العدد 751 صدر بتاريخ 17يناير2022
بناء على قُرب إصدار كتاب «بدايات المسرح والسينما في الأردن» للأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل أستاذ الأدب المسرحي بقسم اللغة العربية بآداب حلوان، سألناه عن سبب تأليفه لهذا الكتاب، وما هي موضوعاته التي لم تُنشر من قبل في أي كتاب سابق، بناء على الأخبار المنشورة في بعض الصحف، فرد علينا قائلاً: في نهاية العام قبل الماضي، ألفت كتاباً بعنوان «المسرح في فلسطين قبل النكبة»، اعتمدت في معلوماته عما نشرته الصحف الفلسطينية. ولفت نظري أخبار مسرحية وسينمائية تتعلق بالأردن، فجمعت بعضاً منها له علاقة بكتاب فلسطين. وبعد صدور الكتاب قرأت أخباراً عن استعداد الأردن للاحتفال بمرور مائة سنة على إنشائها منذ عام 1921، فأردت المشاركة في هذا الحدث بكتابة مقالة عنوانها «الملك المؤسس عبد الله الأول ناقداً مسرحياً»، اعتمدت فيها على الأخبار القليلة التي جمعتها من قبل لكتاب فلسطين.
وبعد نشر المقالة في مجلة المسرح المصرية – مارس 1921 – اتصل بي الأستاذ «هزاع البراري» أمين وزارة الثقافة الأردنية يطالبني بكتابة كتاب عن بدايات المسرح في الأردن، بناء على المعلومات المنشورة في المقالة. ومن هنا بدأت رحلتي مع الكتاب، عندما بحثت أولاً عما كتبه المؤرخون في الكتب التي تناولت بدايات المسرح في الأردن، فوجدتها تبدأ بمشاهدات بعض معاصري الأنشطة المسرحية، دون توثيق حيث إنها معلومات من الذاكرة قبل عام 1921، أي قبل نشأة إمارة شرق الأردن، ثم وجدتها تقفز إلى فترة الخمسينات والستينات. مما يعني أنها لم تتناول عهد الملك المؤسس عبد الله الأول.
وعندما حددت الفترة الزمنية، أعدت البحث مرة أخرى في الصحف الفلسطينية، وخرجت بمعلومات لم أجدها في أي كتاب سابق، فقمت بتوثيقها في الكتاب – دون الاعتماد على أي مصدر شفاهي - ومنها على سبيل المثال:
عروض المدرسة اللاتينية في السلط عام 1925، وكذلك مدرسة عمّان التي عرضت مسرحية «وفود النعمان إلى كسرى» برعاية أمير شرق الأردن عبد الله. وعروض الكشافة عام 1930 التي بدأت بمسرحية «بطولة العرب»، ناهيك عن عروض كشافة أبي عبيدة عام 1933. أما عروض الجمعيات فبدأتها بعام 1930 بمسرحية «ذي قار». وكانت عروض الهواة هي مفتاح الأردن إلى المسرح الاحترافي، حيث مثل الشباب الأردني عام 1932 مسرحية «فتح الأندلس» تأليف الشيخ فؤاد الخطيب شاعر الجزيرة ومستشار أمير شرق الأردن، وقد حضر عرضها الأمير بنفسه.
واحتفلت الصحف بهذا الحدث، ومنها جريدة «الحياة» التي قالت تحت عنوان «الاحتفال الكبير برواية فتح الأندلس التي وضعها شاعر الجزيرة الشيخ فؤاد الخطيب»: «في الأسبوع الماضي رأس صاحب السمو الملكي أمير شرقي الأردن حفلة أدبية تمثيلية مثلت فيها رواية وضعها مستشار الإمارة وشاعر الجزيرة الأكبر الشيخ فؤاد الخطيب وهي رواية «فتح الأندلس». وقد مثلها عصبة كريمة من أدباء عمان وشبابها النير وخطب في هذه الحفلة الدكتور خالد الخطيب والخوري درغام وطبيب سمو الأمير الخاص جميل باشا التوتنجي وغيرهم من الأفاضل. وقد كانت عمان جميعها بما فيها من الزعماء ووجهاء وضباط وكبار الموظفين حاضرين في هذه الحفلة ومن جملة الحاضرين أحد أصحاب المقطم فارس نمر وجورج أنطونيوس.
وقد أجاد الممثلون كل الإجادة في تمثيلهم. ومما هو جدير بالذكر أن ريع هذه الرواية كان لمشروع خيري. وبهذه المناسبة نقول إن رواية الشيخ فؤاد الخطيب هذه هي فتح جديد في الأدب العربي يستحق شاعرنا عليه كل شكر». كما تناولت في الكتاب زيارات الفرق المسرحية المصرية إلى الأردن، ومنها فرقة يوسف وهبي عام 1932، عندما مثّلت مسرحيتي «أولاد الفقراء» و«مجنون ليلى» تحت رعاية سمو الأمير عبد الله والذي حضر تمثيلهما على «مسرح المنشية» بعمّان.
وزارت الفرقة عمان مرة ثانية في العام التالي وعرضت مسرحيتي «الهادي أمير المؤمنين» و«أولاد السفاح». وفي زيارتها الثالثة عام 1938 مثلت مسرحية «زواج بلا حب». كما قامت فرق أخرى بزيارة الأردن ومنها: فرقة علي الكسار، وفرقة أمين عطا الله، وفرقة نادية، وفرقة الطليعة.
كما تناولت في القسم الثاني من الكتاب «بدايات السينما»، وبدأتها بالسينما التسجيلية، ثم بسينما النصر التي كانت تعرض الأفلام الصامتة حتى عام 1932، وعندما أصبحت ناطقة، تمّ افتتاحها بفيلم «وخز الضمير». أما «سينما البتراء» فقد وثقت تاريخ بنائها وتاريخ افتتاحها، وهو تاريخ غير معروف بصورة محددة، ووثقت الاحتفال بافتتاحها مسرحياً قبل افتتاحها سينمائياً وذلك بعرض من فرقة أمين عطا الله، أما افتتاحها سينمائياً فكان بفيلم «الاتهام».
بعد ذلك وثقت تفاصيل ظهور أول شركتين سينمائيتين في الأردن، الأولى «شركة السينما الأردنية المساهمة الجديدة» بإدارة شكري العموري، والأخرى اسمها «الشركة السينمائية الإسلامية». وآخر ما تحدثت عنه، كان «معهد الكرنك» عام 1946، بوصفه أول معهد للتمثيل السينمائي والمسرحي بالمراسلة في تاريخ الأردن، وفي العالم العربي بأكمله.