العدد 658 صدر بتاريخ 6أبريل2020
أعلن كيان ماريونت مؤخرا أنه بصدد إقامة مهرجانه الإلكتروني الدولي الأول لفنون العرائس على شبكة التواصل الاجتماعي face book باستخدام خاصية البث المباشر. قدمت دورة المهرجان الأولى عام 2017 كأول مهرجان من نوعه على مستوى العالم . وهاهو يعود مجددا للإعلان عن دورته الجديدة للعام 2021 .أسس المهرجان ويرأسه فنان العرائس والمخرج محمد فوزي الذي كان لنا معه هذا الحوار حول المهرجان ..
- ما الذي دفعك لإقامة المهرجان وهل سبقت أي من دول العالم في تقديم الفكرة؟
المهرجان العالمي أون لاين للعرائس هو الأول من نوعه على مستوى العالم، استخدم شبكة التواصل الاجتماعي للتواصل بين الجمهور والفرق وطريقة العرض و تقديم المعلومات ، والسبب الذي دفعني للتفكير في المهرجان هو أننا منذ فترة طويلة نحلم بتأسيس مهرجان للعرائس في مصر، و لدينا عراقيل في نشر فكرة الورش الفنية التي أتجول بها في المحافظات،ثم كان أول سؤال طرحته عن الميزانية، ففكرة إقامة مهرجان على ارض الواقع مكلفة جدا،ونظرا لوجود مشكلات في مسألة السفر وموافقة العلاقات الثقافية الخارجية مع وجود مشاكل أخرى تحول بين مشاركة الفرق في ورش فنية على مستوى العالمـ فقد فكرت في البث المباشر، في 2015 وألهمتني الحالة فكرة استغلال خاصية التواصل بين الفنانين وبين الجمهور على مستوى العالم، كنت محظوظا إذ سبق وحضرت في 2012 مونديال الصين الذي شارك فيه 90%من فناني العرائس على مستوى العالم، لذلك فحين انتهيت من بلورة فكرة المهرجان تواصلت مع بعض الفنانين المهتمين مثل مستر دادي رئيس إتحاد اليونما للعرائسيين، كما تواصلت مع مسئول عن الإتحاد الأوربي وأخر عن شرق آسيا وأخبرتهم عن إسستعدادي لعمل المهرجان العالمي للعرائس أون لاين، وأن شبكة العرائس ستكون موجوده من خلال الإنترنت، وبدأت شرح الفكرة وكيف ستكون العروض أون لاين وتبث من أماكنها ،وكيف سأقدم مهرجانا مدته ثلاثون يوما أون لاين. ، إن ما يحدث الآن ليس مهرجان أون لاين، إنما هو مجرد إعادة نشر الفيديوهات الموجودة على صفحات الفنانين و مشاركتها.. الأون لاين يعني أن نشاهد العرض حيا، ويكون التواصل بيننا وأصحاب هذه العروض ،حيث أننا نعاني غربة كبيرة بين الفنانين على جميع المستويات وكذلك بين النقاد و الجمهور. لذا كان المهرجان همزة الوصل لبث العروض والورش صنع جسور ثقة بيننا، لجأنا للفكرة أيضا حتى تكون العروض ملكا للجمهور وليكون لدى الفنان الحقيقي ما يقدمه، وللأسف ليس لدينا هنا حرية الاختيار، نحن مجبرون على الفرجة على عرض مسرح العرائس، و ليس لدينا مسارح متعددة ، بينما أون لاين يمنح الاختيار بين الكثير من العروض، حيث تحدد الفرق الفئات العمرية المستهدفة لعروضها، وبذلك يكون لدينا ثماني فئات عمرية، لم نكن نخاطبهم أو نحترم عقلياتهم، ونقدم إنتاجا ضخما ولكن ليس له مردود. كل ذلك دفعني للتفكير في المهرجان ليكون البوابة المحترمة التي لن تجد من يرفضها وقد أصبحت هناك ثقة بين الجمهور والمهرجان والمتدربين والخبراء من مختلف العالم، وبين الفنانين بعضهم البعض، وقد قدم المهرجان فنانين آخرين للعرائس في مصر، غير الراحل صلاح السقا ود.ناجي شاكر، وفتح الأفاق أمام الكثير، وشاركت فرق من محافظات الصعيد ليشاهدها العالم كله.
- هل تم توثيق فكرة المهرجان؟
بالتأكيد، وكان ليسرى الشرقاوي دور كبير في هذا الأمر، حيث كتب أن المهرجان استطاع كسر حاجز المكان والزمان ووفر أموالا كثيرة للدولة، وأنه كان سيتكلف بفرض إقامته على أرض الواقع حوالي خمسون مليون جنيها، تنفق على 80 فرقة ، و20 ورشة فنية، وتذاكر طيران وإقامات وأمن واجتماعات وندوات ولقاءات ودعاية ووثق ذلك بأن كتب أنه مهرجان ليس له مثيل على مستوى العالم .
- ما السبب في توقف المهرجان وقرارك بعودته مرة أخرى؟
قررت عودة المهرجان بعد أزمة الحظر، و قد وجدت أن المسارح في الخارج تعمل بمنطق أن لديها عروضا يمكن أن تسجلها و وتبثها حية للجمهور، أو مسجلة، ولكن معظم الفرق بدأت السير على النهج الذي اتبعناه، وهو البث المباشر الحي ، أما التوقف فقد كان بسبب انعدام الدعم، فنحن في حاجة لدعم الإنترنت لأنه يحتاج لجهد وشبكة مرتفعة السرعة..فعلى الرغم من إقامتنا للعديد من الورش إلا أن هناك الكثير الذي يحتاج للتطوير، و هناك أشياء لم نستطع تحقيقها، مثل أن نفتح أماكن عامة كبيرة وسط البلد بها شاشات تبث عليها العروض للجمهور عامة ، وفي مراكز الشباب والنوادي.
- ما سبب اختيار شهر مارس ليكون موعدا للمهرجان؟
يوم 21 مارس هو اليوم العالمي للعرائسيين، لذلك فقد اخترت أن يقام المهرجان خلال مارس، وقد كان لنا السبق أيضا للمرة الثانية أن نحتفل بهذا اليوم على مستوى الشرق الأوسط وقارة إفريقيا، و قد قام الفنانون هذا العام بمشاركة مجموعة من الفيديوهات الصغيرة يهنئون فيها أصدقاءهم، مع دعوة “خليك في بيتك” بسبب الظروف الحالية.
- كيف كسرت حاجز اللغة في التعامل مع فرق من جميع أنحاء العالم؟
في المهرجانات الأخرى لابد من تواجد مترجمين، وقد أرسلت عبر الإيميل لجوجل وإدارة فيسبوك فكرة المهرجان، وتساءلت عما إذا كان يمكنهم تشجيع المهرجان وشرحت لهم أن لدي مشكلة في الترجمة، وجاءني الرد بعد أسبوع بأن أخترع مارك خاصية جديدة ، أعتقد أننا أول من طبقناها، وهي أن نضع نصا حتى وإن بلغ خمس صفحات ونعطيه أمر الترجمة، فتتم ترجمته إلى اللغات التي نختارها، ونرسلها لكل المشاركين بلغاتهم، بذلك أصبحت الصفحة مترجمة إلى كل لغات العالم ، وبذلك استغنينا عن المترجمين ووفرنا العمالة، فقوة المهرجان 8 أشخاص فقط.
- كلمنا عن طموحاتك المستقبلية للمهرجان؟
طموحي أن يقام المهرجان كل عام، لأربع أو خمس سنوات أون لاين، ويتخلل هذه الدورات دورة كل عامين تتم على أرض الواقع، باختيار فرق معينة بحسب نسبة المشاهدات التي تحققها وأراء النقاد، وأتمنى ان تحظى الدورة 2021 بالإقامة على أرض مصر لمدة عشر أيام، بالإضافة إلى بثها أون لاين لمدة 20 يوما، وأن نحظى بدعم من الدولة أو من عدد من الرعاة الرسمين ، حين نستضيف هذه الفرق في مصر نخصص لهم ميزانية كبيرة، إذن لنوفر لهم تكلفة الإقامة فقط دون أن يحضروا نظير تقديم ورش فنية أون لاين، وتقديمهم عرضين أو ثلاثة مباشر، وتوفير منح إنتاج للفرق يعادل ثلاثة ألاف جنيها على سبيل التشجيع، ولدينا مكان للعروض السنوية ومعهد متخصص أون لاين في فن العرائس ويستطع المشارك الحصول منه على شهادات، و سبق و أن تواصلت معهم في رومانيا فيما يخص الحصول على منح دراسية عن طريق أون لاين.
- يزعم البعض أنه صاحب فكرة إقامة أول مهرجان إلكتروني” أون لاين” ..كيف تعاملت مع الأمر؟
خص الله كل فرد بشئ خاص به لنكمل الحياة سويا، ولست ضد الفكرة على الفكرة ولا يوجد ما يسمى “بالفكرة دي بناعتي” ، و لكن هناك ما يسمى باحترام حقوق الملكية الفكرية واحترام المكان الذي أعمل فيه، فمن المفارقات الشديدة أثناء متابعتي للقناة الأولى صدفة ، أن ادعى ضيفها أنه صاحب أول مهرجان إلكتروني في العالم واستعان بنفس اسم مهرجان العرائس، فهل يصلح ذلك قانونا أن يحصل على الموافقة على إقامة المهرجان بنفس الاسم . و أسأله كيف ابتكر فكرة المهرجان وقد سبق وأن قدمته أنا قبله بسنوات عديدة، كما أن ما أعلن عنه هو ليس أون لاين ، و الغريب أن البرنامج نفسه استضافني أثناء الإعلان عن أول مهرجان عالمي أونلاين للعرائس، وأعلن ذلك في البرنامج ، ومع ذلك استضافه وقدمه كأول من ابتكر الفكرة وهذا ليس صحيحا .. هناك توثيق للمهرجان ولكني اندهش من ذاكرة السمك التي لدى البعض ممن يعلمون جيدا الحقيقة ولا يعلقون على الأمر.
- هل يمكن ان نرى قريبا مهرجان للطفل كما العرائس؟
يضم المهرجان عروضا كثيرة، لكن هناك ما يسمى بالتخصص أي عروض لمسرح الطفل وعروض لمسرح العرائس، و هناك الأحدث مثل مهرجانات الأنيمشن ولم يعد لمهرجانات العرائس وجود، هذا لأننا نخطو بخطوات متأخرة، وما نصل إليه اليوم يكون قد تم إلغاءه.. وأنا بدأت المهرجان أون لاين كخطوة أولى للأنيمشن الذي يجمع كل فنون الطفل والعرائس والكارتون وال 3d والقفاز وخيال الظل، و بالتأكيد يمكن أن يقام مهرجان يضم الشعبتين معا: عروض مخصصة لمسرح الطفل وأخرى للعرائس، فهناك عروض للكبار في العرائس وأخرى لا يمكن للطفل مشاهدتها سوى في وجود الوالدين.
- ما رأيك في مبادرة وزارة الثقافة بعمل قناة على يوتيوب ؟
سعدت كثيرا بالفكرة، ولكني لا أعتبرها أون لاين لأن العروض التي تقدم عليها مسجلة، لذا يمكن تسميتها بمكتبة المسرح، لأنها لا تقدم عروضا حية يتم التفاعل معها مباشرة ، ومع ذلك فهو مجهود رائع للتوثيق ، وقد سبق و أن توجهت لمدير مسرح العرائس باقتراح أن نبث مباشر من المسرح، وكان رده أن هناك حقوق ملكية ولابد من موافقات، والأمر غاية في الصعوبة.. ورأيي أن تلك هي اللحظة التي تصل بأفكارك لأفاق أخرى، ولكن دائما ما تقف اللوائح والقوانين أمامك ، وحين تنفذ الأفكار التي سبق و طرحناها، لا يذكر أحد أننا أصحابها.
- هل يمكن تطبيق خاصية البث المباشر من المسارح؟
هناك طريقة أخرى للبث وهي تقديم العروض المسجلة، يعرض مسرح ساندريكا الآن و يوميا في العاشرة صباحا عروضا للأطفال، وهناك عروض تقدم مباشرة أمام الجمهور، هناك غرف مجهزة بالمسرح يمكن استغلالها في البث بعيدا عن التجمعات، بينما مسارحنا ليست مجهزة لذلك، حتى الإنترنت لا يوجد في المسرح من الأساس . أن يبث كل مسرح ما لديه من عروض مسجلة كل يوم خميس وجمعة ، وقتها سنعود للمسرح ونسوق للعروض، و للأسف موقع الوزارة رغم الجهد الذي بذل فيه فإن جودة فيديوهاته ضعيفة.
- كلمنا عن تجربة أون لاين مع طلبة عين شمس ؟
حاليا أنقل خبرتي لهم “أون لاين” كما استضفت أكثر من ثلاثة خبراء على مستوى العالم، ينقلون للطلبة خبراتهم، أصبح هناك مكان للتعليم عن بعد حقيقي، وليس مجرد فيديوهات تبث، حيث المفترض تبادل المعلومات والمناقشات الحقيقية بين المتدربين وناقل المعلومة، يكفي اقتباس ، و يحدث ذلك من خلال جروب على الفيس بوك، حيث يتجمع الطلبة الذين أدرس لهم، ولدي شبه منهج خاص بى و مجموعة كبيرة من المعلومات والكتب أشاركها معهم ونتناقش حولها ، بالإضافة لبرنامج شاركته معهم اسمه مشاهدات المسارح والفنانين والعروض والفرق، ثم بدأت التواصل مع المخرج ناصر عبد التواب من مصر وهناده من سوريا ونيروز من الإمارات والتي تعمل على العروسة المحمولة، ناقشت كل منهم حول المدرسة التي يعمل عليها في فن العرائس، وحدثونا عن خبراتهم، هناك اللقاء الحي بين الفنان والطالب، أون لاين، ويظهر الطلاب وكأننا داخل قاعة، الطلاب يوجهون الأسئلة ، وقد تعلموا أن الفن ليس مجرد كتاب، وقد تعرفوا على ثلاث مدارس فنية ومناهج للعرائس.. نحن ليس لدينا منهج ، إنما هناك قاعدة علمية نؤسس لها من خلال هؤلاء الخبراء حول العالم ،وسوف نستضيف خمسة خبراء آخرين.
- ما المقصود بمدرسة الأشياء ؟
هو الشئ الذي يعبر عن معنى ما ،على سبيل المثال عرض خيالات الذي يضم براد الشاي، هو شئ ، قد يكون القلم شئ. ولكن هذه الأشياء تتحول بعد ذلك من خلال الصياغة الدرامية ليكون لها روح واسم ، ويمكن ان يكون لها تصور ما، فتجد الأستك مثلا بطلا يتشكل في جبل ومرة في تليفزيون وأخرى في هيئة منزل، الشئ يتحول في عالم التحولات الخاصة الذي نعيشه لنوع من الدراما ،أشكل هذه الأشياء وأحولها لشخصيات لها روح وثقافة .
- حدثنا عن مشاركتك في فيلم صندوق الدنيا ؟
تحدث معي صديقي المخرج عماد البهات عن رغبته في عمل مدخل لفن العرائس ،وناقشنا السيناريو، و الفكرة الدرامية التي يريدها، وتعتبر هذه من المرات التي استخدم فيها فن العرائس بطريقة مختلفة بعض الشئ ، فقد يأتي المشهد موازيا لمشهد كما في مشهد الأراجوز في الزوجة الثانية، فهو يخاطب الفكرة الدرامية للفيلم ،وبالفعل صنعنا العرائس مع صديقي شعبان أبو الفضل ، بالإضافة لعمل البروفات وكانت تجربة ناجحة جدا ولاقت ردود أفعال قوية.