مفيد عاشور: «رسائل العشاق» تقدم «مولانا» طبيبا نفسيا يعالج بالحب

 مفيد عاشور: «رسائل العشاق» تقدم «مولانا» طبيبا نفسيا يعالج بالحب

العدد 647 صدر بتاريخ 20يناير2020

يقدم الفنان مفيد عاشور دور جلال الدين الرومي في عرض “ رسائل العشاق” على مسرح ميامي حاليا،  قدم عاشور منذ الثمانينيات العديد من الأعمال التي تركت أثرا قويا لدى مشاهديه، منها في الدراما التليفزيونية: ليلة القبض على بكيزة وزغلول، ورحلة أبو العلا البشري، ليالي الحلمية، قضاة عظماء، رأفت الهجان، سلسال الدم، رحيم، وحدوته مره، وله في الإذاعة:  الحادثة، شتات الشهبندر، كما شارك في عدة أفلام سينمائية منها: امرأة آيلة للسقوط، دماء على الأسفلت، أما في المسرح فقد شارك في عدد كبير من العروض  المسرحية رحلة التنوير، الأيام، العسل عسل، وأخيرا رسائل العشاق، العرض الذي يدور في إطار اجتماعي حول مشاكل العلاقة بين الرجل والمرأة ..التقينا به للحديث عن دوره في المسرحية وبعض القضايا الأخرى.
- ما الذي جذبك للعب شخصية الرومي في العرض؟
أجسد فكر وفلسفة جلال الدين الرومي، وليس دراما علاقته بأستاذه شمس الدين التبريزي كما يقدم في مسرحية قواعد العشق الأربعون التي تعرض حاليا.. التناول هنا مختلف وهو ماذا إذا بعث جلال الدين الرومي من قبره في تركيا بعد 800 سنه من وفاته، وجاء إلى المكان والزمان الحالي، وطُرحت عليه المشاكل الدائرة بين الرجل والمرأة!! كيف يوجد لها الحلول، فنحن نقدمه  بوصفه طبيبا نفسيا لديه عيادة  أسميتها أنا عيادة الحب، وتعرض عليه الحالات ومشاكلها ويقدم لها الروشته الناجعة .  قدمناه من تلك الزاوية لما له من مقولات مستفيضة جداً عن المرأة.
- كيف عملت على البناء التاريخي للشخصية؟
حين تكتب عن مولانا جلال الدين الرومي لابد من قراءة كل ما كتب عنه من مقالات بالإضافة لمؤلفاته، ولتقدم أيا من الشخصيات التاريخية فإنك تقدم فكر وفلسفة الشخصية، وقد قرأت العديد من كتبه منها : فيه ما فيه، المثنوي، ورباعيات جلال الدين الرومي.. الرومي في رسائل العشاق ليس منغمسا في التاريخ، بل هو موجود في عصر مختلف عن عصره، بين أشخاص بثقافات وفكر مختلفين، لنكتشف أن فلسفته كانت تصلح لحل مشاكل البشر الآن، وأننا إذا ما طبقنا فلسفته في الحب لما وجدت الحروب، ولأحب المدراء موظفيهم والزملاء بعضهم البعض، وساد الحب بين الناس.
- لماذا لم تستعينوا بأشعار الرومي واستعنتم  بأشعار مؤلفة خصيصا؟
لأنها ستكون صعبة على المتفرج لعمقها الشديد، فعلى سبيل المثال”العشق نبع فانغمر، كل قطرة تنفصل، عمر مستجد” تلك من رباعياته التي لن يفهمها سوى العارف بها، كذلك “المثنوي” لتستطيع فهم الجزء الثاني لابد من قراءة الجزء الأول وحتى تفهم الجزء السادس عليك بقراءة الأجزاء الخمسة الأولى، وكل كتاب منهم خمسمائة صفحة، ليس من السهل على المتلقي العادي فهم أشعار الرومي .
- هل هذا سبب تجاهل المخرجين لمؤلفاته على الرغم مع ثراء الشخصية؟
بالفعل هو شخصية ثرية جدا، وهناك الكثير يمكن تقديمه على خشبة المسرح من مؤلفاته، و تناولها من زوايا مختلفة أتمنى الانتباه إليها والبدء في تقديمها، حيث كان هناك تجاهل تام له، وسعيد جدا لوجود عملين عنه على الرغم من اختلاف التناول والمضمون وقد أعاد البيت الفني للمسرح عرض مسرحية قواعد العشق الأربعون، بالإضافة لمسرحيتنا والتي اعتبرها فكرة رائعة أن نحضر جلال الدين الرومي ليحل مشاكلنا في العصر الحديث.
- المسرحية تناقش المشاكل الزوجية فهل يمكن للمسرح إصلاح ما أفسدته الوسائل الأخرى من تشويه للأسرة والمرأة؟
المفترض أن يكشف الفن الغطاء عن المشكلة ويطرح بعض الحلول، فمسلسل ليالي الحلمية مثلا تناول العلاقات بين الرجل والمرأة، منها العلاقات السوية وأخرى غير السوية، وكان لدى الراحل أسامة أنور عكاشة القدرة على بناء الشخصية على المستوى النفسي، فعرض لنا شخصية آثار الحكيم التي نشأت في أسرة مفككة وظلت حائرة طيلة الوقت، فهي على المستوى النفسي تحمل تراكمات غير سوية وعلى الجانب الأخر ممدوح عبد العليم يعد تجسيدا لشخصية غير سوية على المستوى النفسي، وحين أقاموا علاقة أنتهت لأن البناء النفسي للشخصيتين معقد، وهذا البناء النفسي للشخصيات لا تجده في الأعمال المقدمة اليوم، وعلى الرغم من ذلك لا أتخيل أن هناك فنانا أيا كان ممثلا أو مؤلفا أو فنانا تشكيليا لا يعرف علم النفس، لكن من يمكنه توظيفه واستخدامه؟وفي هذا الصدد قدمت في رمضان مسلسل”حدوته مره” وأزعم أن مؤلفه الشاب بنى الشخصية وعلاقاتها المتشابكة بشكل رائع..من المهم أن نقدم أعمالا تناقش ذلك ولا يمكننا غض البصر عن علاقات المرأة بالرجل لأنهما هما المجتمع وخاصة المرأة، ولهذا قال شوقي : الأم مدرسة .
- لماذا استخدمتم العامية إلى جانب الفصحى في المسرحية؟
لا يمكننا جعل جلال الدين الرومي يتحدث بالعامية، فجئنا به من عصره بهيئته ولغته في عصر يتحدث بالعامية، كان يمكن لباقي الفريق التحدث بالفصحى لكن وجدنا أن الأنسب والأجمل أن يشعر المتفرج أو المتلقي أنه موجود معنا على المسرح لأننا استعنا بست شرائح مختلفة من المجتمع، منها الفتاة التي تتعرف إلى شاب عن طريق الفيس بوك ثم يُصدم أحدهما أو الاثنين معا حين يلتقيان لأن الصورة التي في مخيلة كل منهما عن الأخر اختلفت عن الحقيقة تماما فيحدث استنكار واستنفار، وأيضا الرجل الذي يشك في زوجته .. إن توحد المتلقي مع المشكلة سيجعله معنا ولذلك كان لزاما أن يتحدث الرومي الفصحى والممثلين الآخرين بالعامية.
- لماذا لا نرى كثيرا أعمالا بالفصحى ؟
لم يعد هناك إنتاج للأعمال التاريخية أو الدينية، وليس هناك مسرح بالفصحى ويُسأل في هذا للأسف القائمين على عملية الإنتاج المسرحي والإنتاج التليفزيوني، ومع الحديث عن ذلك لأول مرة بعد غياب لأكثر من عشرة سنوات قرروا إنتاج مسلسل تاريخي عن خالد بن الوليد، فأتمنى أن يكون العام القادم هناك أكثر من عمل لأن الناس لديها شغف وشوق للأعمال التاريخية.
- أترى أننا في حاجة للأعمال الصوفية مع انتشار كل هذا العنف في المجتمع؟
لم نتطرق لصوفية جلال الدين الرومي، العمل حالة لا تحمل الغطاء الصوفي للعرض كله وإلا كنا سنضطر لتقديم علاقته بشمس الدين التبريزي وتلاميذه، وإن أردنا يمكننا استقطاب الرومي بمدرسته الصوفية، وفي النهاية الصوفية تدعو للإنسان الكامل، المتجرد من الأطماع البشرية، وكل الصفات البشرية ليتحول لشخص شفاف رقيق، ولذلك نجد الصوفي الحقيقي يحب الجميع، أتمنى بالتأكيد أن تقدم الكثير من الأعمال الصوفية في ظل ما تمر به المجتمعات الآن.
- ما السر في حب مفيد عاشور للمدرسة الأسلوبية في الأداء؟
أحب آل باتشينو ودي نيرو وأحمد ذكي ومحمود يس ونور الشريف، أحب تلك المدرسة في التمثيل، و حتى أقدم جلال الدين الرومي قرأت كثيرا جدا له وعنه، أنت مضطر أن تدخل المعطيات والمعلومات التي حصلت عليها عن الشخصية فلسفتها وأفكارها، ثم تقرأ الاسكريبت لتحرك هذه الفلسفة من خلاله، ثم تترك الشخصية تختمر بداخلك وتبنى خطوة بخطوة، إنها مدرسة إيليا كازان استوديو الممثل، والتي من خريجيها جاك نيلسون وآل باتشينو وتوم هانكس وجون كازافيتيس، جوني ديب، وميريل ستريب.. فيها يتعين البحث داخلك عن مشاعر مشابهه للشخصية وان تقدمها بأسلوبك، مدرسة تعتمد على الاندماج، أن تخرج الشخصية من خلالك تلبسها وتخرج محملة بكل ما جمعته عنها وقد تخرج دون أن تدري فتكون مستغرقا في الشخصية، مدرسة الاندماج الواعي وليس الكامل، هي من أرقى مدارس التمثيل،، والشخصية هنا في “رسائل العشاق” لا تخضع لتلك المواصفات، لأنها تُعرض حالة أمام جلال الدين الرومي ويقدم هو الروشته فهو مندمج مع الحالة ويصف العلاج، وليس في علاقة صراع أو دراما بما فيها من شد وجذب.
- لماذا جسدت شخصية د.طه حسين في ثلاثة أعمال في المسرح والتليفزيون ؟
كان لطه حسين موقع ومكانة خاصة في حياتي، ولدي فكرة عن مؤلفاته، في  المرحلة الإعدادية درست قصة الأيام ثم في المرحلة الثانوية قصة الشيخان، وفي هذا الوقت لم يكن هناك وسائل إعلام سوى الإذاعة والتليفزيون، واعتدت سماع العديد من الفقرات والبرامج في الإذاعة -أثناء المذاكرة- وكان ضمن هذه البرامج مسلسل “أديب” لدكتور طه حسين والذي كان يقدمه بصوته، وقد لفت انتباهي هذا الصوت، وتابعت المسلسل كاملا لأعرف القصة واستمتع بصوته، وبعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية مباشرة رشحني د.حسين جمعة “رحمه الله” لأجسد شخصية طه حسين في مسرحية “رحلة التنوير”، وكانت عن جزء من حياته وهي ما قبل سفره لباريس و حتى عودته إلى مصر، ولأنه سبقني في تقديم شخصيته الفنان محمود يس في السينما، والفنان أحمد ذكي في التليفزيون، فقد شكل الأمر لي تحد كبير في بداياتي الفنية، و حذرني بعض الزملاء من تقديمها لكن لحبي الشديد له قبلت التحدي ولاقت نجاحا جيدا، وشاهد المسرحية الراحل إسماعيل عبد الحافظ في المسرح القومي، وطلب مني تقديم دور طه حسين في “الوسيه”، ثم منذ ثلاثة أعوام قدمت مسرحية “الأيام”عن قصة حياته كاملة، طه حسين كنموذج من النماذج المتحدية، الطفل الكفيف الذي وصل إلى أقصى مراتب العلم والتقدير حتى صار وزيرا للتربية والتعليم في مصر، وهو صاحب المقولة العظيمة: التعليم كالماء والهواء.
- لماذا لا تحظى أعمال السيرة الذاتية بفرص مناسبة على خشبة المسرح ..وهل هناك شخصية تتمنى أن تجسدها على خشبة المسرح؟
نحتاج لتقديم شخصيات تاريخية لها تأثير على المجتمع وصاحبة فكر وتوجه مثل شخصية الرومي، وبالنسبة لي فقد سبق وقدمت في التليفزيون جمال الدين الأفغاني في بوابة الحلواني وأحمد بن أبي داوود في عصر الأئمة، ومن هنا استطع القول أن الشخصيات التاريخية الغير معاصرة تجعل لدى الممثل الحرية في التعبير عن الشخصية لأن كل مايربطه بها مجرد صورة في مخيلته، بينما الشخصيات التاريخية الحديثة مثل شخصية الرئيس أنور السادات التي جسدتها في إمام الدعاة، ومحمد الموحي في العندليب، وفي الإذاعة جمال عبد الناصر، فهي شخصيات تاريخية معاصرة عرفها الناس وتلك هي الأصعب في تقديمها .. أتمنى أن يقدم البيت الفني شخصيات تاريخية معاصرة لها تأثيرها في المجتمع وتمثل قدوة للشباب على خشبات مسارحها، ومصر زاخرة بتلك الشخصيات، وبالنسبة للشخصية التي أتمنى تقديمها على خشبة المسرح فليس هناك شخصية بعينها، لكنني عاشق لدور “شايلوك” في مسرحية تاجر البندقية لوليام شكسبير وأحب أن أقدمها.
- أنت  محب للشاعر  فؤاد حداد حتى أن البعض يعتبرك من دراويشه.. ماالذي يعنيه لك ذلك؟
قد أقرأ له بيت شعر جميل لكن يختلف الأمر حين أقدمه في أمسية كالتي قدمناها على خشبة المسرح القومي، وكان لابد أن أقرأ عنه جيدا قبل قراءة شعره، لأتعرف على البناء النفسي للشخصية حتى أعرف كيف كتب شعره، وكيف قضى السنوات في المعتقل، وما الذي حدث له بعد خروجه، كل الملابسات التي تدور حول الشخصية، ثم أقرأ دواوينه وأشعاره، وحين أقول معجبا “الله” فإنها  تختلف في إحساسها عن التي يقولها درويش من الصوفيين لأن هناك صله بينه وبين الله وهذا ماقصدته، حين قلت أني أصبحت من دروايشه فهذا لأني “استطعمت” أشعاره، وفي رأيي إذا كنت وزيرا للتربية والتعليم سأجعل ضمن المقرر الدراسي قصائد لفؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودي، وسيد حجاب حتى أكوِّن لدى الطفل ذائقة تميز بين ما يقوله حمو بيكا وبين الشعر الحقيقي.
- عملت وعاصرت عدد من النجوم الكبار فما الفرق بين أسلوبهم في الأداء وما يقدم الآن؟
كان من أساتذتي مع حفظ الألقاب كرم مطاوع وجلال الشرقاوي وسعد أردش وسناء شافع ولكل منهم أسلوبه في الإخراج، وليس من العدل التوقف عندهم فلدينا الآن جيل جيد من مخرجي المسرح الشباب والممثلين، ومصر “ولادة”وتنجب مبدعين باستمرار وعلى سبيل المثال لا الحصر المخرج عصام السيد، ناصر عبد المنعم، إسلام إمام، تامر كرم، وهناك الكثير غيرهم حتى لا ننسى أحدا.
- إذن أين تكمن الأزمة الحقيقية للمسرح ؟
الأزمة في الإيمان والإنتاج، الإيمان برسالة المسرح في المجتمع، وأزمة إنتاج بأن تخصص ميزانية كبيرة للمسرح-اعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا- دون انتظار عائد مادي منه، فوزارة الثقافة من مهامها الأساسية التوعية والتنوير والتثقيف وأن يكون لها رسالة اتجاه الشعب، والمفترض أنها غير باحثة عن الربح المادي كما كانت حين أنشأها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكان وزيرها ثروت عكاشة، ولهذا كان يمكنهم تقديم عمل عن يوليوس قيصر أو مسرحيات شكسبير لأن الهم الأكبر أن يدخل الناس للمسرح حتى يرتقي فكرهم، لأن الفن عموما يرتقي بمزاج المتفرج إذا كان فناً حقيقياً، بينما الآن يحزنني سماعهم فرحين لكسر حاجز المليون إيرادات وطنطة فارغة لا علاقة لها بدور الثقافة، عليهم الإيمان اولا برسالته وإنتاج الكثير من العروض، وفي رأيي ميزانية البيت الفني للمسرح يجب أن تكون بحجم ميزانية التربية والتعليم، إذا كانوا يتلقوا العلم في المدارس، فأنت تلقن الشعب كله دروس في السلوك والرقي من خلال فن المسرح.
- في التربية والتعليم لا يهتمون جديا  بالمسرح، مارأيك ؟
للأسف الشديد تلك حقيقة، أذكر أنه كان لدينا في كل مراحل التعليم مسارح في المدارس، وكان هناك اهتمام بالنشاط المسرحي بشكل كبير بينما الآن تُحول المسارح لقاعات وفصول دراسية، فللمسرح المدرسي دور هام يجب الانتباه إليه أيضا.
- لماذا تحرص على تقديم أعمال الدراما الصعيدية على الرغم من صعوبتها أحيانا لاختلاف اللهجات من مكان لأخر؟
الدراما الصعيدية لها مكانة خاصة لدي ولدى المشاهدين بشكل عام، لأنها شديدة الخصوصية والمصرية، بالإضافة لكونها تحمل عادات وتقاليد تجعل من يتابعها يجد نفسه فيها، أحب الدراما واللهجة الصعيدية بشكل خاص، وعلى الممثل أن يجيد جميع اللهجات بأن يكون لديه أذن موسيقية تستطيع التفرقة بين اللهجات المختلفة فاللهجة الصعيدية تختلف عن الريفية وعن البدوية والسورية والسعودية..ألخ، جميعها لها موسيقى إن لم تملك أذنا موسيقية فلن تجيد أي منها، وأذكر ان من شدة إعجابي وإتقاني للهجة الصعيدية  أخت صديقي الشاعر عزت الطيري قالت له: هذا صعيدي مثلنا.
- أين أنت من السينما ؟
قدمت أثناء دراستي بالمعهد وبعد التخرج ما يقرب من ثمانية عشر فيلما مع عاطف الطيب، مدحت السباعي، وتيمور سري، وغيرهم، أما الآن ومنذ أعوام علاقتي بالسينما هي أني متفرج أشاهدها فقط في دور العرض إن ذهبت إليها، لكني حريص على متابعة أفلام بعينها لبعض الممثلين الذين أحب متابعتهم.
- أيهما يمثل شغفك الأكبر التليفزيون أم المسرح أم الإذاعة؟
لكل وسيط وسائله الخاصة في التعبير، لكن التمثيل لا يختلف سواء كان على المسرح او غيره، تختلف أداة التعبير، ففي الإذاعة تعتمد على الصوت لكن لا يعني ذلك ألا أشعر بل أمثل كما لو كنت أمام الكاميرا، لكن يبقى المسرح أبو الفنون، فحين يُصور مشهد للسينما أو التليفزيون ويكون تعبيري دون المستوى أو هناك مشاكل على مستوى الإضاءة أو التصوير يُعاد المشهد مرة أخرى، بينما المسرح لا يُعاد على الإطلاق، وعلى الممثل أن يكون شديد التركيز، لأنه يقدم عملا كما لو كنا نصور one shot يشاهده المتفرج إجمالا ويكون المتفرج حاضرا بشكل قوي، وهو الطرف الهام في المعادلة الفنية، في الوسائط الأخرى المتفرج يأتي في مرحلة متأخرة حيث يتم التصوير أولا ثم يعرض على المشاهد، بينما المسرح المتفرج في المقدمة، وإذا لم يحضر لن تستطيع العرض نهائيا، كما أن الممثل يحصل على تقديره فورا دون مجاملة أو طنطنة ولهذا أعشق المسرح لأنه اللقاء الحي بين الممثل والمتفرج.
بخلاف رسائل العشاق ما الذي تجهز له الآن؟
أشارك في مسلسل سيف الله المسلول خالد بن الوليد للمخرج رؤوف عبد العزيز وسيعرض خلال شهر رمضان، بالإضافة لمسلسل جوارح الغربان للمخرج حسني صالح والذي سيعرض بدأ من يناير 2020.

 


روفيدة خليفة