«سينما مصر».. مركز الإبداع..رؤية - منهج - توجه

«سينما مصر».. مركز الإبداع..رؤية - منهج - توجه

العدد 658 صدر بتاريخ 6أبريل2020

مركز الابداع وتنمية المواهب اسم على مسمي وحقق الهدف منه بالكامل متجليا في عرض  سينما مصر .. وبالتأكيد في عروضه السابقة
 لماذا  أقول اسم على مسمي ...؟
لان النشاط لا يقتصر فقط على تدريب وتعليم الشباب فنون الاداء التمثيلي .. بل على خلق رؤية وشخصية مستقلة ... وليس هذا فحسب بل وضع الممثل بكل طاقاته الابداعية وفق رؤية فكرية وتوجه فلسفي لكل ممثل ... ووعي بهذه الرؤية والتوجه كل في دوره .
وتقوم الرؤية الفكرية على حتمية استرداد الهوية المصرية المفقودة عبر السينما احد اعمدة هذه الهوية من بدايات القرن العشرين وحتى اليوم ومستقبلا... فالسينما المصرية احد العناوين العريضة والمهمة للمجتمع المصري ابداعا وتوثيقا وتأريخا منذ بدايتها وحتى اليوم
وعلى هذا التوجه فقد بدا العرض من لحظة الدخول من باب قاعة العرض حيث يرى المتفرج شاشة العرض السينمائي تعرض مقاطع من فيلم - الليلة الاخيرة - ,, وكلما يزيد عدد المتفرجين يزيد عدد الممثلين في مكان التمثيل المظلم امام الشاشة لخلق حالة التوحد بين المؤدي والمتلقي... والفيلم بطولة فاتن حمامة ومحمود مرسي واحمد مظهر وملخص الاحداث في فقد نادية للذاكرة واستغلال زوج اختها لهذه الحالة كى يسطو عليها ويضعها مكان زوجتة التى توفيت في انفجارات الغارات الجوية فأصبحت فوزية لسنوات طويلة مع محاولات طبيبها للعلاج
قامت رؤية العرض على تعميم شخصية نادية .. بادائها من اغلب ممثلات العرض وكذلك بقية ابطال الفيلم لتصبح شخصية مصر التى فقدت الذاكرة عن ذاتها .. عن اصلها واصالتها وعاشت في زيف كبير لعمر طويل .. وطوال احداث المسرحية كانت عناصر الذاكرة هى افلام السينما المصرية الدالة على مصر اجتماعيا وفنيا وثقافيا وسياسيا من خلال مجموعة من الافلام المصرية الراسخة عالية القيمة التى شكلت وعى ووجدان اجيال مصرية وعربية كثيرة حيث طالعنا بانفلت العرض بثلاثة عشر فيلما سينمائيا تم عرض اكثر منهم في قاعة العرض ..ومن اشهرهم على سبيل المثال الزوجة الثانية وصلاح الدين واسماعيل يسن في الاسطول وابن حميدو وسكر هانم القاهرة 30 وبين القصرين وغزل البنات وللرجال فقط والحفيد والشقة من حق الزوجة وعرق البلح وغيرها من الافلام التى تم اختزالها في مشاهد سريعة جدا وقصيرة بفواصل غنائية وركام صوتي لحنى وكذلك بفواصل درامية من اصل الفيلم الرئيسي تركيزا على حالة فقدان الذاكرة عند نادية التى وصفنا المخرج المبدع الفنان في بداية العرض بان كلنا نادية .. والبحث عن الذاكرة واستعادتها بهدف العودة لأصل الذات هو ما تقوم به مصر الان عل كافة الاصعدة ... وابلغ نقاط الذاكرة الانسانية هى النقاط الابداعية التى تجلت في السينما المصرية الخالدة ...
المخرج خالد جلال معلم التمثيل والمربي لا يعلم الحرفية فقط للشباب المبدعين المتألقين .. بل يضعهم على محك الفكر والهوية الوطنية المصرية .. مستعرضا لمناهج الاداء التمثيلي عند نجوم السينما الكبار فاتن حمامة محمود مرسي اسماعيل يسن النابلسي والقصري والسيد احمد عبد الجواد الشهير يحي شاهين .. وشادية وفريد شوقي وغيرهم من الفنانين حيث لم نرى ملامح تقليد لهؤلاء النجوم .. بل الاداء على منهج الاداء لكل نجم وللشخصيات السينمائية الشهيرة .. في عرض هو المشروع النهائي لهذه الورشة الفنية العلمية الممنهجة ذات الرؤية والتوجه الفكرى
كل التحية لشباب الفنانين من هذه الدفعة الكبيرة الرائعة الذين بلغ عددهم قرابة السبعين فنان عبقري في صورة عظيمة البهاء والتألق .. وقد حرص فناني واعلاميي ومثقفي مصر على مشاهدة هذا العرض مثل حرصهم على مشاهدة العروض السابقة لمركز الابداع .. الذي لا يكتفي فقط بالعرض بل بالرعاية التسويقية لهذا الموهوب حيث خرج من هذه الورشة العديد من نجوم الساحة الدرامية المصرية من سنوات وحتى الان ومستقبلا ان شاء الله  .. انه الفكر المؤسسي التنموي المتألق الفنان خالد جلال صانع النجوم ومبدع المسرح ومؤسس مركز الابداع وراعي النجوم ... كل التحية والتقدير له


جلال الهجرسي