دينا أمين: عودة التجريبي واستمراره دليل على ريادة مصر للحركة المسرحية

دينا أمين: عودة التجريبي واستمراره دليل على ريادة مصر للحركة المسرحية

العدد 527 صدر بتاريخ 2أكتوبر2017

معايير اختيار العروض فنية بحتة ولا علاقة لها بالسياسة

زيادة عدد العروض مطلوب في المهرجانات العالمية لتحقيق بانوراما مسرحية ثرية

دينا أمين مخرجة مسرحية وأستاذ مساعد بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الأداب، ومدرس الدراما والأدب المقارن، بالإضافة لحصولها على العديد من الدرجات العلمية، منها الدكتوراه في الأدب الدرامي، ودرجة الماجستير في الإخراج، كما قامت بإخراج العديد من العروض منها ماتصنفنيش وسجن النسا ، ولها عدة مؤلفات منها ألفريد فرج والمسرح المصرى.
 حصلت على العديد من الجوائز  عن فعاليات الدورة ال 24 من المهرجان كان لمسرحنا معها هذا اللقاء.
                                                                                                                                                              حوار: روفيدة خليفة

بداية كيف كان الترتيب للافتتاح ؟
كان الإفتتاح مختلفا ليس فقط عن العام الماضي بل عن السنوات الماضية كلها، حيث يمثل الإفتتاح تعريفا بالمهرجان ودورته الحالية ، وقد جمعنا بين التراث والتجريب فقدمنا فقرة التنورة من تراثنا المصري الجميل ، أبهرت جميع الحاضرين ، وتم تكريم خمسة من الشخصيات المسرحية من بلاد كثيرة هي الصين وألمانيا وأمريكا والعراق ومصر، بالإضافة لتكريم إسم الراحل محفوظ عبدالرحمن ، وقدمنا مسرحية الشقيقات الثلاثة من جورجيا وهي مسرحية ممتازة وقوية .. فنحن في مطبخ المهرجان ننشغل بتفاصيل كثيرة جدا .
- ما الجديد أيضا الذي حرص المهرجان على تقديمه؟ وما الذي يميزه؟
كل دورة لها إضافاتها من فعاليات وإختيارات كثيرة ، ما يجعلها مميزة ومختلفة عما سبقها ، وهذه الدورة لدينا 40 دولة مشاركة مابين متحدثة في سيمنار ومدربة في الورش وممثلة ومخرجة في عرض لفرق مسرحية ،ففي العام الماضي أضفنا الورش المسرحية ونجحت نجاحا كبيرا ونُقدم هذا العام تسعة ورش ، و إستعنا بمدربين من كل أنحاء العام متميزين ومتخصصين في كل تخصصات المسرح وعناصره من الإضاءة المسرحية والكتابة والإخراج والحركة والموسيقى والغناء ، علاوة على ذلك تم تطوير الندوات الفكرية وبلورناها لتكون مؤتمرا علميا مصغرا يحضره ويشارك فيه نخبة من أكبر الباحثين في مجال الدراما والمسرح .
-ما المعايير التي تم إختيار العروض العربية والأجنبية بناء عليها ؟
المعايير كانت فنية بحته لا علاقة لها بالسياسة ، فمستوى العمل وجودته هي التي كانت ترشح العمل للمشاركة .
- لماذا تمت زيادة عدد العروض ؟
في المهرجانات العالمية عموما تكون زيادة عدد العروض يكون مرحبا به لعمل بانوراما واسعة من الأعمال التجريبية والمعاصرة من العالم كله ، فتيم تبادل الثقافات بين الفرق المشاركة ، وللإكثار من حالة الزخم الفكري .
- وماهي آلية إختيار العروض المصرية؟
بالنسبة للعروض المصرية فلائحة المهرجان التجريبي تتضمن إختيار العرضين الفائزين بالمهرجان القومي للمسرح وبالرغم من ذلك أضفنا عليهم خمسة عروض مصرية أخرى حتى نشجع الأعمال المسرحية المصرية المتميزة ، كما نعطي الفرصة لضيوف المهرجان حتى يشاهدوا المسرح المصري ويتعرفوا عليه بشكل أوسع وأكبر.
- هل هناك تفكير في تغيير لائحة المهرجان خاصة فيما يتعلق بإختيار عرضي المهرجان القومي ؟
لا أظن ذلك، فحتى إن كان العرض “كلاسيكي” فهو إنتاج و تحليل عصري ، و جزء من طبيعة المهرجان “المعاصر”
- وهل تعتقدين أنه سيكون للمهرجان تأثير على المسرح العربي؟
 نتمنى ذلك لإن الثقافة المسرحية يتم تحصيلها عن أحد الطريقين إما مشاهدة المسرح أو تعلم المسرح، وهناك 25 عرض مسرحي تقدم بالمجان للجمهور، و 12 عرض أجنبي، وسبعة عروض عربية ، وسبعة مصرية ، فلدينا بانوراما كبيرة نقدمها للمتخصصين وللجمهور والمتحمسين للمسرح من الناحية العلمية .
- ما المعوقات التي واجهتكم أثناء تنظيم المهرجان؟
 أهم العوائق دائما هي الدعم المادي ، فالمهرجان ليس ممولا ولا ندعم العروض ماليا ، لذلك فالفرق هي التي تتحمل نفقاتها وكثيرا ما لاتحصل على الدعم من بلادها فتعتذر عن المشاركة في المهرجان في أخر لحظة .
- هل هناك أسباب أخرى للاعتذار وكيف تواجهون الموقف ؟
 نفاجأ أحيانا بإعتذارات في أخر لحظة، ولابد أن نتوقعها ونتعامل معها ، والعروض التي إعتذرت كانت “بلاسمية” من المغرب و”في قلب الحدث” من السويد وأخيرا “ميديا” من أرمينيا ، والسبب هو عدم قدرتهم على الحصول على التمويل المالي من جهات أخرى بالإضافة لتأخر البعض عن إرسال الأوراق الخاصة بالفرقة .
- في رأيك كيف كان تأثير عودة المهرجان التجريبي بعد التوقف؟
 تأثير كبير طبعا، و دليل قاطع على أن مصر عادت رائدة للحركة المسرحية و الإبداعية و هو مكانها الأصلي .
- كيف ترين تأثير عودة المهرجان في المحيط العربي ؟
 المهرجان يمتد تأثيره على الحركة المسرحية في الوطن العربي طبعا، فكلنا كمسرحيين عرب تعد المهرجانات فرصة رائعة ليس فقط للإلتقاء بل لتوحيد مسرحنا ككتلة شرق أوسطية مهمة، وتلاقي أفكارنا.. كما أن من المهرجانات تتولد مشاريع أخرى ،وقد بدأ ذلك بالفعل منذ الدورات السابقة حيث تم عمل بروتوكولات بين المهرجان والهيئة العربية للمسرح وتم دعوة عروض عالمية من مهرجان القاهرة إلى مهرجانات أخرى في الوطن العربي ، كما يتيح المهرجان فرص كثيرة للتعاون بين الفرق العربية المختلفة والمسرحيين العرب، بالإضافة لإقامة الندوات الفكرية التي تفتح المجال للمناقشة والتواصل الفكري بين الأكاديمين من مختلف الدول العربية .
- هل كانت هناك أهداف معينة تم بناء عليها اختيار محاور الندوات والورش ؟
 نعم، في الندوات كان التصور هو خلق مؤتمر علمي حقيقي، لذلك استعنا بباحثيين مهمين في مجال النقد و الأدب الدرامي، وإخترنا موضوعات و محاور جديدة و مهمة للندوات ، أما بالنسبة للورش فقد حرصنا على أن تعالج عناصر المسرح المختلفة من جميع الجوانب من إضاءة إلي حركة و رقص و كتابة و إخراج و تراث ، وأضفنا ورشة مسرح الشارع لإسلام سعيد لأن في مصر قدرات و مواهب حقيقية
 أحد المحاور هو الفرجة الثقافية فماذا يُعني المصطلح وما أهمية طرحه كأحد المحاور؟
 - هل فكرتم في توثيق فعاليات عروض وورش وندوات ؟
بالطبع يتم التوثيق بشكل يومي لكل فعاليات المهرجان التجريبي .
- لماذا لا توجد قناة للمهرجان على “ يوتيوب” تبث فعالياته مباشرة ؟
الفكرة جيدة ونتمنى أن نحققها خلال الدورات المقبلة.
 - هل تؤثر فكرة إلغاء التسابق على جودة العروض وما رأيك فيها ؟
قرار إلغاء التسابق يتعلق برؤية إدارة المهرجان ضرورة التركيز على جودة الأعمال وليس على تصارعها من أجل الفوز بالجوائز ، فهذا يجعله كرنفالا للإحتفال بالمسرح وتبادل الثقافات .
- ما الذي ينقص المهرجانات عموما في مصر مقارنة بالمهرجانات الأجنبية؟
الميزانية فلابد من توافر ميزانيات تكفي لاحتياجات المهرجانات.
 - ما الجديد لديك خلال لفترة القادمة ؟
أنا المسؤلة عن عروض قسم الإنجليزي في جامعة القاهرة، وقد كونت فرقة ممتازة من طلابنا وأخر عمل كان في إبريل الماضي حيث أخرجت عرض “الفرافير” ليوسف إدريس ، وكنت أحلم بتقديمها عل المسرح لأني من عشاق نظرياته المسرحية ، والآن أعمل مع مجموعة من طلاب القسم لتقديم نص لشيكسبير في ذكرى العظيمة نهاد صليحة ، فهي خريجة القسم وأهم ناقدة مسرحية عربية، وقد وقفت بجانبي وشجعتني منذ بدأت عملي في جامعة القاهرة .


إبراهيم جلال

Ibrahim@gmeil.com