية وغيرها ، وفي الإذاعة قدمت أيضا  شنبو في المصيدة التي كانت من أهم المسلسلات الإذاعية الكوميدية التي عرضت في رمضان منذ سنوات طويلة ثم تحولت لفيلم سينمائي بنفس الاسم.
موهبة كبيرة 
وتقول الدكتورة سامية حبيب أستاذ النقد الأدبي بالمعهد العالي للنقد الفني أن شويكار ممثلة ذات موهبة كبيرة ، صاحبة مدرسة استطيع ان أطلق عليها مدرسة الأداء البسيط، المعبر عن الشخصية في جميع حالتها وتصرفاتها وتعبيراتها الحركية، باستخدامها الأداء الصوتي والإحساس لرسم وتجسيد الشخصية ، وكونت ثنائيا ناجحا مع فؤاد المهندس واشترك معهما الفنان عبد المنعم مدبولي كمخرج وممثل في بعض الأعمال فقدموا عروضا مسرحية نستمتع بها عندما نشاهدها مثل انا وهو وهي والسكرتير الفني وسيدتي الجميلة وغيرها . أضافت:  برزت موهبتها الكوميدية مع نجوم الكوميديا في المسرح و السينما، فبجانب فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي كان أمين الهنيدي ومحمد عوض ، وكان يكتب لهم مؤلفون لديهم حس كوميدي عال  أمثال السيد بدير ويوسف عيسي ويخرج لهم في السينما فطين عبد الوهاب. ومن وجهة نظري لم تحصل على حقها النقدي في السينما فلها أدوار شديدة التميز في سلسلة أفلام كوميدية ، و في ادوارها التراجيدية مثل غرام الأسياد والباب المفتوح. في فيلم اعترافات زوج تشعر بمدي اهتمامها بالتفاصيل الفنية الدقيقة في طريقة رسم ملامح الشخصية،  وفي المسرح كان من حسن حظي أن  شاهدت لها عملين «روحية اختطفت» مع فؤاد المهندس وبوسي من إخراج عصام السيد و»الزيارة» مع محمود ياسين إخراج سمير العصفوري ، وفي الزيارة تكشف عن فن الأداء التمثيلي عندما تعود السيدة بعد مرور فترة من الزمن إلى بلدها التي طردت منها محملة بالمال لتنتقم، وبأدائها البسيط تجسد هذه الشخصية المركبة التي استخدمت نفس السلاح الذي قهرت به،  في قهر غيرها . تابعت : كانت إنسانة وفنانة بسيطة ، أتمني من فنانات هذا الجيل أن يسيروا علي دربها ليس بالتقليد،  فالأصل سيظل موجودا ولكن بالدراسة والمعرفة وبذل الجهد لحصد النجاح.
روح الشباب
فيما تقول الفنانة وفاء الحكيم مدير فرقة الشمس لذوي القدرات الخاصة: شويكار مثلت في الوسائط الفنية المختلفة المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون، وتميزت بأن عملت مع فنانين متميزين في الكوميديا أمثال فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي، وكانت مدرسة فؤاد المهندس تعتمد  على كوميديا الموقف وأحيانا الكوميديا الحركية،  ومن هذه المدرسة جاءت إجادة شويكار حيث أنها بخفة ظلها كانت تجيد تجسيد دور السيدة المصرية، سواء كانت من الطبقة الشعبية او الطبقة البرجوازية ، وقد كانت تمتلك القدرة على ترك مساحة بين شويكار الإنسانة والشخصية التي تقوم بتجسيدها في محاولة منها لمعرفة كيف تستطيع تقديم هذه الشخصية، فكانت تستطيع أن تقدمها بشكل كاريكاتيري أو تسخر منها وهذه قدرة خاصة كانت تمتاز بها. أضافت: وبالنسبة لمدرسة عبد المنعم مدبولي فكانت تعتمد على جعل لكل شخصية لازمة معينه فكانت توظفها ببساطه شديدة فتخرج من جهازها الصوتي وتصل إلى إذن المتلقي مباشرة ليجد نفسه يرددها ويضحك عليها ( شيء لا يصدقه عكل ، تبقى مش من مستوايا) كما تميزت شويكار عن الفنانات في جيلها بأنها كانت تعمل في مراحل عمرها المختلفة، وكان لكل مرحلة بريقها الخاص ، ولم تعتزل كي تحافظ على صورتها في نظر جمهورهاـ فكانت تعمل بحماس و طاقة الشباب فتنشر الحيوية والبهجة على العمل ، وبهذه المناسبة أستطيع القول أن جيل شويكار وما بعدها من أجيال تخطوا مرحلة الشباب ظلموا فنيا بسبب عدم اهتمام المؤلفين بالكتابة لهم كما سلم المنتج والمخرج لمكاتب الكاستينج اختيار الممثلين فأصبحوا يبحثون عن الأرخص ماديا وليس المناسب فنيا، ولذلك  أصبحنا نري ما نراه على الشاشات من عدم الاهتمام، ومن هنا فقدت الصناعة المنتج ذو العين الفاحصة، صانع النجوم والمخرج المدقق المهتم بكل التفاصيل حتي لو كانت هامشية . 
فيما تقول الفنانة عبير لطفي رئيسة مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة:  كنا ننوى تكريمها وهى على قيد  الحياه في  مهرجان إيزيس ،  و لكن لم يسعفنا القدر نظرا لتأجيل المهرجان بسبب وباء كورونا ولم يكن تكريمها سيشكل  أضافه لها انما أضافه للمهرجان. أضافت: شويكار ظاهره مسرحيه كوميدية شكلت مع الأستاذ فؤاد المهندس ثنائيا من أجمل وأبدع الثنائيات على المسرح وبعض التجارب السينمائية أيضا.
ولقد أسعدني الحظ بالحديث معها تليفونيا عدة مرات، وفى كل مره كان صوتها يبعث الحياه،  لذلك صدمت عند سماع  خبر وفاتها، ومع ذلك ستظل  سيدتي الجميلة حيه معنا بأعمالها وسيرتها فهي التي استحوذت على قلوبنا. تابعت :  كنت أحب تقليدها كثيرا وأنا صغيرة فهي صاحبة المصطلحات والكلمات التي حفظناها، وعندما كنت أتحدث معها كنت أطلب منها أن تردد هذه الكلمات وكانت متابعة للحركة الفنية حتى أيامها الأخيرة، ودوده ومحبه للناس وفى النهاية أقول لها مع السلامة وستظلين معنا مثلما بقى معنا كل القامات الفنية التي  رحلت ونصبر أنفسنا بمشاهدة أعمالهم


جمال الفيشاوي