المسرح في المؤسسات التعليمية ما بين النظرية والتطبيق محاولة للتنظير للمسرح التعليمي(4)

المسرح في المؤسسات التعليمية ما بين النظرية والتطبيق محاولة للتنظير للمسرح التعليمي(4)

العدد 650 صدر بتاريخ 10فبراير2020

كيف ننشط التربية المسرحية ؟
تصور لما يمكن أن يكون عليه واقع المسرح التعليمي ؟
 خلصنا الى ان هناك مشكلات فنية ،  وادارية،  ومالية، تسبب تراجع توظيف المسرح التعليمي في المؤسسات التعليمية ، والآن سنحاول مناقشة الاقتراحات التي يمكن ان تدعم المسرح في المؤسسات التعليمة فيما يرتبط بأنشطة التربية المسرحية .
أولاً : تنمية الوعي المسرحي :
 ويقصد هنا العمل على خلق اتجاه ايجابي نحو دور المسرح في المؤسسات التعليمية ، وذلك من خلال تنمية الوعي لدى التلاميذ وأولياء الأمور والتربويين، بأهمية المسرح تربوياً، وتعليمياً، وتثقيفياً.
 وهذا الدور لا تتصدى له وزارة التربية والتعليم وحدها، بل هو مشترك بين كافة المؤسسات التي تدعى الاهتمام بالشباب وقضاياه، والقادرة على توجيه الاتجاهات، وأقصد هنا وزارتي الاعلام والشباب بجانب التعليم طبعاً ويمكن أن يتم ذلك من خلال :
1- المقررات الدراسية:
1- بالنسبة لوزارة التربية والتعليم : لابد وأن يبدأ الوعي من خلال الكتاب الدراسي، خاصة في المقررات ذات الطبيعة الأدبية (مقررات اللغات)، وأسوة بما يتم في كافة دول العالم نجد أن هناك مقرر داخل مناهج تدريس اللغات يهتم بالإبداعات الدرامية كإبداعات أدبية، ففي اللغة الانجليزية، نجد إبداعات شكسبير تشكل ركناً هاماً في تدريس الدراما الانجليزية مثلاً. وغيرها من الابداعات الدرامية وبالمثل لماذا لا يتضمن منهج اللغة العربية جانب لتدريس الابداعات الدرامية العربية لكبار الأدباء، طه حسين، الحكيم، الشرقاوي، صلاح عبد الصبور. وهم من كتبوا باللغة الفصحى.
 إن تناول مثل هذه الابداعات بالدرس والنقد والتحليل، بجانب ما تقدمه من معارف حول المبدعين الإبداعات، تكون قادرة على خلق تذوق عام بالنص الدرامي المسرحي.
 وما يمنع من أن تقرر احدى المسرحيات الأدبية للقراءة بدلا من الكتب الأدبية الأخرى. حتى بالنسبة للمقررات اللغة الإنجليزية في المدراس الحكومية لماذا لا تقرر واحد من الإبداعات الدرامية الإنجليزية لشكسبير مثلا، وهناك صياغات مبسطة لكافة المراحل العمرية لمعظم أعماله. وبالمثل لماذا لا تقيم الوزارة مسابقة لتبسيط عدد من المسرحيات المصرية والعربية المؤلفة باللغة العربية، لتتناسب في صياغات لغوية مع كافة المراحل العمرية. وتكون منطلقاً لتدريس الدراما المصرية والعربية ضمن مناهج ومقررات اللغة العربية، بدلا من كثير من الحشو الذي لا طائل منه.
2- طالب الكثيرون باعتماد ساعات داخل البرنامج المدرسي لتدريس فنون المسرح، ولم تجد هذه الدعوى صدى، وقد تكون الوزارة محقة في ذلك فالبرنامج ملئ بالمقررات المختلفة لكن المطلب الأكثر واقعية هنا، لماذا لا تعتمد الوزارة منهج الدراما الإبداعية، كطريقة من طرق التدريس التي تؤدي داخل الفصل؟  فمن المعروف أن أنشطة الدراما الإبداعية التي تعتمد على الارتجال والتعبير بالحركة ولعب الأدوار تنمي العديد من القدرات التعليمية، ومهارات التواصل بجانب ما يمكن أن تساهم فيه من خلال لعب الأدوار ومناقشة القضايا الاجتماعية والسياسية في التنشئة الثقافية والنمو المعرفي للتلاميذ، من خلال الاطار الدرامي الذي يتم به تجسيد ومناقشة هذا القضايا، وهذا المنهج من الأنشطة معمول به في كافة المؤسسات التعليمية في العالم من الروضة حتى نهاية المرحلة الثانوية، ومعتمد هنا في مصر في مرحلة الطفولة المبكرة ، وقد اثبت جدواه سواء مع الأطفال الأسوياء أو ذوي الاحتياجات الخاصة.
3- انتاج مسرحيات تربوية:
 تضم الوزارة بين العاملين في إدارة وتوجيه التربية المسرحية عدد كبير من المؤهلين فنياً سواء من خريجي المعاهد الفنية أو كليات التربية النوعية، فلماذا لا يستفاد منهم في المشاركة في إنتاج عدد من المسرحيات التربوية الهادفة المسايرة لخطة الوزارة والإدارة.
 يشارك فيها إدارة التربية المسرحية، والموسيقية، والفنية كل حسب تخصصه الفني وجميعها إدارات تتبع وكيل الوزارة للخدمات التربوية.
 ويتم تقديمها على مسارح الوزارة سواء مسرح اتحاد الطلبة أو المسارح الموجودة بالمدارس صيفا. ثم يتم تسجيلها وعرضها بأسلوب (الفيديو كونفرس) مع مناقشة لها من خبراء نقاد، لاستشارة الوعي بالعناصر الفنية المشتركة. وبالطبع مثل هذه الأعمال لن تتكلف الكثير، فالفنانون عاملون بالوزارة ولا يضار أن تصرف لهم مكافأة من ضمن المكافآت الكثيرة التي تصرف للعاملين بالدولة، والخامات لن تتكلف شيء والمسرح موجود. المهم النية في العمل.
4- الاحتكاك بالمسرح المحترف:
 والاحتكاك بالمسارح المحترفة خاصة مسرح الدولة والذي يقدم مسرحيات ذات مضمون وهادفة، ويشكو فى ذات الوقت ضعف المشاهدة، فلماذا لا يتم التنسيق بين وزارة التربية والتعليم، وإدارة هذه المسارح أو وزارة الثقافة على تخصيص حفلات للطلبة أيام الجمع والأحد (الاجازات الدراسية) بأسعار زهيده.
 كما يمكن أن تنظم المدارس زيارات لهذه المسارح لمشاهدة العروض الفنية المختلفة. ويا حبذا لو أعقب مثل هذه العروض مناقشات وحوار بين التلاميذ والفنانين المشاركين وأحد النقاد، حول المسرحية وشخصياتها وعناصرها الفنية0.
5- توظيف القنوات التعليمية بالتليفزيون :
 وبالمثل هناك سبع قنوات تعليمية فضائية يبثها التليفزيون المصري بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ، والتعليم العالي، فلماذا لا يخصص بعض الوقت فى كل منها وحسب توجهاتها واحتياجات مشاهديها تبعاً لمرحلتهم العمرية والدراسية. لتقديم برنامج أو أكثر عن التربية المسرحية أو واحد من فنون المسرح أو عرضاً مسرحياً يتم نقده ومناقشته. وأيضاً يمكن الاستفادة من تكنولوجيا الاتصال والفيديو كونفرنس في توزيعها وعرضها على كافة أنحاء الجمهورية في المدارس التابعة للوزارة.
6- المسابقات والعروض المسرحية:
 ومن خلال التعاون والتنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارتي الشباب والثقافة (الثقافة الجماهيرية) يمكن الاستفادة من امكانيات المسارح الموجودة في كافة محافظات الجمهورية لتقديم العروض والمسابقات المسرحية التي تقام بين المدارس المختلفة. والاستفادة من العروض الفائزة وتقديمها في الإجازة الصيفية داخل مسارح الشباب والثقافة الجماهيرية ،لتشجيع الطلبة والمدارس الفائزة، وتنمية الوعي المسرحي لدى الشباب ورواد مثل هذه المسارح.
7- إنشاء دور عرض مسرحي:
 أن تسعى الوزارة على إنشاء دوراً للعرض المسرحي بسيطة فى العمارة، في كل منطقة تعليمية على الأقل مستفيدة في ذلك من التصميم المعماري البسيط للمسرح، كما في المسرح المفتوح في دار الأوبرا (مسرح الأرينا الروماني) أو تصميم خشبة مسرح سهلة الفك والتركيب يمكن الاستفادة بها في أي قاعة في المدرسة أو الفناء، مع تجهيزها بمعدات إضاءة ومؤثرات صوتية مناسبة.
8- إقامة المسابقات للتأليف الدرامي :
 على الوزارة أيضاً القيام بالإعلان عن مسابقات في التأليف المسرحي بين العاملين بها أو من الخارج، للتأليف في موضوعات تقدم ضمن برامج التربية المسرحية، تتناسب مع احتياجات التلاميذ المعاصرة، نطرح لهم مشكلاتهم وحلولها ونجيب لهم عن كثير مما يعانون منه من مشكلات محلية – عالمية، اجتماعيه  وسياسية.
 وصرف مكافآت قيمة على المتميز منها، ومحاولة انتاجه في عروض تضمن لها الانتشار.
هذا بعض ما يمكن أن تساهم به وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الأخرى في محور تنمية الوعي المسرحي في مجال التربية المسرحية بالمؤسسات التعليمية.
ثانياً: إعداد الكوادر المتخصصة:
1- الكوادر المؤهلة أكاديمياً :
 من أهم المحاور التي يمكن أن تسهم بشكل جدي وفعال، محور إعداد الكوادر المتخصصة والمؤهلة أكاديمياً للعمل في المسرح التعليمي. فمن المعروف أنه وحتى الآن لا توجد المؤسسة التعليمية الجامعية التي تعلن صراحة أنها تهدف إلى تخريج وتأهيل (اخصائي للمسرح التعليمي)، حتى كليات التربية النوعية التي تؤهل وتخرج معلمي أو اخصائي (تربية موسيقية- تربية فنية – تكنولوجيا تعليم – اقتصاد منزلي) تأتي إلى تخصص المسرح وتدمجه ضمن شعبة الإعلام التربوي، دون تخصص أو اهتمام واضح بإعداد الطالب فيه.
 ومن هذا المنطلق نجد أن معظم من يلتحق بشعبة المسرح مع غياب الهدف منذ البداية، يعتقد أنه سوف يكون ذات يوماً نجماً مسرحياً أو مخرجا ومع أسوء الاحتمالات ناقد مسرحياً، أما العمل في مجال التدريس أو العمل كأخصائي مسرح، فهو واحد من الآمال المرجأة. والذي يضطر إليه عند الضرورة، وعندما يعمل به يختلق الاعذار ويستسلم للمعوقات ويعيش نادباً حظه ولاعناً الأيام والظروف.
 نفس الحال بالنسبة لخريجي أقسام المسرح بكليات الآداب أو خريجي معهد الفنون المسرحية، الجميع يدرسون وعيونهم على التليفزيون والسينما فقط. والحل .. الحل يبدأ منذ البداية .. عند الالتحاق بالكليات وأنسب كلية يمكن أن تساهم في تأهيل اخصائي المسرح التعليمي، هي كلية التربية النوعية، وحتى يمكن أن تحقق هذا الهدف، يمكن أن نتبع هذا المقترح.
‌أ- انشاء شعبة خاصة للمسرح التعليمي.
‌ب- الاهتمام بفصل شعبة المسرح التعليمي عن الإعلام التربوي.
‌ج- قبول الطلبة لشعبة المسرح التعليمي بناء على:
- التميز في المسرح المدرسي والحصول على جائزة أو شهادة تقدير من إدارة التربية المسرحية.
- عقد اختبار قدرات أدائية وثقافة فنية مسرحية يحقق لمن يتجاوزها الالتحاق بشعبة المسرح التعليمي.
د. إعداد المقررات الأكاديمية التي تسهم في إعداد اخصائي مسرح تعليمي (مسرح داخل المؤسسات التعليمية) مع التأكيد على.
- تدريس حرفية أعداد المسرحية التعليمية (مسرحية المناهج).
- تدريس حرفية اخراج المسرحية التعليمية.
- تدريس حرفية إعداد الممثل داخل المسرح التعليمي.
- تدريس حرفية توظيف وتدريس الدراما الإبداعية داخل الفصل.
- تدريس استخدام المسرح في الإرشاد النفسي وتعديل السلوك.
-  تدريس أحدث الخبرات العالمية في المسرح التعليمي.
- هذا بجانب المقررات التربوية والنفسية والفنية المكملة واللازمة لممارسة العمل كأخصائي مسرح تعليمي.
و- الاهتمام بالجوانب التطبيقية وورش العمل في البرامج التدريسية.
هـ-التكليف الالزامي لخريجي شعبة المسرح التعليمي للعمل بمدارس وزارة التربية والتعليم لمدة خمس سنوات على الأقل بعد التخرج للاستفادة من خبراتهم.
2- إعداد الكوادر من المعملين الأكاديميين :
 وحتى تستكمل إدارة التربية المسرحية احتياجاتها من اخصائي المسرح المؤهلين أكاديمياً، قد تضطرها الظروف للاستعانة بعدد من المعلمين من مدرسي المواد الأكاديمية الراغبين في العمل كمشرف نشاط مسرحي أو أخصائي مسرح. ويفضل لاختيار هؤلاء.
أ‌. أعداد اختبار قدرات وثقافة فنية للراغبين واختيار من يصلح منهم، ولديه حد معين من الخبرة والمعرفة الفنية والثقافية بمجال المسرح.
ب‌. إعداد برامج تأهيلية للراغبين في العمل كأخصائي مسرح للعمل على تنمية مهاراتهم الفنية، وقدراتهم، على هذا العمل، وتنقسم هذه البرامج :
- دراسة نظرية لفنون المسرح وتطورها مدارسها.
- دراسة نظرية وتطبيقه لفنون الأداء.
- دراسات تطبيقية للإخراج المسرحي.
- دراسات نظرية وتطبيقية للدراما الإبداعية داخل الفصل.
- دراسات نظرية وتطبيقية لإعداد المسرحية التعليمية.
- دراسات حول المسرح والارشاد النفسي.
- ورش عمل للإنتاج المسرحي. ويمكن الاستفادة من العروض التي تقدمها فرق الثقافة الجماهيرية بالمحافظة لتدريبهم عملياً على انتاج العرض المسرحي.
- التقويم المستمر لأدائهم من خلال النشاط المسرحي الذي يقدمونه على مدار العام. تبعاً للخطة الموضوعة من قبل الوزارة.
ثالثاً: منح اخصائي المسرح مزيد من الاختصاصات:
 يقولون أن المخرج هو المؤلف أو المبدع الحقيقي للعرض المسرحي، والمخرج أيضاً هو المسئول عن كافة عناصر العمل المسرحي، هو المنسق بين جميع المشاركين في إبداع عناصر العرض، والذين يعملون كل في مجاله وبإبداعه ليجسدوا في النهاية رؤية المخرج. هذا هو المخرج.
 وبالتالي عندما نطلب من اخصائي المسرح في المؤسسة التعليمية أن يكون مخرجاً، ونحرمه في نفس الوقت من كثير من اختصاصاته، فبالضرورة لن يستطيع أن يبدع بالقدر المطلوب، أو أن يعمل بالجدية اللازمة. وبدلا من أن يكون العمل مصدراًَ للمتعة ، يصبح مصدراً للنكد والخلافات الإدارية بينه وبين إدارة المدرسة من جهة، وبينه وبين التوجيه من جهة أخرى، لذلك لابد أن تمنح اللوائح اخصائي المسرح العديد من الاختصاصات التي تسمح له بالإبداع الحقيقي، وإثراء العمل في المسرح التعليمي عامة والتربية المسرحية خاصة. ومن هذه الاختصاصات:
1. منح اخصائي المسرح دوراً في اختيار وتحديد النصوص المسرحية المطلوبة.
2. عقد اجتماعات دورية لإخصائي المسرح في الإدارة المحلية أو الاقليمية لمناقشة مشكلاتهم وحلها.
3. تحديد العلاقة الإدارية الخاصة بالإنتاج المسرحي بين الاخصائي وإدارة المدرسة. وحصر مناقشة النواحي الفنية ما بين الاخصائي وتوجيه المسرح المدرسي.
4. تشجيع اخصائي المسرح على التعاون مع الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية مما يساعد على تقديم العرض المسرحي وتمويله بالشكل اللائق – القانوني.
5. اصدرا نشرات دورية، للتعليق على العروض المتميزة، ومناقشة مشكلات الأخصائيين المسرحين، ووسائل حلها مع السماح للأخصائيين بتحرير عدد من صفحاتها عن أعمالهم، ومشاكلهم. مما قد يحقق مناخاً من التعاون والمعرفة بين الجميع، ويقرب من وجهات النظر.
6. مشاركة اخصائي المسرح في وضع الخطة السنوية للإدارة من خلال الاستبيانات الخاصة بالتعرف على أرائهم واقتراحاتهم، وحصرها وتضمينها للخطة السنوية للوزارة، مما يشعر كل إخصائي بأنه مسئول عن هذه الخطة التي شارك في وضعها، وبالتالي عليه العمل على إنجاحها.
7. رفع أي رقابة فنية خارج التوجيه على النصوص المسرحية التي يختارها الاخصائي مما يكسبه الثقة في قدراته، على الاختيار لنص، واخراجه.
8. السماح للأخصائي المؤهل باختيار نصوص من التراث المسرحي العالمي أو العربي لتقديمه، خاصة في المدارس الثانوية. مما يعمل على زيادة الوعي بالتراث المسرحي، وتعريف التلاميذ من بروائع الأدب العالمي.
رابعاً: تحفيز التلاميذ على المشاركة:
 المسرح بلا ممثل، لا شيء، والمسرح بلا جمهور أيضاً لا شيء. فالمسرح كلمة وممثل وجمهور. والأمر هنا يتعلق بالتلميذ، التلميذ الممثل، والتلميذ الجمهور، والتلميذ الجمهور تحدثنا عنه عندما تحدثنا عن تنمية الوعي المسرحي، أما التلميذ الممثل عصب العرض المسرحي، فهو موضوعنا هنا.
 يشكو كثير من اخصائي المسرح في المؤسسات التعليمية من عزوف التلاميذ عن المشاركة في هذا النشاط، وتتراوح أسباب هذا العزوف، ما بين أسباب ترتبط بعلاقة التلميذ بالعملية التعليمية، وأسباب تتعلق بعلاقة التلاميذ بوالديه. وكلا السببين يمكن حسمها عن طريق بعض القوانين والمنح التي تحفز التلاميذ على الاشتراك في النشاط، وأولياء الأمور على الموافقة على مشاركة أبنائهم في نشاط المسرح التعليمي. وتقترح أن تحاول هذه القوانين أو المنح أن تحقق بعض ما يلي:
1. اعتبار النشاط المسرحي من الأنشطة المتميزة والمؤهلة للالتحاق ببعض الكليات والمعاهد الفنية (مثل كليات التربية النوعية أو معاهد وأقسام المسرح بالجامعات).
2. منح الطلبة المتميزون فى نشاط المسرح درجات تميز تضاف لمجموعهم فى نهاية العام.
3. مشاركة التلاميذ المقيدون بفرق المسرح في اختيار النصوص (من بين قائمة الوزارة) أو النصوص العالمية التي سيقدمونها.
4. استمرار النشاط المسرحي في الإجازة الصيفية، مع منح المشاركين الفرصة للمشاركة في معسكرات ترفيهيه صيفية. أو رحلات صيفية.
5. استخراج كارنيهات أو بطاقات عضوية بمسارح الدولة تسمح لحاملها من المشاركين فى فرق التمثيل بالدخول بأسعار مخفضة مع مرافقين من أولياء الأمور.
6. تتعاون المدرسة مع التلاميذ المشاركون في فرق النشاط، بإلحاقهم في مجموعات التقوية بأسعار مخفضة. مما يخفف العبء المالي على أولياء الأمور.
7. إعفاء الطلبة المتميزون في النشاط من دفع رسوم الأنشطة في المصاريف السنوية (المدرسية).
8. دعوة أولياء الأمور لحضور التدريبات ومناقشة من يرغب منهم فيما يتم.
9. دعوة أولياء الأمور المهتمين بالمسرح للمشاركة فى إنتاج بعض العروض بأى جهد متميز (تصميم – تنفيذ الديكور – التمثيل إذا لزم الأمر).
خامساً : البحث عن مصادر جديدة للتمويل :
 كل مخرج يأمل أن يكون إبداعه المسرحي على أفضل ما يكون لكن العقبات البشرية والمادية قد تقف حائل أمام تحقيق كل أماله، أما العقبات البشرية فيمكن التغلب عليها – وأقصد هنا قدرات الفنانين – من خلال التدريبات المستمرة وتفسير وشرح تفاصيل العمل.
   أما العقبات المالية، فتشكل أهم العقبات أمام تحقيق الآمال، والأحلام. خاصة وأنه كما أثبتت بعض الدراسات ، أن هناك عروضاً تتم بدون ميزانية مخصصة من قبل الوزارة. لذلك وللتغلب على مشكلة التمويل المالي للعرض، يمكن لإدارة التربية المسرحية، أن تنظر لبعض الاقتراحات التي جاءت بها دراسات من واقع الحياة المسرحية في المؤسسات التعليمية فى مصر، أو من الخبرات الأخرى في هذا المجال، ويمكن أن رصد بعض هذه الاقتراحات فى :
1- أن تقوم إدارة الوسائل التعليمية بالوزارة بالاتفاق مع إدارة التربية المسرحية بإعداد المؤثرات الصوتية مثلاً، أو أن تساعد من خلال خبرائها بالمساعدة فى تنفيذ بعض وحدات الديكور، خاصة أن تطلب الأمر شرائح أو أفلام أو تسجيلات وثائقية تعرض من خلال جهاز عرض فيديو.
2- أن تقدم إدارة التربية الفنية مثلاً بالمساعدة فى تصميم الديكورات والملابس. وهذا بالطبع سيوفر كثير من التكلفة ويثرى العرض المسرحي فنياً.
3- دعوة المؤسسات الأهلية ورجال الأعمال لدعم بعض العروض المسرحية، ولو بقصد الدعاية والإعلان عن منتجاتهم بالصورة اللائقة، أسوة بما يتم مع الفرق الرياضية المحترفة، وبالشكل الذى يضمن قانونية تصريف الأمور.
4- اتباع نظام الراعي الرسمي لمسابقات المسرح المدرسي، مقابل عائد مادى ، لهذا الراعي يحصل عليه بأساليب مشروعة لا تسئ لتربوية المسرح، مثل إقامة معرض لأدوات كتابية أو معرض كتب مواز للعروض.
5- تقديم عروض مسرحية تربوية بالاتفاق مع بعض الجمعيات الأهلية التى تهتم بقضايا التربية والمجتمع (الجمعيات التى ترعى ذوى الاحتياجات الخاصة مثلاً).
هذه بعض الاقتراحات التي يمكن أن تساهم في إحياء ونمو النشاط المسرح داخل المؤسسات التعليمية فيما يعرف بنشاط التربية المسرحية.
هذه بعض الاقتراحات التي قد تساعد على تطور انشطة التربية المسرحي .
لكن ماذا عن مسرحة المناهج الشق الثاني من المسرح التعليمي في المؤسسات التعليمية ؟
هذا سيكون محور الاجزاء التالية .
1- Man fred Jahn : A guid to the theory of Drama, www. Uni-koelu de/ pppp/Drama.
2- Theater in education : op.

 


كمال الدين حسين